1

عيد إثنين الروح القدس في البعثة الروحية الروسية (MISSIA)

إحتفلت البعثة الروحية الروسية لبطريركية موسكو في المدينة المقدسة في اليوم الذي يلي أحد العنصرة, بعيد إثنين الروح القدس الموافق 5 أيار 2023 (24 حزيران شرقي) في كاتدرائية الثالوث القدوس الواقعة في البلدة الجديدة. تكرس الكنيسة هذا اليوم بشكل خاص للروح القدس الأقنوم الثالث المنبثق من الآب الذي يعمل في الكنيسة، حيث نزل على شكل ألسنة نارية على رؤوس التلاميذ لإستنارتهم وتقويتهم ليكرزوا بعجائب الله بجرأة وشجاعة.

ترأس خدمة القداس الإلهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه أصحاب السيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس, قدس الأرشمندريت ذوميتيانوس والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس من أخوية القبر المقدس, رئيس البعثة الروحية الروسية قدس الأرشمندريت أليكساندروس مع آباء البعثة الروسية, ممثل كنيسة مولدوفا الروسية صاحب السيادة رئيس أساقفة أنغيني ونسبورن بطرس, وآباء من دير جبل جورنسكي وآباء الرعية الأورثوذكسية التابعة للبطريركية. حضر خدمة القداس الإلهي عدد كبير من أبناء الرعية الروسية وأبناء رعية البطريركية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في عيد الروح القدس في الكنيسة الروسية

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

    يُرنِمُ القديس يوحنا الدمشقي كاتب تسابيح الكنيسة قائلاً:”يا أولاد البيعة المنيري الشكل اقبلوا نداء الروح المتنسم ناراً الذي هو طهرٌ وحلٌ من الجرائم لأن الشريعة قد خرجت الآن من صهيون بشكل ألسن نارية التي هي نعمة الروح القدس.

 قدس الأب الأرشمنديت ألكسندروس الجزيل الاحترام مُمثَل صاحب الغبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريوس كيرلس ورئيس البعثة الروحية و الكنسية في آوروشليم،

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون و الزوار الأتقياء،

       اليوم أشرقت نعمة الروح القدس التي جمعتنا كلنا في هذه الكنيسة المقدسة التي تحمل اسم الثالوث القدوس لكي نُعيّد لعيد الخمسين ولحضور الروح القدس مساهمين في سر الشكر الإلهي أي في جسد ودم إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.

      إن الروح القدس المنبثق من الآب والمسجود له والممجد مع الآب والابن هو ذلك الذي كما يقول المرنم:  إن الروح القدس يرزق كل شيء يفيض النبوّة يكمّل الكهنوت، وقد علّم الحكمة للعديمي الكتابة وأظهر الصيّادين متكلمين باللاهوت يضمُّ كل شرائع البيعة.

 

       إن الرسل هم العنصر الأساسي لمؤسسة الكنيسة وللأرثوذكسية أيضاً لأنهم من جهةٍ امْتَلأَوا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.(أعمال 2: 4) في يوم العنصرة ومن الجهة الأخرى لأن الرب نفسه قد نفخ فيهم قائلاً: خذوا الروح القدس مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ(يوحنا 20: 23) وأيضاً قوله لتلاميذه الرسل :”اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ(متى 28: 19).

      ولأن الرب أمر قائلاً:”عَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.(متى 28: 20) فإنه من الواضح أن هذا يجب أن يُشكل أساس تعليم الرسل لهذا فإن القديس باسيليوس الكبير يقول في تفسير ما سبق :”علموهم لا أن يلتزموا بها فقط ولا يهملوها ، بل أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به ” ويفسر القديس كيرلس الأسكندري قول الرب:”وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ(متى 28 : 20). إذ يقول :” وإن غاب عنا (المسيح) بالجسد فهو حاضرٌ عند الآب لأجلنا ويحل في المستحقين بوساطة الروح القدس ويكون دائما مع القديسين.وأما القديس يوحنا الذهبي الفم فيقول:” لم يقل أنه يوَد أن يكون معهم وحدهم بل ومع المؤمنين الذين يأتون بعدهم، لأن الرسل لا يعيشون حتى انقضاء الدهر، لكنّه يكلِّم كل الذين سيؤمنون به كمن هم جسد واحد. وأما زيغافينوس فيقول كيف كان “المسيح” مع الرسل آئنذاك فانه سيكون أيضاً بالنعمة بعد الرسل مع أؤلئك الذين سيؤمنون به.

    ومن خلال كل ما سبق ها قد أصبح من الواضح أن شركة الروح القدس تعمل من خلال وحدة الكنيسة وفقاً لكلام الرب أَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ(متى 18: 20).إن الكنيسة هي جسد المسيح وهي مسكن الروح القدس كما يكرز الرسول بولس قائلاً وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا.(1كور 12: 27) .وأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ، يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ، عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا، وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا.(1 كور 12: 13).

    تتحصنُ وتتعززُ اليوم وحدة الإيمان هذه وشركة الروح القدس باشتراك الكنائس الشقيقة كنيسة أوروشليم وكنيسة روسيا، وليس فقط في شركة الكأس المشتركة لجسد ودم إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أي البركة السرية الذي هو سر الشكر الإلهيّ. فالقديس اغناطيوس المتوشح بالله يعلّم قائلاً:” أحبوا الوحدة اهربوا من الانقسامات واقتدوا بيسوع المسيح كما يقتدي هو بأبيه، وكما يكرز الرسول بولس وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ(1كور 1: 10).

    وبالرغم من ذلك وبدون داع فإن هذا يُسبب لنا القلق والحزن ،بسبب اضطرب وتزعزع نظام الكنيسة ووحدة جسد الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية ، لإن الرسول بولس يقول  فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.(1كور 12: 26).

    لهذا فنحن يا إخوتي الأحبة كأعضاء من جسد المسيح وقد أُعْطينا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ(2كور 5: 18) الذينلَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ(1كور 2: 12) نسأل ربنا بدون انقطاع هاتفين مع المزمور: قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي أحشائي.(مزمور 50: 12).

كل عام وانتم الف خير

مكتب السكرتارية العامة