الإحتفال بعيد القديس ثيوفيلوس وعيد إسم صاحب الغبطة

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 16 آذار 2024 (3 آذار شرقي) وهو السبت قبل أحد مرفع الجبن ولأسباب رعوية, بعيد إسم صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الذي يحمل إسم شفيعه القديس ثيوفيلوس أحد الشهداء الأربعين الذين استشهدوا في بحيرة سيسطية في البونديوس في عهد ليسينيوس في 320 م. يذكر الكنيسة تحتفل بهذا العيد في 9 آذار شرقي.

تم الإحتفال بعيد صاحب الغبطة وبذكرى الأربعين شهيدًا حسب التيبيكون المتبع في البطريركية حيث أقيمت عشية العيد خدمة صلاة الغروب الكبرى في كنيسة القيامة المقدسة تقدمها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمشاركة آباء أخوية القبر المقدس من آساقفة ومتوحدين.

يوم العيد صباحاً أقيمت خدمة القداس الالهي في كنيسة القيامة ترأسها صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة يافا ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية ثيوذوسيوس, سيادة رئيس أساقفة اللد ذيميتريوس, سيادة متروبوليت إلينوبوليس يواكيم, سيادة رئيس أساقفة هيرابوليس كيريوس إيسيذوروس, سيادة رئيس أساقفة مادبا أريستوفولوس, سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, آباء أخوية القبر المقدس, ممثل بطريركية موسكو الأرشمندريت فسيانوس, ممثل بطريركية رومانيا الأرشمندريت ثيوفيلوس, آباء الرعايا الأورثوذكسية التابعة للبطريركية, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس وباقي الشمامسة. وحضر القنصل العام لليونان في القدس ذيميتريوس أنجيلوسوبوبوس, وسفير روسيا السيد أناتولي فيكتوروف, بالإضافة الى ين وحجاج من خارج البلاد.

 بعدها توجه صاحب الغبطة مع الآباء الى قاعة البطريركية للتهنئة, وقرأ سيادة المطران أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية نيابة عن أخوية القبر المقدس كلمة تهنئة لغبطة البطريرك بعيد إسمه وشفيعه, تبعه القنصل اليوناني العام السيد أنجيلوسوبوبوس الذي هنأ صاحب الغبطة بكلمة القاها نيابة عن القنصلية اليونانية, تبعها كلمات تهنئة من ألاساقفة ووكلاء البطريركية والكهنة وممثلي الكنائس ألاورثوذكسية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد شفيعه القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي مع الشهداء الأربعين

يَقُولَ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوسْ اَلْكَبِيرَ: ” فَقْرَظْ إِذْنُ اَلشَّهِيدِ عَنْ إِخْلَاصٍ فَتُضَحِّي شَهِيدًا فِي اَلنِّيَّةِ وَتَحْظَى، بِلَا اِضْطِهَادٍ وَلَا حَرِيقَ نَارٍ وَلَا ضَرْبَ سِيَاطِ بِنَفْسِ اَلْأَجْرِ اَلَّذِي فَازَ بِهِ.

سَعَادَةُ اَلْقُنْصُلِ اَلْعَامّ لِدَوْلَةِ اَلْيُونَانَ اَلسَّيِّد ذيميتريوس انجيلوسوبولس اَلْمُحْتَرَم

أَيُّهَا اَلْآبَاءُ اَلْإِجْلَاءُ وَالْإِخْوَةُ اَلْمُحْتَرَمُونَ.

أَيُّهَا اَلزُّوَّارُ اَلْمَسِيحِيُّونَ اَلَحسَني اَلْعِبَادَةِ.

هَا قَدْ أَزْهَرْ وَأَشْرَقَ كَالنُّورِ اَلتِّذْكَارِ اَلْمُوَقَّرِ لِلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ اَلشُّهَدَاء مَعَ اَلْقِدِّيسِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ فِي مَدِينَةٍ سَبْسَطِيَّة وَقَدْ أَتَى هَذَا اَلتِّذْكَارِ حَيْثُ تَسُودُ ظَلَامَ اَلْحَرْبِ اَلْمُدَمِّرَةِ اَلْأَرْضِ اَلْمُقَدَّسَةِ حَيْثُ وُجِدَ ” رَبُّنَا وَمُخَلِّصَنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ ” فِيهَا فِي اَلْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضْعَ نَفْسهُ وَأَطَاعَ حَتَّى اَلْمَوْت مَوْتَ اَلصَّلِيبِ. (فيلبي 2: 8).

لَقَدْ تَمَثَّلَ وَاقْتَدَى اَلشُّهَدَاءُ اَلْأَرْبَعِينَ اَلْمُسْتَحِقِّينَ اَلتَّعَجُّبَ بِطَاعَةِ اَلْمَسِيحِ وَتَوَاضُعِهِ حَتَّى اَلْمَوْتِ ” إِذْ كَانُوا كَامِلَيْنِ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ (1 كور 1: 10) لِهَذَا فَإِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ بِأَنَّهُمْ شُهَدَاءُ صَادِقِينَ لِسِرِّ اَلتَّقْوَى وَالْإِيمَانِ وَكَمَا يُؤَكِّدُ اَلرَّسُولْ بُولُسْ فِي كَرَازِتَهْ قَائِلاً: وَجَمِيعَ اَلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي اَلْمَسِيحْ يَسُوعْ يَضْطَهِدُونَ. (2 تِيم 3: 12) وَيَقُولُ أَيْضًا اَلْقِدِّيسْ يُوحَنَّا اَلذَّهَبِيَّ اَلْفَمَ: لَا يُوجَدُ رَجُلٌ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ اَلْفَضِيلَةِ وَلَا يَكُونُ لَهُ أَلَمٌ وَحُزْنٌ وَغَمٌّ وَتَجَارِبُ. لِهَذَا فَإِنَّ مَرْنَمْ اَلْكَنِيسَةُ يَهْتِفُ قَائِلاً: لَقَدْ قَضَى اَلْمُضْطَهِدُونَ عَلَى اَلْمُجَاهِدِينَ عَنْ غَيْظٍ فَاقِدٍ اَلشُّعُورِ. بِأَنْ يَبِيتُوا فِي اَلْمَاءِ اَلصَّقِيعِ تَحْتَ اَلسَّمَاءِ. فَكَانُوا يَرْنِمُونْ فِيهِ بِتَسَابِيح اَلشُّكْرِ.

وَلِأَنَّ اَلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ بِالْحَقِيقَةِ كَانُوا مُمَارِسِينَ وَمُتَدَرِّبِينَ عَلَى اَلتَّقْوَى فِي اَلْمَسِيحِ، وَمُتَأَصِّلِينَ فِي مَحَبَّةِ اَللَّهِ ” إِذْ كَانُوا يَرْنِمُونْ لِلَّهِ تَسَابِيحَ اَلشُّكْرِ ” سَاخِرِينَ وَمُسْتَهْزِئِين مِنْ جُنُونِ وَعُنْفُوَانِ مُضْطَهِدِيهِمْ مُتَشَجِّعِينَ مِنْ قَوْلِ اَلرَّبِّ: ” طُوبَى لَكُمْ أَيُّهَا اَلْبَاكُونَ اَلْآنَ، لِأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ. ( لوقا 6 : 21 )

يَقُولَ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوسْ اَلْكَبِيرَ فِي مَدِيحِ اَلْأَرْبَعِينَ شَهِيدًا: لَيْسَ مِنْ يَعْرِضُ لِتَعَجُّبِنَا وَاحِدًا أَوْ اِثْنَيْنِ بَلْ أَرْبَعُونَ، وَكَأَنَّمَا لَهُمْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فِي أَجْسَامِ شَتَّى تَجَمُّعَهُمْ وَحْدَةَ اَلْإِرَادَةِ وَالرَّأْيِ فِي اَلْإِيمَانِ. وَقَدْ أَبْدَوْا نَفْسُ اَلثَّبَاتِ تُجَاهَ اَلْأَخْطَارِ، وَنَفْسَ اَلذَّوْدِ عَنْ اَلْحَقِّ. كُلُّهُمْ مُتَمَاثِلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ

وَبِحَسَبَ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوسْ اَلْكَبِيرَ فَإِنَّ اِسْتِشْهَادَ اَلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ؛ فَأَوَّلاً : “ أَنَّهُ كَانَتْ تَجَمُّعَهُمْ وَحْدَةَ اَلْإِيمَانِ ، وثَانِيًا : ” أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ نَفْسُ اَلدِّفَاعِ وَالذَّوْدِ عَنْ اَلْحَقِّ إِذْ إِنَّ اَلْإِيمَانَ وَالْحَقَّ كِلَاهُمَا يَخُصَّانِ اِبْنُ وَكَلِمَةِ اَللَّهِ اَلْأَبِ رَبَّنَا وَمُخَلِّصَنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ اَلْقَائِلِ : ” مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ ، وَمِنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدِنْ . (مرقس 16: 16) وَفِي مَكَانٍ آخَرَ أَيْضًا يُؤَكِّدُ قَائِلاً: ” أَنَا هُوَ اَلطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ ( يو 14 : 6 ) وَلِهَذَا قَدْ وُلِدَتْ أَنَا ، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى اَلْعَالَمِ لِأَشْهَد لِلْحَقِّ . كُلٌّ مِنْ هُوَ مِنْ اَلْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِيٌّ. (يو 18: 37)

وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ اَلْإِيمَانَ وَالْحَقَّ فِي اَلْمَسِيحِ يُشَكِّلَانِ أَسَاسُ وَقَاعِدَةَ كَنِيسَةَ اَلْمَسِيحِ وَأَمَّا مَوْتُ اَلشَّهَادَةِ هُوَ تَأْكِيدٌ عَلَى قِيَامَةِ اَلْمَسِيحِ. وَبِمَعْنًى آخَرَ أَنَّ اَلْأَرْبَعِينَ شَهِيدًا اَلْقِدِّيسُونَ، خَتَمُوا بِدِمَائِهِمْ عَلَى اَلْحَقِّ فِي اَلْمَسِيحِ أَيْ عَلَى قِيَامَةِ اَلْمَسِيحِ عَامِلِينَ بِكِرَازَةِ اَلرَّسُولْ بُولُسْ لِأَنَّ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ اَلْعَتِيدَةُ. ( عَبْرَ 13 : 14 ) . وَلِأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَحَدِّينَ مَعَهُ بِشَبَهِ مَوْتِهِ، نُصَيْرْ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ، فَإِنَّ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ اَلْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. عَالِمَيْنِ أَنَّ اَلْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنْ اَلْأَمْوَاتِ لَا يَمُوتُ أَيْضًا. لَا يَسُودُ عَلَيْهِ اَلْمَوْتُ بَعْد. (رُومِيَّة 6: 5 و8 – 9).

إِنَّ كَنِيسَةَ اَلْمَسِيحِ اَلْمُقَدَّسَةِ تُكَرِّمُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تِذْكَارِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعِينَ لِأَنَّهُ كَمَا يَقُولُ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوسْ اَلْكَبِيرَ إِنَّ هَؤُلَاءِ: ” أَجَابُوا بِجُرْأَةٍ وَشَجَاعَةٍ غَيْرِ هَيَّابِينَ مِنْ اَلْمَشَاهِدِ اَلْهَائِلَةِ أَمَامَهُمْ وَلَا جَزِعِينَ لِمَا تَوَعَّدُوا بِهِ، وَأَعْلَنُوا جِهَارًا أَنَّهُمْ مَسِيحِيُّونَ ،إِنَّ هَذَا اَلِاعْتِرَافِ قَدْ جَعَلَ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءَ يَدْخُلُونَ مَدِينَةُ اَللَّهِ اَلْحَيِّ ، إِلَى آُورُوشْلِيمْ اَلسَّمَاوِيَّةَ إِلَى مَحْفِلِ اَلْمَلَائِكَةِ حَيْثُ لَحْنُ اَلْمُعِيدِينَ اَلشَّجِيَّ اَلَّذِي لَا يَفْتُرُ .

إِنَّ هَذَا اَلْيَوْمِ اَلْبَهِيِّ اَلْمَجِيدِ لِعِيدِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ شَهِيدًا وَبِالْأَخَصِّ اَلْقِدِّيس اَلشَّهِيدِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ وَاَلَّذِي تَحْمِلُ اِسْمَهُ اَلْجَلِيلَ حَقَارَتَنَا. يُشَكِّلَ بِحَسَبِ تَعْبِيرِ اَلْقِدِّيسِ أَثْنَاسْيُوسْ اَلْكَبِيرِ ” مِثَالُ اَلْفَرَحِ اَلْعُلْوِيِّ ” أَيْ فَرَحِ اَلْمَلَائِكَةِ فِي اَلسَّمَاوَاتِ وَهَذَا لِأَنَّ أُولَئِكَ اَلَّذِينَ أَحِبُّوا اَلْمَسِيحَ وَصَارُوا مُشَارِكِينَ فِي دِمَاءِ مَوْتِ اَلْمَسِيحِ اَلِاسْتِشْهَادِيِّ لِهَذَا اِنْتَقَلُوا مِنْ اَلْمَوْتِ إِلَى اَلْحَيَاةِ فَأَمَّا اَلْحَيَاة هِيَ اَلْمَسِيحُ نَفْسُهُ كَمَا يَشْهَدُ هُوَ قَائِلاً : ” أَنَا هُوَ اَلْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ ( يو 11 : 25 ) .

إِنَّ أَبِ اَلْكَنِيسَةِ اَلْعَظِيمِ اَلْقِدِّيسِ غِرِيغُورْيُوسْ اَلنَّيْصَصْ يَمْدَحَ فِي عِظَتِهِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءَ اَلْأَرْبَعِينَ إِذْ يَقُولُ: ” لِكَيْ نَكُونَ نَحْنُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ اَلشُّهَدَاءَ هُمْ أَحْيَاءٌ، وَهُمْ يَحْتَفُونَ حَوْلُ اَللَّهِ وَيَخْدِمُونَهُ وَهَمُّ اَلْيَوْمِ جَمَالَ اَلْكَنِيسَةِ وَفَخْرِهَا وَعَوْنِهَا. وَبِحَسَبَ اَلْقِدِّيسِ أَسْتِيريُوسْ أَمَاسِيَاسْ إِنَّ اَلرِّجَالَ اَلشُّهَدَاءَ اَلْقِدِّيسِينَ بِالْمَوْتِ اَلصَّالِحِ صَارُوا خَالِدِينَ وَلِأَنَّهُمْ اِحْتَقَرُوا هَذِهِ اَلْحَيَاةِ اَلْأَرْضِيَّةِ صَارُوا أَحْيَاءٌ إِلَى اَلْأَبَدِ وَاسْتَبْدَلُوا دِمَائِهِمْ بِالْمَلَكُوتِ وَجَعَلُوا اَلْجَسَدَ اَلْمَاكِرَ مُحَسِّنًا وَخَادِمًا لِلنَّفْسِ.

إنّ كنيستنا المقدسة تُكرِمُ بفرحٍ وحبور تذكار يوم ميلاد أي استشهاد الأربعين قديساً وَبِالْأَخَصِّ الْقِدِّيسِ الشَّهِيدُ ثيوفيلوس الْمُسْتَشْهَدُ مَعَهُمْ وَالذَّيْ تَحْمِلُ اسْمَهُ الْجَلِيلِ حَقَارَتِنَا فَذَهَبْنَا

حَيْثُ مَوْضِع صلْب وَ دَفَنْ وَقِيَامَةِ مُخَلِّصَنَا الْمَسِيحِ واحتفلنا، مُتَمِّمِينَ بَطْرِيَرْكِيًّا سِرالذبيحة الإلهية غير الدموية، أي سر الشكر الإلهي، بِرُفْقَة أَخَوِيَّة اَلْقَبْرِ اَلْمُقَدَّسِ اَلْأَجِلَّاء مِنْ رُؤَسَاءِ كَهَنَةٍ وَكَهَنَةٍ وَشمَّامْسَةٍ وَلفيف مِنْ أَبْنَاءِ رَعِيَّتِنَا اَلْمَسِيحِيِّينَ اَلْأَتْقِيَاءَ .

وَأَيْضًا رَفَعْنَا اَلْمَجْدَ وَالشُّكْرَ لِإِلَهِنَا اَلْوَاحِد اَلْمُثَلَّثِ اَلْأَقَانِيمَ وَهَذَا لِأَنَّنِي أَحْمِلُ اِسْمَ اَلْقِدِّيسِ اَلشَّهِيدِ ثُيُوفِيلُوسْ صَانِعِينَ عِيدَ اِسْمِنَا اَلْمُوَقَّرِ وَمُبَارَكِينَ رَبَّنَا وَمُخَلِّصَنَا اَلْمَسِيحُ ، وَكَمَا يَقُولُ اَلْقِدِّيسُ اَلشَّهِيدُ فِي اَلْكَهَنَةِ بُولِيكْرِبُوسْ سَمِيرْنَا ، إِنَّنَا نَسْجُدُ لِلْمَسِيحِ اِبْنَ اَللَّهِ فَأَمَّا اَلشُّهَدَاء فَإِنَّنَا نُكْرِمُهُمْ وَنَحْبَهُمْ كَتَلَامِيذ اَلرَّبّ اَلَّذِينَ اِقْتَدَوْا بِهِ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِمْ اَلْفَائِقَةِ لِلْمَلِكِ وَلِلْمُعَلِّمِ . وَنَقُولُ هَذَا اَلْيَوْمِ لِأَنَّ عِيدَ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعِينَ وَبِالْأَخَصِّ لِلْقِدِّيسِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ ، لَا يَخُصُّ حَقَارَتُنَا فَقَطْ بَلْ أَوَّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ لِعَرْشِ اَلْقِدِّيسِ اَلرَّسُولِ يَعْقُوبْ أَخُو اَلرَّبِّ مِنْ جِهَةِ وَلِمُؤَسَّسَةِ اَلْكَنِيسَةِ اَلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ اَلْوَاحِدَةِ اَلْجَامِعَةِ اَلْمُقَدَّسَةِ اَلرَّسُولِيَّةِ وَاَلَّتِي هِيَ جَسَدُ اَلْمَسِيحِ وَأُنَاشِدُ جَمِيعَ اَلْإِخْوَةِ فِي اَلْمَسِيحِ ، رُؤَسَاء اَلْكَنَائِسِ اَلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ اَلْمُكَرَّمِينَ ، فِي كُلِّ مَكَانٍ ، أَنْ يَعْمَلُوا جَاهِدِينَ مَعًا مِنْ أَجْلِ اِسْتِعَادَةِ اَلشَّرِكَةِ بَيْنَ اَلْكَنَائِسِ حَسَبَ أَمْرِ اَلرَّسُولْ بُولُسْ مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحَفَّظُوا وَحْدَانِيَّةُ اَلرُّوحِ بِرِبَاطِ اَلسَّلَامِ . (أَف 4: 3) وَأَيْضًا بِحَسَبِ كَلَامِ اَلْقِدِّيسِ أَثْنَاسْيُوسْ اَلْعَظِيمِ: أَرْجُوكُمْ مِنْ أَجْلِ اَلْمَسِيحِ لَا تَسْمَحُوا أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ اِنْقِسَامُ أَوْ تَحَيُّزِ بَيْنَ أَعْضَاءِ اَلْمَسِيحِ بِالتَّعَصُّبِ بَلْ اُطْلُبُوا سَلَامَ اَلرَّبِّ. وَلِهَذَا اَلسَّبَبِ تَحْدِيدًا قَدْ تَمَّ دَعْوَتَنَا أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ اَلْمَحْبُوبُونَ فِي اَلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ خِدْمَةِ اَلْمُصَالَحَةِ أَيْ اَلسَّلَامِ اَلَّذِي يُعْطَى لَنَا مِنْ رَبِّنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ. إِنَّنَا نَسْعَى وَنَطْلُبُ هَذَا اَلسَّلَامِ وَالْمُصَالَحَةِ وَبِالْأَخَصِّ نَرْغَب إِلَيْهِ بِشِدَّةِ فِي فَتْرَةِ مَيْدَانِ اَلصَّوْمِ اَلْأَرْبَعِينِيِّ اَلْكَبِيرِ اَلْمُقَدَّسِ لِكَيْ بِشَفَاعَاتِ اَلْفَائِقَةِ اَلْبَرَكَاتِ اَلْمَجِيدَةِ سَيِّدَتُنَا وَالِدَةَ اَلْإِلَهِ اَلدَّائِمَةِ اَلْبَتُولِيَّة مَرْيَمْ مَعَ تَوَسُّلَاتٍ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعِينَ وَالْقِدِّيس ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ أَنْ يُؤَهِّلَنَا أَنْ نَصِلَ بِسَلَامً وَتَوْبَةٍ لِلْقِيَامَةِ اَلْمَجِيدَةِ قِيَامَةَ مُخْلِصٍ نُفُوسِنَا رَبُّنَا وَإِلَهُنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ .

لِهَذَا أضرعُ إلى الله من أجل جميعِ مِنْ شَارَكْنَا اَلْيَوْم فِي هَذِهِ اَلصَّلَاة وَاَلَّذِينَ حَضَرُوا مَعَنَا مُكَرَّمِينَ تِذْكَارَ عِيدِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاء اَلْأَرْبَعِينَ أَنْ يَمْنَحَهُمْ قُوَّةً واستنارةً مِنْ اَلْعَلَاءْ وَمَوْهِبَةَ اَلرُّوحِ اَلْقُدُسِ وَنِعْمَة اَلْقَبْرِ اَلْقَابِلِ لِلْحَيَاةِ وَصَبْرًا وَكُلِّ بَرَكَةٍ مِنْ لَدُنْ اَللَّهِ مُخَلِّصِنَا ، مُعَبِّرًا لَكُمْ عَنْ شُكْرِي اَلْحَارّ وَعَنْ كُلِّ اَلَّذِينَ تَكَلَّمُوا سِيَادَةُ اَلْمُطْرَان أَرِيسْتِرِخُوسْ اَلسِّكْرِتِير اَلْعَام اَلَّذِي تَكَلَّمَ نِيَابَةً عَنْ أَعْضَاء أَخَوِيَّة اَلْقَبْرِ اَلْمُقَدَّسِ وَالْمَجْمَعِ اَلْمُقَدَّسِ.

مكتب السكرتارية العامة