1

عيد اسم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث

 إحتفلت أخوية القبر المقدس يوم الأحد الموافق 20 آذار 2022 (يعادله 7 آذار شرقي) بعيد تذكار القديسين الأربعين شهيدًا الذين إستشهدوا في بحيرة سبسطية في عهد ليكينيوس عام 320 ميلادي، وبعيد إسم صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الذي يحمل إسم أحد هؤلاء الشهداء القديسين وهو القديس ثيوفيلوس.

تم الاحتفال بهذا العيد “بإستقامة” حيث أقيمت خدمة صلاة الغروب بعد ظهر يوم السبت في كاثوليكون كنيسة القيامة يتقدمها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث.

 صباح يوم الأحد ترأس غبطة البطريرك خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة القيامة، يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس، سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس، ورؤساء الأساقفة جرش كيروس ثيوفانس، قسطنطيني كيريوس أريستارخوس، جبل طابور كيروس ميثوذيوس، سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس، هيرابوليس كيريوس إيسيذوروس، أنثيذون كيريوس نكتاريوس، بيلا كيريوس فيلومينوس، مادبا كيريوس أريستوفولوس، وآباء أخوية القبر المقدس من كهنة متوحدين وشمامسة وممثلين عن بطريركية موسكو بطريركية رومانيا. قاد الترتيل الشماس المتوحد الأب سيميون والسيد باسيليوس غوتسوبولوس حيث شارك طلاب المدرسة البطريركية. وحضر القداس الإلهي القنصل العام لليونان في القدس السيد إيفانجيلوس فليوراس وأعضاء القنصلية والرهبان والراهبات ومصلين من المدينة المقدسة وحجاج.

بعد القداس الإلهي أقيمت صلاة المجدلة الكبرى ثم توجه صاحب الغبطة  مع موكب ألاساقفة والكهنة الى دار البطريركية لتقبُّل التهاني. وألقى سكرتير البطريركية العام سيادة المطران أريسترخوس كلمةَ تهنئةٍ لصاحب الغبطة باسم أخوية القبر المقدس، تلاه القنصل اليوناني بكلمة عن الحكومة اليونانية، سفير جورجيا، وكلمات تهنئة من ألاساقفة ووكلاء البطريركية والكهنة وممثلي الكنائس ألاورثوذكسية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد شفيعه القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي مع الشهداء الأربعين

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يَهْتِفُ مُرَنِمُ اَلكَنِيسَة قَائِلاً: مَا أَبْهَى وَمَا أَبْهَجَ قُوَّةَ صَلِيبِكَ أَيُّهَا اَلْمَسِيح. فَأَنَّهَا بِوَاسِطَة اَلْأَضْدَادِ قَدْ ضَفَّرَتْ اَلْأَكَالِيلُ لِلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعِينَ اَلَّذِينَ جَازُوا فِي اَلنَّارِ وَالْمَاءِ وَلَمْ يَبْلُوا. فَصَرَخُوا قَائِلِينَ: مُبَارَك أَنْتَ يَا اَللَّهُ إِلَهَ آبَائِنَا

سَعَادَةُ اَلْقُنْصُلِ اَلْعَامّ لِدَوْلَةِ اَلْيُونَانَ اَلسَّيِّد إِيفَانْجِلُوسْ فَالِيورَاسْ اَلْمُحْتَرَم

أَيُّهَا اَلْآبَاءُ اَلْإِجْلَاءُ وَالْإِخْوَةُ اَلْمُحْتَرَمُونَ.

أَيُّهَا اَلزُّوَّارُ اَلْمَسِيحِيُّونَ اَلَحسَني اَلْعِبَادَةِ.

أَرْسَلَ نُورْكْ وَحَقُّكَ، هُمَا يُهْدَيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلٍ قَدَّسَكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ (مَزْ 42: 3) هَكَذَا يَتَرَنَّمُ جَوْقَ اَلشُّهَدَاءِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ اَلْمُسْتَشْهِدِينَ فِي مَدِينَةِ سَبْسَطِيَّة وَاَلَّذِي نُعِيدُ اَلْيَوْم بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ لِتِذْكَارِهِمْ اَلسَّنَوِيّ. وَيَقُولُ اَلْقِدِّيس بَاسِيلْيُوس: إِنَّ اَلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ شَهِيدًا قَدْ كَافَحُوا عَلَى اَلْأَرْضِ وَصَبَرُوا عَلَى اِنْفِعَالَاتِ اَلْهَوَاءِ وَدُفِعُوا إِلَى اَلنَّارِ وَقَلَّبَتْ اَلْمِيَاهُ بَقَايَاهُمْ فَيَحِقُّ لَهُمْ أَنْ يَهْتِفُوا: جُزُّنَا فِي اَلنَّارِ وَالْمَاءِ ثُمَّ أَخْرَجَتْنَا إِلَى اَلرَّاحَةِ (مَزْ 65: 12). وَقَدْ صَنَعَ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءَ هَذَا لِأَنَّهُمْ عَمِلُوا بِقَوْلِ اَلْقِدِّيسِ اَلْحَكِيمِ بُولُس اَلرَّسُول: بَلْ إِنِّي أَحْسَبُ كُلُّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلٍ فَضَّلَ مَعْرِفَةَ اَلْمَسِيحْ يَسُوعْ رَبِّي، اَلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرَتْ كُلَّ اَلْأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسَبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ اَلْمَسِيحُ. (فِي 3: 8)

وَيَقُولُ اَلْقِدِّيسُ غِرِيغُورْيُوس اَلنَّيْصَص فِي مَدِيحِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعِينَ: إِنَّ حَلَاوَةَ أَشِعَّةِ اَلشَّمْسِ لَمْ تَجْذِبْ هَؤُلَاءِ اَلْمُجَاهِدِينَ اَلْعِظَامَ بَلْ عَلَى اَلْعَكْسِ هُمْ تَجَنَّبُوا ” نُورُ اَلشَّمْسِ ” لِكَيْلَا يَفْقِدُوا اَلنُّورُ اَلْحَقِيقِيُّ وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ اَلشُّهَدَاءَ قَدْ رَفَضُوا وَعَادُوا وَازْدِرْوَا بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَكْسِبُوا اَلْمَسِيحَ اَلصَّالِحَ وَحْدَهُ.

حَقًّا إِنَّ هَذَا يُبَرْهِنُ عَلَى مَحَبَّةِ اَلشُّهَدَاءِ اَلْعَظِيمَةِ وَالْكَبِيرَةِ لِإِلَهِنَا وَمُخَلِّصَنَا اَلْمَسِيح. اَلَّذِي دَعَاهُمْ مِنْ اَلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ اَلْعَجِيبِ. (1 بُطْرُسْ 9: 2) إِنَّ هَؤُلَاء اَلشُّهَدَاء اَلْمُخْتَارِينَ مِنْ اَللَّهِ قَدْ تَجَرَّأوا لِكَيْ يَمُوتُوا مِنْ أَجْلِ ” اَلْخَيْرِ ” اَلْوَحِيدِ اَلصَّالِحِ أَيْ إِلَهِنَا اَلْمَسِيحَ كَمَا يَكْرِزُ اَلرَّسُولْ بُولُسْ فَإِنَّهُ بِالْجُهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لِأَجَلِ بَارٍ. رُبَّمَا لِأَجَلِ اَلصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَد أَيْضًا أَنْ يَمُوت. (رُومِيَّة 5: 7).

إِنَّ اَلْجَوْقَ اَلْمُقَدَّسَ لِلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعُونَ اَلْمُتَسَاوُونَ فِي اَلْجِهَادِ وَالْمُتَسَاوُونَ فِي اَلرَّأْيِ وَالْمُتَسَاوُونَ فِي نَيْلِ اَلْأَكَالِيلِ أَيْضًا، قَدْ صَارُوا كَالْفَتَيَةِ اَلثَّلَاثَة اَلَّذِينَ طُرِحُوا فِي أَتُونِ اَلنَّارِ إِذْ بِفَمٍ وَاحِدٍ سَبَحُوا وَمَجَّدُوا وَبَارَكُوا اَللَّهَ قَائِلِينَ: إِنَّ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَحَدِّينَ مَعَهُ بِشَبَهِ مَوْتِهِ، نُصَيْرْ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ. فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ اَلْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. عَالِمَيْنِ أَنَّ اَلْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنْ اَلْأَمْوَاتِ لَا يَمُوتُ أَيْضًا. لَا يَسُودُ عَلَيْهِ اَلْمَوْتُ بَعْد. (رُومِيَّة 6: 5 و8 -9)

لَقَدْ كَانَ لَدَى اَلشُّهَدَاءِ يَقِينُ اَلْإِيمَانِ بِأَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ مَعَ اَلْمَسِيحِ لِكَيْ يَحْيَوْا مَعَهُ فَلَمْ يَجْزَعُوا وَلِمَ يَرْتَاعُوا بَل عَلَى اَلْعَكْسِ فَقَدْ كَانُوا مُحَرَّكيْنَ بِالرُّوحِ اَلْإِلَهِيِّ طَالِبِينَ فِدَائِهِمْ بِدَمِ اَلْمَسِيحِ وَغُفْرَانِ خَطَايَاهُمْ أَيْ تَطَهُّرِهِمْ مِنْ اَلزَّلَّاتِ أَيْ تَطَهُّرِهِمْ مِنْ خَطَايَاهُمْ ” حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ ( اَفْسَسْ 1 : 7 ) .

إِنَّ هَذَا اَلْعِيدُ اَلسَّنَوِيُّ لِلْقِدِّيسِين اَلشُّهَدَاء اَلْأَرْبَعِين وَبِالْأَخَصِّ لِلْقِدِّيسِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ وَاَلَّذِي حَقَارَتِنَا تَحْمِل اِسْمَهُ اَلْمُوَقَّرَ يُشَكِّلُ تِذْكَارًا أَمَامَ اَللَّهِ. ( أَعْمَالُ 10 : 4 ) وَهَذَا لِأَنَّ هَؤُلَاءِ اَلْقِدِّيسِين اَلْأَرْبَعِين شَهِيدًا قَدْ جَعَلُوا اَلْأَرْضَ سَمَاءً وَأَنَارُوا اَلْجَمِيعَ ، وَصَارُوا شُهُودًا صَادِقِين وكَارزِّين لِلْمَسْكُونَةِ بِآلَامِ اَلْمَسِيحِ وَقِيَامَتِهِ وَأَيْضًا بِحَسَبِ اَلْقِدِّيسِ غِرِيغُورْيُوسْ اَلنَّيْصَصْ إِنَّهُمْ أَقْمَارُ اَلْمَسِيحِ وَبُنَاة كَنَائِسُهُ مَبْنَيَيْنَ كَمَا يَقُولُ اَلرَّسُولْ بُولُسْ عَلَى أَسَاسِ اَلرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ ، وَيَسُوعْ اَلْمَسِيحِ نَفْسِهِ حَجَرَ اَلزَّاوِيَةِ ( أَفْسِسْ 2 : 20 ) .

إِنَّ اَلْقِدِّيسِين اَلْأَرْبَعِين شَهِيدًا قَدْ صَارُوا بُنَاة اَلْكَنَائِسِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ بِحَسَبِ اَلْقِدِّيس بَاسِيلْيُوس اَلْكَبِير. صَارُوا مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ، ولِلْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ. إِذْ أَقَامُوا اَلسَّاقِطِينَ وَثَبَتُوا اَلْمُتَضَعَضَعِين وَضَاعَفُوا هِمَّةَ اَلْأَتْقِيَاءِ وَرَغْبَتَهُمْ. فَبِحَسَبِ مَرْنَمْ اَلْكَنِيسَةِ: يَا شُهَدَاءَ اَلْمَسِيحِ اَلْأَرْبَعِين اَلْإِلَهِيَّيْن أَنَّكُمْ تُنِيرُونَ عَلَى اَلدَّوَامِ جَلَدَ اَلْكَنِيسَةِ اَلْمُوَقَّرِ مِثْلَ كَوَاكِبَ عَظِيمَةٍ ثَاقِبَةٍ وَتُبْهِجُونَ اَلْمُؤْمِنِينَ.

بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ تُكَرِّمُ كَنِيسَتَنَا اَلْآورُوشَلِيمِيَّة اَلْمُقَدَّسَة تِذْكَارَ اَلْأَرْبَعِين شَهِيدًا فِي يَوْمِ مِيلَادِ اِسْتِشْهَادِهِمْ مِنْ أَجْلِ مَحَبَّةِ اَلْمَسِيحِ وَبِالْأَخَصِّ اَلْقِدِّيس اَلشَّهِيدِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ فَذَهَبُنَا اَلْيَوْمَ بِرُفْقَة أَخَوِيَّة اَلْقَبْرِ اَلْمُقَدَّسِ اَلْأَجِلَّاء مِنْ رُؤَسَاءِ كَهَنَةٍ وَكَهَنَةٍ وَشمَّامْسَةٍ وَلفيفٍ مِنْ أَبْنَاءِ رَعِيَّتِنَا اَلْمَسِيحِيِّينَ اَلْأَتْقِيَاءَ إِلَى كَنِيسَةِ اَلْقِيَامَةِ اَلْمُقَدَّسَةِ وَاحْتَفَلْنَا مُصَلِّينَ هُنَاكَ مَعًا مُتَمِّمِينَ بَطْرِيَرْكِيًّا سِرَّ اَلشُّكْرِ اَلْإِلَهِيِّ وَمُمَجَّدينَ اَلرَّبِّ اَلَّذِي عَجَّبَ قِدِّيسِيهِ .

وَأَيْضًا رَفَعْنَا اَلْمَجْدَ وَالشُّكْرَ لِإِلَهِنَا اَلْوَاحِد اَلْمُثَلَّثِ اَلْأَقَانِيمَ وَهَذَا لِأَنَّنِي أَحْمِلُ اِسْمَ اَلْقِدِّيسِ اَلشَّهِيدِ ثُيُوفِيلُوسْ وَنَقُولُ: كَمَا يَقُولُ اَلْقِدِّيسُ بُولِيكَارْبُوسْ سَمِيرْنَا نُبَارِكُ رَبُّنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ مُخْلِصُ نُفُوسَنَا وَسَيِّدُ أَجْسَادِنَا وَرَاعِي اَلْكَنِيسَةِ اَلْجَامِعَةِ اَلْكَائِنَةِ فِي اَلْعَالَمِ كُلّه.

وَيُذْكَرُ اَلْقِدِّيسُ يُوحَنَّا اَلدِّمَشْقِي عَنْ أَهَمِّيَّةِ إِعْطَاءِ اَلْإِكْرَامِ لِلْقِدِّيسِينَ مُسْتَنِدًا بِهَذَا عَلَى شَهَادَة اَلْقِدِّيس يُوحَنَّا اَلْإِنْجِيلِيِّ وَالرَّسُولِ اَلْحَكِيمِ بُولُس فَإِنَّ اَلْقِدِّيسِين بِشَكْلٍ عَام” وَالشُّهَدَاء” بِشَكْلٍ خَاصّ ” هُمْ أَصْدِقَاءُ اَلْمَسِيحِ وَأَبْنَاء وَوَرَثَةِ اَللَّهِ فَكُلُّ اَلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَاد اَللَّه. (يُوحَنَّا 1: 12) إِذَا لَسْتُمْ بَعْد عَبِيدًا بَلْ أَبْنَاء (غَلَاطِيَّة 4: 7) فَإِنْ كُنَّا أَوْلَادًا فَإِنَّنَا وَرَثَةً أَيْضًا، وَرَثَةُ اَللَّهِ وَوَارِثُونَ مَعَ اَلْمَسِيحِ. (رُومِيَّة 8: 17).

وَنَقُولُ هَذَا اَلْيَوْمِ لِأَنَّ عِيد اَلْقِدِّيسِين اَلشُّهَدَاء اَلْأَرْبَعِينَ وَبِالْأَخَصِّ لِلْقِدِّيسِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ ، لَا يَخُصُّ حَقَارَتُنَا فَقَطْ بَلْ أَوَّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْمُؤَسَّسَةِ اَلرَّسُولِيَّةِ وَالْبَطْرِيَرْكِيَّةِ وَاَلَّتِي أَهْلِنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ اَلْقِدِّيسِينَ فِي اَلنُّورِ ، اَلَّذِي اِبْنِ مَحَبَّتِهِ ( كو 1 : 12 – 13 ) هُوَ اَلْمَسِيحُ اِبْن اَللَّهِ اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، فِيهِ يَقُومُ اَلْكُلُّ وَهُوَ رَأْسُ اَلْجَسَدِ أَيْ اَلْكَنِيسَةِ . ( كو 1 : 17 – 18 ) اَلَّتِي اِقْتَنَاهَا بِدَمِهِ . (أَع20: 28) هَذَا اَلدّم، دَمُ اَلْمَسِيحِ اَلَّذِي صَارَ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءَ اَلْأَرْبَعِينَ مُسَاهِمِينَ وَمُشَارِكِينَ فِيهِ (أَيْ مُشَارِكِينَ فِي اَلشَّهَادَةِ وَفِي سَفْكِ دِمَائِهِمْ مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِمْ لَهُ).

وَلِأَنَّهُم عَامِلِينَ وَسَامِعِينَ لِكِرَازَة اَلْقِدِّيسِ اَلرَّسُول بُولُسْ: فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ اَلرُّؤَسَاءِ، مَعَ اَلسَّلَاطِينَ، مَعَ وُلَاةِ اَلْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا اَلدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ اَلشَّرِّ اَلرُّوحِيَّةِ فِي اَلسَّمَاوِيَّاتِ. ( أَفْسَسُسْ 6 : 12 ) فَالشُّهَدَاء اَلْأَرْبَعِينَ ” أَحِبَّة اَلْمَسِيحِ ” قَدْ اَزْدِرْوَا بِهَذِهِ اَلْحَيَاةِ اَلْوَقْتِيَّةِ لِكَيْ يُمَجِّدَهُمْ اَللَّهُ فِي اَلدَّهْرِ اَلْعَتِيدِ كَمَا يَقُولُ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوس اَلْكَبِيرَ لِهَذَا فَإِنَّ رِسَالَةَ هَؤُلَاءِ اَلشُّهَدَاء وَالْقِدِّيسِينَ وَأَصْدِقَاء اَلْمَسِيحِ تَأْتِينَا لِكَيْ تَهْدِينَا نَحْوَ اَلشُّعَاعِ اَلْإِلَهِيِّ لِأَنَّ اَلْمُجَدَاء يَتَلَأْلَأُونَ مُتَأَلِّقِينَ بِإِنَارَةِ اَلْمَسِيحِ اَلْعَقْلِيَّةِ .

وَبِحَسَب كَلِيمَنَضَس اَلْإِسْكَنْدّرِيَّ إِنَّنَا نُسَمِّي اَلِاسْتِشْهَادُ بِالْكَمَالِ لَيْسَ لِأَنَّ اَلْإِنْسَانَ قَدْ نَالَهُ عَلَى أَنَّهُ نِهَايَةُ اَلْحَيَاةِ أَوْ اِكْتِمَالِهَا ” كَبَقِيَّةِ اَلنَّاس ” بَلْ هِيَ إِتْمَامُ وَاسْتِكْمَالُ عَمَلِ اَلْمَحَبَّةِ. وَهَذَا مَا نَقْصِدُهُ ” بِإِتْمَامِ عَمَلِ اَلْمَحَبَّةِ ” اَلَّذِي هُوَ وِحْدَةُ اَلْكَنَائِسِ اَلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ اَلْمَحَلِّيَّةِ اَلَّذِي نَسْعَى إِلَيْهِ وَنَطْلُبهُ نَحْنُ كَمَا طَلَبَهُ وَسَعَى إِلَيْهِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءَ اَلْأَرْبَعِينَ كَمَا يُؤَكِّدُ هَذَا اَلْمِثَالِ بِشَكْلٍ رَائِعٍ أَبِ اَلْكَنِيسَةِ اَلْعَظِيمِ اَلْقِدِّيس بَاسِيلْيُوس اَلْكَبِير ” لَمْ يَكُنْ لِهَؤُلَاءِ اَلشُّهَدَاءِ وَطَنًا وَاحِدًا بَلْ كُلُّ مِنْهُمْ قَدْ نَشَأَ فِي بَلْدَةِ مَا فَجِنْسُهُمْ اَلْبَشَرِيُّ مُخْتَلِفٌ وَأَمَّا جِنْسهُمْ اَلرُّوحِيَّ فَهُوَ وَاحِدٌ . فَإِنَّ لَهُمْ أَبًا وَاحِدًا هُوَ اَللَّهُ وَجَمِيعُهُمْ إِخْوَة لَمٍّ يَلِدَهُمْ رَجُل وَاِمْرَأَةٍ بَلْ وُلِدُوا بِتَبَنِّي اَلرُّوح اَلْقُدُس وَآلفَتْ بَيْنَهُمْ وَحْدَةُ اَلْمَحَبَّةِ اَلْمُتَبَادَلَةِ “. وَبِكَلَامٍ آخَرَ إِنَّ هَؤُلَاءِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءَ هُمْ صَوْتُ اَلْقِدِّيسِ اَلرَّسُولْ بُولُسْ اَلْإِلَهِيَّ لأنهم كَانُوا مُجْتَهِدِينَ أَنْ يَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةُ اَلرُّوحِ بِرِبَاطِ اَلسَّلَامِ ( اَفْسَسْ 4 : 3 ).

