1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار القديس يعقوب أخي الرب 05.11.2013 في الكنيسة

” هلموا نعظم كلنا بالأناشيد الشريفة يعقوب صاحب الكرسي الاول ،وكوكب الكنيسة ، فإنه كان رئيس كهنةٍ وكاروزاً الهياً ، وقد لقب بالصديق تلميحاً بصفته” .

أيها الاخوة الاحباء ، ايها المؤمنون ، والزوار الحسني العبادة .

صاحب الكرسي الأول للكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية ، يعقوب الصديق والشهيد في رؤساء الكهنة ، الذي نعيد لتذكاره المقدس اليوم في هيكل الكنيسة التي تحمل اسمه الكريم ، في هذه المدينة المقدسة حيث مقر أجداده ، ودفيئة كنيسة الأم الأورشليمية . هذا القديس الذي نصب أول رئيس كهنةٍ لمدينة أورشليم ، من قبل كلمة الله الابن الوحيد ربنا يسوع المسيح.

ان كلمة الله الاب وابنه الوحيد ، لما وافي الينا في آخر الأيام ، جعلك يا يعقوب الملهم بالله راعٍ ومعلم لأورشليم. مدعواً بأخي الرب فقد ( ترك لنا شهادة حقيقية بالمسيح ،من خلال دمه الكريم الذي سفكه من أجل هذا الإعلان).

ويحدثنا بذلك مؤرخي الكنيسة ، أفسابيوس من قيصرية فلسطين، وإيجوسييوس القائلين :” إن القديس يعقوب، وقبيل حصار الغيورين أبناء جنسه وموطنه في أورشليم ، دعوه ليعطي شهادة من أجل يسوع المسيح من على جناح هيكل ، فاعترف جهاراً بأن يسوع المسيح ابن الانسان، (متى 8: 20) ، (عب 1 :3) ، الامر الذي حذا بهم لإسقاطه نحو الأسفل، وضربه بخشبة حتى فارق الحياة”.

ان كنيسة المسيح تفرح وتبتهج ، وخاصة الكنيسة الأورشليمية ، لأن الرسول يعقوب هو أول من تبوئ سدة الأسقفية في المدينة المقدسة أورشليم ، فالرب يسوع المسيح ، هو الذي اختاره ورسمه لهذا المنصب الروحي الكبير . وهو أول من كتب وشرح بإلهام ومعاضدة يسوع المسيح ومؤازرته، نص وفحوى الليتورجيا الإلهية .

بكلام أخر أيها الأخوة الأحباء أصبح القديس يعقوب :الشاهد الذي أبصر بذاته ، وسمع بنفسه ، السر الإلهي وتعاليم المسيح الخلاصية ، في سر التدبير الإلهي، كما يتجلى لنا ذلك من خلال رسالته الجامعة ، حيث يسمي نفسه : ” يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح” (يع 1:1) . وفعلاً فإن القديس يعقوب قد ارتقى بفضائله ليكون معترف بأنه عبد للمسيح ذلك لأنه أصبح مقتدياً بأقوال وأعمال المسيح ، كما يؤكد ذلك في كرازته من أجل فهم مضمون الايمان فيقول : ” ما المنفعة يا اخوتي أن قال أحد أن له ايماناً ولكن ليس له أعمال. هل يقدر الايمان أن يخلصه ؟ ان كان أخ واخت عريانين ومعتانين للقوت اليومي، فقال لهم أحدكم : ” أمضيا بسلام ، استدفئا واشبعا “. ولكن لم تعطوها حاجات الجسد ، فما المنفعة ؟ هكذا الايمان ايضاً ، ان لم يكن له أعمال ، ميت في ذاته … لأنه كما ان الجسد بدون روح ميت ، هكذا الايمان ايضاً بدون أعمال ميت” ( يع 2: 14 و 26) .
كنيستنا المقدسة أيها الاخوة الاحباء بالمسيح، هي جسد المسيح السري ، ومؤسسها المسيح نفسه وهو ضابطها أيضاً ، وقد اوكل للتلاميذ الاطهار رساله الكرازة بالانجيل الخلاصي المفعم بمحبيته الالهية غير الموصوفة .
فالكنيسة تدعونا اليوم ، ومن خلال أسقفها يعقوب أخي الرب ،لكي نقدم الى معرفة ايماننا المسيحي وسبر غورة ، يعني الحقيقة بالمسيح كما يقول القديس بولس الرسول الالهي: ” لان حسن ومقبول لدى مخلصنا الله.
الذي يريد ان جميع الناس يخلصون . والى معرفة الحق يقبلون ” ( 1 تيمو 2: 3-4) . من ناحية أخرى ، فهو بالتدقيق الهدف الكرازي للرسل الأطهار كما يقول مرنم الكنيسة : ” لقد اركبت خيلك وهم رسلك البحر يا مخلص . فأناروا الامم وقادوهم الى معرفتك يا رب”.
نقول هذا لان كثير منا نحن المؤمنين ، لم نبقى ثابتين على صخرة ايماننا بالمسيح يسوع وتعاليمه الخلاصية ، ان الدهشة قد امتلكتنا لعدم استجابة صلواتنا وتضرعاتنا التي نرفعها الى الله جل جلاله؟ ! وها ما ينوه به قديسنا يعقوب فيقول : ” ولكن ليطلب ( المؤمن ) بإيمانٍ غير مرتاب البتة ، لان المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه ، فلا يظن ذلك الانسان أنه ينال شيئاً من عند الرب” ( يع 1: 6-7).
لهذا السبب قديسنا يعقوب يتوجه الينا طالباً أن نقترب من الله من خلال التوبة الحقيقية ونقاوة الطهارة قائلاً : ” اقتربوا الى الله فيقترب اليكم ، نقوا ايديكم ايها الخطاة ، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين ” (يع 4: 8) . وبشكل اكثر وضوحاً : اقتربوا من الله ، فالله يقترب اليكم . نظفوا انفسكم من جميع الذنوب والخطايا الداخلية
والخارجية ايها الخطاة ، وطهروا داخلكم انتم يا ذوي الرأيين الذي تعرجون بين الفرقتين ، فطورا تسيرون مع الله ، وطوراً مع اباطيل العالم .
ان الكلام الذي يتفوه به القديس يعقوب هو كلام يوحيه له ويلهمه به الروح القدس روح الحق الذي من الاب ينبثق ، هذا الكلام نافع لزمان القديس كما لزماننا نحن ايضا ً. ولكل زمن لان الروح القدس يعلو على كل الاوقات والازمنة .
لكن وقتنا المعاصر هو وقت التحديات الذي يهدد بشكل كبير الانسان المؤمن بالله ، وخاصة انسان كنيسة المسيح ، لكنه مع المسيح فسوف يغلب العالم ” ثقوا اني قد غلبت العالم” من خلا ل هذه الكنيسة التي ابواب الجحيم لم ولن تقوى عليها . ( متى 16: 18).
ان كلمة ربنا يسوع المسيح لها قوة فائقة وغير محدودة ، خاصة لأم الكنائس أي الكنيسة الرومية الاورشليمية ، التي اصبحت وسط القوات المخربة ، المنظورة وغير المنظورة لهذا القرن ، الواقع تحت سلطة الشيطان في هذا العالم الحاضر الشرير (غلاطية 1: 4) ، لكن الكنيسة في المقابل، تضع الصليب المقدس أمام هذه القوات المظلمة والظالمة ، صليب ضحية المحبة والمصالحة للمسيح يسوع المقام من بين الاموات بقوة لاهوتية “.
هذا الامر يتحقق فقط من خلال رفع الصلوات والابتهالات ، بشفاعة الفائقة القداسة والدة الاله الدائمة البتولية مريم ، وشفاعة القديس المجيد في الرسل الاطهار القديس يعقوب اخي الرب أول رئيس اساقفة أورشليم فنتضرع اليه مع المرنم قائلين :
” هلموا يا حسني العبادة نمتدح كلنا اخا الرب بالاناشيد فرحين ونغبطه عن صدق ايمان فانه قام اول متبوئ في المسيح لسدة صهيون الاسقفية الالهية ، فابهجها ببهاء كل الاعمال الفاضلة والاقوال الالهية والمواهب وصنع العجائب ، فلنهتفن نحوه قائلين يا كاروز المسيح يعقوب تشفع الى المسيح الاله ، طالباً ان يهب غفران الزلات للمعيدين بلهفةٍ لتذكارك المقدس”

كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس يعقوب اخو الرب اول اسقف على اورشليم في القاعة

“لقد وضعت الحياة لكنيسة الله مشترعا بالكتابة والكلام بقوة الروح المحي”
هكذا يقول قانون الرسول
سعادة القنصل اليوناني العام السيد يورغوس زاخيوداكس
نيافة المطارنة الاجلاء الاباء الموقرون
الزوار الحسني العبادة
ايها الحضور الكريم

في هذا اليوم الاغر تكرم احتفالُا كنيسة صهيون الرومية الارثوذكسية تذكار يعقوب اخي الرب اول اسقف على كرسي الاورشليمي المقدس. ان شخصية القديس يعقوب اخي الرب تتعلق وترتبط ارتباطا راسخا برسالة الاسقفية التي اتخذها وتسلمها من سيدنا وربنا يسوع المسيح له المجد الايمان الصحيح, كنيسة جسد المسيح المرتبطة بالمكان والزمان.
استنادا الى رسالة العبرانيين التي تقول “ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالغزي فجلس في يمين عرش الله.
ان كنيسة المسيح له المجد في المكان والزمان ظاهرة وموجودة وعرفت الرئاسات والسلاطين واستنادا الى قول بولس الرسول الى افسوس الاصحاح الثاني “لكي يعرف الان عند الرؤساء والسلاطين في السماوات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة”
ان هذه الحكمة الالهية الكاملة والمعانة من الروح القدس بانتا لم نعد غرباء ولا نزلاء حسب قول بولس الرسول الى افسوس الاصحاح الثاني “فلستم اذا بعد غرباء ونزلاء بل رعية من القديسين واهل بيت الله مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية” وعلينا المحافظة والحفاظ على الكنيسة التي تمثل جسد المسيح ورسالتها المقدسة. ونحن كخلفاء لهذا العرش المقدس الذي تسلمناه وحملنا هذه الذخيرة ثمينة اقمنا اليوم هذا القداس الاحتفالي على هيكل القديس يعقوب اخي الرب وابتهلنا من اجل المحبة للجميع والسلام وخاصة لمنطقة الشرق الاوسط ومن اجل تقدم ازدهار اخوية القبر المقدس من اجل جميع المؤمنين الارثوذكسيين في العالم اجمع.
لنرتل معا ترتيلة الكنيسة: “لقد صرت اخا وخليفة للمسيح رئيس الرعاة وشهيرا بين الرسل يا يعقوب المجيد ثم احببت الموت من اجله ولم تستنكف عن الاستشهاد في سبيله فلا تنقطع عن التضرع اليه طالبا الخلاص لنفوسنا” امين.

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاستقلال القومي 2013/10/28

سيادة قنصل اليونان العام السيد يوغوس الجزيل الاحترام
الاخوة والاباء القديسين الاحباء.
ايها المؤمنون, والزوار الحسني العبادة, الحضور الكريم.

ان الكنيسة الاورشليمية المقدسة, مع الرعية الحاملة لاسم المسيح, واخوية القبر المقدس اخويتنا المجاهدة الجهاد الحسن؛ الذين يشاركون في بهجة هذا العيد الاحتفالي الرومي والاممي اليوناني, في هذه الذكرى السنوية التاريخية (اوخي 1940/10/28). ومن الواجب المقرون بالتقدير الكبير, نزلنا الى كنيسة القيامة الكلية القداسة لالهنا وربنا يسوع المسيح المقام, حيث ارسلنا ابتهالات وتضرعات وطلبات, تمجيدية ذوكصولوجية للاله المثلث الاقانيم الكلي القداسة, ذلك بمناسبة التحرير من عبودية الاحتلال والاستعمار والوحشية الغير الانسانية, بمشاركة النازية الهترلية, والفاشيه الغاضبة المتواطئة, التي كابدتها امتنا العريقة من جراء هذا الاستعمار البغيض.
بالاضافة الى ذلك ايضا, فان كنيستنا المقدسة, اقامت تذكارا وتضرع من اجل نفوس الراقدين والمطوبين والشهداء البواسل اخوتنا الذين سقطوا بعزة وكرامة من اجل الدفاع عن تراب الارض, واستقلال قوميتنا العريقة وكامل الارض المسبية, والحفاظ على قيم المقدسات الالهية, المقرونة بالاحترام والحرية لشخص الانسان الذي صنع على حسب صورة الله ومثاله.

ان التذكار الاحتفالي اليومي, الذي حصل سنت 1940, يشمل معنى خاصا لوقتنا الحاضر العصري بمفاهيمه, والمتقدم في مجالاته المختلفة وخاصة التكنولوجية منها, نقول هذا لان التشكيل الجديد (نيو فورم) للفاشية والنازية, والتي تخطط بدهاء كبير, لتحدد شكل ومصير الانسانية, وخاصة الامم التي تعتنق وتتماشى وفق مباديء انجيل محبة المسيح, من خلال الروح العلاجية الخلاصية للكنيسة المقدسة, اي كنيستنا الشرقية الارثوذكسية.
ان هناك دلائل واشارات وبينات ثابتة وملموسة, تشير الى السيطرة النازية والفاشية فهذه المؤسسات الغاضبة وتحت اسم التقدم والديموقراطية, تقوم بمحاولات عديدة ومدروسة لتخضع تحت ارادتها الشعوب الضعيفة الواهنة اقتصاديا, وخاصة دول الشرق الاوسط, وهم جيراننا الذين يعانون الامرين مثلنا, مثل مصر وسوريا حيث تجمعنا معهم الانسانية الحقيقية.
ومن المؤسف ان مكان العبادة المخصص للاله المحب البشر وحدهم هذا الاله التي محبته لا يستقصى اثرها, قد تحول لى محبة الميموناه (اي المال), واصبح الاله الذي يعبد هو اله ظلمه هذا الدهر, الممزوج بالخطيئة والجور والظلم والبهتان.
هذه الذكرى ذكرى (اوخي 1940/10/28) التي تكرمها كنيستنا اليوم, هي تذكار الحسد والباطل والكراهية, وحساب الرسول بولس هو: الشيطان رئيس هذا العالم, لكن هذا التذكار من ناحية ثانية القوة الفائقة, الضابطة الكل, الخاصة بالمسيح الاله المتجسد بمحبته القصوى, والله العظيم, الله الاب الهنا وروحه القدوس.
فها اشعيا ذو الصوت الجهور يقول: “هوذا السيد رب الجنود يقضب الاغصان برعب, والمرتفعو القامة يقطنون, والمتشامخون ينخفضون ويقطع غاب الوعر بالحديد” (اشعيا 33:10).
اوخيرا سنرفع كاسنا, ونصرخ ونقول: يعيش 10/28, يعيش اليونان وتعيش اخوية القبر القدس, وتعيش الرومية الاصيلة.
كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لجمعة بيت لحم الخيرية 2013/10/14

السيدة فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم الكلية الوقار
نيافة رئيس اساقفة نهر الاردن ثيوفيلاكتوس الجزيل الوقار
الكهنة الاجلاء
رئيس واعضاء جمعية بيت لحم الخيرية الافاضل
الحضور الكريم

بهذه المناسبة السعيدة, نقدم لكم باقة عطرة, ملاى بالشذا الذي يعبق فرحا لانتخاب الجمعية الخيرية الجديدة, برئيسها السيد عزمي اسحق المحترم واعضائها الاجلاء, مع حفظ الالقاب, في مدينتكم الفريدة بيت لحم, حيث ولد كلمة الله ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
تلقينا دعوتكم المباركة, فغمرتنا البهجة, وامتلكتنا الغبطة, لرؤية ابنائها المؤمين يخطون طريقهم بالعمل والجد, في هذه الارض الغالية في بيت لحم العزيزة على قلوبنا, التي هي منارة الشعب الفلسطيني قاطبة, من اجل بنيان صرح الكنيسة المقدسة.

نحن نفتخر جدا بالنشاطات والفعليات التي تقومون بها بالاشتراك المثمر مع اسقف بيت لحم المطران ثيوفيلاكتوس الجزيل الاحترام.
“هوذا الان ما احسن وما اجمل ان تسكن الاخوة معا” (مزمور 1:132) حيث الشركة الروحية بين ابناء الكنيسة واسقفها.
ان التعاضد والتعاون ما بين بطريرك الكنيسة المختوم بالروح القدس وبين الرعية الغالية, هو الضمان الوحيد, الكفيل لانجاح وارتقاء الكنيسة بالسير قدما نحو الهدف المنشود, ليتحقق فينا قول الرب يسوع المسيح: “انتم نور العالم, … فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة, ويمجدوا اباكم الذي في السموات” (متى 5 : 14-16).
نتمنى لهذه الجمعية الخيرية المزيد من النشاط, والسمو والازدهار, لتكون نبراسا يحتذى به لدى الجميع, املين من الرب يسوع المسيح ان يسدد خطاكم ويازركم في عملكم الروحي هذا, تتميما لما قاله: “اذا اجتمع اثنين او ثلاثة باسمي, فانا اكون في وسطهم”.
نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الاب وشركة الروح القدس تكون معكم جميعا, امين.

