كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة التذكار الشهيد فيلومينوس 29\11\2014

“لقد خدمت الاسرار الالهية خدمة شريفة, ايها القديس الحكيم فيلومينوس الكلي الغبطة. ثم صرت ذبيحة مقبولة فانك |شربت كاس المسيح بعز وشرف. والان فانت لا تنفك عن الشفاعة فينا جميعا.”
أيها الأخوة الأحباء الذين, أيها المؤمنون , والزوار الحسنيو العبادة.
ان كنيسة المسيح الاورشليمية المقدسة تفرح وتبتهج بتذكار احتفالها بعيد قديسها, الشهيد الجديد فيلومينوس, عضو اخوية القبر المقدس, الذي كان استشهاده شهادة حية نابضة بالمسيح كلمة الله المتجسد. “والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان تسجدوا” (يوحنا 4:24), هذا الاستشهاد حصل في هذا المكان المقدس مكان بئر البطريرك يعقوب اب الاباء, حيث تم فيه اللقاء ما بين السامرية مع ربنا يسوع المسيح الذي اتى ليفتش عن الخروف الضال كاشفا لها عن حقيقة دعوته الخلاصية عند هذا البئر, هذه المراه المستنيرة التي امتلات من نعمة الروح القدس اصبحت مساوية للرسل الاطهار, لتشترك باستشهادها مع الام المسيح يسوع.

ان الرسول بولس الالهي ينوه افكارنا مشهرا ورافعا ومعظما منزلة شهداء المسيح, اذ يقول: “لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا, لنطرح كل ثقل, والخطيئة المحيطة بنا بسهولة, ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه, احتمل الصليب مستهينا بالخزي, فجلس في يمين عرش الله (عب12 : 1 – 2).
لهذا الجهاد المقرون بالصبر سارعت بنشاط وغيرة القديسة الشهيدة فوتيني, لتبشر بحماس متقد بين الامم برسالة المسيح الذي تجسد من دماء العذراء ليفتدي العالم ويخلصه من سلطان الخطيئة, الامر الذي حذا حذوه, قديسنا الشهيد الذي نكرمه في هذا اليوم, فقد امتثل بالسامرية سائرا على خطاها بثبات, مقلدا اياها من خلال كلماته الروحية الايمانية وصلواته المستديمة مع كلمة الله مخلصنا يسوع المسيح, بمشاركة وحضور (سحابة من الشهود) القديسين المحيطين به, اي كانت حياته صلاة مستمرة مع المسيح وقديسيه.
بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء
لقد استمد شهيدنا فيلومينوس من هذا المكان المقدس, طاقات وقدرات وقوى الهية غمرته بالنعمة, فكان يخدم بالغيرة الالهية, وغيرة انكار الذات التي يتحلى بها اعضاء اخوية القبر المقدس, وهكذا امتلات نفسه من الفضائل, لتسمو فيه المعرفة الدقيقة والقدرة على الافراز, ليدرك من خلالها المخطط الالهي لمسيرته الروحية, كما يقول هامة الرسل بطرس الرسول: “بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة, اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة, لكي يصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية, هاربين من الفساد الذي في الذي في العالم بالشهوة, ولهذا عينه – وانتم باذلون كل اجتهاد – قدموا في ايمانكم فضلية معرفة, وفي المعرفة تعففا, وفي التعفف صبرا, وفي الصبر تقوى, وفي التقوى مودة اخوية, وفي المودة الاخوية محبة, لان هذه ان كانت فيكم وكثرت, تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح (ء بطرس1 : 3 – 8).
لهذه المعرفة , معرفة ربنا يسوع المسيح نجح قديسنا نجاحا باهرا, اذ ختم بدمه حقيقة هذا النجاح, ليصبح شهيدنا مشاركا لملكوت ربنا الابدي كما يؤكد لنا ذلك الرسول بطرس قائلا : “لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي” (ء بطرس 1 : 11).
هكذا يعلن مرنما القديس يوحنا الدمشقي:
“ان الارض لم تواركم ايها الشهداء الكليو المديح بل السماء اقتبلتكم, فقد فتحت لكم ابواب الفردوس فدخلتموه تتمتعون فيه بعود الحياة وتتشفعون الى المسيح في منح نفوسنا السلام وعظيم الرحمة”.
لقد اتينا الى هذا المكان المقدس لنقدم الشكر والسجود والعبادة الحقة من خلال رفعنا للشعائر الافخارستية, طالبين من ربنا يسوع المسيح الذي افتدانا من فساد الموت ان يمجد الشهيد فيلومينوس, لان المسيح فعلا يمجد كل الذي يمجدونه.
ان مكانة الشهيد فيلومينوس – حيث عدم الفساد – يعاين من خلالها بهاء النور الالهي, بالمسيح يسوع كلمة الله, فقد جرح الذي جرحه (اي جرح العدو قتال الناس), فاصبح معترفا باسم المسيح وعمله الخلاصي من ناحية, وطبيب الامنا بعجائبه من ناحية اخرى.
نتضرع الى ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح, ومع مرنم الكنيسة نقول: “لقد غادرت الدنيونات الارضية, وصبوت الى المسيح عن حسن عبادة يا فيلومينوس الشهيد, فاصبحت مبشرا في الايمان, ومنيرا للاماكن المقدسة, فحق علينا ان نجتمع ونحتفل بتذكارك الوقار, ونعيد عن ايمان مرنمين وقائلين: بشفاعة والدة الاله الدائمة البتولية مريم ايها الشهيد فيلومينوس تشفع الى المسيح الاله ان يهب غفران الزلات للذين يعيدون بلهفة لتذكارك المقدس, واهبا السلام للعالم اجمع ولمنطقتنا التي تئن تحت وطاة التجارب. امين.

