1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لعيد القديسة فوتيني السامرية ٢. ٦. ٢٠١٣

“ان السامرية هتفت نحو المسيح الكلمة: انت هو ماء الحياة، فأسقني إذاً كل حين انا الظامئة الى نعمتك الإلهية أيها الرب يسوع، لئلا انضبط أيضاً بغليل أوام الجهل، بل أنذر مخبرة بعظائمك.”

أيها الأخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون والزوار الحسنى العبادة .

اليوم هو الأحد الخامس من الفصح فكنيسة المسيح تحتفل بعيد المرأة السامرية. في هذا المكان، حيث يوجد بئر البطريرك يعقوب اب الآباء.
لهذا المكان، اعتبارٌ خاصٌ، فريدٌ ومميزٌ فانه يتجاوز حدود مركزه التاريخي والمقدس، انه المكان الذي يبشر بشهاد ربنا يسوع المسيح القائل:” الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا ” ( يو ٤: ٢٤).
هذا لان البئر الروحي مبني فوق وعلى البئر الطبيعي للبطريرك يعقوب اي المذبح المقدس لهذه الكنيسة الفريدة والمتألفة بجمالها والتي تحمل اسم القديسة فوتيني، تلك المرأة السامرية التي تؤكد حقيقة أقوال ربنا يسوع المسيح وما حدث بينهما عند البئر، فان هذا الأعلان الالهي ، موجه لكل إنسان يرغب بالحقيقة الخلاصية. ” أجاب يسوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً، ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه انا فلن يعطش الى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء الى حياة أبدية ” ( يو ٤: ١٣-١٤).

الماء الذي يعطي حياة أبدية، طلبته وشربت منه المرأة السامرية، التي أصبحت شهيدة معادلة للرسل، لإنجيل حقيقة ومحبة المسيح” فأسقني إذاً كل حين انا الظامئة الى نعمتك الإلهية أيها الرب يسوع، لئلا انضبط أيضاً بغليل أوام الجهل، بل أنذر مخبرة بعظائمك”. هكذا تصرح المرأة السامرية بفم مرنم الكنيسة.
نعم أيها الأخوة الأحباء ، المرأة السامرية كانت تعيش في حياة الجهل، فإن إيمانها بالله يتبع إيمان السامريين أبناء قبيلتها، هذا الإيمان (الجاف)، الذي يفتقد ويفتقر لمعونة وموهبة الروح القدس. ان هذه المرأة كانت تفتقر للخبز والشراب السماوي المعطي الحياة، للمسيح الإله القائل : ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لان جسدي مأكل حق وزني مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه ” ( يو ٦: ٥٤- ٥٦).
لنرى ما يقوله لنا القديس يوحنا الدمشقي مرنماً: “نحن الذين نأكل خبز جسد الرب ونشرب دم جنب السيد فلنستسر بتجديد الروح ، عائشين بالنعمة”.
المرأة السامرية كانت إنسانة مثلنا ، كما نوه الرسول يعقوب في رسالته الجامعة ( يعقوب ٥: ١٧).
هذا يعني ان أقوال الرب الإله: ” الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا” ( يو ٤: ٢٤) . موجهةٌ الى جميع الناس بدون استثناء. فهي تخص كل واحد منا، وحسب شهادة الرسول يوحنا، يقول السيد المسيح: “انا هو الألف والياء، البداية والنهاية، انا اعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً” ( رؤيا ٢١: ٦). بكلام آخر المسيح المقام من بين الأموات، هو ينبوع الحياة، كما يشهد الرسول الإنجيلي يوحنا “ان عطش احد فليقبل الي ويشرب، من آمن بي، كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي” ( يو ٧: ٣٧- ٣٨)
الأمرأة السامرية والتي سماها ربنا يسوع المسيح لاحقاً ، بالمستنيرة ( فوتيني)، والتي أخذت إكليل الشهادة زمن الإمبراطور الروماني نيرون، مع أولادها السبعة، كما يذكر ذلك السنكسار، هذه المرأة السامرية أصبحت مشاركة في موت الغالب، المسيح الإله ، موت قيامة المسيح .
قيامة المسيح أيها الأخوة الأحباء: تدشن وتؤهل لنا حياة وسبيلاً جديداً، لان هذا العالم الزائل خداعٌ وغير مستقر، لذا لنا جمة عيشة أخرى أبدية (كمل يقول مرنم الكنيسة) ، لأننا معيدون لإماتة الموت، وهدم الجحيم، ونوال حياة أخرى أبدية
التذكار الاحتفالي للقديسة فوتيني، السامرية، في هذا الزمن الفصحي هو تأكيد لقوة قيامة ربنا يسوع المسيح، وهي إثبات قاطعٌ ان ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح (حقاً قام) .
ان هذا الحدث الحقيقي (ان المسيح حقاً قام) ، لا يجرؤ أحدٌ على إنكاره ، فكوننا قد نلنا سر المعمودية، وختمنا بختم وموهبة الروح القدس، وتسربلنا بالحق والحقيقة بقوة وقيامة المسيح الظافر، كما أولئك الذين شاركوا في دم المسيح المصلوب، بسفك دمائهم من اجل إيمانهم القويم.
على هذا المنوال، فان زملائنا في البشرية وفي أيامنا الحاضرة ، ينتظرون منا نحن المسيحيين، لنؤكد لهم حقيقة وقوة القيامة، ليس من خلال الكلام المنمق والبسيط فقط، لكن من خلال منهجنا الأصيل، حيث تتجدد حياتنا باستمرار بالمسيح المقام .
وأخيراً أيها الأحباء لنرى ما قالته القديسة فوتيني: “هلم فأبصروا المسيح الذي يمنح العالم الرحمة العظمى”


المسيح قام حقاً قام
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في تخريج طلبة مدرستنا الرومية الارثوذكسية مار متري في القدس ١. ٦. ٢٠١٣

سلام المسيح القائم من بين الأموات لكم جميعاً
الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع،

اود أولاً ان اعبر عن بهجتي الزاخرة وسروري العميق لمشاركتي إياكم وأهلكم ومدرسيكم حفل التخريج هذا الذي نكرم فيه جهود الطلبة بإتمام واجباتهم العلمية للحصول على شهادة الثانوية العامة ، كما نقدر بإجلال واعتزاز عميقين أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية للمدرسة وخاصة الأستاذ الفاضل والمربي الأستاذ سمير زنانيري مدير مدرستنا الذي يقود هذه الصرح الأكاديمي بكل تقان وإخلاص على ما بذله ويبذله من جهود كي يتمكن الطلبة الأعزاء في هذه المدرسة العريقة التي نعتز بها ونفتخر إلا وهي مدرسة مار متري في قدسنا الشريف من تخطى هذه المرحلة العلمية التي تؤهلهم للدخول عالم مختلف ومتنوع من حيث الخيارات والمسؤوليات في سبيل التسلح بمزيد من العلم.
ان الإنسان أيها الأخوة يستحق دائماً ان يكون في وطنه ، وتحفظ له حقوقه في فرص التقدم وتصان له كرامته خاصة في فلسطين الحبيبة حيث نجد فيه التعايش الأخوي المسيحي والإسلامي والاحترام المتبادل بين جميع شرائح المجتمع واكبر مثال على ذلك العهدة العمرية التي عقدت وتمت في سماء قدسنا الشريف قدس الأقداس وهذه ان دل على شيء يدل على الوحدة الصادقة بيننا منذ قديم الزمان ولغاية يومنا هذا ونؤمن أيضاً بان همومنا وأهدافنا وأمالنا واحدة ومدرستا مدرسة مار متري هي المثال لهذا النموذج الحقيقي لكي يبقى هذا الصرح الأكاديمي شمعة مضيئة في سماء الأقداس والأراضي المقدسة.

أننا نفتخر بالتغيرات الإيجابية والتقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال هذا العام والذي يشكل الخطوة العلمية الأولى حيث أقيم في هذا الصرح الأكاديمي الرومي معرضاً علمياً نعتز به ونفتخر به في طريق تنفيذ خطتنا التطويرية الخاصة بالمدارس الرومية الارثوذكسية في القدس الشريف وفي الأراضي المقدسة حيث أتت التغيرات الإدارية والأكاديمية في وقتها لرفع المستوى التعليمي والتربوي والادعاء الإداري المميز للمدرسة.
وهنا لا بد لنا في هذا الحفل إلا ان نقول كلمة حق أمامكم وأمام هذا الحشد الكبير من أبناء شعبنا نشيد بالدور الوطني والرياضي والديني والاجتماعي والفني ونشد على أيادي إدارة هذا الصرح الأكاديمي وخاصة الأستاذ الفاضل سمير زنانيري مدير المدرسة لوقوفه وقفة وطنية وتربوية واجتماعية أمام من حاول ويحاول تغيير المنهاج المدرسية وهنا لا بد ان نشير بان هذه القصة أخذت أبعاد خطيرة ولولا الجهود الجبارة التي بذلها بالتعاون مع المسؤولين التربويين في المدارس الوطنية الفلسطينية لم يتم تغير مناهجنا المدرسية التي بها نعتز ونفتخر وبهذه المواجهة لم يتم تغير المناهج التربوية وتغير المعالم الدينية والتاريخية والجغرافية والتراثية وإننا نؤمن بان شعبنا من دون تاريخ لا قيمة له وفي النهاية ليس له وجود ، وإننا فسوف نعمل بجد واجتهاد وإصرار على ما لدينا من قدرات وطاقات واتصالات من اجل الحفاظ على القدس الشريف التي تقع بطريركيتنا الرومية الارثوذكسية في قلبها وشريانها وبالإضافة الى ذلك لسوف نعمل بكل تقان وإخلاص وغيره من اجل تثبيت أبناء كنيستنا الرومية الارثوذكسية خاصة والمسيحيين في الأراضي المقدسة وجميع قدسنا الشريف من الحد من الهجرة الفلسطينية التي أخذت تتزايد رويداً رويداً وبسرعة في ظل الظروف الاقتصادية الوحيد للتواجد الفلسطيني المسيحي في قدسنا الشريف وفي الأراضي المقدسة هي بطريركية الروم الأرثوذكس ام الكنائس.
واني أتعهد أمام الله وأمامكم ان تستمر برامج تطوير المدارس الارثوذكسية ويستمر تشجيع تعاونها الأكاديمي والرياضي والثقافي والفني مع باقي المدارس التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس ” ام الكنائس ” حتى تصبح معلماً من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة وتأمين الخريجين القادرين على متابعة تعليمهم في جامعاتنا في فلسطين وكبرى جامعات العالم حتى يتمكنوا ان يكونوا أعمدة في عملية تنمية شاملة في الأراضي المقدسة وان نزوع فيهم المحبة والتسامح والتواضع والوحدة فهذه الصفات التي علينا جميعاً ان نتحلى بها ولأننا بذلك نستطيع ان نصبح اولاداً حقيقيين لأبينا السماوي كما وصفنا في الإنجيل المقدس انتم ملح الأرض فإذا فسد الملح فبماذا يملح؟ وقال أيضاً انتم نور العالم فليضئ نوركم هكذا أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات. وان شاء الله لسوف تحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت آمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل والاستقلال وقد عم السلام في قدسنا الشريف وفي الأراضي المقدسة وفي العالم اجمع.
وفي الختام أنني اثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجياً لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتي لهم بتحقيق ذلك وفي الختام كما قال الرب يسوع المسيح له المجد ” من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت الله”.
وكل عام وانتم بخير
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




مدرسة الاحد في بيت جالا تنظم امسية موسيقية في قصر المؤتمرات

في مساء يوم الجمعة, 17 ايار 2013, قام اولاد مدرسة الاحد التابعة لدير القديس جوارجيوس في بيت جالا باحياء امسية موسيقية في قصر المؤتمرات الواقع بالقرب من برك سليمان بين مدينة بيت لحم المقدسة ومدينة الخليل التاريخية, نظم هذه الامسية المرتل ابراهيم مكركر ومعلمي المدرسة السيدة هيلانة كساسفة والسيدة رلى سوس كما ودعم هذه الامسية رئيس الدير الاب حنانيا ورئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس – ابو مازن, وخلالها قدم مدير مركز المؤتمرات المصمم المعماري السيد جورج بشوش التوجبات التي كانت على نفقه السيد سعيد خوري رجل الاعمال الكبير.

بارك هذه الامسية من خلال تواجده غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث, وكل من النائب البطريركي نيافة مطران كابيتولياذوس ايسيخويس, الامين العام نيافة رئيس اساقفة قسطنطين اريسترخوس, الوكيل البطريركي في بيت لحم نيافة رئيس اساقفة نهر الاردن ثيوفيلاكتوس, الاب التابع لكنيسة قبرص الارشمندريت يرونيموس, الراهب اثناسيوس والراهب ايفلوغيوس. كما وحضر هذه الامسية اعضاء من السلطة الفلسطينية, دبولماسيون من بلدان مختلفة, اباء طوائف بيت لحم, بيت ساحور وبيت جالا المختلفة واكثر من 500 شخصا من سكان المنطقة.

ابتدا اولاد الجوقة, الذي تتراوح اجيالهم بين 7 حتى 17 عاما, هذه الامسية بالنشيد الوطني الفلسطيني, وبعد ذلك قدموا تراتيل دينية عديدة منها باللغه اليونانية واخرى باللغه العربية. وخلال الامسية عرض على شاشة كبيرة لحظات مختلفة ومواقف جميلة للجوقة منذ تاسيسها عام 2004 في دير القديس جوارجيوس في بيت جالا حتى ايامنا هذه, ضم مناسبات عديدة في الاردن وفي مناطق اخرى. وفي النهاية قامت الجوقة ايضا بتقديم اغنيات واناشيد فلسطينية شعبية التي بدورها حركت مشاعر جميع الموجدين ورفعت لهم معنويتهم الوطنية.
وخلال الامسية القى غبطة البطريرك كلمة والتي من مستطاعتكم قراءها على الرابط التالي: https://ar.jerusalem-patriarchate.info/2013/05/17/2341/ كما وضم الحفل كلمات اخرى للسيد ابراهيم مكركر رئيس الجوقة وللسيد خليل اطرش (باللغه اليونانية) .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في مركز المؤتمرات – دير الخضر 17/5/2013

المسيح قام, حقا قام
في هذه الامسية الفصحية, والخصصة لاولادنا, بناة المستقبل الواعد, يمتلىء قلبنا فرحا وغبطة وسرورا, لدى مشاهدة هذا الجيل الصاعد النابض بالحوية والنشاط.
ايها الاخوة الاحباء, الاهل الافاضل, والحضور الكريم.
نحتفل في هذه الايام المباركة, بقيامة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الظافر من بين الاموات.
فرحنا هو فرح بالرجاء الحي, الذي ولدته القيامة المجيدة, والتي منها تستنير قلوبنا, وتستقيم خطواتنا الروحية نحو فرح القيامة, والسير في موكب نصرة المسيح.

وبهذه المناسبة العطرة, لا يسعنا الا وان نقدم خالص شكرنا, وجزيل عرفاننا, الى الاخ: السيد سعيد خوري, اطال الله عمره, الذي يمدنا دائما بهذه المساعدات البنائة, وايضا نقدم خالص شكرنا للاخ السيد جورج بسوس المدير العام, والمسؤول الشخص لانجاح هذا العمل المبارك.

المسيح قام, حقا قام
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحد الجديد – في كفر كنا 12/05/2013 .

“اليوم يوم القيامة . فسبيلنا أن نتلألأ أيها الشعوب ، لان الفصح هو فصح الرب ، وذلك فإن المسيح قد أجازنا من الموت الى الحياة ، ومن الارض الى السماء ، نحن الناشدين نشيد النصر والظفر. ”
أيها الاخوة الاحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

إن النعمة الإلهية قد ظللت هذا المكان المقدس ( كنيسة الروم الارثوذكس في قانا الجليل) حينما باركها السيد المسيح في عرس قانا الجليل بحضوره الشخصي ، واجتراحه لأول عجائبه ، هذا المكان المقدس يعتبر الشاهد الحقيقي والأمين والصادق ، لـتأنس كلمة الله مخلصنا يسوع المسيح ، الذي أخذ عجنته البشرية من دماء النقية الطاهرة العذراء مريم الدائمة البتولية .
وبهذه المناسبة العطرة ، اجتمعنا كلنا بفرحٍ وغبطةٍ وسرور ، مرنمين نشيد النصر والظفر ، لانتصار الحياة ، على سلطان الموت والفساد ، وهذا ما يعلنه بجهارٍ القديس غريغوريوس اللاهوتي إذ يقول :” اليوم جاء الخلاص للعالم ” العالم المنظور وغير المنظور . المسيح قام من بين الاموات ، فقوموا أنتم معه . المسيح عاد واستوى في مكانه ، فعودوا أنتم معه . المسيح تحرر من ربط القبر ، فتحرروا انتم من ربط الخطيئة . أبواب الجحيم قد فتحت ، والموت ينحل. آدم القديم يبتعد والجديد يعود إلينا فإذا كانت خليقة جديدة بالمسيح فتجددوا أنتم”.

إن حدث القيامة لحدثٌ عظيمٌ وفريدٌ ، فالإعجاز فيه لأمرٌ خارقٌ للعادة ، يعجز البشر عن أن يأتوا بمثله . لذا فهو الأساس وقمة القمم لسر التدبير الإلهي ، الذي يجسد فحوى ومضمون إيماننا المسيحي ، كما يكرز بذلك الرسول بولس الحكيم : ” ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين . فإنه إذ الموت بإنسانٍ ، بإنسانٍ أيضا ً قيامة الأموات ، لأنه كما في آدم يموت الجميع ، هكذا في المسيح سيحيا الجميع ” ( 1 كور 15: 20-22).
نعم أيها الاخوة الاحباء ، إنه بسبب علاقتنا واتحادنا بآدم القديم الترابي ، إذ نحن من ذريته ومن سلالته ، نخضع جميعنا لحكم الموت ، ولكن بسبب اتحادنا بالمسيح ، آدم الجديد السماوي نسترد بواسطته الحياة الابدية .
هذه الخبرة من خلال علاقتنا واتحادنا بآدم القديم ، ضمن حياتنا اليومية المعاشة ، وأيضاً مع آدم الجديد كلمة الله المتجسد ربنا يسوع المسيح ، كوننا أعضاء جسد الكنيسة ، ومن خلال الأقوال والأعمال ، إذ نحن شهودٌ لقيامة المسيح باعترافنا الخلاصي نقول فرحين : المسيح قام من بين الاموات وداس الموت بالموت ، ووهب الحياة للذين في القبور.
شعب العهد القديم لما عبر البحر الأحمر ، رتل تسبحة الظفر ” أرنم للرب فأنه قد تعظم” ( خروج 15: 1).
أما نحن شعب العهد الجديد ، يعني الخليقة الجديدة بالمسيح نرنم ترانيم الانتصار والظفر للقيامة المجيدة ، هكذا نرسل تمجيداً شكرياً نحو العلاء ، إلى ربنا المقام ، غالب الموت ، الذي وهبنا الخلاص المجاني من أجل عظيم محبته للبشر ، من خلال صلبه وموته الطوعي ، وقيامته المجيدة الظافرة .
” هلموا بنا نشرب مشروباً جديداً ، ليس مستخرجاً بآية باهرة من صخرةٍ صماء ، لكنه ينبوع عدم الفساد ، بفيضان المسيح من القبر، الذي به نتشدد”، هكذا ينشد قديسنا يوحنا الدمشقي المدعو بمجرى الذهب.
وهنا نتساءل ما هو المشروب الجديد ؟
إن المشروب الجديد هو دم المسيح المسفوك لأجل خلاصنا . ” لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ” . ( متى 26: 28) . هذا هو العشاء السري أي مأكل ومشرب جسد الرب ودمه الكريمين . الذي من خلال تناولنا إياه بتوبة صادقة لعلاجنا الروحي ، نصير شركاء في الحياة الابدية ، وهكذا نتذوق الحياة الأبدية مسبقا ً ، أي ملكوت السموات ، والقيامة في اليوم الاخير. ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية . وأنا أقيمه في اليوم الأخير” ( يوحنا 6: 54) هكذا يقول الرب .
في هذا المكان المقدس ، العريق والأصيل ، في قانا الجليل حيث بركة الزواج ، والإشارة لأولى عجائب السيد المسيح ، بتحويله الماء إلى خمر ، وذلك في الحضور الطبيعي والتاريخي لوالدة الاله الدائمة البتولية مريم ، تألقت في هذا الحدث الشهادة الأمنية والصادقة ، للهدف المقدس ، فالهدية الإلهية لنا نحن جنس البشر هي موهبة الحياة ، الموهوبة لنا مجاناً ، فهي فيضٌ لا ينضب من المحبة الإلهية غير المدركة ، للذين خلقوا على صورة الله ومثاله.
إن بركة الخمر ، لهي رمزٌ سري لدم المسيح المسفوك لأجل خلاصنا والذي يعتبر دواء الخلود ، فهو الغذاء المسبق والصورة قبل المثال الآتي ، والإشارة للحدث قبل حدوثه ، أي لشركتنا مع الروح القدس ، روح المسيح في عشاء الملكوت الإلهي .” وأقول لكم : إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا ، إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي ” ( متى 26: 29).
قيامة المسيح أيها الأخوة الأحباء هي المشروب الجديد ، الذي هو ينبوع عدم الفساد أي قبر المسيح معطي الحياة ، لذا تعتبر كنيسة المسيح المستودع الحي النابض ، لإقامة وتتميم الأسرار الإلهية ، وخاصة سر الإفخارستيا الإلهي ( سر الشكر الإلهي)، حيث تستمد الكنيسة حياتها من خلال رأسها السري ، المسيح الاله معطي الحياة المستقر فيها والضابط بروحه القدوس كل مفاعيلها ، لذا تعتبر الكنيسة الينبوع الروحي الحي الذي لا ينضب .
لذا فإن ربنا يسوع المسيح المقام من بين الأموات ، هو أساس إيماننا ، كما يذكر الرسول الإلهي بولس : ” فإنه لا يستطيع أحدٌ أن يضع أساساً غير الذي وضع الذي هو سوع المسيح . ” ( 1كو 3: 11).
قيامة المسيح هي ولادتنا الجديدة ، إلى رجاء الحياة الأبدية ، حسب قول الرسول بطرس : ” مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانيةٍ لرجاءٍ حي . بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات ” ( 1بطرس 1: 3).
إن رجاءنا الحي غير التزعزع يستند بثقة ويقين ، على قيامة المسيح الظافر من بين الاموات ، هذا الرجاء ثابتٌ وراسخٌ ولا يتقلقل . كما يذكر الرسول بولس : ” ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح ، وقد مسحنا هو الله، الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا ” ( 2 كور 1: 21 – 23) . وأيضاً ” أمين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح” ( 1 كو 1: 9).
بهذا الرجاء الحي تبشر كنيسة المسيح المقدسة ، وخاصة الكنيسة الأورشليمية التي من خلال رعيتها الحسنة العبادة، تعطي الشهادة الصادقة والحقيقة ، لمحبة الله الكلمة ، في تضحينه الصليبية ، وأيضاً الشهادة لنور المسيح غير المخلوق الذي لا يعروه مساء .
“فلنثبت إذاً أيها الأخوة الأحباء ، متأسسين وراسخين ، وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل” ( كولوسي 1 : 23) ، كلمة الله ربنا يسوع المسيح.
المسيح قام حقاً قام

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون