1

غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الإلهي في بلدة طرعان

قام صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يوم الأحد الموافق 28 أيار 2023 (15 أيار شرقي) بزيارة الرعية الأورثوذكسية في بلدة طرعان التابعة لمطرانية الناصرة وترأس خدمة ا لقداس الإلهي في كنيسة القديس جوارجيوس بمناسبة أحد آباء المجمع المسكوني الأول.

تم إستقبال غبطة البطريرك بحفاوة مع الوفد المرافق له من قبل فرق الكشاف والآباء الكهنة ووجهاء البلدة وأبناء الرعية.

شارك صاحب الغبطة في القداس الإلهي سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, الأرشمندريت نيكتاريوس من أخوية القبر المقدس, كهنة مطرانية الناصرة والجليل, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس المتوحد الأب إفلوغيوس.

بعد القداس الإلهي أقيمت مادبة غذاء على شرف غبطة البطريرك والأساقفة والآباء من قبل أبناء الرعية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد الآباء المتوشحين بالله المجتمعين في نيقية

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ.(مزمور 42: 3)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن نعمة وبركة آباء كنيسة المسيح المقدسة المتوشحين بالله قد جمعتنا اليوم في مدينتكم طرعان في الجليل السُفلي، لكي بشكرٍ نُعيد لتذكارهم المقدس واجتماعهم في المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية عام 325 ميلادي.

    إن كنيستنا المقدسة تُكرم بشكلٍ خاص 318 أب المتوشحين بالله وذلك لأن أولئك الآباء الذين اجتمعوا “في المجمع المسكوني الأول” بدعوةٍ من القديس الإمبراطور قسطنطين العظيم، هذا المجمع الذي حكم فيه على تعليم وهرطقة آريوس وحاربها من جهةٍ، ومن الجهة الأخرى صاغ وأكد بأجلى بيان طريقة الإيمان الأرثوذكسي كما نُقرّه ونعترف به في دستور الإيمان.

    إن دقة العقائد هي التي تحدد الطريقة المستقيمة والصحيحة لحياة المسيحي، لهذا فإن الرسول بولس يوصي تلميذه تيموثاوس قائلاً: احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ الَّذِي إِذْ تَظَاهَرَ بِهِ قَوْمٌ زَاغُوا مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ.

 (1تيم 6: 20).

    إن أولئك الذين زاغوا من جهة الإيمان أي الذين فشلوا هم أولئك الذين يثنون ويمحدون ذواتهم ولا يلجأون إلى ينابيع إيماننا أي  إلى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد والتقليد الرسولي الذي يُشكل في مجمله حقائق الإيمان الإلهية الخلاصية المسلمة من الرب ومن الرسل إلى المؤمنين في الكنيسة.

    و يقول القديس يوحنا الدمشقي عن الإيمان من السماع هو أنه عند إصغائنا إلى الكتب الإلهية نؤمن بتعليم الروح القدس وهذا يتم متى آمنا فعلاً بجميع الشرائع التي وضعها المسيح وكانت التقوى رائدنا ثم عملنا بوصايا من أعاد تجديدنا والذي لا يؤمن بمقتضى تقليد الكنيسة الجامعة أو يشترك مع إبليس في أعماله الشريرة هو غير مؤمن. كما يكرز بولس الرسول عن الكنيسة إنكَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ.(1 تيم 3: 15).

    وفيما يتعلق بالرسل القديسين وخلفائهم الآباء الإلهيين والمتوشحين بالله أي آباء الكنيسة فهؤلاء قد قبلوا النور والحقيقة الإلهية كما يقول المزمور أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ (مزمور 42: 3).

    وتشير قراءة إنجيل اليوم للقديس يوحنا اللاهوتي والتي تعرف بصلاة المسيح الكهنوتية لأبيه الإله من أجل الحفاظ على وحدته مع تلاميذه ومع أعضاء كنيسته أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ..

 وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.(يوحنا 17: 22-23).

    إن طلبة المسيح لله أبيه:”  وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.(يوحنا 17: 22) تشير إلى الوحدة المؤسسة على الإيمان الكنسي السليم من جهةٍ والتي تنعكس وتتمثل في حياة المؤمنين من خلال التعبير عن المحبة لبعضهم البعض أي وحدة المؤمنين الروحية حتى إن اتحادهم يمكن أن يُشبه الوحدة الطبيعية الجوهرية الموجودة بين أقانيم الثالوث القدوس كما يقول القديس كيرلس الإسكندري.

    وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة نحن مدعوون للحفاظ على وحدة الحب فيما بيننا بحسب الرسول بولس الذي يوصي قائلاً:” مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِمُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ.(أفسس 4: 2-3).

    في صلاة يسوع إلى الله أبيه يطلب فرح تلاميذه لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلًا فِيهِمْ.(يوحنا 17: 13) ويفسر القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: فما هو إذاً هذا الفرح الذي يتحقق ويصير كاملاً؟ إنه المعرفة والإيمان أن المسيح ليس مجرد إنسان مثلنا، ولكن بلا خطيّة، فهو أيضاً الإله الحقيقي إذاً إنه واضح فوق أي جدل أنه يملك القوة على الدوام أن يخلّص في أي وقت يريد أولئك الذين يعبدونه حتى لو كان غير حاضر بالجسد، لأن هذه المعرفة ستعطينا فرحاً كاملاً. إذ يكون لنا سند قريب منا دائماً والذي له القوة الكاملة أن ينقذنا من كل شر.

    إن الفرح أيها الأحبة ينبوعه الله الآب وأما الابن الوحيد وكلمة الله ربنا يسوع المسيح الفرح الذاتي كما يؤكد ذلك الرسول بطرس ويوصي قائلاً: أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ،

 بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ.(1 بطرس 4: 13).

    ومن الجدير بالذكر بأن الفرح بالمسيح يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوبة كما يشهد بذلك القديس لوقا الإنجيلي في إشارة إلى كرازة المسيح أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.(لوقا 15: 7).

    نحن أيضاً نستطيع أن نحظى بالفرح الكامل أيها الإخوة الأحبة عندما نحافظ على استقامتنا وأيضاً على وحدة إيماننا الأرثوذكسي سامعين لصوت الآباء القديسين المتوشحين بالله الذين استنيروا بقوة الروح القدس، ومع توسلات الفائقة على كل البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم ومع المرنم نهتف و نقول:” هلم يا محافل المستقيمي الرأي لنعيد اليوم للتذكار السنوي الذي للآباء المتوشحين بالله الذين من سائر المسكونة اجتمعوا في مدينة نيقية المضيئة لأن هؤلاء دحضوا اريوس الردي ذا الاعتقاد الكفري ورذلوه بحسن عبادةٍ ونفوهُ من الكنيسة الجامعة بموجب المجمع وعلموا الكل أن يعترفوا جهاراً بمساواة ابن الله في الجوهر والأزلية قبل كل الدهور ووضعوا ذلك بتحريرٍ وحسن عبادة في قانون الإيمان فلذلك نؤمن نحن إذاً ونقتفي اعتقاداتهم الإلهية ونعبد الابن بتحقيق مع الآب والروح الكلي قدسهُ ثالوثاً متساوي الجوهر بلاهوتيةٍ واحدة. ” آمين

كل عام وانتم بالف خير

مكتب السكرتارية العامة