وَطَاعَةٌ لِهَذَا اَلْأَمْرِ وَلِهَذِهِ اَلْوَصِيَّة فَنَحْنُ مَدْعُوُّونَ أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ اَلْأَحِبَّةُ لِهَذِهِ اَلدَّعْوَةِ، دَعْوَةُ شَهَادَةِ اَلْوَحْدَةِ وَالسَّلَامِ وَمَحَبَّةِ إِنْجِيل إِلَهِنَا وَمُخَلِّصَنَا يَسُوع اَلْمَسِيح وَبِالْأَخَصِّ فِي هَذِهِ اَلْأَيَّامِ اَلْمُبَارَكَةِ فِي مَيْدَانِ اَلصَّوْمِ اَلْأَرْبَعِينِيِّ اَلْكَبِيرِ لِكَيْ نَكُونَ

عَامِلِينَ مَعَهُمْ بِالْحَقِّ. (3 يُو 8) وَذَلِكَ لِكَيْ كَمَا يَقُولُ بُولُسْ اَلْإِلَهِيَّ إِنَّ اَللَّهَ فِي اَلْمَسِيحِ أَوْكَلَ إِلَيْنَا كِرَازَةِ اَلْمُصَالَحَةَ وَاضِعًا فِينَا كَلِمَةُ اَلْمُصَالَحَة. (2 كُورْ 5: 19)

وَإِذْ لَدَيْنَا فِي هَذَا اَلصَّوْمِ مُعَاوِنُونَ وَمُسَاعِدُونَ هَمَّ اَلشُّهَدَاء اَلْقِدِّيسُونَ اَلْأَرْبَعُونَ شَهِيدًا وَالْقِدِّيسُ اَلَّذِي أَحْمِلُ اِسْمُهُ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِد مَعَهُمْ وَسَيِّدَتِنَا اَلْفَائِقَةِ اَلْبَرَكَاتِ وَالِدَةَ اَلْإِلَهِ اَلدَّائِمَةِ اَلْبَتُولِيَّة مَرْيَمْ مُتَضَرِّعِينَ إِلَيْهِمْ لِكَيْ بِسَلَامٍ وَتَوَاضُعٍ وَتَوْبَةٍ أن نُكَوِّنَ مُسْتَحِقَّيْنَ أَنْ نَبْلُغَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ اَلْمَجِيد ، قِيَامَةُ إِلَهِنَا وَمُخْلِصٌ نُفُوسَنَا مِنْ بَيْنِ اَلْأَمْوَاتِ .

لِهَذَا أتضرعُ إلى الله لجميع مِنْ شَارَكْنَا اَلْيَوْم فِي هَذِهِ اَلصَّلَاة وَاَلَّذِينَ حَضَرُوا مَعَنَا مُكَرَّمِينَ تِذْكَارَ عِيدِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاء اَلْأَرْبَعِينَ أَنْ يَمْنَحَهُمْ قُوَّةً مِنْ اَلْعَلَاءْ وَمَوْهِبَةَ اَلرُّوحِ اَلْقُدُسِ وَنِعْمَةً مِنْ اَلْقَبْرِ اَلْقَابِلِ لِلْحَيَاةِ وَصَبْرًا وَكُلِّ بَرَكَةٍ مِنْ لَدُنْ اَللَّهِ مُخَلِّصِنَا ، مُعَبِّرًا لَكُمْ عَنْ شُكْرِي اَلْحَارّ وَعَنْ كُلِّ اَلَّذِينَ تَكَلَّمُوا سِيَادَةُ اَلْمُطْرَان أَرِيسْتِرِخُوسْ اَلسِّكْرِتِير اَلْعَام اَلَّذِي تَكَلَّمَ نِيَابَةً عَنْ أَعْضَاء أَخَوِيَّة اَلْقَبْرِ اَلْمُقَدَّسِ وَالْمَجْمَعِ اَلْمُقَدَّسِ وَسَعَادَةُ اَلْقُنْصُل اَلْعَامّ لِلْيُونَان اَلسَّيِّد اِيفَانْجِلُوسْ فَالِيورَاسْ اَلْمُحْتَرَم.

مكتب السكرتارية العامة