1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد أبينا القديس إفثيميوس الكبير

احتفلت البطريركية  يوم الجمعة الموافق 2 شباط 2024 (20 كانون أول شرقي) بعيد أبينا القديس إفثيميوس الكبير في الدير المقدس المُكرس على إسمه  الذي يقع بجانب ديرالعذراء سيدة صديانا المقدس في الحي المسيحي في البلدة القديمة  بالقرب من البطريركية.

في هذا العيد  تحيي الكنيسة تذكار القديس إيثيميوس وفقًا لما ذكره كيرلس من سكايثوبوليس الذي كتب سيرته الذاتية. ولد القديس إيثيميوس في مليتيني في أرمينيا, في ريعان شبابه انضم إلى دير في موطنه وجاء إلى الأرض المقدسة في سن الثلاثين عام 406 م  حيث عاش في صحراء يهوذا مع القديس ثيوكتيستوس. حسب إتفاق القِديسَين أسس القديس ثيوكتيستوس ديراً للرهبان المُبتدئين,  بينما أسس القديس إفثيميوس لافرا للرهبان المتقدمين في الرهبنة. لقد إستنار هذان القديسان بالروح القدس وعلّما آلاف الرهبان من المتوحدين ورهبان اللافرا وآلاف المسيحيين.

كان مُعلماً في البداية للقديس سابا عندما جاء إلى الأرض المقدسة عام 456, لكن القديس إفثيميوس لم يقبله في دير اللافرا لأنه كان لا يزال صبيًا لكنه أرسله إلى  للقديس ثيوكتيستوس حيث بقي القديس سابا معه في الدير خمسة عشر عاما قبل أن ينال بركة التنسك من أجل حياة هادئة في عمق الصحراء.

عمل القديس إيثيميوس أيضًا كرسولٍ في التبشير لأنه استقبل بالقرب من ديره قبيلة من بلاد فارس مع زعيمهم أسبيفيتوس وقام بتعليمهم وعمدهم وطلب من رئيس أساقفة اورشليم يوفيناليوس أن يرسم أسبيفيتوس أسقفاً على باريمفولون. حارب القديس أفثيميوس من أجل إعادة الكثير من المسيحيين من اتباع الطبيعة الواحدة الى الأيمان المستقيم منهم الإمبراطورة إفيودوكسيا. لقد أعطى الله القديس مواهب الاستبصار وشفاء المرضى كما يشهد عليه السنكساريون المقدس أي سِير القديسين. عام 429 قام البطريرك الأورشليمي يوفيناليوس بتدشين لافرا القديس إفثيميوس وبعد سبعة أشهر رقد بالرب تاركاً الأرشمندريت إلبيذيوس خلفاً له كرئيس روحي للافرا.  دُمرت لافرا القديس إفثيميوس عدة مرات بسبب الغزوات المختلفة عبر الزمن.

تكريما لهذه المنارة العظيمة والمضيئة للحياة الرهبانية للعقيدة الأرثوذكسية  أقيمت صلاة الغروب بعد عشيةً  والقداس الإلهي صباح يوم العيد حيث ترأس الخدمة سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس, يشاركه قدس الأرشمندريت فيلومينوس, قدس الأب مكاريوس, قدس الأب فرح, قدس الأب نكتاريوس والشماس المتوحد الأب ذوسيذيوس. وقام بالترتيل الأب سيميون يشاركه طلاب المدرسة البطريركية. حضر القداس رهبان وراهبات ومصلين من البلدة القديمة.

خلال القداس حضر الى الدير غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع الآباء للتبارك وتهنئة المصلين.

بعد القداس الإلهي إستقبلت رئيسة الدير الراهبة ساره صاحب الغبطة  وسيادة المطران مع الآباء والمصلين في قاعة الدير

مكتب السكرتارية العامة




الإحتفال بعيد القديس أنطونيوس الكبير في البطريركية

إحتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الثلاثاء الموافق 30 كانون ثاني 2024 بعيد القديس أبينا االبار أنطونيوس الكبير في الكنيسة الصغيرة المكرسة على إسمه الموجودة في دير القديس نيقولاس بجانب البطريركية.

