1

صلاة المجدلة الكبرى احتفالاً بالعيد الوطني للثامن والعشرين اكتوبر لسنة 1940

أُقيمت في كنيسة القيامة يوم الخميس الموافق 28 اكتوبر 2019 صلاة المجدلة الكبرى احتفالاً بالعيد الوطني الذي يسمى بعد “لا” للثامن والعشرين اكتوبر لسنة 1940. تقيم البطريركية الأورشليمية هذه الصلاة من كل عام تمجيداً وشكراً لإلهنا الكلي القدرة وتذكاراً لنفوس الشهداء اليونانيين من مقاتلين ومدنيين الذين قتلوا على يد الجيش الأيطالي والنازيين الذي سقطوا في دفاعهم عن وطنهم وتحريره من الاحتلال الالماني النازي من عام 1940 لغاية عام 1944.

ترأس خدمة صلاة المجدلة الكبرى غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة القيامة يشاركه أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس وبحضور القنصل العام للجمهورية اليونانية السيد إيفانجيلوس فليوراس وأبناء والجالية اليونانية وعدد من الرهبان والمصلين.

بعد الصلاة توجه الموكب البطريركي الى دار البطريركية للتهنئة, والقى غبطته كلمة معايدة:

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الاحترام السيد إيفانجلوس فاليراس
الإخوة والآباء الأجلاء
أيها المؤمنون، والزوار الحسني العبادة، الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظ الألقاب،

      نُكرم اليوم الذكرى السنوية للعيد الوطني للثامن والعشرون من أكتوبر عام 1940. يرتبط هذا الحدث التاريخي بما يعرف ب “أوخي” اليونانيون أي الرفض اليوناني للادعاء الوقح للدولة الإيطالية الفاشية آنذاك، والتي قامت حينها من خلال قواتها المسلحة باحتلال النقاط والعلامات الاستراتيجية في الأراضي اليونانية. إذ أن إيطاليا كانت متحالفةً مع النظام الشيطاني والوحشي أي النظام النازي الألماني الهتلري.

    إن حرب قوى المحور الجبارة الجامحة وتقدمها داخل أراضي الوطن قد أوقفت بسبب المقاومة القوية الفعّالة من قبل اليونانيين الذين قاتلوا وحاربوا من أجل المواهب والعطايا الإلهية التي هي الحرية واستقلال الوطن ووحدة أراضيه.

ولمرة أخرى أثبتت الأمة اليونانية في تاريخها الطويل والمجيد، إيمانها الراسخ غير المتزعزع بإرث الأجداد وبالقيم الطبيعية والأخلاقية للوطنية في العدالة والحرية ولكن أيضاً بالاحترام المطلق لشخص الإنسان. كما يقول الرسول بولس “فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ العُبُودِيَّةٍ. (غل 5: 1)

    لا ينبغي أن يُنظر إلى احتفالنا ” بالأوخي” في للثامن والعشرين من أكتوبر عام 1940 على انه مجرد معلم تاريخ العالم بل بالأحرى هو تذكيرٌ للذين في العالم بكفاح أبناء النور ضد أبناء الظلام وصراع قوى الحق ضد قوى الباطل والكذب. كما يؤكد القديس بولس أن ” سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ (2 تس 2: 7).

     إن سر الإثم المظلم الذي يعمل وأيضاً جنون وغطرسة الذين يدعونه بما يعرف عصر النظام الجديد، لهذا فإن ملحمة الأوخي البطولية تُجسِدُ القيم الأخلاقية وتكون لنا بمثابة منارة منيرة لأولئك الذين يبحرون في بحر الظلمات لهذا فإننا مدعوون للانتباه واليقظة كما يحثنا القديس الرسول بولس “اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالًا. تَقَوَّوْا (1كو 16: 13)

      لهذا فإن أخوية القبر المقدس كواجبٍ عليها أن تُكرم ذكرى هذه الملحمة الوطنية لعام 1940 وتُشارك برغبةٍ في ذكرى انتصار الحرية والظفر وسحق القوات الفاشية والنازية وتجمعاتهم ومعسكراتهم وطردهم وهزيمتهم. فتوجهنا إلى كنيسة القيامة المُقدسة لنرفع صلوات الشكر والتمجيد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات.

      وأيضاً صنعنا تذكاراً وتضرعاً من أجل الذكر المغبوط والراحة الأبدية لنفوس الأبطال من آبائنا وإخوتنا الذين سقطوا بعزةٍ وكرامة من أجل الإيمان حماية الوطن وأرضه وسلامتهِ، وَ روَوا بدمائهم ثراهُ العطر من أجل الخير الأسمى والحرية المُقدسة.

لهذا فلنرفعُ كأسنا عالياً ونهتفُ قائلين:

عاش الثامن والعشرون من أكتوبر عام 1940،

عاش الأوخي

عاشت اليونان

عاش الجنس الروميّ الأرثوذكسي التقي

عاشت أخوية القبر المُقدس.

وكل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة