1

الإحتفال بسبت اليعازر في البطريركية

احتفلت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 8 نيسان 2023 (26 آذار شرقي) بعيد اقامة السيد المسيح لاليعازر من بين الاموات بعد اربعة ايام من دفنه والذي يسمى بسبت اليعازر في مدينة بيت عنياء, وذلك وفقاً للطقوس المتبعة في البطريركية.

قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ!». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ».  قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟». فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».  وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ». يو إص 11 عدد 39-44

احتفل بهذه المناسبة المباركة, في دير مريم ومرثا (اختا اليعازر) الموجود بقرب القبر في بيت عنياء ترأس خدمة القداس الالهي غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة بالخدمة اصحاب السيادة رئيس أساقفة قسطنطيني اريسترخوس, رئيس أساقفة اللد ذيميتريوس, رئيس أساقفة بيلا فيلومينوس, آباء ورهبان من اخوية القبر المقدس آباء الرعية الأورثوذكسية وحشد من المصلين المحليين والحجاج. كما وحضر القنصل اليوناني العام في القدس السيد إفانجيلوس فليوراس.

وكما وأحتفل بهذا العيد في دير جبل الزيتون حيث ترأس سيادة رئيس أساقفة جرش ثيوفانس خدمة القداس الإلهي.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة قيامة أليعازر من بين الأموات 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يهتف مرنم الكنيسة قائلاً:” أيها المسيح لقد أنهضتَ من الجحيم لعازر ميتاً ذا أربعة أيام وقبل موتك زعزعت اقتدار الموت وبصديق واحد سبقت فأخبرت بعتق كل البشر من الفساد لذلك نسجد لسلطانك الكلي القدرة هاتفين مبارك أنت يا مخلص ارحمنا.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن نعمة القديس والصديق أليعازر قد جمعتنا اليوم في بيت عنيا، هذا المكان المقدس الخاص والذي هو موطن القديس لكي من جهة نعيد لقيامته من بين الأموات ومن الجهة الأخرى نعظم إلهنا الذي ظهر لنا، ربنا يسوع المسيح الذي قال لمرثا أخت أليعازر «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. (يو11: 25-26)

 ‏   عند اقتراب دخول يسوع المسيح إلى أوروشليم بسعف النخل حيث احتمل الصلب والموت والدفن الثلاثيّ الأيام وقيامته المجيدة، زار صديقه أليعازر الذي كان ميتاً ومنتناً حيث أنهضه من بين الأموات عندما صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًافَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. ( يو 11 : 43 _44 ) بحسب شهادة القديس يوحنا الإنجيليّ.

    ويفسر القديس كيرلس الاسكندري هذا الفصل الإنجيلي حيث يقول:” لقد أجرى المسيح معجزة إقامة أليعازر كمثال للقيامة العامة من بين الأموات فما حدث لشخص واحد هو أليعازر، قدمه المسيح كأيقونة جميلةٍ لما ستكون عليه قيامة الجنس البشري كله. وأما مرنم الكنيسة فيقول:” أيها المسيح الإله، لمّا أقمت لعازر من بين الأموات قبل آلامك، حقّقت القيامة العامّة.

‏   أيها الإخوة الأحبة إن قيامة المسيح ليست مجرد معجزة تُدرك وتفهم بالأفكار البشرية بل بالأحرى وقبل كل شيء هي تحرر من موت الفساد أي الخطيئة كما يؤكد ذلك مرنم الكنيسة أيها المسيح لقد أنهضتَ من الجحيم أليعازر ميتاً ذا أربعة أيام وقبل موتك زعزعت اقتدار الموت وبصديق واحد سبقت فأخبرت بعتق كل البشر من الفساد.

    إن هذا هو تماماً مقدمة القيامة العامة أي التي سبقت وأنبأت بتحرر جنس البشر من الموت والفساد، إن هذه المقدمة قد صنعها المسيح بدالة أمام كثير من الناس وأيضاً أمام تلاميذه وذلك بإقامته صديقه أليعازر من بين الأموات. وبكلام آخر إن المسيح هو حرية البشر لهذا فإن الرسول بولس يوصي قائلاً: فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ. (غلاطية 5: 1).

    إن الموت هو عدو الإنسان بامتياز لهذا فإن الرسول بولس يعلم كارزاً آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. (1 كور 15: 26) ويفسر القديس يوحنا الذهبي الفم أقوال الرسول بولس هذه قائلاً “كيف هو “الآخر؟ بعد الشيطان وبعد كل الأمور الأخرى؟ لأنه جاءت مشورة الشيطان أولًا، ثم عصياننا وعندئذ دخل الموت. وأما زيغافينوس فيقول: إن الرسول قال عن الموت إنه عدوٌ وذلك لأنه محارب لجبلة الله ومبيدها كمعاونٍ للشيطان.

    إن المسيح أيها الإخوة الأحبة هو الذي صالح البشر بموته لكي يُحضرنا أمامه قديسين طاهرين خاليين من كل تهمةٍ الآن (يقول الرسول بولس) قَدْ صَالَحَكُمُ افِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ (كول 1: 22).

    إننا نحن جميعاً الذين نعيد اليوم مكرمين بشكرٍ عيد إقامة القديس والصديق صديق المسيح أليعازر ذو الأربعة أيام الذي صار مقدمة إعادة الولادة الخلاصية لهذا فإننا نتضرع إليه لكي بتوسلاته وشفاعة الفائقة البركات المجيد سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم أن نكون مستحقين لمعاينة الآلام الخلاصية وصلب وقيامة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المجيدة غالب الموت والفساد. آمين

وليكن أسبوع الآلام لكم أسبوعاً مباركاً مقدساً

مكتب السكرتارية العامة