1

الإحتفال السنوي لإضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد في فندق الإمبريال في باب الخليل

وفقًا للتقليد السنوي المتمثل في إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد عند مدخل الحي المسيحي في القدس، امتلئ فندق الإمبريال في باب الخليل هذا المساء، 16 كانون الأول، بتجمعات المؤمنين من سكان المدينة المقدسة بدعوة من غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة أورشليم، مع رؤساء الكنائس والممثلين عنهم، حيث أخذوا إلى شرفة هذا الفندق المحوري فرصة للترحيب بجميع من انضم لحضور هذا الاحتفال.

بينما ألقى غبطته خطاب الترحيب، استمعت حشود المؤمنين باهتمام وأُضيئ مدخل البلدة القديمة والحي المسيحي بشموع عيد الميلاد وما يمثله من فرح وأمل.

انضم رؤساء الكنائس المختلفة في القدس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي في حضور الاحتفال وسماع كلمة غبطة البطريرك الأورشليمي، كما شاركت العديد من منظمات المجتمع المدني في هذه الاحتفال الموسمي.

بعد انتهاء فعاليات إضاءة الشجرة، أُعدت مائدة استقبال في فندق الإمبريال كمبادرة شكر واحتفال بمولد الطفل يسوع، من رؤساء الكنائس لأعضاء السلك الدبلوماسي.

 

خطاب غبطته كان على النحو الآتي:

 

“أصحاب الغبطة،

أصحاب السيادة،

الآباء الموقرون،

أبناء كنائسنا المحبوبون،

أعضاء السلك الدبلوماسي المحترمين،

الأخوات والأخوة،

في بداية موسم الأعياد العظيم، ونحن نجتمع هنا لإضاءة شجرة عيد الميلاد، نتذكر هذه الكلمات من إنجيل القديس يوحنا:

. فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ. وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.

(يوحنا 1: 1-5)

إن نور الأنوار، شمس البر، الذي انبثق من مغارة الرجاء في مدينة بيت لحم المقدسة، هو المسيح نفسه، الكلمة المُتجسدة. أشرق هذا النور مرة أخرى في هذه المدينة المقدسة من قبر الرجاء، عندما أقام الآب ربنا يسوع المسيح من بين الأموات. وهكذا فإننا اليوم، كأبناء وبنات لنور شمس البر وأمل قيامة المسيح، نُبَارك بإضاءة شجرة عيد الميلاد هذه، التي تقف كرمز لهذا النور وهذا الرجاء. وندعو الله أن يسطع هذا النور في قلوب وعقول حكام هذا العالم وكذلك في قلوب وعقول من يحكم منطقتنا، حتى يعمنا السلام والعدل والمصالحة.

لأنه ، كما يذكرنا القديس بولس: “أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعاً فينا كلمة المصالحة” (2 كورنثوس 5:19). إن عمل السلام والمصالحة هو مسؤولية كل الناس ذوي النوايا الحسنة.

في إضاءة شجرة عيد الميلاد هذه، نحتفل بكل ما يمثل الشخصية الحقيقية للقدس والأرض المقدسة وتجربتنا الفريدة التي تعود إلى قرون من حياتنا المُتعددة الثقافات والأعراق والأديان معًا، وتاريخنا في التعايش والاحترام المتبادل. هذا تذكير قوي بأن القدس هي منارة للعالم كله، خاصة في مواجهة الاضطرابات والعنف التي تؤثر على حياة الكثيرين. لقد أصبح المسيحيون هدفًا لهجمات متكررة ومستمرة من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة، خاصة في المدينة المقدسة. منذ عام ألفين واثني عشر، ارتُكبت جرائم لا حصر لها ضد المسيحيين، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية واللفظية على الكهنة، وتم شن هجمات على الكنائس، وتم تخريب الأماكن المقدسة وتدنيسها بشكل منهجي، بالإضافة إلى الترهيب المستمر للمواطنين المسيحيين الذين يسعون الى  عيش حياة طبيعية كما أعطاهم الله هذا الحق. هذه الجماعات المتطرفة ترتكب جرائمها في محاولة متعمدة لطرد المسيحيين من القدس وأجزاء أخرى من الأرض المقدسة.

هذا هو المجتمع الذي نسعى بشغف للحفاظ عليه والاستمرار في بنائه. نحن نتوق إلى السلام، لذا دعونا لا نمزق هذا النسيج من حياتنا المشتركة التاريخية التي وفرت مساحة كافية على مر العصور لجميع الذين يسمون الأرض المقدسة وطنهم. لقد وضعتنا العناية الإلهية معًا في هذه الأرض المقدسة ومنحتنا تراثًا لا مثيل له. هذا الاحتفال البسيط لإضاءة شجرة يوضح لنا الطريق ويضيء رجاءاً في الظلام. ندعم صديقنا العزيز أبو الوليد الدجاني وعائلته في كفاحهم لحماية هذه الممتلكات الهامة. أتمنى أن يجمعنا موسم النور هذا والأمل في حياة جديدة معًا.

نتمنى لجميع أفراد شعبنا سنوات طويلة من السلام وموسم عيد ميلاد سعيد.

شكرًا لكم.”