1

الإحتفال بعيد القديسين قسطنطين وهيلانه في البطريركية الأورشليمية

 

إحتفلت أخوية القبر المقدس والبطريركية الاورشليمية يوم الإثنين 3 حزيران 2019 بعيد القديسين المَلكين المتوجين من الله والمعادِلَي الرسل وشفيعي الاخوية قسطنطين وهيلانة في الكنيسة المسماة على إسميهما في البطريركية.

أخوية القبر المقدس تُكرم القديسة هيلانة على أنها شفيعة ومؤسسة الأخوية لأنها بنت الكنائس والأديرة في كل موضع في الأراضي المقدسة يحكي حياة السيد المسيح على الأرض من عجائب وآلام وقيامة بأمر من إبنها الإمبراطور قسطنطين الكبير الذي كان أول من الديانة المسيحية ديانة الإمبراطورية البيزنطية بعد ما حررها من الإضطهادات التي عانتها الكنيسة على مر العصور, لذلك الكنيسة الموجودة في الدير المركزي للبطريركية مُكرس على إسم هذين القديسين معادلي الرسل.

ترأس خدمة صلاة الغروب وكسر الخبز غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع كهنة ورهبان كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة وآباء أخوية القبر المقدس من مطارنة وأرشمندريتيين ورهبان.

في يوم العيد اقيمت خدمة القداس الالهي الاحتفالية ترأسها صاحب الغبطة يشاركه أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس, وحضر ايضاً القنصل اليوناني العام في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس مع وحشد من المصلين من البلاد والخارج من اليونان, روسيا,رومانيا, وقبرص .

بعد القداس الالهي توجه الموكب البطريركي من الكنيسة الى دار البطريركية باللباس الكهنوتي الكامل حيث القى غبطة البطريرك كلمة معايدة على الحضور بمناسبة هذا العيد:

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسَيْنِ العظيمَيْنِ قسطنطينَ وهيلانةَ المُعادِليِ الرُّسُل 3-6-2019

كلمة البطريرك: “تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

افرح يا قسطنطين الكليُّ الحكمةِ. يا ينبوعُ الأرثوذكسيّة. الذي يروّي كلَّ المسكونة دائماً بسواقي مياههِ العذبة. افرح يا جذراً نبتَ منهُ الثمر الذي يغذّي كنيسةَ المسيح. افرح يا فخر الأقطار المجيد وأول الملوك المسيحيين. افرح يا فرح المؤمنين.

 سعادةُ القنصل العام لدولةِ اليونان السيد خريستوس سوفيَنوبولوس المحترم،

 أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،

 أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

         تبتهجُ اليومَ سرياً كنيسة المسيح المقدسة ولاسيِّما كنيسة آوروشليم في عيدِ تذكار القديسَيْن المُشَرَّفيْن الملِكَيْن العظيمَيْن المُتوَّجَيْنِ من الله والمُعادِلَيْ الرُّسل قٌسْطَنْطين وَهيلانَة، فأتممنا بفرحٍ وابتهاجٍ عظيمين سر الشكر الإلهي في كنيسة الدير البطريركيّ المُشيَّدةِ على اسمِهما في تذكار عيدهما السنوي المقدس.

      إنّ هذه الذكرى للقديسَيْن المُشَرَّفيْن الملِكَيْن العظيمَيْن المُتوَّجَيْنِ من الله والمُعادِلَيْ الرُّسل قٌسْطَنْطين وَهيلانَة قد أتممناها كواجبٍ علينا لأنّ القديسةَ هيلانة هي أولُ من أسست طغمةَ الرهبان المميزين أي ما يُعرف اليوم بأخوية القبر المقدس وأيضاً الشعب الرومي حامل اسم المسيح.

           لهذا فإنّ مرتل الكنيسة بحقٍ وواجبٍ يمتدحُ القديس قسطنطين قائلاً: بأنه ينبوعُ الأرثوذكسيّة الذي يروّي دائماً كلَّ المسكونة “التي هي الروميّة” بسواقي مياههِ العذبة وخاصةً هذهِ الأرضُ المقدسة التي رُوِيتْ وتَقَدست بدماءِ صليب وبرِّ إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.

       ونقول هذا لأننّا نحنُ الذين أتممنا هذا العيد الشريف الجليل، للقديسين قُسطنطين وهيلانة، فلا يُشكِّلُ لنا هذا العيدُ مجرد تذكارٍ تاريخيّ بل هو بالأحرى تذكرٌ لرسالة كنيسة آوروشليم الإلهية ومُهِمَتَها على مرِ العصور، خادمةً فيها الأماكنَ والمزارات المقدسة من جهةٍ، ومن الجهة الأخرى شاهدةً على نور الحقّ، أي نور المسيحِ المصلوب والقائم من بين الأموات. إن هذا النور ليس هو إلا نور الإيمان الذي لمِلكيّ الروميّة العظيمين الأتقياء قسطنطين وأمهُ هيلانة، لهذا فإن المرتل يهتف بوضوحٍ وقائلاً: إنَّ قسطنطين العظيم لم يأخذ مع أمّهِ(هيلانة) عِزَّ المُلكِ من البشر. بل من النعمة الإلهيةِ من السماءِ. فإنَّهُ أبصرَ فيها علامةَ الصليب الإلهي تَسْطَعُ نوراً. فقَهرَ بهِ الأعداءَ الألدَّاءَ. وأبادَ ضلالة الأوثان. وأيَّد في العالمَ إيمان الروميين الأرثوذكسيّ القويم العظيم.

         ختاماً نتضرع إلى الملك السماوي لكي بشفاعات سيدتنا الدائمة البتولية مريم والدة الإله وبتضرعات للقديسَيْن المُشَرَّفيْن الملِكَيْن العظيمَيْن المُتوَّجَيْنِ من الله والمُعادِلَيْ الرُّسل قٌسْطَنْطين وَهيلانَة ليُشرق الله علينا بنور وقوة صليبه المحيي والظافر الذي هو سلاحٌ ضد الأعداء وفخرٌ وسلام لنا نحن. وكما يكرز القديس بولس الرسول وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. (غلا 6: 14). كل عام وأنتم بخير.. المسيح قام

مكتب السكرتارية العام




البطريركية الأورشليمية تحتفل بأحد السامرية

 
 
إحتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الاحد 26 أيار 2019 بالاحد الرابع بعد الفصح المجيد المعروف بأحد السامرية, وهو تذكار المرأة السامرية التي تحدثت مع الرب يسوع المسيح عند بئر يعقوب وآمنت بأنه المسيح المخلص وبشرت باسمه في كل السامرة حينها آمن بالمسيح كثير من السامريين. حسب السنكسار الكنسي اي سِيَر القديسين اسم هذه المرأه هو فوتيني اي المستنيرة.

بهذه المناسبة اقيم قداس الهي احتفالي ترأسه غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة القديسة فوتيني في دير بئر يعقوب الذي يرأسه قدس الارشمندريت يوستينيوس في مدينة نابلس وهو الموضع الذي به قابل السيد المسيح المرأة السامرية.

شارك غبطته في القداس الاحتفالي السادة المطارنة , كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة, كيريوس اريسترخوس سكرتير البطريركية العام رئيس اساقفة قسطنطيني, كيريوس يواكيم متروبوليت الينوبوليس, رؤساء الأديرة وآباء من أخوية القبر المقدس, وكهنة الرعية الاورثوذكسية في مدينة نابلس والقضاء, ورُتلت الصلاة باللغتين العربية واليونانية في اجواء احتفالية .

 كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية في مدينة نابلس

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

اليوم السماء والأرض يجذلنَ مبتهجات لأن المسيح ظهرَ متجسداً كإنسانٍ لكي ما ينقذ آدم وكل ذريتهِ من اللعنة لما أقبل إلى السامرة أظهرَ عجباً من العجائب، لأن الذي يغشي السحاب بالمياه وقفَ طالباً ماءً من امرأةٍ فلذلك يا جميع المؤمنين فلنسجد لمن آثَرَ بتحننهِ أن يتمسكن طوعاً من أجلنا. هذا ما يصدحُ بهِ مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

       إنّ المسيح الذي هو الكائنُ والمُعطي ماء الحياة (يو4: 10) قد جمعنا اليوم عند بئر يعقوب في مدينة السامرية لكي نُعيّدَ بشكرٍ وحبورٍ لعيدِ المرأة السامرية.

       عندما قابل ربنا يسوع المسيح المرأةَ السامرية وتحدَّث معها فمن جهةٍ أظهر عجباً من العجائب ألا هو تعليمهِ النبوي، ومن جهةٍ أُخرى قد اجترح عجائبَ أو بالأحرى علاماتٍ لكي تؤمن المرأة السامرية بأنّهُ هذا هو المسيّا كما يشهدُ بذلك القديس الإنجيلي ُ يوحنا:” قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ.قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ (يو4: 25).

       إن هذه العلامات أو العجائب هي أن المسيح ظهر للمرأة السامرية وفي ذات الحين كشَفَ لها شيْئَينِ مُهمين،

 أولاً: أنّهُ هو الماء الحيّ: “أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا” (يو 4: 10).

ثانياً: بأن “اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يو 4 :24)

      وعندما كان المسيح عند ينبوع الماء، أي بئر يعقوب وقد تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ (يو4: 6) عرّف وأعلنَ للبشرية قاطبةً من خلال شخص المرأة السامرية حقيقتهُ الإلهية والتي من خلال (هذه الحقيقة الإلهية) حرّر الإنسان من سُعَار الجهلِ وقيودهِ كما يقول المرنم:” إن السامرية هتفت نحو المسيح الكلمة أنت هو ماء الحياة فاسقني إذاً كل حين أنا الظامئة إلى نعمتك الإلهية أيها الرب يسوع لئلا أنضبط أيضاً بغليل الجهل بل أنذر مخبرة بعظائمك.

       ومن الجدير بالذكر أن إلهنا المحبّ البشر، ربنا يسوع المسيح قد كشف وأعلن عمقَ تعليمهِ ورسالتهِ للعالم ليس لتلاميذهِ أولاً، بل للمرأة السامرية الخاطئة والتي ارتوت من ينبوع الحياة أي من المسيح، الماء الحيّ ومن ثمّ صارت كارِزةً بإنجيل نور الحقيقة والتوبة.

         حقاً أيها الأخوة الأحبة، إن هذا مرضيٌ عند الله، أنّهُ يُريدُ أنّ الناسَ جَميعَهُم يَخْلُصون وبالإيمانِ والتوبةِ يُقبِلونَ إلى مَعرِفة الحقِّ كما يُكرِزُ القديسُ بولس رسولِ الأمم:” لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. (1تي 2: 4)

     حقاً إنّ المسيح هو “ينبوعُ الحياة”، أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا.يقولُ الرب. وهذا الماء يمنحهُ المسيح بغزارةٍ لأولئكَ الذينَ يطلبون منه بصدقٍ وإخلاص. أنا (أي المسيح) هو الماءُ الحي (يو 4 :10) وماءُ الحياة هذا ليس هو إلا الروح القدس روح مخلصنا المسيح كما أكدّ هو قائلاً:”إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْمَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ“(يو 7 :37-38).

        ويفسر القديس كيرلس الأسكندري أٌقوال الرب هذه أنّهُ:”عندما يشربُ المؤمن ويروي عطشهُ بالمسيح فسيصبحُ من يؤمن ينبوعاً يروي نفوس الآخرين العطاش، وسينعَمُ بأغنى نعم الله، لأنه سيمتلئ بعطايا الروح، فلا يسمن ذهنه فقط، بل يصبح قادرًا على أن يفيض على قلوب الآخرين، كتيار النهر المتدفق الذي يفيض بالخير المُعطى من الله على قريبهِ أيضًا.

      وهذا ما حصل مع المرأة السامرية التي أصبحت هي أيضاً ينبوعاً وسبباً للكثيرين أن يؤمنوا بالمسيح من أبناء مدينتها، كما يشهدُ الإنجيلي يوحنا قائلاً:” فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: “قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ” (يو 4: 39).

     إن شهادة القديس يوحنا الإنجيلي “حول كلام المرأة” وأيضاً كلام الإنجيلي لوقا البشير اليوم في سفر أعمال الرسل الأطهار:”فَآمَنَ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَرَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ. (أعمال 11: 21). وانْضَمَّ إِلَى الرَّبِّ جَمْعٌ غَفِيرٌ. (أعمال 11: 24). وذلك من خلال الكرازة الإنجيلية في أنطاكية يعبِّرون ويؤكِدون بوضوح على الحقيقة التاريخية أن ذلك الذي يريد أن يدخل ويتوغل إلى ينبوع كلمة الله المحيي أي إنجيل المسيح   سيستنير ذهنه حتماً من نور الحقيقة، وسيتحرر من روح الضلال (1يوحنا 4: 6). وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ ِ (1تيم 6: 21).

        إن إنجيل نور الحقيقة والبر تفعله كنيسة المسيح المقدسة في العالم وتدعو جميع المؤمنين لِمَعْرِفَةِ سِرِّ اللهِ الآبِ وَالْمَسِيحِ، الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. (كولوسي 2: 3).

        وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة إن الكنيسة هي جسد الإله المتأنس مخلصنا يسوع المسيح الذي تألم وقبر وقام من بين الأموات. وبدون الكنيسة أي بدون مشاركتنا في “الكنيسة” التي جسد الإله المتأنس والتي تُشكل جسد المسيح السري، فمن المستحيل أن يكون هناك لنا أي تجديد في المسيح. أو حتى تقدُمُنا في معرفة الله الكاملة، هذه المعرفة، التي حازت وحصلت عليها من نُعيّد لها اليوم المرأة السامرية القديسة فوتيني والتي أصبحت معادلةً للرسل مؤمنة وشهيدةً لمحبة المسيح.

        إنّ القديسةَ الشهيدة فوتيني السامريّة تدعونا اليوم وتحثُنا من خلال أقوال الرسول برنابا بأن نُكرِّسَ ذواتنا وأنّ نكونَ متمسكين بربنا يسوع المسيح من كل نفوسنا وبكل نياتنا لكي نظهرَ مُستحقينَ بأن نُدعى مسيحيين وحاملين لاسم المسيح وأيضاً أعضاءً في جسده المقدس الذي هو كنيستهِ المقدسة والتي فقط بها وفيها نتأله.

        وختاماً نهتف مع المرنم قائلين: أيتها البتول إن ابنك حطم عزّة الموت كلها بقيامته وبما أنه إلهٌ مقتدرٌ جداً رفعنا معه وألّهنا فلهذا نسبحه إلى كل الأدهار. آمين

وعلى مائدة المحبة القى صاحب الغبطة الخطاب الأتي:

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يوحنا 4: 24)

قدس الأب الأرشمندريت يوستينوس مجدد دير بئر يعقوب الجزيل الاحترام

أيها الآباء والإخوة الأجلاء

نشكر إلهنا الواحد المثلث الأقانيم الذي أهلنا أن نُعيّد اليوم وفي هذه السنة أيضاً لذكرى وحدث مقابلة كلمة الله ومخلصنا يسوع المسيح مع المرأة السامرية والتحدث معها.

إن إجابة المسيح على سؤال المرأة السامرية “أين يجب أن يُعبَدُ الله؟” إذ أجابَ بأن “اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يوحنا 4: 24) وهذه الإجابةُ تُشكِلُ المبدأ الأساسيّ للإيمان المسيحي لمحبة الله المتجسدة. اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ. (1يوحنا 4: 16) كما يعلّم القديس يوحنا الإنجيلي.

إن هذه البشارة والكرازة الإنجيلية تخُدمها كنيسة الروم الأرثوذكس المقدسيّة على مر العصور والأزمان. وأكبر دليلٍ على ما نقول هذا المزار والمكانُ المقدس بئر يعقوب الذي يُشكل شاهداً على الحقيقة الإنجيلية في أرض فلسطين المباركة.

ومن الجدير بالذكر أن نقول إن نبع الماء هذا لا يروي العطش الطبيعي فقط بل أولاً وقبل كل شيء يروي العطش الروحي أي عطش النفوس الذين يأتون من جميع بقاع الأرض لكي يسجدوا ويتبركوا منه، من مختلف الأديان ولا سيمّا أصحاب الديانات الإبراهيمية.

وبكلام آخر إن الحفاظ على هذا المكان المقدس وعلى الخدمة الليتورجية فيه من طغمة رهبان الروم الأرثوذكس وآباء وأخوية القبر المقدس من جهة، ومن الجهة الأخرى ضمان وأمان حرية وصول الحجاج الزائرين إلى ههنا في هذه المنطقة الخاضعة لاختصاص الدولة الفلسطينية. من شأنه أن يُعزز التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان.

ختاماً نتضرع إلى نبع الحكمة وواهب الروح القدس الله أبينا جميعاً أن يُعزي ويُحيي ويروي نفوس أولاد الله العطاش. وأما نعمة الروح القدس التي أظهرت المرأة السامرية شهيدة محبة الله فلتُغير وتُقدس وتؤلهُ بالروح والحق جميع الساجدين لله.

إلى سنين عديدة

المسيح قام

 

كلمة الشباب الأورثوذكسي لأم الكناس في أحد السامرية

بقلم والقاها المحامي خليل ابو غنام

سيدي صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة

سعادة القنصل العام

اصحاب السيادة المطارنة الأجلاء

رئيس هذا الدير المقدس والآباء الأجلاء

ايها الأخوات والإخوة

المسيح قام حقا قام

بهذه العبارات أبدأ كلمتي وقد إستحضرتني تأمل في أيقونة المرأة السامرية الجالسة على البئر طالبة الماء الأرضي من ربنا ومخلصنا في هذه الأيام المقدسة وعليها أقول لغبطتكم: إعطنا يا صاحب الغبطة من ماء الحياة الذي وعدنا الرب به, الذي أنت مؤتمن عليه, كما أعطيتنا من نور القبر المقدس في يوم القيامة من فترة قصيرة.

سيدي صاحب الغبطة, لن أرحب بكم في دياركم, هذه الديار التي انتم تحموها ومؤتمنون عليها, بل أطلب بركتكم  ذلك لنبقى الماء الذي يروي عطش الصحاري والمحيطة بنا, ببركتكم نبقى الخمير اليسير الذي يخمر العجين كله, ببركتكم نبقى صخرة هذا الشرق, ببركتكم نكون ملح الأرض. ببركتكم يكون “الله معنا , فلتعلم الأمم وتنهزم لأن الله معنا”.

سيدي صاحب الغبطة, انتم رمز حضارتنا,انتم كطائر الفينق الذي كلما احرقوه ينهض من رماده اقوى واقوى محافظاً على هويته الرومية , على حضارتنا البيزنطية على لغتنا وعلى اورثوذكسيتنا.

سيدي نحن جزء من كنيسة الله الأورثوذكسية في هذا المشرق الذي إنطلقت منها البشارة الى المسكونة كلها. نحن اليوم جيل شبابي يبني مستقبله على قاعدة التراث الرومي العريق, ويحمل مشعل الحضارة الرومية كما حمله أجدادنا وينير به دروب المستقبل بصلواتكم ومساعدتكم يا صاحب الغبطة.

فلنصرخ جميعاً بصوت واحد ” أين شوكتك يا موت؟ اين غلبتك يا جحيم؟

قام المسيح والملائكة جذلت, قام المسيح والحياة إنتظمت, فالمسيح بقيامته من بين الأموات, صار باكورة الراقدين فله المجد والعزة لدهر الداهرين. آمين

مكتب السكرتارية العام

 




سيامة كاهن جديد في البطريركية

في خدمة صلاة السحر المسائية التي أقيمت في القبر المقدس والتي بدأت حوالي الساعة ال 23.30 مساء يوم الخميس الموافق 23 أيار 2019 وتبعها القداس الالهي  الساعة 1.30 فجر يوم الجمعة 24 أيار 2019, أجريت مراسم سيامة الشماس الأب سابا مخولي نجل قدس الأب الأيكونوموس ثيوذوسيوس (عطاالله) مخولي راعي الكنيسة الأورثوذكسية في بلدة كفرياسيف, حسب قرار المجمع الأورشليمي المقدس برئاسة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بوضع يد سيادة رئيس أساقفة فسطنطيني كيريوس أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, ليخدم ككاهن مساعد لقدس الأب الأيكونوموس غريغوريوس عبليني راعي الكنيسة الأورثوذكسية في بلدة ترشيحا وأيضا كمساعد لأبيه الأب الأيكونوموس ثيوذوسيوس (عطاالله) مخولي في كفرياسيف.

شارك في خدمة القداس الالهي قدس الأرشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي في عكا, قدس الأب غريغوريوس عبليني وآباء من أخوية القبر المقدس وبحضور والدة الأب سابا وزوجته وعدد من الأقارب والمصلين. ووجه سيادة المطران أريسترخوس كلمة للكاهن الجديد الأب سابا:

الشماس الورع سابا،

       لقد مرَّتْ سنةٌ واحدةٌ فقطْ ، وفي هذا المكانِ المقدس، الجُلجُلةُ الرهيبةُ وقبرُ الربِ القابلِ الحياة، على اقتبالِكَ على يدَّيِ رئيسِ الكهنةِ الدرجَةَ الأُولى لِسرِ الكهنوتِ وهيَ درجةُ الشموسِّيَة.

       في خلالِ هذهِ الفترةِ القصيرة، ظَهَرْتَ جَديراً بِالثِقَةِ التي ائْتَمَنَتْكَ عليها الكنيسة ، لأنَكَ بإيمانٍ ونشاطٍ خَدَمْتَ الرعيةَ الأرثوذكسيةَ في ترشيحا، معاوِناً للإكونمس الأب غريغوريوس، وللرعيةِ في كُفُر ياسيف، معاوِناً لِوالِدِكَ الأب الإيكونمس ثيوذوسيوس.

       إنَّ المجمعَ المُقدّس برئاسَةِ  صاحبِ الغِبطةِ أبانا وبطريرك أورشليم كيريوس ثيوفيلوس، وبِناءً على شَهادَةِ الوكيل البطريركي في عكا (بتولميائيذوس) الأرشمندريت الأب فيلوثيوس والأب غريغوريوس ووالدِكَ الأب ثيوذوسيوس ووكلاءِ كنيسةِ ترشيحا وكفر ياسيف، وافقَ على طلبِ رسامتك كاهناً.

       إنك مدعوٌ الأنَ في هذهِ الخدمةِ الألهيةِ وفي هذا المكانِ الأكثرَ قداسةً في العالم، إلى قُبولِ نعمةَ الروحِ القُدس، لكي تُتَمِمَ كَكاهنٍ أسرارَ الكنيسة، سرَ الشُكرِ الإلهي، أنْ تُضَّحي بالمسيح ذبيحَةً غيرَ دموية،  أَنْ تُعَمِّدَ الأطفالَ الأرثوذكس بِغَمْرِهِم ثلاثَ مراتٍ وانتِشاِلهم، أنْ تُقَدِّمَ لهمْ ولِلمرةِ الأولى القُربانَ المقدسَ مباشرةً بعدَ المعموديةِ كما نفعلُ نحنُ الأرثوذكس، وأَنْ تدرسَ الكتابَ المقدس وتُفسرُهُ لِلمؤمنينَ، كما فعلَ آباءُ الكنيسة.

       في الحقيقةِ إنهُ لشرفٌ عظيم، ومسؤوليةٌ كبيرة، وكبيرةٌ هي الفرحةُ والإبتهاج، ولكن لا تَتَرَدَد، بلْ تَقَدّم، ولِيَكُن في نيَتِّكَ دوماً أنْ تُضّحي بنفسِكَ كما ضّحى الربُ بِنَفسِهِ مِنْ أجلِنا، قد صارَ ذبيحةً لِأجلنا وبصليبِهِ أتى الفرحُ إلى كلِ العالم.

       تقدَّمْ إذَن، واركَعْ أمامَ الحجرِ الذي دَحْرَجَهُ الملاكُ عن بابِ القبر، وصَلّيْ بأَنْ يَحِّلَ الروحُ القُدس وأَنْ يحرِقَ خطاياكَ ويُطَهِرَكَ ويُظهِرَكَ وعاءاً مُختاراً للربِ وعاملاً خادماً ومستحقاً لِكَرمَةِ الرب.

       ولتَكُن واثقاً بأنَّ صلواتَ والديكَ وزوجتُك وأقاربُك تُرافِقَك، وصلواتي  الشخصيةَ وكلُ الموجودين معنا الذين يُكرمونُكَ الأن بِحضورِهِم.

بعد الصلاة الخاصة بإستدعاء الروح القدس بوضع يد سيادة المطران أريسترخوس وتلبيس الأب سابا الثوب الكهنوتي علت أصوات الحاضرين ب “مستحق”.

على شرف الكاهن الجديد إستضاف مسؤول كنيسة القيامة المطران أيسيذوروس الآباء والحضور في مكتب الأواني المقدسة في كنيسة القيامة.

في ساعات الصباح حضر الأب سابا الى دار البطريركية لأخذ بركة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الذي بدوره قدّم نصحائه للكاهن الجديد متمنياً له بمحبة من أعماق القلب التوفيق في خدمته ورسالته الكهنوتينة الجديدة.

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بتذكار ظهور علامة الصليب في سماء إورشليم

احتفلت البطريركية الاورشليمية الاورثوذكسية يوم الإثنين 20 أيار 2019 بتذكار ظهور علامة الصليب في سماء إورشليم في موضع الجلجلة, هذا الحدث الذي حصل في عهد رئيس اساقفة اورشليم آنذاك كيريلس سنة 351 ب.م.

قصة ظهور علامة الصليب حسب تقليد الكنيسة الأورشليمية
إثر وفاة القديس الإمبراطور قسطنطين الكبير، شغل العرش الملكي ابنه قسطنديوس. هذا مال إلى الآريوسية التي تنكّرت لألوهية الرب يسوع ومساواته، في الجوهر، لله الآب. في هذا الإطار جرى ظهور الصليب المقدّس في سماء أورشليم من باب تأكيد الإيمان الأرثوذكسي القويم كما ورد في التراث. ففي أحد العنصرة من السنة 351م والذي وافق في تلك السنة العشرين من شهر أيار، عند الساعة الثالثة صباحاً، أو التاسعة وفق توقيتنا، ظهر رسم صليب الرب يسوع، بأضلاعٍ متساوية، في سماء أورشليم وكان يشعُّ على نحو يتعذّر التعبير عنه، وكان كما قيل أشدُّ بهاءً من نور الشمس. كل الشعب شهد الحدث وأُصيب بالدهش والمهابة والعظمة.
بدأ ظهور علامة الصليب فوق الجلجثة حيث كان ربّنا وإلهنا قد صُلب وامتدّت من هناك خمسة عشر فرسخاً. كانت ألوان الصليب ألوان قوس القزح. خرج الناس خارج بيوتهم وأعمالهم ووقفوا يتأمّلون العلامة العجيبة. ثم إن جمهوراً كبيراً اندفع بفرح ورعدة صوب كنيسة القيامة المقدّسة. نقل القديس كيرللس الأورشليمي الخبر برسالة إلى الإمبراطور قسطنديوس، وحثّه إلى العودة إلى الإيمان الأرثوذكسي القويم. المؤرّخ سوززمينوس أفاد أنه بتأثير ظهور الصليب المقدّس، اهتدى العديد من اليهود والوثنيين إلى الإيمان الحق فتابوا واعتمدوا.

وبهذه المناسبة اقيم في كنيسة القيامة في موضع الجلجلة قداس احتفالي ترأسة سيادة متروبوليت الينوبوليس يواكيم يشاركة أساقفة وآباء من اخوية القبر المقدس ومصلين من البلاد وخارجها, وبعد القداس تم السجود في موضع القبر المقدس وموضع الجلجلة مع باقي الآباء. بعدها أقيمت الدورة حول القبر المقدس ثلاث مرات كما هو متّبع حسب الطقس البطريركي, وبعدها قُرأت رسالة القديس كيرلس رئيس أساقفة اورشليم باللغة اليونانية ثم بالعربية التي بعثها الى الامبراطور قسطنطيوس إبن الامبراطور قسطنطين الكبير التي بها يشرح ويصف ظهور علامة الصليب في السماء.

بعد الانتهاء من الطقس الاحتفالي توجه الأساقفة والكهنة الى دار البطريركية حيث استقبلهم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث.

مكتب السكرتارية العام




غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الالهي في بلدة الرينة

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الالهي بمناسبة احد المخلع الموافق ٢٠١٩/٥/١٩ وهو الاحد الثالث بعد الفصح المجيد في بلدة الرينة قضاء الناصرة.

كان في استقبال غبطة البطريرك سيادة المطران كيرياكوس متروبوليت الناصرة، فرقة الكشاف الاورثوذكسي وراعي الكنيسة الاورثوذكسية في الرينة الاب سمعان بحالي وأبناء الرعية، وبعد الاستقبال توجه صاحب الغبطة الى كنيسة القديس جوارجيوس للبدء في خدمة القداس.

شارك غبطة البطريرك في الخدمة سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس، سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني اريسترخوس، قدس الاب سمعان راعي الكنيسة، كهنة مطرانية الناصرة والمتقدم في الشمامسة الاب ماركوس. وحضر أبناء الرعية في بلدة الرينة خدمة القداس الالهي.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في مدينة الرينة

كلمة البطريرك تعريب :”قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

كانَ إنسانٌ طريحاً في الأسقامِ عند البركةِ الغنميّة فلمّا شاهدكَ يا ربُ هتف َليس لي إنسانٌ حتى إذا تحركَ الماء يُلقيني فيه فللحين ترأفتَ عليه يا مخلص وقلتَ له لأجلكَ صرتُ إنساناً ولأجلكَ اشتملتُ جسداً وتقول لي ليس لي إنسانٌ! احمل سريرك وامشي. هذا ما يصدَحُ بهِ مُرنِمُ الكنيسة0

أيها الإخوة المحبوبون بالمسيح،

أيها المسيحيون الأتقياء،

 إنّ المسيحَ الناهضُ من بين الأموات الذي هو باكورةُ الراقدين وبكرُ الخليقةِ ومبدِعُها قد جمعنا اليوم في هذه الكنيسة المقدسة، لكي نُعيّدَ معكم في هذا اليوم الفصحي في مدينتكم الرينة ممجدينَ بشكرٍ وتسبيحٍ محبةُ المسيح للبشرِ التي لا توصف. الذي شفى الإنسان المخلع عند بركة باب الغنم في آوروشليم كما يشهدُ بذلك القديس الإنجيليّ إذ يقول:”وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الغنم بِرْكَةٌ.وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً.هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: “قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ“. (يو5: 1-15)

     ويفسر القديس كيرلس الإسكندري أقوال الرب “قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ.  أن الرب قد أمر المخلع بطريقةٍ إلهية، تتجاوز القدرات البشرية وهذا يُظْهِرُ بشكلٍ واضحٍ سلطان الرب. إذ أن الرب لم يُصلي لكي يُشفى المُخلّعُ من مَرضهِ وحتى لا يعتقد الآخرون الذين يراقبونهُ أنه مجردُ أحدُ الأنبياء القديسين، فقد شفاهُ فقط بكلمةٍ لكي يُري الجمعَ قوةَ سلطانهِ.

     وبكلامٍ آخر، إنّ يسوع من خلال عملهِ عجيبةُ شفاءِ المُخلع قد أظهرَ مجدهُ الإلهيّ من جهةٍ، ومن الجهة أخرى أثبتَ وأوضح بأنه ابن الله وكلمتهِ وأنهُ مخُلِصُ جِنسِ البشر أي طبيب نفوسنا وأجسادنا، وأيضاً لكي يُظْهِرَ:”أَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ.(لوقا 4: 32). إنّ سلطانَ يسوع هذا قد تحقق مِنهُ الشعبُ الذي دُهِشَ عندما كان المسيحُ يأمرُ الأرواح النجسة بأنّ تخرجَ من الناس الذين كانت بهم الشياطين كما يقول لوقا الإنجيلي:” فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى الْجَمِيعِ، وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ: مَا هذِهِ الْكَلِمَةُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ” (لوقا 4: 36).

      إنّ هذا السلطان الإلهيّ قد أثبتهُ المسيح بالأكثر بقيامته الثلاثية الأيام من بين الأموات كما يقول مرنم الكنيسة بفرحٍ وابتهاجٍ:”لِتفرَحِ السَّماويّات، وتبتهِجِ الأرضيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عزًا بساعِدِهِ. ووَطِئَ الموتَ بالموت، وصارَ بكرَ الأموات. وأنقذَنا من جوْفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

      وبوضوحٍ أكثر أيها الإخوة الأحبة، إنّ المسيحَ بقيامتهِ من بين الأموات قد صار غالباً لموت الفساد والخطيئة ومحرراً جنسنا البشري من جوف الجحيم وأشراكه لهذا، فإنّ مُرنمُ الكنيسة لا ينحصِرُ في سرد روايةِ أعجوبة شفاء المخلع فقط بل يتضرع أيضاً إلى طبيب نفوسنا مخلصنا المسيح من أجل شفاء نفوسنا المخلعة إذ يقول: يا رب انهض بعنايتك الإلهية نفسي المخلعة جداً بأنواع الخطايا والأعمال القبيحة كما أقمتَ المخلع قديماً حتى إذا تخلصتُ ناجياً أصرخ أيها المسيح المترائف المجد لعزَّتك.

إن الشلل أو الفالج والذي نعني به مرض النفس وشللها يعود سببه إلى الخطيئة والابتعاد عن ناموس الله وعن كنيسته التي هي المشفى.

      إن مرض النفس هذا هو نتيجةُ خُضوعِنا لمختلفِ أنواع أهواء النفس التي تُفسد وتؤذي النفس لهذا فإن يسوع يقول للمخلع: “هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ” (يوحنا 5: 14) وأما القديس بولس الإلهي يقول بأن شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ (1كور 15: 56)

إننا نستطيعُ أن نحصلَ على الشفاءِ من كُساح النفس فقط من النعمة الإلهية وبرحمة الله لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ­ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، (تي 3: 5). لهذا نُدرك لماذا قال مرنم الكنيسة كناطقٍ عنا بلسانهِ مؤكداً تضرعنا الحار نحو الرب أن يُنهضنا بعنايته الإلهية كما أنهض المخلع قديماً، ويُقيمنا من مختلف أنواع الخطايا السمجة وأعمالنا القبيحة. لهذا فبما أنك يا رب مُتحننٌ جداً وقادر على كل شيء امنحنا الصحة النفسية أي خلاص نفوسنا.

        إنّ سؤالَ المسيح للمخلعِ الذي وردَ ذكرهُ في إنجيل اليوم:” أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ (يوحنا 5: 6) هو سؤالٌ موجهٌ لكل واحدٍ منا، ولكن المخلع قد أجاب بصدق:” يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ” (يوحنا 5: 7) وقد قال المخلع هذا الكلام لأنه لم يُدرك بعدُ “مُخَلِصُ العالم” ولكن نحنُ أيها الإخوة الأحبة ما هو عذرنا وتبريرنا إن قلنا يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ؟؟ (يوحنا 5: 7).

      ونقول هذا لأنّ كلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تجسدَ من العذراء مريم هو إنسانٌ كاملٌ كثير الرحمة والتحنن ومُحبٌ للبشر، وكنيسته هي جسده السري وهي البِرْكَةُ الروحية الطبيعية والتي ماؤها، أي ماء الكنيسة، ليس هو إلا روح الله الآب القدوس، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. (تي 3: 6) وأما يوئيل النبي فيَقُولُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ “(ويعني بها تجسد وتأنس المسيح ابن الله”) أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ. (أع 2: 17-21) 

      وبكلامٍ آخر أيها الإخوة الأحبة، لدينا إنسانٌ وليس هو مجردُ إنسانٍ بل هو أيضاً الطبيبُ والشافي والقادرُ على شفاءِ جميع أمراضِ النفس والجسد كما يقول ويشهد القديس متى الإنجيلي بذلك:” وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ. (متى 9: 35). وأيضاً فإن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات يوصينا قائلاً: اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْلأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ (متى 7: 7-8). آمين

المسيح قام …. حقاً قام

وعلى مائدة المحبة التي أعدها أبناء مجلس الرعية على شرف غبطة البطريرك والآباء ألقى صاحب الغبطة الكلمة التالية:

كلمة البطريرك تعريب:”قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 

الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ. (1 بط 2 :24)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح.

     تصنع اليوم كنيستنا تذكار أعجوبة شفاء المخلع التي صنعها ربنا ومخلصنا يسوع المسيح عند البركة الغنميّة كما يذكر ذلك القديس الإنجيلي يوحنا اللاهوتي (يو 5: 1-15).

     إن أعجوبة شفاء المخلع التي صنعها المسيح مع عجائب أخرى كثيرة عملها خلال حياته الأرضية، تؤكد أنه هو “أي المسيح” الذي حمل خطايانا وآلامنا وأمراضنا وقدم جسده ذبيحة على الصليب. وقد صنع هذا لكي يحررنا من الخطايا ونعيش بالبر والعدل والفضيلة، الذي بجراحه نحن شُفينا كما يقول بطرس الرسول.

     لقد منح المسيح بقيامته المنيرة الشفاء لكل جنس البشر. إن كرازة وبشارة المسيح الذي تألم وقُبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالث تخدمها عبر العصور كنيسة الروم الأرثوذكس وذلك من خلال الحفاظ على المزارات والأماكن المقدسة من جهةٍ، والتي هي “المزارات والأماكن المقدسة” بمثابة الشاهد الحقيقي على إيماننا المسيحي ومن الجهة الأخرى رعاية أبناءنا المسيحيين الأتقياء في هذه الأرض المقدسة.

     إن هذه الوديعة المقدسة والتي نعني بها هذا الكنز الثمين والإلهي للتعاليم المسيحية الإنجيلية والذين نحن مدعوون أن نحافظ عليها كحدقة العين وبالأخص المسيحيون الذين يقطنون في هذه الأرض المقدسة وفي هذا الشرق الأوسط الشاسع، عاملين بوصية القديس بولس الرسول عندما أوصى تلميذه تيموثاوس قائلاً: اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا. (2تيم 1: 14) ويكملُ القديس بولس الرسول حاثاً تلميذه، وبالطبع يحثنا نحن معه أيضاً، ألا نتشبه بأولئك الذين تركوا كنيستهم وارتدوا عنها: أَنْتَ تَعْلَمُ هذَا أَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ فِي أَسِيَّا ارْتَدُّوا عَنِّي، الَّذِينَ مِنْهُمْ فِيجَلُّسُ وَهَرْمُوجَانِسُ. (2تيم 1: 15)

     فنحن أيها الإخوة الأحبة الذين شُفينا بجلدة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح (1 بط 2 :24)، وبالمعمودية أصبحنا شركاء في موته، أي موت المسيح، الذي داس وانتصر على موت الخطيئة والفساد. لهذا فنحن مدعوون مجدداً أن نسمع قول ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يقول للمخلع: هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ” (يوحنا 5: 14).

     وبكلام آخر نحن مدعوون ألا نقتدي ونتمثل ب فِيجَلُّسُ وَهَرْمُوجَانِسُ.

المسيح قام … حقاً قام

مكتب السكرتارية العام