1

البطريرك ثيوفيلوس: من موقع المغطس أرض السلام والكرازة يرفع الصلاة والدعاء لأهلنا في غزة ويطالب بوقف فوري للصِراع الدمويّ وحلِّ القضيَّة الفلسطينية

المغطس، الجمعة 26 كانون الثّاني 2024

 

أحيت الكنيسةُ الرّوميَّةُ الأرثوذكسيَّةُ صباح اليوم الجمعة 26 كانون الثاني 2024 مراسِمُ الحجِّ السّنويّ لموقعِ معموديَّةِ السَّيِّد المسيح – المغطس بحضور كافّةِ رعايا المملَكَةِ الأردنية الهاشمية على الضفة الشرقية.
 
ترأّسَ الصلاة صاحبُ الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن، بمشاركة صاحب السيادة المطران خريستوفوروس مطران الأردن للروم الأرثوذكس والمتروبوليت فينذكتوس الوكيل البطريركي في بيت لحم ورئيس دير الظهور الإلهي في المغطس وعدد من أصحاب السيادة المطارنة الأجلاء القادمين من اليونان مع لفيف من الآباءِ الكهنَةِ والشّمامسةِ بحضورِ وزراء ودبلوماسيّينَ وشخصيّاتٍ رسميّةٍ وعامَّةٍ وسطَ مشارَكَةٍ فعّالَةٍ للمجموعاتِ الكشفيَّةِ الأرثوذكسيَّة وأفراد الشبيبة وجمهورِ المؤمنينَ من مختَلَفِ رعايا المملَكة والخارج.
 
ألقى صاحب الغبطة في نهاية الصلاة كلمةً روحيّةً ووطنيّةً للمُحتَفلينَ قال فيها: من هذا المكان المقدَّس أُستعلِنَ الإيمان المسيحي وكُرِزَ بهِ في أصقاعِ المسكونةِ، من أرضِنا المقدَّسة دُعينا أبناءً للهِ لنسلُكُ باسمِهِ، دُعينا لننزعَ عنَّا الظُلماتِ الدهريَّة ونعبر للنورِ، ونغدو أبناءً للملكوتِ. فمن مياه الأُردن تتقدس كلّ الطبيعةِ، فأرضنا المقدسة اقتبلت الإله فصارت بهِ سماءً فتباركت به وبورِكت بها كل المعمورة. داعياً أبنائنا من كل العالم للحجِ والتبرك من هذا المكان المقدَّس.
 
ودعا غبطته لأجل سلام فلسطين وخاصةً أهلنا في قطاع غزَّة مناشداً العالم من ارض انطلاق الكرازة لوقف الحرب والحل العادل للقضية الفلسطينية بإقامة دولتها وعاصمتها القدس الشرقية. كما رفع والمصلين الدعاء لأجل قائد البلاد صاحب الجلالةِ الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله الذي يحتفل به الأردن لهذا العام بذكرى الخامسة والعشرين لجلوسِهِ على عرش المملكة الأُردنيَّة الهاشميَة وتسلمهِ سلطاتِهِ الدستوريَّة. داعيين له بموفور الصحةِ والسلام ليبقى ذخراً للآمةِ والإنسانيَّة ولأردننا العزيز.
 
وتقدَّمَ بالشُّكرِ لصاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد كبير المستشارين لجلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته على جهودِهِ الكبيرةِ المبذولَةِ مَعَ هيئةِ موقِعِ المغطسِ التي يرأسُها اذ يحتفلون هذا العامُ باليوبيلِ الفضي للموقع منذ تأهيلهِ وبنيانِهِ، ولهيئةِ تنشيطِ السّياحةِ وجيشِنا العربيّ وأجهزَتِنا الأمنيَّةِ ولكلّ المحطات والمواقع الإخبارية المحلية والعالمية ولكلِّ مَن الإكليروس والشبيبات والمجموعات الكشفية المشاركة في تنظيم هذا اليوم المبارك.
 
وفي الختام أطلق الحمامَ الأبيضَ رمزَاً للرّوحِ القدسِ الذي رفَّ فوق مياه نهر الأردن عندَ اعتمادِ السّيّد المسيح، وتوجه مع المطارنة والكهنة لضفة النهر مباركاً كالعادة مياه نهر الأردن بالصليب المقدس.
 
وبهذه المناسبة قام غبطته بإلقاء الكلمة الآتية: 
 

السَادَةُ أَصْحَابُ السِّيَادَةِ المطَارِنَةَ الجَزيلي الاحْتِرَامُ.

السَادَةُ أَصْحَابُ المَعَالِي وَالسَّعَادَةِ وَالعَطْوفِة الأَكَارِمِ

. أَبْنَائِي وَبَنَاتِي الْمُحِبُّوبونَ بِالرَّبِّ، وَالشَّعْبِ الْمُبَارَكِ.

خُشُوعٌ عَظِيمٌ يَغْمُرُنَا الْيَوْمَ وَنَحْنُ نَقِفُ فِي هَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُقَدَّسَةِ ملتئمينَ بقلبٍ واحدٍ، رافِعِينَ التَّسْبِيحَ وَالصَّلَوَات لِإِلَهِنَا الظَاهِرِ ههنا، وَالَّذِي أَعْلَنَ ذاتَهُ بِسَمَاعِ الآذَانِ وَرُؤْيَا الْعَيُونِ الْبَشَرِيَّةِ، الَّتِي اسْتَحَقَّتْ بِاتِضَاعٍ أَنْ تَسْمَعَ وَتَعِيَانَ مَا انْتَظَرَهُ الْأَنْبِيَاءُ بِشَوْقٍ وَبَشَّرُوا بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ، أَرْضٌ اقْتَبَلَتِ الْإِلَهَ فَصَارَتْ بِهِ سَمَاءً فَتبَارَكَتْ بِهِ وَبُورِكَتْ بِهَا كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. مِنْ هَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ أُسْتُعْلِنَ الْإِيمَانُ الْمَسِيحِيُّ بِالثَّالُوثِ الْأَقْدَسِ وَكُرِزَ بِهِ فِي أَصْقَاعِ الْمَسْكُونَةِ، مِنْ أَرْضِنَا الْمُقَدَّسَةِ دُعِينَا أَبْنَاءً لِلَّهِ لِنَسْلُكَ بِاسْمِهِ، دُعِينَا لِنَنْزِعَ عَنَّا الظُّلُمَاتِ الدَّهْرِيَّةِ وَنَعْبُرَ لِلنُّورِ، وَنَغْدُوَ أَبْنَاءً لِلْمَلَكُوتِ، إِذْ أَصْبَحَ إِلَهُنَا الظَّاهِرِ ههنا في الأُرْدُنِ هُوَ الطَّرِيقُ وَالْغَايَةُ. فَمِنْ مِياهِ الأُرْدُنِ تَتَقَدَّسُ كُلُّ الطَّبِيعَةِ، إِذْ ظَهَرَ الرَّبُّ وَالْمُخَلِّصُ مُنْحنِياً لِيُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، لِيَرْفَعَ مَا قَدْ هَلَكَ وَيُحْيِي كُلَّ مَائِتٍ، وَيُحَوِّلَ مَا فِي الْمَوْتِ إِلَى حَيَاةٍ وَيَنْبُوعِ شِفَاءٍ. مِنْ هُنَا دَعَوْتُنَا أَنْ نَدْخُلَ لِعُمُقِ كَيَانِنَا، وَنَنْظُرَ أَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذَا التَّنَازُلِ الإلهيّ، وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذَا الْحُبِّ الإلهيِّ؟، وَأَيُّ غَايَةٍ نُرِيدُهَا؟، كُلُّ غَايَةٍ بَشَرِيَّةٍ لَا تَقُومُ عَلَى الْخَلَاصِ هِيَ فَانِيَّةٌ، وَمَا مِنْ مَجْدٍ أَرْضِيٍّ يَصْحَبُ صَاحِبَهُ. صَلَاتُنَا الْيَوْمَ نَرْفَعُهَا لِيَتِيَّقَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مُرَادِهِ، وَلِنَتَجَدَّدِ بِالتَّوْبَةِ لِنَتَحِدَّ بِمَنْ صَارَ مِثْلَنَا لِيُصِيِّرنَا عَلَى شَبَهِهِ بِالنِّعْمَةِ لِنَكُونَ فِي الْحَقِّ.

