1

البطريركية تحتفل بتذكار نقل رفات القديس جوارجيوس اللابس الظفر الى مدينة اللد

إحتفلت البطريركية الأورشليمية والكنيسة الأورثوذكسية في الأراضي المقدسة يوم الجمعة 16 تشرين ثاني 2018 بتذكار نقل رفات القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس اللابس الظفر الى مدينة اللد مسقط رأس والدته من روما مكان إستشهاده, حيث أمر الإمبراطور ديوكلتيانس بقطع رأسه في القرن الرابع ميلادي, فقام خادمه سقراطيس بنقل جثمانه من مكان استشهاده إلى مدينة اللد وعمل خادمه على إخفاه جثمانه إلى حين تمّ نقل جسده الطاهر من مكان استشهاده إلى مدينة اللد في فلسطين سنة 323م، ووضع في الكنيسة التي شيدها على إسمه هناك الإمبراطور قسطنطين الكبير ( 274 ـ 337 ). 

أقيمت خدمة القداس الالهي في كنيسة القديس جواجيوس في مدينة اللد  التي قامت يوجد بها قبر القديس, وترأس خدمة القداس سيادة رئيس أساقفة يافا كيريوس ذماسكينوس كهنة وآباء من أخوية القبر المقدس وبمشاركة حشد كبير من المصلين من داخل البلاد وخارجها وبحضورالسفير اليوناني في تل أبيب السيد ذيميتريوس بيكاس.

يُعتبر القديس جاورجيوس من أبرز قديسي الكنيسة وأقربهم إلى عواطف المؤمنين وأكثرهم شهرة وشيوعاً في الإكرام الذي يُقَدِّمه له عامة الناس . يتسمّى المؤمنون باسمه أكثر من أي اسم لقديس آخر كما أن العديد من الكنائس والأديرة والمدن سُمِّيَت باسمه واتّخذته شفيعاً لها. 

مكتب السكرتارية العام

 




الإحتفال بعيد القديس العظيم في الشهداء ذيميتريوس الفائض الطيب

إحتُفل في البطريركية الاورشليمية يوم الخميس  8 تشرين ثاني 2018 بعيد القديس العظيم في الشهداء ذيميتريوس الفائض الطيب, في كنيسة القديس ذيميتريوس الموجودة في أخوية القبر المقدس وموجودة أيضاً هناك مدرسة القديس ذيميتريوس (مار متري).

ترأس خدمة صلاة الغروب والقداس الالهي سيادة رئيس أساقفة طابور كيريوس ميثوديوس يشاركه عدد من آباء ورهبان أخوية القبر المقدس ومرتلي كنيسة القيامة وكنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة. كما اشترك بالخدمة طلاب المدرسة الاكليريكية صهيون المقدسة وطلاب ومعلمي مدرسة القديس ديميتريوس (مار متري) لتكريم شفيع المدرسة.

خلال خدمة القداس حضر للكنيسة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع بعض آباء أخوية القبر المقدس لأخذ شفاعة القديس ديميتريوس, وبعد القداس أقام أساتذة وطلاب مدرسة مار متري إستقبالاً لسيادة المطران والأباء والمصلين في قاعة المدرسة.

عن حياة القديس

الشهيد العظيم والقديس صاحب المعجزات ديمتريوس كان مسيحياً وابن ضابط كبير في تسالونيكي في القرن الرابع الميلادي كان الابن الوحيد لوالده لذلك اعتنى بتربيته جيداً . عندما توفي والده رشحه الإمبراطور الروماني ماكسيميان خلفاً لأبيه. كان ماكسيميان معادياً للمسيحية فأوكل إلى ديمتريوس مهمة قتل المسيحيين في المدينة .

لكن ديمتريوس لم يطع الإمبراطور وبدلاً من ذلك أخذ يبشر بالمسيحية ، وعندما نما هذا إلى علم الإمبراطور غضب، وأثناء عودته من الحروب ضد السارمتيين عرّج على تسالونيكي للإطلاع على الوضع هناك حيث استدعى ديمتريوس وسأله عن عقيدته فاعترف ديمتريوس بإيمانه واشمئزازه من الوثنية، مما جعل الإمبراطور أن يأمر باقتياد ديمتريوس إلى السجن. فعرف ديمتريوس مصيره، ووزع خادمه لوبوس ثروته على الفقراءكما طلب لوبوس منه الصلاة من أجل الشاب المسيحي نسطر الذي قبل أن يتحدى المصارع العملاق لوهاوش الوثني وفي السجن ظهر ملاك الرب على ديمتريوس وقال له : ” السلام عليك، رغم عذابك وتألمك، تحمل من أجل السيد المسيح، وكن قوياً وشجاعاً “.

بعد بضعة أيام أرسل الإمبراطور جنوداً إلى السجن لقتل ديمتريوس، وصل الجنود الزنزانة ووجدوا ديمتريوس يصلي فقتلوه طعناً بالحراب. أخذ المسيحيون الجسد سراً ودفنوه، وتحولت بقاياه إلى مر زكي الرائحة ومفيض الطيب وشافٍ، وبعد مدةٍ وجيزة بنيت كنيسة صغيرة على رفاته، وعندما صلى رجل نبيل اسمه ليونسيوس لرفاة القديس ديمتريوس شفي شفاءً تاماً من مرض عضال، فبنى كنيسة أكبر عوضاً عن الكنيسة القديمة.

مكتب السكرتارية العام




قداس الهي في كنيسة الأربعين شهيداً

أقيمت يوم الثلاثاء الموافق 6 تشرين ثاني 2018 اي بعد يوم من عيد القديس يعقوب اخو الرب اول اساقفة أورشليم وشفيع الكنيسة الأورشليمية خدمة صلاة الغروب والقداس الالهي في كنيسة القديسين الأربعين شهيداً التي تقع بجوار كنيسة القديس يعقوب أخو الرب وكنيسة القيامة, وترأس الخدمة سيادة رئيس أساقفة بيلا فيلومينوس يشاركه شمامسة ورهبان.

تم الاحتفال بالليتورجية الإلهية إحياءً لذكرى مؤسسي كنيسة القديس يعقوب الأخو الرسول  وإحياءً لذكرى بطاركة الكرسي الأورشليمي الذين دفنوا فيها. وأقيمت صلاة الذكرانية راحة لنفوسهم.

بعد القداس الإلهي إستضاف وكلاء كاتدرائية يعقوب أخو الرب سيادة المطران والآباء.

مكتب السكرتارية العام




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس يعقوب أخي الرب أول أساقفة أورشليم

إحتفلت البطريركية الاورشليمية وأخوية القبر المقدس يوم الإثنين 5 نوفمبر 2018 بعيد القديس يعقوب اخي الرب أول اساقفة أورشليم في الكنيسة المسماة على إسمه في البطريركية, وهو شفيع الكنيسة الأورشليمية وأخوية القبر المقدس.

ينحدر القديس يعقوب اخو الرب من اليهودية، وقد استحق أن يدعى “أخا الرب” بسبب قرابته للرب يسوع بالجسد والروح. فالقديس يعقوب، بحسب رأي البعض، كان ابن يوسف الخطيب مولوداً له من امرأته التي كانت معه قبل أن يخطب مريم الدائمة البتولية. ويرى آخرون انه كان ابن أخي يوسف، أي ابناً لأخيه كلاوبا من مريم امرأته، والتي كانت ابنة خالة والدة الإله.
فلهذه النسبة كان يدعى أخا ارب (متى:55:13) ويلقبه الإنجيليون بالصغير(مرقس 40:15) تمييزاً له عن يعقوب بن زبدي الذي يلقب بالكبير. وكان يلقب أيضاً “بالصديق” أو “البار” لعظم بره وعدله.
أقيم الرسول يعقوب أسقفاً على أورشليم سنة 34 م. وكانت له مكانة خاصة عند جماعة الرسل، ولكلامه عندها منزلة القانون، كما يتبين من كتاب أعمال الرسل.

وقد‭ ‬قيل‭ ‬إنّه‭ ‬جاء‭ ‬بالكثيرين،‭ ‬يهودًا‭ ‬وأمميين‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭ ‬بالمسيح،‭ ‬فحقد‭ ‬عليه‭ ‬اليهود‭ ‬وقرّروا‭ ‬التخلّص‭ ‬منه‭. ‬وقد‭ ‬وعظ‭ ‬الشعب‭ ‬مرّةً‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬أحد‭ ‬البيوت،‭ ‬أو‭ ‬ربّما‭ ‬من‭ ‬جناح‭ ‬الهيكل،‭ ‬فجاءه‭ ‬الكتبة‭ ‬والفريسيون‭ ‬وألقوه‭ ‬من‭ ‬علوٍ‭ ‬فسقط‭ ‬أرضًا‭ ‬وأصيب‭ ‬ولكنّه‭ ‬لم‭ ‬يمت‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مهووسًا‭ ‬عاجله‭ ‬بضربةٍ‭ ‬عصا‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬فقضت‭ ‬عليه،‭ ‬فرقد‭ ‬في‭ ‬الربّ‭ ‬شهيدًا‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬والستين‭ ‬من‭ ‬العمر.
وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬62‭ ‬للميلاد‭. ‬ثم‭ ‬أن‭ ‬يهود‭ ‬أتقياء‭ ‬أشاعوا،‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬أن‭ ‬محاصرة‭ ‬أورشليم‭ ‬وهدمها‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬السبعين‭ ‬كان‭ ‬عقابًا‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬قتله.

ترأس خدمة صلاة الغروب والقداس الاحتفالي بعيد هذا الرسول العظيم وأسقف كنيسة أورشليم, غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه أساقفة وكهنة أخوية القبر المقدس. 

ورُتلت صلاة القداس باللغة اليونانية والعربية, وحضر عدد كبير من الطائفة الاورثوذكسية من كنيسة القديس يعقوب اخو الرب في القدس وايضاً عدد من الزوار من اليونان, رومانيا وروسيا.
والقى غبطة البطريرك كلمة بهذه المناسبة :

الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الأَبَدِ (مز 36 :29) هذا ما يتفوهُ به صاحبُ المزمور

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

لقد أتينا اليوم بفرحٍ وحبور إلى هذه الكنيسة المقدسة لكي نُكرم تذكار القديس الشهيد في رؤساء الكهنة الرسول يعقوب أخِ الرب أول رئيس أساقفةٍ على كنيسةِ آوروشليم.

إنّ القديس يعقوب الصدِّيق، قد صار وريثاً لأرضِ فلسطين المقدسة وساكنٌ فيها إلى الأبد، وذلك عبرَ خلفاءهِ أي رؤساء الكهنة أساقفة وبطاركة كنيسة آوروشليم.

وعدا عن خدمتهِ الرسولية كأول رئيس كهنةٍ على كنيسة آوروشليم ومقيمٌ دائمٌ إلى الأبد في الأرض المقدسة، فَقد ختم القديس يعقوب خدمتهِ الرسولية بدم استشهاده من أجل محبة المسيح. وأما كرازته وتعليمهِ الخلاصيّ حول الإيمان بالمسيح يسوع كلمة الله المتأنس والتي تشهدُ عليها رسالتهِ الجامعة الموحى بها من الله والذي قام القديس بكتابتها فإن محتوى تعليمُها يرتَكِزُ حول الإيمان والتجارب والصبر.

يقول القديس يعقوب في مُسْتَهلِ رسالتهِ:” اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا (يع 1 :2 -3). وبتوضيحٍ أكثر أنهُ عليكم أن تفرحوا في التجارب والأحزان عندما تعلمون بأن اختبار إيمانكم عبر التجارب والأحزان سيكونُ حصيلتهُ الصبر التام غير المتزعزع.

ويُفسِر القديس إيكومينيوس أقوال القديس يعقوب هذه قائلاً: لا يوجد طريقة أخرى لكي نربح فيها الجوائز والأكاليل العالمية أو الإلهية إلا عن طريق النسك. ويستشهِدُ القديس إيكومينيوس بأقوال حكمة سيراخ التي تقول:” يَا بُنَيَّ، إِنْ أَقْبَلْتَ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ الإِلهِ، فَاثْبُتْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَأَعْدِدْ نَفْسَكَ لِلتَّجْرِبَةِ (حكمة سيراخ 2: 1) وأيضاً بأقوال الرب: “فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” (يو 16: 33) وأيضاً مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ (مت 7 :14)

وبحسب القديس يعقوب إنّ الإيمان لا يجبُ أن يكون محصوراً فقط في “التجربة” المرتبطة بالأحزان والصبر بل بإتمام الأعمال الخيرية والتي تُرضي الله فيتساءَل القديس يعقوب قائلاً: مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ (يع 2: 14)

ويعلقُ القديس يوحنا الذهبي الفم على أقوال القديس يعقوب قائلاً: لقد دعا القديس يعقوب الإيمان بأنه عملٌ لأنك إن آمنت فأنت تُزين حينها إيمانك بالأعمال وهذا لا يعني أن الإيمان يفتقر إلى الأعمال بل أن الإيمان الكامل يجب أن يؤدي تلقائياً إلى الأعمال الصالحة. إن الأعمال يعملها الناس وغايتها الناس كما أن الإيمان يبدأ من الناس لأجل الله. فالإيمان يحتاج إلى الأعمال لكي يتغذى الإيمان وأيضاً لكي نقوم بالأعمال علينا أن نلبس مسبقاً الإيمان.  

وبكلام آخرٍ أيها الإخوة الأحبة إن الأعمال هي تلك التي تُحيي الإيمان وهذا يعني أن الجسد بدون النفس هو جسدٌ ميتٌ، وهكذا فإن الإيمان بدون أعمال الفضيلة ليس إيمانٌ حي بل إيمانٌ ميت كما يؤكِدُ القديس يعقوب قائلاً: لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ. (يعقوب 2: 26)

ويتكلم القديس يعقوب في رسالته الجامعة بسلطانٍ واستقامةٍ إذ إنهُ يُعتبر أحد أَعْمِدَةٌ الكنيسة، بشهادة القديس بولس الرسول في رسالته إلى غلاطية. (غلاطية 2: 9)

وبدون شك ما زال القديس يعقوب أخِ الرب “عمود كنيسة” آوروشليم وسندها وذلك لأنه أصبح مشاركاً في موت صليب المسيح، أي في دمهِ الخلاصيّ إذ أن دم المخلص هو أساس الكنيسة.

وبكلامٍ آخر إن القديس يعقوب يُشكل حجر الأساس لمؤسسة الخلافة الرسولية المقدسة والتي تشكلت من قبل ربنا ومخلصنا يسوع المسيح كما يشهد القديس بولس الرسول فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً. (1 كور 12: 28) والذين يتكون من الخلفاء المباشرين أي الرؤساء المحليين لكنيستنا الأرثوذكسية.

وهذا يعني بأن مؤسسة (الخلافة الرسولية) تشكل الضمان للحفاظ على الحدود الروحية والطبيعية في المكان الذي يحيا ويوجد فيه جسدُ المسيح السريّ أي كنيستهُ. والذي هو أي (المسيح) وَهُوَ رَأْسُ جَسَد الْكَنِيسَةِ (كول 1: 18) كما يُكرزُ القديس بولس الرسول.

 “لنكن مسيحيين حقيقيين” هذا ما يقولهُ القديس المعاصر بورفيريوس فعندما نشعر حقيقةً في أعماق نفوسنا بأننا حقاً أعضاء جسد المسيح السريّ أي الكنيسة بعلاقة محبة مستمرة، وعندما نعيش مُتحدين في المسيح أي أن نحيا بوحدةٍ داخل كنيستهِ بمشاعر حقيقيةٍ بأننا حقاً واحد. إذ إن المسيح صلى لأبيه قائلاً لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. (يوحنا 17: 11-12) فهذا هو أكبر عمق وأكبر معنى تملكهُ الكنيسة لأنه هناك يوجد السر. والسر هو أن يتوحد الجميع كإنسانٍ واحد في الله.

إن مؤسسة الخلافة الرسولية تحيا وتنشط من الروح القدس الفاعل في عبادة الكنيسة العقلية أي سر الشكر الإلهي. لهذا فإن القديس يعقوب يحثُ المؤمنين أن يصلوا اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. (يعقوب 5: 16) وذلك لإثبات قوة وفعالية الصلاة فإن القديس يعقوب يعرض لنا القديس النبي إيليا مثالاً ونموذجاً عن قوة الصلاة كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ (يعقوب5: 17)

لهذا فإننا نحنُ الذين نكرِمُ اليوم تذكار القديس يعقوب ومُصغيينَ إلى قولهِ: “إنّ طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. (يعقوب 5: 16) فنتضرعُ إليه ومع المرتل نهتف قائلين: لقد وضعت شريحة الحياة لكنيسة الله. مشترعاً بالكتابة والكلام بقوة الروح المحيي فتشفع إلى المسيح الإله. طالباً أن يهب غفران الزلات للمعيّدين بلهفةٍ لتذكارك المقدس.

كل عام وأنتم بألف خير

 

بعد القداس الالهي وكما هي العادة سلّم أعضاء اللجنة الكنسية في كنيسة القديس يعقوب أخو الرب مفاتيح الكنيسة لغبطة البطريرك برهاناً على الطاعة الكنسية وانتماء هذه الكنيسة للبطريركية الاورشليمية, بدوره بعد استلامه للمفاتيح قام غبطة البطريرك بإرجاعها للجنة الكنسية مع مباركته وتهانيه للجميع بمناسبة هذا العيد الذي يخص اخوية القبر المقدس والكنيسة ألاورشليمية.

مكتب السكرتارية العام




صلاة المجدلة الكبرى احتفالاً بالعيد الوطني للثامن والعشرين لسنة 1940

أُقيمت في كنيسة القيامة يوم الأحد 28 اكتوبر 2018 صلاة المجدلة الكبرى احتفالاً بالعيد الوطني الذي يسمى بعد “لا” للثامن والعشرين لسنة 1940, وتُقام هذه الصلاة من كل عام شُكراً لله من الشعب اليوناني وتذكاراً لارواح المقاتيلن الذي سقطوا في دفاعهم عم وطنهم وتحريره من الاحتلال الالماني النازي من عام 1940 لغاية عام 1944.

ترأس خدمة صلاة المجدلة الكبرى غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس وبحضور القنصل العام للجمهورية اليونانية في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس والجالية اليونانية وأبناء الطائفة العربية الاورثوذكسية في القدس, وزوار من اليونان.

بعد الصلاة توجه الموكب البطريركي الى دار البطريركية للتهنئة, والقى غبطته كلمة معايدة :

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الاحترام السيد خريستوس سوفيَنوبولس
الاخوة والآباء الأجلاء
أيها المؤمنون، والزوار الحسني العبادة، الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظ الألقاب،

إنَّ يومَ الثامنِ والعشرين من أكتوبر هو ذلك اليوم الذي نصنع فيهِ الذكرى السنوية لآبائنا واخوتنا الذين سقطوا في الدفاع من أجل سلامة الأراضي الوطنية والدفاع عنها ومن أجل دحر النازيين إثر الغزو و الإجتياح، هذه الفاشية البشعة التي أتت وانجبت معسكرات الاعتقالات النازية ومحتشدات أوشفيتز و بيركيناو وغيرها التي كان يتم فيها إبادة الناس الأبرياء.

لهذا فقد قمنا كهنةً وشعباً مع الزوار من الحجاج بالنزول إلى كنيسة القيامة المقدسة حيثُ رفعنا المجدَ والشكر لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي وهبنا الانتصار وظفَر الخير على الشر كما يؤكد الإنجيلي يوحنا إذ يقول:” أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ (1يو 5 :4).

وأيضاً صنعنا تذكاراً وتضرعاً من أجل راحة نفوس الأبطال الذين استُشهِدوا من اجل أُمتنا التقية ومن أجل تراب وأرض الوطن.

إن التجربة المؤلمة للحرب العالمية الثانية قد برهنت أن الرؤية المركزية الإنسانية (والتي تعني أن الإنسان هو مركز العالم وتتمحور حول عبودية الأنا المركزية) لهدف وجود الانسان والعالم ستؤدي حتماً إلى تدمير نفس الانسان وعدميته:” قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: “لَيْسَ إِلهٌ“: )مز 13: 1 (  

ونقول هذا لأن كفاح اليونانيين وتضحياتهم من أجل أكثر الأشياء قدسيةً كانت ملهمةً ومستوحاةً من الرؤية الإلهية المركزية لسبب وجود الإنسان أي من القيم والمبادئ الروحية والأخلاقية الأرثوذكسية اليونانية.

إن هذه الروح المسيحية اليونانية والفكر اليوناني الأرثوذكسي تُجسدها بشكلٍ واضح الذكرى السنوية للثامن والعشرين من أكتوبر عام 1940 والذي نرى أنهُ من الواجب إكرامُ هذه الذكرى.

إنّ ملحمة 1940 الوطنية، لها مكانةً خاصة في تاريخ العالم ولا سيما في تاريخ اليونان المجيد والأمة اليونانية. إذ إن ملحمة 1940 الوطنية قد أثبتت بلا شك لرئيس هذا العالم أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ. (1يوحنا 2: 8)

وللأسف فإننا لا نستطيع أن نكون صامتين حيال ما يجري وهو أنَ أيدولوجيات ومعتقدات النازية والفاشية تهددُ مجدداً البشرية الآن، لكن عبر حركاتٍ وشعاراتٍ جديدةٍ مضلةٍ.

ونقول هذا لأننا قد شَهدنا جميعاً تجاربَ ومحنٍ وحروب هذا العصر في العالم وما يجري من فوضى واضطراباتٍ إقليمية وصراعاتٍ وحروبٍ أهلية واحدةً تلو الأخرى وتعصبٌ ديني وادعاءات بمظاهرها المسيانية التي تُحرِضُ على القتل والعداوة، وما شابه إلى ذلك من أعمالٍ وحشيةٍ إرهابيةٍ وتجارةٍ رخيصة غير أخلاقية تتذرع بحجة الرفاه الاقتصادي وتناقضُ الشرائع والنواميس الإلهية منتهكةً حرية الإنسان بشكلٍ خاص والشعوب بشكل عام.

لهذا فإن ذكرى الثامن والعشرين من أكتوبر سنة 1940 تدعوننا جميعنا لكي نَجْتَهِدَ لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ. (يهو 1: 3).

وبكلامٍ آخر نحنُ مدعوون أن نحافظَ على هذهِ الوديعة المقدسة من الأخلاق والمبادئ والقيم الروحية لتقليدنا الشريف وإيماننا المقدس الذي كافح لأجلها آبائنا واخوتنا،

 وسنرفعُ كأسنا عالياً ونهتفُ قائلين:

عاش الثامن والعشرون من اكتوبر عام 1940،

عاشت اليونان،

عاش الجنس الروميّ الأرثوذكسي التقي

عاشت أخوية القبر المُقدس.

وكل عام وأنتم بألف خير

بعد كلمة صاحب الغبطة القى القنصل اليوناني العام كلمة معايدة عن الدولة اليونانية.

مكتب السكرتارية العام