ألإحتفال بعيد النبي أيليا التسبيتي (مار الياس) في البطريركية

إحتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الخميس 2 آب 2018 بعيد النبي ايليا واقيمت خدمة القداس الالهي بهذه المناسبة في دير النبي ايليا الواقع على الطريق ما بين القدس وبيت لحم.
هذه الكنيسة القديمة مبنية في المكان الذي هرب اليه النبي ايليا من وجه الملك آخاب وزوجته ايزابيل اللذان ارادا ان يقتلانه بعدما سمع الله صلاته وتحدا ايليا انباء البعل وانزل ناراً من السماء واكلت ذبيحة التقدمة التي قدمها على جبل الكرمل.

“وأخبر أخآب إيزابل بكل ما عمل إيليا، وكيف أنه قتل جميع الأنبياء بالسيف
فأرسلت إيزابل رسولا إلى إيليا تقول: هكذا تفعل الآلهة وهكذا تزيد، إن لم أجعل نفسك كنفس واحد منهم في نحو هذا الوقت غدا
فلما رأى ذلك قام ومضى لأجل نفسه، وأتى إلى بئر سبع التي ليهوذا وترك غلامه هناك
ثم سار في البرية مسيرة يوم، حتى أتى وجلس تحت رتمة وطلب الموت لنفسه، وقال: قد كفى الآن يارب. خذ نفسي لأنني لست خيرا من آبائي
واضطجع ونام تحت الرتمة. وإذا بملاك قد مسه وقال: قم وكل فتطلع وإذا كعكة رضف وكوز ماء عند رأسه، فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع
ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال: قم وكل، لأن المسافة كثيرة عليك
فقام وأكل وشرب، وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارا وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب .ودخل هناك المغارة وبات فيها. وكان كلام الرب إليه يقول: ما لك ههنا يا إيليا”
(سفر الملوك الاول اللاصحاح التاسع عشر)

ترأس خدمة صلاة غروب العيد سيادة رئيس أساقفة جرش ثيوفانس, وترأس خدمة القداس الالهي غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة في الخدمة سيادة المطران  اريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, كهنة كتدرائية يعقوب اخو الرب, رهبان وآباء ورؤساء ألاديرة من اخوية القبر المقدس وعدد من المصلين المحليين من القدس وبيت لحم بالاضافة الى الزوار من الخارج.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس النبي إيليا التسبيتي 2-8-2018

إنّ التسبيتي (إيليا) قد حصل معايناً لله. فإنّه، مع موسى، قد أبصر الأمور التي لم ترها عينٌ، ولم تسمع بها أذُنٌ، ولم تخطر على قلب بشرٍ من الأرضيين، مشاهداً الربّ الضابط الكلّ، على طور ثابور متجسّداً. هذا ما يتفوهُ بهِ مرنمُ الكنيسة.

أيها الأخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح،

أيها الزوار المسيحيون الأتقياء،

إنّ نعمة الروح القدس قد جعلتنا نلتئم اليوم في هذا الهيكل الكليّ الوقار، هيكل القديس إيليا النبي اللاهجُ بالله، لكي نقدِّمُ الشكر والتسبيح ممجّدين المسيح إلهنا الذي شرَّفه ولنهتف بفرحٍ وابتهاجٍ قائلين: افرح أيها الملاك الأرضي والإنسان السماوي، يا إيليا العظيم الاسم.

يتميزُ النبي ايليا بين الانبياء ليس فقط لأنهُ سبقَ وتنبأَ عن تجسدِ كلمةِ الله بل لأنهُ عاينَ أيضاً المسيحُ مخُلصنا على جبلِ طابور في يومِ التجلي الإلهيّ مع موسى النبي وقد أبصر الأمور التي لم ترها عينٌ، ولم تَسمعُ بها أذُنٌ، ولم تخطرُ على قلب بشرٍ من الأرضيين.

 وعدا عن هذا فإن القديس الانجيليّ لوقا البشير يذكرُ النبي إيليا عند ظهور ملاك الرب لزخريا مُعلِناً لهُ عن ولادةِ ابنٌ لهُ هو النبي يوحنا السابق إذ” يَتَقَدَّمُ (يوحنا) أَمَامَهُ (أي أمام المسيح) بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ (لو 1: 17) أي بموهبة ايليا النبي الروحية وقوته.

ويُقَدِمُ لنا الرسول القديس يعقوب أخِ الرب في رسالتهِ الجامعة مثالاً عن قوةِ الصلاة مُقدِماً نموذجاً لنا يُقتدى بهِ هو القديس ايليا النبي إذ يقول:” طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا.كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. (يع 5: 17 – 18).

 إنّ الموهبةَ والعطية الإلهية لشخصيةِ القديس إيليا النبي تظهرُ فعّالةً بقوةٍ وغيرةٍ إلهية في العهد القديم والعهد الجديد كارزةً بالتوبة والعودة إلى الله ومحاربةً ضلالة الأوثان التي انجر الشعبُ لها.

 وبكلامٍ آخر إنّ مساهمة إيليا كانت حاسمةً في الحفاظ على التاريخ الإلهي الذي تَكَشّفَ للنبي موسى على جبل سيناء أي التوحيد الأخلاقي الذي هو عبادة الله الواحد وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: «أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ الشعب فَقَالَ: «لَمْ أُكَدِّرْ الشعبُ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ الْبَعْلِ (3 مل 18 :17-18) وأنبياء الخزي (3 مل 18: 19).

ومن الجدير بالذكر أن “أنبياء الخزي” هم كهنة البعل الذينَ كانوا يصنعونَ نبوءاتٍ من شعوذتهم وسحرهم من جهةٍ ومن الجهة الأخرى كانوا يخدمون آلهة عشتروت وأفروديت بالخلاعة والفسق وأعمالٍ ماجنةٍ مخزيةٍ لهذا أُطلق عليهم بكهنة الخزي.

إنّ رسالة القديس إيليا النبوية وكرازتهِ ودعوته للتوبة لها أهميةٌ لاتزالُ باقيةً إلى الآن وعلاقةً مباشرةً لِما يحصلُ في عصرنا الحالي من الآثام والانشقاقات والبدع. فلاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ (2 تس 2: 3 -7) ويضيف القديس بولس قائلاً لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ.

وهنا لابد أن نتساءل أيها الأخوة الأحبة عن ما هو المقصود بالارتداد والآثام؟ إنهُ الضلال ابْنَ إِبْلِيسَ! عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! الذي (أي ابليس) لاَ يزَالُ يُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ (أع 13 :10) بحسب الحكيم بولس.

” إن سُبُل الرب كلها مستقيمة” وما هي تلك السُبُل؟ إنها وَصايا الله أيّ استنارةُ الروح القدس التي تُعطى للبشر لكي تَجعلهُم يَصِلوا إلى حقيقةِ المسيح عبرَ توبتهم كما يقول النبي حزقيال” عِنْدَ رُجُوعِ الشِّرِّيرِ عَنْ شَرِّهِ وَعِنْدَ عَمَلِهِ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ، فَإِنَّهُ يَحْيَا بِهِمَا.“(حز 33: 19) وبتوضيحٍ أكثر إنه عدلٌ عندما يتوبُ الخاطئ ويترُكُ خطيئتهُ ويصنعَ البِرَ فإنهُ يعيشُ حياةً سعيدةً بسبب حياته الفاضلة وبكلام آخر إنّ الانسان مدعوٌ للتوبة عبر حريتهِ واختيارهِ ومسؤوليتهِ الشخصية أمام الله. ونعمة الله هي تلك التي تفعلُ في التائبين. فحيثُ تَكثُر الخطيئة تُعطى النعمة بوفرةٍ كما يقول القديس بولس الرسول حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا (رو 5: 20) وفي مكانٍ آخر يقول وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ ­لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ­ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ. (تي 3 :4-5).

 سأل الرب النبي إيليا قائلاً لهُ مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟ (3 مل 19 :13) فأجاب إيليا بأنَّه مملوءٌ غيرةً على مجدِ الرب، لكن قد حطَّمهُ اليأس، إذ لم يعد بعد يرى أحدًا يعبدُ الرب بإخلاصٍ غيره إذ قال” غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي (3 مل 19: 14) فأراد الله لإيليا أن يريهِ علامات حضورهِ عبر أربعة ظواهر “رِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ” و” زَلْزَلَةٌ و “نَارٌوصَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيف.”(3 مل19 :11-12).  وهذا علّم النبي أنهُ في حالات القنوط واليأس ووهن الجأش وانتصار الشر يجبُ أن يُفكِرَ في محبة وطول أناة الله. لأن (الله) لا يشاءُ موت الخاطئ إلى أن يرجع ويتوب لأن الرب يقول:” لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ:”

ختاماً أيها الأخوة الأحبة فأننا نتضرعُ إلى النبي إيليا المتوشحُ بالله ووالدة الإله الفائقة القداسة العذراء مريم لكي يتشفعوا من أجلنا إلى إلهنا المحبُ البشر ومع المرنم نهتف ونقول”إنّ إيليا النبي، لمّا شاهد آثام الناس الكثيرة، ومحبّة الله للبشر التي لا تحدّ، احتدم غيظاً، وأنشأ كلام القساوة لدى المتحنّن هاتفاً: أيها القاضي العادل، أسخط على الذين عصوك. لكن تحنّن الصالح، لم يجنح بالكلية لعقوبة الذين خالفوه، لأنّه، على الدوام، يتوقّع توبة الجميع، المحبُّ البشر وحده.

آمين

بعد القداس استضاف رئيس الدير الارشمندريت باييسوس الحضور في قاعة الدير وأعد مأدبة طعام على شرف غبطة البطريرك والوفد المرافق له.

 

مكتب السكرتارية العام

 




تنصيب قدس الأرشمندريت رفائيل وكيلاً بطريركياً لشمال الأردن

أقيمت يوم السبت الموافق 28 تموز 2018 مراسم تنصيب قدس الأرشمندريت رفائيل وكيلا بطريركيا لشمال الأردن في مدينة إربد, والذي إنتثخب لهذا المنصب من قبل المجمع الأورشليمي المقدس.  وأجريت مراسم .التنصيب وخدمة القدس الألهي في كنيسة القديس جوارجيوس في إربد 

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الالهي يشاركة بالخدمة سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة كيرياكولوليس خريستوفوروس, سيادة رئيس أساقفة مادبا أريسطوفولوس, قدس الأرشمندريت رفائيل, منطقة شمال الأردن وآباء من أخوية القبر المقدس. 

غبطة البطريرك القى كلمة بهذه المناسبة لقدس الأرشمندريت رفائيل الوكيل البطريركي الجديد وللمصلين:

يحث هامة الرسل القديس بطرس الرسول الرعاة قائلاً: ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي فيْكُمْ مُتعاهدينَ لها، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ(1بط5: 1-3)

قدس الأب الأرشمندريت رفائيل،

لقد أخذَ المجمعُ المقدس بعين الاعتبار سنوات خدمتك الطيبة والمباركة في مدينة بيت لحم في كنيسة المهد ذلك المكان المقدس حيث المغارة القابلة الإله ونشاطك بغيرةٍ إلهية مقدسة على الرعية وتقدمها وعلو شأنها، لذلك وبتوصية أبوية   بطريركية قد قمنا بتعيينكم وكيلاً بطريركياً في شمال المملكة الأردنية الهاشمية ومقرها المدينة العظيمة إربد.

إنك مدعوٌ الآن لتسلّم هذه الخدمة الرعوية الجديدة في حقل كنيستنا الآوروشليمية المقدسة أم الكنائس، مُصغياً بإمعانٍ لأقوالِ هامةِ الرسل بطرس الرسول قائلاً: فَمَنْ الّذي يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟ (بطرس 3: 13)

ونقول هذا من جهةٍ لأن الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ (متى 9: 37) ومن الجهةِ الأخرى لإنّ اهتمامات: “هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ (أي إنجيل المسيح) فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. (متى 13: 22). كما يتضِحُ من علامات الأزمنة.

 لقد كان القديس الرسول يعقوب أخو الرب أول رئيسِ أساقفةٍ على كنيسةِ آوروشليم وقد سيمَ من قِبَلِ ربنا يسوع المسيح وقد أخذ الإكليروس هذا الاختصاص الروحي في أرض الميعاد في كلا جانبين ضفتي نهر الأردن.

 ولم تتوقف قط كنيسةَ آوروشليم مبشرةً بمحبةِ المسيح وتضحيتهِ وصلبهِ وإخلائهِ لذاته سامعةً لأقوال القديس بطرس الرسول الذي يقول:” لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ.الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل.الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ(1 بط 2 :21-24).

إن الدليل والشهادة الدامغة على بشارة محبة المسيح في هذه الأرض المباركة، أرض المملكة الأردنية الهاشمية هي الآثار الرومية الأرثوذكسية المحفوظة عبر الدهور مازالت ظاهرةً إلى الآن. كما أن حياة المسيحيين، ولاسيما رعايا الروم الأرثوذكس، يتمتعون باحترام هويتهم الدينية. وأيضاً الحرية الكاملة في ممارسة طقوسهم وعباداتهم. ويَشهدُ على هذه الحقيقة المسيحيون الذين يعيشون في (اربد) والمناطق المحيطة بها على الانسجامٍ والوئام مع مواطنيهم من غير ديانات.

إنّ أخوية القبر المقدس الأجلاء وبعنايةٍ إلهية قد برزت وظهرت عاملةً وحارسةً للأماكن المقدسة مكرسةً نفسها لخدمة رعيتنا المسيحية ومستمرةً في مهمتها ورسالتها مصغيةً لأقوال القديس بولس الرسول الذي يوصي تلميذهُ تيموثاوس قائلاً:” وَأَمَّا أَنْتَ فَتَيَقَّظْ فِي كُلِّ شَيْءٍ واحْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ واعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ وتَمِّمْ خِدْمَتَكَ.”(2 تيم 4: 5).

فأنت أيها الأب رفائيل بما أنك ابنٌ أصيلٌ لأخوية القبر المقدس تَمّم عملك وخِدمتكَ الموكلَة إليك في الكنيسة بإخلاصٍ وبتفانٍ مضاعفاً الموهبة التي أُعطيْت لكَ من الروح القدس في تدبير بيت الله، ومُكمِلاً العمل الجدير بكل مديحٍ لسلفكَ صاحب السيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ (1بطرس 5: 3)

وإني أوصيكَ كما علّم القديس إغناطيوس المتوشح بالله قائلاً: أما إخوتك الكهنة فأكرمهم كمجلس الله ومصف الرسل، فإن الكهنوت هو الخير الأعظم الذي أُعْطيَ للبشرية والذي يقف ضد ويتهجم على الكهنوت فإنه لا يذُم ويهين الإنسان الكاهن بل يُهين الله ويسوع المسيح البكر الذي هو بطبيعته رئيس كهنة من الآب، فكل ما يصير باسم المسيح فليُتممْ بكلِ نظام وترتيب. وليخضع العلمانيون للشمامسة والشمامسة للكهنة والكهنة للأساقفة والأساقفة للمسيح كما هو للآب.  

إن مهمة الراعي والرئيس الروحي ولا سيما كهنة الرعايا هي أن يُتمَّموا كل ما يصير في المسيح بكّلِ نظامٍ وترتيب، فالقديس بولس الرسل يقول لهم: “فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ.فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ. (غلاطية6: 9-10)

 فهذا هو حقيقة كل ما سعى إليه القديسين ولا سيما شهداء محبة المسيح كالذين نكرمهم اليوم كالقديس كيريكوس وأمه يوليتا الذين أصبحوا كما يقول المرتل “كواكب لامعة في سماء الكنيسة يُنيرون الأرض بعجائبهم.”

لهذا فإننا نتضرع لهم وبتوسلات سيدتنا المجيدة الفائقة البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم أن يمنحكَ الرب إلهنا روحٌ رئاسي ورعائي وأن يمنحنا الرحمة والسلام لنفوسنا وأيضاً فإننا نرفع صلواتنا وأدعيتنا إلى الإله الضابط الكل والقادر على كل شيء أن يحفظ ملك المملكة الأردنية الهاشمية صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والعائلة المالكة وأنّ ينُعِمَ الله عليهمِ بموفور الصحة والعافية والعمر المديد. ولهذا البلد وأبناءه نضرعُ له كلّ خيرٍ وسلامٍ من لدنهِ تعالى. وأن يحفظ الأراضي المقدسة والمدينة المقدسة آوروشليم والتي هي تحت الوصاية الملكية الهاشمية.

والآن يا قدس الأب الأرشمندريت رفائيل استلم هذا الصليب صليب الرب الكريم فهو سلاحٌ ضد الشياطين لكي به وفيه يوجه الرب خطواتك ويقود الرعية للعمل بوصايا الرب.

آمين

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بعيد الرسل الاثني عشر الأطهار

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الجمعة الموافق 13 تموز 2018 بعيد الرسل الإثني عشر الأطهار, حيث ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الالهي بهذه المناسبة في دير الرسل في طبريا.

شارك غبطة البطريرك في الخدمة سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, آباء من أخوية القبر المقدس, وكهنة الرعايا الأورثوذكسية في منطقة الناصرة والجليل. وقاد قدس الأرشمندريت فيلوثيوس خورس المرتلين الذيت رتلوا الصلاة باليونانية والعربية.

غبطة البطريرك القى عظة روحية بهذه المناسبة:

ثُمَّ دَعَا(الرب) تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ(متى10:1)

 أيّها الإخوة المحبوبون بالمسيح،

أيّها الزّوار الأتقياء،

لقد جَمَعنا اليوم عند شاطئ بحيرة طبرية هامتي الرسل بطرس وبولس المغبوطين الذين اقتبلوا دعوة السماء من قِبَل المسيح لكي نعيدّ لتذكارهم المقدس.

وبالأمس في القداس الإلهيّ صنعنا تذكاراً لإكرامِ الزوجيّ المقدس المصطفى بطرس وبولس في بيت القديس بطرس في كفرناحوم، واليوم نعيّد مُكرمين رُسلَ المسيح الاثني عشر المجيدين الكليّ مديحهم في هذا المكان والموضع المقدس حيث:” لمَرَّةٍ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ بَعْدَمَا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ“(يو21: 14)

إنّ كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة تكرّم بشكلٍ خاص أولئك الرسل الذين اختارهم ربنا يسوع: “أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ” (يو6: 70) وذلك لأنّ الرسل قد صاروا مُحسنين للبشريةِ عموماً كما يؤكّد على هذا مرنم الكنيسة:

” لنكرمنَّ بالأناشيد متفَّقي الأصوات تلاميذ المسيح المخلّص ورُسلهُ وخدَّامهُ الإلهيين. رياض الايمان والمحسنين الى الإنسانية عموماً الذين رعدوا لنا بالعقائد السماوية:”

وأيضاً يُكَرَمُ الرسلُ القديسين بشكلٍ خاص وذلك لأنّ لكنيسة المسيحِ صفةً مميزة وخاصيةً بأنها رسولية كما أكدّ آباء الكنيسة المتوشحين بالله في دستور الإيمان (أؤمن بكنيسةٍ واحدةٍ جامعةٍ مقدسةٍ رسولية).

لقد دُعي الرسل القديسين من الرب فتركوا كل شيء وأما صيادي الأسماك فقد تركوا شباكهم أيضاً وتبعوا المسيح أينما كان وفي جميع أعماله التبشيرية على الأرض حتى صعوده إلى السماوات وبعد العنصرة استناروا من الروح القدس وأصبحوا مُذيعين بالإيمان بالمسيح وشاهدين بآذانهم وعيونهم على آلامه وصلبهِ وقيامته الثلاثية من بين الأموات.

إنّ كرازة الرسل القديسين بالمسيح ابن الله وكلمته الذي صُلب وقام من بين الأموات تتأسس على الخبرة الشخصية للرسل القديسين كما يشهدُ الرسول يوحنا الإنجيلي بذلك إذ يقول في رسالته الأولى اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِفَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (1يوحنا 1: 1-3)   

لهذا عينه فإن الرسل القديسين قد دُعيوا لهذه الكرازة التي هي استمراريةُ عمل الرب الخلاصيّ أي خلاُص جنسِ البشر وتحررهم من الخطيئة وفساد الموت، لهذا فإن الرب يسوع المسيح يوصي الرسل قائلاً: فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ (متى 28: 19)

إنّ وصيّة الربِ هذهِ تُكملها وتستمرُ بها كنيستهُ التي هي جسد المسيح السري وذلكَ من خلال خلفاء الرسل، الذين هم الأساقفة القانونيين والرعاة الروحيين وذلك بقوة وفعل الروح القدس، روح المسيح. إن الرسل وفي خلال عملهم الرعوي والتبشيري باسم المسيح أقاموا رعاةً وأسسوا كنائس في كل مدينةٍ ورسموا كهنةً وأساقفةً لِيَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. (أعمال 20: 28)

ويُشير القديس بولس الرسول إلى المصالحة والاتحاد الذي تمّ من الله الآب في يسوع المسيح بين الأمم واليهود موضحاً ومشدداً على أنّه عمل الرسل القديسين الاثني عشر: فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. (أفسس2: 19-21)

إن حجارة الأساس هي الرسل القديسين مع هامتي الرسل بطرس وبولس تُكرمهم بوقارٍ وإجلال كنيسة المسيح مُمجدة حجر زاوية الكنيسة الذي هو إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي أخلى ذاته لأجلنا لكي نشترك نحن في امتلاءهِ كما يقول المرنم: إن الممتلئَ قد أخلى نفسهُ من أجلنا لكي نشترك في امتلائهِ. والغير المتحيز حلَّ في مستودعك الطاهر يا عروسة الله مريم. وتجسّد متأنّساً ولم يفارق الأحضان الأبوية. فلذلك نبارككِ نحن جميعاً. 

 متضرعين إلى المسيح إلهنا لكي بشفاعات جوق الرسل القديسين الإلهيين مع بطرس وبولس الذين أُرْسِلوا للجالسين في الظلمة والظلال يُخلصنا وينير نفوسنا وأن يمنح السلام لمنطقتنا الممتحنة وللعالم أجمع.

آمين

بعد خدمة القداس الالهي أعد الرئيس الروحي للدير الأرشمندريت صفرونيوس مادبة غذاء على شرف صاحب الغبطة والسادة المطارنة والآباء.

مكتب السكرتارية العام




الإحتفال بعيد هامتي الرسل بطرس وبولس في كفرناحوم

إحتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الخميس 12 تموز 2018 بعيد القديسَين هامتي الرسل بطرس وبولس في الدير المسمى على اسمهما في كفرناحوم الواقعه على ضفاف بحيرة طبريا.

في هذا الدير بُنيت كنيسة رائعة من قبل المثلث الرحمات بطريرك القدس داميانوس عام 1931, ومنذ عام 1967 كانت الكنيسة والمنطقة المحيطة بها تحت رعاية المثلث الرحمات متروبوليت البتراء جيرمانوس الذي قام بأعمال الترميم والحفريات الأثرية في منطقة الدير بمساعدة الراهب المتوحد طيب الذكر فيليبوس، ومن بعده الراهب ثادوس، الراهبة طيبة الذكر إفدزكيا من أستراليا وطيبة الذكر الراهبة إفلوجيا.

على مدى السنوات ال 20 الماضية إهتم الراهب المتوحد إيرينارخوس برعاية الدير وبرسم الأيقونات البيزنطية على جدران الكنيسة وزراعة المنطقة المحيطة بها وما زال حتى اليوم.

بهذه المناسبة ترأس خدمة القداس الالهي غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة بالخدمة اصحاب السيادة المطارنة كيريوس يواكيم متروبوليت الينوبوليس, كيريوس اريسترخوس رئيس أساقفة قسطنطيني السكرتير العام للبطريركية, كيريوس مكاريوس رئيس أساقفة قطر, آباء من اخوية القير المقدس, كهنة الرعايا الاورثوذكسية العربية في الجليل, وعدد من المصلين المحليين ومن الخارج. وقام قدس الأرشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي في عكا بقيادة جوقة الجليل البيزنطية.

غبطة البطريرك القى كلمته الروحية بهذه المناسبة

 

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد هامتي الرسل بطرس وبولس في مدينة كفرناحوم 12-7-2018

أَشرقَ اليومَ للأَقطارِ موسمٌ بهيج. هو عيدُ الرسولَينِ الحكيمَينِ بطرسَ وبولس. هامتَي الرسلِ الموقَّرَين. ونحن نُعيِّدُ بالتسابيحِ والتَّرانيم. محتفِلينَ بهذا اليومِ المجيدِ وهاتفين: السلامُ عليكَ يا بطرسُ الرسولُ الصَّدِيقُ الصَّادِق. لمعلِّمِكَ المسيحِ إِلهِنا. إِفرحْ يا بولسُ المحبوبُ جدّاً. الكارزُ بالإِيمانِ ومعلِّمُ المسكونة. فيا أَيُّها الزَّوجُ المقدَّسُ المنتَخَب. بالدَّالَّةِ التي لكما. تشفَّعا إِلى المسيحِ الإِلهِ أَن يُخلِّصَ نفوسَنا. هذا ما يقولهُ ناظم تسابيح الكنيسة أفرام أسقف كارياس.

أيها الإخوة المحبوبون بالمسيح،

أيها الزوار المسيحيون الأتقياء،

إنّ مواطني آوروشليم العلوية بطرس صخرة الإيمان، وبولس خطيبُ كنيسة المسيح، زوجيّ الثالوث القدوس وأدوات الروح القدس. قد جَمَعانا اليوم في هذه الكنيسة وهذا الموضع والمكان المقدس في مدينة كفرناحوم لكي بشكرٍ ووقارٍ نعيُّد لذكرى هامتي الرسل المقدسة.

يتميزُ الرسولان بولس وبطرس عن باقي الرسل القديسين بأنهما استبانا من ربنا يسوع المسيح آنيةً مختارةً ومدبري أسرار الله ومعلمي المسكونة.

إن كتاباتهم ورسائلهم المقدسة الملهمةَ من الله يشكلّون ميراثاً ووديعةً لا يمكن دحضها أو إنكارها، فقد تُركِت لنا نحن البشر: من أجل (خلاص نفوسنا) الذي يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِالَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ­ إِنْ كَانَ يَجِبُ ­ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ. (1بط1: 6 -9) كما يعلّم بطرس الرسول.

وبكلامٍ آخر إنّنا نضمنُ ونتيقنُ من المجدِ العتيد، أي خلاصنا، وذلك من خلال أحزان وتجارب هذه الحياة الحاضرة، فلدينا معينٌ في التجارب والاحزان هو الروح القدس الذي يساعدنا ويشدِّدُنا كما يكرز القديس بولس الرسول قائلاً:” فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ.وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا. (رو8 :22-23) وَكَذلِكَ الرُّوحُ(القدس) أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. (رو8 :26).

أيها الأخوة الأحبة لقد أتى مخلصنا يسوع المسيح إلى العالم لا لكي يحُررنا من قيود الخطيئة أي من ظلام الضلال والجهل فقط، بل لكي يقود الإنسان إلى الحرية والحقيقة أيضاً. إذ أنّ الرب يؤكدُ قائلاً:” وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي) يو18 :37) (وهذا يعني أنَّ كلَّ مَنْ لديهِ رغبةً بأن يعرف الحقيقة ويسمعها بفهمٍ ويتقبلُ صوت تعاليمي ويتقيدُ ويلتزمُ بها سيصبحُ مواطناً في مملكتي الروحية).

فجميع الرسل القديسين بشكلٍ عام، وبطرس ومن ثمّ بولس بشكلٍ خاص قد سَمِعوا لصوت الرب وشَهِدوا للحقيقة. لهذا فإنّ ربنا يسوع المسيح خاطب بطرس قائلاً: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِوَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا . (متى 16: 17-19) وأما عن بولس فعندما دعاهُ قال عنهُ: إنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ” (أعمال 9: 15-16) فقد:“اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا. (2كو 12 :4) وقَالَ لِه الرب: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ”. (2كو 12 :9).

أيها الأحبة، إنّ السر الخلاصيّ، سر التدبير الالهيّ في المسيح، لا يمتدُ إلى داخل العالم فقط بل إلى الأبديةِ ومنتهى الدهر وذلك من خلال الكنيسة أيّ جسد المسيح السريّ ومن خلال الذين “سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ (الإلهية). (لو1 :2) لذلك فإنّ الرسل ومن ثم خلفائهم الرعاة الروحيين ومعلِّمي الكنيسة والفاعلين والعاملين في حقل الرب، هم شهود عيانٍ وخدّام الكلمة الإلهية والكرازة الإنجيلية. فهؤلاء هم الذين في الروح القدس يُكَمِلّونَ على الأرضِ وفي الناس عمل يسوع المسيح والرسل كما أوصاهم مخلصنا قائلاً: “اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا(مر 16 :15)

إنّ الكرازة بإنجيل المسيح يّخُص ويتعلّق بكمال إيماننا المسيحي الذي دافعهُ العظيم هو خلاص نفوسنا كما يكرِزُ القديس بولس الرسول قائلاً:” فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّاقَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. (رو11:13-12).

 لهذا فان هامة الرسل القديس بطرس الرسول يدعوا المؤمنين اليوم أن يكون يسوع المسيح رئيس حياتهم مِثالًا ونموذجاً لكي يقتدوا ويتمثلوا به، كما يؤكد الرسول بطرس على هذا في رسالته الأولى اذ يقول:”لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ (2بط 2 :21-22)

نتضرعُ إلى من نُكَرِمهم ونعيّدُ لهم اليوم زوجيّ المسيح المقدس بطرس وبولس لكي بتوسلاتهم وبشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم أن نحظى برحمة ورأّفَاتِ المسيح إلهنا ومخلصنا.

امين

 

بعد القداس استضاف رئيس الدير الاب ايرينارخوس الحضور في ساحة الدير الجميلة الواقعة على ضفاف البحيرة وأعد مأدبة غذاء على شرف غبطة البطريرك والسادة المطارنة والآباء والحضور الكريم.

 

مكتب السكرتارية العام




تنصيب سيادة رئيس أساقفة مادبا أريسطوفولوس وكيلاً بطريركياً في مادبا

أقيمت يوم الاحد الموافق 8 تموز 2018 مراسم تنصيب سيادة رئيس أساقفة مادبا الجديد كيريوس أريسطوفولوس وكيلا بطريركيا في مطرانية مادبا, والذي إنتثخب لهذا المنصب من قبل المجمع الأورشليمي المقدس.  وأجريت خدمة القدس الألهي في كنيسة رقاد السيدة العذراء في مادبا التي بها توجد خارطة فسيفساء تعود للقرن السادس ميلادي تُصور جغرافية فلسطين زمن السيد المسيح.

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الالهي يشاركة بالخدمة سيادة متروبوليت فيلاديلفيا فينيذكتوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة كيرياكولوليس خريستوفوروس, قدس الأرشمندريت أيرونيموس الرئيس الروحي في الفحيص, كهنة مطرانية مادبا وآباء من أخوية القبر المقدس. 

غبطة البطريرك القى كلمة بهذه المناسبة لسيادة رئيس أساقفة مادبا الجديد وللمصلين:

 

يخاطب القديس بطرس الرسول المسيحيين قائلاً: لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. (2بط2: 21).

سيادة المطران أرستوفولوس رئيس أساقفه مأدبا الجزيل الاحترام،

             

إنّ المجمع المقدس، وبإجماعٍ واتفاقِ الأصواتِ القانونية قد وافق على التوصية الأبوية والبطريركية بانتخابكم رئيس أساقفةٍ على أبرشية مادبا المقدسة في المملكة الأردنية الهاشمية. إنّ نعمة الروح القدس التي في كل حينٍ تشفي المرضى وتكمل الناقصين هي تنتدِبُكَ بواسطة وضع يد حقارتنا والإخوة رؤساء الكهنة الذين اشتركوا معنا في الخدمة في كنيسة القيامة المقدسة في مدينة آوروشليم، مدينة الملك العظيم. إلى رتبة رئاسة الكهنوت المقدسة.

لقد غُرِستَ منذ طفولتك في طغمةِ أخوية رهبان القبر المقدس الأجلاء فَصِرْتَ شَرِيكًا فِي أَصْلِ الكَرْمَةِ وَدَسَمِهَا، أي مخلصنا يسوع المسيح الذي يقول أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا (يو 15: 5)

فحقاً لأنه وبحسب آباء الكنيسة بدون الأسقف الذي هو في الحقيقة على مثال ومكان المسيح، لا يمكنُ عملِ أي شيءٍ بدونهِ، فحيثُ “يكون الأسقف هناك يجب أن تكون الرعية كما أنهُ حيثُ يكونُ المسيح هناك تكون الكنيسة الجامعة” كما يعلِّمُ القديس إغناطيوس المتوشح بالله. وأما القديس كليمندس روما فيقول: “نؤمن نحن أنّ (الأسقف)الجالس على العرش، يجلسُ في مكان المسيح”.  

وبكلامٍ آخر إنّ الأسقف يشّكلُ ضمانَ التسلسل والخلافة الرسولية وبالطبع خليفة القديس يعقوب أخِ الرب أول رؤساء أساقفة الكنيسة المقدسة.

 أيها الأخ المحبوب في المسيح صاحب القداسة أسقف مادبا،

 إن خدمتك في الأماكن المقدسة وتضحيتك من أجل رعيتنا المسيحية واضحةً وجليةً، وأكبر برهان على ذلك ما أظهرته من اهتمامٍ في رعية بيت جالا، وإعادة بناءِ بيتٍ وجعلهِ كنيسةً للرعيةِ الناطقةِ باللغةِ الروسية في بئر السبع، وزياراتكَ المستمرة للسجناء، والنشاط الرعوي بالإضافةِ إلى تعاليمك المسيحيّة أو بالأحرى العلميّة في التراتيل التي بحسب داوود النبي” أُسَبِحُ الرَّبِّ فِي حَيَاتِي. وأُرَتِلُ لإِلهِي مَا دُمْتُ مَوْجُودًا. (مزمور 103: 33) وتربيتك اللاهوتية قد أوضحتك وجعلت منك أسقفاً على أبرشية مادبا المقدسة، هذه الأبرشية العريقة التاريخية التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس.

يقول المزمور: “الذي يذبحُ لي ذبيحةَ التسبيحِ يُمَجِدُني. وهَذِهِ هيَ الطريقُ التي بها أُريهِ خلاص الله” (مز49 :23).

إن هذا العمل الليتورجي أي تقدمة “ذبيحة التسبيح” أي التقوى السليمة والصحيحة هي السبيلُ الوحيد للخلاص ويؤكدُ هذا القديس ثيوذوريتوس كيرو إذ يقول: “لا يكفي أن نسّبح الله فقط بصلواتٍ وابتهالاتٍ بل علينا أن نحيا باستقامةٍ، منظمين وضابطين حياتنا الشخصية كما يجب”.  

 

لقد دُعيتَ يا صاحب السيادة أسقف مادبا لرسالة ومهمة الرعاية من أجل خلاص نفوس رعيّة الخراف العقلية، لهذا فارعى بصلاحٍ وبمحبةٍ لله هذه الرعية التي ائتمنت عليها بأقوالك الوديّة الرائعة الحسنة، واشهد للمسيح خير شهادةٍ أي شهادة إنجيل الصليب ومحبة المسيح التي لا يسبر غورها.

إن طغمة رهبان أخوية القبر المقدس الأجلاء تفتخر افْتِخَارٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَةِ مَا للهِ (رومية 15: 17).وهذا لأنّ أخوية القبر المقدس التي تعملُ بحسب إنجيل الله، قد أثمرت بأعمالٍ مرضية لله وذلك من تجديدٍ وإعادة ترميمٍ، ككنيسة القديس جاورجيوس والمعروفة بكنيسة فسيفساء الخارطة، وتشييد وبناء مطرانيةٍ ومريَسيّة ونزل للحجاج وكنيسةٍ للرعية مع مجّمعٍ سكنيّ سهلُ الاستخدام، ومدرسةٌ في حنينا ومصلى مع عماراتٍ في ماعين وبالأخص إنشاء مدرسة البطريرك ذيوذورس النموذجية في مادبا وهذا كلّهُ بمبادرة الأخ المحبوب الذي لا يتعب قدس الأب الأرشمندريت اينوكنديوس، الذي أفنى ذاته بتفانٍ من أجل خدمة رعية الروم الأرثوذكس وأهل مادبا من جهةٍ، وزرع التقليد والإيمان الرسولي الأرثوذكسي من الجهةِ الأخرى.

سيادة مطران مادبا كيريوس أرستوفولوس،

اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا. (2تيم 1: 14) لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ. (2تيم 1: 7) هذا ما يحثُ عليهِ القديس بولس الرسول، وبكلامٍ آخر إن الله قد أعطانا روح المحبة والفهم لكي بحكمةٍ وتعقلٍ نحكمُ أنفسنا والآخرين أي الكهنة الذين يخدمونَ معنا والشعب المؤمن.

إن نيّر الطاعة وحمل واجبات ومتطلبات الرعية والأماكن المقدسة التي ستستلمها يخصون رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ (عبرانيين 12: 2) وكنيسته. ِلهذا فإن الرب يقول إنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ. (متى 11: 30)

إن رعيتنا الكنسيّة التقيّة وشعبُ وأهلُ مادبا الكرماء وأعضاء لجنة الوكلاء الموقرون يستقبلوننا اليوم بمحبة وحفاوةٍ واحترام. شاكرين إياهم على حسن الاستقبال ولاسيما أيضاً الشرطة والسلطات العسكرية تحت كنف حكومتها الحكيمة والقوية بقيادة ملك المملكة الأردنية الهاشمية حامي وراعي المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة آوروشليم جلالة الملك المعظم عبد الله الثاني ابن الحسين شاكراً إياهُ بحرارةٍ من أعماق قلبي رافعين صلواتنا وأدعيتنا إلى الإله الضابط الكل والقادر على كل شيءٍ أن يؤيدُ صولجانهِ ويحفظ مُلكهِ مُنعماً الله عليه وعلى أسرتهِ الملكيّة بموفور الصحة والعافية والعمر المديد بسلامٍ ومحبةٍ ووئامٍ بين جميعِ أبناء شعبهِ.

أخينا المحبوب رئيس الرعاة لهذه المدينة المحفوظة من الله نتضرع إلى الروح القدس الذي ظهرَ بهيئة حمامة في نهر الأردن على ابن الله الآب الحبيب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، هكذا أن ينيركم ويُسدد الله خطواتكم نحو العمل بوصاياه بشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتضرعات القديس الذي تحملُ اسمهُ الرسول أرستوفولوس الذي من الرسل السبعين والقديسة الشهيدة فيفرونية التي نعيّدُ لها اليوم. آمين

 

خُذ العصا لترعى بها رعيةُ   المسيح   المُسلَّمَةِ   إليكَ. وَلتِكن لكَ نحو الطائعين عصا رعاية ٍ وحماية ٍ، وأما نحو   العاصين والمُتَقَلِبِينَ فاَسْتَعْمِلها عَصا إرهاب     عصا تأديبٍ

بعد الإنتهاء من خدمة القداس الالهي ومراسم التنصيب توجه الحاضرون للضيافة ومن ثم لمادبة غذاء في مطرانية مادبا, وهناك القى غبطة البطريرك خطابَ محبة:

 

أصحاب السيادة إخوتي رؤساء الكهنة الأجلاء،

الكهنة المُكرمين، الإخوة أعضاء لجنة الوكلاء المحترمين

السيدات والسادة

والحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب،

تبتهج وتفرحُ كنيسة الروم الأرثوذكس الآوروشليمية وذلك لتعيينِ وتنصيب سيادة المطران أرستوفولوس رئيسَ رعاةٍ جديداً لهذه المدينة العريقة التاريخية مادبا

 فأنا كرئيس رعاةٍ لأم الكنائس أي آوروشليم وخليفةً للقديس المجيد الرسول يعقوب أخو الرب قد سمعنا أقوال القديس بولس الرسول اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. (أع 20: 28). فأتينا برفقةِ أعضاء المجمع المقدس الموقرين وذلك من أجل إعادة إحياء أسقفية مادبا.

تتميز مدينتكم مادبا اليوم والمناطق المحيطة بها بالتطور المتنامي والسريع في مجال السياسية الاجتماعية والتجارية والسياحة وخاصة قطاع التعليم وهذا ما يشهدُ عليهِ إنشاءُ العديدِ من الجامعات والمراكز التعليمية الأكاديمية والمدارس.

 ومن الجدير بالذكر أن نقول إن مساهمة بطريركية الروم الأرثوذكس الآوروشليمية والتعاون مع أبناء رعيتها الموقرين في المجال الأكاديمي والتربوي، يشهد عليهِ نشاط ومبادرات الجدير بكلِ مديحٍ أخينا قدس الأب الأرشمندريت إينوكنديوس الذي من أخوية القبر المقدس الذي نَكِنُّ لهُ كل شكرٍ وعرفانٍ وتقدير.

إن سبب العناية والاهتمام الرعوي من أجل أعضاء وأبناء كنيستنا وخاصة في مادبا التي هي أبرشيتنا واختصاصنا الروحي أنها ترتكز على أقوال ربنا يسوع المسيح:” إَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ (مت 16 :26) من جهةٍ، وعلى أقوال الرب أيضاً أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ“(لو4 :4) من الجهة الأخرى.

إن هذه الرسالة الإنجيلية أيها الأخوة الأحبة هي رسالة محبة وسلام ومصالحة ووئام وتعايش وتناغم مع جميع البشر وإخوتنا المواطنين بدون تمييز لعرقٍ أو جنسٍ أو دينٍ فاَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يو4 : 24)وفي مكانٍ آخر اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ(1يو4 :16).

 يتمتعُ جميع المواطنين من مختلف الأديان في المملكة الأردنية الهاشمية بالتعايش السلمي وهذا إن دلّ فهو يدلُ على المحبة الإلهية العملية. لهذا فإنه من واجبنا أن نعبر من أعماق قلبنا عن شكرنا الحار لملك المملكة الأردنية الهاشمية المحبوب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم متضرعين إلى الله أن يمدهُ بالصحة والعمر المديد والقوة في حكمهِ وأن يُنعم الله على هذا البلد كل خيرٍ من لدنهِ.

وإلى سيادة المطران أرستوفولوس رئيس أساقفة مادبا الجزيل الاحترام

الذي يتسلم مهامه الرعائية مصليين إلى نعمة الروح القدس أن تجعلك أهلاً لهذه الخدمة الجليلة في حقل ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الروحي بشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وتضرعات القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر.

آمين

 

مكتب السكرتارية العام