1

كلمة صاحب الغبطه بطريرك المدينه المقدسه أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة معايدة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم

جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.
معالي الحضور الكريم.
ان اردننا الغالي حقق لنا الاستقرار والامان ، والعيش بكرامه ووئام، ليشكل نموذجاً يحتذى به حول العالم.
لذا يشرفنا ان نقف امام جلالتكم ناقلين لكم تحيات وتهاني رعية وكهنة ام الكنائس ومنبت الديانه المسيحيه، بطريركية الروم الارثوذكس في مدينة القدس، بمناسبة عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح.

فبطريركية الروم الاورثوذكس المقدسيه، التى تعيش في اكناف رعياتكم الهاشميه الكريمه ، مع كنيسة القيامه والمسجد الاقصى المبارك، وسائر المقدسات الاسلاميه والمسيحيه ، تنظر اليكم نظرات التقدير وانتم تعملون بجد ونشاط في ظل ظروف بالغة الصعوبه، من اجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط، التي تعاني من حروب داخليه دمويه من جهة، واحتلال ظالم من جهه اخرى، هكذا سعى وباخلاص، والدكم المغفور له جلالة الملك الحسين المعظم طيب الله ثراه، ومن قبله اجدادكم الهاشميون احفاد الرسول الكريم.
المتمسكون بالعهده العمريه، شهادة الموده بيننا. يزيدنا فخراً ان نكون جزءاً لا يتجزء من هذا البلد الطيب، وان نشارك مع اخوتنا من اطياف نسيج المجتمع الاردني الواحد، في بناء غد مشرق تحت قيادة جلالتكم الحكيمه.
وكل عام واسرتنا الاردنيه بالف خير في ظل رعاية جلالتكم.
وكل عام وانتم بخير.
الداعي بالرب البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينه المقدسه اورشليم




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الشهيد فيلومينوس 2013/11/28

“لذلك نحن أيضا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا, لنطرح كل ثقل وخطيئة المحيطة بنا بسهولة, ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا, ناضرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع”
أيها الإخوة الأحباء, أيها المؤمنون, والزوار الحسني العبادة
لقد عاد التذكار السنوي لشهداء محبة المسيح, ليشرق في شخص القديس فيلومينوس, عضو أخوية القبر المقدس, فهو الشاهد الذي يحمل اسم (المحبوب من الرب).
هذه الذكرى ا؛مباركة والعطرة جمعتنا اليوم, في هذا المكان المقدس, لتقديم الإكرام والتمجيد والشكر الواجب, للمسيح الإله, الذي منح القديس فيلومينوس إكليل الخلود المتألق بالمجد والكرامة.
شهيد محبة المسيح القديس فيلومينوس الذي أشرق من أحشاء أخوية القبر المقدس, اقتدى بآلام المنزه عن الآلام- أي المسيح الإله- كذبيحة حمل , مقدما نفسه إلى جزاره, هذه الجزار, قد ظن خطا انه قدم لله عبادة حسنة حسب الأقوال الإلهية: “.. بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة الله” (يو 2:16).

إن شهداء المسيح يتمتعون بدالة مميزة في جموع قديسي الكنيسة, ودلك لان دمهم الثمين, سفك لأجل نور الحقيقة في المسيح, وبهذا أصبحوا شركاء في دم المسيح الفادي. “.. كنيسة المسيح التي اقتناها بدمه” (أعمال 28:20).
وعلى النقيض الآخر, يتقوقع فاقتدي الرجاء, الذي يحيون في أباطيل العالم وهم ينكرون ويقاومون أعمال الله الخلاصية, رافضين قبول المسيح فاديا ومخلصا لهم, فالقديس بولس يمدح الذين رفضوا مطربات العالم وتمسكوا بطريق الخلاص التي كان ثمنها دم المسيح الزكي, “إنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح… صرتم قريبين بدم المسيح… فلستم بعد غرباء ونزلاء, بل مواطنين مع القديسين, وأهل بيت الله” (افسس 19 – 12 :2).
بكلام أخر أيها الإخوة الأحباء, الشهداء الذي سفكت دمائهم لأجل محبة المسيح, تمتعوا بشركة المواطنة في السموات وفي أهل بيت الله.
إن تذكار القديسين الشهداء, يحثنا لنصير مواطنين وشركاء مثلهم, في بيت أهل الله (انتم كرمت الشهيد بحضورك؟ كرم الشهيد بتقويم عاداتك الخاطئة, لان إكرام الشهيد يتطلب الاقتداء به – أقوال القديس يوحنا الذهبي الفم) وهذا لان ضبط شهوات الجسد المهينة علينا, وحياة الغرور والخيلاء التي نعيشها في هذا العالم الزائف, ما هو إلا الثقل الذي يكبح الجهاد الموضوع أمامنا. (… وكوننا نزيد اهتمامات دنيوية إضافية, مصحوبة بالتواني والكسل, والاحتقار, وعدم الاهتمام, هكذا نضيف ثكلا على ثقل- المبشر ايكومينوس).
القديس الشهيد فيلومينوس الذي نحتفل بتذكار عيده, في هذا اليوم البهي, أصبح مشركا في سحابة الشهود, أي جمهور شهداء كنيسة المسيح, إن سمة الشهيد التي اقتناها من المسيح, لا تقتصر على هذا العالم فقط, لكن شهاداته مستمرة في السموات, لأجل الحقيقة والإيمان ألخلاصي بالمسيح, فهو ما زال يكتنفنا ويتعاضد معنا, , لكن حاسة المحدودة عندنا تعجز عن مشاهدته. (فهو بقربتنا, ولكن بشكل غير منظور).
إننا نستمتع بالبركة, والقوة المستمدة من قديسنا الشهيد فيلومينوس, كوننا كلنا أصدقاء الشهداء الذين نكرم تذكارهم, وذلك لان للشهداء دالة عظيمة, فهم يتمتعون بالقوة المستمدة من الله مخلصنا يسوع المسيح, فهم يحطمون المردة, كما يقول مرنم الكنيسة: “إن شهيدك يا رب بجهاده نال منك إكليل عدم البلى يا إلهنا. فانه أحرز قوتك, فحطم المردة, وسحق باس الشياطين الضعيف الواهي. فبتضرعاته أيها المسيح خلص نفوسنا.”
القديس يوحنا الذهبي الفم, يتحدث عن قوة الشهداء فيقول: “نحن نقيم تذكار الشهداء, وأنت بدورك تظهر عدم الرغبة, وعدم الاهتمام واللامبالاة؟! لكن الأجدر أن تأتي حالا وبسرعة, لتشاهد بأم عينيك كيف يتقهقر الشيطان مغلوبا ومنهزما, بينما الشهيد يستبين ظافرا, وغالبا ومنتصرا”, ويجتهد القديس ديونيسويس في هذا الموضوع, فيقول :”أجساد الشهداء – أي رفاتهم الموقرة – كفيلة بالحفاظ من هجمات الشياطين وغيرهم الممقوتة نحونا, فرفاتهم تضمن لنا أيضا الوقاية من أمراض عديدة, هذه الأمراض التي يقف عندها الطب عاجزا لتقديم العلاج النافع والشافي”.
إن الشهداء, حين عذاباتهم وفي أوقات اضطهادهم, لم ينكروا المسيح, فقد صبروا حتى الموت, وخاصة في الساعة الحرجة عند موتهم وانتقالهم إلى الاخدار العلوية, فيقوم الاستشهاد يدعى يوم الميلاد في الملكوت السماوي.
نحن نقيم اليوم, ميلاد القديس فيلومينوس في الملكوت السماوي, فقد انطلقت نفسه إلى الاخدار السماوية, من هذا المكان الطاهر, التي وطئت فيه أرجل البطريرك يعقوب أب الآباء, والتي قدس ترابها ربنا وإلهنا يسوع المسيح الذي جال باحثا عن الخروف الضال, عندما تقابل مع المرأة السامرية, ألمقدسه الشهيدة العظيمة, المعادلة للرسل, فوتيني, عند بئر يعقوب القديس فيلومينوس أصبح مشاركا في كنيسة إبكار مكتوبين في السموات” (عب 23:12), فله دالة عظيمة عند الله. “وهذه هي الدالة التي لنا عنده أي الله انه إن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا” هكذا يقول الرسول بولس العظيم.
هذه الدالة تألقت أيضا عند القديس فيلومينوس الذي قدم من جزيرة قبرص, حيث تمتع بفضائل الصبر, والإرادة القوية, والرأي الثابت في خدمته لكنيسة الأماكن المقدسة, أي الأورشليمية كعضو في جسد أخوية القبر المقدس الموقرة.
هذا الشاهد لمحبة المسيح “بصبره وثباته تغلب على القاضي الظالم (الشيطان) وربح اكليك الخلود. انه الآن مع الرسل والصالحين يمجد الله الكلي القدرة بالفرح ويبارك سيدنا يسوع المسيح سيد أجسادنا, وراعي كنيستنا الرومية الأرثوذكسية المنتشرة في أرجاء العالم.
نتضرع لربنا ولهنا ومخلصنا يسوع المسيح, بشفاعات قديسنا الأب والشهيد فيلومينوس الذي نعيد اليوم لتذكاره, ومع المرنم نقول: مع جميع الشهداء والظافرين يا فيلومينوس الشهيد, ومع الأنبياء والرسل, ومع الأبرار, ومع الآباء الصديقين, ومع ولادة الإله. تشفع للمسيح الإله أن يحل زلات نفوسنا ويغفر خطايانا , لنستمطر من لدنه تعالى الرحمة العظمى والسلام العلوي, للمقيمين بإيمان هذا التذكار الإلهي المنير.

كل عام وانتم بخير

الداعي بالرب
بطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمه صاحب الغبطة في قاعة كنيسة بئر يعقوب في السامرة

الاباء الاجلاء
الحصور الكريم
ان هذا المكان المقدس والفريد في العالم, يحثنا على الاقتداء بالقديسين الذين تركوا بصماتهم الالهية في هذا المكان الموقر.
وبمناسبة بدء صوم الميلاد, نتمنى لجميع ابناء الكنيسة حياه روحية مجاهدة, لتنقية القلوب والافكار من ادران الخطيئة, فكما صام النبي موسى 40 يوما لاخذ الوصايا, فحري بنا ان نصوم لنعاين معطى الوصايا, ولكن بالتعاضد مع طفل المغارة, عندها سيجد فينا مذوذا اخر نقيا ليستريح فيه, مغدقا علينا بنعمه الالهية الجزيلة ليملك قلوبنا وافكارنا وحياتنا كلها, عندها نستطيع القول:
لا احيا انا بل المسيح يحيى في, الذي بذل نفسه من اجل خلاصنا.
كل عام وانتم بخير

الداعي بالرب
بطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رؤساء الملائكة, في مدينة يافا 2013/11/21

“لقد جعلت الجوهر العاري عن الجسد باكورة مخلوقاتك يا صانع الملائكة, تحتف حول عرشك الطاهر هاتفة قدوس قدوس قدوس أنت يا الله الضابط الكل.”. “السلام عليكما يا جبرائيل خادم سر تجسد الله, ويا ميخائيل المتقدم على الصافات الغيرالهيوليه, الهاتفان بلا فتور قدوس قدوس قدوس أنت يا الله يا ضابط الكل.” هكذا يصرح مرنم الكنيسة.
أيها الإخوة الأحباء أيها المؤمنون, والزوار الحسني العبادة.
إن زعيمي الملائكة والمتقدمين عليهم, ورئيسي الصافات الباهيين ميخائيل وجبرائيل احتضنانا بطريقة سرية في هذا الهيكل الموقر الذي اسميهما المباركين, في بلدتكم يافا, التي ذكرها الكتاب المقدس, وذلك بمناسبة تذكارهما الشريف الذي يقع في هذا اليوم, حيث أتينا لنحتفل ليتورجيا بسر الشكر الإلهي, بمعاضدة رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل الغير الهيوليين, الذين يحتفان حول عرش الله الطاهر, المنشدين بغيرة كبيرة لا تفتر: قدوس قدوس قدوس أنت يا الله الضابط الكل.
إن القوات الغير الهيولية العقلية (أي الملائكة) هم: “… أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص” (عب 1:14), هكذا يقول بولس الرسول.

وخدمة الملائكة هذه, أكدتها كلمات ربنا يسوع المسيح القائل: “… يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب” (لوقا 10:15).
ومن ناحية أخرى فان مرنم الكنيسة يقول: “هلموا بنا نؤلف محفلا ونمتدح بالأناشيد أجواق صافات الملائكة ألعديمي الأجساد العقليين, بما أنهم خدام الله يتشفعون على الدوام في خلاصنا, ويسرون بتوبتنا”.
إن السر العظيم, الغير مدرك, حسب التدبير الإلهي لمخلصنا يسوع المسيح, أيها الإخوة الأحباء, يتمحور حول خلاص البشرية قاطبة, الذي لا يتم إلا من خلال التوبة الحقيقية. فكانت أولى كرازة السيد المسيح وبشكل واضح وصريح هي: “توبوا فقد اقترب ملكوت الله: (متى 4:17).اما التوبة حسب وصايا وتعليم السيد المسيح, فترتبط بشكل مباشر مع العدل الإلهي من جهة, والاستعداد للدينونة العامة من جهة أخرى الممتحورة حول تاريخ هذا العالم المخلوق.
والقديس اكليمس الروماني يقول بهذا الصدد: “إن البشرية لطالما هي موجودة على هذا الأرض, يتحتم عليها السلوك في منهج التوبة الحقيقية, ليتسنى لها التفكير عن جميع الأعمال الشريرة التي اقترفتها , لان هذه هي المشيئة الإلهية ليتحقق من خلال التوبة خلاصنا بالمسيح, فحياتنا هي مجرد فترة زمنية أعطيت لنا لهدف التوبة, ولكن بعد انفصال الروح عن الجسد, وخروجنا من هذا العالم, لا يكون لنا نحن البشر أي مجال للتوبة أو الاعتراف,… لذلك أوصي وانبة لكي لا يقول احد منكم: انه لا توجد قيامة للأجساد, وانه لا توجد ديونة عامة, ولا قيامة عامة… فالسيد المسيح ربنا وإلهنا, كان في البدء روح, ثم اخذ له في ملء الزمان, فمن هذا المنطق, (أي انه روح وجسد) – دعانا نحن بعد تجسده – وعلى هذا الأساس سوف ننال أجرنا. (رسالة القديس اكليمس الروماني الثانية إلى أهل كورينثوس).
الملائكة أرواح خادمة, أبدها الباري, لتشارك وتعمل في تنفيذ مخطط الله لخلاص الإنسان, كما يظهر ذلك من خلال فم المسيح القائل: “فان ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته, وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.
مما ذكر أعلاه يظهر جليا, أن الرئاسات, رؤساء الملائكة حسب أقوال القديس ديونيسيوس الاريوباجيتي, يخدمون كوسيلة تنفيذية لإرادة الله وقراراته وينفذونها بحذافيرها بمليء الطاعة والخضوع.
إن الرتب الملائكية التسعة, تقسم إلى ثلاث وثلاثيات, فالرئاسات, ورؤساء الملائكة, والملائكة, هم (الثلاثي الثالث) يتميزون بأنهم الضابط الأوائل: مثل رئيس الملائكة جبرائيل, حيث استدت اليهم مهمة التصدي لمحاولات الشيطان عدو خلاصنا, ومحاربتنا, هذا المتكبر الذي يعمل بدون هوادة لصد طريق خلاصنا, ومحاربتنا المستديمة لإسقاطنا في طريق الشر, فهي يحاول ان يسمم تفكيرنا بتفريغ سم كبريائه فينا, تماما كما حدث عند سقوطه: “… وأنت قلت في قلبك: اصعد إلى السموات ارفع كرسي فوق كواكب الله… أصير مثل العلي, لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب”.
وعن سقوط الشيطان المريع يشهد ربنا يسوع المسيح إذ يقول في الإنجيل الشريف: “… رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء” (لوقا 18:10).
رئيس الملائكة جبرائيل, مازال على عهد الوفاء والعهد مع الله, فهو يقر بالجميع الممنوح له كعطية الهية, التي اغدقتها عليه النعمة السماوية من الله الضابط الكل شاكرا إياه لمنحه الرتبة العقلية غير الهيولية العظيمة في جبروتها كرئيس للملائكة, فامتنانه هذا يتألق في معونة الجنس البشري, ليصل إلى ميناء الخلاص.
لهذا السبب يقول مرنم الكنيسة:” يا رئيسي قواد رئيسي الله وخادمي المجد الالهي ومرشدي البشر, وزعيمي ألعديمي الأجساد, اطلبا لنا عظيم الرحمة وما يوافقنا, بما أنكما رئيسا قواد جنود ألعديمي الأجساد”.
أيها الأحباء المسيح, هو رأس جسد الكنيسة, الضابط الكل كما يقول الرسول بولس: “.. إن الابن يسوع المسيح الذي هو صورة الله غير المنظور, بكر كل خليقة . فانه فيه خلق الكل. ما في السموات وما على الأرض, ما يرى وما لا يرى, سواء كل عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله كل خلق, الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل وهو رأس الجسد الكنيسة”.
حري بنا أيها الإخوة الأحباء معاينة القوات السماوية العقلية الملائكية, مشاركتهم في أعمال الله الخلاصية المعدة لنا نحن البشر, وأيضا لنعاين كنيستنا المقدسة كيف تكرم وتعظم بشكل مميز وفريد, القوات العقلية, أي الرتب الملائكية, كما يظهر ذلك بشكل واضح, مرنم الكنيسة, إذ يقول: “إياك نعظم بلا فتور أيها المسيح, يا من ضم الأرضيات إلى السماويات, وألف كنيسة واحدة من الملائكة والبشر”.
إذا نتضرع بتوبه حارة , للقديسين غير الهيوليين, الذين يخدمون الكنيسة, وخاصة لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل, الواقفين أمام عرش الله أن يتشفعنا, من اجل خلاص نفوسنا. “إنا نبتهل إليكما نحن الغير المستحقين يا زعيمي الجنود السماوية, طالبين أنكما بتضرعاتكما تشملانا بستر أجنحه مجدكما الغير الهيولي, وتحفظانا مصونين. فإننا لا ننفك جاثين لكما وهاتفين: نجيانا من الخطوب بما إنكما رئيسا صافات القوات العلوية”
كل عام وانتم بخير

الداعي بالرب
بطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالت بمناسبة تذكار القديس جوارجيوس في اللد في الكنيسة 2013/11/16

“لنمتدحن حارث المسيح البطل بين الشهداء. جاورجيوس كاروز الحق الحكيم. وغرسة كرم المسيح الحية على الدوام التي اينع ثمرها. فدر سلاف حسن العبادة الذُ يسر الذين يقيمون تذكاره كل سنة عن ايمان.” هكذا يصرح مرنم كنيستنا المقدسة.
ايها الاخوة الاحباء. ايها المؤمنون, الزوار حسني العبادة.
ان كنيستنا المقدسة, وخاصة الكنيسة الاورشليمية, يعيد اليوم, ذكرى تدشين هذا الهيكل الشامخ والتاريخي, للقديس جوارجيوس المظفر العظيم في شهداء المسيح, حيث بني هذا الصرح زمن الامبراطور الرومي المعادل الرسل قسطنطين الكبير.
وقد حظي القبر الفارغ المتواجد في هذا الهيكل, ليكون موضع راحة لرفات القديس جوارجيوس الذي نقل اليه باكرام واجلال وتوقير. حيث نقوم اليوم بتذكار تكريس هيكل القديس الشهيد العظيم جوارجيوس في مدينة اللد, اي نقل لأسده ووضعه فيه.

