1

عيد القديس أبينا البار جيراسيموس الأردني

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم أحد مرفع الجبن الموافق 17 آذار 2024 (يعادله 4 آذار شرقي) بعيد القديس البار جيراسيموس الأردني في الدير المقدس المُكرس على إسمه الواقع على الضفة الغربية لنهر الأردن أمام مصبه عند البحر الميت.

في هذا اليوم تقيم الكنيسة تذكار القديس جيراسيموس الذي يرجع أصله من ميرا التي من ليكيه في آسيا الصغرى, ومنذ صغره كرس نفسه لله وللحياة الرهبانية. جاء الى الأرض المقدسة حوالى عام 451 ميلادي. تنسك في عدة أديرة  في صحراء الأردن وعاش حياة الزهد والصوم والتواضع وكرّس حياته الروحية مع القديس إفثيميوس الكبير. دعاه رهبان الصحراء ليكون مرشدهم الروحي, وأسس لهم مع القديس كيرياكوس ديراً مبني بنمط اللافرا أي مجموعة كهوف مع دير مركزي الذي فيه كان معلماً للرهبان وأباً روحياً للكثير من المسيحيين, بعدها كُرس الدير على إسمه. رقد في الرب سنة 475.

في هذه المناسبة أقيمت خدمة القداس الإلهي ترأسها صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة أنثيذون كيريوس نيكتاريوس الوكيل البطريركي في القسطنطينية, سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, آباء من أخوية القبر المقدس, الأرشمندريت متايوس، والوكيل البطريركي في موسكو الأرشمندريت استيفانوس، الوكيل البطريركي في أثينا الأرشمندريت رافائيل، والأرشمندريت أمفيلوخيوس, كلاوديوس, إيرونيموس, وكيرياكوس، المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماسان المتوحدان إفلوجيوس وذوسيذيوس. قاد الترتيل سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أرستوفولوس يشاركه طلبة المدرسة البطريركية، فيما حضر القداس جمع من المؤمنين المحليين والحجاج من قبرص والقنصل العام اليوناني في القدس السيد ديمتريوس أنجيلوسوبولوس.

قدس الأرشمندريت خريسوسوتوموس الرئيس الروحي للدير إستضاف الوفد البطريركي مع الآباء والمصلين على مائدة طعام في قاعة الدير.

يذكر ان قدس الأرشمندريت خريسوستوموس هو مُرمم ومجدد الدير الحالي, وقام بتزيين الدير والكنيسة بالفسيفساء الجميلة, وبنى المبنى المجاور للكنيسة، وأنشأ مركزًا للحجاج والعمل والاجتماعي, ودار للمسنين لآباء القبر المقدس.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في عيد القديس جراسيموس الأردني 

يهتف صاحب المزمور قائلاً: عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ. (مز 33: 16 )

أي أن عينا الرب دائما منصوبةً على خائفيهِ وأذناه دائماً بانتباهٍ إلى توسلاتهم وتضرعاتهم.

أيها الأخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء

إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا اليوم في هذا المكان والموضع المقدس عند صحراء الأردن حيث لافرا أبينا البار المتوشح بالله جراسيموس الذي من ليكيا، لكي نكرم تذكار عيده الموقر في ديره.

لقد استبان أبينا البار جراسيموس المغبوط من الآباء العظام السوّاح الذين لمعوا في النسك في فلسطين في القرن الخامس الميلادي. وأثناء زيارته وحجه إلى الأراضي المقدسة استقر بشكل دائم في برية الأردن هذه، حيث شيّد لافرا “ديراً عظيماً” والتي أضحت منارة وفخراً بحسب شهادة كيرلس سيكثوبوليتس كاتب تاريخه إذ يقول: عندما كان القديس سابا في عمر الخمس والثلاثون توجهَ إلى الصحراء الشرقية بالقرب من القديس جراسيموس، لأن القديس جراسيموس كان آنذاك ككوكبٍ لامعٍ ينيرُ كل صحراء الأردن بالتقوى وبطريقة ما كان يبذر بذار التقوى.

حقاً قد أشرق جراسيموس العظيم ككوكب منير عظيم، يشع بنور محبة المسيح باذراً بذار التقوى أي الإيمان الأرثوذكسي الصحيح والخلاصي، وهذا الحدث يؤكد عليه بوضوح العلاقة الروحية التي كانت بين القديس جراسيموس وأفثيميوس العظيم عندما التقى فيه في صحراء الروبة خلال فترة الصوم، إذ يشهد كيرلس سيكثوبوليتس قائلاً :”في زمن الصوم المقدس، أخذ القديس جراسيموس الأنبا كيرياكوس معه إلى برية الروبة الجدباء؛ حيث عاشوا في عزلة وهدوء حتى أحد الشعانين يتناولون الأسرار الطاهرة كل يوم أحد من يدي العظيم افثيميوس. وبعد وقت قصير، عندما رقد العظيم القديس افثيميوس في المسيح، رأى القديس جراسيموس روحه تقودها الملائكة وتُصعدها إلى السماء؛ ومن ثم ّأخذ الأنبا كيرياكوس وصعد إلى عائداً إلى ديره بعد أن دفن جسده.

لقد اختار أبينا جراسيموس حياة الهدوء في الصحراء سامعاً لأقوال المزمور الداؤودية:” هائنذا قد ابتعدتُ هارباً وسكنت البرية (مزمور 54: 8) وبالأخص في صحراء الأردن حيث كان الناسك السائح الأول القديس النبي يوحنا المعمدان يكرز قائلاً: «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. (متى 3: 1-2).

في هذه الصحراء، في برية الأردن كان لدى البار جراسيموس الوقت الكافي لكي يدرس ويثابرَ في عزلتهِ وصومهِ وصلاته غير المنقطعة عن معرفة الله بحسب ما هو مكتوب في سفر المزامير “ثابروا واعلموا أني أنا هو الله” (مزمور 45: 11)

ويفسر القديس العظيم أثناسيوس أقوال المزمور هذه قائلاً: إذا لم يتركُ الإنسانٍ كلَّ الاهتمامات العالميّة لا يستطيع أن يعرف الله وأما القديس باسيليوس فيقول: إن هذه المثابرة أي “التوقف عن الانشغال بالأمور العالمية” هي مثابرة صالحةً تُعطي هدوءً للنفس وقدرةً على فهم التعاليم الخلاصية.

إن هذه المعرفة للتعاليم الخلاصية ليست هي إلا من الحكمة الإلهية والتي بحسب سليمان الحكيم: لأَنَّهَا ضِيَاءُ النُّورِ الأَزَلِيِّ، وَمِرْآةُ عَمَلِ اللهِ النَّقِيَّةُ، وَصُورَةُ جُودَتِهِ.. تَحِلُّ فِي النُّفُوسِ الْقِدِّيسَةِ؛ فَتُنْشِئْ أَحِبَّاءَ للهِ وَأَنْبِيَاءَ (حكمة سليمان 7: 26-27).

لقد كان واضحاً بالحقيقة، أن ذهن وعقل أبينا البار المتوشح بالله جراسيموس كان مرآة نقية تعكسُ أعمال الله الصالحة ،فبحسب رسالة القديس يوحنا الإنجيلي: نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.(1 يوحنا 5: 20).

إن العشق الإلهي لملكوت المسيح السماوي هي قوة الفعل الإلهي والتي تُعلِن وتُكشِف لأولئك الذين يملكونَ قلوباً طاهرةً نقيةً، نور الحياة الأبدية الساطع، وما هذا النورُ إلا المسيح ابن وكلمة الله، لهذا السبب بالذات يتميز قديسي الكنيسة بشكل خاصٍ فمنهم، الشهداء والسّواح ونساك الصحراء، لهذا فالقديس الشهيد في رؤساء الكهنة اغناطيوس المتوشح بالله يقول: لقد صُلب حبي الشهواني وما عاد في داخلي أي نار لاشتهاء الماديات، بل يتكلم في باطني الماء الحي قائلاً “تعال إلى الآب “لم أعد أتلذذ بطعام فاسد أو بلذة هذه الحياة. أريد خبز الله الذي هو جسد المسيح من نسل داود والشراب الذي أريده هو دمه، الذي هو المحبة عديمة الفساد.

وأما القديس يوحنا الذهبي الفم الذي عاش ناسكاً يقول: “أنا أحبُ جميع القديسين ولكن بالأكثر المغبوط القديس الرسول بولس، وهذا أقوله لكم لكي تحبوهُ أنتم أيضاً كما أحبهُ أنا، فمن الطبيعي أن البشر الذين يحبون بطريقةٍ جسدية يخجلون أن يعترفوا بهذا الحب، ولكن أولئك الذين يحبون بطريقة روحية لا يخجلون أبداً أن يعترفوا ويبوحوا بهذا الحب وذلك لإن الحب الجسدي هو جريمةٌ أما الحب الروحي فهو مغبوطٌ وممدوحٌ.

إنها حقيقةٌ أيها الإخوة الأحبة أن المسيحيون يشاركون ويساهمون بالقداسة الإلهية “التي للقديسين” من خلال موهبة الروح القدس فيصبحوا بذلك هياكل مقدسة وأمة مقدسة فها قد اتضح لماذا نُكرِمُ ونمتدحُ القديسين، كالقديس المغبوط جراسيموس الذي نعيد له اليوم. فهامة الرسل القديس بطرس يؤكد في رسالتهِ قائلاً:” وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. (1بطرس 2: 9).

وبكلام آخر أيها الإخوة نحن المسيحيين “جنسٌ مختار” لذلك علينا أن نقدم لله عِبَادَتَنا الروحية الْعَقْلِيَّةَ وأَنْ نُقدم ذواتنا ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ. (رومية 12: 1) كما يكرز الرسول بولس. وبذه الطريقة نكون قد امتثلنا وأطعنا لدعوة المسيح لنا :”مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي.(مرقس 8: 34) ومن الجهة الأخرى نقتدي بأبينا البار جراسيموس لكي بتوسلاته وبتضرعات الفائقة البركات المجيدة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم إلى الله أن يؤهلنا أن نجتاز ميدان الصوم الأربعيني الكبير المقدس بتوبةٍ وعفة وإمساك وصبر وتواضع ومع المرتل نهتف ونقول أنك أيها البار ماثل أمام المسيح مع الأبرار والصديقين، فلا تنفك متشفعاً من أجل سلام أرضنا المعذبة والعالم أجمع. آمين

كل عام وأنتم بألف بخير

صوماً أربعينياً مباركاً

مكتب السكرتارية العامة

 




الإحتفال بعيد القديس ثيوفيلوس وعيد إسم صاحب الغبطة

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 16 آذار 2024 (3 آذار شرقي) وهو السبت قبل أحد مرفع الجبن ولأسباب رعوية, بعيد إسم صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الذي يحمل إسم شفيعه القديس ثيوفيلوس أحد الشهداء الأربعين الذين استشهدوا في بحيرة سيسطية في البونديوس في عهد ليسينيوس في 320 م. يذكر الكنيسة تحتفل بهذا العيد في 9 آذار شرقي.

تم الإحتفال بعيد صاحب الغبطة وبذكرى الأربعين شهيدًا حسب التيبيكون المتبع في البطريركية حيث أقيمت عشية العيد خدمة صلاة الغروب الكبرى في كنيسة القيامة المقدسة تقدمها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمشاركة آباء أخوية القبر المقدس من آساقفة ومتوحدين.

يوم العيد صباحاً أقيمت خدمة القداس الالهي في كنيسة القيامة ترأسها صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة يافا ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية ثيوذوسيوس, سيادة رئيس أساقفة اللد ذيميتريوس, سيادة متروبوليت إلينوبوليس يواكيم, سيادة رئيس أساقفة هيرابوليس كيريوس إيسيذوروس, سيادة رئيس أساقفة مادبا أريستوفولوس, سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, آباء أخوية القبر المقدس, ممثل بطريركية موسكو الأرشمندريت فسيانوس, ممثل بطريركية رومانيا الأرشمندريت ثيوفيلوس, آباء الرعايا الأورثوذكسية التابعة للبطريركية, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس وباقي الشمامسة. وحضر القنصل العام لليونان في القدس ذيميتريوس أنجيلوسوبوبوس, وسفير روسيا السيد أناتولي فيكتوروف, بالإضافة الى ين وحجاج من خارج البلاد.

 بعدها توجه صاحب الغبطة مع الآباء الى قاعة البطريركية للتهنئة, وقرأ سيادة المطران أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية نيابة عن أخوية القبر المقدس كلمة تهنئة لغبطة البطريرك بعيد إسمه وشفيعه, تبعه القنصل اليوناني العام السيد أنجيلوسوبوبوس الذي هنأ صاحب الغبطة بكلمة القاها نيابة عن القنصلية اليونانية, تبعها كلمات تهنئة من ألاساقفة ووكلاء البطريركية والكهنة وممثلي الكنائس ألاورثوذكسية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد شفيعه القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي مع الشهداء الأربعين

يَقُولَ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوسْ اَلْكَبِيرَ: ” فَقْرَظْ إِذْنُ اَلشَّهِيدِ عَنْ إِخْلَاصٍ فَتُضَحِّي شَهِيدًا فِي اَلنِّيَّةِ وَتَحْظَى، بِلَا اِضْطِهَادٍ وَلَا حَرِيقَ نَارٍ وَلَا ضَرْبَ سِيَاطِ بِنَفْسِ اَلْأَجْرِ اَلَّذِي فَازَ بِهِ.

سَعَادَةُ اَلْقُنْصُلِ اَلْعَامّ لِدَوْلَةِ اَلْيُونَانَ اَلسَّيِّد ذيميتريوس انجيلوسوبولس اَلْمُحْتَرَم

أَيُّهَا اَلْآبَاءُ اَلْإِجْلَاءُ وَالْإِخْوَةُ اَلْمُحْتَرَمُونَ.

أَيُّهَا اَلزُّوَّارُ اَلْمَسِيحِيُّونَ اَلَحسَني اَلْعِبَادَةِ.

هَا قَدْ أَزْهَرْ وَأَشْرَقَ كَالنُّورِ اَلتِّذْكَارِ اَلْمُوَقَّرِ لِلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ اَلشُّهَدَاء مَعَ اَلْقِدِّيسِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ فِي مَدِينَةٍ سَبْسَطِيَّة وَقَدْ أَتَى هَذَا اَلتِّذْكَارِ حَيْثُ تَسُودُ ظَلَامَ اَلْحَرْبِ اَلْمُدَمِّرَةِ اَلْأَرْضِ اَلْمُقَدَّسَةِ حَيْثُ وُجِدَ ” رَبُّنَا وَمُخَلِّصَنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ ” فِيهَا فِي اَلْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضْعَ نَفْسهُ وَأَطَاعَ حَتَّى اَلْمَوْت مَوْتَ اَلصَّلِيبِ. (فيلبي 2: 8).

لَقَدْ تَمَثَّلَ وَاقْتَدَى اَلشُّهَدَاءُ اَلْأَرْبَعِينَ اَلْمُسْتَحِقِّينَ اَلتَّعَجُّبَ بِطَاعَةِ اَلْمَسِيحِ وَتَوَاضُعِهِ حَتَّى اَلْمَوْتِ ” إِذْ كَانُوا كَامِلَيْنِ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ (1 كور 1: 10) لِهَذَا فَإِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ بِأَنَّهُمْ شُهَدَاءُ صَادِقِينَ لِسِرِّ اَلتَّقْوَى وَالْإِيمَانِ وَكَمَا يُؤَكِّدُ اَلرَّسُولْ بُولُسْ فِي كَرَازِتَهْ قَائِلاً: وَجَمِيعَ اَلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي اَلْمَسِيحْ يَسُوعْ يَضْطَهِدُونَ. (2 تِيم 3: 12) وَيَقُولُ أَيْضًا اَلْقِدِّيسْ يُوحَنَّا اَلذَّهَبِيَّ اَلْفَمَ: لَا يُوجَدُ رَجُلٌ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ اَلْفَضِيلَةِ وَلَا يَكُونُ لَهُ أَلَمٌ وَحُزْنٌ وَغَمٌّ وَتَجَارِبُ. لِهَذَا فَإِنَّ مَرْنَمْ اَلْكَنِيسَةُ يَهْتِفُ قَائِلاً: لَقَدْ قَضَى اَلْمُضْطَهِدُونَ عَلَى اَلْمُجَاهِدِينَ عَنْ غَيْظٍ فَاقِدٍ اَلشُّعُورِ. بِأَنْ يَبِيتُوا فِي اَلْمَاءِ اَلصَّقِيعِ تَحْتَ اَلسَّمَاءِ. فَكَانُوا يَرْنِمُونْ فِيهِ بِتَسَابِيح اَلشُّكْرِ.

وَلِأَنَّ اَلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ بِالْحَقِيقَةِ كَانُوا مُمَارِسِينَ وَمُتَدَرِّبِينَ عَلَى اَلتَّقْوَى فِي اَلْمَسِيحِ، وَمُتَأَصِّلِينَ فِي مَحَبَّةِ اَللَّهِ ” إِذْ كَانُوا يَرْنِمُونْ لِلَّهِ تَسَابِيحَ اَلشُّكْرِ ” سَاخِرِينَ وَمُسْتَهْزِئِين مِنْ جُنُونِ وَعُنْفُوَانِ مُضْطَهِدِيهِمْ مُتَشَجِّعِينَ مِنْ قَوْلِ اَلرَّبِّ: ” طُوبَى لَكُمْ أَيُّهَا اَلْبَاكُونَ اَلْآنَ، لِأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ. ( لوقا 6 : 21 )

يَقُولَ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوسْ اَلْكَبِيرَ فِي مَدِيحِ اَلْأَرْبَعِينَ شَهِيدًا: لَيْسَ مِنْ يَعْرِضُ لِتَعَجُّبِنَا وَاحِدًا أَوْ اِثْنَيْنِ بَلْ أَرْبَعُونَ، وَكَأَنَّمَا لَهُمْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فِي أَجْسَامِ شَتَّى تَجَمُّعَهُمْ وَحْدَةَ اَلْإِرَادَةِ وَالرَّأْيِ فِي اَلْإِيمَانِ. وَقَدْ أَبْدَوْا نَفْسُ اَلثَّبَاتِ تُجَاهَ اَلْأَخْطَارِ، وَنَفْسَ اَلذَّوْدِ عَنْ اَلْحَقِّ. كُلُّهُمْ مُتَمَاثِلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ

وَبِحَسَبَ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوسْ اَلْكَبِيرَ فَإِنَّ اِسْتِشْهَادَ اَلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ؛ فَأَوَّلاً : “ أَنَّهُ كَانَتْ تَجَمُّعَهُمْ وَحْدَةَ اَلْإِيمَانِ ، وثَانِيًا : ” أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ نَفْسُ اَلدِّفَاعِ وَالذَّوْدِ عَنْ اَلْحَقِّ إِذْ إِنَّ اَلْإِيمَانَ وَالْحَقَّ كِلَاهُمَا يَخُصَّانِ اِبْنُ وَكَلِمَةِ اَللَّهِ اَلْأَبِ رَبَّنَا وَمُخَلِّصَنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ اَلْقَائِلِ : ” مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ ، وَمِنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدِنْ . (مرقس 16: 16) وَفِي مَكَانٍ آخَرَ أَيْضًا يُؤَكِّدُ قَائِلاً: ” أَنَا هُوَ اَلطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ ( يو 14 : 6 ) وَلِهَذَا قَدْ وُلِدَتْ أَنَا ، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى اَلْعَالَمِ لِأَشْهَد لِلْحَقِّ . كُلٌّ مِنْ هُوَ مِنْ اَلْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِيٌّ. (يو 18: 37)

وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ اَلْإِيمَانَ وَالْحَقَّ فِي اَلْمَسِيحِ يُشَكِّلَانِ أَسَاسُ وَقَاعِدَةَ كَنِيسَةَ اَلْمَسِيحِ وَأَمَّا مَوْتُ اَلشَّهَادَةِ هُوَ تَأْكِيدٌ عَلَى قِيَامَةِ اَلْمَسِيحِ. وَبِمَعْنًى آخَرَ أَنَّ اَلْأَرْبَعِينَ شَهِيدًا اَلْقِدِّيسُونَ، خَتَمُوا بِدِمَائِهِمْ عَلَى اَلْحَقِّ فِي اَلْمَسِيحِ أَيْ عَلَى قِيَامَةِ اَلْمَسِيحِ عَامِلِينَ بِكِرَازَةِ اَلرَّسُولْ بُولُسْ لِأَنَّ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ اَلْعَتِيدَةُ. ( عَبْرَ 13 : 14 ) . وَلِأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَحَدِّينَ مَعَهُ بِشَبَهِ مَوْتِهِ، نُصَيْرْ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ، فَإِنَّ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ اَلْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. عَالِمَيْنِ أَنَّ اَلْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنْ اَلْأَمْوَاتِ لَا يَمُوتُ أَيْضًا. لَا يَسُودُ عَلَيْهِ اَلْمَوْتُ بَعْد. (رُومِيَّة 6: 5 و8 – 9).

إِنَّ كَنِيسَةَ اَلْمَسِيحِ اَلْمُقَدَّسَةِ تُكَرِّمُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تِذْكَارِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعِينَ لِأَنَّهُ كَمَا يَقُولُ اَلْقِدِّيسْ بَاسِيلْيُوسْ اَلْكَبِيرَ إِنَّ هَؤُلَاءِ: ” أَجَابُوا بِجُرْأَةٍ وَشَجَاعَةٍ غَيْرِ هَيَّابِينَ مِنْ اَلْمَشَاهِدِ اَلْهَائِلَةِ أَمَامَهُمْ وَلَا جَزِعِينَ لِمَا تَوَعَّدُوا بِهِ، وَأَعْلَنُوا جِهَارًا أَنَّهُمْ مَسِيحِيُّونَ ،إِنَّ هَذَا اَلِاعْتِرَافِ قَدْ جَعَلَ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءَ يَدْخُلُونَ مَدِينَةُ اَللَّهِ اَلْحَيِّ ، إِلَى آُورُوشْلِيمْ اَلسَّمَاوِيَّةَ إِلَى مَحْفِلِ اَلْمَلَائِكَةِ حَيْثُ لَحْنُ اَلْمُعِيدِينَ اَلشَّجِيَّ اَلَّذِي لَا يَفْتُرُ .

