البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد تذكار القديسين معلمي المسكونة
|
إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 11 شباط 2023 (الموافق 29 كانون الثاني شرقي) بعيد آباء معلمي المسكونة القديسين باسيليوس الكبير, غريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبي الفم.
هؤلاء الاباء الاجلاء القديسون يُدعون ايضا معلمي المسكونة والاقمار الثلاثة لانهم لمعوا في سماء الكنيسة, وتقيم الكنيسة هذا العيد المشترك تكريماً لهم في اليوم الثلاثين من شهر كانون الثاني شرقي( 12 شباط غربي) من كل عام. تحدد هذا العيد المشترك في القرن 12 ميلادي, بسبب الخلاف الذي حدث بين العلماء فيمن هو اعظم من الثلاثة واختلفوا حول ترتيب مقامهم. وكانت كل جماعة تدعي نفسها بإسم القديس الذي تتبعه أي جماعة الباسيليين, اليوحنايين والغرييغوريين, لهذا ترتبت لهم الكنيسة عيداً واحداً في هذا اليوم لتطلب فيه شفاعتهم لتعلن للمؤمنين أنهم متساوون في مقامهم وعلمهم وقداستهم, وقد اعتبروا شفعاء للمعلمين وللطلاب ولكل الذين على مقاعد الدراسة. لقد اتخذوا الثقافة اليونانية وجعلوها في خدمة الانجيل فظهرت ثقافة مسيحية موافقة للانجيل ولكنها استخدمت الفلسفة الاغريقية للتعبير عنه. اهلتهم معرفتهم الواسعة للغة اليونانية ان يفسروا العهد الجديد الموضوع باليونانية وجعلوا الخطابة اساساً لتعليمهم.
في هذه المناسبة اقيمت صلاة الغروب وخدمة القداس الالهي في كنيسة الثالوث القدوس في المدرسة البطريركية “صهيون المقدسة”, وترأس الخدمة رئيس إدارة المدرسة سيادة رئيس اساقفة ايرابوليس اسيذوروس يشاركه الأرشمندريت متايوس مدير المدرسة, الأب جوارجيوس برامكي, الأب سيلاس, والشماس المتوحد الأب. قاد الترتيل السيد باسيليوس غتسوبولوس وطلاب المدرسة البطريركية صهيون, وحضر القداس معلمي وطلاب المدرسة والقنصل اليوناني العام السيد إفانجيلوس فليوراس.
بعد خدمة القداس استضاف مدير المدرسة الأرشمندريت ماتيوس المعلمين والطلاب في قاعة المدرسة لتقديم الضيافة.
مساءً ترأس سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم خدمة صلاة الغروب في دير القديس باسيليوس تكريماً للقديسين معلمي المسكونة.
مكتب السكرتارية العامة
البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد أبينا القديس إفثيميوس الكبير
|
احتفلت البطريركية يوم الثلاثاء الموافق 2 شباط 2021 (20 كانون أول شرقي) بعيد أبينا القديس إفثيميوس الكبير في الدير المقدس المُكرس على إسمه الذي يقع بجانب ديرالعذراء سيدة صديانا المقدس في الحي المسيحي في البلدة القديمة بالقرب من البطريركية.
في هذا العيد تحيي الكنيسة ذكرى القديس إيثيميوس وفقًا لما ذكره كيرلس من سكايثوبوليس الذي كتب سيرته الذاتية. ولد القديس إيثيميوس في مليتيني في أرمينيا, في ريعان شبابه انضم إلى دير في موطنه وجاء إلى الأرض المقدسة في سن الثلاثين عام 406 م حيث عاش في صحراء يهوذا مع القديس ثيوكتيستوس. حسب إتفاق القِديسَين أسس القديس ثيوكتيستوس ديراً للرهبان المُبتدئين, بينما أسس القديس إفثيميوس لافرا للرهبان المتقدمين في الرهبنة. لقد إستنار هذان القديسان بالروح القدس وعلّما آلاف الرهبان من المتوحدين ورهبان اللافرا وآلاف المسيحيين.
كان مُعلماً في البداية للقديس سابا عندما جاء إلى الأرض المقدسة عام 456, لكن القديس إفثيميوس لم يقبله في دير اللافرا لأنه كان لا يزال صبيًا لكنه أرسله إلى للقديس ثيوكتيستوس حيث بقي القديس سابا معه في الير خمسة عشر عاما قبل أن ينال بركة التنسك من أجل حياة هادئة في عمق الصحراء.
عمل القديس إيثيميوس أيضًا كرسولٍ في التبشير لأنه استقبل بالقرب من ديره قبيلة من بلاد فارس مع زعيمهم أسبيفيتوس وقام بتعليمهم وعمدهم وطلب من رئيس أساقفة اورشليم يوفيناليوس أن يرسم أسبيفيتوس أسقفاً على باريمفولون. حارب القديس أفثيميوس من أجل قرارات المجمع المسكوني الرابع في خلقدونية عام 451 مدافعًا عن عقيدة طبيعتي المسيح الإلهية والإنسانية في أقنوم واحد. عادت الإمبراطورةإفيودوكسيا إلى العقيدة الأرثوذكسية من خلال تعاليم القديس إفثيميوس. لقد أعطى الله القديس مواهب الاستبصار وشفاء المرضى كما يشهد عليه السنكساريون المقدس أي سِير القديسين. تم تدمير لافرا القديس إفثيميوس بسبب الغزوات المختلفة عبر الزمن, ويتم المحافظة على اللافرا حاليًا كموقع أثري بعد الحفريات التي أجريت في عام 1929 ومرة أخرى قبل 30 عامًا.
تكريما لهذه المنارة العظيمة والمضيئة للحياة الرهبانية للعقيدة الأرثوذكسية أقيمت صلاة الغروب بعد الظهر والقداس الإلهي في الصباح في الدير الذي يحمل اسم القديس في البلدة القديمة. ترأس الخدمة سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, يشاركه قدس الأب خرالامبوس (فرح), قدس الأب نكتاريوس والشماس المتوحد الأب سيميون. وقام بالترتيل السيد فاسيليوس غوستوبولوس يشاركه ظلاب المدرسة البطريركية. حضر القداس رهبان وراهبات ومصلين من البلدة القديمة.
بعد القداس الإلهي إستقبلت رئيسة الدير الراهبة ساره سيادة المطران مع الآباء والمصلين في قاعة الدير
مكتب السكرتارية العامة
السجود لسلسلة القديس بطرس الرسول المُكرّمة
|
إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 29 كانون الثاني 2023 (16 كانون الثاني حسب التقويم الشرقي) بعيد تذكار السجود لسلسلة القديس بطرس الرسول هامة الرسل المُكرمة, حيث أقيمت خدمة القداس الإلهي في دير القديس نيقوديموس – المعروف باسم “العدس”, المجاور لمجمع البريتوريون أي سجون الإدارة الرومانية زمن السيد المسيح. في هذا الدير توجد كنيسة وسجن تحت الأرض.
حسب سفر اعمال الرسل الإصحاح 12, القديس بطرس الرسول سُجن على يد الملك هيرودوس أغريباس بهدف قتله, “ولما كان هيرودس مزمعا أن يقدمه كان بطرس في تلك الليلة نائما بين عسكريين مربوطا بسلسلتين وكان قدام الباب حراس يحرسون السجن. وإذا ملاك الرب اقبل ونور أضاء في البيت فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلا قم عاجلا فسقطت السلسلتان من يديه ( ايات 5-7)”.
ترأس حدمة صلاة الغروب والقداس الالهي سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس يشاركه قدس الأرشمندريت ميكاريوس, قدس الأب ذيونيسيوس والشماس الأب إفلوغيوس. حضر الخدمة القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فليوراس وعدد من الرهبان والمصلين.
قبل سر الإفخارستيا تحدث سيادة المطران عن الرسول بطرس الذي دعاه يسوع المسيح “مباركًا” ، عندما اعترف بالمسيح أنه ابن الله الحي, وعلى هذا الإعتراف بنى المسيح الكنيسة. كما تحدث عن حدث إطلاق الرسول بطرس من السجن بمساعدة الملاك والروح القدس, وبشكل أعم عن جميع إنجازات قديسي الكنيسة التي تتحقق بمساعدة الروح القدس.
بعد صلاة الخدمة استضاف رئيس الدير الارشمندريت مكاريوس سيادة المطران مع الآباء والمصلين في قاعة الدير.
مكتب السكرتارية العامة
الإحتفال بعيد القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديرة في البطريركية
|
إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الثلاثاء الموافق 24 كانون ثاني 2023 (11 كانون ثاني شرقي) بعيد القديس إبينا البار ثيوذوسيوس رئيس الأديرة.
في هذا العيد تحيي الكنيسة كلها وخاصة الكنيسة الأورشليمية تذكار القديس ثيوذوسيوس الذي جاء إلى الأرض المقدسة من مسقط رأسه موغاريستوس في كابادوكيا حوالي عام 450 بعد الميلاد.
بعد أن جاهد في البداية في التتنسك في دير إيكليا المقدس بالقرب من أورشليم جاء إلى صحراء يهودا وأسس الدير المقدس الذي يحمل اسمه حتى يومنا هذا. استقبل هناك الرهبان المبتدئين الذين تدربوا على الطاعة والحياة المشتركة وأعمال الحرف اليدوية وكانوا يعولون الفقراء والمحتاجين. بعد هذا التدريب على حياة الرهبنة كان يحصل الرهبان على البركة للدخول في شكل أكثر صرامة من حياة النسك في لافرا القديس سابا المتقدس.
أصبح القديس ثيودوسيوس الرئيس الروحي ورئيس الأديار في فلسطين بينما ألقديس سابا كان يُعتبر الأب الروحي لحياة اللافرا. كان كل من القديسين ثيودوسيوس وسابا من وطن واحد, وتعاونا بجهاد في تأسيس عقيدة المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية عام 451 م، فيما يتعلق بطبيعتي المسيح الإلهية والبشرية في أقنوم واحد.
يقع هذا الدير في المكان الذي مكث فيه الحكماء من بلاد فارس طوال الليل عند عودتهم عبر طريق مختلف إلى بلادهم. ولقد أثبت الدير أنه أقوى من الدمار الذي لحق به من مختلف الغزاة عبر الزمن.
أقيمت صلاة السهرانية في الدير ترأسها غبطة البطريركي كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس المُحتفل بعيد شفيعه, قدس الأرشمندريت ماثيوس، المتقدم الشمامسة الأب ماركوس والشماس المتوحد الأب إفلوجيوس. قام بالترتيل السيد باسيليوس غوتسوبولوس و خوروس من أبناء الرعية, بحضور عدد من الرهبان وزوار الدير.
بعد القداس أعد الرئيس الروحي للدير الأرشمندريت إيروثيوس ضيافة للوفد البطريركي.
كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديار
تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي
بعد أن دخلتَ ضباب النور الإلهي العقلي يا ثيوذوسيوس وكَلَوْحَيّْ الشريعة نُقش قلبك بإصبع الله فأنتَ نقلتَ كتاب الحياة لنور تعاليم عقائد حسني العبادة والتقوى أيها السعيد الذكر.
أيها الإخوة المحبوبون في المسيح
أيها المسيحيون الأتقياء
إن المسيح ابن وكلمة الله الذي اعتمد في مجاري نهر الأردن وجدد طبيعة البشر المتعتقة بالخطيئة وأعاد جبلتها قد جمعنا اليوم في هذا الدير الذي يحمل اسم القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديار لكي نُعيد بتقوى لتذكاره المقدس.
لقد أحب المسيح أبينا البار ثيوذوسيوس منذ طفولته فترك موطنه الأصلي الذي هو في قرية كبادوكيّة تُدعى موغاريسوس وأتى إلى الأراضي المقدسة حيث رغب أن يسلك في حياة النسك والتوحد وارتدى الثوب المقدس على عهد الامبراطور مركيانوس الشريف.
وأما كيرلس سكيثوبوليتس كاتب سيرة حياة أبينا البار ثيوذوسيوس يدعوه بأنه مستحق الغبطة ومستوطن السماء مجد فلسطين العظيم، وافتخار البرية وعضد للرهبان المتوحدين، ومحامياً ومدافعاً عن العقائد القويمة ومرشداً ودليلاً للأديار ولقوانينها.