ان هذا القبر, هو ينبوع عجائب باهرة, تعطى لاولئك القىدمين الى القبر بايمان صادق وقويم, اذ يحصلون على هذه النعم الالهية التي تسكبها العناية الالهية, فالله بمعرفته غير المحدودة يمجد كل الذُن يمجدونه.
القديس جوارجيوس, اصبح شهيدا عظيما, وكاروز الحق لانجيل المسيح لانه “يخجل بشهادة ربنا يسوع المسيح… الذي ابطل الموت, وانار الحياة والخلود بواسطة الانجيل” (ء تيمو ا : 8 و 10).
ان القديس جوارجيوس, القائد المقتدر في الجيش الروماني, حصل على الاستنارة الروحية بالايمان المسيحي المستقيم الراي, حيث قاوم عبادة الشياطين المتمثلة بعبادة الاصنام, وتبنى عبادة الحقيقية بالمسيح, مدافعا عنها حتى اكليل الشهادة بارقة دمه الكريم في سبيل هذا الايمان الوطيد. وهكذا فقد شابه القديس جوارجيوس بايمانه القديس بولس الرسول القائل : “بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي, الذي من اجله خسرت كل شي وانا احسبها نفاية لكي اربح المسيح” (فيلبي 8:3).
ان القذيس جوارجيوس اصبح كاروز الحق الحكيم وعرسة كرم المسيح الحية, اي كنيسته.
نقول كنيسته (كنيسة المسيح), لان المسيح هو الحقيقة المتجسدة, فهو كلمة الله العامل بواسطة الكنيسة بروحه القدوس, داخل تاريخ الكنيسة والبشرية قاطبة. فتاريخ البشرية يتميز من خلال هذا العالم المخلوق, المحدود والمتلاشي, وايضا يتميز بالتاريخ المقدس. فالتاريخ المقدس هو تاريخ الكنيسة بعهديها القديم والجديد, الذي يشمل جميع الشهداء والقديسين والنساك والحسني العبادة المسيحيين.
فالتقليد الرسولي والتعليم العقائدي للكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية, كنيستنا, ام الكنائس, تدعونا لان نلبس سلاح الله الكامل, ضد جرثومة التشويش, والحيرة, والفوضى في هذا العالم الغاش, من اجل الحفاظ على سلامة نفوسنا في زماننا الحاضر كما يكرز الرسول بولس الالهي: “يا اخوتي… البسوا سلاح الله الكامل, لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس. فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم, بل مع الرؤساء, مء السلاطين, مع ولادة العالم على ظلمة هذا الدهر, مع اجناد الشر الروحية في السماويات (افسس 6: 10 – 12).
هذا السلاح (سلاح الله الكامل) لبسه جميع قديسي الكنيسة, وجميع الذين نالوا اكليل الشهادة من اجل محبتهم للمسيح الاله. الذُن حملوا نير المسيح بصبر كبير, كما يقول الرسول الالهي : “وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون اما الاشرار والمغوون من الناس فيزدادون شرا مضلين ومضلين” (2 تيمو 3 : 12 + 13).
احتفالنا بتذكار الشهيد جاورجيوس ولجهاداته بشكل عام, ايها الاخوة الاحباء بالمسيح, لا يقتصر قط على الماضي الزمني والتاريخي لهذا الجهاد.لكن تذكار حدث استشهاده يرتبط في كل الازمنة: الماضي والحاضر, والمستقبل.
