1

خطاب غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الصعود على جبل الزيتون في دير إليونا الروسي

عزيزي قدس الأب رومانوس،

الآباء الأجلاء،

الرهبان والراهبات،

الأخوات والأخوة،

 

في عيد الصعود المجيد هذا، والذي هو ختم القيامة العظيمة، ننضم إلى كلمات الترنيمة القديمة هاتفين،

 

 لمَّا أَكمَلتَ التَّدبيرَ الذي مِن أَجلِنا،
ووَحَّدتَ الأرضيَّاتِ بالسَّماويَّات،
صعِدتَ بمجدٍ أيُّها المسيحُ إلهُنا،
دونَ أّن تبرَحَ مكانًا،بل لابثًا غيرَ مُنفصِلٍ.
وهاتِفًا بمُحبِّيكَ: أنا معَكُم وليسَ أحدٌ عليكُم.

بهذه الترنيمة نفهم المعنى العميق للصعود، وهو أنه على الرغم من أن ربنا يسوع المسيح قد ذهب إلى الآب لتهيئة مكان لنا، إلا أننا ما زلنا مرتبطين به ارتباطًا وثيقًا؛ أي نحن غير منفصلون عنه، كما تقول الترنيمة بوضوح.

هذه العلاقة التي لا تنفصم مع ربنا يسوع المسيح، والتي تجد أعظم تعبير لها عبر الاحتفال بالقداس الإلهي، هي تأكيدنا على تأليهنا النهائي. هذا هو هدف كل مسيحي، ويجب أن يكون هدف اتحادنا الكامل مع الله هو المحور اليومي لحياتنا الروحية. وهذا التأكيد هو أيضًا مصدر قوتنا وعزائنا في أوقات الشدّة والصعوبات.

في العام الماضي خلال هذا العيد، لم نتمكن من أن نكون معكم. لكن فرحتنا هذه السنة مكتملة بقدرتنا على أن نكون في هذا المكان المقدس في هذا اليوم. وهذا يذكيرنا بقوة أن الأماكن المقدسة، التي وضعتها العناية الإلهية تحت وصاية وحماية بطريركيتنا المقدسية، ليست مجرد أماكن أثرية تاريخية؛ بل على العكس، فهي شاهدٌ حيٌّ على تاريخنا المقدس وهي أماكن صلاة وعبادة وبالأخص لإقامة الإفخارستيا الإلهية.

خلال سر الإفخارستيا الإلهي هنا، تجمع الكنيسة الأم في أورشليم الجميع في احتضان الروح المسكونية الأرثوذكسية الحقيقية. يسعدنا أن يكون معنا ممثلون عن الكنائس الأرثوذكسية العالمية، حتى نظهر للعالم إيماننا وشهادتنا الأرثوذكسية الموحدة. هذه علامة واضحة على وحدتنا، وهي عطية ثمينة يجب على الجميع رعايتها ودعمها.

وكذلك الأمر يشمل أن نتحمل مسؤولية ضمان أن الأماكن المقدسة مفتوحة لجميع الناس ذوي النوايا الحسنة دون تمييز، لأن الروح المسكونية الأرثوذكسية الحقيقية رحبت بالجميع، حتى يعرف الجميع الانتعاش الروحي لتلك الأماكن التي هي علامات اللقاء الإلهي البشري. وبهذه الطريقة تضمن البطريركية طابع القدس والأراضي المقدسة.

لذلك نفرح في هذا العيد العظيم، ونصلي أن ينير ربنا يسوع المسيح المصلوب والقائم والصاعد قلوبنا ويقوينا من أجل رسالتنا.

 

آمين.

 

تُرجم للعربية: هبه هريمات