ومن الجدير بالذكر بأن ثيوذوسيوس المتوشح بالله لم يكن فقط سنداً وعضداً للرهبان المتوحدين بل أيضاً مدافعاً ومحامياً عن العقائد الأرثوذكسية فعند قدومه إلى مدينة آوروشليم المقدسة هداه الله إلى شيخ مبارك يُدعى لونجينوس الذي من كبادوكية وكان من طغمة “المثقفين” التابعة لكنيسة قيامة المسيح إلهنا، والتي تُعرف اليوم بأخوية القبر المقدس فأقام معه زماناً قرب برج داؤود، ولم يسمح له بأن يُغادر إلى أديرة فلسطين في البرية وذلك بسبب الانشقاق الحاصل بين رهبان البرية فالكنيسة الجامعة لم تشترك في الشركة مع أتباع افتيخيس و ذيسقوروس أصحاب الفتن و البدع و الهرطقات.
وبكلام آخر إن كنيسة أوروشليم ولا سيما رهبانها وأديرتها التي في البرية والتي لا تُعد ولا تُحصى قد امتُحنت وتعرضت لكثير من محاربات الهرطقات والبدع أي من أصحاب الطبيعة الواحدة وأصحاب المشيئة الواحدة وأصحاب الفعل الواحد لهذا فإن أبينا البار ثيوذوسيوس قد وُجد مدافعاً ومحامياً عن العقائد الأرثوذكسية وتعاليم الإيمان الأرثوذكسي لهذا فإن مرنمه يؤكد بوضوح قائلاً: إنّا نتذكر تعاليمك يا ثيوذوسيوس فنكرز بالمسيح ذا جوهرَيْن ونعتقد بمشيئتين وطبيعتين وفعلَيْن وسلطتين مستقلتين في الإله الذي اعتمد بالجسد.
إن اهتمام ثيوذوسيوس المتوشح بالله في تعاليم الإيمان الأرثوذكسي القويم قد أوضحته هيكلاً للروح القدس لابساً قوةً من الأعالي، بحسب وعد ربنا يسوع المسيح إلى تلاميذه وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي(لوقا 24: 49) وأيضاً اجترح البار الكثير من العجائب.
ويذكر كاتب سيرته بأن القديس ثيوذوسيوس كان ذائع الصيت خصوصاً لثلاث مزايا اقتناها؛ أولاً: النسك بدقة بإيمان حقيقي وأرثوذكسي منذ طفولته وحتى شيخوخته، وثانياً: الضيافة بحبور دونما محاباة للوجوه، وثالثاً: التركيز بغيرةٍ حارة على القداس الإلهي بدون انقطاعٍ أي إقامة القداس الإلهي بدون توقف.
لهذا السبب نرى أن مرنمه يهتف قائلاً: بعد أن دخلتَ ضباب النور الإلهي العقلي يا ثيوذوسيوس وكَلَوْحَيّْ الشريعة نُقش قلبك بإصبع الله فأنتَ نقلتَ كتاب الحياة لنور تعاليم عقائد حسني العبادة والتقوى أيها السعيد الذكر.
وبكلامٍ آخر إن المغبوط ثيوذوسيوس هو كموسى آخر قد دخل اقْتَرَبَ إِلَى الضَّبَابِ حَيْثُ كَانَ اللهُ. (خروج 20: 21) وبحسب القديس ذيونيسيوس الأريوباغي فإن هذا الضباب الإلهي هو النور الذي لا يُدنى منه، وبحسب القديس يوحنا اللاهوتي إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. (1يوحنا 1: 5) وبحسب القديس غريغوريوس النيصص إن اللوحين المكتوبين بإصبع الله هما صوت الله المكتوب “إن الكتابة على اللوحين استبانت مع صوت الله والتي من خلالها ظهرت العظائم والأسرار. وبحسب القديس بولس الذي صعد إلى السماوات فإن الله ربنا هوالَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ.(1تيم 6: 16).
ومما سبق يتضح لنا أيها الإخوة الأحبة بأن أعضاء الكنيسة المؤمنين هم جسد المسيح وهم ينتمون لشركة القديسين أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.(1كور 1: 9) كما يكرز بولس الرسول والذي يصلي من أجلنا قائلاً: كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ. (أفسس 1: 17-18).
إن غنى مجد الله هذا قد ورثه من نكرمه اليوم أبينا البار ثيوذوسيوس رئيس الأديار وعن هذا الغنى يقول القديس يوحنا الذهبي الفم هذا المجد لا يُعبر عنه، لإنه أي لغة أو قول يستطيعُ أن يعبر عن مجد الله هذا
إن غنى مجد الله هذا يُمنح كميراث المسيح في كنيسته من خلال قديسيه كما يؤكد صاحب المزمور قائلاً عجيبٌ هو الله في قديسيه(مزمور 67: 36)
ختاماً نتضرع إلى القديس ثيوذوسيوس أيها الإخوة الأحبة مع الفائقة البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم لكي يتشفعوا لنا عند شمس البر العقلية الذي أتى واعتمد في نهر الأردن من يوحنا المعمدان لكي ينيرنا ويخلص العالم أجمع.
آمين
مكتب السكرتارية العامة
تذكار القديسين جوارجيوس ويوحنا الخوزيفيين في دير الخوزيفا
|
احتفلت بطريركية الروم الاورثوذكسية بعد يومين من عيد الظهور الالهي يوم السبت الموافق 21 كانون الثاني 2023 (8 كانون ثاني شرقي), بعيد دير الخوزيفي تذكاراً واكراماَ لبانيَي الدير القديسين جوارجيوس ويوحنا الخوزافيتي.
يقع هذا الدير غربي مدينة اريحا في الوادي الذي يسمى وادي قلط, وسكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي، فقد سكنوا في البداية في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم بدؤوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس، ودير القديس جوارجيوس هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي سنة 614 بعد الميلاد، وبعد ذلك دُمر هذا الدير وقتل العديد من الرهبان والنساك في داخله، ويعرض فيه العديد من الجماجم للرهبان القتلى.
القديس يوحنا أتى الى هذا الوادي للتنسك من اسقفية قيصاريا في فلسطين في القرن الخامس ميلادي, اما القديس جوارجيوس فقد أتى من جزيرة قبرص في القرن السابع ميلادي.
غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث ترأس خدمة صلاة الغروب وخدمة القداس الالهي في الدير يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة إيرابوليوس كيريوس إيسيذوروس, رهبان الدير وآباء من أخوية القبر المقدس. وشارك في الترتيل نخبة من المرتلين في كنائس مختفلة في اليونان. وحضر ايضاً عدد من المصلين المحليين وزوار من الخارج.
بعد خدمة القداس في الليل أعد الرئيس الروحي الأرشمندريت قسطنطين ورهبان الدير مادبة طعام على شرف غبطة البطريرك والآباء والزوار.
كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جاورجيوس الخوزيفي في دير خوزيفا
تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي
يهتف صاحب المزمور قائلاً: “فقلت الآن ابتدأت. هذا هو تغير يمين العلي. (مزمور 76: 18)
أيها الآباء والإخوة المحبوبون في المسيح
لقد ظهرت النعمة الإلهية المخلَّصة في مجاري نهر الأردن، التي قد جمعتنا اليوم في موضع خوزيفا الجليل لكي نكرم معيدين للتذكار الموقر لأبينا البار جاورجيوس الخوزيفي.
لقد التهب البار شوقاً منذ طفولته إلى التوحد وحياة النسك منجذباً إليهم بشدة وقد لبث خادماً لوالديه المسنين حتى رقادهم. فترك موطنه الأصلي جزيرة قبرص متوجهاً إلى الأرض المقدسة. حيث قَدِم إلى أخيه الراهب هيراكليذس وأخذه إلى دير أخوية خوزيفا في هذا المكان وذلك لتقشفه ورهبانه القديسين.
وإذ نسمع مرنمه يتفوه قائلاً: لا بُعد الطريق ولا عورة الأماكن استطاعا أن يُضعفا حرارة عزمك على السفر نحو الله أيها البار. ولما صرت إلى هناك وسررت بالأماكن التي وطئتها قدما إلهنا. لم تتهاون أصالةً بأن تبلغ بواسطة النسك والمشاق إلى صهيون السماوية.
حقاً إن حرارة عزم أبينا البار جاورجيوس على السفر نحو الله كانت توقدها أقوال المزمور اشْتَقْتُ إِلَى خَلاَصِكَ يَا رَبُّ، وَشَرِيعَتُكَ هِيَ لَذَّتِي. (مزمور 118: 174) من جهةٍ، وجهاداته الشاقة في الدير من الجهة الأخرى كما يقول مرنمه: قد حفظت نفسك من محاربك العدو الهائل سالماً لم يَنَلك ضرراً أصلاً. وذلك لأن جاورجيوس المغبوط قد اقتدى وتمثل بربنا يسوع المسيح كما يوصي الرسول بولس قائلاً: فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ،وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً. (أفسس 5: 1-2).
ويفسر القديس يوحنا الذهبي الفم أقوال القديس الرسول بولس هذه قائلاً: انظر إذ كنت تعاني من أجل أعدائك فأنت حينها كرائحة طيب وذبيحة مقبولة ولو مت بسببهم فأنت أيضاً ذبيحة لأنك بهذا تتمثل بالله.
إن الاقتداء والتمثل بالله أي بمخلصنا المسيح ليس هو إلا تغيير يمين العلي وذلك لأن المسيح قد صار مثلنا وغيرنا نحن نحو الأفضل كما يقول القديس كيرلس الإسكندري، ويُضيف قائلاً: كل ما تجنبنا وحِدنا عن الشر عندها سنبقى في الفضيلة وننجح، ويقول الآن ابتدأت هذا التغيير الذي تمنحه يمين العلي، وكل شيء ينجح بالنسك وجهاد التقوى. والذي يتقوم وينجح بالفضيلة لا يشعر بأي تغيير تماماً كما أن كلمة الله الابن الوحيد قد تنازل بطبيعته الإلهية ووُجد في هيئة بشريتنا ولم يفقد شيء من طبيعته الإلهية ولم يرذل طبيعتنا البشرية.
إن هذا التغيير بحسب المسيح قد نجح فيه أبينا البار جاورجيوس إذ لبث مجاهداً في التقوى وحسن العبادة فنجح بالفضيلة من خلال أعماله النسكية وإيمانه الأرثوذكسي القويم. ومن الجدير بالذكر بأن أبينا البار جاورجيوس هو كبولس آخر كما يقول مرنمه إنك تسكن على الأرض كأنك ملاك بدون جسد تمجد بغير انقطاعٍ الإله الثالوث القدوس وتتقبل منه الإشراق.
لقد أصبح أبينا البار يوحنا الخوزيفي إناءً لنعمة الروح القدس المنيرة متتبعاً خطى القديس النبي السابق يوحنا المعمدان الذي كرز بالتوبة في برية الأردن كذلك عمل البار كارزاً ومبشراً بفم المزمور بعظائم وبحقيقة الخلاص مخلصنا المسيح الذي اعتمد في نهر الأردن لَمْ أَكْتُمْ عَدْلَكَ فِي وَسَطِ قَلْبِي. تَكَلَّمْتُ بِأَمَانَتِكَ وَخَلاَصِكَ. لَمْ أُخْفِ رَحْمَتَكَ وَحَقَّكَ عَنِ الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ. أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَلاَ تَمْنَعْ رَأْفَتَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ دَائِمًا. (مزمور 39: 10-11).
ومن الشهود الصادقين على قداسة أبينا البار هو جمهور النساك المتوحدين الذين نسكوا في دير خوزيفا كيوحنا الذي أصبح أسقف قيصرية فلسطين وأبينا البار يوحنا الجديد الذي من رومانيا والذي جسده المقدس غير البالي موضوع أمام ناظر أعيننا ينضح رائحة زكية مذيعاً بقيامة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح وبقيامتنا نحن معه كما يكرز بولس الرسول أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ. (رومية 6: 5).
فنحن أيها الإخوة الأحبة والرهبان الأتقياء النساك في هذه اللافرا المقدسة نتضرع للقديس البار جوارجيوس الخوزيفي الماثل أمام الله لكي يمنح مكرمي تذكاره الشريف استنارة الروح القدس الذي ظهر بهيئة حمامة في نهر الأردن حتى نشترك في الغبطة الإلهية. ومع المرتل نهتف ونقول: أيها المؤمنون، لنمجد بالترانيم حكمة الله الذي لا يوصف كلمة الله الذي جاء من الله لتجديد آدم الذي سقط في الفساد، والذي تجسد من العذراء القديسة من أجلنا.