1

خطاب صاحب الغبطة على مائدة المحبة في يوم اثنين الروح القدس في الدير المركزي للبعثة الروحية الروسية MISSIA

“عزيزي الأب أليكساندر،

أعضاء السلك الدبلوماسي الروسي المحترمون،

أصحاب السيادة،

الآباء الأجلاء،

الرهبان المحبوبون بالله،

الأخوات والأخوة،

 

بينما ننضم إليكم اليوم في هذا العيد المبارك، نتذكر الكلمات التي ننشدها في زمن العنصرة هذا :

 

عندما انحدرَ العليُّ مبلبلاً الألسُنَ.

كان للأمَمِ مُقَسِّماً.

وحينَ وزَّعَ الألسُنَ النَّاريَّة.

دعا الكلَّ إلى اتِّحادٍ واحد.

لذلكَ نمجِّدُ بصوتٍ متَّفق.

الرُّوحَ الكليَّ قدسُه.

(قنداق عيد العنصرة)

 

لقد أظهرنا للتو وبشكل ملموس وحدة كنيستنا الأرثوذكسية باسم ربنا يسوع المسيح خلال احتفالنا بالقداس الإلهي. هذه الوحدانية التي تجد تعبيرها الأصيل عند مشاركتنا في الكأس المشتركة والتي هي عطية من الروح القدس المعزي، والذي يحكم حياة الكنيسة كلها. بهذا الاسلوب، نعيش في أبامنا نفس الوحدة غير المنقطعة التي أُعطيت للكنيسة في يوم الخمسين.

نرى في عالمنا ظواهر العولمة الاقتصادية والتكنولوجية وريادة الأعمال. حيث يتم ممارسة الكثير من الأنشطة التي تعتمد عليها حياتنا كبشر على المستوى العالمي. لكننا نحن كمسيحيين لا يمكننا أن ننسى أننا نحن أيضاً نعيش حياة أرضية كما نحن أرضيون أيضاً. هذا لأن الكنيسة تعيش حياة الروح القدس، وهذه الحياة هي الهبة الشاملة للبشرية، التي هي متاحة للجميع، ومفتوحة للجميع، وهدية مجانية للجميع.

نحن نعلم هذا لأننا كمسيحيين عمومًا وكأرثوذكس خصوصاً، لدينا رسالة إلى العالم بأسره – رسالة عالمية إذا أردتم – أن نكون شهداء لحقيقة الله ونور الروح القدس الذي تلقيناه من الرسل. هذه الحقيقة هي منبع الحياة الأبدية والخلاص للبشرية جمعاء، وهذه الحقيقة ذات أهمية قصوى لجميع الشعوب.

هذا هو السبب في أن وحدتنا – عطية الروح القدس في يوم الخمسين – أمر بالغ الأهمية، لأن وحدتنا هي نفسها ثمرة وشهادة لحقيقة الله. في كل شيء، يجب أن نسعى للتغلب على ضعفنا البشري وإغراءاتنا التي تهدد وحدتنا، والسماح للروح القدس أن ينير عقولنا ويسكن في قلوبنا. قبل أن نظهر هذا لأي شخص آخر، يجب أن نعيش هذا في حياتنا الكنسية، ونحن مدعوون لبذل كل ما في وسعنا للتغلب على أي شذوذ في الحياة الكنسية يمكن أن يسببه ضعفنا البشري وخطيتنا بسهولة.

يجب علينا جميعًا، المؤمنين الأرثوذكس، وكذلك قادة كنائسنا الأرثوذكسية، أن نضع أنفسنا تحت طاعة وحدة الروح القدس. في عالم تمزقه الانقسامات البشرية والخوف والتحيز والأنانية، يجب على الكنيسة أن تعيش حياة مختلفة إذا أردنا أن نكون قادرين على تنفيذ رسالتنا.

هذا مهم للكنائس في البلدان الأرثوذكسية التقليدية كما هو مهم للكنائس الأرثوذكسية في المجتمعات متعددة الثقافات والأديان والأعراق. لدينا جميعًا مسؤولية فريدة ومليئة بالتحدي لنتبع بإخلاص على خطى الرسل من خلال الحقيقة الحية التي أعطاها الله لنا وعبّر عنها في وحدتنا الخاصة. فليستمر الله في إضفاء نعمته علينا، حتى نكون أمناء لهذه الدعوة، حتى نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على وحدة الروح برباط السلام (أفسوس 4: 3).

نغتنم هذه الفرصة لنتمنى لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس الاتحاد الروسي، الصحة والسعادة والقوة في قيادته. نعترف بامتنان عميق بالتزامه بدعم الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة.

كما نود أن نعبر عن حبنا الأخوي في المسيح لأخينا غبطة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا، ونتمنى له سنوات عديدة في خدمته. تتمتع دولة روسيا وشعوبها بعلاقة طويلة ووثيقة مع الأراضي المقدسة منذ قرون، ونحن نعتز برباط الوحدة الذي نتمتع به.

شكرا لكم.”

 

ترجم للعربية: هبه هريمات