بِنَاتِي وَأَبْنَائِي الْأَحْبَاء؛

إنَّ كَنِيسَتَنَا الْأُورُشُلِيمِيَّة الْمُقَدَّسَة تَشْهَدُ طِيلَةَ أَلْفِي عَامٍ لِمَا شَهِدَتْهُ هَذِهِ الْأَرْضُ الْمُبَارَكَةُ مِنْ أَحْدَاثٍ خَلَاصِيَّةٍ، مُحَافِظَةً عَلَى إِرْثِنَا الْإِيمَانِيِّ وَالرُّوحِيِّ وَالتَّارِيخِيِّ مِنْ كُلِّ شَائِبَةٍ، كَمَا حَافِظَتْ بَطَرِيرُكِيَّتُنَا الْمقَدِّسِيَّةُ وَأُخْوَيَةُ الْقَبْرِ الْمُقَدَّسِ عَلَى هَذِهِ الْأَمَاكِنِ الْمُقَدَّسَةِ لِمَّا تَحْمِلُهُ مِنْ قُدْسِيَّةٍ وَعراقةٍ رُغْمَ كُلِّ التَّحَدِّيَاتِ وَالْمَصَاعِبِ عَبْرَ الْعُصُورِ. فِي بِلَادِنَا الْمُقَدَّسَةِ هَذِهِ عَاشَ مِئَاتٌ بَلْ أُلَوفٌ مِنَ النُّسَاكِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْقدِّيسَاتِ الَّذِينَ اخْتَبَرُوا مَحَبَّةَ اللَّهِ وَجَعَلُوهَا طَرِيقَهُمْ لِلْخَلَاصِ، إِذْ عَاشُوا بِمُوجِبِهَا مُدْرِكِينَ أَنَّ اللَّهَ مَحَبَّةً وَحَيَاةْ، عَلَى هَذَا الدَّرَبِ سَلَكُوا وَجَاهَدُوا فَاسْتَنَارُوا وَصَارَ الْمَلَكُوتُ مَوْطِنَهُم مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا، فَأَثْمَرَتْ أَرْضُنَا بِهِمْ وَبِدَمَاءِ الشُّهَدَاءِ قُدَاسَةً تَشْهَدُ لَهَا الْأَجْيَالُ. هَذِهِ بَلَادُنَا الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا الْآنْ ارْتَوَتْ بِجِهَادَاتِهِمْ وَدِمائِهم، وَالْآنَ نَقْفُ عَلَيْهَا لِنُحَيِّيَ حَدَثَ الظُّهُورِ الْإِلَهِيِّ، فَكَمْ نَحْنُ مُبَارَكُونَ؟ وَمِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْبَرَكَةِ نَرْفَعُ صَلَاةً شُكْرِيَّةً لِإِلَهِنَا الْمُحِبِّ.

إِنَّنَا نُصَلِّي الْيَوْمَ مِنْ أَجْلِ السَّلَامِ الْمَنْشُودِ فِي فِلَسْطِينَ وَخَاصَّةً فِي غَزَّةَ لِوَقْفِ الْحَرْبِ، وَنُنَاشِدُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ كُلَّ ذُوي النِّيَاتِ الْحَسَنَةِ مِنْ شُعُوبِ الْعَالَمِ لِلْعَمَلِ مِنْ أَجْلِ إِحْلَالِ السَّلَامِ، كَمَا وَنَدْعُو كُلَّ الْجِهَاتِ الْحُكُومِيَّةِ وَالرَّسْمِيَّةِ فِي دُولِ الْعَالَمِ لِتَحَمُلِّ مَسْؤُولِيَّتَهَا أَمَامَ شُعُوبِ الْمِنْطَقَةِ لِإِحْلَالِ السَّلَام، وَوَقْفِ الْحَرْبِ وَإِقَامَةِ الدَّوْلَةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ وَعَاصِمَتْهَا الْقُدُسَ الشَّرِقِيَّةِ.

كَمَا وَنَرْفَعُ الصَّلَاةَ مِنْ أَجْلِ قَائِدِ أُرْدُنَّنا الْحَبِيبِ صَاحِبُ الْجَلَالَة الْهَاشِمِيَّةِ الْمَلِكُ عَبْدُ اللَّهِ الثَّانِي ابْنِ الْحُسَيْنِ الْمَعْظَمِ حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعَاهُ الْوَصِيُّ الْأَمِينُ عَلَى الْمَقْدَسَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالْمَسِيحِيَّةِ فِي الْقُدُسِ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُدِيمَهُ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَكُلِّ نِعْمَةٍ وَبَرَكَةٍ مِنْ لَدُنِّهِ لِيَبْقَى ذُخرًا لِلْأُمَّةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ وَلِلْوَطَنِ الْعَزِيزِ الْأُرْدُن. وَنُعَايِدُهُ إِذْ نَحْتَفِلُ فِي هَذَا الْعَامِ لِلذِكْرَى الْخَامِسَةِ وَالْعِشْرِينَ لِجُلُوسِهِ عَلَى عَرْشِ الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ وَتَسْلُمِهِ سُلْطَاتِهِ الدُّسْتُورِيَّة.

 أَيُّهَا الْأَحِبَّاءُ؛ 

بَهْجَتُنَا الرُّوحِيَّةُ تَزْدَادُ فِي هَذَا الْعَامِ إِذْ نَحْتَفِلُ بِعِيدِ الْغطَاسِ وَنُعَايِّنُ بِهِاءَ هَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ، وَالَّذِي يُصَادِفُ هَذَا الْعَامُ الْيُوبِيلَ الْفَضِيَّ لِلْبَدَءِ فِي تَأْهِيلِهِ وَبَنِيَانِهِ، بِمَا يَلِيقُ بِهِ كَمَوْقِعٍ مُقَدَّسٍ لِيَكُونَ مَحَطَّ أَنْظَارِ الْعَالَمِ لِلتَّبَرُّكِ مِنْهُ، إِذْ يُظْهِرُ أَيْقُونَةَ الْأُرْدُنِ الْمُتَّنَاغِمَةِ بِتَكَامُلٍ قَائِمٍ عَلَى رُوحِ الْمَحَبَّةِ. فَإِنَّنَا إِذْ نَنْظُرُ هَذَا الْبَهَاءِ نَتَوَجَّهُ بِالشُّكْرِ الْكَبِيرِ الْمَقْرُونِ بِالدُّعَاءِ لِصَاحِبِ السَّمُوِّ الْمَلِكِيِّ الْأَمِيرِ غَازِي بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْظَمِ بِدَوْرِهِ رِئِيسًا لِمَجْلِسِ أُمَنَاءِ هَيْئَةِ مَوْقِعِ الْمَغْطَسِ لِرُؤْيَتِهِ الثَّاقِبَةِ وَالْغَيُّورَةِ لِإِظْهَارِ هَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ بِمَا يَلِيقُ بِقُدْسِيَّتِهِ. كَمَا شُكْرَنَا الْجَزِيلَ لِمَجْلِسِ أَمَنَاءِ هَيْئَةِ مَوْقِعِ الْمَغْطَسِ، وَلِسَعَادَةِ الْمُهَنْدِسِ رُسْتُمِ مَكْجِيَانَ وَكَافَّةِ الْفِرَقِ الْمُعَاوِنَةِ. 

لِذَا فَإِنَّنَا مِنْ بَلَدِنَا الْأُرْدُن الَّذِي يَنْعَمُ بِلُطْفِ اللَّهِ وَحِنْكَةِ قَائِدِهِ بِالْأَمَانِ وَالِاسْتِقْرَارِ فِي ظِلِّ اضْطِرَابٍ تَعِيشُهُ الْمِنْطَقَةُ فِي الشَّرْقِ الْأَوْسَطِ، نَطْمَئِنُّ وَنَدْعُو أَبْنَاءَنَا فِي كُلِّ الْمَعْمُورَةِ لِلْحَجِّ لِهَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ، وَلِلْأَمَاكِنِ الْمُقَدَّسَةِ الْعَدِيدَةِ الْمُنْتَشِرَةِ فِي بَلَادِنَا الْمُقَدَّسَةِ، إِذْ تَجِدُ فِيهَا النَّفْسُ الْبَشَرِيَّةُ السَّكِينَةَ وَالطَّمَأْنِينَةَ وَالسَّلَامَ الرُّوحِيَّ.

كمَا أَنَّنَا نَتَوَجَّهُ بِشُكْرِنَا الْأَبَوِيِّ لِكُلِّ مَنْ سَاهَمَ فِي تَحْضِيرِ هَذَا الْحَدَثِ الْمُقَدَّسِ مِنَ الْجَيْشِ الْعَرَبِيِّ الْبَاسِلِ وَقُوَّاتِ الْأَمَنِ وَالْعَامِلِينَ فِي هَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَإِدَارَتِهَا مَعَ أَبْنَائِنَا الْإِكْلِيروسِ الْمُوَقَّرِ وَأَعْضَاءِ الشَّبِيبَةِ وَالْكِشَافِ الْمُنَظِّمِينَ لِهَذَا الْحَجِّ الْمُقَدَّسِ، كَمَا نَشْكُرُ وَسَائِلَ الْإِعْلَامِ وَالصَّحَافَةِ النَّاقِلَةِ لِهَذَا الْحَدَثِ.

 نَسْأَلُ إِلَهَنَا الظَّاهِرَ فِي الْأُرْدُنِ أَنْ يَحْفَظَكُمْ بِسَلَامِهِ وَيُقَدِّسُكُمْ وَيُنِيرَكُمْ بِمَعْرِفَتِهِ لِتَسْلُكُوا فِي الْحَقِّ فَتَتَحَرَّرُوا وَتَكُونُوا بَنِيَّ الْمَلَكُوتِ.

 
 




الإحتفال بعيد القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديرة في البطريركية

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأربعاء الموافق 24 كانون ثاني  2024 (11 كانون ثاني شرقي)  بعيد القديس إبينا البار ثيوذوسيوس رئيس الأديرة في الدير المقدس الذي أسسه والمكرس على اسمه الموجود فيه قبر القديس في صحراء اليهودية على بعد بضعة كيلومترات من بيت لحم ودير القديس سابا المتقدس. يقع هذا الدير في المكان الذي مكث فيه الحكماء من بلاد فارس طوال الليل عند عودتهم عبر طريق مختلف إلى بلادهم. ولقد أثبت الدير أنه أقوى من الدمار الذي لحق به من مختلف الغزاة عبر الزمن.

في هذا العيد تحيي الكنيسة كلها وخاصة الكنيسة الأورشليمية تذكار القديس ثيوذوسيوس الذي جاء إلى الأرض المقدسة من مسقط رأسه موغاريستوس في كابادوكيا حوالي عام 451 بعد الميلاد.

بعد أن جاهد في البداية في التتنسك في دير إيكليا المقدس بالقرب من أورشليم جاء إلى صحراء يهودا وأسس الدير المقدس الذي يحمل اسمه حتى يومنا هذا. استقبل هناك الرهبان المبتدئين الذين تدربوا على الطاعة والحياة المشتركة وأعمال الحرف اليدوية وكانوا يعولون الفقراء والمحتاجين. بعد هذا التدريب على حياة الرهبنة كان يحصل الرهبان على البركة للدخول في شكل أكثر صرامة من حياة النسك في لافرا القديس سابا المتقدس.

أصبح القديس ثيودوسيوس الرئيس الروحي ورئيس الأديار في فلسطين بينما ألقديس سابا كان يُعتبر الأب الروحي لحياة اللافرا.  كان كل من القديسين ثيودوسيوس وسابا من وطن واحد, وتعاونا بجهاد  في تأسيس عقيدة المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية عام 451 م، فيما يتعلق بطبيعتي المسيح الإلهية والبشرية في أقنوم واحد.

أقيمت صلاة السهرانية في الدير ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس المُحتفل بعيد شفيعه, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, الرئيس الروحي لدير القديس سابا قدس الأرشمندريت إفذوكيوس, قدس الأرشمندريت إغناطيوس، قدس الأرشمندريت نكتاريوس, قدس الأرشمندريت خريستوذولوس, المتقدم الشمامسة الأب ماركوس, قدس الأرشمندريت خريسوستوموس من مطرانية ميغارا في اليونان, وكهنة بيت لحم, بيت جالا وبيت ساحور. حضر خدمة القداس الإلهي هذا العام عدد قليل من المصلين بسبب ظروف الحرب.

بعد القداس أعد الرئيس الروحي للدير قدس الأرشمندريت إيروثيوس ضيافة للوفد البطريركي الذي يعتبر مثالاً للتضحية والإجتهاد الروحي الحسن, حيث باركه صاحب الغبطة متمنياً له العمر المديد لمواصلة خدمته البطولية في الدير الذي يخدم فيه منذ أكثر من أربعين عاماً.

مكتب السكرتارية العامة




تذكار القديسين جوارجيوس ويوحنا الخوزيفيين في دير الخوزيفا

إحتفلت بطريركية الروم الاورثوذكسية بعد يومين من عيد الظهور الالهي يوم الأحد الموافق 21 كانون الثاني 2024 (8 كانون ثاني شرقي), بعيد دير الخوزيفا تذكاراً واكراماَ لبانيَي الدير القديسين جوارجيوس ويوحنا الخوزافيتي. يقع هذا الدير غربي مدينة اريحا في الوادي الذي يسمى وادي قلط.

القديس يوحنا كان أسقفَ قيصاريا في فلسطين أتى الى هذا الوادي للتنسك في القرن الخامس ميلادي, اما القديس جوارجيوس فقد أتى من جزيرة قبرص في القرن السابع ميلادي.

 سكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي، فقد سكنوا في البداية في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم بدؤوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس، ودير القديس جوارجيوس هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي سنة 614 بعد الميلاد.

أيضاً في هذا اليوم تذكر كنيسة أورشليم القديس يوحنا الخوزيفي الجديد الذي يرجع أصله من رومانيا وجاء الى الأرض المقدسة في منتصف القرن العشرين, وأعلن المجمع المقدس للكنيسة ألاورشليمية قداسته وإعلانه كقديس جديد في أخوية القبر المقدس والكنيسة ألاورثوذكسية سنة 2015, ويقام تذكاره في 28 تموز, كما وتذكر الرئيس الروحي المغبوط الأب أنطونيوس الذي قام بترميم مجاز الكنيسة عام 1993 ووافته المنية جراء سقوط جدار عليه في الدير, والآب الروحي المغبوط الأب جرمانوس الذي قُتل غدراً عام 2001.

غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث ترأس خدمة صلاة الغروب وخدمة القداس الالهي في الدير يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, رهبان الدير وآباء من أخوية القبر المقدس. وحضر ايضاً عدد من المصلين.

بعد خدمة القداس في الليل أعد الرئيس الروحي الأرشمندريت قسطنطين ورهبان الدير مادبة طعام على شرف غبطة البطريرك والآباء والزوار.

مكتب السكرتارية العامة




عيد جامع للقديس السابق المجيد يوحنا المعمدان

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 21 كانون ثاني 2024 (7 كانون ثاني شرقي) بعيد جامع للقديس السابق المجيد يوحنا المعمدان.

كلمة “سيناكسيس” أي الجامع تعني إجتماع مؤمني الكنيسة لتكريم القديس يوحنا المعمدان لدوره الرئيسي في حدث معمودية الرب في نهر الأردن.

أحتُفل بهذا العيد في :

1) دير القديس يوحنا المعمدان في البلدة القديمة الذي يقع بجوار البطريركية,  حيث أقيمت خدمة القداس الإلهي من قِبل قدس الأرشمندريت أمفلوخيوس, قدس الأب إستيفانوس, والشماس المتوحد الأب سيميون, وحضر القداس عدد من زوار الدير وأبناء من الجالية اليونانية.

2)  دير القديس يوحنا المعمدان والذي يقع غرب نهر الأردن في المكان الذي اعتمد فيه الرب. ترأس خدمة القداس الإلهي قدس المتوحد الأب ثيوكتيستوس الساباويّ يشاركه قدس الأرشمندريت خريسوسوتوموس من مطرانية إيليفثيروبوليس من الكنيسة اليونانية, وقدس الأب أناستاسيوس كاهن كنيسة القيامة, بحضور الرئيس الروحي لدير القديس سابا المتقدس قدس الأرشمندريت إفذوكيموس وعدد من زوار الدير من منطقة أريحا.

مكتب السكرتارية العامة




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد الظهور الإلهي (عيد الغطاس)

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الجمعة الموافق 19 كانون ثاني 2024 (6 كانون الثاني حسب التقويم الشرقي) بالعيد السيدي عيد الظهور الالهي (الغطاس) في كنيسة القيامة حسب تقويم وطقوس الكنيسة الأورشليمية.

صاحب الغبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث ترأس خدمة صلاة تقديس الماء في كنيسة الكاثوليكون في كنيسة القيامة المقدسة حيث ترتلت طروبارويات عيد الظهور الإلهي وصلوات البطريرك الأورشليمي القديس صفرونيوس. وتبارك المسيحيون المؤمنون الذين حضروا الخدمة من الماء المقدس.

بعد خدمة تقديس الماء بدأت صلاة العيد والقداس الالهي داخل القبر المقدس القابل الحياة التي ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس اريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس, سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس, وآباء أخوية القبر المقدس من آباء متوحدين وشمامسة. وحضر القداس العيد القنصل العام اليوناني في القدس السيد ذيميتريوس أنجيلوسوبولوس والقنصل السيدة آنا مانديكا, وعدد من المسيحيين المؤمنين من أبناء المدينة المقدسة وعدد قليل من الحجاج بسبب الحرب المستمرة.

في نهاية القداس الإلهي بارك صاحب الغبطة المصلين بالصليب المُكرم وتوجه مع آباء أخوية القبر المقدس الى دار البطريركية لتقديم المعايدة حيث تمنى صاحب الغبطة أن تحل نعمة الرب الإله أبو الأنوار والإبن الكلمة المُعتمد في مياة نهر الأردن.

مكتب السكرتارية العامة