عيد إثنين الروح القدس في البعثة الروحية الروسية (MISSIA)

إحتفلت البعثة الروحية الروسية لبطريركية موسكو في المدينة المقدسة في اليوم الذي يلي أحد العنصرة, بعيد إثنين الروح القدس الموافق 24 حزيران 2024 (11 حزيران شرقي) في كاتدرائية الثالوث القدوس الواقعة في البلدة الجديدة.

ترأس خدمة القداس الإلهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه أصحاب السيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, رئيس البعثة الروحية الروسية قدس الأرشمندريت فاسيانوس, قدس الأرشمندريت نيكون مع آباء البعثة الروسية, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس, قدس الأرشمندريت خريستوذولوس, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, والشماس المتوحد الأب إفلوغيوس من أخوية القبر المقدس.

حضر خدمة القداس الإلهي سفير روسيا السيد أناتولي فكتوروف والقنصل اليوناني العام السيد ذيميتريوس أنجيلوسوبولوس وعدد كبير من أبناء الرعية الروسية.

وبهذه المناسبة قدّم غبطة البطريرك لرئيس البعثة أيقونة بيت لحم، فيما قدّم الأب فاسيانوس لصاحب الغبطة أيقونة للثالوث القدوس من صنع السيد أندريه روبليوف.

بعد القداس الإلهي أعدت البعثة حفل استقبال ومائدة غذاء، حيث خاطب غبطته الحاضرين مؤكداً على ضرورة وحدة الكنائس الأرثوذكسية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في عيد الروح القدس في الكنيسة الروسية في المدينة المقدسة آوروشليم

تعريب قدس الأب الإيكونومس يوسف الهودلي

يقول الرب لتلاميذه: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ”(يو 16: 7)

قدس الأب الأرشمندريت فاسيانوس الجزيل الاحترام، مُمثَل صاحب الغبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا،كيريوس كيريوس كيرلس في آوروشليم.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

إن نعمة إلهنا ومخلصنا المسيح قد جمعتنا في هذه الكنيسة التاريخية التي تحمل اسم الثالوث القدوس في اليوم الثاني من العنصرة المقدسة لكي نُعيُّدُ للروح الكلي قدسه القادر على كل شيء الصالح والصانع الحياة أحد الثالوث القدوس المساوي للآب والابن في الجوهر والمجد والكرامة.

إن كنيسة المسيح المقدسة تكرم بشكل خاص الروح الكليّ قدسه وذلك لأنه بحسب اعتراف الرب الصريح اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يوحنا 4: 24). إن هذا الروح الكلي قدسه هو النور والحق الذي للمسيح لأن الرب يقول أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. (يوحنا 8: 12) وأَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ (يوحنا 14: 6).

إن هذا النور والحق والحياة للروح القدس أي لروح ربنا يسوع المسيح هو الذي يضبط كل مؤسسة الكنيسة. إن مؤسسة الكنيسة هي جسد المسيح وهي أيضاً نبع الحياة أي نبع الحياة الأبدية وخلاصنا كما يهتف المرنم قائلاً: إن الروح القدس يرزق كل شيء يفيض النبوّة يكمّل الكهنوت، وقد علّم الحكمة للعديمي الكتابة وأظهر الصيّادين متكلمين باللاهوت يضمُّ كل شرائع البيعة. وفي مكان اخر يقول ان الروح القدس كان دائما ويكون وسيكون لان ليس له ابتداء ولا له بالكلية انتهاءٌ. لكنه لم يزل منتظماً مع الاب والابن ومعدودا حياة ومحيياً نوراً ومانحاً للضياء صالحاً بالطبع وللصلاح ينبوعاً. الذي يه يُعرف الاب ويمُجد الابن ويُفهم من الكل ان قوةً واحدةً ورتبةً واحدةً وسجدةً واحدةً للثالوث الأقدس.

صنع الرب العجائب العظيمة في هذا اليوم الذي فيه أظهر الروح القدس للعالم كنيسة المسيح. عظيم هو مجد الرب وذلك لأنه بقوة وحلول الروح القدس أصبحنا نحن أعضاء جسد

المسيح الذي هو الكنيسة من خلال المعمودية المقدسة ولبسنا المسيح وخُتِمنا بختمِ الروح القدس الذي لا يُمحى.

إن رسل وتلاميذ المسيح قد ذهبوا إلى كل الأمم لكي يكرزوا بإنجيل المسيح ويدشنوا الكنائس ويعينوا أساقفة، الذين يوجه لهم الرسول بولس وصية قائلاً لهم: اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.(أعمال 20: 28) ويفسر القديس يوحنا الذهبي الفم ما سبق قائلاً: قال هذا(الرسول بولس) ليس لأن خلاصنا أثمن من خلاص الرعية، وإنما لأنه عندما نحترز لأنفسنا تصير الرعية رابحة.

إن وصية الرسول بولس هذه تتعلق مباشرةً أيضاً بالرعاة المعاصرين الفعالينّ لإخوتنا من الكنائس الأرثوذكسية المحليّة الذي أَعْطاهم “المسيح ” لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ. كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا، بِحِيلَةِ النَّاسِ (أفسس 4: 11-14 ) الذين هم مع وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ. (أفسس 6: 12)

لقد جئنا لنعلن في هذا الاجتماع الشكري الإلهي وحدة الإيمان ووحدة الروح برباط السلام مع إخوتنا في الكنيسة الروسية والكنيسة الرومانية في مدينة آوروشليم المقدسة حيث تم مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ : وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ يَقُولُ اللهُ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ،.(أعمال 2: 16).

إن الأحداث التي حصلت في يوم الخمسين في علية صهيون حيث كان جميع تلاميذ المسيح معاً بنفس واحدة لكي يبقوا إخوتنا في الكنائس الأرثوذكسية هكذا دوماً “بنفسٍ واحدةٍ” نموذجاً ومثالاً للوحدةِ في الروح القدس ومحبةِ المسيح.

لهذا فإن القديس كيرلس الإسكندري يقول: لقد سكب ودفق الروح القدس وأبهج الله الطبيعة البشرية وكللها بالمجد العلوي الذي كان لها منذ البدء وأعاد إليها صلاحه الذي كان لها في البدء قبل أن تدخل الخطيئة إليها.

ومن الجدير بالذكر أقوال القديس يوحنا الدمشقي التي يترنم فيها هنا إذ يقول: يا اولاد البيعة المنيري الشكل اقبلوا نداء الروح المتنسم نارا الذي هو طهر وحل من الجرائم لأن الشريعة قد خرجت الآن من صهيون بشكل ألسنٍ ناريةٍ التي هي نعمة الروح القدس. وبتوضيحٍ أكثر أي يا أبناءَ الكنيسة المنيري الشكل اقبلوا هتاف الروح القدس المتنسم نارا الذي هو تطهير من الخطايا وذلك لأنّه انبثق من آوروشليم الآن ناموسٌ آخر هو نعمة الروح القدس بشكل ألسن نارية.

حقا أن الروح القدس الذي ينير ويقدس نفوسنا قد أظهرنا وأوضحنا أبناء للكنيسة منيرين من خلال بهاءه وإشراقه الإلهيّ لهذا فإن أب الكنيسة العظيم القديس غريغوريوس اللاهوتي يقول: إن الاستنارة هي ضياء الأنفس والمشاركة في النور واضمحلال الظلمة. لهذا فنحن أيها الإخوة الأحبة نتوسل إلى الذي أشرق من العذراء مريم والدة الإله مخلصنا وإلهنا المسيح لكي نصير مشاركي نور الروح القدس المعزي، ومع المرنم نهتف ونقول: إن الألسن تبلبلت وقتا ما بسبب جسارة صانعي البرج واما الآن فإن الألسن قد حُكِمتْ لأجل رأي معرفة الله. فهناك لأجل الجريرةِ قاصَصَ الملحدين وههنا المسيح بالروحِ أنارَ الصيادين. في ذلك الحين اصطنع ازالة الأصوات للانتقام والآن فقد تجدد اتفاق النغمات لخلاص نفوسنا.

آمين

كل عام وأنتم بخير

مكتب السكرتارية العامة