إِنَّ هَذَا اَلْيَوْمِ اَلْبَهِيِّ اَلْمَجِيدِ لِعِيدِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلْأَرْبَعِينَ شَهِيدًا وَبِالْأَخَصِّ اَلْقِدِّيس اَلشَّهِيدِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ وَاَلَّذِي تَحْمِلُ اِسْمَهُ اَلْجَلِيلَ حَقَارَتَنَا. يُشَكِّلَ بِحَسَبِ تَعْبِيرِ اَلْقِدِّيسِ أَثْنَاسْيُوسْ اَلْكَبِيرِ ” مِثَالُ اَلْفَرَحِ اَلْعُلْوِيِّ ” أَيْ فَرَحِ اَلْمَلَائِكَةِ فِي اَلسَّمَاوَاتِ وَهَذَا لِأَنَّ أُولَئِكَ اَلَّذِينَ أَحِبُّوا اَلْمَسِيحَ وَصَارُوا مُشَارِكِينَ فِي دِمَاءِ مَوْتِ اَلْمَسِيحِ اَلِاسْتِشْهَادِيِّ لِهَذَا اِنْتَقَلُوا مِنْ اَلْمَوْتِ إِلَى اَلْحَيَاةِ فَأَمَّا اَلْحَيَاة هِيَ اَلْمَسِيحُ نَفْسُهُ كَمَا يَشْهَدُ هُوَ قَائِلاً : ” أَنَا هُوَ اَلْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ ( يو 11 : 25 ) .

إِنَّ أَبِ اَلْكَنِيسَةِ اَلْعَظِيمِ اَلْقِدِّيسِ غِرِيغُورْيُوسْ اَلنَّيْصَصْ يَمْدَحَ فِي عِظَتِهِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءَ اَلْأَرْبَعِينَ إِذْ يَقُولُ: ” لِكَيْ نَكُونَ نَحْنُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ اَلشُّهَدَاءَ هُمْ أَحْيَاءٌ، وَهُمْ يَحْتَفُونَ حَوْلُ اَللَّهِ وَيَخْدِمُونَهُ وَهَمُّ اَلْيَوْمِ جَمَالَ اَلْكَنِيسَةِ وَفَخْرِهَا وَعَوْنِهَا. وَبِحَسَبَ اَلْقِدِّيسِ أَسْتِيريُوسْ أَمَاسِيَاسْ إِنَّ اَلرِّجَالَ اَلشُّهَدَاءَ اَلْقِدِّيسِينَ بِالْمَوْتِ اَلصَّالِحِ صَارُوا خَالِدِينَ وَلِأَنَّهُمْ اِحْتَقَرُوا هَذِهِ اَلْحَيَاةِ اَلْأَرْضِيَّةِ صَارُوا أَحْيَاءٌ إِلَى اَلْأَبَدِ وَاسْتَبْدَلُوا دِمَائِهِمْ بِالْمَلَكُوتِ وَجَعَلُوا اَلْجَسَدَ اَلْمَاكِرَ مُحَسِّنًا وَخَادِمًا لِلنَّفْسِ.

إنّ كنيستنا المقدسة تُكرِمُ بفرحٍ وحبور تذكار يوم ميلاد أي استشهاد الأربعين قديساً وَبِالْأَخَصِّ الْقِدِّيسِ الشَّهِيدُ ثيوفيلوس الْمُسْتَشْهَدُ مَعَهُمْ وَالذَّيْ تَحْمِلُ اسْمَهُ الْجَلِيلِ حَقَارَتِنَا فَذَهَبْنَا

حَيْثُ مَوْضِع صلْب وَ دَفَنْ وَقِيَامَةِ مُخَلِّصَنَا الْمَسِيحِ واحتفلنا، مُتَمِّمِينَ بَطْرِيَرْكِيًّا سِرالذبيحة الإلهية غير الدموية، أي سر الشكر الإلهي، بِرُفْقَة أَخَوِيَّة اَلْقَبْرِ اَلْمُقَدَّسِ اَلْأَجِلَّاء مِنْ رُؤَسَاءِ كَهَنَةٍ وَكَهَنَةٍ وَشمَّامْسَةٍ وَلفيف مِنْ أَبْنَاءِ رَعِيَّتِنَا اَلْمَسِيحِيِّينَ اَلْأَتْقِيَاءَ .

وَأَيْضًا رَفَعْنَا اَلْمَجْدَ وَالشُّكْرَ لِإِلَهِنَا اَلْوَاحِد اَلْمُثَلَّثِ اَلْأَقَانِيمَ وَهَذَا لِأَنَّنِي أَحْمِلُ اِسْمَ اَلْقِدِّيسِ اَلشَّهِيدِ ثُيُوفِيلُوسْ صَانِعِينَ عِيدَ اِسْمِنَا اَلْمُوَقَّرِ وَمُبَارَكِينَ رَبَّنَا وَمُخَلِّصَنَا اَلْمَسِيحُ ، وَكَمَا يَقُولُ اَلْقِدِّيسُ اَلشَّهِيدُ فِي اَلْكَهَنَةِ بُولِيكْرِبُوسْ سَمِيرْنَا ، إِنَّنَا نَسْجُدُ لِلْمَسِيحِ اِبْنَ اَللَّهِ فَأَمَّا اَلشُّهَدَاء فَإِنَّنَا نُكْرِمُهُمْ وَنَحْبَهُمْ كَتَلَامِيذ اَلرَّبّ اَلَّذِينَ اِقْتَدَوْا بِهِ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِمْ اَلْفَائِقَةِ لِلْمَلِكِ وَلِلْمُعَلِّمِ . وَنَقُولُ هَذَا اَلْيَوْمِ لِأَنَّ عِيدَ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعِينَ وَبِالْأَخَصِّ لِلْقِدِّيسِ ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ ، لَا يَخُصُّ حَقَارَتُنَا فَقَطْ بَلْ أَوَّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ لِعَرْشِ اَلْقِدِّيسِ اَلرَّسُولِ يَعْقُوبْ أَخُو اَلرَّبِّ مِنْ جِهَةِ وَلِمُؤَسَّسَةِ اَلْكَنِيسَةِ اَلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ اَلْوَاحِدَةِ اَلْجَامِعَةِ اَلْمُقَدَّسَةِ اَلرَّسُولِيَّةِ وَاَلَّتِي هِيَ جَسَدُ اَلْمَسِيحِ وَأُنَاشِدُ جَمِيعَ اَلْإِخْوَةِ فِي اَلْمَسِيحِ ، رُؤَسَاء اَلْكَنَائِسِ اَلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ اَلْمُكَرَّمِينَ ، فِي كُلِّ مَكَانٍ ، أَنْ يَعْمَلُوا جَاهِدِينَ مَعًا مِنْ أَجْلِ اِسْتِعَادَةِ اَلشَّرِكَةِ بَيْنَ اَلْكَنَائِسِ حَسَبَ أَمْرِ اَلرَّسُولْ بُولُسْ مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحَفَّظُوا وَحْدَانِيَّةُ اَلرُّوحِ بِرِبَاطِ اَلسَّلَامِ . (أَف 4: 3) وَأَيْضًا بِحَسَبِ كَلَامِ اَلْقِدِّيسِ أَثْنَاسْيُوسْ اَلْعَظِيمِ: أَرْجُوكُمْ مِنْ أَجْلِ اَلْمَسِيحِ لَا تَسْمَحُوا أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ اِنْقِسَامُ أَوْ تَحَيُّزِ بَيْنَ أَعْضَاءِ اَلْمَسِيحِ بِالتَّعَصُّبِ بَلْ اُطْلُبُوا سَلَامَ اَلرَّبِّ. وَلِهَذَا اَلسَّبَبِ تَحْدِيدًا قَدْ تَمَّ دَعْوَتَنَا أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ اَلْمَحْبُوبُونَ فِي اَلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ خِدْمَةِ اَلْمُصَالَحَةِ أَيْ اَلسَّلَامِ اَلَّذِي يُعْطَى لَنَا مِنْ رَبِّنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ. إِنَّنَا نَسْعَى وَنَطْلُبُ هَذَا اَلسَّلَامِ وَالْمُصَالَحَةِ وَبِالْأَخَصِّ نَرْغَب إِلَيْهِ بِشِدَّةِ فِي فَتْرَةِ مَيْدَانِ اَلصَّوْمِ اَلْأَرْبَعِينِيِّ اَلْكَبِيرِ اَلْمُقَدَّسِ لِكَيْ بِشَفَاعَاتِ اَلْفَائِقَةِ اَلْبَرَكَاتِ اَلْمَجِيدَةِ سَيِّدَتُنَا وَالِدَةَ اَلْإِلَهِ اَلدَّائِمَةِ اَلْبَتُولِيَّة مَرْيَمْ مَعَ تَوَسُّلَاتٍ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاءِ اَلْأَرْبَعِينَ وَالْقِدِّيس ثُيُوفِيلُوسْ اَلْمُسْتَشْهِدَ مَعَهُمْ أَنْ يُؤَهِّلَنَا أَنْ نَصِلَ بِسَلَامً وَتَوْبَةٍ لِلْقِيَامَةِ اَلْمَجِيدَةِ قِيَامَةَ مُخْلِصٍ نُفُوسِنَا رَبُّنَا وَإِلَهُنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ .

لِهَذَا أضرعُ إلى الله من أجل جميعِ مِنْ شَارَكْنَا اَلْيَوْم فِي هَذِهِ اَلصَّلَاة وَاَلَّذِينَ حَضَرُوا مَعَنَا مُكَرَّمِينَ تِذْكَارَ عِيدِ اَلْقِدِّيسِينَ اَلشُّهَدَاء اَلْأَرْبَعِينَ أَنْ يَمْنَحَهُمْ قُوَّةً واستنارةً مِنْ اَلْعَلَاءْ وَمَوْهِبَةَ اَلرُّوحِ اَلْقُدُسِ وَنِعْمَة اَلْقَبْرِ اَلْقَابِلِ لِلْحَيَاةِ وَصَبْرًا وَكُلِّ بَرَكَةٍ مِنْ لَدُنْ اَللَّهِ مُخَلِّصِنَا ، مُعَبِّرًا لَكُمْ عَنْ شُكْرِي اَلْحَارّ وَعَنْ كُلِّ اَلَّذِينَ تَكَلَّمُوا سِيَادَةُ اَلْمُطْرَان أَرِيسْتِرِخُوسْ اَلسِّكْرِتِير اَلْعَام اَلَّذِي تَكَلَّمَ نِيَابَةً عَنْ أَعْضَاء أَخَوِيَّة اَلْقَبْرِ اَلْمُقَدَّسِ وَالْمَجْمَعِ اَلْمُقَدَّسِ.

مكتب السكرتارية العامة




ذكرانية الأربعين راحة لنفس المغبوط قدس الأرشمندريت ثيوذوريتوس

أقيمت صباح يوم الإثنين الموافق 11 آذار 2024 (27 شباط شرقي) خدمة القداس الإلهي في موضع الجلجلة المقدس في كنيسة القيامة ترأسها سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, يشاركة قدس الأرشمندريت إستيفانوس, إيرونيموس, مكاريوس, كلافذيوس, خريستوذولوس, ذيونيسيوس, قدس الأب أثاناسيوس, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, والشماس المتوحد الأب سيميون.

بعد القداس الإلهي أقيمت خدمة صلاة جناز الأربعين راحة لنفس المغبوط قدس الأرشمندريت ثيوذوريتوس الرئيس الروحي لدير القديس سمعان القابل الإله في القطمون. ترأس الخدمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه السادة المطارنة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة إيرابوليس كيريوس إيسيذوروس, آباء أخوية القبر المقدس من متوحدين وشمامسة, الذين تضرعوا الى الرب الإله أن يريح نفس الراقد مع القديسين والأبرار.

مكتب السكرتارية العامة




عيد القديس بورفيريوس أسقف غزة

إحتفلت البطريركية الأورشليمية اليوم الأحد الموافق 10 آذار 2024 (26 شباط شرقي) بعيد تذكار القديس الشهيد بورفيريوس أسقف غزة، في الدير المقدس الذي يحمل اسمه في مدينة غزة المنكوبة حاليًا بسبب الحرب.

في هذا العيد تتذكر الكنيسة كلها وخاصة كنيسة أورشليم، القديس برفيريوس الذي يرجع أصله من تسالونيكي الذي جاء إلى الأراضي المقدسة وسيم كاهنًا ثم أسقفًا على غزة. وبأمر إمبراطوري، دمر آخر معقل لعبادة الأوثان في غزة وبنى كنيسة مقدسة جنبا إلى جنب مع الوجود المسيحي في غزة عبر القرون.

في هذا الدير التاريخي المقدس ترأس الوكيل البطريركي في غزة سيادة رئيس أساقفة طبريا كيريوس ألكسيوس خدمة القداس الإلهي الإحتفالي يشاركه المتوحد الأب سيلاس، بحضور ما يقارب الأربعمائة مؤمن من أبناء رعيتنا. هؤلاء هم طالبو اللجوء الذين يتلقون كل الإيواء والضيافة، وتنقذهم العناية الإلهية من الحرب التي راح ضحيتها ثمانية عشر شخصاً من أبناء الكنيسة والآف الأبرياء, فليُريح الرب نفوسهم في أرض الأحياء.

مكتب السكرتارية العامة




سبت الراقدين في البطريركية

حسب التيبيكون الكنسي للبطريركية الأورشليمية تقيم الكنيسة تذكار الراقدين على رجاء القيامة والحياة الأبدية في السبت الذي يسبق أحد الدينونة (أحد مرفع اللحم).

 بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 8 آذار 2024 (24 شباط شرقي)، في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية، أقيمت خدمة صلاة الراقدين ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث راحة لنفوس الراقدين من بطاركة أورشليم ورؤساء الكهنة والكهنة والرهبان والراهبات الذين رقدوا في الرب.

في صباح يوم السبت الموافق 9 آذار 2024 (25 شباط شرقي) ترأس قدس الأب يوحنا خدمة القداس الإلهي في كنيسة مقبرة صهيون المقدسة يشاركه قدس الأب جوارجيوس برامكي، برعاية مدير عام المدرسة البطريركية الأرشمندريت متايوس. في نهاية القداس أقام سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريستارخوس خدمة صلاة النياحة راحة لنفوس آباء القبر المقدس الراقدين المدفونين هناك، كما أقام قدس الأب فرح بندور وقدس الأب جوارجيوس برامكي خدمة صلاة النياحة راحة لنفوس الراقدين من أبناء رعيتنا الأرثوذكسية.

مكتب السكرتارية العامة