الذكرى الرابعة عشر لجلوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على الكرسي الأورشليمي

 
 

اقيمت في البطريركية ألاورشليمية يوم الجمعة الموافق 22 تشرين ثاني 2019 الذكرى الرابعة عشر لجلوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على الكرسي البطريركيّ ألاورشليمي.
بهذه المناسبة أقيمت خدمة صلاة المجدلة الكبرى في كنيسة القيامة ترأسها غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث وبمشاركة أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس وكهنة الرعايا  الأورثوذكسية , وبحضور القنصل اليوناني العام في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس , وأبناء الجالية اليونانية والرعية ألاوثوذكسية في القدس وعدد من زوار البطريركية.

بعد الصلاة توجه غبطة البطريرك مع ألاساقفة والآباء الى دار البطريركية لتهنئة صاحب الغبطة, حيث القى كلمة المجمع المقدس وأخوية القبر المقدس السكرتير العام للبطريركية سيادة المطران أريسترخوس , بعدها القى كلمة القنصلية اليونانية القنصل اليوناني السيد سفيانوبولوس تبعه كلاً من سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة يافا ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة كيرياكوبوليس خريستوفوروس, وكلاء وممثلو البطريركية, الرئيس الروحي للبعثة الروسية في القدس ممثلاً عن الكنيسة الروسية, ممثل بطريرك الكنيسة الرومانية, الرؤساء الروحيون, الأب عيسى مصلح, السيد يوسف نصار, ومدراء مدارس البطريركية في القدس والأردن, وكلمة أبناء الرعية.

في النهاية شكر غبطة البطريرك أخوية القبر المقدس والحضور بكلمة القاها في قاعة العرش البطريركي:

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الإحترام

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،

 أيها المسيحيون المحبوبون،

الزوار الحسنو العبادة الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظِ الألقاب.

     مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ (أف 1: 3)

      تفرحُ اليوم كنيسة آوروشليم المقدسة مكان “راحة” و”مسكن” كلمة الله المتجسد والمتأنس لأننا قد أتممنا أربعة عشرة سنة من الخدمة الأبوية البطريركية لاعتلائنا العرش الأسقفي والبطريركي للقديس يعقوب أخو الرب أول رؤساء أساقفة آوروشليم.

    إن هذا الحدث للمؤسسة المقدسة الكنسيّة له أهميةٌ جوهرية وذلك لأنّ جسد المسيح السري الذي هو الكنيسة له امتدادٌ على مرّ العصور من جهةٍ ومن الجهة الأخرى هو اختصاص عمل الكنيسة الخلاصي في العالم. وعلينا أن نذكر بأن المؤمنون أعضاء جسد الكنيسة مدعوون بحسب القديس بولس الرسول بَأنهم “مُوَاطِني الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ (أفسس 2: 19) وبحسب الرسالة إلى ذيوغنيتون إن المؤمنين هم يُحيَون على الأرض ولكن سيرتهم هي في السماوات.

لهذا فقد توجهنا اليوم إلى كنيسة القيامة المجيدة برفقةِ أخوية القبر المقدس الأجلاء لكي نرفع الشكر والتمجيد للإله الواحد المثلث الأقانيم الذي يَتَمَجَّدَ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. (1بطرس 4: 11)

إن هذه الذكرى السنوية الرابعة عشر لاعتلائنا العرش البطريركي لا يخص أو يتعلق بِشخصنا فقط ولكن بالأخص وقبل كل شيء يتعلق بالمؤسسة المقدسة الكنسية المبنيةِ على دماء المسيح الخلاصية والتي لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. (1كور 3: 11) كما يكرز القديس بولس الرسول. لهذا فإن عرش الكنيسة الرسولي والأسقفي له مثال الله وذلك لأنه بحسب القديس اغناطيوس المتوشح بالله “إن الأسقف هو على مثال المسيح والكهنة والشمامسة على مثال مجمع الرسل الذين ائتمنهم المسيح على هذه الخدمة”.

وللآن فإن خدمتنا البطريركية والرهبانية والرعائية على عرش رئاسة الكهنوت الرسوليّة للقديس يعقوب أخو الرب أي بمعنى آخر ، عرش كنيسة صهيون المقدسة، لها هدفٌ وحيدٌ سامٍ ألا وهو الحفاظ على التقليد الرسولي وعلى وديعة الإيمان الصحيح الخالي من الشوائب قاطعين كلمة الحق باستقامةٍ محافظين على الرعية المسيحية والاهتمام بها بحسب تعاليم القديس بولس الرسول فإن الرب قد أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، (أفسس 4: 11-12) ومن الجهة الأخرى الحفاظ على الأماكن المقدسة كأماكن للعبادة العقلية وكينابيع بركاتٍ وأشفيةٍ إلهية للآلاف من الناس الذين يأتون من كافة أقطار الأرض ساجدين ومتعطشين للانتعاش الروحي مُصغيين لأقوال داؤود النبي في المزمور قائلاً: كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ.عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ. (مزمور 41: 1-2)

ومن المعروف أن الحفاظ على الأماكن المقدسة هو واجبٌ يخص الجنس الملوكي التقي أي المسيحيين الروميين الأرثوذكسيين، إذ إنه حقٌ وامتيازٌ لهم لا يزول وهو واجبٌ مقدسٌ في هذه الأرض المقدسة، فإنه يُعتبر حقٌ قديمٌ متوارثٌ. لهذا فقد قمنا جاهدين في جميع المحاور السياسية والدبلوماسية والحكومات المحلية والعالمية للحفاظ على نظام الثقافات والديانات والقوميات المتعددة لنسيج شعب هذه الأرض المقدسة آوروشليم والتي هي أي آوروشليم تُعتبر بحد ذاتها مزاراً عالمياً.

لهذا فلنسمع ما يطلبه منا القديس بولس رسول الأمم مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ (أفسس 4: 3) فإننا لم نتوقف قط أن نعمل بكل تفانٍ وتواضع من أجل الحفاظ على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية مالكين “سِرُّ الإِيمَانِ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ” (1تيم 3: 9)

ونقول هذا لأنّ آوروشليم وكنيسة آوروشليم كانت البداية وهي إلى الآن نبع دماء صليب البر الذي لا ينضب التي هي نبع السلام والحياة الأبدية أي المسيح الذي هو علامة مصالحة الجميع كما يكرز بولس الرسول لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ (رو 5 :10)

      إن هذه الذكرى السنوية الموقرة للجلوس على العرش تدعونا لا للافتخار بأعمالنا بل للافْتِخَارٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. (رومية15: 17) لأَنَّ فَخْرَنَا هُوَ هذَا: شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا (2كور 1: 12) وشهادة ضميرنا هذه تدعونا ألا نتوقف عن الجهاد الحسن في كرم مخلصنا المسيح الذي هو الكنيسة سامعين لأقوال الرب “فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ” (رو 5: 16)

         إن الكرازة بشهادة نور المسيح ومجد الله الآب قد خرجت من هنا من العرش الأسقفي للقديس الشهيد الرسول يعقوب أخِ الرب ويشاركني في هذه الشهادة عاملين سويةً إخوتي القديسين الآباء الأجلاء المحبوبون في أخوية القبر المقدس من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان، مكرسين ذواتهم للعمل في هذه الرسالة المقدسة.

         ختاماً نتضرع إلى إلهنا أبي الأنوار أن يسدد خطانا للعمل بوصاياه بشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتضرعات وبتوسلات القديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس ونعمة القبر المقدس القابل للحياة، قبر ربنا ومخلصنا يسوع المسيح  القائم من بين الأموات أن يمنحنا القوة في خدمة المزارات والأماكن المقدسة والتي تشكل الشهادة الصادقة على إيماننا وأيضاً من أجل العناية الرعوية لأبنائنا المسيحيين الأتقياء راجياً من الله لكل الذين شاركونا في هذه الصلاة وكرمونا بحضورهم في الذكرى السنوية الرابعة عشر لاعتلائنا العرش البطريركي  مصلياً أن يمنحهم قوة من العلاء ونعمة من القبر المقدس وصبراً وكل بركة روحية شاكراً بحرارة لكل الذين ألقوا كلماتهم.

كلمة البطريرك: تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بعيد عيد رئيسيّ طغمات الملائكة العظيمين ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية في البطريركية

 

ترأس سيادة متروبوليت كابيتاليس أيسيخيوس يوم الخميس 21 تشرين ثاني 2019 خدمة صلاة الغروب والقداس ألالهي بمناسبة عيد رؤساء الاجناد ميخائيل وجبرائيل وروفائيل وسائر القوات العادمي الاجساد الشاروبيم والسارافيم, في دير رئيس الملائكة ميخائيل الموجود في البلدة القديمة  بجانب البطريركية.

وشارك سيادته في القداس آباء من أخوية القبر المقدس بحضور عدد من الراهبات والزوار المصلين, وبعد القداس الألهي إستضاف الرئيس الروحي للدير سيادة المطران ديمتريوس سكرتير المجمع المقدس سيادة المطران والآباء في قاعة الدير للضيافة.

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بعيد عيد رئيسيّ طغمات الملائكة العظيمين ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية في مدينة يافا

 

إحتفلت كنيستنا الروم الارثوذكسية والبطريركية الاورشليمية يوم الخميس 21 تشرين ثاني 2019 بعيد جامع لرؤساء الاجناد ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات العادمي الاجساد الشاروبيم والسارافيم, فاكراما لهؤلاء الخدام الالهيين حماتنا وحراسنا رأت الكنيسة الارثوذكسيه واجباً ان تقيم تذكارا احتفاليا في هذا اليوم نجتمع فيه للاحتفال والترتيل لهم قاطبة, وعلى الخصوص لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل اللذان ورد ذكر اسميهما في الكتب المقدسة.

بهذه المناسبة أقيمت خدمة القداس الالهي الأحتفالية في دير البطريركية في مدينة يافا في الكنيسة التي تحمل إسم رئيس الملائكة ميخائيل , وترأس كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة خدمة القداس الألهي بمشاركة أصحاب السيادة المطارنة , كيريوس دماسكينوس رئيس أساقفة يافا والوكيل البطريركي في يافا, كيريوس, ومن الكنيسة اليونانية متروبوليت كلامارياس يوستينيوس, ومن كنيسة جورجيا متروبوليت كومورتو وضواحيها نيكولاوس, الأرشمندريت بارثلماوس, الأرشمندريت نيفون الرئيس الروحي في الرملة , كهنة الرعية الأورثوذكسية في يافا والمنطقة, والشماس الأب إفلوغيوس. وحضر القداس عدد من الرهبان والراهبات والعديد من المؤمنين والزوار المحليين من مدينة يافا والمدن المجاورة ومن اليونان, روسيا ورومانيا, والسفير اليوناني في تل أبيب وشخصيات دبلوماسية, وطلاب المدرسة الأورثوذكسية في يافا.

مكتب السكرتارية العام  




الإحتفال بعيد تذكار نقل ذخائر (رفات) القديس جوارجيوس اللابس الظفر في المدينة المقدسة

 

احتفلت البطريركية الاورشليمية يوم السبت 16 تشرين ثاني 2019 بعيد تذكار نقل ذخائر (رفات) القديس جوارجيوس اللابس الظفر من روما الى مدينة اللد مسقط رأسه في فلسطين, وتذكار تدشين الكنيسة المسماة على اسمه التي بنتها القديسة هيلانة في القرن الرابع ميلادي. وبهذه المناسبة تم الأحتفال بعدة كنائس وأديرة في المدينة المقدسة أورشليم.

العيد في دير القديس جوارجيوس (العبرية)

أحتفل بهذه المناسبة في كنيسة دير القديس جوارجيوس في الحارة العبرية حيث ترأس خدمة صلاة الغروب وخدمة القداس الالهي قدس الأرشمندريت ذيميتريوس يشاركه عدد من آباء أخوية القبر المقدس وبحضور عدد من المصلين وزار الدير, وبعد القداس إستضافت رئيسة الدير الراهبة ماريانا المصلين في قاعة الدير.

عيد القديس جوارجيوس في البلدة القديمة (دير المستشفى)

 سمي هذا الدير يهذا الإسم لان البطريرك الأورشليمي خريسانثوس أسس مستشفى في الدير. ترأس قدس الأرشمندريت كاليستوس خدمة صلاة الغروب والقداس الالهي صباح يوم العيد بحضور عدد من المصلين والرهبان في دير القديس جوارجيوس.

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بتذكار نقل رفات القديس جوارجيوس اللابس الظفر الى مدينة اللد

إحتفلت البطريركية الأورشليمية والكنيسة الأورثوذكسية في الأراضي المقدسة يوم السبت الموافق 16 تشرين ثاني 2019 بتذكار نقل رفات القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس اللابس الظفر من روما مكان إستشهاده الى مدينة اللد مسقط رأس والدته في فلسطين , حيث أمر الإمبراطور ديوكلتيانس بقطع رأسه في القرن الرابع ميلادي, فقام خادمه سقراطيس بنقل جثمانه من مكان استشهاده إلى مدينة اللد وعمل خادمه على إخفاه جثمانه إلى حين تمّ نقل جسده الطاهر من مكان استشهاده إلى مدينة اللد في فلسطين سنة 323م، ووضع في الكنيسة التي شيدها على إسمه هناك الإمبراطور قسطنطين الكبير ( 274 ـ 337 ).  يُعتبر القديس جاورجيوس من أبرز قديسي الكنيسة وأقربهم إلى عواطف المؤمنين وأكثرهم شهرة وشيوعاً في الإكرام الذي يُقَدِّمه له عامة الناس . يتسمّى المؤمنون باسمه أكثر من أي اسم لقديس آخر كما أن العديد من الكنائس والأديرة والمدن سُمِّيَت باسمه واتّخذته شفيعاً لها. 

أقيمت خدمة القداس الالهي في كنيسة القديس جواجيوس في مدينة اللد  التي فيها يوجد قبر القديس, وترأس خدمة القداس الالهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وشاركه في الخدمة سيادة رئيس أساقفة يافا كيريوس ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, متروبوليت فيلوميلو كيريوس ايليا وآباء من أخوية القبر المقدس وبمشاركة حشد كبير من المصلين من داخل البلاد وخارجها. وحضر أيضاً ممثلو السفارة اليونانية في إسرائيل وممثلو سفارات صربيا, إنجلترا, روسيا وجورجيا.

غبطة البطريرك القى عظة روحية في هذه المناسبة:

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث

تعريب: الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يكرز القديس يوحنا الإنجيلي حاثاً المؤمنين بيسوع المسيح قائلاً: سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِوَسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي. (يوحنا 16: 2-3)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها الزوار الأتقياء

إن ذكرى تدشين هذه الكنيسة “التي تحمل اسم القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر في مدينتكم التاريخية التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة مدينة اللد حيث جرى إلى ههنا نقل رفاته الطاهرة المكرمة”، قد جمعتنا اليوم لكي نرفع الشكر والتمجيد إلى ربنا وإلهنا شمس البر الحقيقي كلمة الله الذي مجّدَ شهيد المحبة جاورجيوس.

لقد صار القديس جاورجيوس من الشهداء العظام لمحبة المسيح مشاركاً باستشهاده المسيح في دماءه الخلاصية على الصليب وصائراً بذلك في سحابة شهداء الكنيسة.

إننا نذكر الكنيسة وذلك لأن رسالة الكنيسة في العالم ومهمتها هي كمال الإنسان في المسيح، هذا الكمال هو هدف ورجاء أصدقاء المسيح ولا سيما شهداءه، وهذا لأن المسيح كلمة الله هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ.(رؤيا 21: 6) أي بمعنى آخر “خلاص الإنسان” الذي هو إرادة الله ومشيئته الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. (1تيم 2: 4).

لقد وُلد جاورجيوس من أبوين مسيحيين تقيين إذ أن أبيه هو من كبادوكية وأمه فلسطينية. وقد ترعرع على الإيمان وتقوى الله أي الإيمان بالمسيح فمن جهة كان يطلب بشدة أن يُقبل إلى المعرفة الحقيقية، ومن الجهة الأخرى كان شوقه إلى السماء وإلى المدينة العتيدة سامعاً لأقوال بولس الرسول: لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ. (عبرانيين 13: 14) وأيضاً فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ. (فيلبي 3: 20). وهذا لأن ذهنه قد استنار بنور انجيل مجد المسيح (2كور 4: 4). وقد اشتهر جاورجيوس الضابط الكبير في الجيش الروماني بشجاعته وقد استبان جاورجيوس مقاوماً لقرار الإمبراطور ديكلتيانوس مضطهد المسيحيين الفظيع، فأعلن جاورجيوس بكل جرأةٍ وشجاعة بأنه مسيحي معلناً إيمانه بالمسيح الإله رباً ومخلصاً وأنه ابن الله.

وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة لقد شجب وأدان القديس جاورجيوس الغش وخداع الآلهة الأوثان الكاذبة وأيضاً وبّخَ كثرة ديانات الأباطرة الرومانيين المتعددة الذين كانوا يُألهون ذواتهم طالبين من الناس المطيعين لهم أن يعبدوهم هم. لهذا فقد ظهر جاورجيوس شاهداً أميناً لحقيقة المسيح ولحرية الإنسان من أجل تحررهم من عبادات الأوثان الشيطانية كما يقول داؤود النبي لأَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَحَمِيدٌ جِدًّا، مَهُوبٌ هُوَ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِلأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ، أَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ. (مزمور 95: 4-5)

إن عيد القديس جاورجيوس الذي نكرمه اليوم لا يخص فقط زمان ومكان حياة القديس وعمله بل أيضاً بالأخص في هذا العصر الحالي الذي يحيا فيه البشر في هذا العالم. والذي يقول عن العالم القديس يوحنا الإنجيلي: نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِوَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. (1 يوحنا 5: 19-20) ويكمل قائلاً: أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ.(1 يوحنا 5: 21) أي احترسوا من الضلال ومن عبادة الأوثان.

إن صراحة القديس جاورجيوس وجرأة إيمانه بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات وغيرته الحارة على تعاليم إنجيل المسيح، تُعلن أنه قد حصل شهيداً ومدافعاً عن البر في المسيح كما يكرز القديس بولس الرسول لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا (رومية 1: 17)

لقد حصل على هذا البر الإلهي جاورجيوس اللابس الظفر فقد صار متمثلاً بالمسيح بالقول والفعل سامعاً لكرازة القديس بولس رسول الأمم كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ. (1كور 11: 1) ومن الجدير بالذكر أن الرسول بولس نفسه قد ختم كرازته وعمله الرسولي باستشهاده الدموي في روما من أجل محبة المسيح.

إن شهداء كنيسة المسيح يشكلون جوقة ومصاف الكنيسة المختارة وذلك لأنهم باعترافهم باسم المسيح بأنه الإله الحقيقي قد بدلوا مجد هذا العالم الفاني الذي يزول شكله (1كور 7: 31) بمجد ربنا يسوع المسيح الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ. (فيلبي 3: 21)

ويُفسر هذه الأقوال القديس ثيوذوريتوس قائلاً: سنحمل في أجسادنا مجد المسيح ونكون على شكل جسد المسيح إذ سيُمجد أجسادنا بنورٍ بهي لا بحسب الكمية بل بحسب النوعية. وبشكل أوضح إن أجساد القديسين الشهداء ستتغير وتتحول من أجساد فانية إلى أجساد لا تفسد ولا تبلى، ومن لا مجدٍ إلى مجد بحسب زيغافوروس.

فهذا هو السبب الذي لأجله ناظم تسابيح القديس جاورجيوس يهتف قائلاً: لقد أطفأت بسواقي دمائك لهيب الضلالة أيها المجاهد الظافر جاورجيوس المغبوط. وحطمت بأس الحكام المَرَدة ووقاحتهم إلى النهاية ومجدت المسيح فنلت اكليل الحياة والخلود من يمين العليّ.     

إننا نحن اليوم الذين نكرم ذكرى القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس الكارز بالحقيقة والعاضد والناصر الفقراء وطبيب المرضى نتضرع إليه لكي يتشفع فينا إلى إلهنا من أجل سلام ورحمة نفوسنا وسلام منطقتنا المعذبة وأيضا نتضرع إلى سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم لكي بشفاعاتها إلى ابنها وإلهها ربنا ومخلصنا يسوع المسيح أن يُوجه خطواتنا إلى ميناء الخلاص وإلى النور الذي لا يغيب لكي يُنير نفوسنا بشفاعات الشهداء القديسين ولا سيما القديس جاورجيوس العظيم اللابس الظفر. 

آمين

بعد القداس إستضاف الرئيس الروحي للكنيسة الأرشمندريت نيقوذيموس غبطة البطريرك مع الأساقفة والآباء والحضور في قاعة الكنيسة, تلاها مأدبة غذاء في نادي الرعية.

مكتب السكرتارية العام