نقول هذا لان هؤلاء الناس المهجرين, الذُن اجبروا على الخروج قسرا من اراضيهم وبيوتهم, ومن ارض ابائهم واجدادهم, يعتبرون اقربائنا بالبشرية, مازالوا يضطهدون بشكل كبير, فكثير من الشهداء والقتلى, الابرياء والضعفاء, الاطفال والشيوخ والشبان, لقوا حتفهم من جراء هذه الانتهاكات البشرية الظالمة؛ وخاصة اخوتنا الذين يمتلكون نفس العقيدة والتفكير, القاطنين عن قرب وعن بعد من منطقتنا, كما يقول الرسول بولس: “كغرباء ونزلاء… ” (1 بط 2 : 11). هذا للاسف هو واقع حياتنا الذي لا يستطيع احد ان يذكره, هذا الواقع يدعم صحة كلام الانجيل المقدس, كما يذكره الانجيلي يوحنا: “بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله” (يو 2 :16). وبطريقة جلية نقول: تاتي ساعة يحسب فيها ان كل من يقتل احد هؤلاء المؤمنين, يظن في نفسه – وبشكل خاطىء طبعا – انه يقدم قربان تضحية لله حسب ظنه الباطل – معتبرا جريمة القتل النكراء هذه, تقدمة عبادة لله. ويقول القديس كيرللس الاسكندري: “يفكرون ان الموت المصوب نحوكم, يعتبر فريضه للعبادة المحبوبة من الله, او التي يستحسنها الله, حسب ظنهم الخاطيء”, لكن ايها الخطاة: الله قد قال في وصاياه السماوية لا تقتل!!!
ان الشيطان الماكر والخبيث, يستعمل لباس التقوى, غطاء لاساليبه المدمرة والقاتلة, كانه يقوم بخدمة الله, وهذا ما نراه اليوم بشكل واضح, فكثير من المرات فان المخربين المتشددين ضد الحقيقة بالمسيح, جلسوا في هيكل الله, كما يقول الرسول بولس الحكيم: “المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى الها او معبودا, حتى انه يجلس في هيكل الله كاله” (2 تسالونيكي 2:4). لهذا السبب ايضا لا يفوت مرنم الكنيسة ان يسبح بطريقة تمجيدية القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس قائلا:
“لقد هزمت وبددت بعصا اقوالك الشريفة جماهير الشياطين. واعتقت من اذاهم قطعان المؤمنين. يرنمون قائلين: باركوا الرب يا جميع اعماله وارفعوه الى كل الدهور”. وكذلك يرنم قائلا:
“لقد اطفات بسواقي دمائك لهيب الضلالة ايها المجاهد الظافر جاورجيوس المغبوط. وحطمت باس الحكام المردة ووقاحتهم الى النهاية. ومجدت المسيح. فنلت اكليل الحياة والخلود من يمين العلي”.
هذا هو ايضا ايها الاخوة الاحباء, هدف كنيستنا المقدسة, ان تؤهل ابنائها ليكونوا مستحقين لنوال اكليل الحياة والخلود (من يمين العلي), وهدفها ايضا: التنظيم في سلك القديسين, الارشاد الى ميناء الخلاص, والتمتع بالنور الذي لا يغيب.
لكي نحظى بهذه الرتب السماوية, تقودنا الكنيسة في روضة الفضائل الروحية السامية, فتقدم لنا فرائض الصوم والصلاة المستمرة, ونقاوة النفوس وطهارة عكولنا نحن المؤمنين اعضاء الكنيسة جسد المسيح, لهذا فالقديس بولس الالهي يامرنا قائلا:
“اسهروا. اثبتوا في الايمان, كونوا رجالا, تقووا.” (1 كورنثوس 16 : 13). “واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر, مصلين… اسلكوا بحكمة من جهة الذين من خارج. مفتدين الوقت.” (كولوسي 4 : 2 – 5).
نتضرع الى القديس جوارجيوس الذي نحتفل بتذكاره الموقر, ومع المرنم نقول: “لقد تسلمت بعلامة الصليب ايها المجاهد جاورجيوس المتاله اللب. فحططت بها بشجاعة كل قوة الحكم المتمردين. مناضلا عن الايمان. وفضحت كل كفر عبادة الاوثان. وثبت المؤمنين في الايمان. فنلت بجهادك اكليك الظفر من يد ربك عن استحقاق, فتشفع الى المسيح الاله, طالبا ان يهب غفران الزلات للذين يعيدون بلهفة لتذكارك المقدس.
كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
بطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون