1

الإجتماع الرعوي لغبطة البطريرك مع كهنة منطقة رام الله

صباح يوم الثلاثاء الموافق 19 تشرين الأول 2021 ( يعادله 6 تشرين الأول شرقي) أقيمت خدمة القداس الإلهي لتذكار عيد القديس الرسول توما في كنيسة تجلي الرب في مدينة رام الله.

شارك في خدمة القداس الإلهي أو حضرها بدعوة من  الرئيس الروحي في رام الله قدس الأرشمندريت غلاكتيون كهنة الرعايا الأورثوذكسية في رام الله ومنطقة الضفة الغربية, قدس الأب يعقوب من رام الله, قدس الأب جورج عواد كاهن الرعية في جفنا, قدس الأب نيكولاوس كاهن الرعية في عين عريق, قدس الأب داود كاهن الرعية في الطيبة, قدس الأب أثاناسيوس كاهن الرعية في الزبابدة, قدس الأرشمندريت إغناطيوس الرئيس الروحي في بيت جالا وبيت ساحور, قدس الأب يوسف الهودلي, قدس الأب بولس وقدس الأب الياس كهنة الرعية في بيت جالا, قدس الأب سمعان من مطرانية الناصرة, قدس الأرشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي في مطرانية بتوليمائيس عكا, قدس الأرشمندريت أرتيميوس الرئيس الروحي في مدينة حيفا, قدس الأب سابا كاهن الرعية في إعبلين, قدس الأرشمندريت ليونديوس الرئيس الروحي في رافيدا, الراهب فيساريوس المُشرف في بلدة برقين, قدس الأب قسطنطين من مطرانية يافا, قدس الأب أندراوس الكاهن السابق في جفنا, قدس الأب جورارجيوس برامكي كاهن كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب, قدس الأب إسبيريدون, قدس الأب عيسى ثلجية وقدس الأب جورج جقمان كهنة الرعية في مدينة بيت لحم.

حضر خدمة القداس الإلهي صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث رافقه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس يواكيم والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في اجتماع كهنة بطريركية الروم الأرثوذكس في رام الله في دولة فلسطين 

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يرنم صاحب المزمور قائلاً: هُوَذَا بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِ الرَّبِّ، الْوَاقِفِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ في ساحات بيت إلهنا. (133: 1)

أيها الآباء الأجلاء والأخوة المحبوبون في الرب يسوع المسيح

تبارك الله إلهنا الواحد المثلث الأقانيم الذي أهلنا اليوم نحنُ الكهنة خدامه أن نلتئم سويةً في مدينة رام الله هذه المدينة الجميلة تحت كنف كنيستنا الأرثوذكسية الآوروشليمية المقدسة لكي نُبرهن من جهةٍ على وحدتنا في المسيح ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. (افس 4: 25) ومن الجهة الأخرى على انتمائنا وهويتنا في المسيح كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ. (كو 3 : 18 )

فأما الوحدة فهي تخص مهمة الراعي الروحي المُشرطن والمُسام من قبل الكنيسة بحسب قول الرسول بولس وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. (أفسس 4: 11-13).

وأما الانتماء فهو يتعلق ويخص بارتباطنا الوثيق برعيتنا المؤمنة المسماة باسم المسيح مخلصنا الذي رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ (فيلبي 2: 9) كما تفوه بولس المتكلم بالإلهيات.

ومن الجدير بالذكر أن هويتنا وانتمائنا في المسيح لا يٌبطل ولا يٌلغي بأي حال من الأحوال محبتنا لوطننا بل على العكس فهو يقويها ويعزز فينا المحبة نحو مسقط رأسنا ومكان ولادتنا مقتدين بربنا يسوع المسيح الذي لَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ (متى 13: 54) النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. دَخَلَ الْمَجْمَعَ وكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ (لوقا 4: 16) والذي بالرغم من كل هذا أَنْه لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ. (عبرانيين 13: 14).

إن هذا الاجتماع الإكليريكي المقدس والذي يصير في أراضي دولة فلسطين التي تحتلها إسرائيل له مكانة خاصة للمؤمنين من أبناء رعيتنا المسيحية وأيضاً مكانة وأهمية لرعاتنا الكهنة الأتقياء من مختلف الأماكن والمدن الذين يقومون بالخدمة

الليتورجية أي خدمة سر الشكر وخدمتهم الرعائية باهتمام وإخلاص والتي هي بالفعل خدمة عظيمة ومهمة وضرورية أكثر من أي وقت مضى.

ونقول هذا لأن الخادم أي كاهن الكنيسة هو عاملٌ مع المسيح رئيس الرعاة العظيم وعَامِلٌ في ملَكُوتِ اللهِ. (كولوسي 4: 11) على مثال آباء الكنيسة العظام أمثال الرسول بولس وأثناسيوس وكيرلس الإسكندري وبالطبع الآباء الكبادوكيين؛ باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبي الفم والكثير من الآباء المتوشحين بالله.

إن آباء الكنيسة العظام والمتوشحين بالله كانوا متمثلين ومقتدين بالرسول بولس بحسب وصيته التي يقول فيها وَإِنْ كَانَ لَكُمْ رَبَوَاتٌ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ، لكِنْ لَيْسَ آبَاءٌ كَثِيرُونَ. لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ. فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي. (1كور 4: 15-16)

حقاً فقد ظهر هؤلاء الآباء متمثلين بالرسول بولس سامعين ومصغيين بما أوصى به في رسالته إلى تيموثاوس قائلاً: وَأَمَّا أَنْتَ يا تيموثاوس يَا إِنْسَانَ اللهِ اتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ، احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ، (1تيم 6: 11، 20)

إن كنيستنا المقدسة ولا سيما بطريركيتنا الرومية الأرثوذكسية العريقة هي كسفينة وأمٌ عطوف رؤوم لم تتوقف قط عن الاهتمام من أجل رعيتها ليس فقط من خلال الصلاة المستمرة في قبر المسيح مخلصنا القابل الحياة بل أيضاً من خلال الأعمال الخيرية الصالحة إذ يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ! (1يوحنا 3: 18).

وأختم هذا الترحيب والتحية الأبوية والبطريركية في الرب متمنياً لكم التوفيق والنمو في المسيح خلال في اجتماعكم هذا حاملين في أذهانكم وقلوبكم قول القديس يوحنا الذهبي الفم: إن الكهنوت يُتمم على الأرض وثماره وغاياته في السماويات. نعمة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح لتكن مع جميعكم بشفاعات الفائقة البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم وجميع القديسين.

آمين

رئيس بلدية رام الله السيد فرح حديد إستقبل غبطة البطريرك مع الآباء الكهنة بعد القداس الإلهي.

مكتب السكرتارية العامة