وكل عام وانتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة التذكار الحافل لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبران (طعام الغذاء) 21 \11\2014

سيادة… الاباء الأجلاء… الحضور الكريم .
نشكر ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح , على هذه البركة الروحية العظيمة التي بلغت ذروتها في رفع شعائر العبادة الليتورجية والشكرية للرب الضابط الكل ,حيث اشترك معنا في هذا القداس الالهي جم غفير من الطغمات الملائكية العديمة الأجساد,فعلاً انها الشركة ما بين السماويين والأرضيين والمنظورين وغير المنظورين .

ان احتفالنا الكبير بعيد رؤساء الملائكة ميخائيل وجبران .يجعلنا نتفرس باهتمام وتدقيق في الفضائل والنعم التي لدى القوات الملائكية , لعلنا نقتدي بها ونسير حسب مسيرتها , فاننا نلاحظ أن الطبيعة الملائكية هي محبة لله, مطيعة له , تبذل كل شيء في تتميم مشيئته, لا تتواني , مليئة بالخوف والرعدة والوقار والخشية للثالوث القدوس , تنفذ وصاياه بكل حذافيرها , تمجد الله على الدوام , تنصاع له باحترام وتبجيل , تستمد طاقتها من العرش الالهي, تكرم الباري وتتعاضد فيما بينها لاتمام الرسالة المزمعة بتنفيذها,حتى في زمن السقوط للشيطان , كانت الملائكة المطيعة تحت شعار واحد ألا وهو : ( الانتباه, التوافق والاتحاد).
ليتنا نركز على هذه الخصال الملائكية لتكون لنا محفزاً ودافعاً لنرتقي من خلالها في معارج الكمال والفضيلة . امين .


كل عام وانتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة التذكار الحافل لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل 21\11\2014

“اياك نعظم بلا فتور ايها المسيح, يا من ضم الارضيات الى السماويات, والف كنيسة واحدة من الملائكة والبشر.” هكذا يصرح مرنم الكنيسة.

أيها الأخوة الأحباء الذين يكرمون هذا العيد الشريف .
أيها المؤمنون , والزوار الحسنيو العبادة.

ان الاقطار في المسكونة كلها تمتلىء فرحا وابتهاجا في هذا اليوم المقدس وذلك باحتفالها الروحي الكبير لتذكار رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرئيل وسائر القوات العديمة الاجساد الغير الهيولية, وهذا الفرح نراه يغمر مدينتكم التاريخية يافا, فالحبور يكتنف ابنائها المؤمنين الذين يعيشون تحت كنف وحماية رؤساء ملائكة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
ان البشرية العاقلة هي تاج خليقة الله الارضية المنظورة, اما الملائكة فهم تاج الخليقة السماوية غير المنظورة, فلقد خلقت انوارا ممتلئة من نورك المعتذر التعبير عنه يا الله, فجم الملائكة الغفير ذوي الجوهر الغير الهيولي خلق من العدم الى الوجود بكلمتك ذات الاقنوم ايها الثالوث, فقدستهم بروحك الالهي, وعلمتهم ان يتكلموا عن لاهوتك الى كل الازمان والدهور.

انها لحقيقة دامغة بان الطبائع ذات المنطق العقلي الغير الهيولية, وغير المنظورة, اقصد الملائكة النورانية, هي من صنع ربنا والهنا, كما يعلم الرسول بولس الالهي قائلا: “فانه فيه خلق الكل ما في السموايات وما على الارض, ما يرى وما لا يرى, سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين, الكل به وله قد خلق” (كولوسي 1 : 16 ).
اما حسب شروحات القديس باسيليوس الكبير فانه يذكر ان الله خلق الطبيعة المنطقية غير المنظورة قبل العالم.
ان اعمال الملائكة كثيرة, اما اهمها, هو تمجيد الله الله المثلث الاقانيم (فالجنود الملائكية يتمحور فعلها في رفع التمجيد لله الضابط الكل). فهذه المقولة يذكرها بجلاء ووضوح حزقيال النبي في رؤيته الالهية, كما يقول مرنم الكنيسة: “لقد راى حزقيال صافات الملائكة على صور متنوعة, فسبق وشخصهم كذلك. مناديا بان السرافيم منهم ذوو ستة اجنحة, والشاروبيم ذوو الستة اعين يحتفون حول العرش, وراى معهم رؤساء الملائكة يتالقون نورا, ممجدين المسيح الى كل الدهور”.
اما النبي اشعياء فقد وصف رؤياه الملائكية قائلا: “رايت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع, واذياله تملا الهيكل, السارافيم واقفون فوقه… قائلين “قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت مجده ملء كل الارض” (اشعيا 6 : 2 – 3).
ومن ضمن اعمال الملائكة هي خدمة الله بمخافة وطاعة ومحبة؛ كما يصرح النبي داود: “… باركوا الرب يا جميع ملائكته المقتدرين قوة الصانعين قوله عند سماع صوت كلامه… باركوا الرب يا جميع قواته وخدامه العاملين ارادته” (مز 102 : 20 – 21), وايضا دور الملائكة الفريد في المساهمة في حماية المخلصين, كما يذكر الرسول بولس: “اليس جميعهم ارواحا خادمة مرسلة للخدمة لاجل العتيدين ان يرثوا الخلاص” (عبرانيين 1 : 4). ان رسالة الخدمة اودعها الله والقاها على كنف القوات الملائكية تالق بريقها وسطع لمعانها عند رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل لتظهر عظمة وقدرة هذه الخدمة الالهية. لذلك فان كنيستنا المقدسة تكرم بشكل خاص تذكار احتفالهم مرنمة وقائلة: “ان رئيس الجنود ميخائيل هو رئيس للملائكة, ولكن يشاركه في المجد عن حق واجب وبهاء عظيم جبرائيل قائد الجنود العديمي الاجساد, الملقن سر النعمة. ومبشر العذراء مريم, الذُ سبق فانبا بالفرح للهاتفين ارفعوا المسيح يا شعب الى كل الدهور”.
ان العقلين الالهيين ميخائيل وجبرائيل يعتبرين حراسا لجميع مكرميهم بحق وواجب, وهذا يظهر بحماية الملاك الحارس لكل انسان مؤمن, كما يقول ربنا يسوع المسيح في نجيله الشريف: “انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السساوات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السموات” (متى 18 : 10).
من هنا يظهر جليا ان الملائكة الملتفة حول العرش الالهي, لها وظيفة الرعاية والوقاية للذين يوقرون الله, فهم يتوكلون بحماية الصديقين, والمؤمنين المتواضعين في قلوبهم ومخافة الله في فكرهم كما يقول النبي داود : “يعسكر ملاك الرب حول خائفيه وينجيهم” (مز 33 : 8).
ان للملائكة بشكل عام بالاخص رؤساء الملائكة ميخئيل وجرائيل دور رئيس في المشاركة والاسهام في الاحداث الكبيرة لتاريخ الرؤية الالهية, اي سر التدبير الالهي بالمسيح, وعلى سبيل المثال نورد ما يلي: ملاك ظهر امام يشوع بن نون عندما كان يهييء نفسه لدخول اريحا… “وحدث لما كان يشوع عند اريحا انه رفع عينيه ونظر, واذا برجل واقف قبالته, وسيفه مسلول بيده, فسارع يشوع اليه وقال له: “هل لنا انت او لاعدائنا؟ ” فقال: كلا, بل انا رئيس جند الرب, الان اتيت … اخلع نعلك من رجلك لان المكان الذي انت واقف عليه هو مقدس” (يشوع 5 : 13 – 15).
ان الملاك جبرائيل ارسل من الله الى مدينة في الجليل اسمها الناصرة, الى عذراء مريم وقال لها: سلام لك ايتها المنعم عليها! الرب معك مبارككة انت في النساء” (لوقا 1 : 26 – 28).
كنيسة المسيح المقدسة تصنع تذكارا خاصا للضابط والمتميز ما بين القوات الغير الهيولية والعديمة الاجساد, ميخائيل, لما ابداه من دور فريد سواء للذين يعملون الصالحات من الجنس البشري والمملوئين من النعم الالهية, او بدوره الرياسي والقيادي, فهو عندما راى الملاك الرتد الشيطان الساقط, اجتمع مع باقي الاجواق الملائكية النورانية واعلن لهم قائلا: لنصغ – مرنم بصوته – قدوس قدوس رب الصباؤرت, هذا الاجتماع كما يقول كاتب السنكسار.
يسمى سنكسار الملائكة (سيناكسس) يعني: انتباه, توافق واتحاد, نتضرع لحافظ وحارس حياتنا رئيس الملائكة ميخائيل, طالبين شفاعة العذراء الفائقة البركات والدائمة البتولية مريم, ان نحظى بالخلاص العلوي بنعمة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح. امين.


وكل عام وانتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جوارجيوس المظفر في نصف جبيل 18\11\2014

” لقد سلكت سلوكاً ينطبق على معنى اسمك يا جاورجيوس الجندي العظيم . فانك حملت صليب المسيح على منكبيك . وحرثت الأرض التي بارت بالضلال الشيطانية واستأصلت عبادة الأوثان المشوكة . وغرست كرمة الايمان القويم . فاصبحت حراثاً للثالوث القدوس باراً تبسط فروع الأشفية لكل من في المسكونة من المؤمنين.فنطلب اليك أن تتشفع في سلام العالم وخلاص نفوسنا .” هكذا يصرح مرنم الكنيسة .
أيها الأخوة الأحباء الذين يكرمون هذا العيد الشريف .
أيها المؤمنون , والزوار الحسنيو العبادة.

ان هذا اليوم المكرم هو يوم الاحتفال بعيد القديس العظيم جوارجيوس اللالبس حله الظفر حيث تتألق الأرض الفلسطينية التاريخية , حيث احتفلنا في مدينة اللد , واليوم نحتفل بهذه البلدة الجميلة نصف جبيل , فهو يوم عظيم وعجيب لأن القديس جوارجيوس منحنا معونته لترميم وتدشين هذه الكنيسة المقدسة , فعيدنا هو عيدين متناغمين لأن هذه الكنيسة تحمل اسم القديس جوارجيوس حائز راية الظفر .

ان مكانة الشهداء القديسين ومن ضمنهم القديس جوارجيوس هي مكانة مرموقة وسامية , حيث السعادة والغبطة الأبدية , فالكنيسة تكرمهم بشكل خاص وفريد , لأنهم أحبوا المسيح حتى موتهم الاستشهادي , مقتدين بالامه الخلاصيةعلى عود الصليب , فأصبحوا شركاء في دمه الطاهر الذي سفك من أجل خلاصنا , هكذا فان الشهداء القديسين وكرسل اخرين ختموا بدمهم الزكي حقيقة الايمان المسيحي باذلين من أجله كل شيء حتى نفوسهم الطاهرة , لتستقر فيهم وبحق قيامة المسيح الظافرة .
ان الشهداء الواسل الذين جاهدوا الجهاد الحسن , كانوا مقتدين بالمسيح الذي رفع على عود الصليب , كما يقول القديس يوحنا الدمشقي مرنماً :”اذ قد اقتديتم أيها الشهداء الحكماء بدم الذي تألم عنا بالجسد, اثرتم أن تسفكوا دمائكم من أجله بارتياح. فأنتم اذن مالكون معه دائماً “.
أيها الأخوة الأحباء بالمسيح
فعلا يملك مع المسيح شهيدنا العظيم جوارجيوس ,لأنه حمل ( صليب المسيح) على منكبيه , وحرث الأرض التي بارت بالضلالة الشيطانية , واستأصل عبادة الأوثان المشوكة , وغرس كرمة الايمان الأرثودكسي القويم.
ان غيرة شهيدنا العظيم جوارجيوس المتقدة نحو المسيح الاله والانسان جعلت من دمه الاستشهادي ختماً متوحشاً بالنعمة الالهية , لتبرز من خلاله حقيقة الكرازة بالبشارة الانجيلية المفرحة , فأنار المسكونة بأسرها , مبدداً ظلمة عبادة الأصنام , ومبكتاً أعمال الأباطرة المضلة المؤلهين أنفسهم والمقاومين للمسيح والمسيحية , وذلك من خلال أقواله وأعماله المملوءة بالايمان الثابت غير المتزعزع بالمسيح يسوع المصلوب والقائم من بين الأموات بقوة لاهوته. فانضم قديسنا الى صفوف الشهداء الأوائل وباكورتهم الشهيد استيفانوس أول شهداء المسيحية , كما يظهر ذلك جلياً من صلاته التي رفعها قديسنا قبيل استشهاده .
” أيها الرب الضابط الكل الاب السماوي , أنظر الى مسكنة وانسحاق عبدك , واقبل تضرعاتي المرفوعة اليك في هذه الساعة الحرجة , واقبلني واقبل نفسي بسلام . وضمنا في عداد أولئك الذين يحبون اسمك المقدس , اغفر للأمم عبدة الأصنام كل ما صنعوه لنا عن جهل , وأنر يا رب عيون قلوبهم وبصائرهم الى معرفة حقيقتك , لأنك أتيت لتخلص ما قد هلك ….”
ان صلوات قديسنا العظيم جوارجيوس تظهر بشكل واضح حقيقة التفكير المسيحي الأصيل الذي كان في فكره وعقله وقلبه , مستشفين منه حقيقة أن المسيح كان يملك في كل كيانه , فكان مقتدياً بالرسول بولس القائل : ” وأما نحن فلنا فكر المسيح ” (1 كور 2: 16). مما يؤكد لنا أن الانسان المولود من الروح القدس فقط , يستطيع أن يفهم ويعرف قوة محبة المسيح الذي قدم نفسه ضحية على عود الصليب المحيي من أجل خلاصنا .
ان هذه المحبة ” لا تطلب ما لنفسها”(1كور13 : 5) . حيث أن ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح أوضح عظمتها لتلاميذه الأطهار المحبين له قائلاً : ” سمعتم أنه قيل : تحب قريبك وتبغض عدوك . أما أنا فأقول لكم : أحبوا أعدائكم . باركوا لاعنيكم. أحسنوا الى مبغضيكم . وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم ” (مت 5: 43-44). هذه الأسلحة الروحية , أي أسلحة نور انجيل المسيح , نتعلمها من خلال مسلك قديسنا جوارجيوس في حياته الايمانية كمثال يحتذى به , كما يعلن ذلك الرسول بولس الالهي :” فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم , بل مع رؤساء , مع السلاطين , مع ولاة هذا العالم على ظلمة هذا الدهر , مع أجناد الشر الروحية في السماوات ” ( أفسس 6: 12 ).
من ناحية ثانية فانالوحشية ولاة الظلمة المسيطرة على العالم . في وقتنا الراهن, ينوه لها النبي داود قائلاً : ” فتحوا علي أفواههم مثل الأسد الخاطف والزائر ” ( مز 21 : 14 ).
نعم أيها الأخوة الأحباء
انها لمعارك وحروب ضارية علينا أن نجوزها , ضد ولاة عالم ظلمة هذا الدهر , الذين يسيطرون على أمم وجماهير غفيرة في أقطار العالم , الغارقين في ديجور الضلالة وبراثن الرذيلة , ومستنقعات الفساد السائدة في هذا الوقت في أرجاء العالم , لذلك فنحن مطالوين بأن نحمل سلاح الله الكامل , لكي نقدر أن نقاوم في اليوم الشرير الذي يوجهنا يوماً فيوماً.
لهذه المعركة ( حسب وصف الرسول بولس : أجناد الشر الروحية في السماوات )جاهد وناضل وقاومها شهيدنا العظيم جوارجيوس الحائز راية الظفر صديق وشهيد المسيح الذي كان ايمانه عظيماً وعجيباً, كما يذكر مرنم الكنيسة قائلاً :”لقد دهشت العقول منذ القديم حين رأت شجاعتك. مذهلة كيف جرحت بأسلحة بتارة العدو العديم الجسد الذي عرقل الجدين الأولين قديماً في الفردوس فأسقطهما .

نتضرع لأبي الأنوار ربنا الهنا ومخلصنا يسوع المسيح .
الذي ينعم على أصدقائة المخلصين , ويقدس الذين يحبون بهاء بيته,
طالبين شفاعة القديس الشهيد جوارجيوس حائز راية الظفر .
أن يتشفع لدى المسيح الاله في خلاص نفوسنا .

وكل عام وانتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جوارجيوس المظفر 2014/11/16

“لقد سلكت سلوكا ينطبق على معنى اسمك يا جوارجيوس الجندي العظيم, فانك حلمت صليب المسيح على منكبيك, وحرثت الارض التي بارت بالضلالة الشيطانية واستاصلت عبادة الاوثان المشوكة, وغرست كرمة الايمان القويم, فاصبحت حراثا للثالوث القدوس بارا, تبسط فروع الاشفية لكل من في المسكونة من المؤمنين, فنطلب اليك ان تتشفع في سلام العالم وخلاص نفوسنا.” هكذا يصرح مرنم الكنيسة.
ايها الاخوة الاحباء الذين يكرمون هذا العيد الشريف,
ايها المؤمنون, والزوار الحسنيو العبادة,

ان هذا اليوم المكرم هو يوم الاحتفال بعيد القديس العظيم جوارجيوس اللابس حلة الظفر حيث تتالق مدينتكم التاريخية اللد بهذا اليوم البهج, فهو يوم عظيم وعجيب بالحق والحقيقة لكل الذين يوقرون هذا العيد المقدس.

ان مكانة الشهداء القديسين ومن ضمنهم القديس جوارجيوس هي مكانة مرموقة وسامية, حيث السعادة والغبطة الابدية, فالكنيسة تكرمهم بشكل خاص وفريد, لانهم احبوا المسيح حتى موتهم الاستشهادي, مقتدين بالامه الخلاصية على عود الصليب, فاصبحوا شركاء في دمه الطاهر الذي سفك من اجل خلاصنا, هكذا فان الشهداء القديسين وكرسل اخرين ختموا بدمهم الزكي حقيقة الايمان المسيحي باذلين من اجله كل شيء حتى نفوسهم الطاهرة, لتستقر فيهم وبحق قيامة المسيح الظافرة.
ان الشهداء البواسل الذين جاهدوا الجهاد الحسن, كانوا مقتدين بالمسيح الذي رفع على عود الصليب, كما يقول القديس يوحنا الدمشقي مرناما: “اذ قد اقتديتم ايها الشهداء الحكماء بدم الذي تالم عنا بالجسد, اثرتم ان تسفكوا دمائكم من اجله بارتياح, فانتم اذن مالكون معه دائما”.
ايها الاخوة الاحباء بالمسيح
فعلا يملك المسيح شهيدنا العظيم جوارجيوس, لانه حمل (صليب المسيح) على منكبيه, وحرث الارض التي بارت بالضلالة الشيطانية, واستاصل عبادة الاوثان المشوكة, وغرس كرمة الايمان الارثوذكسي القويم.
ان غيرة شهيدنا جوارجيوس المتقدة نحو المسيح الاله والانسان جعلت من دمه الاستشهادي ختما متوشحا بالنعمة الالهية, لتبرز من خلاله حقيقة الكرازة بالبشارة الانجيلية المفرحة, فانار المسكونة باسرها, مبددا ظلمة عبادة الاصنام, ومبكتا اعمال الاباطرة المضلة المؤلهين انفسهم والمقاومين للمسيح والمسسيحية, وذلك من خلال اقواله واعماله المملوءة بالايمان الثابت الغير المتزعزع بالمسيح يسوع المصلوب والقائم من بين الاموات بقوة لاهوته, فانضم قديسنا الى صفوف الشهداء الاوائل وباكورتهم الشهيد استفانوس اول شهداء المسيحية, كما يظهر ذلك جليا من صلاته التي رفعها قديسنا قبيل استشهاده.
“ايها الرب الضابط الكل الاب السماوي, انظر الى مسكنه وانسحاق عبدك, واقبل تضرعاتي المرفوعة اليك في هذه الساعة الحرجة, واقبلني واقبل نفسي بسلام, وضمنا في عداد اولئك الذين يحبون اسمك المقدس, واغفر للامم عبده الاصنام كل ما صنعوه لنا عن جهل, وانر يا رب عيون قلوبهم وبصائرهم الى معرفة حقيقتك, لانك اتيت لتخلص ما قد هلك…”
ان صلوات قديسنا العظيم جوارجيوس تظهر بشكل واضح حقيقة التفكير المسيح الاصيل الذي كان في فكره وعقله وقلبه, مستشفين منه حقيقة ان المسيح كان يملك في كل كيانه, فكان مقتديا بالرسول بولس القائل: “واما نحن فلنا فكر المسيح” (1 كور 2 : 16) مما يؤكد لنا ان الانسان المولود من الروح القدس فقط, يستطيع ان يفهم يعرف قوة محبة المسيح الذي قدم نفسه ضحية على عود الصيلب الحيي من اجل خلاصنا.
ان هذه المحبة “لا تطلب ما لنفهسا” (1 كور 13 : 5). حيث ان ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح اوضح عظماتها لتلاميذه الاطهار المحبين له قائلا: “سمعتم ان قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم: احبوا اعدائكم باركوا لاعينكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلوا لاجل الذُن يسوؤون اليكم ويطردونكم” (متى 5 : 43 – 44). هذه الاسلحة الروحية, اي اسلحة نور انجيل المسيح نتعلمها من خلال مسلك قديسنا جوارجيوس في حياته الايمانية كمثال يحتذى به, كما يعلن ذلك الرسول بولس الالهي: “فان مصارعتنا ليست مع دما ولحما, بل مع الرئساء, مع السلاطين مع ولاة هذا العالم على ظلمة هذا الدهر, من اجناد الشر الروحية السماويات” (افسوس 6 : 12).
من ناحية ثانية فان لوحشية ولادة الظلمة المسيطرة على العالم, في وقتنا الراهن, ينوه لها النبي داهود قائلا: “فتحوا علي افواههم مثل الاسد الخاطف الزائر” (ماز 21 : 14).
نعم ايها الاخوة الاحباء
انها لمعارك وحروب ضارية علينا ان نجوزها, ضد ولاة عالم ضلمة هذا الدهر, الذين يسيطرون على امم وجماهير غفيرة في اقطار العالم, الغارقين في دجور الضلالة وبراثن الرذيلة, ومستنقعات الفساد السائدة في هذا الوقت وفي ارجاء العالم, لذلك فنحن مطالوين بان نحمل سلاح الله الكامل, لكي نقدر ان نقاوم في اليوم الشرير الذي يواجهننا يوما فيوما.
لهذه المعركة (حسب وصف الرسول بولس: اجناد الشر الروحية في السموات) جاهد وناضل وقاومها شهيدنا العظيم جوارجيوس الحائز راية الظفر صديق وشهيد المسيح الذي كان ايمانه عظيما وعجيبا, كما يذكر مرنم الكنيسة قائلا: “لقد دهشت العقول منذ القديم حين رات شجاعتك. منذهلة كيف جرحت باسلحة بتارة العدو الجسد, الذُ عرقل الجدين الاولين قديما في الفردوس فاسقطهما.
نتضرع لابي الانوار ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح,
وشفاعات والدة الاله, الفائقة البركات, الدائمة البتولية مريم,
وشفاعة القديس جوارجيوس حائز راية الظفر,
ان يحفظ مدينتكم, موجها خطواتنا جميعا الى ميناء الخلاص حيث السلام العلوي, والنور الذي لا يغرب الذي لا يعتريه مساء, امين.

وكل عام وانتم بالف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية