1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس يوحنا الخوزيفي الجديد

 

إحتفلت البطريركية ألاورشليمية وأخوية القبر المقدس يوم الثلاثاء الموافق 10 آب 2021 (الموافق 28 تموز شرقي) بعيد رقاد القديس الجديد يوحنا الخوزيفي (وهو روماني ألاصل) الذي كان قد أعلن المجمع المقدس للكنيسة ألاورشليمية قداسته وإعلانه كقديس جديد في أخوية القبر المقدس والكنيسة ألاورثوذكسية سنة 2015. يُذكر أن جسد القديس يوحنا الخوزافي لم يطرأ عليه أي تغيير وما زال محفوظاً في الدير في قبر زجاجي. عُرف عن القديس يوحنا بزهده وحُبه لحياة الرهبنة, وعاش بالقداسة والنعمة الإلهية حتى أظهر اللة عجائب بواسطته.

بهذه المناسبة ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة صلاة السهرانية في الليل وبعدها خدمة القداس ألالهي في دير الخوزيفا يشاركه  سيادة متروبوليت كابيتاليس كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسططيني كيريوس أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, وآباء من أخوية القبر المقدس ورهبان الدير. خلال القداس إستقبل رئيس الدير الأرشمندريت قسطنطين غبطة البطريرك بكلمة ترحيبية, والقى غبطة البطريرك كلمة روحية بهذه المناسبة.

خلال صلاة السهرانية قرأ غبطة البطريرك صلاة إبتهالية لحماية اليونان ولضحايا الحرائق التي إجتاحت مناطق عديدة فيها.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس يوحنا الخوزيفي الجديد 10-8-2021

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول صاحب المزمور نُورٌ أَشْرَقَ فِي الظُّلْمَةِ لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ. (مز 111: 4)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    لقد أشرق اليوم نور الرب في التذكار الموقر لأبينا البار يوحنا الخوزيفي الجديد للجالسين في ظلال الموت الناجم عن مرض الكورونا المعدي الذي لا هوادة فيه وأيضاً الناجم عن الزلزال والغرق والحريق والعلامات الأخرى التي تشير للغضب الإلهي. لهذا فقد اجتمعنا اليوم في هذا الموضع والمكان المقدس حيث تنسك أبينا البار يوحنا لكي بشكرٍ وتمجيدٍ نكرم البار وصدّيق الله سامعين لما يحثنا عليه المزمور قائلاً: سبحوا الرب سبحاً جديداً (المزمور 95). ويفسر ثيوذوريتوس المزمور قائلاً: إن الأبرار أنفسهم الذين يسبحون الله لا الأشرار.

    إن القديس يوحنا من بين العديد من أبناء الله الذي أتى بهم لمجد المسيح المخلص كما يقول القديس بولس الرسول لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ” أي الله الآب” الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، (عب 2: 10-11). ويفسر القديس ثيوفيلكتوس أقوال القديس بولس الرسول هذه قائلاً: بسبب محبة الله للبشر صنع الآب بكر جميع الأبناء المزمعين أن يفرحوا بمجده، أبهى من الكل، من خلال آلامه لكي يظهر الآخرين كنفسه.

    إن أبينا البار يوحنا كما يذكر كاتب سيرته قد تعرض لتجارب عديدة ومحن كثيرة منذ شبابه وذلك خلال فترة حياته النسكية في محيط نهر الأردن ولا سيما في صحراء خوزيفا حيث ظهر شاهداً أميناً على آلام مخلصنا يسوع المسيح. ليس فقط الشهداء (شهداء الدم) هم الذين اقتبلوا الموت من أجل الإيمان بالمسيح بل هناك أيضاً من اقتبل موت الشهادة (بدون دم) من أجل الحفاظ على وصايا الله.كما يقول القديس يوحنا السلمي.

    ويقول الحكيم بولس الرسول مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ (رو 8: 35). ويفسر القديس يوحنا الذهبي الفم هذه الأقوال قائلاً: عندما يقول القديس الرسول بولس “ضيقة” فهو يقصد سجوناً وقيوداً ونفياً وكل المتاعب الأخرى بشكل عام مشيراً بكلمة واحدة إلى كل آلام الإنسانية جمعاء.

    إن هذه الأحزان البشرية قد تحملها بطاعة الكاهن المتوحد الصبور يوحنا محبة برئيس مخلص البشرية ربنا ومخلصنا يسوع المسيح حارساً قلب يوحنا المتواضع تحت قوة إيمانه بالله ضامناً أن رجاءه لن يخيب فأصبح بذلك وارثاً في السماوات كما يقول الرسول بطرس هامة الرسل  مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، (1 بط 1: 3-4) إن رجاء الِمِيرَاث الذي لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، المَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ موضوع أمام ناظر أعيننا ههنا إذ أن الضمان الأكيد لهذا الرجاء ليس هو إلا  رفات أبينا البار يوحنا الخوزيفي الجديد الذي من رومانيا غير البالية وغير الفاسدة والتي تفيض بالطيب مجترحة عجائب جمة.

    وبكلام آخر إن جسد أبينا البار يوحنا الغير الفاسد بالروح القدس والذي يفيض بالطيب يشكل شهادة صادقة لا يمكن ضحدها أو نكرانها على قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من بين الأموات وأيضاً على رجاء حياتنا.

    ويقول صاحب المزمور أيها الإخوة الأحبة عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ. (مز 115: 16). وهذا يعني أنه اليوم في تذكار عيد أبينا البار يوحنا قد أتينا نحن جميعاً ليس فقط لنكرمه بل للمشاركة في تكريم الرب له أي لأبينا البار. وأيضاً أتينا لكي نتعلم من أبينا البار يوحنا الخوزيفي الجديد ومن جوق القديسين الذين لمعوا بالنسك في خوزيفا عن الحياة الحقيقية في المسيح.

    لقد نهل أبينا البار يوحنا بلا توقف من الكتب المقدسة كما يقول صاحب المزمور بِوَصَايَاكَ أَلْهَجُ، وَأُلاَحِظُ سُبُلَكَ. (مز 118: 15) فأصبح بذلك تلميذاً أميناً لبولس اللاهج بالله مطبقاً بالعمل والنظر كرازته الخلاصية وما يحث عليه فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. (رو 12: 1-2).

    إن ما يحثنا عليه القديس بولس الرسول أي وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُم يوجهها لنا جميعاً أبينا البار يوحنا بما له من الدالة لدى الله مع جميع القديسين ومع سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم. وأيضاً يوجه لنا القديس يوحنا هذه الوصية من القديس بولس الرسول لنا جميعاً أيها الإخوة الأحبة لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (1 بط 1: 7)

آمين

كل عام وأنتم بخير

مكتب السكرتارية العامة