1

غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الالهي في بلدة الرينة

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الالهي بمناسبة احد المخلع الموافق ٢٠١٩/٥/١٩ وهو الاحد الثالث بعد الفصح المجيد في بلدة الرينة قضاء الناصرة.

كان في استقبال غبطة البطريرك سيادة المطران كيرياكوس متروبوليت الناصرة، فرقة الكشاف الاورثوذكسي وراعي الكنيسة الاورثوذكسية في الرينة الاب سمعان بحالي وأبناء الرعية، وبعد الاستقبال توجه صاحب الغبطة الى كنيسة القديس جوارجيوس للبدء في خدمة القداس.

شارك غبطة البطريرك في الخدمة سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس، سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني اريسترخوس، قدس الاب سمعان راعي الكنيسة، كهنة مطرانية الناصرة والمتقدم في الشمامسة الاب ماركوس. وحضر أبناء الرعية في بلدة الرينة خدمة القداس الالهي.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في مدينة الرينة

كلمة البطريرك تعريب :”قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

كانَ إنسانٌ طريحاً في الأسقامِ عند البركةِ الغنميّة فلمّا شاهدكَ يا ربُ هتف َليس لي إنسانٌ حتى إذا تحركَ الماء يُلقيني فيه فللحين ترأفتَ عليه يا مخلص وقلتَ له لأجلكَ صرتُ إنساناً ولأجلكَ اشتملتُ جسداً وتقول لي ليس لي إنسانٌ! احمل سريرك وامشي. هذا ما يصدَحُ بهِ مُرنِمُ الكنيسة0

أيها الإخوة المحبوبون بالمسيح،

أيها المسيحيون الأتقياء،

 إنّ المسيحَ الناهضُ من بين الأموات الذي هو باكورةُ الراقدين وبكرُ الخليقةِ ومبدِعُها قد جمعنا اليوم في هذه الكنيسة المقدسة، لكي نُعيّدَ معكم في هذا اليوم الفصحي في مدينتكم الرينة ممجدينَ بشكرٍ وتسبيحٍ محبةُ المسيح للبشرِ التي لا توصف. الذي شفى الإنسان المخلع عند بركة باب الغنم في آوروشليم كما يشهدُ بذلك القديس الإنجيليّ إذ يقول:”وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الغنم بِرْكَةٌ.وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً.هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: “قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ“. (يو5: 1-15)

     ويفسر القديس كيرلس الإسكندري أقوال الرب “قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ.  أن الرب قد أمر المخلع بطريقةٍ إلهية، تتجاوز القدرات البشرية وهذا يُظْهِرُ بشكلٍ واضحٍ سلطان الرب. إذ أن الرب لم يُصلي لكي يُشفى المُخلّعُ من مَرضهِ وحتى لا يعتقد الآخرون الذين يراقبونهُ أنه مجردُ أحدُ الأنبياء القديسين، فقد شفاهُ فقط بكلمةٍ لكي يُري الجمعَ قوةَ سلطانهِ.

     وبكلامٍ آخر، إنّ يسوع من خلال عملهِ عجيبةُ شفاءِ المُخلع قد أظهرَ مجدهُ الإلهيّ من جهةٍ، ومن الجهة أخرى أثبتَ وأوضح بأنه ابن الله وكلمتهِ وأنهُ مخُلِصُ جِنسِ البشر أي طبيب نفوسنا وأجسادنا، وأيضاً لكي يُظْهِرَ:”أَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ.(لوقا 4: 32). إنّ سلطانَ يسوع هذا قد تحقق مِنهُ الشعبُ الذي دُهِشَ عندما كان المسيحُ يأمرُ الأرواح النجسة بأنّ تخرجَ من الناس الذين كانت بهم الشياطين كما يقول لوقا الإنجيلي:” فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى الْجَمِيعِ، وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ: مَا هذِهِ الْكَلِمَةُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ” (لوقا 4: 36).

      إنّ هذا السلطان الإلهيّ قد أثبتهُ المسيح بالأكثر بقيامته الثلاثية الأيام من بين الأموات كما يقول مرنم الكنيسة بفرحٍ وابتهاجٍ:”لِتفرَحِ السَّماويّات، وتبتهِجِ الأرضيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عزًا بساعِدِهِ. ووَطِئَ الموتَ بالموت، وصارَ بكرَ الأموات. وأنقذَنا من جوْفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

      وبوضوحٍ أكثر أيها الإخوة الأحبة، إنّ المسيحَ بقيامتهِ من بين الأموات قد صار غالباً لموت الفساد والخطيئة ومحرراً جنسنا البشري من جوف الجحيم وأشراكه لهذا، فإنّ مُرنمُ الكنيسة لا ينحصِرُ في سرد روايةِ أعجوبة شفاء المخلع فقط بل يتضرع أيضاً إلى طبيب نفوسنا مخلصنا المسيح من أجل شفاء نفوسنا المخلعة إذ يقول: يا رب انهض بعنايتك الإلهية نفسي المخلعة جداً بأنواع الخطايا والأعمال القبيحة كما أقمتَ المخلع قديماً حتى إذا تخلصتُ ناجياً أصرخ أيها المسيح المترائف المجد لعزَّتك.

إن الشلل أو الفالج والذي نعني به مرض النفس وشللها يعود سببه إلى الخطيئة والابتعاد عن ناموس الله وعن كنيسته التي هي المشفى.

      إن مرض النفس هذا هو نتيجةُ خُضوعِنا لمختلفِ أنواع أهواء النفس التي تُفسد وتؤذي النفس لهذا فإن يسوع يقول للمخلع: “هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ” (يوحنا 5: 14) وأما القديس بولس الإلهي يقول بأن شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ (1كور 15: 56)

إننا نستطيعُ أن نحصلَ على الشفاءِ من كُساح النفس فقط من النعمة الإلهية وبرحمة الله لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ­ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، (تي 3: 5). لهذا نُدرك لماذا قال مرنم الكنيسة كناطقٍ عنا بلسانهِ مؤكداً تضرعنا الحار نحو الرب أن يُنهضنا بعنايته الإلهية كما أنهض المخلع قديماً، ويُقيمنا من مختلف أنواع الخطايا السمجة وأعمالنا القبيحة. لهذا فبما أنك يا رب مُتحننٌ جداً وقادر على كل شيء امنحنا الصحة النفسية أي خلاص نفوسنا.

        إنّ سؤالَ المسيح للمخلعِ الذي وردَ ذكرهُ في إنجيل اليوم:” أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ (يوحنا 5: 6) هو سؤالٌ موجهٌ لكل واحدٍ منا، ولكن المخلع قد أجاب بصدق:” يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ” (يوحنا 5: 7) وقد قال المخلع هذا الكلام لأنه لم يُدرك بعدُ “مُخَلِصُ العالم” ولكن نحنُ أيها الإخوة الأحبة ما هو عذرنا وتبريرنا إن قلنا يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ؟؟ (يوحنا 5: 7).

      ونقول هذا لأنّ كلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تجسدَ من العذراء مريم هو إنسانٌ كاملٌ كثير الرحمة والتحنن ومُحبٌ للبشر، وكنيسته هي جسده السري وهي البِرْكَةُ الروحية الطبيعية والتي ماؤها، أي ماء الكنيسة، ليس هو إلا روح الله الآب القدوس، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. (تي 3: 6) وأما يوئيل النبي فيَقُولُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ “(ويعني بها تجسد وتأنس المسيح ابن الله”) أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ. (أع 2: 17-21) 

      وبكلامٍ آخر أيها الإخوة الأحبة، لدينا إنسانٌ وليس هو مجردُ إنسانٍ بل هو أيضاً الطبيبُ والشافي والقادرُ على شفاءِ جميع أمراضِ النفس والجسد كما يقول ويشهد القديس متى الإنجيلي بذلك:” وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ. (متى 9: 35). وأيضاً فإن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات يوصينا قائلاً: اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْلأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ (متى 7: 7-8). آمين

المسيح قام …. حقاً قام

وعلى مائدة المحبة التي أعدها أبناء مجلس الرعية على شرف غبطة البطريرك والآباء ألقى صاحب الغبطة الكلمة التالية:

كلمة البطريرك تعريب:”قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 

الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ. (1 بط 2 :24)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح.

     تصنع اليوم كنيستنا تذكار أعجوبة شفاء المخلع التي صنعها ربنا ومخلصنا يسوع المسيح عند البركة الغنميّة كما يذكر ذلك القديس الإنجيلي يوحنا اللاهوتي (يو 5: 1-15).

     إن أعجوبة شفاء المخلع التي صنعها المسيح مع عجائب أخرى كثيرة عملها خلال حياته الأرضية، تؤكد أنه هو “أي المسيح” الذي حمل خطايانا وآلامنا وأمراضنا وقدم جسده ذبيحة على الصليب. وقد صنع هذا لكي يحررنا من الخطايا ونعيش بالبر والعدل والفضيلة، الذي بجراحه نحن شُفينا كما يقول بطرس الرسول.

     لقد منح المسيح بقيامته المنيرة الشفاء لكل جنس البشر. إن كرازة وبشارة المسيح الذي تألم وقُبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالث تخدمها عبر العصور كنيسة الروم الأرثوذكس وذلك من خلال الحفاظ على المزارات والأماكن المقدسة من جهةٍ، والتي هي “المزارات والأماكن المقدسة” بمثابة الشاهد الحقيقي على إيماننا المسيحي ومن الجهة الأخرى رعاية أبناءنا المسيحيين الأتقياء في هذه الأرض المقدسة.

     إن هذه الوديعة المقدسة والتي نعني بها هذا الكنز الثمين والإلهي للتعاليم المسيحية الإنجيلية والذين نحن مدعوون أن نحافظ عليها كحدقة العين وبالأخص المسيحيون الذين يقطنون في هذه الأرض المقدسة وفي هذا الشرق الأوسط الشاسع، عاملين بوصية القديس بولس الرسول عندما أوصى تلميذه تيموثاوس قائلاً: اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا. (2تيم 1: 14) ويكملُ القديس بولس الرسول حاثاً تلميذه، وبالطبع يحثنا نحن معه أيضاً، ألا نتشبه بأولئك الذين تركوا كنيستهم وارتدوا عنها: أَنْتَ تَعْلَمُ هذَا أَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ فِي أَسِيَّا ارْتَدُّوا عَنِّي، الَّذِينَ مِنْهُمْ فِيجَلُّسُ وَهَرْمُوجَانِسُ. (2تيم 1: 15)

     فنحن أيها الإخوة الأحبة الذين شُفينا بجلدة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح (1 بط 2 :24)، وبالمعمودية أصبحنا شركاء في موته، أي موت المسيح، الذي داس وانتصر على موت الخطيئة والفساد. لهذا فنحن مدعوون مجدداً أن نسمع قول ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يقول للمخلع: هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ” (يوحنا 5: 14).

     وبكلام آخر نحن مدعوون ألا نقتدي ونتمثل ب فِيجَلُّسُ وَهَرْمُوجَانِسُ.

المسيح قام … حقاً قام

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بأحد حاملات الطيب والقديس يوسف الرامي في مدينة الرملة

إحتفلت البطريركية الاورشليمية والكنيسة الأورثوكسية يوم الأحد الموافق 12 أيار 2019 بأحد حاملات الطيب والقديس يوسف الرامي (من أريماثيا) الذي طلب من بيلاطس البنطي إنزال جسد السيد المسيح من على الصليب ولفه بكتّان ووضعه في قبر (مرقص 15:43,46).

وبهذه المناسبة ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الالهي الإحتفالي في مدينة الرملة ( أريماثيا القديمة) يشاركة في الخدمة سيادة رئيس أساقفة يافا ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, سيادة رئيس أساقفة جبل طابور ميثوذيوس, آباء من أخوية القبر المقدس وكهنة من مدينة الرملة وضواحيها. وحضر القداس الإحتفالي ممثلون عن السفارة اليونانية في تل أبيب وحشد من الرعية الأورثوذكسية في الرملة والبلدان المجاورة. وكان في إستقبال غبطة البطريرك والوفد المرافق له سرية كشافة الرملة الأورثوذكسية والرئيس الروحي لدير الرملة قدس الأرشمندريت نيفون وعدد من الشخصيات من أبناء الرعية الأورثوذكسية في مدينة الرملة.

بعد خدمة القداس أُقيمت الدورة حول الكنيسة, وبعدها أعد قدس الأرشمندريت نيفون والرعية مأدبة غذاء على شرف غبطة البطريرك والسادة المطارنة والآباء والمصلين.

خلال القداس الالهي القى غبطة البطريرك كلمة بهذه المناسبة:

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد حاملات الطيب في مدينة الرملة

تعريب كلمة البطريرك: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

فلنبتكرن مدلجين دِلجةً عميقة، ولنقربن للسيد التسبيح النقي عوض الطيب الذكي ونعاين المسيح الذي هو شمسُ العدل مشرقاً الحياة للكل.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون الأتقياء،

     إن شمس العدل أي المسيح القائم، مانح الحياة للجميع، قد جمعنا اليوم لكي من جهةٍ نُكرم في هذه المدينة التي ورد ذكرها في الإنجيل آريماثيا “الرملة” مسقط رأس يوسف التقي وتلميذه نيقوديموس، ونكرِم من جهةٍ أخرى ذكرى النسوة الحاملات الطيب.

     إن النسوة الحاملات الطيب هن تلك اللواتي “باكراً جداً” فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، باكراً جداً، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. (لوقا 24: 1). وأما يوسف ونيقوديموس هما تلميذيّ يسوع الخفيّين اللذين قاما بدفن جسد المسيح الكريم كما يقول الإنجيلي يوحنا ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ.  وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلًا إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا“(يو 19 :38-39)

     إن النسوة الحاملات الطيب ويوسف التقي ونيقوديموس، تلميذيّ يسوع الخفيّين هم الشهود الصادقين على دفن وقيامة المسيح، لهذا فإن كنيستنا المقدسة تُكرمهم وتُعرضهم لنا لكي تدعونا من خلالهم أن نُشارك في فرح قيامة المسيح مقدمين التسبيح النقي الفصحيّ لإلهنا وسيدنا عوض الطيب الزكيّ.

     وبكلام آخر نحن مدعوون أن نُعاين المسيح الذي هو شمس العدل بعيون نفوسنا الذهنية، وأن نُشارك ليس في الفصح الناموسي الذي كان يٌعيّدُ له شعب العبرانيين عند عبوره البحر الأحمر، بتدخل إلهيّ ليحرره من عبودية المصريين، بل نحن مدعوون أن نُعيّد بحسب القديس غريغوريوس الثيولوغوس بفصح النعمة الإلهية أي قيامة المسيح والتي بها نستطيع العبور من “الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء”. ونستطيع بقيامة المسيح أن نُدمج ونُضمُّ بالمسيح القائم. لهذا فإن القديس غريغوريوس اللاهوتي يهتف قائلاً: أيها الفصح الأجل الأقدس يا مطهر العالم كله. وبدون أن نشترك بالمسيح سنبقى أمواتاً بالخطيئة وعبيداً لها إذ يقول القديس غريغوريوس السينائي: إن من لا يرى ولا يسمع ولا يشعر روحياً فهو ميت.

     حقاً أيها الإخوة الأحبة إن الذي يَقبلُ المسيح يحيا في المسيح، كما أكدّ هو قائلاً: مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. (يوحنا 6: 56) وأيضاً اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. (يوحنا 3: 6).

     ويُفسر زيغافينوس أقوال الرب هذه ويقول إن الولادة ليست جسدية بل روحية، فالاتحاد الجسدي نشعر بهِ بينما الولادة الروحية ندركها، فلا نحاول أن ندرك بحواسنا الروحيات، ولا أن نفحص بطريقةٍ بشرية الأمور الإلهية.

 

     وبكلام آخر إن قيامة إلهنا ومخلصنا المسيح تخص إعادة ولادتنا كما يقول القديس بولس الرسول: ­ خَلَّصَنَا(المسيح) بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، (تيطس 3: 5). وهذا هو تجديد الروح القدس الذي أعطاه المسيح لأولئك الذين يؤمنون بقيامته كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي في رسالته بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ (بالمسيح) وَهُوَ فِينَا: أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ. (1يوحنا 4: 13). إن آباء اليقظة المتوشحين بالله يشددون أن الإنسان عندما يحوي المسيح القائم بداخله فإن المسيح يصيرُ نفسه الثانية، كما يقول البار نيلوس.

     ولكي يحيا الإنسان هذه الخبرة الروحية ويصير مشتركاً بها، فالإنسان بما أنه مكوّن من جسم ونفس ومن مشاعر وأحاسيس جسدية ونفسية، فهو بحاجة إلى تَطهّر وتنقية كما يوصي القديس يوحنا الدمشقي المرنم بذلك: سبيلنا أن ننقي حواسنا فنعاين المسيح ساطعاً كالبرق بنور القيامة الذي لا يُدنى منه ونسمعه قائلاً علانيةً افرحوا ونحن ناشدون له نشيد النصر والظفر.

     إن النسوة الحاملات الطيب عاينّ بعيونهنّ الروحية والجسدية نور القيامة الذي لا يُسبر غوره أي مجد المسيح ولا سيما أيضاً يوسف ونيقوديموس. لهذا فقد أصبحت النسوة الحاملات الطيب الشاهدات الصادقات بالقيامة، وأما يوسف ونيقوديموس فهما شاهدي الدفن.

     لهذا السبب نفهم لماذا قال كاتب سنكسار الكنيسة قائلاً: في هذا اليوم الذي هو الأحد الثالث من الفصح نُعيّد للنسوة حاملات الطيب القديسات ونكمّل أيضاً ذكر يوسف الرامي الذي كان تلميذاً مخفياً ومعه نيقوديموس التلميذ الليليّ.

     إن النسوة الحاملات الطيب المتأله عقولهن هنّ اللواتي بشّرن تلاميذه بقيامة المسيح كما يقول القديس يوحنا الدمشقي: أيها المسيح إن النسوة المتألهة ألبابهن قد بادرن خلفك بطيوبهن. والذي كن يلتمسنه كمائت وهن باكيات قد سجدن له إلهاً حياً وهن فرحات وبشرن تلاميذك بالفصح السري.

     إن بشارة الفصح السرية أي قيامة المسيح المدعوون نحن أن نؤيدها أيها الإخوة الأحبة متمثلين بالفكر المسيحي للنسوة الحاملات الطيب من الشجاعة والعظمة والمحبة والتكريس اللواتي خَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. (مرقس 16: 7) وأيضاً بالتلاميذ يوسف ونيقوديموس اللذان أظهرا نفس المحبة والتكريس والشجاعة جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. (مرقس 15: 43).

إن قيامة المسيح من بين الأموات أيها الإخوة الأحبة ليس هو إلا ملكوت الله والمدعوون نحن إِلَى مَلَكُوتِهِ وَمَجْدِهِ. (1تسالونيك 2: 12). كما يقول القديس بولس الرسول. آمين

المسيح قام…حقا قام

وعلى مائدة المحبة القى غبطة البطريرك خطاباً مام المدعوين:

خطاب صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد حاملات الطيب في مدينة الرملة

تعريب كلمة البطريرك: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 

 كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي حَيَاةٍ جديدة (رومية 6: 3-4)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

     إن كنيستنا الآوروشليمية المقدسة لها الامتياز المقدس وهو أن تُكرِّم بوقارٍ وإجلال ذكرى النسوة الحاملات الطيب القديسات وتلميذيّ يسوع المسيح الخفيّين نيقوديموس ويوسف في هذه المدينة المباركة آريماثيا أي ما تُعرف اليوم بالرملة.

     إن عيد اليوم الذي هو في الأساس يخص عيد الأعياد وموسم المواسم أي الفصح ليس هو عيدٌ خارجي شكلي بل هو عيدٌ روحيٌ داخلي. لهذا فإن هدف إيماننا المسيحي وحياتنا في المسيح هو هدفٌ واحدٌ فريدٌ وهو أن نقوم مع المسيح القائم. لهذا فإن القديس مكسيميوس المعترف يقول: إن هذا الذي دخل في قوة القيامة السرية قد أدرك بالخبرة لأي سبب كوّن المسيح العالم.

    إن القديس بولس الرسول يدعونا نحن المسيحيون أن نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي حَيَاةٍ جديدة (رومية 6: 3-4). إن هذه الحياة الجديدة في المسيح هي ضرورية إن أردنا أن نهرب من الموت الروحي كما يكرز الحكيم العظيم بولس لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. (بولس 8: 13-14)

     إن رسالة وهدف بطريركيتنا الرومية الأرثوذكسية التي هي الكنيسة الآوروشليمية الأرثوذكسية قد كانت وستبقى رسالة الحفاظ وخدمة المزارات والأماكن المقدسة من جهةٍ، والاهتمام الرعوي لأبنائها المسيحيين من جهةٍ أخرى، أي حماية الثقافات والتقاليد وبالأخص الهوية القومية الدينية ونشر بشارة المحبة والبر والسلام لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات. آمين

المسيح قام… حقاً قام

مكتب السكرتارية العام




عيد القديس جوارجيوس اللابس الظفر في “العبرية”

إحتُقل يوم السبت الموافق 11 أيار 2019 بعيد القديس العظيم في الشهداء  جوارجيوس اللابس الظفر في الدير المسمى على أسمه والمعروف أيضاً بدير ” العبرية” بسبب وجوده في الحارة العبرية في البلدة القديمة في المدينة المقدسة أورشليم.

ترأس خدمة القداس الالهي سيادة رئيس أساقفة اللد ذيميتريوس سكرتير المجمع المقدس يشاركه في الخدمة آباء من أخوية القبر المقدس وبحضور عدد من زوار الدير. وقاد جوقة الكنيسة من طلاب المدرسة الأكليريكية المرتل الأول في كنيسة اقيامة السيد قسطنطين سبيروبولوس.

 بعد القداس الالهي إستضافت الرئيسة الروحية للدير وراسمة الأيقونات فيه والمشرفة على ترميمه الراهبة مريانا سيادة المطران مع الآباء والحضور للضيافة في ساحة الدير.

مكتب السكرتارية العام 




غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الالهي في كنيسة القديس جوارجيوس التابعة لممثلية البطريركية الرومانية

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أيار 2019 خدمة القداس الالهي في كنيسة القديس جوارجيوس التابعة لممثلية البطريركية الرومانية الواقعة في القدس الغربية إحتفالاً بعيد القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس اللابس الظفر.

شارك صاحب الغبطة في خدمة القداس الالهي أصحاب السيادة: متروبوليت الناصرة كيرياكوس, رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, متروبوليت ألينوبوليس يواكيم, ورئيس أساقفة مادبا أريسطوفولوس, وشارك أيضاً ألارشمندريت ايرونيموس, ممثل البطريركية الرومانية في القدس الأرشمندريت ثيوفيلوس, الأرشمندريت يوحنا, الأرشمندريت ذوميتيانوس, الأرشمندريت أثاناسيوس من البعثة الروسية, والشمامة الأب ماركوس, الأب جوارجيوس (خضر) والأب إفرايم من البطريركية الرومانية. ورتلت خدمة القداس باليونانية والرومانية بحضور مصلين من الجالية الرومانية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر في ممثلية الكنيسة الرومانية في القدس

   كلمة البطريرك: تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. (يوحنا 15: 26) قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ لاَ تَعْثُرُواسَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ عِبَادَةً للهِ. (يوحنا 16: 1-2)

قدس الأب الأرشمندريت ثيوفيلوس الجزيل الاحترام ممثل صاحب الغبطة بطريرك رومانيا كيريوس دانيال في كنيسة آوروشليم

أيها الإخوة المحبوبون في الرب يسوع المسيح

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

     لقد بزغ ربيع النعمة وأشرقت قيامة المسيح المجيدة التي جمعتنا اليوم في ذكرى القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر، لهذا فقد التأمنا في هذه الكنيسة التي تحمل اسم القديس جاورجيوس لكي نُسبِّحَ شاكرين الإله الواحد المثلث الأقانيم ونمجد المسيح إلهنا القائم من بين الأموات. ولكي نُعلن الوحدة في المسيح، وحدة الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة، أي ما بين البطريركية الآوروشليمية العريقة وبطريركية رومانيا ونشهد على إيمان شهيد دم المسيح القديس جاورجيوس اللابس الظفر.

      لقد سبقت قيامة ربنا يسوع المسيح البهية آلامه المنزهة عن آلام بحسب لاهوتهِ. أي أن ألوهته عند صلبهِ وموتهِ كانت منزهه عن آلام، وقد أصبح مشتركاً في آلام المسيح وقيامته الشهيد المؤمن جاورجيوس وبالتالي صار مساهماً في ملكوت السماوات فإن محبة وشوق جاورجيوس قد تغلبت على الطبيعة البشرية فأقنعت العاشق بأن يصل بالموت إلى معشوقهِ المسيح الإله مخلص نفوسنا (كما يقول المرتل).

     إن مضطهدي جاورجيوس وقاتليهِ كانوا يظنون أنهم يقدِّمونَ عبادةً لله بقتلهم إياهُ كما أكدّ الرب في قولهِ لتلاميذهِ” تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ عِبَادةً للهِ(يو 16: 2) حقاً إن كثيراً من أعمال الشيطان قد أُجريت ونُفِذَت تحت لباس خدمة الله وكنيستهِ المقدسة، عدا عن الحروب العنيفة ضد تعاليم كنيسة المسيح القويمة (1 تيم 1: 10). ويجلسون في هيَكل الله (2 تس 2: 4). ولكنهم لا ينتصرون على الحقيقة كما يشهد بذلك القديس يوحنا الإنجيلي في سفر الرؤيا (فالمؤمنون شهداء المسيح) غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ. مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. (رؤيا 12: 11-12).

      لهذا فإن كنيسة المسيح تصدح مرنمة بفم مرنمها مبتهجة” فلتفرحْ السماواتُ وتتهللِ الأرضُ بلياقةٍ واجبة وليُعيّد العالم كلّه أجمع الذي يُرى والذي لا يرى لأن المسيحَ قد قامَ مسروراً مؤبداً. 

     إن استشهاد صديق المسيح جاورجيوس له مكانة خاصة بين جوق شهداء الكنيسة. وهذا لأنه لا يخص بالزمن التاريخي للموت والفساد بل لزمن عيشة أخرى أبدية بحسب القديس يوحنا الدمشقي أي زمن موت القيامة المحيية لمخلصنا المسيح.

      يدعو القديس بولس الحكيم الشهادة الحية لشهداء المحبة والحق الذي هو  المسيح أَنَا هُوَ وَالْحَقُّ (يوحنا 14: 6) بأنهم أعضاء الكنيسة المؤمنون الذين جاهدوا بالصبر الموضوع أمامهم لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. (عبرانيين 12: 1-2)

     إن القديس جاورجيوس يتميز ليس فقط بأنه واحد من سَحَابَةٌ مِنَ شُّهُودِ الكنيسة ولكنه يحظى بالإكرام أيضاً من المسكونة كلها حتى في عصرنا الحالي، هذا العصر الذي يُعرف بأنه ضد الكتاب المقدس وضد إيماننا المسيحي الأرثوذكسي.

     ونقول هذا لأن القديس جاورجيوس كممثل عن سحابة الشهود، شهود المحبة والحق وشهود بِر وعدل المسيح وهو يُعرف عالمياً ومسكونياً واسمه مُكرمٌ ويحمله كثيرون من غير الأرثوذكسيين وأيضاً من غير المسيحيين. فهو يدعونا اليوم في ذكراه المقدسة في هذا العيد ويدعو جميع كنائسنا الأرثوذكسية الشقيقية أن نعمل بما أوصانا بهِ القديس بولس الرسول وهي: “أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا.كُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِمُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. (أف 4: 1-3) فمن أجل وحدة الإيمان ومن أجل ترسيخ الإيمان كما يقول القديس يوحنا الدمشقي فقد كان شهداء الرب متأيدين بالرجاء وقد اتحدوا نفساً بمحبة صليبك وأبادوا تمرد العدو وجوره. فنالوا الأكاليل وهم يتشفعون مع العديمي الأجساد من أجل نفوسنا.

ختاماً نتضرع إلى القديس جاورجيوس العظيم في الشهداء مع سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم لكي يتشفعوا إلى المسيح إلهنا ومخلصنا الذي تجسد منها وصلب وقام من بين الأموات لكي يمنح نفوسنا السلام وعظيم الرحمة مع هذا العالم أجمع.

إلى سنين عديدة

المسيح قام

مكتب السكرتارية العام

 




الأحتفال بعيد القديس جوارجيوس اللابس الظفر في الدوحة

إحتفلت مطرانية قطر التابعة للبطريركية الأورشليمية بعيد القديس جوارجيوس اللابس الظفر في كاتدرائية القديسين أسحف السرياني والقديس جوارجيوس في العاصمة القطرية الدوحة, ولأسباب رعوية تم الإحتفال بهذا العيد يوم الجمعة الموافق 3 أيار 2019.

مساء يوم الخميس أقيمت خدمة صلاة الغروب وتقديس الخبز بحضور سيادة رئيس أساقفة قطر كيريوس مكاريوس وكهنة الكنيسة.

صباح يوم الجمعة ترأس سيادة رئيس أساقفة قطر كيريوس مكاريوس خدمة القداس الالهي الإحتفالي بمشاركة أبناء الجاليات الأورثوذكسية في الدوحة. خلال القداس حضر وزير الخارجية اليوناني السيد جورج كاتروغالوس مع عدد من معاونيه يرافقه وزير اليونان في قطر السيد قسطنطين اورفانيذيس.

بعد القداس أقيم زياح أيقونة القديس جوارجيوس حول الكنيسة ومن ثم مادبة غذاء في قاعة الإحتفالات.

رئاسة أسقفية قطر