1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الإثنين الموافق 12 تموز (29 حزيران شرقي) بعيد القديسين هامتي الرسل بطرس وبولس.

في هذ اليوم تُكرم الكنيسة الرسولين بطرس وبولس على أنهما رمز الكرازة بالمسيح. الكنيسة تُكرم القديس بطرس الرسول على أنه أول من بدأ بالبشارة لليهود مجاهراً على قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات, أما بولس الرسول فهو من بدأ البشارة للأمم وتعبرهما الكنيسة هامتي الرسل.

تحتفل كنيسة أورشليم بهذا العيد في كفرناحوم على ضفاف بحيرة طبريا التي ذُكرت بالعهد الجديد “بحر الجليل” في كنيسة الرسل التي بُنيت في عهد البطريرك الأورشليمي ذميانوس سنة 1935.

ترأس خدمة القداس الإلهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة إيرابوليس كيريوس إيسيذوروس, الكاماراس الأرشمندريت نيكتاريوس, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, الشماس المتوحد الأب إفلوغيوس, وآباء مطرانية الناصرة والقضاء. وشارك في الترتيل باللغة اليونانية جوقة الأولاد البيزنطية في بئر السبع بتدريب سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولوس , وباللغة العربية جوقة مطرانية عكا بقيادة الوكيل البطريركي الأرشمندريت فيلوثيوس. وشارك أيضاً عدد من أبناء الرعية الأورثوذكسية من الناصرة ومنطقة الجليل وعدد من الجالية اليونانية.

بعد القداس الإلهي إستضاف راعي ومُشرف الدير الراهب إيرينارخوس صاحب الغبطة مع الأساقفة والآباء والمصلين على مائدة طعام.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد هامتي الرسل بطرس وبولس في مدينة كفرناحوم 12-7-2021

 تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 يقول صاحب المزمور: “أَعْلَنَ الرَّبُّ خَلاَصَهُ. وكَشَفَ عَدله قدّام الأُمَمِ. (مزمور 2: 97)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون الأتقياء،

     مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ قد جمعنا اليوم في هذا المكان والموضع المقدس ههنا في كفر ناحوم التي ورد ذكرها في الإنجيل لكي نعيد لتذكار القديسين المجيدين هامتي الرسل بطرس وبولس المنفصلين جسداً والمتحدَّين روحاً.

    يُدعى بطرس وبولس بِأنهما هامتا الرسل وذلك لأنهما كانا شاهدين صادقين بآذانهما لدعوة الرب فقد قال لبطرس أولاً: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِوَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. (متى 16: 17-18) وأما لبولس فقد قال له: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضطهدهُ. وَكَانَ فِي دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ فِي رُؤْيَا: «يَا حَنَانِيَّا!». قُمْ وَاذْهَبْ (إلى بولس) لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ شَاوُلُ مَعَ التَّلاَمِيذِ الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَيَّامًاوَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ أَنْ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ. (أعمال 9: 4-15).

    إن الميزة الخاصة لبطرس ولبولس هي حقيقتهما التي لا جدال فيها أنهما اعترفا بوحي وإلهام الروح القدس بالطبع “بأن الْمَسِيحُ هو ابْنُ اللهِ الْحَيِّ (متى 16: 16) وأيضاً أخذ بطرس الوصية جهاراً من الرب قائلاً له «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟ ارْعَ خِرَافِي… ارْعَ غَنَمِي“. (يوحنا 21: 15-17). ويفسر القديس كيرلس الإسكندري أقوال الرب هذه لبطرس” أنهُ ينبغي أن نفهم من ذلك أن هذا تجديد لرسوليته التي كانت قد أُعطيت له من قبل، فغسل المسيح بذلك عار سقطته ونزع عنه الجبن وصغر النفس الذي نتج من الضعف البشري.

    وأما فيما يخص القديس الرسول بولس الذي قال عن نفسه: أعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةًأَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا. (2 كو 12 :2-4)

    ويشير القديس يوحنا الذهبي الفم إلى خبرة الرسول بولس المميزة متسائلاً لكن لماذا اختطف “القديس الرسول بولس” فيجيب قائلاً: لكيلا يُظَن به أنه أقل من باقي الرسل الآخرين لأن أولئك “أي الرسل ” قد تعاملوا مع المسيح “عندما كان على الأرض” وأما بولس الرسول فلم يكن معهم، لذلك اختطفه المسيح لكي يمجده ويشرفه.

    لقد تمجد الرسول بولس من الله وذلك لأنه من جهة قد أظهر بامتياز أنه رسول الأمم كما يشهد هو ذلك عن نفسه قائلاً: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي، (رو 11: 13) ومن الجهة الأخرى قد شرف ومجد رتبته الرسولية ليس من خلال كرازته الخلاصية فقط، بل أيضاً من خلال عمله أي اهتمامه الشخصي وعنايتهِ وسهره اليومي الدائم من أجل جميع الكنائس كما يؤكد هو بذاته أيضاً “ عانيتُ التَعَبَ وَالكَدَّ، والأَسْهَار الكَثِيرَة، والجُوع وَالعَطَش، والأَصْوَام الكَثِيرَة، والبَرْد وَالعُرْيوما عَدَا هذه التي هي من خارجٍ مَا يتفاقم عليّ كل يوم من تدبير الأمور ومن الاهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ. (2كور 11: 27-28) وأيضاً قد مُجِّد وشرف المغبوط بطرس من الله عندما قال له: وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاوَاتِ». (متى 16: 19) إن هذه الموهبة أي سلطان الحل والربط “للخطايا” قد نالها جميع الرسل بالتساوي وبالطبع قد حصل عليها أولاً بطرس، كما يشرحُ زيغافينوس مفسراً ما سبق أن هذه الموهبة قد نالها جميع الرسل الآخرين ولكن قد حاز عليها أولاً بطرس وذلك لأنه أول من اعترف بأن المسيح هو ابن الله الحي بالحقيقة.

    ويشدد القديس غريغوريوس بالاماس على عمل ونشاط الرسولين بطرس وبولس قائلاً: أرأيتم بهاء الرسولين بطرس وبولس ومساواتهما في الكرامة وكيف يحملان كنيسة المسيح؟ لذلك اليوم تقدَم الكنيسة لهما كرامة واحدة ويعيَد للاثنين معا.

   وأما نحن فلننظر أيضا إلى نهاية حياتهما المرضية لله وكيفية تصرفهما مع باقي الرسل القديسين، فإن أبينا القديس غريغوريوس بالاماس يحثنا أن نقتدي ونتمثل ببطرس وبولس. وإن لم نستطيع أن نتبع فضائلهما كلَها، فلنقتد على الأقل بتواضعهما وتوبتهما اللتان صححا بهما حياتهما، فالفضائل الأخرى تناسب العظماء ولا يستطيع أن يتشبَه بها سوى الكبار. لكنَ عمل التوبة هو الذي يناسبنا أكثر من غيره لأنَنا نقترف كلَ يوم زلاَت كثيرة ولا خلاص لنا إلَا عن طريق التوبة. لهذا فإننا نهتف مع المرتل ونقول: افرح يا بطرس الرسول الصديق المخلص لمعلمك المسيح إلهنا. افرح يا بولس المحبوب جداً. يا كاروز الإيمان ومعلم المسكونة. والآن فيما لكما من الدالة لدى الإله. أيها الزوج المقدس المصطفى. ابتهلا إليه في خلاص نفوسنا.

كل عامٍ وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة