1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمنسابة وضع حجر الأساس في بير زيت 2013/9/22

الحضور الكريم

بناء الرعية الحسنة العبادة الحاملة لاسم المسيح, أهالي هذه البلدة الفلسطينية العريقة, بير زيت,

ان هذا الاحتفال الروحي البهج لوضع حجر الأساس لبناء صرح العبادة, لربنا والهنا الكلي القدرة, وبتكريم الشهيد العظيم جوارجيوس لابس حلة الظفر, الذي يعود انتمائه من جهة ابيه الى قيصرية كباذوكية, ومن جهة أمه إلى بلد الخضر الفلسطينية, يعتبر هذا اشارة للصلاح, سواء على صعيد بطريركية الروم الأرثوذكس الأورشليمية وسائر فلسطين من ناحية, وأيضا الدولة الفلسطينية العلمانية التي تأسست حديثا, من ناحية أخرى.

بالنسبة لبطريركية الروم الأرثوذكس, هي إشارة إلى الصلاح, لأنها تؤدي خدمتها الرعوية التقليدية الأصيلة والمتواصلة بدون كلل أو ملل, وبدون انقطاع, هذه الخدمة الجليلية, مقرونة بالمحبة الخالصة الحقيقية, بدون أي تمييز أو تفرقة, وأيضا إشارة للمحبة الإلهية الفائقة للبشرية قاطبة, المتعاضدة مع محبة القديسين الشهداء, من خلال محبة الله يسوع المسيح الذي يجسد من اجل خلاص البشرية في العالم اجمع, في هذه الأرض المقدسة خاصة.

فالبطريركية الرومية الأورشليمية تلهج بكلام الرب باستمرار مرددة: “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس, لكي يروا أعمالكم الحسنة, ويمجدوا أباكم الذي في السموات” (متى 5:16).

أما بالنسبة لدولتنا الفلسطينية, فهي إشارة للصلاح, لأنها تجسد أعمالكم ومخططاتها ليس بالكلام فقط, لكن من خلال الأعمال والأفعال السامية والقيمة والهادفة, فإننا نلاحظ مفاعيل هذه الأعمال, من خلال التعايش والانسجام والترابط والاحترام المتبادل في التعبير الحر, خاصة في تأدية حرية الإيمان, والعبادة للطوائف الدينية المختلفة, التي تشمل كل الشرائح في المجتمع, المكونة لهذا النسيج المترابط لشعبنا الغالي البطل, الذي يؤمن بالوحدة الشاملة بين فئات أبناء هذه الدولة الفلسطينية الأصيلة.

إن بلدة بير زيت ما هي إلا الرمز المنير, لما قدمته من جهود جبارة, من خلال صراعها ونضالها المستميت, من اجل كسب الاستقلال والوطنية الحقيقية, لتبقى السيادة, والمبادئ للديمقراطية, وحرية الكلمة الأكاديمية في هذه الأرض الغالية الفلسطينية.

إن البطريركية الرومية الأورشليمية, هي مؤسسة أصيلة في هذه الأرض التاريخية, وذلك من أكثر من 2000 عام, هذه البطريركية لعبت دورا مركزيا, من اجل الإسهام في حقيقة الشركة والاتصال والوجود, لان تاريخها يتطابق بشكل مباشر مع تاريخ هذه الأرض المقدسة, ومع التاريخ السياسي والقومي للشعب الفلسطيني, وكذلك مع التاريخ الديني والقومي لطوائف المسيحيين الأصليين القاطنين في هذه الأرض التاريخية.


الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة ميلاد والدة الاله 21.9.2013

“إن الإله المستوى على العروش العقلية قد سبق اليوم فهيأ له عرشاً مقدساً على الأرض. والذي أسس السماوات وثبتها بحكمة قد أنشأ بمحبته للبشر سماء حية . لأنه من جذر عقيم قد انبت لنا أمه فرعا يحمل الحياة . فيا اله المعجزات ورجاء اليائسين يا رب المجد لك”.
أيها الأخوة الأحباء .
أيها المؤمنون ، والزوار الحسنى العبادة.
نعمة الروح القدس قد جمعتنا اليوم في هذا المكان المقدس ، في مدينتكم بيت جالا ، التي ذكرها النبي أشعيا باسم ( جاليم (Gallim (بنت جاليم ) (اش 10: 30) ،لتسنى لنا الاحتفال سوية بهذا الحدث العجيب والكلي الإعجاز ، لسر التدبير الإلهي ، بمولد سيدتنا والدة الإله الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم.

إن والدة الإله ، هي الشخصية المتجلية بالعزة والوقار والقداسة والتأله ، لذا فهي تعتبر رأس خلاصنا نحن البشرية ، فها مريم ابنة مدينة الناصرة ، انفردت بكونها المرأة ( التي ولدت ابناً عجيباً ، من خلال فعل وقوة الروح القدس ، ليدوس رأس الحية رأس الشر ) ( تك 3: 10)، وهي أيضا تابوت العهد ، والباب الحقيقي حسب سفر الخروج ، و “فلك الخلاص” (عب 11: 7) والباب المغلق ” فقال لي الرب : هذا الباب – المتجه الى الشرق – يكون مغلقاُ ، لا يفتح ولا يدخل منه إنسان، لان الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً ” ( حز 44: 2).
وهي عصا هارون . ” وإذا عصا هارون لبيت لاوي قد أفرخت ، وأخرجت فروخاً ، وأزهرت زهراً ، وأنضجت لوزاً” (عدد 17: 8) ، وهي العريش المقدس الذي هيأه الله نفسه على الأرض ، حسب ما ذكره المرنم سابقاً.
إن والدة الاله الفائقة القداسة الدائمة البتولية مريم: تعتبر ملخص وموجز التاريخ المقدس ، لتحقيق (رسم )و (ظلال) الناموس والعهد القديم ، الذي أظهرها بالآية الفريدة ، كما قال النبي اشعياء : ” ولكن يعطيكم السيد نفسه آية : ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل” ( اشعيا 7: 14).
إذا اليوم لعنصرة المقدسة ، يعني حلول الروح القدس بشكل ألسنة نارية على الرسل القديسين ، وتلاميذ الرب الأطهار ، يعتبر إذاً عيد العنصرة : ظهور الكنيسة في العالم ، وتأسيسها وتدشينها كمؤسسة روحية خلاصية .
اليوم مولد العذراء مريم من أمها حنة العاقر ، يعتبر البشرى لجدينا الاولين الساقطين آدم وحواء ، فهي العطية الإلهية الموهوبة مجاناً لكي يتحررا من رباطات الفساد، أي خطيئة الموت ، كما يقول مرنم الكنيسة ” إن يواكيم وحنة قد تخلصا من عار العقرة ، وآدم وحواء قد تحررا من بلى الموت بمولدك المقدس يا طاهرة . فله يعيد شعبك لتخلصه به من طائلات الزلات . صارخاً : إن العاقر ولدت والدة الإله مغذية نفوسنا “.
إن الفداء الذي أتمه اليد يسوع المسيح على عود الصليب ، تم ليفتدينا بدمه الطاهر من طائلة الزلات ومن سلطان الشرير ، فكل مضمون وفحوى الحقائق الخاصة بالفداء يحثنا نحن شعب والدة الاله ، الحامل لاسم المسيح الظافر ، لأن نفرح ونتهلل ونعيد لهذا العمل الخلاصي الذي بزغ، بمولد العذراء مريم .
إن استعمال كلمة اليوم ، تشير الى الوقت الليتورجي والإفخارستي للكنيسة ، فهو وقت الابدية ، أبدية ملكوت المسيح.
ان كنيستنا المقدسة تصرخ بفم المرنم بالفرح والابتهاج قائلة : اليوم فرح العالم بأسره ، قد أشرق لنا من الصديقين يواكيم وحنة . أعني به العذراء وحدها والدة الله في الحقيقة .
شخص والدة الاله العذراء مريم الكلية المديح ، أيها الأخوة الأحباء، يعتبر الغنى غير المدرك ، وغير المستقصي لكنيسة المسيح . (أفسس 3:8) . (هذا الغنى غير المدرك ) بالنسبة للرسول بولس القائل : ” لي أنا أصغر جميع القديسين ، أعطيت هذه النعمة ، أن أبشر بين الأمم بغنى المسيح الذي لا يستقصى ، وأنير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله حالق الجميع بيسوع المسيح . لكي يعرف الأن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات ، بواسطة الكنيسة ، بحكمة الله المتنوعة ” ( أفسس 3: 8- 10).
مولد والدة الاله المقدس اليوم ، وكما يقول المرنم ، ( بشر المسكونة كلها بالفرح ) . بشرى الفرح هذه ما هي إلا أن ربنا يسوع المسيح أخلى نفسه صائراً في شبه البشر ، من خلال سر التدبير الإلهي ، هذا السر الذي كان مكتوماً منذ الأزمنة الأزلية .
وكما يقول مرنم الكنيسة :
نعيد لك يا بريئة من الدنس ، ونسجد لمولدك المقدس يا طاهرة بإيمانٍ ، لأنه قد تحقق فيك تمام الموعد الالهي ، ومن خلالك قد تم فدائنا نحن البشر ( بسر إعلان “البدائي والأساسي” المكتوم منذ الدهور )، الذي اتمه ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح بتجسده من الروح القدس ومن دمائك الطاهرة . فبهذا الحدث الإعجازي والخلاصي تبشر كنيستنا المقدسة الرسولية بتذكار مولدك المقدس بفرحٍ وغبطةٍ وحبور .
إن العالم الساقط تحت جنح الخطيئة ، والذي وضع كله في الشرير ، يشتمله الارتباك والالتباس ، فهو عاجز عن إدراك – الاعلان البدائي والاساسي والمكتوم منذ الدهور لخلاص البشرية من خلال تجسد المسيح من دماء العذراء – الامر الذي حذى به الى فقدان مقومات التمييز والاختيار ما بين صحة نور الحقيقة والعدل وبين ظلمة الكذب والجور.
بكلام آخر أيها الأخوة الأحباء :
الحدث العظيم والتاريخي لمولد الفائقة القداسة سيدتنا والدة الاله الدائمة البتولية مريم ، والتي نحتفل بتذكار مولدها في هذا اليوم ، هذا الحدث هو الموعد الالهي لرجاء الخلاص بالمسيح إلهنا . وهذا لأنه كما يقول الرسول بولس : ” جميعكم أبناء نور وأبناء نهار ، لسنا من ليل ولا ظلمة . فلا ننم إذا كالباقين ، بل لنسهر ونصح .” (1 تسا 5: 5-6).
أيها الاخوة :
لنمجد اسم الثالوث القدوس المحيي ، ونشكر الله ، لأنه قد وهبنا ” ينبوع الحياة ” أي العذراء مريم .
ومع المرنم نقول :
” هذت هو يوم الرب فتهللوا يا شعوب . فها أن العذراء خدر النور وسفر كلمة الحياة قد بزغت من الحشا مولودةً . وهي الباب المتجه نحو الشرق . فتنتظر دخول الكاهن الاعظم . فإنها وحدها قد ادخلت المسيح وحده الى المسكونة لخلاص نفوسنا ” .
وبهذه المناسبة السارة نقدم خالص الشكر والابتهال ، للقديسة والدة الاله الدائمة البتولية مريم ، لأنه قد مر ما يقارب سنة على بناء هذه الكنيسة ، التي تحمل اسم : ” ميلاد والدة الاله ” ، ونشكر من صميم قلوبنا ، الإكليروس الموقر ، والجمعية، والوكلاء ، وكل الشعب والمسيحين في بيت جالا ، لأن هذه الكنيسة هي شهادة محبة وكما يقول المرنم :
” لقد جعلت كنيستك حصناً منيعاً ، اذ أسستها على صخرة الايمان ، أيها المسيح الاله الذي قبل الدهور . فهي تدوم الى الابد غير متزعزعة . تحويك يا من لأجلها صار في آخر الأزمان انساناً بلا استحالة . فنشكرك ونسبحك قائلين ، انت الذي من قبل الدهور والان أيضاً ملكنا فالمجد لك .

كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينه اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة رفع الصليب المكرم المحيي 2013/9/21

“اليوم يرفع الصليب فيتقدس العالم, لانك ببسط يديك عليه ايها المسيح المجالس الاب والروح القدس اجتذبت العالم كله الى معرفتك, فاهل المتوكلين عليك للمجد الالهي”.
سيادة قنصل اليونان العام
المطارنة الاجلاء, واعضاء اخوية القبر المقدس
ايها الاخوة الاحباء
ايها المؤمنون, والزوار الحسني العبادة.

ان شعائر العبادة التي رفعت ليتورحيا في كنيسة القيامة, بمناسبة عيد رفع الصليب الكريم المحيي لربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح, هي شهادة الايمان والرسالة لاخويتنا, اخوية القبر المقدس, التي تخدم فيها.
هذا التعبير لشهادة الايمان منوط بامرين:
الاول هو صليب المسيح الكريم المحيي. والذي علية كما يقول المرنم: بسط المسيح عليه يديه الطاهرتين, مجتذبا العالم كله الى معرفته, وبشكل اكثر دقة, جذب الرسول بولس, في هذه المعرفة, معرفة كلمة الله المسيح, كما يذكر ذلك في رسالته الى اهل غلاطيه: “واما من جهتي, فحاشا لا ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح, الذُ به صلب العالم لي وانا للعالم” (غلاطية 14:6), وبشكل اكثر وضوحا يقول الرسول بولس: ليس لي في العالم اي شيء يمكن له ان يشدني للافتخار والتباهي.
فعندما تيقنت, ان المسيح اخذ صورة عبد صائرا في شبه الناس, وصلب لعظيم محبته من اجل خلاصي انا بولس, عندها استقر افتخاري بموت المسيح على عود الصليب, فمن خلال الايمان بفاعلية ونتائج هذا التدبير الالهي, الذي انتزع مني وللابد الشغف بهذا العالم والارتباط به, بالنسبة لي اصبح العالم ميتا وفاقدا لقدرته وقوته, وهكذا انا ايضا قد مت للعالم.

الامر الثاني يتعلق بموت المسيح على الصليب, الذي حقق المصالحة لكل العالم المنظور وغير المنظور. كما يكرز الحكيم بولس: “وان يصالح به الكل لنفسه, عاملا الصلح بدم صليبه, بواستطه سواء كان, على الارض, اما ما في السموات (كولوسي 20:1).
لقد سر الله الاب بهذه المصالحة, التي اتمها ابنه الوحيد يسوع المسيح, عندما سفك دمه الطاهر على عود الصليب, صانعا السلام من خلال ذبيحته الكفارية, فقد صالح الله الاب البشرية الساقطة على الارض, وتصالحت الملائكة في السموات معنا نحن ابناء البشر, كل هذا تم بسر الفداء على عود الصليب.
صليب المسيح الكريم المحيي ايها الاخوة الاحباء: يحوي سر التدبير الالهي هذا السر المكتوم, وغير المدرك منذ الازل, المحفوظ فقط لدى الله المثلث الاقانيم. هذا السر اعلن لنا من خلال ربنا يسوع المسيح الاله الكامل – والانسان الكامل. فكونه اله كامل, فانه زرع شجرة الحياة في وسط الجنة, (تك 9:2), وكانسان كامل بعد تانسه من العذراء والدة الاله مريم: زرع “في وسط الارض” خشبة الصليب لخلاصنا, كما يذكر سفر مزامير: “اما الله فهو ملكنا قبل الدهور, عمل الخلاص في وسط الارض” (مز 12:73).
ان خشبة الصليب التي سقاها المسيح الاله – الانسان بالدم والماء المقدسيين من جنبه الطاهر, بعد ان طعن جنبه بالحربة, “ولكن واحد من العسكر طعن جنبه بحربة, وللوقت خرج دم وماء” (يو 34:19), ان الدم الماء هما سر الكنيسة اي المعمودية وامناولة الالهية, هكذا تحول الصليب الى الشجرة المعطية الحياة, هذه الشجرة بعد ارتوائها بالماء والدم, اصبحت ثمرتها الشهية للاكل ينبوع الحياة الابدية.
ايها الاخوة الاحباء
انه من خلال الصليب الكريم المحيي الذي نرفعه اليوم بشكل احتفالي وطبيعي وروحي مع القديسة هيلانة المعادلة للرسل, والقديس مكاريوس اسقف اورشليم اللذان عاينا وكانا شاهدين عند العثور على الصليب الكريم المحيي في اورشليم, لهذا الحدث الفريد نسجد بالحقيقة للمسيح الاله: “الذي بذل نفسه لاجلنا, لكي يفيدنا من كل اثم, ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة” (تيطس 14:2).
نحن نكرم الصليب المقدس لمخلصنا يسوع المسيح الاله الانسان, الذي هو ينبوع تقديس, وسبب تاله البشرية, ومع المرنم نقول: “انك بارتفاعك ايها السيد على خشبة الصليب رفعت معك كل طبيعة ادم الساقطة. فلذلك نرفع نحن صليبك الطاهر يا محب البشر. مستمدين منك القوة التي من العلى. وصارخين خلص ايها العلي المكرمين رفع صليبك الالهي البهي الموقر. بما انك الاله الرحيم” , واعط للعالم ولمنطقتنا السلام العلوي. امين.
كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة افتتاح السنة الدراسية الجديدة

حضرات السادة مدراء مدارسنا الرومية الارثوذكسية في وطننا الغالي فلسطين والهيئات الادارية والتدريسية والطلبة واولياء الامور الاعزاء
بعد مباركتكم ابويا بربنا يسوع المسيح…,

بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد, نتوجه اليكم من خلال كتابنا البطريركي هذا بتمنياتنا وادعيتنا الابوية بان يمن عليكم الرب الاله بموفور الصحة والعافية والقوة لكي تواصلوا خدماتكم الاكاديمية والعلمية لاهادفة الى رفع شان مدارسنا الرومية الارثوذكسية في وطننا العزيز فلسطين.

ونود ان نعبر لكم عن بهجتنا العميقة بالنتائج المشرفة التي حصلتم عليها في الامتحانات الوزارية وهذا ان دل على شيء يدل على اعمالكم الجليلة وتفانيكم من اجل رفع شان مدارسنا وبطريركيتنا العريقة “ام الكنائس” ولا يسعنا في هذه المناسبة الا ان نقول لكم نحن معكم ونشدوا على اياديكم ولسوف ندعمكم بكل الامكانيات المتوفرة لدينا لكي تبقى مدارسنا مشاعل مضيئة في سماء الاراضي المقدسة متمنين لكم من التفوق والنجاح والازدهار والتقدم من اجل بناء اجيال المستقبل لكي يخدموا ااسرتهم مجتمعهم ووطنهم.

وفي الختام نشكر من اعمق اعماق قلوبنا سيادة المتروبوليت السيد ايسيخيوس رئيس لجنة المدارس الرومية الارثوذكسية في الاراضي المقدسة واعضاء اللجنة واعاملين فيها. هذا ونبارككم ابويا بربنا يسوع المسيح مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح والفلاح

الداعي بالرب الفادي يسوع
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في زيارة رئيس الوزراء الاردني12/9/2013.

دولة رئيس الوزراء ، اصحاب المعالي والسعادة والعطوفة …
انه لمن دواعي البهجة والسرور والشرف العظيم ، أن نحظى بلقائكم ، بعد أن لبينا دعوة دولة رئيس الوزراء الكريمة للحضور الى هذه الديار العامرة التي تضم في رحابها أكابر الدولة وأعيانها ، من الافاضل والوجهاء.
إننا نعترف وبكل صدقٍ أن هذا المكان الأبي يعتبر بيتاً وملجأً لنا ، فإننا نشعر فيه كأصحاب بيتً ، فهذه العلاقة الوطيدة ، تنم عن الختم الأصيل لاستمرارية التراث المشترك ، الذي ما زال يعلو باسقاً نحو العلاء، فها التراث الهاشمي المقرون بتراث الخلفاء الراشدين من ناحية يتعاضد مع التراث الرومي الآبائي الذي ما زال ينبض بحيوية ، من خلال أصالة البطريركية الرومية ، التي ما زالت تحافظ على الوديعة الموضوعة على عنقها والتي تشمل الأراضي والاماكن المقدسة ، وخاصة في مدينة القدس الشريف .

إن هذه الدعوة الكريمة ، لهي تعبيرٌ صادقٌ وإشارة حقيقية ، على استمرارية نمو أواصر العلاقة فيما بيننا من ناحية ، وبين فئات المجتمع وطوائفه من ناحية أخرى لتكون قدوة ومثالاً يحتذى به. ونحن كرئاسة روحية في البطريركية المقدسة ، نفتخر بعظمة وسمو هذه العلاقة المميزة والنموذجية التي تربطنا مع إخوتنا في الاردن الحبيب.
قبل عدة أيام ، اشتركنا ورؤساء الكنائس الاخرى في الشرق ،بمؤتمر التحديات للمسيحين العرب ، حيث طرحت فيه جميع القضايا والأجندة ، حتى الجوانب السلبية التي يعاني منها المسيحيون.
إنه من دواعي الفخر والتقدير أنه أتيحت لنا في هذا المؤتمر الحرية الكاملة للتعبير عن كل ما يجيش في قلوبنا وخلجاتنا ، فكانت لنا الحرية الكاملة ، المقرونة بالود والاحترام ، سواءً في التكلم أو في الأصغاء ، علماً أننا نمر بفترة صعبة ، حيث تحيط بمنطقتنا القوى المتطرفة بأشكالها المعروفة ، التي لن ولم تستطع أن تؤثر على ثبات ورساخة هذه العلاقة ما بين الطوائف المسيحية والمملكة الاردنية الهاشمية. ومن المعروف أن القوات الظلمة المنظورة وغير المنظورة ، تعمل على تقويض هذه العلاقة الحميمة التي تمتد جذورها إلى عمق الماضي السحيق. أن بطريركية الروم الارثوذكس ، كمؤسسة دينية ، وكمؤسسة روحية ، تحافظ وبملء قدراتها على المقدسات التي يشهد لها التاريخ المقدس ، والتي لا يستطيع أحدٌ أن يرفض صحتها . أنه غنيٌ عن التعريف، على أن صاحب الجلالة ، الملك عبد الله الثاني ، هو الحارس والوصي عن هذه المؤسسات التاريخية المقدسة .

دولة رئيس الوزراء :
اننا نقدم لكم خالص التقدير العميق ، من أجل الجهود الحكيمة التي تبذلونها لمصلحة المملكة ، وخاصة في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشرق الاوسط ، وخاصة في سوريا وجيرانها . نتمنى من الله أن يمن لسعادتكم بكل خير وعرفن ، وأن يسدد خطاكم في سبيل إنجاح الوطن ، آملين منه تعالى أن يمد في أيامكم آزراً اياكم بمعونته الإلهية ، طالبين من الرحمة والحماية لأنه معين السلام والمحبة ، لأن محبته هي القادرة على إنارة أذهان الرؤساء ، لأننا دعاة سلام ووئام ، وأن يبعد عنا كل أنواع الحروب والظلم والاستبداد ، لأنه لا توجد أي كلمة اسما من كلمة السلام ، والسلام لكم . أمين

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم