1

الإحتفال بتذكار إعادة رفات القديس سابا الى ديره

 

احتفلت البطريركية الاورشليمية  يوم الثلاثاء الموافق 26  تشرين الأول 2021 (يعادله  13 تشرين الأول حسب التقويم الشرقي) بتذكار إعادة رفات القديس سابا الى لافرا الدير الذي أسسه الواقع في صحراء يهوذا قرب منطقة البحر الميت.

وضعت البطريركية الاورشليمية هذا العيد في تاريخ 26 اكتوبر غربي اي 13 شرقي من عام 1965 تذكاراً لاعادة ذخائر القديس سابا المتقدس التي أُخذت الى فينيسيا من قِبل الصليبيين وأرجعت من الكنيسة الكاثوليكية الى البطريركية الاورشليمية بعد طلب من البطريركية, وعُرضت أمام الجمع للتبارك في كنيسة القيامة. وحتى هذا اليوم تُحفظ الرفات غير المُنحلة المقدسة في لارنكا (حيث تُحفظ عظام وذخائر القديسين) في دير القديس سابا لمساعدة رهبان اللافرا وشفاء ضعفهم وكذلك للحجاج الذين يزورونها.

أُقيمت صلاة السهرانية في دير القديس مار سابا وترأس الخدمة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة اصحاب السيادة المطارنة كيريوس أيسيخيوس متروبوليت كابيتولياس, كيريوس اريسترخوس رئيس أساقفة قسطنطيني, كيريوس ميثوذيوس رئيس أساقفة طابور, كيريوس يواكيم متروبوليت إلينوبوليس, آباء دير القيدس سابا المتقدس وكهنة الرعايا الأورثوذكسية. ورتل الشماس الأب سيمون والسيد باسيليوس غوتسوبولوس الصلاة باللغة اليونانية مع رهبان دير القديس سابا وقدس الأرشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي في عكا الصلاة باللغة العربية, وحضر مصلون محلييون من مناطق بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور. 

بعد الإنتهاء من خدمة القداس الالهي وقبل مغادرته الدير توجه غبطة البطريرك لدير القديس ثيوذوسيوس للسجود والتبارك.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد اعادة رفات القديس سابا المتقدس

 كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يترنم صاحب المزمور قائلاً “لَكَ قَالَ قَلْبِي، للرب أطلبُ، ابتغاك وجهي. لوجهك يارب ألتمسُ (مزمور 26: 8)

أيها الآباء والإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن رائحةَ عبيرِ جسد القديس سابا المتقدس أي رفاته المقدسة غير البالية قد جمعتنا اليوم في هذه اللافرا العظيمة التي تحمِلُ اسمهُ لكي بشكرٍ وامتنان نعيدُ لاستعادة رفاته المقدسة من مدينة البندقية الإيطالية سنة 1965.

    إن هذا الحدث البهيج تُعيد له كنيسة آوروشليم المقدسة بشكلٍ خاص وذلك لأنه بحسب القديس أثناسيوس الكبير؛ إن عيد اليوم هو على مثال الفرح السماوي. لأنه إن كان موسى قد صنع كل شيءٍ وفقاً للنمط أو النموذج الذي رآهُ في الجبل فبالتأكيد أن العبادة التي كانت في الخيمة كانت على مثال الأسرار التي في السماوات، ولأن الرب يريدنا أن ندخل السماويات، فقد هيأ لنا طريقاً جديداً مستمراً. فكل ما كان في القديم كان على مثال ما في الجديد وهكذا أيضاً فإن العيد الحالي هو على مثال ونمط الفرح الذي فوق في السماوات.

    إن هذا الفرح العلوي الذي هو “كَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ” (عب 12: 23) لقد أصبح مشاركاً ومساهماً فيهِ أبينا البار القديس سابا الذي أحب الله، طالباً وجههُ من كل قلبه ومن كل نفسه منذ الطفولة من جهةٍ، ومن الجهة الأخرى أن يسكن في صحراء اليهودية مصغياً للأقوال الداؤودية “يَا اَللهُ، إِلهِي إِلَيْكَ أُبَتكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، بكم نوع لك جَسَدِي، فِي أَرْضٍ بريةٍ غير مسلوكةٍ، لاَ مَاء فيها (مز 62: 2).

    إن هذه الأرْض البرية وغير المسلوكة، التي لا ماء فيها، قد حوّلها أبينا البار سابا موطناً ومسكناً للنعمة الإلهية ولقوة الروح القدس، حيث أن آلاف المتوحدين والنساك تَمِّمُوا خَلاَصَهم فيهِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ (في 2: 12) ويتممونه حتى يومنا هذا كما يشهد بذلك مرنم الكنيسة قائلاً:” إن البرية الجدباء بهطل دموعك أخصبت، وأتعابك الشاقة بتصعيد زفراتك أثمرت إلى مئة ضعف، فأصبحت كوكباً للمسكونة يتلألأ بالعجائب يا أبانا البار سابا، فتشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا.

    حقاً أيها الإخوة الأحبة عن أبينا البار سابا قد أصبح كوكباً للمسكونة متلألأً ولامعاً بالعجائب وهذا لأن سابا المتقدس قد تأّيّدَ بقوةِ روحِ ربنا يسوع المسيح في انْسَانِهِ الْبَاطِنِ، حيثُ حَلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قلْبِهِ، وامتلأ إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.كما يكرزُ الرسول بولس.

    يُسمي مرنم الكنيسة سابا المُلهم من الله بأنه فخرَ النساك وشرفُ متوحدي البرية وهذا لأن أبينا البار سابا قد عَمِلَ تحت كنف وظل الفائقة البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم كنورٍ للمسيح مُشرِقاً لأولئك القابعين في ظلمة الجهل والضلال ومازال إلى الآن يشرِقُ في عالمنا وعصرنا الحالي عالم الفوضى والاضطراب والانشقاق الارتداد.

    إن وجود رفاتَهُ المقدسة غير البالية والتي هي موضوعةً بيننا أمام ناظر أعيننا تفيضُ منها الرائحة الذكية تشكل الضمان الأكيد والمعيار السليم والصحيح للفكر إيماننا الأرثوذكسي والتقليد الرسولي الذي هو كوديعةٍ حافظ عليهِ آباء كنيستنا القديسين المتوشحين بالله.

    فنحن اليوم الذين احتفلنا اليوم بهذا العيد العظيم وحدث استعادة رفات القديس سابا المتقدس مدعوون بفم الرسول بولس قائلاً لنا: أن لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِبَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ (أفسس 4: 14-15).

    ختاماً نتوسل إلى أبينا البار سابا الكلي السعادة المحتفّ حول عرش إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح لكي بشفاعاته وتضرعاته لنا نحظى بالمجد والملكوت السماوي.

آمين

مكتب السكرتارية العامة