رسامة كاهن جديد في البطريركية

 

ببركة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، وقرار المجمع المقدس، أقيمت خدمة القداس الالهي صباح يوم الجمعة الموافق 25 تشرين أول 2019 في موضع الجلجلة في كنيسة القيامة المقدسة لترقية الابن البار الشماس جوارجيوس (خضر) برامكي لدرجة الكهنوت ليخدم في كنيسة القديس يعقوب أخو الرب للرعية الأورثوذكسية في القدس، بوضع يد سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس اريسترخوس السكرتير العام للبطريركية، وبمشاركة آباء من أخوية القبر المقدس وكهنة كنيسة القديس يعقوب اخو الرب.
بعد قراءة الصلاة الخاصة البس سيادة المطران اريسترخوس الحلة الكهنوتية للكاهن الجديد اي البطرشيل، الامفيون، الزنار، وسيف الكلمة على خصره وسط صيحات ذويه واقاربه والمصلين المؤمنين الحاضرين ب “مستحق”، وسلمه كتاب الليتورجية.

والقى سيادة المطران أريسترخوس كلمة للأب جوارجيوس امام المصلين:

الأب خضر الكلي الورع,

وقت قليل قد مر على رسامتك شماساً في قبر الرب القابل الحياة. ومنذ رسامتك شماساً وحتى اليوم الحاضر قد خدمت بإخلاصٍ وورعٍ وخوف الرب في أبرشية كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب وأول رؤساء أساقفة أورشليم, وفي جميع المهمات التي أوكلتها اليك البطريركية.

إن البطريركية وهي أم الكنائس والتي هي كنيستك الأم قد قدّرت وثمّنت إستقامة خدمتك الكنسية, الى جانب خدمتك الثقافية ومساهمتك في المدرسة الروسية في بلدة العيزرية, اليوم, ومع بركات صاحب الغبطة بطريرك أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وبركات المجمع المقدس أنت مدعوّ لقبول درجة الكهنوت, أي أن تُتمم ككاهن الأسرار الكنسية المقدسة وخاصة سر المعمودية وسر الشكر الإلهي, أن تقدم الذبيحة غير الدموية  وتعطي للشعب جسد الرب ودمه الطاهرين, من أجل مغفرة الخطايا والحياة الأبدية, وتكرز لهم وللشبيبة بشكل خاص رسالة الإنجيل الخلاصية.

في خدمتك هذه يُثبِتُك اليوم الروح القدس الذي سوف يقودك دوماً الى فهم الحقيقة الكاملة, والذي سوف يحل عليك بواسطة تضرعات ووضع أيدي رئيس الكهنة, خاصة في مكان الجلجلة هذا, المكان الرهيب لتضحية ابن الذي هو بلا خطيئة, حيث صُلب طوعاً من أجل خلاصنا ولمغفرة خطايانا.

أن النعمة والبركة عظيمتان, والشرف كبيرٌ, والمسؤولية هي كبيرة أيضاً. لكن لا تخاف وتقدّم لأن المسيح والكنيسة يدعُوانك, ولتبقى على أيمانك ألى الموت حتى تُعطى إكليل الحياة كما يقول الرب في سفر الرؤيا(رؤ2:10), متمثلاً بأولئك الذين سبقوك في هذه الخدمة, الرسل, المُعترفين, الأبرار, الآباء ومعلمي المسكونة.

وكن واثقاً في هذه اللحظة أن صلوات آباء أخوية القبر المقدس ترافقك, وصلوات الكهنة المشاركين معنا في هذه الخدمة, خاصة الأيكونوموس فرح بدور, ووكلاء كنيسة مار يعقوب والمُصلين فيها, ووالديك وخوريّتك الورعة وكل أولئك الذين يكرمونك بحضورهم لكي تكون مرضياً لدى اللة والناس.   

بعد الانتهاء من القداس الالهي توجه سيادة المطران مع الكاهن الجديد الاب جوارجيوس وباقي الكهنة والمصلين إلى قاعة الكرسي البطريركي لأخذ بركة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث. صاحب الغبطة هنأ قدس الأب جوارجيوس على رسامته الكهنوتية متمنياً له التوفيق والنجاح في خدمته الروحية، وقدم له أيقونة والدة الإله لتكون حارسة له وسندا في خدمته وأيقونة القديس فيلومينوس.