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالت
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة رفع الصليب الكريم المحيي في دير الصليب في الناصرة 29/9/2013 .

” اليوم يرفع الصليب فيتقدس العالم . لأنك ببسط يديك عليه أيها المسيح المجالس الاب والروح القدس اجتذبت العالم كله الى معرفتك ، فأهل المتوكلين عليك للمجد الالهي ” .

أيها الاخوة الاحباء ،

أيها المؤمنون ، والزوار الحسنى العبادة .

” كلمة الصليب” ( ١ كور ١: ١١) تعني القوة الإلهية الخلاصية التي، أتمها ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح طوعاً عندما قدم نفسه ذبيحة كفارية من اجل خلاصنا ، هذه القوة الإلهية ضمتنا كلنا وجمعتنا في هذا الدير الشامخ الحامل لاسم الصليب الكريم المحيي ، والمعروف بقصر المطران ، لنؤدي شهادة روحية من خلال إقامة شعائر العبادة الافخارستية – الشكرية – شهادة عمق وأصالة إيماننا ب” الصليب ” هذا الصليب الذي نقيم ونكرز ونعترف برفعه الكريم في العالم كله.

هذا التعبير لشهادة الإيمان منوط بأمرين :

الاول هو الصليب المسيح الكريم المحيي، والذي عليه كما يقول المرنم : بسط المسيح يديه الطاهرتين ، مجتذباً العالم كله الى معرفته ، وبشكل اكثر دقة ، جذب الرسول بولس ، في هذه المعرفة ، معرفة كلمة الله المسيح ، كما يذكر ذلك في رسالته الى أهل غلاطية : ” وأما من جهتي ، فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح ، الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم”(غلاطية ٦: ١٤)، وبشكل اكثر وضوحاً يقول الرسول بولس : ليس لي في هذا العالم اي شيء يمكن له ان يشدني للافتخار والتباهي .

فعندما تيقنت ، أن المسيح أخذ صورة عبد صائراً في شبه الناس ، وصلب لعظيم محبته من أجل خلاصي أنا بولس ، عندها استقر افتخاري بموت المسيح على عود الصليب ، فمن خلال الايمان بفاعلية ونتائج هذا التدبير الالهي، الذي انتزع مني وللأبد الشغف بهذا العالم والارتباط به ، بالنسبة لي اصبح العالم ميتاً وفاقداً لقدرته وقوته ، وهكذا أنا أيضاً قد مت للعالم .

الامر الثاني يتعلق بموت يسوع المسيح على الصليب ، الذي حقق المصالحة لكل العالم المنظور وغير المنظور . كما يكرز الحكيم بولس : ” وان يصالح به الكل لنفسه ، عاملاً الصلح بدم صليبه ، بواسطته سواء كان ، على الارض ، أم ما في السموات ” ( كولوسي1 : 20) .

لقد سر الله الاب بهذه المصالحة ، التي أتمها ابنه الوحيد يسوع المسيح، عندما سفح دمه الطاهر على عود الصليب ، صانعاً السلام من خلال ذبيحته الكفارية ، فقد صالح الله الاب البشرية الساقطة على الارض ، وتصالحت الملائكة في السموات معنا نخن أبناء البشر ، كل هذا تم بسر الفداء على عود الصليب.
اصبح واضحاً انه من خلال الدم المسفوك على عود الصليب ، اي موت المسيح الخلاصي ، تحقق السلام والمصالحة بين الله والبشرية ، لكن هذا الحدث أيها الأخوة الأحباء ، يقصر عقل الانسان لان يدرك كنهه ويصبر غوته ، لان الحقيقة الدامغة والأكيدة هو ان الانسان مخلوق سقطت طبيعته من جراء الخطيئة التي اقترفها ، فأصبح خاضعا لسلطان الموت والفساد.
ان ظاهرة الموت هي ظاهرة غير أصلية في حياة الجنس البشري ، لان الموت هو دخيل كما يذكر ذلك سفر الحكمة : ” الله لم يصنع الموت، ولا يسر بهلاك الأحياء ” ( حكمة ١: ١٣) . الموت ( دخل الى العالم) كما يقول الكتاب المقدس ” لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم ” ( حكمة ٢: ٢٤). وحما يقول المرنم ” ان الموت الذي أصاب جنس البشر بواسطة الأكل من العود، قد اضمحل اليوم بالصليب…” ( كاطافسيات الصليب) ، من هنا يظهر ان سبب واصل الموت هو الخطيئة وذلك كن جراء عصيان آدم وحواء ، هذا ما يكرز به القديس يوحنا الدمشقي : ” فان الجميع كيانهم من الله . وقد دخل الفساد بسبب شرنا ، ذلك لمجازاتنا ومنفعتنا، ” اذ ليس الموت من صنع الله ولا هلاك الأحياء يسره” ( حكمة ١: ١٣). إنما كان الموت بالإنسان – اي بزلة آدم – وكذلك سائر العقوبات”.
ان الموت قد دخل حياة الانسان نتيجة عصيانه لوصايا الله ( تم ٢: ١٧)، وهذا ما يؤكده القديس يوحنا الدمشقي :” .. لولا الصليب لما بطل الموت أبداً ولا انحلت خطيئة أبينا الاول ولا سلبت الجحيم ولا منحت القيامة ، لولا كان بصليب ربنا يسوع المسيح”.
لهذا السبب يقول الرسول بولس : ” ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً : لليهود عثرة ولليونانيين جهالة” ( ١ كورنتوس ١: ٢٣).
صليب المسيح الكريم المحيي أيها الأخوة الأحباء : يحوي سر التدبير الالهي هذا السر المكتوم ، وغير المدرك منذ الأزل ، المحفوظ فقط لدى الله المثلث الأقانيم . هذا السر أعلن لنا من خلال ربنا يسوع المسيح الاله الكامل – والإنسان الكامل . فكونه اله كامل ، فانه زرع شجرة الحياة في وسط الجنة ( تك ٢: ٩). وكإنسان كامل بعد تأنسه من العذراء والدة الاله مريم: زرع ” في وسط الارض” خشبة الصليب لخلاصنا ، كما يذكر سفر المزامير :” اما الله فهو ملكنا قبل الدهور ، عمل الخلاص في وسط الارض” ( ما ٧٣: ١٢).
ان خشبة الصليب التي سقاها المسيح الاله- الانسان بالدم والماء المقدسين من جنبه الطاهر ، بعد ان طعن جنبه بالحربة ، ” ولكن واحد من العسكر طعن جنبه بحربة للوقت خرج دمٌ وماء ” ( يو ١٩ : ٣٤)، ان الدم والماء هما سر الكنيسة اي المعمودية والمناولة الإلهية ، هكذا تحول الصليب الى الشجرة المعطية الحياة ، هذه الشجرة بعد ارتوائها بالماء والدم، أصبحت ثمرتها – شهية الأكل – ينبوع الحياة الأبدية.
أيها الأخوة الأحباء ،
انه من خلال الصليب الكريم المحيي الذي نرفعه اليوم بشكل احتفالي وطبيعي وروحي مع القديسة هيلانه المعادلة للرسل، والقديس مكاريوس اسقف اورشليم اللذان عاينا وكانا شاهدين عند العثور على الصليب. الكريم المحيي في اورشليم ، لهذا الحدث الالهي الفريد نسجد بالحقيقة للمسيح الاله: ” الذي بذل نفسه لأجلنا ، لكي يفدينا من كل إثم، يطهر لنفسه شعباً خاصا غيورا في اعمال حسنة” ( تيطس ٢: ١٤).
نحن نكرم الصليب المقدس لمخلصنا يسوع المسيح الاله الانسان، الذي هو ينبوع تقديس ، وسبب تأله البشرية ، ومع المرنم نقول : ” انك بارتفاعك أيها السيد على خشبة الصليب رفعت معك كل طبيعة ادم الساقط ، فلذلك نرفع نحن صليبك الطاهر يا محب البشر مستمدين منك القوة التي من العلى. وصارخين خلص أيها العلي المكرمين رفع صليبك الالهي البهي الموقر . بما انك الاله الرحيم”. وأعط للعالم لمنطقتنا السلام العلوي ، أمين .
كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون