1

عيد القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس اللابس الظفر في مدينة اللد

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم االأربعاء الموافق 16 تشرين ثاني 2022 (3 تشرين ثاني شرقي) بعيد القديس جوارجيوس اللابس الظفر في الكنيسة المُكرسة على إسمه حيث يوجد قبره في مدينة اللد.

في هذا اليوم تحتفل الكنيسة ليس بتذكار إستشهاد القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس اللابس الظفر إنما بتذكار نقل رفاته من روما مكان إستشهاده الى مدينة اللد مسقط رأس والدته في فلسطين. في هذا المكان وُضعت رفاته المقدسة في قبر وبنت الملكة القديسة هيلانة كنيسة على إسمه. عيد نقل الرقات المقدسة وتذكار تدشين الكنيسة يتم الإحتفال به في الثالث من تشرين ثاني, أما تذكار إستشهاده فيُحتفل به في الثالث والعشرين من نيسان.

ترأس خدمة القداس الالهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وشاركه في الخدمة سيادة رئيس أساقفة يافا كيريوس ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس الكاماراس, قدس الأرشمندريت يرونيموس, قدس الأرشمندريت نيفون, قدس الأرشمندريت إرتيميوس, قدس الأرشمندريت إندراوس, وآباء كهنة الرعية الأورثوذكسية  , بحضور ممثل السفارة اليونانية في تل أبيب السيد بنايوتيس متروبولوس ,ممثلة السفارة القبرصية في تل أبيب السيدو لويزا فراكلا, ممثل سفارة جورجيا في تل أبيب السيد لاسا, ممثلي الكشاف, ممثلي الكنيسة الفرنسيسكانية, الإنجليكانية واللاتينية, وحشد كبير من المصلين من البلاد وحجاج من اليونان, ورومانيا.

بعد القداس الإلهي أعد الرئيس الروحي للدير الأب ماركيلوس وأعضاء المجلس الرعوي مادبة غذاء.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة نقل رفات القديس جاورجيوس اللابس الظفر إلى مدينة اللد 16-11-2022

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 يهتفُ صاحب المزمور قائلاً: “أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ. (مز 42: 3)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها الزوار الأتقياء

     إنَّ الْعِيدَ البهيج لتذكار تَجْدِيد هَيْكَل الْقِدِّيس الشَّهِيد الْعَظِيم جاورجيوس في مدينتكم التَّارِيخِيَّة الْعَرِيقَة مَدِينَة اللَّدّ قَد جَمَعْتَنَا الْيَوْمَ هَهُنَا، لِكَي نَرْفَعُ الشُّكْرَ والتمجيدَ لِلْإله الْقُدُّوس الَّذِي مجّدَ قديسهُ وجعله ُ عجائبياً.

     لَقَد تَغَذِّى جاورجيوس بِالْفَضَائِل الأخْلاَقِيَّة وَقِيَم الْإِيمَان الْمَسِيحِيَّة مِن أَبَوَيْن تقيّين، فوالدهُ كَانَ مِنْ كبادوكيا وَأُمِّه فلسطينية، كان جاورجيوس قويّ البنية مقداماً وبهياً. وبحسب كاتب سيرتهُ أنّهُ بفضلِ جرأتهُ وسيرتهُ الحميدة نالَ حظوةً لدى الإمبراطور ديكلتيانوس وتبوّأ مراكزَ مرموقةٍ في الجيش الروماني.

     إن صَديق الْمَسِيحِ جاورجيوس كَان ملهماً مِنْ الْأَقْوَالِ الداودية” أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَومِنْ الْوَصِيَّةِ الرَّبَّانِيَّة لا تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا،

 (متى 10: 28) لِهَذَا فَإِنَّهُ عِنْدَمَا مَثل أمَامَ ديكلتيانوس كَرزَ بشَجَاعَةٍ وَجُرْأَة بِسرِ حُسْنِ الْعِبَادَةِ قَائِلاً بِأَنَّ الْمَسِيح هُوَ الإلهُ وَابْن الله. إنّ هَذَا الِاعْتِرَافُ، اعْتِرَاف الْإِيمَانِ الْمَسِيحِيّ قَد خَتَمَهُ الْقِدِّيس الْعَظِيم بِدَمِه وموتِه الاستشهادي.

    إنَّ مَوْتَ جاورجيوس الاستشهادي قَدْ جَعَلَهُ مَعْرُوفًا فِي كُلِّ الْمَسْكُونَة حَيْث يَنَال الْإِكْرَام مِنْ عَدَدِ لَا يُحْصَى مِنْ النَّاسِ يكرمون اسْمُه من جهةٍ، وَقَد شُيِّدَت مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى العَدِيدِ مِنَ الْكَنَائِسِ لإكرام تِذْكَارُه الْمَقْدِس وَمَنْ بَيْنَ هَذِهِ الْكَنَائِس هَذِهِ الْكَنِيسَةِ الّتِي تَحْمِلُ اسْمَ الْقِدِّيس الْمَجِيد الْعَظِيمِ فِي الشُّهَدَاءِ جاورجيوس، وتَتَمَيَّزُ هَذِهِ الكنيسة فِي مدينتكم التَّاريخيَّة أَنهَا شَيدَت على عَهْد الملكيْنِ العظيميْنِ المتوَّجين مِن اَللَّه والْمعادلين الرُّسل قُسْطنْطين وِهيلانه حَيْث نَقلُوا ووضعوا فِيهَا رُفَاتَه المقدَّسة.

     إننَا نُعيد اليوْم بِفَرحٍ وَحبُورٍ لِهَذا العمل المرضيِّ لِلَّه والْجدير بِكلِّ تَقدِير الذي هو تَجدِيد هَيكَل القدِّيس اَلعظِيم جاورجيوس ووَضْع الرُّفَات المقدَّسة بِداخِله. وَمِن اَلجدِير بِالذِّكْر أن هَيكَل بَيْت العبادة لِلَّه، يَخُص أوَّلا تجْدِيد الإنْسان اَلقدِيم فِي اَلمسِيح وَذلِك عَبْر مَوهِبة الرُّوح اَلقُدس فِي سِرِّ المعْموديَّة المقدَّسة، كمَا يَكرِزُ القدِّيس الرَّسول بُولُس” أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ“.              (1 كُورنثوس 3: 16 -17) أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ (1 كُورنثوس 6: 19) وَكمَا يَقُول أيْضًا القدِّيس غِريغورْيوس اللَّاهوتيَّ قائلاً “تَجدُّدوا رَافضِين الإنْسان اَلقدِيم واسْتوْطنوا الحيَاة الجديدة”

    وَهذَا يَعنِي أَيهَا الإخْوةُ اَلأحِبة بِأنَّ اَللَّه أيْ الرُّوح اَلقُدس لَا يَسكُنُ فِي هَياكِل مَصنُوعة بِالْأيْدي بل فِي جسد الإنْسان حَيْث قَلْبُ الإنْسان. وَلنُسمع لِلرَّسول الإنْجيليِّ لُوقَا قائلاً فِي سفر أَعمَال الرُّسل “وَلكِنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتًا.لكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي، كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّالسَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي، وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي؟ يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟ (أَعمَال 7 :47 _50)

     وعدا عن هذَا فَإِن القدِّيس الرَّسول بُولُس فِي رِسالَته إِلى أَهْل افسَس يُصلِّي لِكيْ يَسكُن اَلمسِيح بِالْإيمان فِي قُلوبِهم إذ يقول :” بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيح، لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ (أفسس3:  14-17 ) إنَّ الرُّوح اَلقُدس رُوح اَلمسِيح هُو ذَلِك اَلذِي سَكنَ فِي قَلْب جاورجيوس وأنَّار ذهنهُ وعقلَهُ وَجدَّد أحْشائه كمَا يذكَر اَلمَلِك اَلنبِي دَاوُد فِي المَزمُور قائلاً: قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.( مز 50 : 12 )

    وإذ كان جاورجيوس الشُّجَاع ممتلئ ٌبالإيمان والرُّوح اَلقُدس فلم يَجزَع قط أو يَتَردَّد أَمَام الإمْبراطور الرُّومانيِّ ديكلتيانوس وَبكلِ إِرادةٍ وَجُرأَةٍ كَرزَ بِأَنه مَسيحِي فاقتبلَ مَوْت الشَّهادة مِن أَجْل حَقِيقَة اَلمسِيح.فإنّ محبة البار جاورجيوس تغلّبت على الطبيعةِ البشرية فأقنعت العاشق بأن يَصِلَ بواسطةِ الموتِ إلى معشوقهِ المسيح الإله مخلص نفوسنا.

     فبشفاعَة من نكرّمهُ اليوْم القدِّيس جاورجيوس اَلعظِيم في الشُّهداء اللّابس الظَّفر فِي هَذِه الكنيسة اَلتِي تَحمِل اِسْمه وبتوسلات البتْوليَّة مَريَم وَالِدة الإله أم اَللَّه كي نحظى نَحْن أيْضًا بِتجْدِيد الرُّوح اَلقُدس فِي قُلوبِنَا. آمين

كل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة