1

الإحتفال بعيد القديس إفثيميوس في البطريركية

إحتفت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 2 شباط 2019 بعيد القديس البار المتوشح بالله أفثيميوس الذي يُعد من أباء الكنيسة الكبار. وقد ولد هذا القديس في ارمينيا سنة 377 ميلادي وكلمة أفثيميوس في اليونانية تعني السرور وذلك لسرور والديه وفرحهما بولادته. رسم كاهنا في وطنه وفوض اليه الأعتناء بالأديرة القائمة هناك.
ذهب الى فلسطين وكان أبا روحيا لكثير من الرهبان والمتوحدين أضافة الى كونه واعظا فصيحا قاوم بعظاته الهراطقة ، فكان من المدافعين عن الأيمان الأرثوذكسي ، ويعتبره بعض المؤرخين بأنه من أعلام الكنيسة الشرقية. وقد عاش 96 عاما حيث توفي سنة 473 م.

أُقيمت صلاة العيد في دير القديس أفثيميوس التاريخي الموجود في المدينة المقدسة اورشليم في البلدة القديمة بجانب دير عذراء صدنايا وهو دير تقطنه راهبات برئاسة الراهبة خرستونيفي كذلك تسكن في هذا الدير بعض الأسر المقدسية. كنيسة الدير هي كنيسة تاريخية تحتوي على أيقونات تعود الى عدة قرون خلت ، أضافة الى ذخائر القديس المحفوظة بالدير بكل ورع وخشوع.

أحتفالاً في هذه المناسبة اقيمت خدمة القداس الإلهي في كنيسة القديس أفثيميوس ترأسها سيادة المطران يواكيم متروبوليت ألينوبوليس يشاركه عدد من الكهنة والرهبان والمرتلين من اخوية القبر المقدس وطلاب المدرسة البطريركية, وبحضور رئيسة وراهبات الدير. وشارك جمع من المصلين المحليين والزوار من خارج البلاد.

خلال القداس الالهي حضر الى الديرغبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث للتبارك يرافقه عدد من الآباء, وفي نهاية القداس استضافت رئيسة الدير الراهبة خريسونيمفي ومشرف الدير قدس الأب نيكيتاس غبطة البطريرك والأساقفة والآباء مع المصلين في مقر الدير.

مكتب السكرتارية العام




غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الالهي في بلدة برقين

ترأس صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يوم الجمعة 1 شباط 2019 خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في بلدة بُرقين الواقعة شمالي مدينة نابلس في منطقة السامرة في الكنيسة المقامة على المغارة التي فيها سكن العشرة برص معزولين عن الناس بسبب مرضهم .

ذُكرت حادثة شفاء العشرة برص على يد السيد المسيح في إنجيل لوقا الإصحاح ال 17.

 ترأس خدمة القداس الالهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة أصحاب السيادة المطارنة كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة, كيريوس أريسترخوس  السكرتير العام للبطريركية, رئيس دير الرعاة في بيت ساحور الأرشمندريت إغناطيوس, الأرشمندريت حنانيا, والآباء الأجلاء الأب سمعان, الأب سبيريدون والأب أثاناسيوس  والشماس الأب ماركوس. ورُتلت خدمة القداس باللغتين اليونانية والعربية وحضر عدد من أهالي البلدة والمنطقة هذه الخدمة المُباركة.
غبطة البطريرك ألقى عظته الروحية في هذه المناسبة :

وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَال بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ وَرَفَعوُا صَوْتًا قَائِلِينَ: يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا (لوقا 17: 12-13)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها الزوار الأتقياء

    إنّ رحمةَ رَبنا ومُخلصنا يسوع المسيح التي لا حدّ لها قد قادت أقدامنا اليوم إلى هذا المكان والموقع المُقدس حيث تمَّ شفاء العشرة برص والذي يُعرف بِ بُرقين. لكيّ نقدم نحن أيضاً واجبَ الشكر والعرفان مُمجدين ربنا بابتهاجٍ.

    إنّ موقع برقين المقدس لا يُعرف بأنه مكان شفاء العشرة برص فقط كما ذكر الإنجيلي لوقا البشير بل هو أيضاً مكان شهادةٍ حية بأنّ ربنا يسوع المسيح هو إله تام وإنسان تام وهو الذي تنبأَ عنه اشعياء قديماً: «هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا. (متى 8: 17) وأيضاً يذكر الإنجيلي لوقا في مكان آخر أنهُ ذَاعَ الْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ.” (لوقا 5: 15).

    إنّ إنجيل اليوم أيها الإخوة الأحبة ليس هو مجردُ مَثلٍ من أمثال يسوع بل هو حدثٌ أخذ حيزاً في المكان والزمان ونقول هذا لأن هذه الكنيسة البيزنطية الأثرية للروم الأرثوذكس هي مبنيّة ومشيّدة على مكان المغارة التي كان يُعزل بها العشرة بُرص في تلك القرية التي كان يسوع ماراً بها عندما كان ذاهباً إلى آوروشليم مُجتازاً في وسط السامرة والجليل. (لوقا 17: 11)   

   إن محبة الله ورحمته التي لا حدّ لها تُعطى وتُمنح لكل إنسان يؤمن بالله، فالعشرة برص كلهم قد صاحوا جميعاً بصوتٍ عظيمٍ قائلين: يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا (لوقا 17: 13). إن هذا الصوت العظيم الذي رفعه البرص كان صوت تضرعٍ وطلب استغاثة حقيقيٌ كما يُفسر القديس ثيوفيلكتس قائلاً: بالرغم من أنهم كانوا بعيدين عن الرب فإن صلواتهم وتضرعهم جعلته، (أي الرب)، يقترب إليهم. وتقترب إليه، (أي للرب)، جميع صلوات البشر الذين يطلبونه بإيمان.

   ويقول القديس متى الإنجيلي وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب. (متى 4: 23).

   لقد طلب العشرة برص رحمة وتحنن ابن الله يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا (لوقا 17: 13) وذلك لأنهم آمنوا ووثقوا به ووضعوا أنفسهم وأملهم في الشفاء بين يديه، وهذا لأن الإنسان الذي مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَزَهَرِ الْحَقْلِ كَذلِكَ يُزْهِرُ. (مز102: 13)، عندما يواجه مصاعب ومعضلات صحيّة جسديّة ونفسيّة عصيبة، لا يستطيع أن يَتّكل ويستند على نفسه إذ يرى ذاته أنه ينهار ويتبدد، فهذا الإنسان المُنهار يثق ويؤمن برحمة الله ومحبته للبشر الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. (1تيموثاوس 2: 4)

   يقول النبي داؤود شاكراً الله بعرفان: أيها الرَبُّ إِلهِي، إليكَ صَرختُ فَشَفَيْتَنِي  . يا رَبُّ، أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. (مزمور 29: 3-4) أي يا ربي وإلهي إليك صرخت في ضعفي ووهني فشفيتني، نعم يا رب لأنك أعدتني إلى الحياة من حافة الجحيم قد نجيتني بعد أن أحصيتني بين الأموات المحمولون إلى القبور.

    فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ (أي من البرص) لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِرًا لَهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا. (لوقا 17: 15-16) أي أجنبي فالسامري كما يفسر القديس كيرلس الإسكندري كان ينحدر من سوريا لهذا فإن الرب قد أطلق عليه الأجنبي أي غريب الجنس. فهذا السامري الأجنبي من جهةٍ قد عبّر عن شكره وعرفانه للمسيح ممجداً الله لشفاء جسده ومن الجهة الأخرى كشفَ عن قوة الإيمان الخلاصية عندما سمع قول المسيح له قُمْ وَامْضِ، إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ (لوقا 17: 19).

   وعلى العكس من ذلك فإن نكران الجميل وجحود التسعة البرص الآخرين كما قال الرب «أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟ (لوقا 17: 17). فإنه يظهر من سؤال يسوع أن التسعة الآخرين قد عادوا إلى حالة الخطيئة التي هي مَرَض النفس أو بالأحرى كان يقصد بَرَص النفس وهذا لأن نكران الجميل والجحود هو خطيئة، فهي تتجاهل وتُهمل دور الله المُحسن والمحب البشر، وتُظهر حماقة الإنسان وأنانيته.

   فها أيها الإخوة الأحبة قد تبين لنا لماذا يحث القديس بولس الرسول تلميذه تيموثاوس وليس فقط تلميذه بل جميعنا وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، (2 تيم 3: 2) ولَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ. (2تيم 3: 5)

   ونحن كأعضاء جسد المسيح السري أي كنيسته فإننا نحصل على إحسانات الله والأشفية التي صارت لنا من المسيح كلمة الله المتجسد ومن برص طبيعتنا البشرية كما يقول آباء الكنيسة المتوشحين بالله.

إننا نحصل على الشفاء من أمراضنا النفسية والجسدية في الكنيسة وبالكنيسة إذ أن الكنيسة هي مستشفىً وعيادةً لكل المقبلين إليها والمشاركين في حياتها الليتورجية والأسرارية بخوفٍ وإيمانٍ ومحبةٍ وضميرٍ نقيٍ.

   إن طريقنا أن نعطي مجداً وشكراً لله وأيضاً كما يوصنا القديس الرسول قائلاً: وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ.لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ، حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ. (كولوسي 3: 8-11)

آمين

بعد الخدمة قام غبطة البطريرك بتكريس قاعة الكنيسة الجديدة التي بادر وأشرف على بنائها الراهب المتوحد فيساريون مسؤول المزارو وبعدها أعد مأدبة طعام على شرف غبطة البطريرك والوفد البطريركي.

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بعيد القديس أنطونيوس الكبير في البطريركية

إحتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الأربعاء 30 كانون ثاني 2019 بعيد القديس أنطونيوس الكبير في الكنيسة المساة على إسمه الموجودة في دير القديس نيقولاس بجابب البطريركية.

يُعتبر القديس انطونيوس “أب ألاسرة الرهبانبة”. كتب سيرة حياتة القديس أثاناسيوس, عاش نحو 105 سنوات في زمن ذكليتيانوس, ماكسيميانوس وحتى فسطنطين الكبير. استقر القديس في هذه البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة.هناك حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مرعبة. حوالي عام 305م اضطر أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه، فكان يعينهم ويرشدهم، وإن كان قد عاد إلى وحدته مرة أخرى. إن كان هذا العظيم بين القديسين هو مؤسس نظام الرهبنة (الوحدة)، فإن حياته تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية، خاصة نظام الوحدة, وعاش مدافعاً عن الايمان المسيحي ضد الهرطقات في المجمع المسكوني الاول في نيقيه.

ترأس خدمة قداس العيد قدس ألايكونومس نيكيتاس بحضور رهبان ومصلين محليين ومن الخارج, وبعد القداس إستضاف مُشرف الدير الاب ماركوس المصلين في قاعة الدير.

مكتب السكرتارية العام 




تذكار سلاسل القديس بطرس الرسول المُكرمة

إحتفلت بطريركية الروم الاورثوذكسية يومالثلاثاء 29 كانون الثاني 2019 بعيد تذكار السلاسل المُكرمة للقديس بطرس الرسول هامة الرسل.
حسب سفر اعمال الرسل (12), القديس بطرس الرسول سُجن على يد الملك هيرودوس أغريباس بهدف قتله, “ولما كان هيرودس مزمعا أن يقدمه كان بطرس في تلك الليلة نائما بين عسكريين مربوطا بسلسلتين وكان قدام الباب حراس يحرسون السجن. وإذا ملاك الرب اقبل ونور أضاء في البيت فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلا قم عاجلا فسقطت السلسلتان من يديه ( ايات 5-7)”.

وحسب التقليد المقدس هذا السجن موجود في دير القديس نيقوذيموس احد تلاميذ السيد المسيح لكنه لم يكن يعلن ذلك خوفاً من اليهود وهو التلميذ الذي قام بدفن جسد الرب المخلص بعد موته على الصليب.
وبهذه المناسبة اقيمت صلاة الغروب وخدمة القداس الالهي في كنيسة سجن القديس بطرس الرسول التي ترأسها سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس, واشترك مع سيادتة آباء من اخوية القبر المقدس, وعدد من المصلين وزوّار الدير.
بعد صلاة الخدمة استضاف رئيس الدير الارشمندريت مكاريوس سيادة المطران والآباء مع الضيوف المصلين لتقبٌل التضييفات في قاعة الدير.

مكتب السكرتارية العام 




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس ثيوذوسيوس

في يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني 2017, احتفلت البطريركية والكنيسة الاورثوذكسية في الاراضي المقدسة بعيد القديس ثيوذوسيوس في الدير المكرّس له والمسمى على اسمه.
يعرف باللغة العربية أيضاً بدير دوسي وابن عبيد، ويقع الدير، بحسب التقليد، حيث استراح المجوس في طريق عودتهم بعد زيارتهم للمسيح الطفل في بيت لحم، على بعد حوالي عشر كيلومترات شرقي بيت ساحور، مدخل صحراء يهوذا، مبني على أطلال الدير الذي أسسه القديس ثيودوسيوس – عطا لله – عام ٤٦٥ م. وتظهر المغارة التي استراح فيها المجوس كأحد أهم أقسام الدير حتى اليوم.
بلغ الدير أوجه بين القرنين الخامس والسابع الميلادي حيث احتوى على أربع كنائس وكان عدد الرهبان الذين يعيشون داخل الدير ٧٠٠ بينما الذين يعيشون في المناسك حول الدير حوالي ٢٥٠٠ راهب وراهبة، يتسمون بالمحبة والطاعة والنسك والجهاد الروحي.

وبالإضافة إلى الكنيسة التي يقام فيها القداس الإلهي، كان هناك أيضاً مدرسة للاهوت ومشاغل وإسطبلات للحيوانات ومرافق أخرى. لكن تلك المرافق والأنشطة لم تدم طويلاً بسبب الهجمات الفارسية عام ٦١٤ م وذبح ٥٠٠٠ راهب. لكن الدير عاد للازدهار بين القرنين الحادي والثاني عشر، وفي العهد الصليبي بالقرن الخامس عشر تُرك الدير وأصبح ملاذاً للبدو من قبيلة ابن عبيد، ومن هنا جاءت التسمية.

في عام ١٨٨١ م، قام مدير مدرسة الصليب الكريم اللاهوتية – المصلبة – بشراء أطلال الدير من البدو، وعام ١٨٩٦ م قام بطريرك القدس آنذاك بوضع حجر الأساس للدير الجديد، وتم تدشين البناء الحالي عام ١٩٥٢ م.

سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيودوسيوس (عطا الله) ترأس خدمة صلاة الغروب في هذا الدير التاريخي, وفي اليوم التالي أي صباح يوم العيد ترأس خدمة القداس الالهي في الدير غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه الوكيل البطريركي في بيت لحم سيادة المطران ثيوفيلاكتوس, سيادة متروبوليت االبصرى تيموثيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس , سيادة رئيس أساقفة جبل طابور ميثوديوس , آباء وشمامسة من أخوية القبر المقدس, كهنة الرعية الاورثوذكسية في بيت لحم والمنطقة ومن الكنيسة اليونانية, وعدد كبير من المصلين من القرى المحيطة وحجاج من اليونان, قبرص, روسيا واوكرانيا. ورتل خدمة القداس الالهي المرتل الأول في كنيسة القيامة السيد قسطنطين بيروبولوس ورهبان دير القديس سابا.

 والقى غبطة البطريرك كلمة معايدة بهذه المناسبة :

 

إن البرية الجدباء بهطل دموعك أخصبت. وأتعابك الشاقة بتصعيد زفراتك أثمرت إلى مئة ضعفٍ. فأصبحتَ كوكباً للمسكونة يتلألأ بالعجائب يا أبانا البار سابا فتشفع إلى المسيح الاله في خلاص نفوسنا.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها الزوار المسيحيون الأتقياء،

لقد تلألأ بالعجائب أبينا البار ثيوذوسيوس الذي أخصبَ البرية وجعلها تثمرُ ثمراً روحياً وطبيعياً. قد جمعنا اليوم في هذا الدير المقدس المُشيّد على اسمه لكي نُكرّم تذكارهُ الموقر، فالقديس يوحنا اللاهوتي الإنجيلي في سفر الرؤيا يقول:” عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَقٌ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْأمم (رؤيا 15: 3).

حقاً لقد سار أبينا البار ثيوذوسيوس في طريق الرب العادلة والمستقيمة فأضحى رئيساً للأديار، أي أنه هو الذي أدخل طريقة تنسك رهبان أخوية دير الشركة وليس هذا فقط بل قد صار معلماً للبرية أي مُرَبٍّ للحياة الروحية في المسيح لأولئك الذين تنسكوا على يدهِ كما يؤكد مرنم الكنيسة قائلاً: إلى كل الأرض خرج صوت أعمالك الباهرة أيها الأب البارُّ. فنلت بها في السماوات ثواب أتعابك. فإنك أفنَيْتَ مربعات الشياطين. ولحقت بطغمات الملائكة الذين غرت من سيرتهم. فماثلتهم في العيشة الغير الملُومة. فحصلت على الدالة لدى الربّ. فواصل الابتهال إليه من أجل نفوسنا.

حقاً أيها الإخوة الأحبة إن أبينا البار ثيوذوسيوس قد لحق بطغمات الملائكة لأنه غارَ من سيرتهم عدا عن هذا فإن كاتب سنكساره المقدس أي سيرة حياته يُدوّن الكثير من العجائب التي لا تُحصى التي اجترحها القديس زمان حياته الأرضية والرهبانية.

فقد اقتدى أبينا البار ثيوذوسيوس بالقديس يوحنا المعمدان سابق الرب فقد كان نموذجاً ومثالاً لهُ، ولاسيما أيضاً القديسين العظماء الذين نسكوا في محيط نهر الأردن وفي فلسطين عامةً أمثال القديس افثيميوس الكبير وسابا المتقدس ولا سيما القديس سمعان العامودي الناسك العظيم الذي كان في أنطاكيا. ويقول كيرلس اسكيثوبوليتس كاتب سيرته فيقول: إن ثيوذوسيوس الذي من كبادوكية قد كان مستوطن السماء فهو مجد فلسطين، وافتخار البرية، وعضد الرهبان، وجندياً محامياً عن العقائد القويمة، ومرشداً وحامياً للأديار ولقوانينها. فقبل أن يأتي إلى ههنا حيث هذا الموضع أعلى الجبل الذي أنشأ فيه هذا الدير المقدس، فالشيخ لونجينوس الذي كان من طغمة المُميزين أي ما يعرف اليوم بأخوية القبر المقدس، هذا الشيخ قد سلّمهُ إلى امرأة مغبوطة تقية اسمها إيكيليا، كانت تملكُ قلايةً صغيرة وكنيسة جلوس والدة الإله. حتى ذاع اسمه فانتُخبَ رئيساً على هذه الكنيسة من جميع رهبان كنيسة جلوس والدة الاله.

لقد تميّز أبينا البار ثيوذوسيوس بأنه مُستوطنٌ عظيمٌ لصحراء فلسطين وذلك لأنه سمع لأقوال المزمور أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ، لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَذَاكِرِي وَصَايَاهُ لِيَعْمَلُوهَا. (مز 102: 17-18)

إن وصايا الرب والتي علينا نحن أن نعمل بها ونحفظها أيها الإخوة الأحبة ليست بعسيرةٍ وشاقّةٍ إذ يقول الرب لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ (متى 11: 30)

إن حياة الإنسان هي وقتيةٌ وأما رحمة الرب فهي للأبد لأن الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَزَهَرِ الْحَقْلِ كَذلِكَ يُزْهِرُ. (مز 102: 15)

إنّ مخافة الرب هي شرطٌ ضروري حتى نحظى بمراحم الله وغنى لطفه الذي لا يُحصى إذ أن التفكر بوصايا الله والتذكر بها ليس كافياً بأن نحظى برحمة الله بل علينا أن نعيش ونعمل بالوصايا. وذلك لأن القديس بولس الرسول يقول أنتم الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ (غلاطية 3: 27)

فالمسيح الذين نحن مدعوون أن نلبسه ليس هو إلا آدم الجديد الذي بزغ ظاهراً من أبِ النور الإلهي الذي شهدَ لهُ نزول الروح القدس بهيئة حمامةٍ في مجاري نهر الأردن عند اعتماده من يوحنا. إن المسيح آدم الجديد النور الغير المخلوق. الذي سُمِعَ له الصوت وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. (مرقس 1: 11) قد لبسه أبينا البار ثيوذوسيوس.

يُكرز القديس بولس الرسول قائلاً: إن ربنا يسوع المسيح الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ. (1تيم 6: 16) إذ لا تستطيع العيون المائتة والفانية أن تتحمل رؤية المجد الإلهي. وذلك لأن الإنسان لا يقدر أن يرى وجه الله ويعيش. ولكن في الحياة الأخرى فإن المُنتقلين سيُعاينوه. كما يقول الرب طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ. (متى 5: 8)

لقد نجح أبينا البار ثيوذوسيوس الذي نُعيّد له اليوم في تنقية قلبه إذ أنه كما يقول المرتل: لقد كنت مماثلاً للبشر في الطبيعة أيها الأب ثيوذوسيوس ولكنك ظهرت مستوطناً مع الملائكة، لأنك عشت على الأرض كأنك بلا جسد أيها الحكيم وطرحت عنك اهتمامات الجسد لهذا فقد أصبحت مُشاركاً ومُعايناً للمجد الإلهي في ملكوت السماوات.

ختاماً نتضرع إلى أبينا البار ثيوذوسيوس لكي يتشفع فينا لدى إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تأنس من دماء النقية الدائمة البتولية مريم ووُلد في مغارة بيت لحم واعتمد من يوحنا في نهر الأردن فلنمجدهُ يا إخوة مع المرنم قائلين: لقد وافت الاستنارة وظهرت النعمة وحضر الفداء واستنار العالم فيا شعوب امتلئوا فرحاً. آمين

مكتب السكرتارية العام