يُعتبر القديس انطونيوس “أب ألاسرة الرهبانبة” حيث “ماثلت إيليا الغيور في أحواله، وتبعت المعمدان في مناهجه القويمة“. كتب سيرة حياتة شريكه في الحياة الروحية القديس أثاناسيوس, ولد عام  251 في مصر ورقد بالرب عام 356 ميلادي. عاش في البرية في فقر شديد وتقشف وأصبح نموذجًا للفضيلة  يمارس حياة الوحدة. هناك حاربته الشياطين علانية. وقف في وجه إضطهاد المسيحيين وعاش مدافعاً عن الايمان المسيحي ضد الهرطقات الآريوسية في المجمع المسكوني الاول في نيقيه. أنعم الله على القديس أنطونيوس موهبة الاستبصار واستطاع أن يرى خروج النفوس من هذا العالم وطريقها إلى الفردوس, طلب القديس أنطونيوس من رهبانه أن يسلموا ثوبه للقديس أثناسيوس بعد وفاته.

ترأس خدمة القداس الإلهي إحتفالاً بتذكار هذا القديس العظيم  قدس الأرشمندريت كلافذيوس,يشاركه قدس الأب إستسفانوس والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, بحضور رهبان وعدد من المصلين, وبعد القداس إستضاف مُشرف الدير الاب ماركوس الحضور في قاعة الدير.

مكتب السكرتارية العامة




عيد تذكار سلاسل القديس بطرس الرسول هامة الرسل

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الإثنين الموافق 29 كانون الثاني 2024 (16 كانون الثاني حسب التقويم الشرقي) بعيد تذكار سلاسل القديس بطرس الرسول هامة الرسل المُكرمة.

حسب سفر اعمال الرسل الإصحاح 12, القديس بطرس الرسول سُجن على يد الملك هيرودوس أغريباس بهدف قتله, «ولما كان هيرودس مزمعا أن يقدمه كان بطرس في تلك الليلة نائما بين عسكريين مربوطا بسلسلتين وكان قدام الباب حراس يحرسون السجن. وإذا ملاك الرب اقبل ونور أضاء في البيت فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلا قم عاجلا فسقطت السلسلتان من يديه (عدد 5-7)».

 فَقَالَ بُطْرُسُ، وَهُوَ قَدْ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ: «الآنَ عَلِمْتُ يَقِينًا أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ», عدد 11.

حسب التقليد المقدس يُعتقد أن هذا الحدث قد وقع في سجن محكمة البريتوريون الرومانية. يوجد في البطريركية دير هناك سمي على اسم القديس نيقوديموس الذي جاء إلى الرب ليلاً (يوحنا 3: 1-2), وفي هذا الدير توجد كنيسة وسجن تحت الأرض, يقع هذا الدير بين دير الولاية ودير جدّي الرب القديسين يواكيم وحنة.

 اقيمت صلاة الغروب وخدمة القداس الالهي في كنيسة سجن القديس بطرس الرسول ترأسها سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس يشاركه قدس الأرشمندريت فيلومينوس, قدس الأب نيكتاريوس والشماس الأب ألكساندروس.

خلال القداس حضر للكنيسة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث للتبارك وتهنئة المصلين.

بعد صلاة الخدمة استضاف رئيس الدير الارشمندريت مكاريوس غبطة البطريرك وسيادة المطران والآباء للضيافة في قاعة الدير.

مكتب السكرتارية العامة




البطريرك ثيوفيلوس: من موقع المغطس أرض السلام والكرازة يرفع الصلاة والدعاء لأهلنا في غزة ويطالب بوقف فوري للصِراع الدمويّ وحلِّ القضيَّة الفلسطينية

المغطس، الجمعة 26 كانون الثّاني 2024

 

أحيت الكنيسةُ الرّوميَّةُ الأرثوذكسيَّةُ صباح اليوم الجمعة 26 كانون الثاني 2024 مراسِمُ الحجِّ السّنويّ لموقعِ معموديَّةِ السَّيِّد المسيح – المغطس بحضور كافّةِ رعايا المملَكَةِ الأردنية الهاشمية على الضفة الشرقية.
 
ترأّسَ الصلاة صاحبُ الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن، بمشاركة صاحب السيادة المطران خريستوفوروس مطران الأردن للروم الأرثوذكس والمتروبوليت فينذكتوس الوكيل البطريركي في بيت لحم ورئيس دير الظهور الإلهي في المغطس وعدد من أصحاب السيادة المطارنة الأجلاء القادمين من اليونان مع لفيف من الآباءِ الكهنَةِ والشّمامسةِ بحضورِ وزراء ودبلوماسيّينَ وشخصيّاتٍ رسميّةٍ وعامَّةٍ وسطَ مشارَكَةٍ فعّالَةٍ للمجموعاتِ الكشفيَّةِ الأرثوذكسيَّة وأفراد الشبيبة وجمهورِ المؤمنينَ من مختَلَفِ رعايا المملَكة والخارج.
 
ألقى صاحب الغبطة في نهاية الصلاة كلمةً روحيّةً ووطنيّةً للمُحتَفلينَ قال فيها: من هذا المكان المقدَّس أُستعلِنَ الإيمان المسيحي وكُرِزَ بهِ في أصقاعِ المسكونةِ، من أرضِنا المقدَّسة دُعينا أبناءً للهِ لنسلُكُ باسمِهِ، دُعينا لننزعَ عنَّا الظُلماتِ الدهريَّة ونعبر للنورِ، ونغدو أبناءً للملكوتِ. فمن مياه الأُردن تتقدس كلّ الطبيعةِ، فأرضنا المقدسة اقتبلت الإله فصارت بهِ سماءً فتباركت به وبورِكت بها كل المعمورة. داعياً أبنائنا من كل العالم للحجِ والتبرك من هذا المكان المقدَّس.
 
ودعا غبطته لأجل سلام فلسطين وخاصةً أهلنا في قطاع غزَّة مناشداً العالم من ارض انطلاق الكرازة لوقف الحرب والحل العادل للقضية الفلسطينية بإقامة دولتها وعاصمتها القدس الشرقية. كما رفع والمصلين الدعاء لأجل قائد البلاد صاحب الجلالةِ الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله الذي يحتفل به الأردن لهذا العام بذكرى الخامسة والعشرين لجلوسِهِ على عرش المملكة الأُردنيَّة الهاشميَة وتسلمهِ سلطاتِهِ الدستوريَّة. داعيين له بموفور الصحةِ والسلام ليبقى ذخراً للآمةِ والإنسانيَّة ولأردننا العزيز.
 
وتقدَّمَ بالشُّكرِ لصاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد كبير المستشارين لجلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته على جهودِهِ الكبيرةِ المبذولَةِ مَعَ هيئةِ موقِعِ المغطسِ التي يرأسُها اذ يحتفلون هذا العامُ باليوبيلِ الفضي للموقع منذ تأهيلهِ وبنيانِهِ، ولهيئةِ تنشيطِ السّياحةِ وجيشِنا العربيّ وأجهزَتِنا الأمنيَّةِ ولكلّ المحطات والمواقع الإخبارية المحلية والعالمية ولكلِّ مَن الإكليروس والشبيبات والمجموعات الكشفية المشاركة في تنظيم هذا اليوم المبارك.
 
وفي الختام أطلق الحمامَ الأبيضَ رمزَاً للرّوحِ القدسِ الذي رفَّ فوق مياه نهر الأردن عندَ اعتمادِ السّيّد المسيح، وتوجه مع المطارنة والكهنة لضفة النهر مباركاً كالعادة مياه نهر الأردن بالصليب المقدس.
 
وبهذه المناسبة قام غبطته بإلقاء الكلمة الآتية: 
 

السَادَةُ أَصْحَابُ السِّيَادَةِ المطَارِنَةَ الجَزيلي الاحْتِرَامُ.

السَادَةُ أَصْحَابُ المَعَالِي وَالسَّعَادَةِ وَالعَطْوفِة الأَكَارِمِ

. أَبْنَائِي وَبَنَاتِي الْمُحِبُّوبونَ بِالرَّبِّ، وَالشَّعْبِ الْمُبَارَكِ.

خُشُوعٌ عَظِيمٌ يَغْمُرُنَا الْيَوْمَ وَنَحْنُ نَقِفُ فِي هَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُقَدَّسَةِ ملتئمينَ بقلبٍ واحدٍ، رافِعِينَ التَّسْبِيحَ وَالصَّلَوَات لِإِلَهِنَا الظَاهِرِ ههنا، وَالَّذِي أَعْلَنَ ذاتَهُ بِسَمَاعِ الآذَانِ وَرُؤْيَا الْعَيُونِ الْبَشَرِيَّةِ، الَّتِي اسْتَحَقَّتْ بِاتِضَاعٍ أَنْ تَسْمَعَ وَتَعِيَانَ مَا انْتَظَرَهُ الْأَنْبِيَاءُ بِشَوْقٍ وَبَشَّرُوا بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ، أَرْضٌ اقْتَبَلَتِ الْإِلَهَ فَصَارَتْ بِهِ سَمَاءً فَتبَارَكَتْ بِهِ وَبُورِكَتْ بِهَا كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. مِنْ هَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ أُسْتُعْلِنَ الْإِيمَانُ الْمَسِيحِيُّ بِالثَّالُوثِ الْأَقْدَسِ وَكُرِزَ بِهِ فِي أَصْقَاعِ الْمَسْكُونَةِ، مِنْ أَرْضِنَا الْمُقَدَّسَةِ دُعِينَا أَبْنَاءً لِلَّهِ لِنَسْلُكَ بِاسْمِهِ، دُعِينَا لِنَنْزِعَ عَنَّا الظُّلُمَاتِ الدَّهْرِيَّةِ وَنَعْبُرَ لِلنُّورِ، وَنَغْدُوَ أَبْنَاءً لِلْمَلَكُوتِ، إِذْ أَصْبَحَ إِلَهُنَا الظَّاهِرِ ههنا في الأُرْدُنِ هُوَ الطَّرِيقُ وَالْغَايَةُ. فَمِنْ مِياهِ الأُرْدُنِ تَتَقَدَّسُ كُلُّ الطَّبِيعَةِ، إِذْ ظَهَرَ الرَّبُّ وَالْمُخَلِّصُ مُنْحنِياً لِيُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، لِيَرْفَعَ مَا قَدْ هَلَكَ وَيُحْيِي كُلَّ مَائِتٍ، وَيُحَوِّلَ مَا فِي الْمَوْتِ إِلَى حَيَاةٍ وَيَنْبُوعِ شِفَاءٍ. مِنْ هُنَا دَعَوْتُنَا أَنْ نَدْخُلَ لِعُمُقِ كَيَانِنَا، وَنَنْظُرَ أَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذَا التَّنَازُلِ الإلهيّ، وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذَا الْحُبِّ الإلهيِّ؟، وَأَيُّ غَايَةٍ نُرِيدُهَا؟، كُلُّ غَايَةٍ بَشَرِيَّةٍ لَا تَقُومُ عَلَى الْخَلَاصِ هِيَ فَانِيَّةٌ، وَمَا مِنْ مَجْدٍ أَرْضِيٍّ يَصْحَبُ صَاحِبَهُ. صَلَاتُنَا الْيَوْمَ نَرْفَعُهَا لِيَتِيَّقَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مُرَادِهِ، وَلِنَتَجَدَّدِ بِالتَّوْبَةِ لِنَتَحِدَّ بِمَنْ صَارَ مِثْلَنَا لِيُصِيِّرنَا عَلَى شَبَهِهِ بِالنِّعْمَةِ لِنَكُونَ فِي الْحَقِّ.

بِنَاتِي وَأَبْنَائِي الْأَحْبَاء؛

إنَّ كَنِيسَتَنَا الْأُورُشُلِيمِيَّة الْمُقَدَّسَة تَشْهَدُ طِيلَةَ أَلْفِي عَامٍ لِمَا شَهِدَتْهُ هَذِهِ الْأَرْضُ الْمُبَارَكَةُ مِنْ أَحْدَاثٍ خَلَاصِيَّةٍ، مُحَافِظَةً عَلَى إِرْثِنَا الْإِيمَانِيِّ وَالرُّوحِيِّ وَالتَّارِيخِيِّ مِنْ كُلِّ شَائِبَةٍ، كَمَا حَافِظَتْ بَطَرِيرُكِيَّتُنَا الْمقَدِّسِيَّةُ وَأُخْوَيَةُ الْقَبْرِ الْمُقَدَّسِ عَلَى هَذِهِ الْأَمَاكِنِ الْمُقَدَّسَةِ لِمَّا تَحْمِلُهُ مِنْ قُدْسِيَّةٍ وَعراقةٍ رُغْمَ كُلِّ التَّحَدِّيَاتِ وَالْمَصَاعِبِ عَبْرَ الْعُصُورِ. فِي بِلَادِنَا الْمُقَدَّسَةِ هَذِهِ عَاشَ مِئَاتٌ بَلْ أُلَوفٌ مِنَ النُّسَاكِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْقدِّيسَاتِ الَّذِينَ اخْتَبَرُوا مَحَبَّةَ اللَّهِ وَجَعَلُوهَا طَرِيقَهُمْ لِلْخَلَاصِ، إِذْ عَاشُوا بِمُوجِبِهَا مُدْرِكِينَ أَنَّ اللَّهَ مَحَبَّةً وَحَيَاةْ، عَلَى هَذَا الدَّرَبِ سَلَكُوا وَجَاهَدُوا فَاسْتَنَارُوا وَصَارَ الْمَلَكُوتُ مَوْطِنَهُم مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا، فَأَثْمَرَتْ أَرْضُنَا بِهِمْ وَبِدَمَاءِ الشُّهَدَاءِ قُدَاسَةً تَشْهَدُ لَهَا الْأَجْيَالُ. هَذِهِ بَلَادُنَا الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا الْآنْ ارْتَوَتْ بِجِهَادَاتِهِمْ وَدِمائِهم، وَالْآنَ نَقْفُ عَلَيْهَا لِنُحَيِّيَ حَدَثَ الظُّهُورِ الْإِلَهِيِّ، فَكَمْ نَحْنُ مُبَارَكُونَ؟ وَمِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْبَرَكَةِ نَرْفَعُ صَلَاةً شُكْرِيَّةً لِإِلَهِنَا الْمُحِبِّ.

إِنَّنَا نُصَلِّي الْيَوْمَ مِنْ أَجْلِ السَّلَامِ الْمَنْشُودِ فِي فِلَسْطِينَ وَخَاصَّةً فِي غَزَّةَ لِوَقْفِ الْحَرْبِ، وَنُنَاشِدُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ كُلَّ ذُوي النِّيَاتِ الْحَسَنَةِ مِنْ شُعُوبِ الْعَالَمِ لِلْعَمَلِ مِنْ أَجْلِ إِحْلَالِ السَّلَامِ، كَمَا وَنَدْعُو كُلَّ الْجِهَاتِ الْحُكُومِيَّةِ وَالرَّسْمِيَّةِ فِي دُولِ الْعَالَمِ لِتَحَمُلِّ مَسْؤُولِيَّتَهَا أَمَامَ شُعُوبِ الْمِنْطَقَةِ لِإِحْلَالِ السَّلَام، وَوَقْفِ الْحَرْبِ وَإِقَامَةِ الدَّوْلَةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ وَعَاصِمَتْهَا الْقُدُسَ الشَّرِقِيَّةِ.

كَمَا وَنَرْفَعُ الصَّلَاةَ مِنْ أَجْلِ قَائِدِ أُرْدُنَّنا الْحَبِيبِ صَاحِبُ الْجَلَالَة الْهَاشِمِيَّةِ الْمَلِكُ عَبْدُ اللَّهِ الثَّانِي ابْنِ الْحُسَيْنِ الْمَعْظَمِ حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعَاهُ الْوَصِيُّ الْأَمِينُ عَلَى الْمَقْدَسَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالْمَسِيحِيَّةِ فِي الْقُدُسِ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُدِيمَهُ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَكُلِّ نِعْمَةٍ وَبَرَكَةٍ مِنْ لَدُنِّهِ لِيَبْقَى ذُخرًا لِلْأُمَّةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ وَلِلْوَطَنِ الْعَزِيزِ الْأُرْدُن. وَنُعَايِدُهُ إِذْ نَحْتَفِلُ فِي هَذَا الْعَامِ لِلذِكْرَى الْخَامِسَةِ وَالْعِشْرِينَ لِجُلُوسِهِ عَلَى عَرْشِ الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ وَتَسْلُمِهِ سُلْطَاتِهِ الدُّسْتُورِيَّة.

 أَيُّهَا الْأَحِبَّاءُ؛ 

بَهْجَتُنَا الرُّوحِيَّةُ تَزْدَادُ فِي هَذَا الْعَامِ إِذْ نَحْتَفِلُ بِعِيدِ الْغطَاسِ وَنُعَايِّنُ بِهِاءَ هَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ، وَالَّذِي يُصَادِفُ هَذَا الْعَامُ الْيُوبِيلَ الْفَضِيَّ لِلْبَدَءِ فِي تَأْهِيلِهِ وَبَنِيَانِهِ، بِمَا يَلِيقُ بِهِ كَمَوْقِعٍ مُقَدَّسٍ لِيَكُونَ مَحَطَّ أَنْظَارِ الْعَالَمِ لِلتَّبَرُّكِ مِنْهُ، إِذْ يُظْهِرُ أَيْقُونَةَ الْأُرْدُنِ الْمُتَّنَاغِمَةِ بِتَكَامُلٍ قَائِمٍ عَلَى رُوحِ الْمَحَبَّةِ. فَإِنَّنَا إِذْ نَنْظُرُ هَذَا الْبَهَاءِ نَتَوَجَّهُ بِالشُّكْرِ الْكَبِيرِ الْمَقْرُونِ بِالدُّعَاءِ لِصَاحِبِ السَّمُوِّ الْمَلِكِيِّ الْأَمِيرِ غَازِي بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْظَمِ بِدَوْرِهِ رِئِيسًا لِمَجْلِسِ أُمَنَاءِ هَيْئَةِ مَوْقِعِ الْمَغْطَسِ لِرُؤْيَتِهِ الثَّاقِبَةِ وَالْغَيُّورَةِ لِإِظْهَارِ هَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ بِمَا يَلِيقُ بِقُدْسِيَّتِهِ. كَمَا شُكْرَنَا الْجَزِيلَ لِمَجْلِسِ أَمَنَاءِ هَيْئَةِ مَوْقِعِ الْمَغْطَسِ، وَلِسَعَادَةِ الْمُهَنْدِسِ رُسْتُمِ مَكْجِيَانَ وَكَافَّةِ الْفِرَقِ الْمُعَاوِنَةِ. 

لِذَا فَإِنَّنَا مِنْ بَلَدِنَا الْأُرْدُن الَّذِي يَنْعَمُ بِلُطْفِ اللَّهِ وَحِنْكَةِ قَائِدِهِ بِالْأَمَانِ وَالِاسْتِقْرَارِ فِي ظِلِّ اضْطِرَابٍ تَعِيشُهُ الْمِنْطَقَةُ فِي الشَّرْقِ الْأَوْسَطِ، نَطْمَئِنُّ وَنَدْعُو أَبْنَاءَنَا فِي كُلِّ الْمَعْمُورَةِ لِلْحَجِّ لِهَذَا الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ، وَلِلْأَمَاكِنِ الْمُقَدَّسَةِ الْعَدِيدَةِ الْمُنْتَشِرَةِ فِي بَلَادِنَا الْمُقَدَّسَةِ، إِذْ تَجِدُ فِيهَا النَّفْسُ الْبَشَرِيَّةُ السَّكِينَةَ وَالطَّمَأْنِينَةَ وَالسَّلَامَ الرُّوحِيَّ.

كمَا أَنَّنَا نَتَوَجَّهُ بِشُكْرِنَا الْأَبَوِيِّ لِكُلِّ مَنْ سَاهَمَ فِي تَحْضِيرِ هَذَا الْحَدَثِ الْمُقَدَّسِ مِنَ الْجَيْشِ الْعَرَبِيِّ الْبَاسِلِ وَقُوَّاتِ الْأَمَنِ وَالْعَامِلِينَ فِي هَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَإِدَارَتِهَا مَعَ أَبْنَائِنَا الْإِكْلِيروسِ الْمُوَقَّرِ وَأَعْضَاءِ الشَّبِيبَةِ وَالْكِشَافِ الْمُنَظِّمِينَ لِهَذَا الْحَجِّ الْمُقَدَّسِ، كَمَا نَشْكُرُ وَسَائِلَ الْإِعْلَامِ وَالصَّحَافَةِ النَّاقِلَةِ لِهَذَا الْحَدَثِ.

 نَسْأَلُ إِلَهَنَا الظَّاهِرَ فِي الْأُرْدُنِ أَنْ يَحْفَظَكُمْ بِسَلَامِهِ وَيُقَدِّسُكُمْ وَيُنِيرَكُمْ بِمَعْرِفَتِهِ لِتَسْلُكُوا فِي الْحَقِّ فَتَتَحَرَّرُوا وَتَكُونُوا بَنِيَّ الْمَلَكُوتِ.

 
 




الإحتفال بعيد القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديرة في البطريركية

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأربعاء الموافق 24 كانون ثاني  2024 (11 كانون ثاني شرقي)  بعيد القديس إبينا البار ثيوذوسيوس رئيس الأديرة في الدير المقدس الذي أسسه والمكرس على اسمه الموجود فيه قبر القديس في صحراء اليهودية على بعد بضعة كيلومترات من بيت لحم ودير القديس سابا المتقدس. يقع هذا الدير في المكان الذي مكث فيه الحكماء من بلاد فارس طوال الليل عند عودتهم عبر طريق مختلف إلى بلادهم. ولقد أثبت الدير أنه أقوى من الدمار الذي لحق به من مختلف الغزاة عبر الزمن.

في هذا العيد تحيي الكنيسة كلها وخاصة الكنيسة الأورشليمية تذكار القديس ثيوذوسيوس الذي جاء إلى الأرض المقدسة من مسقط رأسه موغاريستوس في كابادوكيا حوالي عام 451 بعد الميلاد.

بعد أن جاهد في البداية في التتنسك في دير إيكليا المقدس بالقرب من أورشليم جاء إلى صحراء يهودا وأسس الدير المقدس الذي يحمل اسمه حتى يومنا هذا. استقبل هناك الرهبان المبتدئين الذين تدربوا على الطاعة والحياة المشتركة وأعمال الحرف اليدوية وكانوا يعولون الفقراء والمحتاجين. بعد هذا التدريب على حياة الرهبنة كان يحصل الرهبان على البركة للدخول في شكل أكثر صرامة من حياة النسك في لافرا القديس سابا المتقدس.

أصبح القديس ثيودوسيوس الرئيس الروحي ورئيس الأديار في فلسطين بينما ألقديس سابا كان يُعتبر الأب الروحي لحياة اللافرا.  كان كل من القديسين ثيودوسيوس وسابا من وطن واحد, وتعاونا بجهاد  في تأسيس عقيدة المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية عام 451 م، فيما يتعلق بطبيعتي المسيح الإلهية والبشرية في أقنوم واحد.

أقيمت صلاة السهرانية في الدير ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس المُحتفل بعيد شفيعه, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, الرئيس الروحي لدير القديس سابا قدس الأرشمندريت إفذوكيوس, قدس الأرشمندريت إغناطيوس، قدس الأرشمندريت نكتاريوس, قدس الأرشمندريت خريستوذولوس, المتقدم الشمامسة الأب ماركوس, قدس الأرشمندريت خريسوستوموس من مطرانية ميغارا في اليونان, وكهنة بيت لحم, بيت جالا وبيت ساحور. حضر خدمة القداس الإلهي هذا العام عدد قليل من المصلين بسبب ظروف الحرب.

بعد القداس أعد الرئيس الروحي للدير قدس الأرشمندريت إيروثيوس ضيافة للوفد البطريركي الذي يعتبر مثالاً للتضحية والإجتهاد الروحي الحسن, حيث باركه صاحب الغبطة متمنياً له العمر المديد لمواصلة خدمته البطولية في الدير الذي يخدم فيه منذ أكثر من أربعين عاماً.

مكتب السكرتارية العامة