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة سيامة قدس الاب جاورجيوس برامكي كاهنا لكنيسة القديس يعقوب أخو الرب في مدينة القدس 25-10-2019

كلمة البطريرك تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

قدس الأب جاورجيوس، خضر

     إن نعمة الروح القدس قد جعلتك من اليوم مدبراً وعاملاً للأسرار الكنسيّة الإلهية التي لا يسبر غورها، الكنيسة التي هي جسد إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح السري.

     إن خدمتك ككاهن في كنيسة القديس يعقوب أخو الرب هو شرفٌ عظيمٌ لك وفي نفس الوقت هو تكليف ومسؤولية عظيمة أيضاً. وهذا لأن كهنة القديس يعقوب عليهم واجبات نحو الرعية وبالأخص رعية القدس. ولا يُخفى عليكم أن الحضور المسيحي يمر بظروف استثنائية صعبة في الأرض المقدسة بشكلٍ عام وفي مدينة القدس بشكلٍ خاص.

     لقد دعتك كنيسة آوروشليم المقدسة لأن تعمل في كرمها الروحي والطبيعي إذ أن الحصاد كثير والفعلة قليلون. ولكن ما هو غير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله.

      إن نعمة وقوة الروح القدس المنيرة قد جعلت العديمي الكتابة صيادي الناس وكواكب المسكونة اللامعة أي الذين هم الرسل والمعلمين.

     وأود أن أقول لك إن طاعتك للرئاسة الروحية أي للبطريركية وتواضعك هو واجب، وهما يشكلان سلاح خدمتك الكهنوتية الجديدة.

     وأما بمحبتك لله وللكنيسة من كل نفسك ومن كل قلبك ومن كل فكرك تكون بها الطريق والوسيلة التي عليك أن تتعامل وتتواصل بها مع رعيتك.

     إن مطالعة الكتب المقدسة وسماع نصائح وتعاليم الرسل القديسين والانجيليين، تشكل لديك نبع إلهام من أجل الكرازة بالكلمة الإلهية وبإنجيل المسيح. وأما دراسة كتابات القديسين وآباء الكنيسة المتوشحين بالله هم المفتاح لتفسير وشرح الكتب الإلهية.

     بهذه الأقوال الأبوية والبطريركية نتضرع أن تنيرك نعمة الروح القدس بشفاعات سيدتنا الفائقة على كل البركات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وأن توضحك عاملاً مستحقاً في حقل الرب أي كنيسته.

أكسيوس… مستحق وثابتٌ إلى أبد الآبدين

مكتب السكرتاريه العام




غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الالهي في كنيسة القديس موسى الحبشي في بلدة رافيدا

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث صباح يوم الأحد الموافق 20 تشرين أول 2019 خدمة القداس الالهي في كنيسة القديس موسى الحبشي القديمة في بلدة رافيدا في نابلس, والتي تبعد مسافة قصيرة عن دير بئر يعقوب حيث تحدث السيد المسيح مع المرأة السامرية.

حسب سنكسار الكنيسة عاش القديس موسى الحبشي في أثيوبيا في القرن الرابع ميلادي وحياته كانت مليئة بالشرور, وكان لصاً فنهب وسطا وقتل, كان ضخم الجثّة جبّاراً وصار رئيس عصابة. جاء يوم سمع فيه صوتاً يدعوه إلى البرّيّة، إلى رهبان برّيّة شيهيت الذين ذاع خبرهم في ذلك الزّمان, فتاب وإعتمد وسلك في الرهبنة وأسس ديراً وعاش حياة الجهاد الروحي  وبقدر ما كان موسى مقبلاً، في ماضيه، على الشّرّ، صار مقبلاً، في حاضره، على التّوبة والجهاد, وأرشد كثيرين الى طريق الخلاص والتوبة حتى لأشخاص عاشروه حياة السرقة في الماضي. إستشهد وهو في سن السبعين.

أقيمت خدمة القداس الالهي إحتفالاً بإستكمال ترميم الكنيسة بتمويل من السلطة الفلسطينية, وحضر ممثلون عن السلطة الفلسطينية السيد فوزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس, سكرتيرة اللجنة السيدة أميره حنانية, ممثل محافظ نابلس, سفير السلطة الفلسطينية في الفاتيكان السيد عيسى قسايسه وغيرهم من مسؤولي الدوائر الحكومية.

شارك غبطة البطريرك في خدمة القداس الالهي سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس السكرتير العان للبطريركية, الرئيس الروحي في رافيدا الأرشمندريت ليونديوس, الرئيس الروحي في دير بئر يعقوب الأرشمندريت يوستينيوس, الأرشمندريت بورفيريوس, قدس الأب عيسى مصلح الناطق الإعلامي للبطريركية, والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس. ورتلت الصلاة باللغتين العربية واليونانية.

والقى غبطة البطريركية عظة روحية لأبناء الرعية في هذه المناسبة المباركة:

كلمة البطريرك: تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

     يكرِزُ القديس بطر س الرسول قائلاً:” لاَيَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. (2 بط 3: 9)

            الإخوة المحبوبون في المسيح،

            أيها الزوار الأتقياء،

     مباركٌ الربُ إلهنا الذي أهلّنا اليوم أن نأتي إلى مدينتكم الرائعة رفيديا لكي نُعيّد سويةً لتذكار أبينا البار موسى الحبشي والذي تمَّ الانتهاء مؤخراً من تجديد كنيستهِ القديمة المُشيدة على اسمهِ.

     ينحدرُ المغبوط موسى من الحبشة، وقد عاش في القرن الرابع الميلادي وكان عبداً مملوكاً لشيخ قبيلة تعبد الشّمس. طرده سيِّده لكثرة شروره وبطشهِ وسوء سلوكهِ. ومنذ ذلك الحين أسلم نفسه لحياة الرذيلة فنهب وسطا وقتل. وأقام نفسه رئيساً على اللصوص وصار بما يُعرف برئيسُ العصابة.

     وفي أحد الأيام وعلى أثر توبةٍ مفاجئة، توجه إلى ديرٍ في البرية العربية كما يذكر كاتِبُ سيرته بلاذيوس أسقف هلينوبوليس قائلاً: لقد كان زعيمُ اللصوص هذا يذرف الدمع سخياً وبعدما تأكدوا من صدق توبتهِ دخل الدير وعزم على التوبة الحقيقية. وقد حورب بشدة من تجارب عديدة في الدير ولكي يحاربها، ضاعف أصوامهُ وصلواتهِ وسهرهِ وكل طرق التوبة. وقد كان تلاميذهُ الروحيين كثيرين وأحيانا كانوا ممن رافقوه في الخطيئة وكانوا لصوصاً، هؤلاء عندما وعظهم القديس وحرك قلوبهم تابوا وترهّبوا وتمثلوا بحياتهِ النسكية في البرية.  هكذا أكمل البار موسى سعيه وكان في الخامسة والسّبعين من عمرهِ أي في أواخر القرن الرابع الميلادي أي سنة 400 ب.م وقد قُتِل من البربر، وقد تنبأ البار موسى بمقتلهِ قائلاً:” لكي يتمّ فيّ قول السّيّد المسيح مَن يأخذ بالسّيف بالسّيف يُؤخذ (متّى ٥٢:٢٦).

     إنّ كنيستنا المقدسة تُكرِمُ بشكل خاص ذكرى هذا القديس، وذلك لأنه سمع لأقوال المسيح الذي يقول:مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا.” (يوحنا 6: 37):”لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ (متى9: 13). إن أقوال الرب هذه في الإنجيل تؤكد أن قوة التوبة عظيمةٌ جداً وهي قادرة أن تقود الإنسان التائب إلى حقيقة ونور ربنا وإلهنا كما يقول المزمور: أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ (مز 42: 3 -4).

ويفسر ثيوذوتيوس كيرو أقوال المزمور هذه قائلاً:

إنّ مساكن الله هي الكنيسة التي نجتمعُ بها، أما جبل قدسه فهي آوروشليم والبر وخلاص مخلصنا المسيح الظاهر هو النور والحقيقة.

       حقاً أيها الإخوة الأحبة إن أبينا البار موسى لم يتبْ فقط لكي يتوجه إلى وحقيقة ونور المسيح بل قد صار أكثر من ذلك، إذ أصبح كاهناً خادماً لمذبح الله. إن هذا الحدث يُظهر عمقَ وعرض التوبة التي تنبع من محبة الله لجنس البشر الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. (1تيم 2: 4) فها هو السبب الذي لأجله قال القديس بولس “إِن اللهُ أَعْطَى الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ” (أعمال 11: 18).

        وبكلام آخر إن الله لا يقبل توبة الخاطئ فقط بخاصية محبته للبشر، بل أيضاً يعمل في التائب بقوة نعمته. فإن الله هو الذي يحوّل القلوب الحجرية إلى قلوب لحمية، وهو الذي يوقظ الضمائر من سباتها العميق هاتفاً وقائلاً: “اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ». (أفسس 5: 14). والله ينهض مشيئة وإرادة الإنسان الخاطئ لكي يطلب رحمته، فالتوبة هي هدية وعطية الله وعلى الإنسان أن يقبلها بإرادة حرة ومستقلة كما يؤكد بذلك القديس يوحنا السلمي قائلاً: إن التوبة هي تعهدٌ للهِ بحياة ثانية أي اتفاق مع الله لحياة جديدة.

     إن هذا ما فعله حقاً أبينا البار موسى كما يذكر البار زوسيماس في تعاليمهِ عن البار موسى قائلاً:” حقاً!! ألم يكن أولاً أبينا البار موسى زعيمَ لصوصٍ؟!! ألم يفعل شراً هذا مقداره؟!! ألم يطرده سيّدهُ بسبب شرهِ وسوء تصرفه؟!! ولكن لأنه أسلّم ذاتَهُ بشجاعةٍ لجهاداتٍ عظيمة بإرادة ورغبةٍ حارة، فإننا نعلمُ جميعاً إلى أي مقياس من الفضيلة وصلَ، حتى إنه وبحسب كاتب سيرته فإنه يؤكد أنه قد أحصي مع عبيد الله المختارين.

وقد قيل فيه بالحق أن قَلبَهُ، أي قلب، أبينا البار موسى أصبح مسكناً طاهراً للروح القدس كما يؤكد مرنم الكنيسة قائلاً: لقد تلألأت بالعمل والثاوريا أيها البار الكلي الغبطة فأصبح قلبك مسكناً للروح القدس أيها المغبوط.

      وقد نجح أبينا البار موسى وذلك بسبب النعمة الإلهية من جهةٍ، ومن الجهة الأخرى بسبب محبته الكبيرة وإرادته الحرة المستقلة وعزمه الثابت في قرارهِ. ولنسمع ما يقوله أب الكنيسة العظيم القديس غريغوريوس النيصص بخصوص موضوع المشيئة وأهميتها، إذ يقول: إن المشيئة والإرادة لا يستطيع أحد أن يستعبدها أو يخضعها لأن لها قوةٌ وهذه القوة توجد في حرية عقولنا وتفكيرنا. وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نفكر مطلقاً أن الله هو سبب الشر أو أنه علة خطيئة الانسان. فالله لا يجربنا فهو نبع كل صلاح وخير ونبعُ كل موهبة كاملة كما يعلّم القديس يعقوب أخو الرب قائلاً: لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. (يعقوب 1: 13-14).

     تَعرِضُ لنا كنيستنا المقدسة أبينا البار موسى ليس فقط كمثال للتوبة لكي نقتدي نحن به، بل أيضاً مثالاً لقوة الإرادة أي المشيئة حتى نستطيع أن نرتفع عن الخطايا ونمارس العفة والامساك وضبط أهوائنا عن طريق الصوم والصلاة وأيضاً عن طريق تحويل أفكارنا نحو ما يفوق العقل والقول.

ونتضرع إلى من أُحصيَ مع جوق القديسين وبشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم أن يتشفعوا إلى المسيح إلهنا لكي يمنحنا الرحمة العظمى وتجديد نفوسنا وأجسادنا.

آمين

ومن هنا، من الباب الملوكي نودُ أن نُعبر عن شكرنا الحار من أعماق قلوبنا لكل الذين عملوا من أجل تجديد هذه الكنيسة الرعوية التاريخية، كنيسة القديس موسى الحبشي وبالأخص نوجه شكرنا إلى رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس الدكتور رمزي خوري المحترم ممثل سيادة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس أبو مازن الجزيل الاحترام ضارعين إلى العلي القدير أن يمنحه الصحة وموفور العافية وطول العمر وكل بركة وقوة في حكمه.  لتكن سنوه عديدةً.

وقدم غبطة البطريرك للسيد فوزي خوري أيقونة العذراء الأورشليمية وقلّد الأرشمندريت ليونديوس صليباً كهنوتياً.

 

خطاب صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على مأدبة المحبة  

كلمة البطريرك: تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 

أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ. (عبرانيين 2: 12)

سعادة الدكتور رمزي خوري ممثل سيادة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس أبو مازن الجزيل الاحترام

السادة أعضاء لجنة وكلاء كنيسة رفيديا المحترمين

الآباء الأجلاء والحضور الكريم كلٌ باسمه مع حفظ الألقاب والمسميات

    

     نمجد الرب إلهنا الذي أهلنا اليوم في هذا القداس الإلهي أي الاجتماع الشكري الإلهي مباركين فيه تجديد الكنيسة التاريخية الصغيرة لأبينا البار موسى الحبشي والذي تم الانتهاء من تجديدها قبل ثلاثة أيام.

     إن تجديد هذه الكنيسة الصغيرة لا يدل فقط إلى قيمته المعمارية البسيطة بل بالأكثر يدل على الشهادة الحية الصادقة على الحضور المسيحي على مر العصور وعلى الإرث الرسولي ولا سيما العصور القديمة لحضور كنيسة المسيح الأولى والتي نعني بها بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية.

     إن مدينتكم رفيديا الفائقة الجمال المتطورة الحضارية لها أهمية كبيرة وذلك لأنها تندرج ضمن الإطار الثقافي والتاريخي الواسع في الكتب المقدسة فيما يتعلق بمدينة نابلس مع أهمية بئر يعقوب وأصل القديسة فوتيني منها أي المرأة السامرية.

     إن اهتمام السلطة الفلسطينية بتجديد هذه الكنيسة وبيوت العبادة بدون التمييز بين الرعايا الدينية والطوائف المسيحية، فهذا يشكل دليلاً واضحاً على التعايش والاحترام والانسجام بين المجتمعات الدينية من جهة والمعاملة المتساوية بالمثل فيما بينهم من جهة أخرى.

     إن بطريركية الروم الأرثوذكس ستبقى أمينة وثابتة على رسالتها الإلهية مستمرة في خدمتها، هذه الخدمة والتي هي الحفاظ على المزارات والأماكن المقدسة ورعاية رعاياها وحماية المكانة الدينية والثقافية للمدينة المقدسة.   

     وإنني أنتهز هذه المناسبة لكي أعبر لكم عن شكرنا الحار من أعماق قلوبنا لرئيس لجنة وكلاء الكنيسة وأعضاء اللجنة المحترمين ولرئيس دير بئر يعقوب قدس الأب الأرشمندريت يوستينوس ولراعيكم الروحي قدس الأب الأرشمندريت ليونديوس وبالأخص لممثل رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن السيد الدكتور رمزي خوري المحترم وعن نشاطه ومساهماته المعروف عنها من قبل الجميع.

     ختاماً نتضرع إلى الله أن يمنح الصحة وينعم على رعيتنا بالنجاح دوماً ويبارك أعمالها المرضية لله.

آمين

مكتب السكرتارية العام




تدشين كنيسة القديس سابا في مدينة يافة الناصرة

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يوم السبت الموافق 12 تشرين أول 2019 تدشين كتدرائية القديس سابا في يافة الناصرة اليوم، وخدمة القدّاس الإلهي بعد التدشين, وكان في إستقبال الوفد البطريركي كشافة مار سابا مع أبناء ووجهاء الرعية. شارك غبطته سيادة المتروبوليت كيريوس كيرياكوس، وسيادة المطران كيريوس فليمينوس، وسيادة المطران كيريوس يواكيم، ولفيف من الكهنه والشمامسة من أخوية القبر المقدّس، ورئيس دير القديس سابا في بيت ساحور مع رهبان الدير.

ورتلت خدمة القداس الإلهي وقراءة الإنجيل باللّغتين العربية واليونانية، وحضر عدد كبير من أبناء الرعية والضيوف للمشاركة في هذا اليوم المقدس.

خلال القداس ألقى غبطة البطريرك كلمة روحية في هذه المناسبة:

كلمة البطريرك:تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

إنَّ المسيحَ بحضورِهِ أنارَ كلَّ البرايا. وجدّد العالمَ بروحهِ الإلهي. فالنفوسُ تتجدّدُ. لأنه كُرّس الآن بيتٌ لمجدِ الرب وجلالِه. فيه يجدد المسيحُ إلهنا قلوبَ المؤمنين لخلاصِ البشر. هذا ما يقولُه مرنّمُ الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيّون الأتقياء

     اليوم جمعتنا نعمة الروح القدس في مدينة يافة الناصرة المجاورة لمدينة الناصرة لكي نتمم تدشين هذه الكنيسة المبنية حديثاً لمجد الله الواحد القدوس المثلث الأقانيم ولإكرام أبينا البار سابا المتقدس. إن ربنا وإلهنا قد أظهر قديماً لموسى المعاين الله على سيناء الِمظلةَ غير المصنوعة بيدٍ ممثلاً بذلك كنيسة المسيح والتي هي بحسب القديس بولس الرسول التي هي جَبَلِ صِهْيَوْنَ الروحي، وَمَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ.  (عبرانين 12: 22)

     وبحسب شهادة القديس متى الإنجيلي فإن يسوع المسيح قال لتلميذه بطرس:”أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. (متى16 :18) وذلك لأن الكنيسة هي جسدُ المسيح السري والمسيح هو رأس الكنيسة كما يُعلّم الحكيمُ بولس إذ أن الله الآب قد جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. (أفسس 1 :22-23)

     وأما ناظمُ تسابيح تدشين الكنيسة فإنه يؤكد بكل وضوحٍ على أهميةِ هذا الحدث، ومستلهماً من أقوال الإنجيلي يوحنا اللاهوتي قائلاً: لما وافى الكلمة بالجسدِ وأقامَ بيننا. كتبَ ابن الرّعد، الإنجيليّ يوحنا، بإلهامٍ يقول: لقد عاينّا جلياً المجدَ الذي كانَ للابنِ منَ الآبِ بنعمةِ الحقّ. وأمّا نحنُ الذينَ اقتبلناهُ بإيمانٍ فقدْ أعطانا كلَّنا سلطاناً بأنْ نكونَ أبناءَ الله. وقدْ أُعيدتْ ولادتُنا لا من دمٍ ولا من مشيئةِ لحمٍ بل من الروح القدس. فَنَموْنا وشيَّدنا بيتاً للصلاة. فنهتف قائلين ثبّتْ يا رب هذا البيت.

     وبكلامٍ آخر نحن الذين اليوم قدْ أُعيدتْ ولادتُنا من الروح القدس، ونَموْنا بالمعمودية المقدسة ولبسنا المسيح فشيَّدنا بيتاً أي هيكل صلاة تفرحُ فيه السّماوياتُ وتبتهجِ الأرضياتُ حيث تتبارك الخليقة ويُسجد للخالق وحيث فيه أيضاً يكون مجد ربنا يسوع المسيح إذ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. (كولسي 2: 9)

     يقول الرب “اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يو 4: 14). إن هذا الروح أي الروح القدس أي روح المسيح هو الذي يُثبت هذه المؤسسة ويجعلها تستمر وتحيا كما يهتف المرنم قائلاً: إن الروح القدس يرزق كل شيء يفيض النبوَّة يكمّل الكهنوت وقد علَّم الحكمة للعديمي الكتابة وأظهر الصيادين متكلمين باللاهوت يَضُمّ كل شرائع البيعة. وعدا عن ذلك ما تفوه بهِ الرب بفم حزقيال النبي قائلاً: أُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍوَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا. (حزقيال 36 :26 -27)

     إن هذه الأقوال النبوية توضح بأن خدمة التدشين تخص بالأساس إلى تجديد نفوسنا وأجسادنا بالروح القدس ونقول هذا سامعين لكرازة القديس بولس الرسول قائلاً: أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ. (1كور 3: 16). وفي مكان آخر أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ (2كور 6: 16)

     إن من استطاع أن يتجدد بالروح القدس أي أن يمتلك قلباً جديداً وروحاً جديداً هو أبينا البار سابا المتقدس الذي أصبح مواطن آوروشليم السماوية أي كَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ (عبرانيين 12: 23)

فهذا هو السبب الذي من أجله تُدشن الكنائس مكرمةً القديسين وأبرار الله وبالأخص سيدتنا الفائقة القداسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم أم الله لأنه كما يقول داؤود النبي في المزمور عجيبٌ هو الله في قديسيه (مزمور 67: 36)

     حقاً إن الله عجب أبينا البار سابا وقد أوضحه هيكل الله الحي وجسده غير بالٍ إلى الآن يفيض طيباً مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا مِنَ بين الأَمْوَاتِ. (رومية 1: 4)

     إن كنيسة أبينا البار سابا المتقدس والتي دشناها اليوم في نواحي مدينة الناصرة، مدينة بشارة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم يشكل شهادة صادقة عبر العصور لتجسد لظهور سر محبة الله للبشر في شخص كلمة الله المتجسد يسوع المسيح الذي تجسد من دماء النقية العذراء مريم الممتلئة نعمة.

     لهذا فإننا نهتِف قائلين: “عظيمٌ أنت يا رب وعجيبةٌ أعمالك وليس من كلام يفي بتسبيح عجائبك. ومع القديس صفرونيوس بطريرك أوروشليم نهتفُ بفرحٍ وابتهاجٍ قائلين: اليوم فُتح الفردوس للبشر وأشرقت لنا شمس البر اليومُ يُعيّد العلويّون مع السفليّين ويُناجي السفليّون العلويّين. اليوم يتهللُ محفلُ الروميين الأرثوذكسيين الشريف، الجهيرُ الصوت مبتهجاً وقائلاً مع القديس يوحنا الدمشقي هاتفاً: افرحي يا صهيون المقدسة أم الكنائس ومسكن الله لأنك أول من نال صفح الخطايا بالقيامة.

     لهذا أيها الإخوة الأحبة إننا مدعوون من إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أن ندخل إلى هذا البيت مسكن الإله الذي قائلاً لنا تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. (متى 11: 28)

     ختاماً نطلب إليك يا رب متضرعون كما أظهرت مجدك لتلاميذك وأرسلت عليهم روحك القدوس بعد قيامتك من بين الأموات وصعودك الإلهي إلى السماوات، جدد في أحشائنا روحاً مستقيماً وبروح رئاسي اعضدنا، تقبل صلواتنا بتوبة واقبل هذه الذبيحة الشكرية غير الدموية بإيمانٍ لأولئك الذين يحبون بهاء بيتك.

آمين

بعد القداس الإلهي إستُقبل الحضور في قاعة الكنيسة حيث القيت الكلمات الترحيبية وتبادُل الهدايا، وقدم غبطة البطريرك صليب القبر المقدس للسيد ناجي عبيد رئيس المجلس الملي الأرثوذكسي تكريماً لعطائه وجهده الجبّار في بناء كتدرائية القديس سابا لرعيته في يافة الناصرة. وعلى مائدة المحبة القى صاحب الغبطة الخطاب التالي:

كلمة البطريرك:تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 5: 16)

حضرة السيد رئيس لجنة الوكلاء المحترمين

السادة ممثلي الحكومة المحترمين

أيها الإخوة المحبوبون بالرب يسوع

السادة الحضور مع حفظ الألقاب والمسميات

     لقد رفعنا اليوم الحمد والشكر للإله الواحد المثلث الأقانيم الذي أهلنا اليوم أن نتمم تدشين هذه الكنيسة المبنية حديثاً في مدينتكم، المشيدة لإكرام أبينا البار سابا المتقدس.

     إن فرحنا في هذا اليوم المبارك فرحٌ عظيم حقاً وذلك لأنه قد تم في مدينتكم تقديم بيت للصلاة وللعبادة وهذا عملُ خير عظيم لرعيتنا المسيحية. قد تم تقديم اليوم بيت لله حيث جميع الناس المتعبين والثقيلي الأحمال يجدون فيه راحةً كما يقول الرب تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. (متى 11: 28)

     إن فرحنا بالمسيح هو أيضاً عظيم وذلك لأن كنيسة الله الحي والتي أعني بها هذا الشعب التقي ورعية بطريركية الروم الأرثوذكس الآوروشليمية. فإن هذه الرعية تعطي الشهادة بالفعل والعمل من خلال مشاركتها في الحياة الليتورجية وبعمل الكنيسة، وأيضاً مشاركتها في النشاطات الاجتماعية الرعوية والتي تُقام تحت الإشراف الروحي لقدس الأب جبرائيل نداف والذين يعاونوه، ونخص بالذكر سيادة المتروبوليت كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة رئيس رعاة رعيتكم المباركة.

     إن هذا التعاون الرائع والمشترك بين الراعي الروحي وبين الرعية، قد أعطى ثماره الجميلة وقد أتى بنهاية مباركة وهي الاتمام والانتهاء من الأعمال في هذه الكنيسة المقدسة التي دشناها اليوم سوية، كنيسة أبينا البار سابا المتقدس.

     ومن الجدير بالذكر أن نقول بأن الكنيسة بما أنها مكان عبادة وصلاة لله المحب البشر فهي تشكل أيضاً الضمان لجذور وهوية أعضاء الكنيسة وبالأخص الشباب.

     ونقول هذا لأن عصرنا الحالي عصر التطور السريع للتكنولوجيا وللإلكترونيات فهذا يُشكل اضطراب في العالم بشكل عام وفي الشباب بشكلٍ خاص من جهة، ومن الجهة الأخرى يطرح التشكك في القيم الروحية والأخلاقية التي للكتاب المقدس، الذي يشكل النبع الذي لا يفرغ للإيمان السليم في الله وفي محبته للبشر وفي رحمته العظمى فإنه لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ (متى 16: 26).

     وأيضاً إننا ننتهز هذه المناسبة السعيدة والمباركة ونود أن نؤكد لكم أيها الإخوة الأحبة، بأن بطريركية الروم الأرثوذكس الآوروشليمية ستظل أمينة لرسالتها المقدسة ومكرسةً نفسها لها من أجل الحفاظ على المزارات والأماكن المقدسة ولرعيتها المسيحية ولاحتياجاتها.

      ختاماً أود أن أعبر عن شكري الكبير لجميع الذين شرفونا اليوم بحضورهم في هذا اليوم العظيم يوم التدشين وبالأخص للسادة الوكلاء وأعضاء الجمعية السيدات والشباب، المجموعة الكشفية والذين أخذوا على عاتقهم إنجاح وتنظيم احتفال اليوم. ونتضرع إلى إلهنا بشفاعة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتضرعات أبينا البار سابا المتقدس أن يقويكم وأن يشدد خطاكم من أجل العمل بوصاياه.

                   آمين

مكتب السكرتارية العام




عيد القديس أسحاق السرياني في قطر

إحتفلت مطرانية قطر التابعة للبطريركية الأوشليمية يوم الجمعة الموافق 11 تشرين أول 2019 بعيد القديس إسحاق السرياني في الكنيسة المُكرسة على إسمه في العاصمة القطرية الدوحة, والتي تم بناؤها ببركة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وقام بتدشينها صاحب الغبطة في شهر شباط من هذا العام.

أقيمت خدمة صلاة الغروب وتقديس الخبز مساء يوم الخميس 10 تشرين أول 2019 وتقدم الخدمة سيادة رئيس أساقفة أنثيذون كيريوس نيكتاريوس الوكيل البطريركي في القسطنطينية, وبعد الخدمة أقيمت أمسية إحتفالية في قاعة الكنيسة حضرها أبناء الرعية والآباء الكهنة والقنصل اليوناني في الدوحة السيد يوانس زيلوموسيذيس.

وقدمت فرقة الجالية اليونانية عرضاً من الرقص الفلوكلوري الشعبي في الملابس التقليدية, وأبناء الرعية قاموا بتقديم عرضاً غنائياً من الأغاني العربية الشعبية.

صباح يوم الجمعة ترأس خدمة القداس الالهي سيادة رئيس أساقفة أنثيذون كيريوس نيكتاريوس يشاركه سيادة رئيس أساقفة قطر كيريوس نيكتاريوس, قدس الأرشمندريت أيرونيموس, قدس الأب ذيميتريوس وقدس الأب ستيليانوس. وحضر خدمة القداس حشد كبير من الجالية الأورثوذكسية في الدوحة إضافة الى السفير اليوناني في قطر السيد قسطنطين أرفانيذيس والملحق الأمني في السفارة اليونانية  السيد بنايوتيس كريكيس.

بعد خدمة القداس الالهي تم الطواف بإيقونة القديس إسحاق السرياني حول الكنيسة تبعها ضيافة في قاعة الكنيسة.

مكتب السكرتارية العام

رئاسة أسقفية قطر




الإحتفال بعيد القديسة ثقلا في البطريركية

 

احتفلت بطريركية الروم الاورشليمية يوم الإثنين 7 تشرين أول 2019 بعيد القديسة الاولى في الشهداء ومعادلة الرسل ثِقلا في الكنيسة المكرسة على اسمها الموجودة غربي كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانه في البطريركية.

يرجع أصل القديسة ثقلا من آسيا الصغرى وكانت من تلاميذ رسول الأمم القديس بولس وبشرت بالمسيح في عدة مدن.

أقيمت صلاة الغروب وصلاة الخبز مساء يوم الأحد, وخدمة القداس الالهي في صباح يوم العيد بحضور وبركة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وتقدم الخدمة المناوب في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة قدس الأرشمندريت سيرجيوس  بمشاركة وحضور آباء اخوية القبر المقدس وعدد من المصلين والزوار. 

مكتب السكرتارية العام