1

قداس بطريركي إحتفالي في كنيسة القديس نيقولاوس في قبرص

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة أورشليم صباح يوم الأحد الموافق 2 أيلول 2018, خدمة القداس الالهي في كنيسة القديس نيقولاوس التاريخية في كاكوبيتريا في قبرص, وشارك صاحب الغبطة في خدمة القداس الالهي سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسرخوس السكرتير العام للبطريركية, سيادة أسقف أرسينوي نيكتاريوس, آباء من الكنيسة القبرصية وكنائس أخرى وبحضور غبطة رئيس أساقفة قبرص كيريوس خريسوستوموس, وكيل أخوية القبر المقدس في قبرص سيادة متروبوليت البصرى تيموثاوس وسيادة متروبوليت ذوذونيس خريسوستوموس, ورُتلت خدمة القداس باللغتين اليونانية والعربية.

أقيمت خدمة القداس هذه لمباركة مخيمات الشبيبة الأورثوذكسية التي تقام على أرض مطرانية كاكوبيتريا التابعة للكنيسة القبرصية والتي يشارك بها مئة شاب وشابة, 20 من البطريركية الأورشليمية, 20 من بطريركية الإسكندرية, 20 من بطريركية أنطاكيا, و20 من الكنيسة القبرصية حسب قرار مجلس كنائس الشرق الأوسط تحت أسم “المبادرة”.

في اليوم السابق يوم السبت أعد غبطة رئيس أساقفة قبرص مادبة غذاء على شرف غبطة البطريرك في ممثلية أخوية القبر المقدس في نيقوسيا.

خلال المناولة المقدسة في القداس الإلهي في كاكوبيتريا ، أكد كل من غبطة رئيس أساقفة قبرص وصاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة في كلمتهما على أهمية إقامة هذه المخيمات وإستمرارية تعاون الشباب من الكنائس الأورثوذكسية الاربع القديمة, وأهمية التعاون المستقبلي للشعب الأرثوذكسي في شركة المسيح من أجل شهادة مسيحية جديرة بالثناء بكل أرجاء العالم.

وأعقب القداس الإلهي وجبة لرئيسي الكنيستين والأساقفة والآباء ، إلى جانب جميع الشباب والشابات, وخلال الوجبة رتل الحاضرون التراتيل وأنشدوا الأغاني في جو من الفرح والسرور.

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بعيد رقاد والدة الإله في البطريركية الأورشليمية

إحتفلت البطريركية الأورشليمية والكنائس الاورثوذكسية في الأراضي المقدسة صباح يوم الثلاثاء الموافق 28 آب 2018 (15 آب شرقي) بعيد رقاد الكلية القداسة والدة الإله والدائمة البتولية مريم العذراء.

من دير الجسثمانية حيث يوجد قبر السيدة العذراء المقدس أقيمت خدمة القداس الإلهي الذي يترأسه كما في كل عام غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه السادة المطارنة من المتروبوليتيين ورؤساء الأساقفة  وآباء ورهبان أخوية القبر المقدس وممثلين عن الكنائس الأورثوذكسية الأخرى.ورتلت  التراتيل الخاصة وطوروبارية العيد “في ميلادك حفظت البتولية وصنتها، وفي رقادكِ ما أهملت العالم وتركته يا والدة الإله، فإنك انتقلت الى الحياة يا ام الحياة فبشفاعتك أنقذي من الموت نفوسنا”  بالعربية واليونانية على مسامع جميع الحاضرين والمشاركين بهذا القداس الاحتفالي.

وحضر القداس الالهي  القنصل العام لليونان في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس وعدد كبير من المصلين  المؤمنين المحليين والزوار الحجاج القادمين من اليونان وروسيا ورومانيا وقبرص وبلدان أخرى. وفي أجواءٍ ساد فيها الخشوع والصلاة، نالوا نعمة القربان المقدس بعد صيام العذراء الذي استمر نحو أسبوعين.

ثم تلى غبطة البطريرك العظة الروحية عن واقعة الرقاد وفضائل سيدتنا ووالدتنا مريم العذراء التي اختيرت من بين جميع النساء لتكون والدةً للإله ومخلص الشعوب والتي دائماً نرجو أن تكون شفاعتها معنا جميعاً. 

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رقاد والدة الإله العذراء مريم  28-8-2018

أيتها البتول الكلية القداسة، التي لم تعرف زواجاً، إن السماوات تبتهجُ في رقادك المجيد، وأجناد الملائكة يسرُّون، والأرض تفرحُ بأسرِها مُرتلةً لك تسبيحةَ الوداع الرثائية، يا أمّ سيْد الكل، المنقذةَ الجنس البشري، من القضاء المُبرَم على الجدَّيْن.  هذا ما يصرّحِ بهِ مرنم الكنيسة،

أيها الإخوة الأحباء

أيها المؤمنون، والزوار الحسني العبادة

اليوم كَنِيسَةُ الأَبْكَار المَكْتُوبة أسماؤهم فِي السَّمَاوَاتِ (عبر 12: 23) تبتهجُ وتفرحُ معَ الكنيسةِ التي على الأرض في التذكار الشريف لعيدِ انتقالِ الفائقة البركات سيدتنا والدة الإله مريم. لهذا فإننا بفرحٍ نَهتِفُ ونقول مع الملاك جبرائيل: افرحي أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ (لو1: 28) افرحي يا مركبة اللاهوت بجملته، افرحي يا من بولادتك وحدك قَرَنتِ الأرضيينَ مع العلويين. افرحي يا من هيَ بعدَ الولادةِ بتولٌ، وبعدَ الموتِ حيَّة، يا والدة الإله أنت تخلِّصين ميراثك دائماً.

 

يقول المرنِمُ:” يا والدة الإله، إنّ الذي حلَّ في مستودعك الطاهر (أي الإله الكلمة)، بحالٍ مستغربةٍ متجسّداً، وهو (أي المسيح) قد تقبَّل روحك الكليّة القداسة، وأراحها في نفسهِ كابنٍ بارٍّ، فلذلك نسبّحكِ أيتها البتول، ونزيدك رفعةً، على مدى الدهور.

حقاً إن الفائقة القداسة والدة الإله هي “بعد الموت حيَّة” وذلكَ لأنَّ موتها الطبيعي قد صار موتاً جالباً وحاملاً للحياة فقد أدخلها هذا الموت إلى مجدِ حياةِ ابنها الوحيد ربنا وإلهنا يسوع المسيح.

ويفسر القديس قوزماس مرتل الكنيسة هذا الحدث العجائبي إذ يقول: لقد خُرِقت فيكِ نواميس الطبيعة يا والدة الإله، أي أن حدود الطبيعة قد غلبت في شخصك أيتها العذراء الطاهرة.

وبكلام آخر إن الموت الطبيعي لوالدة الإله الدائمة البتولية مريم لم يستطع ولم يقوَ على إلحاق الفساد والانحلال في جسدها القابل الإله بل أصبح موتها كما يقول قوزماس ناظم التسابيح مرقاةً للحياة السرمدية الفضلى.

وبحسب القديس يوحنا الدمشقي فإنه من حقِ تلكَ التي استضافت واقتبلت في بطنها كلمة لله أن تسكن في المظال والمساكن الإلهية، فكان يجب على تلك التي حفظت بتوليتها سالمة عند الولادة أن يبقى جسدها بلا فساد بعد الموت.

وفي هذه الوقت والزمن المبارك الذي نقدم فيه الشكر والعبادة بقرب قبر أم الإله البهيّ فإنه يدعونا جميعنا بإيمانٍ ثابتٍ غير متزعزعٍ أن نتقدم ونغرف المواهب الإلهية من نبع الفرح والسرور أي الفائقة القداسة والدة الإله التي اقتبلت في أحشاءها “الينبوع الذي لا ينقطع جريانه” بحسب القديس يوحنا الدمشقي.

ويحثنا النبي إشعياء قائلاً أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ (إش 55: 1) فها نحن أيها الإخوة الأحبة في مكان الجسمانية المقدس حيث يدعونا قبر أم الإله عبر فم القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: ها أنا أصرخ إليكم واخاطبكم من أقوال الإنجيل و أقول: اقتربوا أيها العطاش إلى الشفاء من الأمراض، و إلى العتق من أهواء النفس إلى الميناء في العاصفة، إلى الغفران للخطأة، والتشجيع العطوف للمبتلين والعون السريع لجميع الذين في النوائب، إلى الراحة في ملكوت السماوات فليقبل إليّ (إلى قبر أم الإله)من يريد أن يغترف و يشرب من ماء النعمة القوي و الفعّال  للكثير.

هلمّوا نلتئمُ يا جميع المؤمنين القريبين والبعيدين كي نتضرعُ إلى الفائقة البركات المجيدة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم ومع المرنم نهتف ونقول:

يا أمّ الإله الحيّ، تقبَّلي منّا ترنيمة الوداع الرثائيَّة، وظلّلينا بنعمتك الإلهيّة الباعثة الضياء، مانحةً الظفر للملك، وسلاماً للشعب المحبّ المسيح، ولنا نحن المرتّلين، الغفران وخلاص النفوس. آمين

وكلُّ عامٍ وأنتم بألف خير

 

بعد انتهاء صلاة عيد الرقاد، استضاف الرئيس الروحي لدير الجسمانية ورئيس أساقفة أبيلا كيريوس ذوروثيوس في قاعة الدير غبطة البطريرك  مع السادة المطارنة والآباء من أخوية القبر المقدس  وجموع المصلين، حيث تبادل الجميع المعايدات وأخذ المؤمنون فرصة نيل بركة غبطة البطريرك في هذا اليوم العظيم.

مكتب السكرتارية العام

 

 




خدمة صلاة جناز رقاد سيدتنا والدة الإله في دير الجسثمانية 2018

أقيمت صباح يوم الإثنين 27 آب 2018 حسب التقليد للبطريركية الاورشليمية الاورثوذكسية خدمة صلاة جناز رقاد سيدتنا والدة الاله في دير الجسمانية مكان قبر السيدة العذراء المقدس.

هذه الخدمة تُقام حسب العادة في البطريركية الاورشليمية من كل عام بمناسبة عيد رقاد السيدة العذراء, حيث بدأت المسيرة التقليدية من باب البطريركية على وقع اجراس كنيسة القيامة يترأسها غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يرافقه اساقفة وكهنة من أخوية القبر المقدس ومن الكنائس الأورثوذكسية الأخرى.

مر الموكب البطريركي بدرب الآلام مروراً بدير القديس خرالامبوس, ثم من حبس السيد المسيح, كنيسة القديسين جدّي المسيح يواكيم وحنه, كنيسة القديس استيفانوس وأخيراً في دير الجسمانية, حيث دخل غبطة البطريرك مع ألآباء مرتلين طروبارية رقاد السيدة “بميلادك حفظت البتولية وصنتيها في رقادك ما اهملت العام وتركته….”

داخل الكنيسة بدأت خدمة جناز رقاد السيدة العذراء وحمل الاباء السرير الموضوع بداخله ايقونة رقاد السيدة ووضعوه في وسط الكنيسة, وبدأت خدمة تقاريظ جناز السيدة العذراء يرتلها الاساقفة والكهنة ومرتلي كنيسة القيامة بقيادة الارشمندريت اريستوفولوس, “الطاهرة في قبر…”, “ان باستحقاق نعظمك يا والدة الاله….”, “ان الاجيال ترفع التسبيح لدفنك يا عذراء….”. وحضر ايضاً القنصل اليوناني العام في القدس وحشد كبير من المصلين المحليين من كل المناطق وزوار من الخارج, والقى سيادة متروبوليت سيريس كيريوس ثيولوغوس من الكنيسة اليونانية عظة روحية عن الفائق قدسها السيدة العذراء.

بعد ذلك رُتل قانون التسابيح والمجدله الكبرى وقام غبطة البطريرك والاساقفة بالسجود وتقبيل ايقونة جسد العذراء ووضعوا السرير بجانب قبر العذراء , وبعدها جاء دور المؤمنين للسجود وأخذ الزهور عن السرير. وصلى غبطة البطريرك طلبةً من أجل سلام العام.

وإستضاف سيادة رئيس أساقفة أبيلا ذوروثيوس الرئيس الروحي لدير الجثسمانية غبطة البطريرك والحضور بعد الخدمة.

مكتب السكرتارية العام




مسيرة نقل أيقونة رقاد السيدة العذراء لدير الجسثمانية

أجريت صباح يوم السبت 25 آب  (الموافق 12 آب شرقي) 2018 مسيرة نقل ايقونة رقاد السيدة العذراء, من ممثلية الجسثمانية الواقعة مقابل كنيسة القيامة المقدسة الى كنيسة قبر العذراء الواقعة في وادي كيدرون او منطقة الجسمانية, في المكان الذي شهد احداث مهمة من حياة السيد المسيح والذي شهد ايضا صعود جسد السيدة العذراء الطاهر من قبرها الى السماء بواسطة ابنها الاله السيد يسوع المسيح.

وفقا لقانون الكنيسة الارثوذكسية يتبع نقل هذه الايقونة المقدسة من كنيسة قبر العذراء الى ممثلية الجسثمانية في البلدة القديمة امام كنيسة القيامة المقدسة في تاريخ 12 آب (شرقي) من كل عام وتبقى هناك حتى 23 آب, اذ يقوم اعادتها الى مكانها في كنيسة قبر السيدة العذراء في الجسثمانية.

وهكذا ابتدأت المسيرة في ساعات الصباح من كنيسة السيدة قبالة كنيسة القيامة, التي تدعى ايضا ممثلية الجسثمانية, حيث حمل سيادة رئيس أساقفة بيلا ذوروثيوس الرئيس الروحي لدير الجسثمانية أيقونة رقاد السيدة وشاركه في ذلك العديد من أخوية القبر المقذس من اساقفة وآباء وحمل الرهبان والراهبات الشموع واصطفوا عن يمين ويسار الايقونه بكل خشوع واجلال للفائقة قدسها وتبعهم جموع المصلين من كل الاجيال مرتلين الصلوات للعذراء الطاهرة وشارك في هذه المسيرة الكبيرة العديد من المؤمنين والزوار من الخارج الذين انتهزوا فرصة وجودهم في الاراضي المقدسة وقدموا لكي يشاركوا في هذه المناسبة الكبيرة.
عبرت المسيرة شوارع القدس القديمة مرورأ بطريق الالام حتى الوصول الى كنيسة الجسثمانية حيث وضعت الايقونة المقدسة في مكانها وراء قبر العذراء المقدس وبعد ذلك اقيمت خدمة البراكليسي الكبير للفائقة قدسها  والقداس الالهي بمشاركة العديد من الكهنة والاباء.

مكتب السكرتارية العام




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد التجلي

إحتفلت البطريركية الاورشليمية والكنائس الاورثوذكسية في الاراضي المقدسة يوم الأحد 19 آب 2018 بعيد تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على جبل طابور.
” و بعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس و يوحنا و يعقوب و صعد الى جبل ليصلي و فيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة و لباسه مبيضا لامعا و اذا رجلان يتكلمان معه و هما موسى و ايليا اللذان ظهرا بمجد و تكلما عن خروجه الذي كان عتيدا ان يكمله في اورشليم و اما بطرس و اللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم فلما استيقظوا راوا مجده و الرجلين الواقفين معه و فيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع يا معلم جيد ان نكون ههنا فلنصنع ثلاثة مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة و هو لا يعلم ما يقول و فيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم فخافوا عندما دخلوا في السحاب و صار صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا و لما كان الصوت وجد يسوع وحده و اما هم فسكتوا ولم يخبروا احدا في تلك الايام بشيء مما ابصروه”. (لوقا الاصحاح9 28-36).

الاحتفال في جبل طابور

اقيمت صلاة السحر وخدمة القداس الالهي (في منتصف الليل) بعد صلاة السهرانية في باحة دير التجلي في جبل طابور, حيث نُصبت المائدة المقدسة على منصة كما تُجرى العادة, وترأس خدمة القداس الالهي غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث شاركه بالخدمة اصحاب السيادة المطارنة كيريوس اريسترخوس رئيس أساقفة قسطنطيني السكرتير العام للبطريركية, كيريوس ميثوذيوس رئيس أساقفة جبل طابور, كيريوس يواكيم متروبوليت الينوبوليس, كهنة الطائفة الاورثوذكسية من قرى ومدن الناصرة والجليل وعدد من آباء أخوية القبر المقدس, كهنة الكنائس الاورثوذكسية الشقيقة من رومانيا, روسيا, اليونان واوكرانيا. وقاد خورس الترتيل بالعربية قدس الارشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي في مدينة عكا. وحضر عدد كبير من المصلين كما في كل عام من جميع قرى ومدن الجليل ومنطقة الناصرة بالاضافة الى زوار من روسيا, اليونان, رومانيا اوكرانيا وقبرص.

والقى غبطة البطريرك كلمة للمؤمنين بمناسبة هذا العيد:

لقد أخذ المسيح بطرس ويعقوب ويوحنا إلى جبلٍ عالٍ على انفرادٍ. وتجلّى قدّامهم. فأشرق وجههُ كالشمس. وصارت ثيابهُ بيضاءَ كالنور. وظهر موسى وإيليا يتكلّمان معهُ. وظلّلتهم سحابةٌ منيرةٌ. وإذا صوتٌ من السماء يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي بهِ سُررت. فلهُ اسمعوا. هذا ما يتفوهُ بهِ مرنمُ الكنيسة

 أيّها الإخوة الأحباء،

أيّها الزّوار الأتقياء الحسني العبادة،

إن ّ اللاَّبِسُ النُّورَ كَثَوْبٍ (مز 103 :2) ربنا ومخلصنا يسوع المسيح قد جمعنا اليوم من كافة أقطار الأرض على جبل ثابور المقدس، لكي نحتفل في حدث تجليهِ البهيّ الخلاصيّ ونصبحُ مساهمين ومشاركين في نورِ ثابور.

نورٌ هو الله الآب، نورٌ هو الابنُ وكلمة الله، نورٌ هو الروح القدس الذي يُنير الخليقة كلها كما يقول المرتل. إن هذا النور الأزلي هو الذي أشرقَ وأضاء من وجه المسيح عند تجلّيه على هذا الجبل المقدس كما يشهدُ بذلك الإنجيلي متى، أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَوَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. (متى 17: 1-2)

 ويُجيب القديس يوحنا الذهبي الفم على سؤال: ماذا يعني التجلي؟ وماذا يعني بأن يسوع المسيح قد تَجلّى؟ فيقول بأن يسوع المسيح لم يُظهر كلَّ ألوهتهِ ومجدهِ بل قوةً صغيرةً منها بقدر ما كان يستطيع التلاميذ الموجودين رؤيتها.

ويستند القديس غريغوريوس بالاماس على تعليم الآباء المتوشحين بالله إذ يقول بأن الجميع يستطيعون أن يتذوقوا فرح نور التجلي وذلك لأن نور تجلي مخلصنا يسوع المسيح هو مقدمة ضياء ونور الحياة المستقبلية للمختارين في ملكوت السماوات كما يقول الرب لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ (متى 22: 14)

يقول القديس غريغوريوس بالاماس إن هذا النور قد رآه منتخبي تلاميذ المسيح كما نسمع في تراتيل هذا العيد الإلهي فقد رأوا على جبل ثابور بهاء جمال العنصر الإلهي الذي يفوق النور لمعاناً وبهاءً. رأوا الجمال الإلهي الذي يفوق كل عقلٍ وكل فكرٍ الذي بمعونته يستطيع الإنسان أن يصير إلهاً وأن يخاطبه وجهاً لوجه. رأوا ملكوت الله الأبدي والدهري الذي لن يكون بعده أيَ مملكةٍ ولا يستطيع أي عقل بشري أن يستوعب هذا النور ويُدركه بفكره، وذلك لأنه نورٌ سماويٌ نقيٌ أزليٌ بهيٌ دهريٌ يُنشئُ عدم فساد مُؤلهٌ الذين يستحقون التأله. رأوا النعمة الواحدة التي للآب والابن والروح القدس. قد عاينوها بأعينهم الجسدية بطريقة تفوق الطبيعة.

إن نور ثابور أيها الإخوة الأحبة يستطيع أن يُدركه المؤمن التقي من خلال التواضع والمحبة الكاملة للمسيح. عدا عن هذا فإن جميع قديسي كنيستنا قد صاروا مشاركين في هذه الخبرة وقد أدركها ووصل لها القديسون والأبرار وشهداء الكنيسة الذين قدموا ذواتهم لأجل محبة المسيح والأبرار عبر الصلاة المستمرة وتطهير ذواتهم على الدوام، فالقديس يوحنا الدمشقي يقول: بأن الهدوء هو أم الصلاة فالصلاة هي ظهور المجد الإلهي فعندما نحفظ حواسنا ونكون في خلوة مع الله (وتتوطدُ علاقتنا  بالله) فنتطهر ونتحرر من غوغاء واضطراب العالم ونعود لأنفسنا عندها سندرك بوضوح بأن ملكوت الله في داخلنا، فالمسيح هو الحياة، وهذه الحياة موجودة في أعماق كلّ إنسان منّا،وذلك لأن ملكوت السماوات التي هي مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ (لوقا 17: 21)   كما قال الرب وما علينا إلّا الغوص لاكتشاف الحياة الأبديّة، والملكوت الذي يدعونا الله إليه.

 إن هذا الحدث العجيب والُمستَغرَبْ الذي صار يوم تجلي مخلصنا يسوع المسيح يختص بسر التدبير الإلهي والذي قمتهُ هي آلام صليب ربنا وقيامته من بين الأموات ولنسمع ماذا يرنم مرتل الكنيسة قائلاً:” لمّا تجلّيت قبل صلبك يا رب، شابه الجبل سماءً، وانبسطت السحابة كمظلّة، وشُهد لك من لدن الآب. وكان حاضراً بطرس مع يعقوب ويوحنا، بما أنّهم يكونون معك في حين تسليمك. حتى إذا شاهدوا عجائبك لا يجزعوا من آلامك. فأهّلنا أن نسجد لها بسلامٍ لأجل رحمتك العظمى.

وبكلام آخر إن الهدف الثاني من ظهور المجد الإلهي أي قوة ربنا هي إظهار بهاء وضياء حالة ما بعد القيامة. وهذا ما يؤكد عليه القديس بطرس الرسول في رسالته الثانية الجامعة إذ يقول: إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُلأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ».وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ. (1 بطرس 1: 16-18)

ومن خلال شهادة القديس بطرس الرسول الشخصية الصادقة يدعونا جميعاً اليوم نحن مكرمي تذكار حدث التجلي الإلهي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح أن نصبح وارثين لنور مجد ثابور الذي لا يُسبر غوره لأَنَّ إِرَادَةُ اللهِ هِيَ قَدَاسَتُكُمْ. (1 تسالونيك 4: 3). وذلك من خلال تغيّر كامل في الذهنية والاهتمامات والتصرّفات وعدم إدانة الآخرين والسعيّ الدائم إلى التوبة من خلال جهادٍ حقيقيّ مقرونٌ بالصلاة والصوم من دون كللٍ أو ملل.

وختاماً مع المرنم نهتف ونقول لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. وبِنُورِكَ نُعاينُ نُورًا. (مزم 35: 10) فأهلنا لاستنارتك أيها المسيح إلهنا بشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وتضرعات الرسل القديسين بطرس ويعقوب ويوحنا.  وبتوسلات الأنبياء المجيدين موسى المعاين الله وإيليا الراكب المركبة النارية واجعلنا مستحقين لمعاينة نورك الأزليّ.

آمين

خلال القداس الالهي اشترك المصلون في سر المناولة المقدس لغفران الخطايا والشركة مع المسيح المخلص, وقام غبطة البطريرك بقراءة صلاة العنب حسب الطقس المتبع لهذا العيد.
في الصباح  ترأس سيادة رئيس أساقفة بيلا فيلونيموس خدمة القداس الالهي بمشاركة كهنة ورعايا الطائفة العربية الاورثوذكسية في الجليل  ومن أخوية القبر المقدس.

في الجسمانية

ترأس خدمة صلاة العيد سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس يشاركة عدد من كهنة ورهبان أخوية القبر المقدس بحضور عدد من المصلين والزوار .

في رام الله

اقيمت خدمة القداس الالهي في دير التجلي حيث تراس الخدمة سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس بحضور أبناء الرعية الاورثوذكسية في رام الله, واشترك المصلون بسر المناولة المقدس وبصلاة العنب حسب العادة. وإستضاف رئيس الدير الأرشمندريت غلاكتيون سيادة المطران والمصلين على مائدة طعام.

مكتب السكرتارية العام