الإحتفال بعيد القديس العظيم في الشهداء ذيميتريوس الفائض الطيب في البطريركية

 

إحتُفل في البطريركية الاورشليمية يوم الجمعة 8 نوفمبر 2019 بعيد القديس العظيم في الشهداء ذيميتريوس الفائض الطيب, في كنيسة القديس ذيميتريوس الموجودة في أخوية القبر المقدس وموجودة أيضاً هناك مدرسة القديس ذيميتريوس (مار متري) للرعية الاورثوذكسية في القدس.

ترأس خدمة صلاة الغروب والقداس الالهي سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس يشاركه عدد من آباء ورهبان أخوية القبر المقدس ومرتلي كنيسة القيامة وكنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة. كما اشترك بالخدمة طلاب المدرسة الاكليريكية صهيون المقدسة وطلاب ومعلمي مدرسة القديس ديميتريوس (مار متري) لتكريم شفيع المدرسة.

خلال خدمة القداس حضر للكنيسة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع بعض آباء أخوية القبر المقدس لأخذ شفاعة القديس ديميتريوس, وبعد القداس أقام طلاب مدرسة مار متري أحتفالاً بهذه المناسبة في قاعة المدرسة.

عن حياة القديس

الشهيد العظيم والقديس صاحب المعجزات ديمتريوس كان مسيحياً وابن ضابط كبير في تسالونيكي في القرن الرابع الميلادي كان الابن الوحيد لوالده لذلك اعتنى بتربيته جيداً . عندما توفي والده رشحه الإمبراطور الروماني ماكسيميان خلفاً لأبيه. كان ماكسيميان معادياً للمسيحية فأوكل إلى ديمتريوس مهمة قتل المسيحيين في المدينة .

لكن ديمتريوس لم يطع الإمبراطور وبدلاً من ذلك أخذ يبشر بالمسيحية ، وعندما نما هذا إلى علم الإمبراطور غضب، وأثناء عودته من الحروب ضد السارمتيين عرّج على تسالونيكي للإطلاع على الوضع هناك حيث استدعى ديمتريوس وسأله عن عقيدته فاعترف ديمتريوس بإيمانه واشمئزازه من الوثنية، مما جعل الإمبراطور أن يأمر باقتياد ديمتريوس إلى السجن. فعرف ديمتريوس مصيره، ووزع خادمه لوبوس ثروته على الفقراءكما طلب لوبوس منه الصلاة من أجل الشاب المسيحي نسطر الذي قبل أن يتحدى المصارع العملاق لوهاوش الوثني وفي السجن ظهر ملاك الرب على ديمتريوس وقال له : ” السلام عليك، رغم عذابك وتألمك، تحمل من أجل السيد المسيح، وكن قوياً وشجاعاً “.

بعد بضعة أيام أرسل الإمبراطور جنوداً إلى السجن لقتل ديمتريوس، وصل الجنود الزنزانة ووجدوا ديمتريوس يصلي فقتلوه طعناً بالحراب. أخذ المسيحيون الجسد سراً ودفنوه، وتحولت بقاياه إلى مر زكي الرائحة ومفيض الطيب وشافٍ، وبعد مدةٍ وجيزة بنيت كنيسة صغيرة على رفاته، وعندما صلى رجل نبيل اسمه ليونسيوس لرفاة القديس ديمتريوس شفي شفاءً تاماً من مرض عضال، فبنى كنيسة أكبر عوضاً عن الكنيسة القديمة.

مكتب السكرتارية العام




ألبطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس يعقوب أخي الرب أول أساقفة أورشليم

 

إحتفلت البطريركية الاورشليمية وأخوية القبر المقدس يوم الثلاثاء 5 تشرين ثاني2019 بعيد القديس يعقوب اخي الرب أول اساقفة أورشليم في الكنيسة المسماة على إسمه في البطريركية, وهو شفيع الكنيسة الأورشليمية وأخوية القبر المقدس.

