1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الثلاثاء الموافق 12 تموز (29 حزيران شرقي) 2022 بعيد القديسين هامتي الرسل بطرس وبولس.

في هذ اليوم تُكرم الكنيسة الرسولين بطرس وبولس على أنهما رمز الكرازة بالمسيح. الكنيسة تُكرم القديس بطرس الرسول على صخرة الإيمان لأنه آمن بإن المسيح هو إبن الله, عندها قال له السيد المسيح “انت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي”, أما بولس الرسول فهو من بدأ البشارة للأمم.

تحتفل كنيسة أورشليم بهذا العيد في كفرناحوم على ضفاف بحيرة طبريا التي ذُكرت بالعهد الجديد “بحر الجليل” في كنيسة الرسل التي بُنيت في عهد البطريرك الأورشليمي ذميانوس سنة 1935.

ترأس خدمة القداس الإلهي في كنيسة الرسولين بطرس وبولس في كفرناحوم التي تقع على ضفاف بحيرة طبريا, غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت أرتيميوس, قدس الأرشمندريت بارثينيوس, آباء مطرانية الناصرة والقضاء, آباء الكنيسة الروسية في المهجر, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, الشماس المتوحد الأب إفلوغيوس. وشارك في الترتيل باللغة اليونانية السيد باسيليوس غوتسوبولوس  وباالغات العربية  والروسية سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولوس مع أبناء الرعايا.

بعد القداس الإلهي إستضاف راعي ومُشرف الدير الراهب إيرينارخوس صاحب الغبطة مع الأساقفة والآباء والمصلين على مائدة طعام.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد هامتي الرسل بطرس وبولس في مدينة كفرناحوم 12-7-2022

تعريب: قدس الأب يوسف الهودلي

لقد أَشرقَ اليومَ للأَقطارِ موسمٌ بهيج. هو عيدُ الرسولَينِ الحكيمَينِ بطرسَ وبولس. هامتَي الرسلِ الموقَّرَين. ونحن نُعيِّدُ بالتسابيحِ والتَّرانيم. محتفِلينَ بهذا اليومِ المجيدِ وهاتفين: السلامُ عليكَ يا بطرسُ الرسولُ الصَّدِيقُ الصَّادِق. لمعلِّمِكَ المسيحِ إِلهِنا. إِفرحْ يا بولسُ المحبوبُ جدّاً. الكارزُ بالإِيمانِ ومعلِّمُ المسكونة. فيا أَيُّها الزَّوجُ المقدَّسُ المنتَخَب. بالدَّالَّةِ التي لكما. تشفَّعا إِلى المسيحِ الإِلهِ أَن يُخلِّصَ نفوسَنا. هذا ما يقولهُ ناظم تسابيح الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون بالمسيح،

أيها الزوار المسيحيون الأتقياء،

إنّ مواطنَيّ آوروشليم العلوية بطرس هامة الرسل صخرة الإيمان، وبولس خطيبُ كنيسة المسيح، قد جَمَعانا اليوم في هذه الكنيسة التي تحمل اسمهما في هذا الموضع والمكان المقدس في مدينة كفرناحوم التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة لكي نعيُّد لتذكارهما المقدس.

لقد أصبح الرسولين بطرس وبولس آنيةً للروح القدس كارزَيْن بإنجيل المسيح الخلاصي إلى أقاصي المسكونة، فقد امتازوا بين الرسل القديسين المتساوين الذين دعاهم الرب. فإن اعتراف بطرس «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ. (متى 16: 16) هو الذي جعل يسوع يجيبه قائلاً: وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. (متى 16: 18)

وأما كرازة وتعليم بولس بعد معموديته مباشرة عند انتقاله إلى دمشق عن يسوع أنه هو ابن الله فقد كان نتيجة قول الرب لتلميذه حنانيا اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. (أعمال 9: 15)

إن كلاً من اعتراف بطرس المغبوط وكرازة الرسول بولس بأن المسيح هو ابن الله الحي، لهما أهمية خاصة، وذلك لأن المسيح لا يُعرف ببساطة على أنه

المسيّا فقط، بل بالأخص وقبل كل شيء أنه إله كامل مولود من جوهر الآب كما يقول ثيوفيلكتوس وأما القديس يوحنا الذهبي الفم فيقول: لقد اعترف بأنه ابن حقيقي. وأما زيغافينوس فيعلق قائلاً: لقد أدرك بطرس حقًا أن المسيح هو ابن الله بالطبيعة.

إن هامتي الرسل هؤلاء تلميذيّ المسيح، بطرس وبولس من خلال النعمة وقوة الروح القدس قد اصطادا الأمم عبر شباكهما العقلية حتى يعرفوا الإله الحقيقي مصغيين وعاملين بما أوصاهُ يسوع المسيح:”اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ (متى 28: 19)

إن الرسل الاثني عشر القديسين بشكل عام وزوجي الرسل المغبوطين بطرس وبولس بشكل خاص قد برزوا كأساس الكنائس التي تأسست في جميع أنحاء العالم، كما يقول الرسول بولس لِي أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، أُعْطِيَتْ هذِهِ النِّعْمَةُ، أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى، وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. (أفسس 3: 8-9)

لقد أصبح عارفاً المغبوط بطرس بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى صائراً شاهداً بعيونه وأذانه لما حدث على جبل طابور المقدس عند تجلي المسيح، مبشراً الكل قائلاً: لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلًا مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ. (2بط 1: 16-18)

ومن الجدير بالذكر أن بطرس قد ترك الصيد واقتبل الإعلان الإلهي من السماء من الله الآب عن تجسد كلمة الله، وأما بولس الرسول فقد اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا. (2كور 12: 4) إن هذه الأسرار اللاهوتية الإلهية التي لا يُنطق بها التي تفوق طور العقل والفكر، والتي هي الخبرة التي قد أخذها المغبوطين بطرس وبولس. فمن جهةٍ قد بذروا في المسكونة بذار سر التقوى ومن جهةٍ أخرى أناروا الكنيسة كلها.

فها قد اتضح لنا لماذا يُدعى زوجي الرسل المقدس بأعمدة وقاعدة الكنيسة، وكارزي الإيمان ومعلمي المسكونة لأنه كما يقول صاحب المزمور: إلى كل الأرض خرج صوتهم وإلى أقطار المسكونة كلامهم (مزمور 18: 5) فها قد أدركنا لماذا الزوج المقدس المختار يشكلان فخر الكنيسة. فمن الجدير بالذكر

بأن الكنيسة تفتخر بأعمدتها وقاعدتها اللذان هم بطرس وبولس، وذلك لأن بطرس ولا سيما بولس يفتخرون بصليب ربنا يسوع المسيح لأنه كما يكرز بولس الرسول وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.(غلاطية6: 14) لأنه بحسب القديس يوحنا الدمشقي: إن سلاح الصليب قد صار خلاصاً للمؤمنين وفخراً لبولس. لهذا فإن المرنم يهتف قائلاً بصليبك أيها المسيح حصلت رعيةٌ واحدة من الملائكة والبشر وكنيسةٌ واحدة. فالسماء والأرضُ تبتهجان فياربُّ المجد لك.

حقاً أيها الإخوة الأحبة إن الكنيسة الواحدة كنيسة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح السماوية والأرضية تفرح وتبتهج لهذا فنحن نهتف مع المرنم قائلين: السلام عليكما يا بطرس وبولس يا قاعدتَي العقائد الإلهية الراسخَتَيْن. فيا صديقَي المسيح الإناءيْن الكريمَيْن. احضرا بيننا حضوراً غير منظورٍ. وامنحا المواهب غير الهيولية للذين يمتدحون عيدكما بالأناشيد.

آمين

كل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة