1

عيد إثنين الروح القدس في البعثة الروحية الروسية (MISSIA)

إحتفلت البعثة الروحية الروسية لبطريركية موسكو في المدينة المقدسة بعيد إثنين الروح القدس الموافق 21 حزيران 2021 في كاتدرائية الثالوث القدوس الواقعة في البلدة الجديدة.

ترأس خدمة القداس الإلهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه أصحاب السيادة متروبوليت كابيتاليس كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولوس, آباء من أخوية القبر المقدس, رئيس البعثة الروحية الروسية قدس الأرشمندريت أليكساندروس مع آباء البعثة الروسية, والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس. حضر خدمة القداس الإلهي عدد كبير من أبناء الرعية الروسية والسفير الروسي في إسرائيل والسلطة الفلسطينية وممثل عن البطريركية اللاتينية وعن أخوية الفرنسيسكان.

خلال القداس القى غبطة البطريركية عظة روحية في هذه المناسبة المباركة:

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 يقول مرنم الكنيسة هاتفاً:” يا صهيون المقدَّسة أمّ الكنائس كلها التي فيها انحدر الروح المعزّي على الرسل بشكل نارٍ بحالةٍ فاطربي الآن وعيدي الخمسين المشوق للعام حقاً ومعنا اجذلي.

حضرة مُمثَل صاحب الغبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا في آوروشليم قدس الأب الأرشمنديت ألكسندروس الجزيل الاحترام،

أيها المسيحيون الأتقياء

     إن نعمةَ الروح المحيي الكلي قدسه قد جمعنا اليوم في كنيسة الثالوث الأقدس لكي بشكرٍ وتمجيدٍ نمجدُ الروح المحيي الكلي الاقتدار أحد الثالوث القدوس المساوي للآب والابن في الكرامة والجوهر والمجد.

     تفرح وتبتهج صهيون المقدسة أم الكنائس وذلك لأنه في منازلها حلّ الروح المعزي بشكل نارٍ على رسل الرب كما يهتف مرنم الكنيسة قائلاً:

يارب إنّ فعل روحك الكليّ قدسهُ قد شَمَلَ اليوم رُسلك وأوضحهم حكماءَ بمعرفة الله وملأهم من تعاليمك المغبوطة فلذلك نُمجد تدبيرك الخلاصي يا يسوع الكلي الاقتدار مخلص نفوسنا.

     إن فعل الروح الكلي قدسه هي مشتركة في أقانيم الثالوث القدوس وليست هي إلا النعمة التي أخذها الرسل من ملئ كلمة الله مخلصنا يسوع المسيح كما يشهد بذلك القديس يوحنا الإنجيلي وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍلأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا (يو 1: 16)

     لقد وضع المسيح في كنيسته أولاً الرسل ومن ثم فإن الرسل صاروا آنية لانسكاب النعمة ولمواهب الروح القدس فصاروا أساس بناء الكنيسة والمسيح هو حجر زاويتها، فالكنيسة هي مسكن الله بالروح القدس كما يكرز بولس الرسول مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلًا مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ.الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ. (أفسس 2: 20-22).

     ومن الجدير بالذكر أن الرب قد وعد التلاميذ بأنه سيرسل لهم الروح القدس وقد كان هذا قبل آلامه وأيضاً بعد قيامته بحسب شهادة القديس يوحنا الإنجيلي عندما قال المسيح أمام تلاميذه مباشرة بعد العشاء السري

كما يشهد يوحنا الإنجيلي وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، (يوحنا 14: 16) وبعد قيامته قال الرب لرسله التلاميذ وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي». (لوقا 24: 49)

     إن موعد الله الآب ليس هو إلا المعزي أي الروح القدس الذي هو القوة الإلهية الدرع الخاص الذي لبسه الرسل. إن هذه القوة الإلهية التي من العلى أي فعل الروح المعزي هي تلك التي تضم كل شرائع الكنيسة كما يقول المرتل: إن الروح القدس يرزق كل شيء يفيضُ النبوَة يكَمل الكهنوت وقد علَم الحكمة للعديمي الكتابة وأظهر الصيادين متكلمين باللاهوت يضُمُ كل شرائع الكنيسة. وبحسب القديس يوحنا الدمشقي فإن الروح القدس يجعل أبناء الكنيسة منيري الشكل وهذا لأنه كما يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي: إن الاستنارة هي ضياء الأنفس والمشاركة في النور واضمحلال الظلمة لأن الرب يقول “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ (يوحنا 8: 12).

     وبما أن الكنيسة هي جسد المسيح (كول 1: 24) فأصبحت هي نور الحياة لأعضائها المدعوون من الرسول بولس أن يسلكوا كأولاد النور (أفسس 5: 8) وهذا لأن أعضاء الكنيسة الذين هم جسد المسيح بحسب الرسول بطرس هم ” جِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. (1بط 2: 9)

     إن النور العجيب هو نعمة روح مخلصنا المسيح الذي أُعلِن من قبلُ في الأنبياء وأشرق في الرسل وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. (2كور 3: 17) كما يكرز بولس الرسول. فالحرية هي: الَّتِي لَنَا فِي الْمَسِيحِ (غلا 2: 4) والتي هي فكر الكنيسة. وهذا الفكر هو قوة الروح القدس الذي يحفظ وحدة كنيستنا الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية ويجعلها تستمر. مع إخوتنا من الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة ذات الفكر الواحد والمجد الواحد.

     إننا نعلن شهادة هذه الوحدة مع إخوتنا من الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة من خلال هذا العيد في اجتماع الشكر الإلهي أي القداس الإلهي في هذا اليوم المقدس يوم حلول الروح القدس في علية آوروشليم سامعين لما يوصينا به القديس بولس الرسول فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. (أفسس 4: 2-3).

     إن الروح الكلي قدسه بحسب المرتل تجعل قلوب أحبة المسيح هادئة الشكل لهذا فإننا نتضرع إليك داؤودياً أيها الرب المحب البشر قائلين: “روحك القدوس لا تنزعه منّا”. ومع المرتل نهتف قائلين: إنَّ الأَلسُنَ تَبَلبَلَت قَديمًا بِسَبَبِ جَسارَةِ صانعي البُرجِ، أَمّا الآنَ فَإنَّ الأَلسُنَ قَد حُكِّمَت مِن أَجل رَأيِ مَعرِفَةِ الله. هُناكَ قَضى اللهُ بِالعُقوبَةِ عَلى المُلحِدينَ، وَهَهُنا، المَسيحُ، بِالرّوحِ، أَنارَ الصَّيّادين. في ذَلِكَ الحينِ اصطَنَعَ اختِلاقَ الأَصواتِ لِلانتِقامِ، والآنَ فَقَد تَجَدَّدَ اتِّفاقُ النَّغَماتِ، لِخَلاصِ نُفوسِنا.

ففي حلول الروح القدس أيها الرب يسوع المسيح ارحمنا وبشفاعات الفائقة البركات سيدتنا والدة الإله العذراء الدائمة البتولية مريم وبتوسلات الرسل القديسين أيها المسيح إلهنا ارحمنا وخلصنا.

آمين

كل عام وأنتم بألف خير

كما وتم الإحتفال بعيد الروح القدس في كنيسة الثالوث القدوس في بلدة طوبا في شمال السامرة حيث ترأس خدمة القداس الإلهي سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس بمشاركة عدد كبير من المصلين.

مكتب السكرتارية العامة