1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد رفع الصليب الكريم المحيي

إحتفلت البطريركية الاورثوذكسية وسائر الكنائس الاورثوذكسية في الاراضي المقدسة يوم الخميس الإثنين الموافق 27 أيلول 2021  (يعادله 14 أيلول حسب التقويم الشرقي للبطريركية ) بعيد رفع الصليب الكريم المحيي صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح, الذي وجدته الملكة هيلانه سنة 326 ميلادية في اورشليم وقام البطريرك الاورشليمي آنذاك مكاريوس مع القديسة هيلانة برفعه بجانب القبر المقدس في اليوم التالي من تدشين كنيسة القيامة أي في 14 أيلول أمام الجموع الذين صرخوا: يا رب ارحم.

عشية العيد أقيمت بإستقامةٍ خدمة صلاة الغروب الكبير في كنيسة الكاثوليكون في كنيسة القيامة تخللها صلاة تقديس الخبز ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث.

صباح يوم العيد ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث القداس الإلهي الإحتفالي بمشاركة أصحاب السيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس أيسيخيوس, رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, رئيس أساقفة طابور كيريوس ميثوذيوس, رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس, رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس, رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, متروبوليت ألينوبوليس كيريوس يواكيم, رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولوس, وآباء أخوية القبر المقدس الكاماراس قدس الأرشمندريت نيكتاريوس, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, الشماس المتوحد الأب إفلوغيوس. وحضر القداس الإلهي القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فاليوراس وعدد من المصلين.

بعدها وحسب الطقس البطريركي بدأت دورة زياح الصليب حيث خرج غبطة البطريرك والآباء من الباب الملوكي عبوراً عند موضع إنزال الجسد المقدس وصولاً عند كنيسة القديسة هيلانه الصغيرة حيث قام الشمامسة بالتبخير. من درج كنيسة القديسة هيلانه إنتهت الدورة عند موضع إيجاد الصليب المُكرم حيث قام غبطة البطريرك برفع الصليب حسب التيبيكون المتبع والطواف حول القبر المقدس ثلاث مرات.  

من القبر المقدس توجه غبطة البطريرك والآباء الى موضع الجلجلة الرهيب مرتيلن طروبارية العيد  “خلص يا رب شعبك”  ثلاث مرات، تلاها رفع الصليب المقدس مرة أخرى قبل وضعه على صخرة الجلجلة ورتلت طروباريات العيد “لصليبك يا سيدنا نسجد” و “يا من إرتفعت على الصليب طوعاً” ثم تكريم الصليب المقدس من قبل البطريرك ورؤساء الأساقفة والقنصل العام لليونان والمصلين.
بعد الانتهاء من خدمة القداس الالهي توجه غبطة البطريرك مع أخوية القبر المقدس الى دار البطريركية للمعايدة حيث هنأ غبطة البطريرك المصلين بكلمة القاها بهذه المناسبة.

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رفع الصليب الكريم المحيي 27-9-2021

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول مرنم الكنيسة: إن الموت الذي أصاب جنس البشر بواسطة الأكل من العود قد اضمحلّ اليوم بالصليب، فإن لعنة الأم الأولى التي لحقت بكل ذُرّيتها قد نُقضت منحلةً بالفرع الذي نبت من أم الله النقية التي كل القوات السماوية تُعظمها.

سعادة قنصل اليونان المحترم السيد ايفانجلوس فاليوراس المحترم

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن نعمة وقوة الصليب الكريم المحيي قد أهلتنا في هذه السنة أن نُعيّد معاً لعيد رفع الصليب الكريم في هذا المكان المقدس حيث تم إيجاده، وبالطبع على الجلجثة الرهيبة وذلك من خلال إقامة القداس الإلهي البطريركي في كنيسة القيامة المقدسة.

    إن كنيسة المسيح المقدسة تكرم بشكل خاص الصليب الكريم، وذلك لأنه بحسب القديس يوحنا الدمشقي فإن صليب المسيح هو ترسٌ وسلاح فوزٍ ضد إبليس.

    وبكلام آخر إن الصليب الكريم يُشكل رمز القوة لانحلال الموت والفساد لأن القديس يوحنا الدمشقي يؤكد قائلاً: فلولاه لما بَطُلَ الموت أبداً ولا انحلت خطيئة أبينا الأول ولا سُلِبَ الجحيم لولا كان بصليب ربنا يسوع المسيح، لأن كل شيءٍ قد اصطلح بالصليب.

    والصليب الكريم بحسب القديس بولس الرسول هو تجسدٌ لإنكار الذات والتواضع الأقصى ليسوع المسيح الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ.لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. (فيلبي 2: 6-8)

    وكما أنه من عود معصية الجدين الأولين وبِحَسَدِ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْمَوْتُ إِلَى الْعَالَمِ (حكمة سليمان 2: 24) فهكذا فإنه بعود الطاعة أي الصليب قد دخل إلى العالم الحياة الأبدية في المسيح، محبة الله للبشر التي لا تحد لأن الرب يقول: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. (يوحنا 11: 25) لأَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. (رومية 6: 9) كما يكرز بولس الرسول.

    وبحسب القديس كيرلس الإسكندري إن موت المسيح على الصليب هو ينبوع تجديدنا لحياة جديدة وعدم فسادنا نحن البشر.

    إن عظمة صليب المسيح وسر الصليب الإلهي الذي لا يدرك يؤكد عليه بوضوح الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولسي قائلاً: لأَنَّهُ فِيهِ (أي يسوع المسيح) سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. (كولسي 1: 19-20)

    وختاماً مع المرتلُ نهتفُ ونقول: خلِّصنا أيها الصليب بقوتكَ وقدِّسنا ببهائكَ أيها الصليب الكريم وشددنا في ارتفاعك وامنحنا نوركَ والخلاص لنفوسنا.

كل عام وأنتم بألف خير

آمين

مكتب السكرتارية العامة

 Click edit button to change this text. Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.