1

عيد القديس البار يوحنا الخوزيفي الجديد

إحتفلت البطريركية الأرشليمية يوم الأربعاء الموافق 10 آب 2022 (28 تموز حسب التقويم الشرقي) بعيد القديس البار يوحنا الخوزيفي الجديد الذي من رومانيا في دير الخوزيفا.

في تاريخ 31 كانون الثاني (18 كانون الثاني شرقي) عام 2016 أعلن المجمع الأورشليمي المقدس قداسة البار يوحنا وأدرجته في سنكسار الكنيسة الأوثوذكسية .وحددت تاريخ 28 تموز شرقي يوم عيد القديس وهو يوم نقل رفاته المقدسة. وقد أقيمت في دير الخوزيفا خدمة إحتفالية خاصة بهذا الحد ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بحضور ممثلين عن كنائس العالم الارثوذكسي.

ترأس صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة صلاة السهرانية والقداس الإلهي يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسططيني كيريوس أريسترخوس, الكاماراس الأرشمندريت نيكتاريوس، الأب يوحنا والأب أبرام من الكنيسة الرومانية، المتوحد الأرشمندريت خريسوغونوس، والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس بحضور رهبان الدير.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس يوحنا الخوزيفي الجديد في دير خوزيفا 10/8/2022

كلمة البطريرك تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول المزمور “نُورٌ أَشْرَقَ لِلصَّدِيقَيْن وَفَرِحٌ لَلْمُسْتَقِيمِي اَلْقَلْبِ” (مز 96: 11)

أيها الاخوة المحبوبون في المسيح

أيها الزوار الاتقياء

يمتلئ بالنعمة الإلهية تذكار أبينا البار يوحنا الخوزيفي الجديد الذي جمعنا اليوم في هذا الدير المقدس لكي بشكر نمجد الذي مجّد البار بحسب ما يقول القديس بولس الرسول الَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا. (رومية 8: 30).

لقد حرّك الشوق المقدس أبينا البار يوحنا من أجل حياة الصحراء فترك موطنه رومانيا وسكن في صحراء الأردن حيث أيضاً مناسك دير القديس جاورجيوس الخوزيفي إذ يقول البار يوحنا: لم أرغب قط بالمراتب ولم أشتهي الغنى، فقط تاقت نفسي للصحراء لأنها كانت دائماً بداخلي كنارٍ حارقة.

إن هذه النار التي لا تطفأ، نار شوقه كانت مضطرمة بالأقوال الداوودية كَلَّتْ عَيْنَايَ اشْتِيَاقًا إِلَى خَلاَصِكَ وَإِلَى كَلِمَةِ بِرِّكَ. اصْنَعْ مَعَ عَبْدِكَ حَسَبَ رَحْمَتِكَ، وَفَرَائِضَكَ عَلِّمْنِي. (مز118: 123-124). وبكلامٍ آخر لقد لجأ البار يوحنا إلى الصحراء ساعياً في خلاص نفسه من خلال النسك القاسي ومن خلال أيضاً مطالعة ودراسة ناموس الله أي الكتب الإلهية مستنداً على أقوال القديس بولس الذي يقول” بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ. (فيلبي 3: 8-11).

لقد نجح أبينا البار يوحنا برغبته القوية وشوقهِ في أن يربح المسيح ويعرف قوة قيامته وهذا مثبتٌ ومبرهن عليه أمام ناظر أعيننا ههنا، حيث

رفاته المقدسة الكريمة غير البالية موضوعةٌ والتي يفيضُ منها رائحةَ طيبٍ ونعمةَ أشفيةٍ، وعلاوةً على هذا فإن حقيقة عدم فساد وقدسية رفات أبينا البار يوحنا تشكل إجابة على صلوات المزمور الذي يقول أظهر لنا يَا رَبُّ رَحْمَتَكَ، وَأَعْطِنَا خَلاَصَكَ. (مز 84: 8).

إن عبد الله المختار يوحنا عبر جهاده النسكي في الصحراء وعبر عظاتهِ الكتابية قد أضحى كالرسل القديسين، فهو عاملٌ كاملٌ ومخلصٌ لإنجيل المسيح، ونقول هذا لأن الله أبينا من خلالنا نحن البشر وتحديداً من البار يوحنا يظهر رائحة قوته ومعرفته في كل مكان كما يُعلم ُالرسول بولس قائلاً: وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. (2كور 2: 14).

حقاً يا إخوتي الأعزاء إن هذا المكان المقدس لخوزيفا الذي أظهر عدداً كبيراً من جموع القديسين والنساك الأبرار والآباء المتوشحين بالله. قد أصبح مكاناً حيثُ ابن وكلمة الله وابن الدائمة البتولية والفائقة على كل البركات والدة الإله العذراء مريم، ربنا يسوع المسيح يُظهِرُ فيه رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ (2كور 2: 14).

لهذا فنحن مكرمي تذكار البار فلنهتف مع الرسول بولس قائلين” يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! (رومية 11: 33).

ختاماً نتضرع إلى اللهَ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. (1كور 12: 6) لكي ربنا يسوع المسيح إلهنا الحقيقي الذي قام من بين الأموات وبتوسلات الفائقة القداسة والدة الإله مع من نُعيّد له اليوم أبينا البار يوحنا الخوزيفي الجديد أن يهدي قلوبنا لمحبة الله وطاعتهِ والاشتراك في مجده.

آمين

الرئيس الروحي للدير قدس الأرشمندريت قسطنطين القى كلمة ترحيبية بصاحب الغبطة, وبعد الخدمة أعد مائدة طعام إحتفالاً بهذا العيد المبارك.

حياة القديس يوحنا الخوزيفي الجديد

إسمه ايليا ياكوف، ولد في قرية خوروديستيا في مقاطعة بونوساني في رومانيا عام 1913. تيتّم وهو صغير وإعتنت بتربيته جدته ماريا التي غرست في نفسه الحب الإلهي حتى بلغ الحادية عشر من عمره. بعد وفاة جدته تولى تربيته أحد أعمامه حيث عانى ايليا الصغير من الحرمان وطفولة صعبة، لكنه كان دائماً يتمسك بأمل ثابت نحو المسيح، الذي له المجد ظهر له في فصح عام 1927 عندما كان يبكي عند قبر والديه. قال له الرب بصوت عذب:

“لا تبكي يا بني ولا تنزعج, لأني انا معك. المسيح قام”

بعد تخرجه من الثانوية بتفوق عام 1932 قادته العناية الإلهية للرهبنة، وفي عمر العشرين عام 1933 دخل الدير، ونال الاسكيم الرهباني عام 1936 . عرف بالطاعة والغيرة وحب الصلاة، وفي خريف ذات العام زار الاراضي المقدسة، وبعد السجود امام القبر المقدس التحق كراهب في دير مار سابا فلسطين بعد نيل بركة البطريرك الأورشليمي آنذاك دميانوس، حيث نسك ونال خبرة موهبة الدموع والصلاة بلا انقطاع.

في عام 1947 سُيم شماساً وكاهناً وعين رئيساً لمنسك يوحنا المعمدان على ضفاف نهر الاردن ثم تنسك مع تلميذه يوانيكيوس في مغارة القديسة حنة بقرب دير خوزيفا (وادي القلط بقرب اريحا) حيث قدم طلب رهبنته الأرشمندريت فكتورينوس رئيس البعثة الرومانية في أورشليم نيابة عن بطريرك الكنيسة الرومانية نيقوذيموس للبطريرك الأورشليمي تيموثيوس الأول الذي بدوره قبل الطلب. أقيمت رسامته الأولى في القبر المقدس القابل الحياة  يوم 21 نيسان عام 1946 بوضع يد سيادة رئيس أساقفة نيابوليس (نابلس) بنديلايمون, والثانية يوم 28 نيسان عام 1947 بوضع يد سيادة رئيس أساقفة فيلاديلفيا (عمّان) إبيفانيوس.

رقد بالرب بتاريخ 5 آب عام 1960 عن عمر يناهز 47 عاماً لأسباب صحية بعد دقائق قليلة من إتمامه سر الإفخاريسيا. وكان القديس قد تنبأ برقاده حسب شهادة المغبوط الأب باسيليوس فاكراس. عام 1979 وبشكل عجائبي وجد الرئيس الروحي لدير الخوزيفا المغبوط الأرشمندريت أمفيلوخيوس جسد القديس يوحنا بهيئته الكاملة غير منحل وملابسه غير بالية. عام 1980 ببركة البطريرك الأورشليمي فينيذكتوس نقلت الرفات المقدسة من مغارة القديسة حنة الى دير خوزيفا حيث اودعت هناك ليومنا هذا حيث يحفظ جثمانه في صندوق زجاجيٍ في داخله يظهر القديس مرتدياً ملابس الكهنوت. 

شفاعات القديس البار يوحنا الخوزيفي الحديث تشملنا جميعاً آمين

مكتب السكرتارية العامة