1

أعمال تخريبية في مقبرة الكنيسة الأنجليكانية على تلّة صهيون

قام مجهولون بعد ظهر يوم الأحد الموافق 1 كانون ثاني 2023 بإقتحام مقبرة الكنيسة الإنجليكانية وتحطيم الصلبان وما يزيد عن أربعين قبراً. من بين القبر المُحطمة قبر مؤسس مدرسة كوبات, المطران كوبات.

يوم الأربعاء الموافق 4 كانون ثاني 2023 قام غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يرافقة سيادة المطران أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس بزيارة المقبرة, وعبّر عن أسفه, وندّد بإعمال التخريب الهمجية هذه التي تمس حرمة  وتذكار الراقدين, و صرّح بوقوفه بجانب الكنيسة الإنجليكانية في القدس.

وتعقيبا على ذلك، صدر بيان عن بطاركة ورؤساء كنائس القدس بخصوص عمليات التخريب والتدنيس التي حصلت للمقبرة البروتستانتية في جبل صهيون.

نحن، بطاركة ورؤساء كنائس القدس، مستاؤون للغاية من التدنيس الوحشي لأكثر من ثلاثين شاهد قبر في المقبرة البروتستانتية في جبل صهيون في رأس السنة الميلادية. 

والمثير للاستياء بشكل خاص، هي المشاهد التي تم التقاطها بواسطة الكاميرات الأمنية في ظهر ذلك اليوم. فالمشاهد تكشف عن شابين يرتديان زي المتدينين اليهود يحطمان بشكل خبيث حجرًا منحوتًا لأسقف القدس البروتستانتي الثاني والعديد من الصلبان الحجرية وشواهد قبور ضباط شرطة مسيحيين منذ عهد فلسطين الانتدابية. 

يشير اختيار هذه الأهداف المحددة إلى أن مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية كانوا مدفوعين بوضوح بالتعصب الديني وكراهية المسيحيين. علاوة على ذلك، نلاحظ أن هذا ليس الهجوم الأول من نوعه على هذه المقبرة، ولكنه جزء من نمط متكرر من الهجمات ضد المواقع المقدسة المسيحية والمقابر في جبل صهيون وأماكن أخرى والتي شهدت تزايداً ملحوظاً خلال العقد الماضي. 

كما فعلنا عدة مرات في الماضي مع مثل هذه الاهوال، فإننا ندين هذه الأعمال الإرهابية ضد المقبرة البروتستانتية وندعو الجهات المعنية إلى ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم والقبض عليهم ومقاضاتهم إلى أقصى حد يسمح به القانون، بما في ذلك تلك القوانين المتعلقة بجرائم الكراهية. 

بالإضافة الى ذلك، لا يمكن النظر إلى هذه الأعمال على أنها حوادث معزولة بل محاولة واضحة ومنهجية لحسم الأوضاع لصالح جانب واحد، وهجوم شرس على الوضع الراهن (الستاتيكو) التاريخي المتجسد في أرضنا المقدسة الحبيبة والذي يدعمه القانون الدولي، بحيث انه يضمن الاحترام المتبادل والحقوق الدينية. 

لذلك فإننا ندعو القادة الدينيين والسياسيين في منطقتنا وحول العالم على حد سواء للانضمام إلينا في إدانة هذه الأعمال العنيفة وغيرها من أعمال الإساءة للأماكن المقدسة ومكافحتها، وإلى إعادة التأكيد والالتزام بتعزيز بيئة آمنة ينمو فيها الاحترام المتبادل والتسامح الديني في هذه الأرض المقدسة التي تحظى باحترام الديانات الإبراهيمية الثلاثة.

مكتب السكرتاريَّة العام