1

الأحد بعد الفصح-أحد توما في البطريركية

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 1 أيار 2022 (18 نسيان شرقي)  بالأحد بعد الفصح المجيد المعروف بأحد توما الرسول.

في هذا اليوم تقيم الكنيسة تذكار حدث ظهور الرب يسوع المسيح لتلاميذه بعد ثمانية أيام من قيامته المجيدة من بين الأموات (إنجيل يوحنا الإصحاح 20 عدد 24-31) أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ” الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ». وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا». وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ”.

إحتفل بهذ الأحد المبارك في:

1) قانا الجليل حيث حوّل الرب الماء الى خمر, حيث ترأس غبطى البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة دير قانا الجليل يشاركه بالخدمة سيادى متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس الكاماراس الكبير, آباء من أخوية القبر المقدس وآباء من منطقة الجليل.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في أحد توما في قانا الجليل 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ. (يوحنا 2: 11)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

إن النعمة الإلهية لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات، قد جمعتنا في هذا المكان والموضع المقدس في قانا الجليل حيث وقفت قدما المسيح وأيضاً والدته والدة الإله الدائمة البتولية مريم، لكي نعلن بدالةٍ قيامة ربنا يسوع المسيح وهذا لأنه كما يكرز القديس بولس الرسول:”إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ” (1كور 15: 14).

إن الفصل الإنجيلي لهذا اليوم ولاسيما غداً أيضاً يتحدث عن العجائب التي صنعها يسوع أمام تلاميذه لكي نحن وإياهم نؤمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ يكونَ للمؤمنينَ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. (يوحنا 20: 31).

في المقطع الإنجيلي لليوم، للإنجيليّ البشير يوحنا سمعنا الربّ قائلاً لتوما: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا. (يوحنا 20: 29) وفي المقطع الإنجيلي الآخر “الذي يُتلى غداً” نسمعُ بأن هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ. (يوحنا 2: 11)

ويُشير أيضاً القديس يوحنا الدمشقي بضرورة وقوة الإيمان من أجل فهم وإدراك سر التدبير الإلهي قائلاً: إن العجائب ظهرت للساجدين بإيمانٍ للسر.

وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمْ! ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا. أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: رَبِّي وَإِلهِي! (يوحنا 20: 26-27)

ويفسرُ هذه الأقوال القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: إذاً فلهذا السبب المقنع نحن معتادون أن تكون لنا اجتماعات مقدسة في الكنائس في اليوم الثامن كما يقتضي الأمر بالضرورة، فنحن نغلق الأبواب ومع ذلك فإن المسيح يزورنا ويظهر لنا جميعا بصورة غير منظورة وأيضاً بصورة منظورة؛ فبصورة غير منظورة كإلهٍ، وأيضاً بصورة منظورة في الجسد فهو يدعنا نلمس جسده المقدس ويعطينا إياه لأننا

بواسطة نعمة الله يسمح لنا بالاشتراك في البركة السرية أي “الإفخارستيا” إذ نأخذ المسيح في أيدينا لكي نؤمن بكل يقين أنه أقام حقاً هيكل جسده.وينبغي علينا أن نهرب من عدم الإيمان به بعد أن نلمس الجسد بل بالأحرى أن نوجد ثابتين تماماً في ملئ يقين الإيمان.

وبكلامٍ آخر أيها الإخوة الأحبة إن مشاركتنا في البركة السرية أي الاشتراك في جسد ودم مخلصنا المسيح الكريمين يشكل اعتراف حقيقي وتذكار بأن الرب مات وقام عنّا ولأجلنا.

وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. (يوحنا 2: 1-2)

ويشرح زيغافينوس حضور المسيح في عرس قانا الجليل قائلاً: إن الذي شرّع الزواج قد حضر وكرّم العرس وقدسه بحضوره (أي بحضور المسيح). وأما القديس كيرلس الإسكندري فإنه يستشهد بالقديس بولس الرسول قائلاً: إن المخلص المحب البشر هو فرح وسعادة الكل، لهذا فقد كرّم الزواج بحضوره “أي بحضور المخلص” لكي يزيل اللعنة القديمة الخاصة بإنجاب الأولاد وهذا لأن من يتحد في المسيح هو خليقة جديدة، فالأمور القديمة التي خلقها الناموس الموسوي والخطيئة قد مضت وعبرت فها إن الكل قد صار جديداً إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.(2كور 5: 17).

وبحسب شهادة الإنجيليّ يوحنا، فإن يوحنا السابق “والمعمدان” يتحدث عن الرب مقدماً المسيح على أنه العريس قائلاً: مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ. (يوحنا 3: 29) ويفسر القديس كيرلس الإسكندري هذه الآية مشيراً إلى العرس الروحي بين الإنسان والمسيح، وهذا العرس يتم بواسطة المعمودية المقدسة، وبحسب تفسير زيغافينوس فإن العروس هي “الشعب المؤمن” أي الكنيسة والتي ترتبط سرياً بالمسيح بواسطة الإيمان.

يقول القديس كيرلس الإسكندري أن مجد مخلصنا المسيح يُشرق مثل أشعة الشمس عندما صنع بداية الآيات في قانا الجليل أمام أمه وتلاميذه. ومن بين العجائب الأخرى والعديدة التي صنعها يسوع أمام تلاميذه هي تلك التي صارت من تلميذه توما غير المؤمن عندما لمس جنب المخلص فوجد الجرح الذي أحدثته حربة “رمح” الجندي.

إن المسيح يا إخوتي الأحبة من جهةٍ قد انتصر بقيامته على موت الفساد والخطيئة ومن الجهة الأخرى قد نقض سياج العداوة بين الله والإنسان ومنح سَلاَمُهُ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل. (فيلبي 4: 7) لأَنَّ “المسيح” هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ (أفسس 2: 14) كما يقول بولس الرسول.

إن سلام المسيح هذا أي سلام الروح القدس هو تماماً ما تدعو إليه كنيستنا المقدسة في كل مكان وزمان. إن هذا العالم المضطرب وغير المستقر بحاجة إلى سلام المسيح أكثر من أي وقتٍ مضى لهذا فإن إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات يعطينا قائلاً ” سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ. (يوحنا 14: 27)

المسيح قام

إلى سنين عديدة مباركة وسلامية

وعلى مائدة المحبة التي أعدها قدس الأرشمندريت خريسوستوموس ووكلاء الكنيسة بعد القداس الإلهي القى صاحب الغبطة الخطاب التالي:

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يرنم صاحب المزمور قائلاً: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به.(مز 117: 24)

أيها الإخوة والآباء الأجلاء الموقرين

السادة أعضاء لجنة الكنيسة المحترمين

قدس الأب الأرشمندريت خريسوستوموس

الإخوة المحبوبون

تفرح وتبتهج كنيسة المسيح المقدسة وخاصة الكنيسة المحلية في مدينتكم قانا الجليل التي ورد ذكرها في الإنجيل المقدس في عيد هذا اليوم الفصحي.

نشكر الإله الواحد المثلث الأقانيم لهذه البركة التي منحنا إياها لكي نلتأم سوية بعد محنة وباء مرض الكورونا المميت.

إن حدث آلام المسيح وصلبه ودفنه الثلاثي الأيام وقيامة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من بين الأموات تُشكل ملئ سر التدبير الإلهي.

إن حضور المسيحيين الحي في هذه الأرض المقدسة ولا سيما في هذا المزار والموقع المقدس يُشكل برهاناً واضحاً أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا “أي على الكنيسة” (متى 16: 18) كما يقول الرب يسوع المسيح.

إن كرازة إنجيل المسيح هي كرازة العدل والمحبة والسلام والمحبة الإلهية للبشر كما يقول الرب: لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ (متى 9: 13) وهذا ما يؤكد عليه الرسول بولس قائلاً: فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. (أفسس 6: 12).

فها أيضاً قد اتضح لماذا قيامة المسيح هي ملئ سر تأنس وتجسد ابن وكلمة الله ربنا يسوع المسيح وذلك لأنه آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. (1كور 15: 26) ويكرز الرسول بولس مستشهداً بإشعياء النبي ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ (1كور 15: 54-55).

يا إخوتي الأحبة إن الساكنين والزوار في قرية قانا الجليل حيث صنع ربنا يسوع المسيح أولى عجائبه وأظهر مجده، لهذا فقد أتينا برفقة إخوتنا المكرمين من مكان قيامة مخلصنا يسوع المسيح أي مدينة أوروشليم المقدسة لكي نهتف سويةً التحية الفصحية للغلبة على الموت: المسيح قام.

ومن الجدير بالذكر أنني أنا شخصياً أعتبر نفسي أحد سكان قانا وعضواً في رعيتها المسيحية المباركة، لهذا فأنا أطلب إليكم بفم الرسول بولس الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا (2كور 5: 17)

المسيح قام

إلى سنوات عديدة مثمرة في المسيح

2) في كنيسة القيامة المقدسة, حيث ترأس خدمة صلاة الغروب عشية العيد سيادة متروبوليت كابيتوليتذا كيريوس إيسيخيوس الوكيل البطريركي يشاركه آباء أخوية القبر المقدس.

صباح يوم العيد ارأس خدمة القداس الإلهي سيادة متروبوليت كابيتوليتذا كيريوس إيسيخيوس في القبر المقدس القابل الحياة بمشاركة آباء أخوية القبر المقدس وبحضور عدد من المصلين.

بعد القداس توجه سيادة المطران مع الآباء الى مقر البطريركية.

مكتب السكرتارية العامة