1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد هامتي الرسل بطرس وبولس 12/7/2014

” لنمتدحن كلنا بطرس وبولس الإلهيين هامتي الرسل وكوكبي المسكونة . وكاروزي الإيمان والبوقين الصلدحين بالإلهيات ومظهري العقائد وعمودي الكنيسة، وداحضي الضلالة “، هكذا يصرح مرنم الكنيسة.
أيها الأخوة الأحباء.
أيها المؤمنون ، والزوار الحسنيو العبادة.
عيد القديسين المجيدين وا لموقرين ، هامتي الرسل بطرس وبولس، قد جمعنا اليوم كلنا في هذا المكان المقدس في كفر ناحوم على شاطىء بحر طبريا ، لنرفع آيات التمجيد والترانيم الإلهية لصديقي المسيح الإنائين الموقرين.
إن كنيسة المسيح الموقرة تكرم بشكل خاص ومميز الرسولين القديسين بطرس وبولس، لأنهما هامتا ورأسا الرسل قاطبة، فهما الكارزان والمعلمان للإيمان الخلاصي ، فهما عمودا الكنيسة وضاحضا الضلالة .

لقد دعي الرسول بطرس من فم المسيح عن استحقاق صخرة فشيد الرب عليها ايمان الكنيسة الذي لا يتزعزع، كما يشهد بذلك الإنجيلي متى: ” ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلاً : من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ …. فأجاب سمعان يطرس قائلاً: ” أنت هو المسيح ابن الله الحي” ، فأجاب يسوع وقال له: ” طوبى لك سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك ، لكن أبي الذي في السموات . وأنا أقول لك أيضاً. أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” ( متى 16 : 13-18 ).
أما بالنسبة للرسول بولس ، فقد دعي إناءً مختاراً . من الرب نفسه كما يشهد الإنجيلي لوقا في سفر أعمال الرسل: ” وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا، فقال له الرب في رؤيا …” قم واذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم، واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسياً اسمه شاول … اذهب لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك… لأني سأريك كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي”. ( أعمال 9 : 10- 16 ).
هناك شيء مشترك ما بين الرسولين بطرس وبولس فهما قد دعيا الى عمل الخدمة الرسولية من نفس الرب، وكذلك فقد عرفا شخص يسوع الناصري وجهاً لوجه، فاعترفا به أنه كلمة الله المتجسد مخلص العالم، ربنا يسوع المسيح.
إن الرسولين بطرس وبولس قد اعترفا بالمسيح الذي تنبأت عنه الأنبياء والكتب المقدسة الذي تفسيره مسيا ، أي المسيح( يو 1 : 41 ). الذي اشترى الناس بدمه الكريم المقدس ” عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضى أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كماً من حمل بلا عيب ولا دنس،دم المسيح. معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم . ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم . أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أفامه من الأموات وأعطاه مجداً ، حتى بإيمانكم ورجائكم هما في الله”. ( 1 بطرس 1 : 18 -21 ).
بالإضافة الى ذلك اكتشفا في شخص المسيح الوعد الذي كان ما بين الله وابراهيم، أنه من نسلك( يا ابراهيم) تتبارك جميع الأمم في الأرض ( أي بالمسيح ) ، هذا النص المدون في العهد القديم، أي في ناموس النبي موسى. ” المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ” ملعون كل من علق على خشبة” لتصير بركة ابراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح، ( غلاطيا 3: 13 -14 ).
إن مواهب الروح القدس (أي الكاريزما ) استقرت في الرسولين بطرس وبولس وايضاً استقرت في باقي الرسل الأطهار بدون تمييز، فأصبح الرسل قاطبة يتألقون بمواهب الروح القدس.
لقد أضحى الرسل الأطهار آلات وأبواق روحية نيرة بفعل الروح القدس المستقر فيهم، ليكرزوا بدورهم في أرجاء المسكونة منيرين البشرية بالتعاليم الإلهية الحقة.
وكما يقول مرنم الكنيسة: فإنهما زرعا كلمة الحق في قلوب المؤمنين، مانحين الجميع الخصب والإثمار.
على هذه الكلمة الحقيقية المزروعة في قلوب المؤمنين أي انجيل المسيح، أسست وتأسست الكنائس المسكونة.
إن الشهادة الصادقة والغير الكاذبة لهذه الحقيقة المعلنة، هي أم الكنائس أجمع ، الكنيسة المقدسة الأورشليمية التي هي ( شاهدة لآلام المسيح وقيامته) مستمرة برسالتها ودعوتها الإلهية.
إن هذه الرسالة الملقاة على كتفي الكنيسة الأورشليمية، تظهر بجلاء عمل أخوية القبر المقدس التي خدمت وما زالت تخدم وتحافظ سواء من الناحية الليتورجية ، أو من الناحية الرعائية، في الحفاظ على الماكن المقدسة للتاريخ المقدس، وأيضاً الإهتمام برعية المسيح المقدسة الناطقة ، أي مؤمنين كنيستنا الموقرة . كل هذا منوط بالرعاية والشفاعة من قبل الرسولين الأولين بطرس وبولس، حيث على خطهما تسير كنيستنا الى هذا اليوم الأغر.
فإلى الرسولين بطرس وبولس نقول مع المرنم :
افرحا يا كوكبين نيرين للذين في الظلام. وشعاعين شمس البر افرحا يا بطرس وبولس يا قاعدتي العقائد الإلهية الراسختين لسر أم الله مريم العذراء . افرحوا يا أصدقاء المسيح والإنائين المكرمين، والآن احضرا بيننا حضوراً غير منظور، وامنحا المواهب الغير الهيولية للذين يمتدحون عيدكما بالأناشيد ، بتوقر واهتمام .

وكل عام وأنتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة تخريج طلاب مدرسة الرملة للعام 2014 .

الآباء الأجلاء حضرة مدير المدرسة العزيز والهيئة الإدارية والتدريسية ، الطلاب والطالبات ، أولياء الأمور، الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع.
سلام المسيح لكم

أود أن اعبر عن بهجتي العميقة لمشاركتي إياكم وأهلكم ومدرستكم في حفل التخريج هذا الذي نكرم فيه جهود خرجينا الذين أتموا واجباتهم الأكاديمية واستحقوا شهادة الثانوية العامة. كما أود أن أفصح عن تقديري واعتزازي بأولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية على ما بذلوه من جهد وتضحية كي يتمكن الطلبة من تخطي هذه المرحلة الأكاديمية التي تؤهلهم لدخول عالم جديد ومتنوع من حيث المعرفة والخيارات والمسؤوليات.
من الحقوق الطبيعية للإنسان، أيها الأخوات والأخوة أن يعيش في وطنه وأن يمارس حقه الذي وهبه إياه الله في الأمان، وتطوير الذات وتوفير الفرص للتقدم والنهوض بالمجتمع، ولكي يستطيع الإنسان أن ينال مبتغاه المشروع، عليه التسلح بالإيمان بالله ومعرفة حقائق العصر ومواكبة التطور وتوظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح. وكما هو مكتوب في الإنجيل المقدس العلم هو أساس الحرية والحق ولا يستطيع أحد أن يسلبه منا مهما كانت قوته وقدرته.

إن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم، وبه يرتقي الإنسان الى مراكز اجتماعية ووطنية ليكون نجما في سماء وطنه الذي ترعرع ونشأ فيه، ويكون سندا لمجتمعه وعائلته، ويساهم في تعزيز فرص التقدم للأجيال التي تليه. وهكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم والتطور التي يصنعها الإيمان بالله والعلم.
وسيدنا المسيح يأمرنا بأن نشارك العالم أجمع بمعرفتنا فيقول ” أنتم نور العالم فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات ” والنور الذي يتحدث عنه سيدنا يسوع المسيح هو نور الإيمان ونور العلم ونور المحبة والتسامح. ولكي نكون نوراً للعالم علينا ان نتسلح بالإيمان والعلم ونثابر في سبيلهما ونوظفهما لخدمة الوطن بالأساليب التي تناسب مواهبنا وقدراتنا التي منحنا إياها الخالق عز وجل.
ومن هذا المنطلق فإن دعم التعليم ورفعة المستوى التعليمي وتوفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من أبناء الأراضي المقدسة لهو واجب يمليه علينا ايماننا المسيحي وانتماؤنا لهذه الأرض الطيبة ووفاؤنا لأبنائنا في الأراضي المقدسة. وإننا نتعهد أمام الله سبحانه وتعالى بحضوركم الكريم أن نستمر في بناء المدارس الأرثوذكسية وتطوير برامجها الأكاديمية وتشجيع تعاونها العلمي والرياضي والثقافي والفني مع كل من يشاركنا هذه الرؤيا.
وهنا لا بد أن نشير الى التقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال الأعوام المنصرمة على كافة الأصعدة المتعلقة بالعمليتين التربوية والتعليمية مما أتاح الفرصة لطلبتنا الأعزاء أن يحصلوا على نتائج مشرفة في الامتحانات العامة، مقدراً جهود الطلبة وإخلاص إدارة المدرسة ومعلميها ومعلماتها، هذا لا بد لنا أن نشير بأن هذا الصرح الأكاديمي الثقافي العربي الرومي خرّج أناس لهم مراكز مرموقة وعالية في مجتمعنا الأصيل الذي نعتز ونفتخر بهم. والذي نصلي من أجلهم ونطلب بركات الرب لتحل عليهم وعليكم سرمداً.
وإن شاء الله لسوف نحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت آمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل وأن يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم أجمع.
ولسوف نعمل دائما من اجل بناء مدرسة جديدة في كل قرية ومدينة في الأراضي المقدسة حتى تكون معلم من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة.
وفي الختام إننا نثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجين لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتنا لهم بتحقيق ذلك.
وكل عام وأنتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس النبي أليشع

بسابق إعلان إلهي جذبك إليه إيليا العظيم ، تلميذاً، أيها الحكيم أليشع فأوضحك نبياً لامعاً بالروح، ونحن بتعيدنا لتذكارك المقدس نكرمك وإياه بتقوى أيها المجيد.
هذا ما يتفوه به مرنم الكنيسة،
إخوتنا الأتقياء المحبوبون بالرب يسوع المسيح،
إن الروح القدس الذي كان مع القديس إيليا النبي قد أشرق ولمع في نفس أليشع وأوضحه نبيا وتلميذا للقديس إيليا النبي، وهذا ما قاد خطوتنا اليوم الى هذا المكان المقدس حتى نحيي بوقار ذكرى هذا القديس النبي.
إن اليشع النبي تلميذ القديس النبي إيليا، قد تنبأ عن حضور الرب يسوع المسيح، وأبرأ مياه أريحا إذ كانت مياه أريحا مرةً ومالحة فعالجها( وقال هكذا قال الرب قد أبرأت هذه المياه) وأنهض موتى وطهر البرص، أذ طهر نعمان السوري من برصه، وألتصق البرص بخادمه وذلك لمحبته للمال والفضة وعدم طاعته وعندما كان ميتاً أحيت عظامه أمواتاً وشق مياه الأردن برداء إيليا كما يقول كاتب سفر الملوك( سفر الملوك الرابع الأصحاح الثاني) .

إن القديس النبي أليشع يكرم بشكل خاص في كنيستنا وهذا يتضح من النعمة المضاعفة التي حازها هذا القديس من الروح القدس. هذه النعمة المضاعفة تتجلى بأنه حاز على موهبة النبوءة من جهة ومن جهة أخرى نال موهبة صنع العجائب، وكما يقول المرنم لقد نال موهبة صنع العجائب من الروح القدس مضاعفة، لقد وردت نبياً، عجائبياً في كل الأصقاع، تنقذ مسبحيك من الأخطار وتهب نعمة عجائبك للملتجئين إليها بإيمان، والهاتفين إليك افرح يا نبياً مرسلاً من الله.
أما الروح الذي أخذ منه نبينا القديس النعمة المضاعفة، ليس هو آخر إلا الروح القدس، لأن روح ربنا يسوع المسيح كما يشهد يوحنا اللاهوتي ( الإنجيلي ) في كتابه سفر الرؤيا ” فإن شهادة يسوع هي روح النبوة ” ( رؤ 19:10 ) .
إن الرسول بولس ، الذي صار إناء للروح القدس ، يقول بما يخص مواهب الروح القدس ” فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد …. ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة . ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد …. ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة …. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء”. (1 كور 12 4- 11 ).
إن الإيمان يا أخوتي الأحباء هو الذي جعل الأنبياء القديسين في العهد القديم، والرسل القديسين والإنجيليين في العهد الجديد”خداماً للمسيح ومدبري أسرار الله”(1كور4: 1 ).
وأيضاً جعلهم عاملين لإرادة الروح القدس. وذلك لأنهم أمتلكوا من روح الإيمان عينه، كما يعلم بولس الإلهي قائلاً : ” فإذ لنا روح الإيمان عينه ، حسب المكتوب ” آمنت لذلك تكلمت” نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً . ” ( 2 كور 4: 13 ) .
فها نحن اليوم نكرم هذا القديس النبي العظيم في هذا المكان الذي كان يحيا ويجول فيه في هذه المنطقة المباركة أي منطقة نهر الأردن وهو لا يعتبر فقط في كنيستنا عظيماً بين الأنبياء وعجائبياً بل مثالاً لنحتذي ونقتدي به.
وإننا نقول هذا لأن هذا القديس النبي العظيم قد استبان أن يكون خادماً ومستحقاً لمواهب الروح القدس وبالتالي مدبراً أميناً لأسرار كنيسة المسيح المقدسة ولهذا السبب يا إخوتنا يدعونا قديس المسيح العظيم النبي أليشع أن نظهر مستحقين لنعمة وموهبة الروح القدس التي نلناها ( في معموديتنا) باتحادنا وانضمامنا في جسد المسيح التي هي كنيسته المقدسة البريئة من كل عيب.
إننا نرجو ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ونبتهل إلى والدته والدة الإله الطاهرة الدائمة البتولية مريم البريئة من العيوب مبتهلين مع مرتل الكنيسة قائلين: لقد ظهرت يا أليشع بعد المحراث نبياً وتلففت رداء إليا فحزت الروح الذي عليه مضاعفاً فنحن نكرمك وإياه وأيضا فيما أنت مستريح بالنهاية المغبوطة أيها المغبوط أليشع تضرع في خلاص نفوسنا آمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة المهد 22/6/02014

معالي قاضي قضاة فلسطين الشرعيين ومستشار الرئيس محمود عباس أبو مازن حفظه الله ورعاه للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية السيد محمود الهباش الأكرم ومعالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية لدى دولة فلسطين سماحة الشيخ يوسف ادعيس الأكرم والوفد المرافق المحترمين.
سيادة رئيس أساقفة نهر الأردن السيد ثيوفيلكتوس وكيلنا البطريركي في مدينة بيت لحم مدينة السلام الجزيل الاحترام.
أصحاب النيافة الآباء الأجلاء
عطوفة محافظ محافظة بيت لحم اللواء جبريل البكري الاكرم
سعادة بلدية بيت لحم السيدة فيرا بابون الجزيلة الاحترام

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع،

إن الكتاب المقدس يقول : “ما أجمل وما أطيب أن يلتقي الإخوة معاً” وها هو لقاءنا اليوم في مدينة بيت لحم المقدسة بحضوركم وهذا الحشد الكبير من رموز شعبنا الذي يُظهر بشكل حقيقي وجلي كم هو جميل الاتصال والتواصل بين أبناء الشعب الواحد ، ونحن اليوم إذ نبتهج ونفرح لأنكم معنا وفيما بيننا في هذا المكان المقدس في مدينة بيت لحم مدينة السلام والمحبة مولد السيد المسيح له المجد، وفي نفس الوقت نعبر عن افتخارنا واعتزازنا بكم ونهنئكم من أعمق أعماق قلوبنا لاختياركم في حكومة التوافق الوطني من قبل فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس ابو مازن حفظه الله ورعاة وهذا يدل على ثقة فخامته بكم ومحبته لكم ووطنيتكم الصالحة ورغبتكم الأكيدة في نهوض وازدهار وتقدم فلسطين الحبيبة العزيزة الغالية على قلوبنا.

وإن تشريفكم اليوم لنا في هذا اللقاء ودعوتنا لكم تعبر عن مدى العلاقة المميزة والنموذج الاجتماعي الفلسطيني وقبول الآخر الذي تعتز به عبر العصور وكيف لا فنحن خليفة أصحاب العهدة العمرية التي تمت في سماء قدسنا بين الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه والبطريرك المثلث الرحمات سوفرونيوس. وهذا اللقاء اليوم يجسد على ارض الواقع مدى العلاقة المميزة والأخوية بين المسلمين والمسيحيين أبناء الشعب الواحد في وطننا الغالي فلسطين لأننا نؤمن بان أمالنا وأهدافنا وهمومنا واحدة ولسوف نحافظ على هذه العلاقة حتى ننال الاستقلال والحرية لشعبنا الفلسطيني المعذب وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وبذلك يعم السلام في الأراضي المقدسة ومنطقة الشرق الأوسط والعالم اجمع.

وإننا على ثقة تامة بأنكم جديرون كل الجدارة لهذا المنصب، وستعملون على رفع شأن بلدكم ووطنكم. متمنين كم التوفيق والنجاح في تأدية مهامكم الوطنية والدينية والاجتماعية الموكلة إليكم في ظل القيادة الحكيمة لفخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن حفظه الله ورعاة .

وأهلا وسهلا بكم دائما في أحضان الكنيسة الرومية الأرثوذكسية وبطريركية الروم الأرثوذكس ام الكنائس متمنين لكم صوماً مباركاً بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسين العظيمين قسطنطين وهيلانة 3/6/2014

” السلام عليك يا قسطنطين الكلي الحكمة، يا ينبوع استقامة الرأي، الذي يروي كل المسكونة دائماً بسواقي مياهه العذبة، السلام عليك يا جذراً نبت منه الثمر الذي يغذي كنيسة المسيح، السلام عليك يا فخر الأقطار المجيد وأول الملوك المسيحيين، السلام عليك يا فرح المؤمنين.”
” إن شوقكِ لعجيب وسيرتكِ لفاضلة، يا فخر النساء هيلينة المجيدة فإنكِ لما بلغتِ الأماكن التي اقتبلت آلام سيد الكل الموقرة، زيّنتها بهياكل جميلة تهتفين قائلة: يا شعب ارفعوا المسيح إلى الدهور”.
أيها الأخوة القديسين، والآباء الأجلاء.
أيها الأخوة الأحباء.
أيها المؤمنون، والزوار الحسنيو العبادة.
تفرح اليوم كنيسة المسيح المقدسة وخاصة الكنيسة الأورشليمية بهذا العيد الإحتفالي البهيج للقدسيين العظيمين قسطنطين وهيلانة المعادلي الرسل. المعتبرين من أعظم المحسنين للأماكن المقدسة في هذه الأرض المباركة.
لقد قام الملك قسطنطين العظيم ، المحنك والمعترف باقتداره وحنكته وإيمانه بدور ريادي، فقد أعلن جهاراً أن الدين المسيحي هو دين الإمبراطورية الرومية، وقد حافظ على ديمومة هذه العقائد الخلاصية عندما ترأس المجمع المسكوني الأول في مدينة نيقية سنة 325م للدفاع عن الإيمان الرومي الأصيل، وتوج أعماله عندما قام ببناء كنائس عظيمة في الأماكن المقدسة التابعة لسر التدبير الإلهي في الأرض المقدسة. من خلال المساعي الحثيثة التي قامت بها والدته القديسة هيلانة الموقرة، هذه المحطات الأيمانة الفريدة التي قام بها الملك قسطنطين الختم للهوية الخاصة للجنس الجديد بالمسيح الروميوسيني.

إنه من خلال واقع الحياة التي تعيشها المسكونة في أيامنا الحاضرة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط يبرز دور المسيحيين الملتفين بإيمانهم حول الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، والتي تعتبر الجسم الحي للمسيح، والتي يشع منها نور الحق والحقيقة، هذا ما أعلنه قديسنا الملك قسطنطين إذ يقول:
” كوننا محافظين على الإيمان المسيحي، عندها أنا أربح النور الحقيقي، إذ أنا مقاد من نور الحقيقة، لذا فأنا أملك ضمير الإيمان الإلهي” ( أفاسابيوس كتاب 4، فقرة 9 – ثيودوريتوس: كتاب 1، فصل 24).
إن شهادة هذا الإيمان للقديسين اللذين توجوا كملائكة من الله، ألا وهم الملكين العظيمين قسطنطين وهيلانة، ما زالت تتألق وتشع بالأقوال والأفعال منذ أكثر من ألفي عام، ومنذ بدء المسيحية ، من خلال أصالة الكنيسة الأورشليمية المقدسة، بطغمة أخوية القبر المقدس التي استلمت هذه الوديعة من خلال العناية الإلهية، والتي تشمل الحفاظ على الأماكن المقدسة ورعايتها وإقامة الشعائر الإلهية فيها.
إننا نحن الإكليروس والشعب الحامل لإسم المسيح، نقدم كل شكر وتقدير، من باب الواجب والإستحقاق كوننا نكن كل تبجيل وإكرام لهذا التذكار المقدس للقديسين العظيمين قسطنطين وهيلينة.
نتضرع إلى ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي صعد عنا بمجدٍ إلى السماء، وكذلك لوالدة الإله الدائمة البتولية مريم، وشفاعات القديسين قسطنطين وهيلينة، أن يتحقق الإيمان القويم في ربوعنا ليستقر فيه الوئام والإنسجام، ويعم السلام في العالم أجمع، وفي منطقتنا بوجه خاص الذي يعيش بالتجارب والضيقات، آملين أن نحظى بالبلسم الشافي من الطبيب السماوي، آمين.

وكل عام وأنتم بألف خير

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية