1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد رؤساء الملائكة

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الإثنين الموافق 21 تشرين الثاني 2022 (يعادله 8 تشرين الثاني حسب التقويم الشرقي) بعيد جامع لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية العديمة الأجساد.

نقصد بكلمة جامع “باليونانية سيناكسيس” أي بإجتماع المؤمنين بشكل عام لتكريم قديس معين أو الإحتفال بعيد ما, وفي هذا اليوم تجتمع الكنيسة بمؤمنيها لتكريم رؤساء الملائكة وجميع الطغمات الملائكية العديمة الأجساد,  فاكراما لهؤلاء الخدام الالهيين حماتنا وحراسنا رأت الكنيسة الارثوذكسيه واجباً ان تقيم تذكارا احتفاليا في هذا اليوم نجتمع فيه للاحتفال والترتيل لهم قاطبة. هذه الطغمات الملائكية صرخت بصوت واحد “لنقف حسناً لنقف بخوف” حيث ألقى رئيس الملائكة ميخائيل من السماء إبليس المتغطرس مع باقي الأرواح الساقطة الأخرى.

تم الإحتفال بهذا العيد في:

1. دير رئيس الملائكة ميخائيل في مدينة يافا, حيث ترأس صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي بمشاركة أصحاب السيادة المطارنة كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة, من الكنيسة اليونانية كيريوس يوستينيوس متروبوليت كالاماريا, الرئيس الروحي كيريوس ذماسكينوس رئيس أساقفة يافا , كيريوس أريسترخوس رئيس أساقفة قسطنطيني, آباء من أخوية القبر المقدس, كهنة الرعية الأورثوذكسية في يافا والمنطقة, وآباء من كنائس اورثوذكسية أخرى .وحضر الخدمة الإحتفالية سفير اليونان في تل أبيب السيد كيرياكوس لوكاكيس والملحق العسكري والعديد أبناء الرعية في مدينة يافا والمنطقة وأبناء الرعايا الروسية ورومانية التابعة للبطريركية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رئيسيّ طغمات الملائكة العظيمين ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية.

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

   يتفوه صاحب المزمور قائلاً: بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جميعَ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ بقُوَّةٍ، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ قواتهِ، وخُدَّامَهِ الْعَامِلِينَ إرادَتُهُ (مز 102: 20-21)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن الصافات العقلية للقوات الملائكية غير المتجسدة قد جمعتنا اليوم في هذه الكنيسة التي تحمل اسمهم في مدينتكم يافا التاريخية العريقة التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس لكي بالصلاة والعبادة نعيّد للعيد الحافل لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل ولسائر القوات السماوية العديمة الأجساد.

    إن هذه الطغمات غير الهيولية السماوية المذكورة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد هي تسع طغمات وتتميز من خلال أسمائها، وهي: السارافيم، الشيروبيم، العروش، الربوبيات، السلطات، الرئاسات، القوات، رؤساء الملائكة وملائكة.

    إن هدفها الأساسي والجوهري هو التمجيد المستمر الذي لا ينقطع للثالوث القدوس بحسب الشهادة الصادقة للنبي اشعياء العظيم الصوت فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَالسَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الصباؤوت. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ (اشعياء 6: 1-3) وبحسب شهادة الإنجيلي لوقا عند ذكره للبشارة السعيدة التي تفوه بها الملاك للرعاة أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّوَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ. وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَفي أُناسٍ الْمَسَرَّةُ.(لوقا 2: 11-14).

    وفيما يتعلق بطبيعة الملائكة وخاصيتها فإن الرسول بولس يذكر قائلاً بأن الملائكة هم جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ! (عبرانيين 1: 14) ويفسر هذه الأقوال القديس ثيوفيلكتوس قائلاً: أن الرسول بولس يُنهض عالياً فكر وإيمان السامعين مظهراً لهم أن الله مهتماً ووصياً علينا حتى أن الملائكة الذين هم أسمى منا وضعهم لخدمة خلاصنا.

    وعدا عن هذا فإن أقوال الرب تؤكد ما سبق إذ يقول: اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 18: 10) ويفسر زيغافينوس هذا قائلاً: إن للملائكة دالةً لدى الله لأنهم يعاينون وجهه على الدوام. حقاً إن الملائكة موجودون في السماوات حيث يعاينون الله الآب وذلك لأنه بحسب ما يقوله المزمور الرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ هَيأَ كُرْسِيَّهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ. (مز 102: 19).

    إن ملكوت الله يسود أو بالأحرى يمتد في كل الخليقة والتي ليست هي إلا من خلق الكون أجمع المنظور وغير المنظور والذي خلق الله قمة خليقته ألا وهو الإنسان على صورته ومثاله.

    ومن الجدير بالذكر بأنه على حسب الصورة تشير إلى نفس الإنسان وأما على المثال إلى إرادته أي حرية إرادة الإنسان لكي يكون كاملاً. ولنسمع ما يقول القديس باسيليوس الكبير: بأن خلقنا بحسب الصورة قد أعطيت للجميع وأما على حسب المثال فهي تنبع من إرادة “الإنسان” ويكتسبها الإنسان فيما بعد.

    وبكلام آخر إن حسب المثال يبدأ من حياتنا الأرضية وتصل إلى قمتها في الحياة السماوية حيثُ نَكُونُ مِثْلَهُ أي مثل الله، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. (1 يوحنا 3: 2) وأنها لحقيقة ما يقوله الرسول بولس بأنه طالما نحن موجودون في هذا الجسد البالي فإننا نتأوه لأننا نرغب برغبة وشوق كبير أن نلبس فوق هذا الجسد ثوباً آخر الذي هو مسكننا الدائم الذي سيُعطى لنا من السماء فَإِنَّنَا فِي هذِهِ أَيْضًا نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ. (2 كور 5: 2)

    من المسكن الدائم في السماوات تُرسل نعمة عدم الفساد وذلك لأن كل الساكنين في المدينة السماوية والتي أعني بها طغمات الملائكة القديسين لديها أجسادٌ غير بالية كما يقول القديس كيرلس الإسكندري: أن هذا الشيء هو عطية الله ويقول أيضاً إن كل الطغمات السماوية الذين يسكنون في الموطن العلوي هم الذين لهم أجساداً غير بالية.

    إن كنيستنا المقدسة تكرم بإجلال ووقار العيد الجامع للطغمات السماوية القديسين عديمي الأجساد وبالأخص رئيس الجند جبرائيل ورئيس الملائكة المميز ميخائيل وذلك لأنهم قدموا إحساناً ونعماً كثيرة لجنسنا البشري. وللعلم أيضاً إن رئيس الملائكة هو ذلك الذي جمع طغمات الملائكة وقال لهم: لنصغ، عندما رأى انشقاق الملاك أي الشيطان المغرور الذي سقط من السماء كما سمعنا في قراءة انجيل اليوم عندما قال لتلاميذه: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ. (لوقا 10: 18).

    ويفسر القديس باسيليوس الكبير قول الرب هذا بأن الشيطان سقط وفقد السلطة التي كانت له أي سقط إلى الحضيض من بيته الأصلي وأصبح في الأسفل لكي يُداس من قبل أولئك الذين رجائهم في المسيح.

    إن هتاف “لنصغ” التي تفوه بها رئيس الملائكة ميخائيل من جهةٍ ومن الجهة الأخرى وصية مخلصنا المسيح وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ (لوقا 10: 20) تتوجهُ لنا نحن الذين تمت إعادة ولادتنا و برجائنا في المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات كما يكرز الرسول بطرس قائلاً “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ( 1 بط 1 : 3 )

لهذا فإننا نهتف مع المرنم قائلين: حيثما تظلّل نعمتك يا رئيس قوَّاد الملائكة ميخائيل المستحق المديح تُطرَد قوة الشياطين زاهقةً. لأن كوكب الصبح الساقط لا يطيق الثبات بإزاء نورك. فلذلك نطلب إليك أن تخمِدَ سِهامَه الناريَّة الثائرة علينا. منقذاً إياَّنا من عثراتهِ.

آمين

2. دير رؤساء الملائكة في المدينة المقدسة

تقدم خدمة صلاة الغروب عشية العيد الرئيس الروحي للدير سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس يشاركة قدس الأرشمندريت ماتيوس, قدس الأرشمندريت إيرونيموس والشماس المتوحد الأب سيميون. صباح يوم العيد ترأس سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولس خدمة القداس الإلهي يشاركه قدس الأرشمندريت ذيونيسيوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس , الشمامسة الأب سيميون والأب باتريكيوس. وحضر القداس القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فليوراس وعدد من أبناء الرعية.

مكتب السكرتارية العامة