ينحدر القديس يعقوب اخو الرب من اليهودية، وقد استحق أن يدعى “أخا الرب” بسبب قرابته للرب يسوع بالجسد والروح. فالقديس يعقوب، بحسب رأي البعض، كان ابن يوسف الخطيب مولوداً له من امرأته التي كانت معه قبل أن يخطب مريم الدائمة البتولية. ويرى آخرون انه كان ابن أخي يوسف، أي ابناً لأخيه كلاوبا من مريم امرأته، والتي كانت ابنة خالة والدة الإله.
فلهذه النسبة كان يدعى أخا ارب (متى:55:13) ويلقبه الإنجيليون بالصغير(مرقس 40:15) تمييزاً له عن يعقوب بن زبدي الذي يلقب بالكبير. وكان يلقب أيضاً “بالصديق” أو “البار” لعظم بره وعدله.
أقيم الرسول يعقوب أسقفاً على أورشليم سنة 34 م. وكانت له مكانة خاصة عند جماعة الرسل، ولكلامه عندها منزلة القانون، كما يتبين من كتاب أعمال الرسل.

وقد‭ ‬قيل‭ ‬إنّه‭ ‬جاء‭ ‬بالكثيرين،‭ ‬يهودًا‭ ‬وأمميين‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭ ‬بالمسيح،‭ ‬فحقد‭ ‬عليه‭ ‬اليهود‭ ‬وقرّروا‭ ‬التخلّص‭ ‬منه‭. ‬وقد‭ ‬وعظ‭ ‬الشعب‭ ‬مرّةً‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬أحد‭ ‬البيوت،‭ ‬أو‭ ‬ربّما‭ ‬من‭ ‬جناح‭ ‬الهيكل،‭ ‬فجاءه‭ ‬الكتبة‭ ‬والفريسيون‭ ‬وألقوه‭ ‬من‭ ‬علوٍ‭ ‬فسقط‭ ‬أرضًا‭ ‬وأصيب‭ ‬ولكنّه‭ ‬لم‭ ‬يمت‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مهووسًا‭ ‬عاجله‭ ‬بضربةٍ‭ ‬عصا‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬فقضت‭ ‬عليه،‭ ‬فرقد‭ ‬في‭ ‬الربّ‭ ‬شهيدًا‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬والستين‭ ‬من‭ ‬العمر.
وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬62‭ ‬للميلاد‭. ‬ثم‭ ‬أن‭ ‬يهود‭ ‬أتقياء‭ ‬أشاعوا،‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬أن‭ ‬محاصرة‭ ‬أورشليم‭ ‬وهدمها‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬السبعين‭ ‬كان‭ ‬عقابًا‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬قتله.

ترأس خدمة صلاة الغروب والقداس الاحتفالي بعيد هذا الرسول العظيم وأسقف كنيسة أورشليم, غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه أساقفة وكهنة أخوية القبر المقدس. 

ورُتلت صلاة القداس باللغة اليونانية والعربية, وحضر عدد كبير من الرعية الاورثوذكسية من كنيسة القديس يعقوب اخو الرب في القدس وايضاً عدد من الزوار من الخارج.
والقى غبطة البطريرك كلمة بهذه المناسبة.

بعد القداس الالهي وكما هي العادة سلّم أعضاء اللجنة الكنسية في كنيسة القديس يعقوب أخو الرب مفاتيح الكنيسة لغبطة البطريرك برهاناً على الطاعة الكنسية وانتماء هذه الكنيسة للبطريركية الاورشليمية, بدوره بعد استلامه للمفاتيح قام غبطة البطريرك بإرجاعها للجنة الكنسية مع مباركته وتهانيه للجميع بمناسبة هذا العيد الذي يخص اخوية القبر المقدس والكنيسة ألاورشليمية.

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة عيد القديس يعقوب أخو الرب أول رؤساء أساقفة آوروشليم 5-11-2019

كلمة البطريرك تعريب” قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

  يقول صاحب المزمور: الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الأَبَدِ. فَمُ الصِّدِّيقِ يَلْهَجُ بِالْحِكْمَةِ، وَلِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ. (مزمور 36: 29-30)

أيها الإخوة المحبوبون بالمسيح

أيها الزوار الأتقياء

     إن ذكرى القديس الرسول يعقوب الصديق أخو الرب قد جمعنا اليوم في هذه الكنيسة التي تحمل اسمه لكي نرفع ذبيحة الشكر والتسبيح غير الدموية للإله الواحد المثلث الأقانيم على عجائبه وعظائمه التي يصنعها في أبراره وقديسيه.

     لقد استبان القديس يعقوب أداة لنعمة الروح القدس وذلك لأنه أصبح أول أسقفٍ على كنيسة آوروشليم وسيّم أسقفاً من قبل ربنا يسوع المسيح نفسه وأول من كتب القداس الإلهي ووضع تعاليمها من قبل مخلصنا المسيح كما يشهد بذلك كاتب سنكسار الكنيسة.

      إن رسول الأمم بولس يدعو البار يعقوب “عمود الكنيسة” وأما رسالته الجامعة فتظهره معلماً عظيماً وأن له مكانةً وشخصيةً كبيرة بين قرائه. وقد أخذ اسم “أخو الرب” وذلك لأنه بحسب المفسرين هو أخو يسوع المسيح ابن يوسف الخطيب من امرأة أخرى والتي كان متزوجاً منها القديس يوسف الخطيب قبل أن يخطب الدائمة البتولية مريم والدة الإله. ومن شدة نسكه تيبست ركبتاه وأضحت كالحجر من كثرة السجود في الصلاة، فقد كان ساجداً دوماً لله طالباً مغفرة خطايا الشعب. ومن غيرته الشديدة للبر أي ايمانه بالله وأعماله الصالحة قد دُعي بالبار.

مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ (يعقوب 2: 14) هذا ما يكرز به في رسالته الجامعة متحدثاً فيها عن علاقة جسد الإنسان بنفسه قائلاً: لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ. (يعقوب 2: 26)

      وبكلامٍ آخر إن الإيمان بدون أعمال هو إيمانٌ بطالٌ وميتٌ ليس لأنه فقط ليس له أي مظاهر تثبت أن له حياة روحية من قبل من يدعي الإيمان بل لأنه أيضاً لا يستطيع هذا الإيمان الميت أن يعمل فيه من أجل الخلاص إذ إنه من المستحيل لذلك الإنسان المهمل واللامبالي وإيمانه غير الفعّال أن يقوده هذا الإيمان الميت إلى الحياة الأبدية كما يؤكد بذلك القديس كيرلس الإسكندري إذ يقول: إن الإيمان بالمسيح يبررنا وينجينا من دنسنا القديم ومن سقطاتنا ولكن إن أهملنا وعدنا وسقطنا في الأهواء الجسدية والملذات العالمية وانجرفنا نحوها بعد أن تبررنا بالمسيح فإن هذا يعني أنه قد قتلنا إيماننا بالمسيح وعدنا للحياة القديمة المظلمة.

     لقد دُعي القديس يعقوب بالبار وذلك ليس فقط لأنه آمن بابن الله الذي سبق وأنبأ وبشّرَ به أنبياء الناموس الموسوي ولكن أيضاً لأنه أصبح مشاركاً في آلام المسيح لاسيما موته الاستشهادي الدموي متمثلاً بموت المسيح كما يكرز القديس بولس الرسول بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِلأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ. (فيلبي 3: 8-11).

     ويفسر يوحنا الذهبي الفم أقوال القديس بولس الرسول قائلاً: إن هذا البر هو من الله وهو موهبة وعطية كاملة. ويُعلم القديس يعقوب بأن الله هو نبع كل المواهب الكاملة والعطايا الصالحة لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ.كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. (يعقوب 1: 16-17).

     فحقاً علينا أن نكون واثقين بأن الله الذي دعانا إلى شركة بِر ابنه ربنا يسوع المسيح هو أمين أن يحفظ جميع وعوده، لذلك علينا أن نؤمن ونثق به دون ترددٍ كما يقول القديس بولس الرسول أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا. (1كور 1: 9).

      إن إيماننا بالله يُجرب من خلال أفعالنا وأعمالنا وأقوالنا كما يقول القديس يوحنا الدمشقي “إن الإيمان بدون أعمال هو إيمان ميت وكذلك الأعمال بدون إيمان، فالإيمان الحقيقي يتحقق بالأعمال”. لهذا فإن القديس يعقوب يعرض لنا من بين الأنبياء النبي أيوب مثالاً للصبر واحتمال المشقات. فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ.خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالًا لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ.هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ. (يعقوب 5: 10-11).

      إن أقوال القديس يعقوب الرسولية التعليمية تجعلنا نفكر ملياً يإيماننا المسيحي من جهةٍ ومن الجهة الأخرى نفكر في وضعنا داخل جسد المسيح السري أي كنيسته والتي هدفها أي هدف الكنيسة الأكيد والمثالي هو أن نصبح بحسب القديس بطرس الرسول شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ (2بطرس 1: 4) أي نكون قديسين ومشاركين في حياة المسيح. وهذا يصير بالطبع بعد أن نتخلص من فساد العالم، هذا الفساد الذي يجلب الشهوات والرغبات الجسدية العابرة. إذ أننا نصبح آلهةً مشاركين النور الإلهي إذ لا تتحول طبيعتنا إلى طبيعة إلهية “أي الجوهر الإلهي” بل نصبح مشاركين الطبيعة الإلهية، كما يفسر القديس يوحنا الدمشقي.

      وبكلامٍ آخر أيها الإخوة الأحبة إن الذين يؤمنون بيسوع المسيح أنه الإله والمخلص كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي: اَلَّذِينَ وُلِدُوا مِنَ اللهِ. (يوحنا 1: 13) أي من روح الله. (يوحنا 3: 5، 8) فإن المبررين والمقدسين هم أولاد الله (1 يوحنا 3: 1). وأما الله فسيدعى أبيهم (أفسس 2: 18) و (رومية 4: 12) وبالتالي سيرثون ملكوت الله كما يقول بولس الرسول فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. (رومية 8: 17).

      فإننا نحن الذين نكرم اليوم تذكار يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (يعقوب 1: 1) أخ الرب الذي يعظ معلماً: إن طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. (يعقوب 5: 16) فإننا نتضرع إليه لكي بصلواته وبشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم ومع المرنم نهتف ونقول: لقد صرت أخاً وخليفة للمسيح رئيس الرعاة وشهيراً بين الرسل يا يعقوب المجيد. ثم أحببت الموت من أجله ولم تستنكف عن الاستشهاد في سبيله. فلا تنقطع عن التضرع إليه طالباً الخلاص لنفوسنا. امنح السلام للعالم وهدئ اضطراب منطقتنا من الحروب.

آمين

مكتب السكرتارية العام




خدمة القداس الالهي تذكاراً لمؤسسي كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب

أقيمت صباح يوم الأربعاء الموافق 6 تشرين ثاني 2019 خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب في البلدة القديمة تذكاراً لمؤسسي هذه الكنيسة ولمؤسسي كنيسة الشهداء الأربعين المقدسة التي تقع بين كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب وكنيسة القيامة حيث دفن بطاركة الكرسي الأورشليمي .

ترأس خدمة القداس الالهي سيادة رئيس أٍساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس يشاركة قدس الأرشمندريت بورفيريوس, قدس الأرشمندريت ميلاثيوس, قدس الأب فرح (خرالامبوس) بنوره راعي الكنيسة, قدس الأب جوارجيوس (خضر) والشماس الأب أفلوغيوس, ورُتلت خدمة القداس باللغيتين اليونانية والعربية. وحضر عدد من أبناء الرعية الأورثوذكسية في القدس وعدد من الزوار هذه الخدمة.

مكتب السكرتارية العام




صلاة المجدلة الكبرى احتفالاً بالعيد الوطني للثامن والعشرين لسنة  1940

 

أُقيمت في كنيسة القيامة يوم الإثنين 28 اكتوبر 2019 صلاة المجدلة الكبرى احتفالاً بالعيد الوطني الذي يسمى بعد “لا” للثامن والعشرين لسنة 1940, وتُقام هذه الصلاة من كل عام شُكراً لله من الشعب اليوناني وتذكاراً لارواح المقاتيلن الذي سقطوا في دفاعهم عم وطنهم وتحريره من الاحتلال الالماني النازي من عام 1940 لغاية عام 1944.

ترأس خدمة صلاة المجدلة الكبرى غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس وبحضور القنصل العام للجمهورية اليونانية في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس والجالية اليونانية وأبناء الرعيةالاورثوذكسية في القدس, وزوار من اليونان.

بعد الصلاة توجه الموكب البطريركي الى دار البطريركية للتهنئة, والقى غبطته كلمة معايدة:

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الاستقلال القومي 2019/10/28

كلمة البطريرك تعريب “قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي”

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الاحترام السيد خريستوس سوفيَنوبولس
الاخوة والآباء الأجلاء
أيها المؤمنون، والزوار الحسني العبادة، الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظ الألقاب،

     إن اليوم هو الذكرى السنوية للثامن والعشرون من أكتوبر عام 1940 والذي يشكل تذكاراً عملياً عظيماً للجنس البشري بشكل عام، وللأمة اليونانية بشكل خاص. وذلك لأن ملحمة ال (أوخي) قد استبانت نهاية صعبة وحرجة. ونعني بها الهزيمة الأخلاقية والجسدية للمحرضين في الحرب العالمية الثانية المدمرة

    إن المقاومة البطولية المعروفة لدى الجميع قد قاومت تقدم القوات المعادية على المحور ضد القوات اليونانية وأظهرت هذه المقاومة أن جنس اليونانيين كان يحكمه أخلاقه ومبادئه الروحية الطبيعية الذاتية وإرثه الثقافي وإيمانه الأرثوذكسي القويم وتقليده الآبائي المقدس.

    فالجهاد المقدس في الحفاظ على الحدود الوطنية والدفاع عن أراضيه وبلده بنزاهةٍ وأمانة وحماية البلد من جنون وعنجهية وغطرسة النازية وفظاعتها قد قاد إلى انتصار الإيمان بالعدل الإلهي وبالتضحية وبمحبة الوطن، وانتصر بالأخص لكرامة شخص الإنسان انتصر لقيم الحرية والعدل والاستقلال الوطني، هذه القيم التي لا يُساوم عليها.

     إن ال (آوخي) أي ملحمة الرفض لعام 1940 لم يكن فقط إجابة سلبية مجردة على المغرورين والمتعجرفين من حكام العالم بل كانت إجابة باسلةً ورداً قوياً على أيدولوجياتهم المريضة أي الإنهاء والقضاء على الفاشية والنازية.

لهذا فإن أخوية القبر المقدس كواجبٍ عليها أن تُكرم ذكرى هذه الملحمة الوطنية لعام 1940 وتُشارك برغبةٍ في ذكرى انتصار الحرية والظفر وسحق القوات الفاشية والنازية وتجمعاتهم ومعسكراتهم وطردهم وهزيمتهم. فتوجهنا إلى كنيسة القيامة المُقدسة لنرفع صلوات الشكر والتمجيد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات. وأيضاً صنعنا تذكاراً وتضرعاً من أجل الذكر المغبوط والراحة الأبدية لنفوس الأبطال من آبائنا وإخوتنا الذين سقطوا بعزةٍ وكرامة من أجل الإيمان حماية الوطن وأرضه وسلامتهِ، وَ روَوا بدمائهم ثراهُ العطر من أجل الخير الأسمى والحرية المُقدسة.

وفي حقيقة عصرنا الحالي والذي يدعى بما يُعرف اليوم بالنظام الجديد فإن كنيسة آوروشليم المقدسة تضع أمام أعيننا الشهادة الحيّة الحقيقية الصادقة لدماء لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المصلوب والناهض من بين الأموات الذي أكّد لنا قائلاً: “مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ(يو 8 :12)

إن هذا هو إيماننا بنور الحياة، أي نور كلمة الله المسيح إلهنا هذا الإيمان الذي أظهر لنا ملحمة 1940 لهذا فنحنُ مدعوون أن نحافظ على هذه الحقيقة المقدسة للأجيال القادمة.

 لهذا فلنرفعُ كأسنا عالياً ونهتفُ قائلين:

عاش الثامن والعشرون من اكتوبر عام 1940،

عاش الأوخي

عاشت اليونان،

عاش الجنس الروميّ الأرثوذكسي التقي

عاشت أخوية القبر المُقدس.

وكل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بتذكار أعادة رفات القديس سابا الى ديره

 

احتفلت البطريركية الاورشليمية  يوم السبت  تشرين أول 2019 بتذكار أعادة رفات القديس سابا الى الدير المسمى على اسمه في صحراء يهوذا قرب منطقة البحر الميت.
وضعت البطريركية الاورشليمية هذا العيد في تاريخ 26 اكتوبر غربي اي 13 شرقي من عام 1965 تذكاراً لاعادة ذخائر القديس سابا المتقدس التي أُخذت الى فينيسيا من قِبل الصليبيين وأرجعت من الكنيسة الكاثوليكية الى البطريركية الاورشليمية. وقد رافق الذخائر المقدسة آنذاك المثلث الرحمات متروبوليت قيصارية باسيليوس, المثلث الرحمات متروبوليت البتراء جيرمانوس, وسيادة متروبوليت الناصرة حالياً كيريوس كيرياكوس. ودخلت الدخائر بموكب رسمي من بوابة داود في المدينة المقدسة اورشليم وإستقبلها المثلث الرحمات البطريرك فينيذكتوس وعُرضت أمام الجمع للتبارك في كنيسة القيامة.

أُقيمت صلاة السهرانية في دير القديس مار سابا وترأس الخدمة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة اصحاب السيادة المطارنة كيريوس اريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, كيريوس يواكيم متروبوليت إلينوبوليس, رئيس الدير الارشمندريت افذوكيموس ورؤساء الاديرة المقدسة المختلفة وآباء أخوية القبر المقدس, ورتل المرنم الاول السيد قسطنطين سبيروبولوس الصلاة باللغة اليونانية مع رهبان دير القديس سابا وقدس الأرشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي في عكا الصلاة باللغة العربية, وحضر مصلون محلييون من مناطق بيت لحم وبيت جالا وايضاً من اليونان ,روسيا ورومانيا. والقى غبطة البطريرك وعظته الروحية بهذه المناسبة.

بعد الإنتهاء من خدمة القداس الالهي وقبل مغادرته الدير توجه غبطة البطريرك لدير القديس ثيوذوسيوس للسجود والتبارك.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة نقل رفات القديس سابا المتقدس 26-10-2109

كلمة البطريرك تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

     يكرز القديس بولس الرسول قائلاً: فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَوَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. (رومية 12: 1-2)

 أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

     لقد أصبح مستوطن مملكة السماء سابا المتقدس الذي قد جمعنا اليوم في هذه اللافرا المقدسة لكي نعيّد سوية لنقل رفاته المقدسة أي جسده المفيض للطيب من مدينة البندقية الإيطالية.

     إن إقامة تذكار نقل جسد أبينا البار سابا يشكل عملاً مرضياً لله من جهةٍ، وإحساناً من ربنا وإلهنا الحي يسوع المسيح صائراً لنا نحن الجالسين في الموت والفساد من جهةٍ أخرى.

      لقد كان أبينا سابا سامعاً لتوسلات القديس بولس الرسول، فقدم جسده ذبيحةً مقدسة حية مرضيّة لله، مقدماً لله عبادته العقلية أي العبادة الروحية فهو عندما يقدم الإنسان العبادة العقلية لله فلا يوجدُ عندهُ شيء جسدي أو أرضي أو أي شيء ملموس، كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم وهذا ما يؤكده كاتب سيرته كيرلس السكيتوبوليتس قائلاً: إن سابا كان مختاراً من الله قبل ولادته. وقد تمّ فيهِ قول النبي ارميا: قبلما صورتك في البطن عرفتك. وقد احتقر سابا كل أمور العالم وسلم ذاته إلى الدير حيث تعلّم طريقة الحياة الرهبانية بدقة وفي وقت قصير تعلّم المزامير وكل نظام الدير. وكان لديه الشوق المضطرم في داخله من أجل حياة التقوى، أي الحياة في المسيح فقاده الرب من مدينته موتالاسكا في كبادوكية إلى الأرض التي وطئتمها قدما إلهنا، إلى فلسطين. حيث تعلّم الحياة الرهبانية وخضع لآباء البرية العظماء أمثال القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديار والقديس افثيميوس الكبير والذي اقتدى بهم البار سابا فيما بعد.

       لقد كانت وصية القديس بولس الرسول” لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رومية 12: 2) ملازمة لذهن مستوطن البرية سابا، فاحتقر كل مطربات وأشكال هذا العالم وكل الأمور الوقتية كالمجد والغنى وكل ما هو زائل وفاسد. فكان غيوراً لعمل مشيئة الرب وإرادتِهِ لهذا فإن مرنم الكنيسة يقول: لقد تنزَّهت بالفضائل عن العالم والجسد. يا مُلهِمَ الله سابا الأب الحكيم. ومجَّدت بها ربَّ المجد طول حياتك على الأرض. فتمجَّدت عن استحقاقٍ. وأصبحت ينبوعاً للأشفية إلهيّاً يستقيها من لدُنه تعالى.

    حقاً أيها الإخوة الأحبة إن أبينا البار سابا قد استبان نبع أشفيه أي طبيباً للمرضى ومداوياً لأمراض النفس والجسد. وإنه لبرهان صادق ما هو موضوع أمام أعيننا أي جسده غير الفاسد والذي يفيض منه رائحةً زكية ومواهب أشفيه كما يقول القديس غريغوريوس بالاماس في عظتهِ عن رفات القديسين قائلاً: ما هو السبب الذي يكشف المجد الذي يعطيه الله لرفات وعظام القديسين؟! حيث يمتد هذا المجد إلى الابد، فرائحة الطيب المقدسة التي تنضحها رفاتهم والعطر الذي يتدفق منهم، ومواهب الأشفية، وصنع العجائب وإجراء المعجزات وغيرها من الكثير من الأشفية الخلاصية التي تحدث لنا من خلالهم.

       ومن الجدير بالذكر أن رفات القديسين وعظامهم تشكّل الشهادة الصادقة على القيامة من بين الأموات ذِكْرُ الصِّدِّيقِ لِلْبَرَكَةِ. (أمثال 10: 7) وأيضا “نفوس الصديقين هي بيد الله” (حك سليمان 3 :1) كما يقول الكتاب المقدس وأما مخلصنا يسوع المسيح فيقول: لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ (متى 22:32)

     إن الشهادة الحقيقية بأن “الله إله أحياء” من جهةٍ وقيامة الأموات من جهةٍ أخرى يكرِزُ بها لنا ويبشر بها لنا أبينا البار سابا المتقدس هذا القديس البار الذي أحِبُّ الرَّبَّ إِلهَهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِه، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِهِ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِه. (متى 22 :37 )

فلهذا نحنُ مدعوون اليوم نحن مكرمي ذكرى أبينا البار سابا المتوشح بالله كي نعملُ نحنُ بوصايا المسيح مخلصنا ونحافظ عليها ونحب كنيستهُ لأن القديس يوحنا الإنجيلي يقول: نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّير.وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ (1 يوحنا 5 :19) ونقول هذا لأنه بحسب المزمور كثيرون خَادَعُوا (الله) بِأَفْوَاهِهِمْ، وَكَذَبُوا عَلَى (الله) بِأَلْسِنَتِهِمْ. (مزمور 77 :36)

     ختاماً نتضرعُ إلى مستوطن البرية العظيم أبينا البار سابا المتقدس بما له من الدالة لدى المسيح إلهنا، لكي بشفاعات الفائقة البركة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم أن ينير عقولنا بالنور الإلهي ويمنح السلام لنفوسنا وعظيم الرحمة ومع المرتل نهتف ونقول: إنّ ديرك العظيم الكليَّ الإكرام الذي بنيتهُ أنت وسكنتهُ ولم تزل تحرسهُ أيها الحكيم. يصدع جهاراً بعبارات الشكر لك مفتخراً بك. ويصرخ نحو الرب قائلاً مباركٌ أنت يا الله إله آبائنا.   آمين   

مكتب السكرتارية العام