1

رسالة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أعياد الميلاد لسنة 2012

اليوم اتحدت السماء والأرض.
اليوم حضر الإله على الأرض
اليوم يٌرى الغير منظور بطبيعته
منظورُ بالجسد لأجل الإنسان”
( لحن الليتين الميلادية)

تحتفل الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية على امتداد أقاصي العالم في هذه الأيام بأعياد الميلاد المجيدة الفرحة واللامعة . ففي إقامة هذه الأعياد تتذكر الكنيسة بفرح وشكر وتمجيد بحب الله للبشر الذي لا يُقاص.
لقد ظهر حب الله هذا للبشر في خلق العالم وجبلة الإنسان قديماً و عنايته وحكمه الدائم الذي لا ينقطع. لكن هذا فاق كل قياس وحدود، وكل عقل ومعنى، عندما سُرّ الله في آخر الأزمنة أن يفتقد الإنسان في سقطته واتضاعه ، في شقائه وضعفه، من عبودية الشيطان. عندما ” تحرك رئيس الحياة بحبه للبشر وصلاحه من اجلنا ، وأحب خلاص جبلته” حسبما قال الأب القديس المتشح بالله غريغوريوس بالاماس رئيس أساقفة تسالونيكي. وأرسل إلى العالم ابنه الوحيد ” مولوداً من امرأة ، مولوداً تحت النافوس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني” ( غلاطية 4: 4-5 ).

لقد جرى سر اتخاذ الإنسان من الله في مسيرة تاريخه في مكان وزمان في عهد القيصر اوكتفيانوس اوغوسطوس، في مدينة بيت لحم.
وُلد في بيت لحم بالجسد الذي حُبل به في الناصرة من الروح القدس ومن مريم البتول ، وتجسد وتأنس ابن وكلمة الله يسوع المسيح مخلصنا وفادي العالم، حسبما قال الأب القديس كيرللس الاسكندري ” إذ بقي ابن الله الوحيد ألها بالطبيعة، صار بحسبنا إنسانا، وربطنا بواسطته بالله الأب، ونجّانا من الخطيئة، وبررنا بالإيمان لأنه هو سلامنا”
لقد استقبلت ارض المغارة هذه ومذود الحيوانات غير العاقلة هذا السر الغريب العجيب. فقد جاء الرعاة الساهرون من بلدة الرعاة المجاورة إذ حثهم الملائكة على ذلك وذهلوا عندما رأوا ” طفلاً مضجعا في مذود ” ( لوقا 2: 16-17) ومجوس من الشرق يقودهم نجم، وصلوا إلى هنا”. وقدموا هداياهم من ذهب ولبان ومر إلى الملك المولود ” ( متى 11:2). وملائكة رتلوا في السماء التسبيحة الملائكية : ” المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة. ( لوقا 14:2)
تعيش الكنيسة اليوم وتعلن حتى أقاصي الأرض رسالة السلام هذه والتسامح والمصالحة، وخاصة الكنيسة المقدسية، كنيسة الأراضي المقدسة، وأخوية القبر المقدس فيها مع رعيتها. تعيد وتحتفي بهذا السر بحسب النظام القديم في المغارة القابلة الإله وفي الباسيليكا القسطنطينية المجيدة التي تفوق قوة الزمان والتغيرات البشرية التاريخية، والسياسية، وتبقى الشاهدة الصادقة لنزول السماء إلى الأرض، وتساهل الله نحو الإنسان.
نعلن الكنيسة اليوم أيضا من هذا المكان المقدس نحو أقاصي الأرض إن المسيح ولد فتحرر الإنسان. المسيح تواضع ، وصعد الإنسان حتى السماء، المسيح ظهر وقوات الشر تبددت، المسيح هرب وتخلص من الذبح إلى مصر وظل هيرودوس المتوحش يهذي. قتل الأطفال كشهداء أولين لتأنس المسيح ، وظهوره على الأرض بولادته بالجسد. وقد تبعهم ملايين الشهداء في حياة الكنيسة وتاريخها تمجيداً له. وفي نفس الوقت تعاني كنيسة القدس وتصلي من اجل ضحايا الأزمة المالية الدولية ، والعنف والإرهاب الحروب واللاجئين وخاصة لاجئي وضحايا سوريا نتيجة الحرب الواقعة فيها، وتصلي من اجل حلٍ عادل للقضايا السياسية والدينية في الشرق الأوسط.

فمن هذه المغارة قابلة الإله نوجه ادعيتنا الأبوية وبركاتنا البطريركية لأعضاء رعيتنا الذين يقطنون في الدولة الفلسطينية تحت رعاية وتوجيه فخامة رئيس الدولة الفلسطينية السيد محمود عباس, الذي بادر وساهم من اجل الاعتراف في الدولة الفلسطينية العريقة في الامم المتحدة, ولذا نستغل هذه المناسبة ونتمنى له ان يرى احلام شعبه الفلسطيني ان تتحقق وان يستطيع هذا الشعب السامي العيش في نطاق بلادهم بسلام وامان وحرية, كما ونعبر عن شكرنا الكامل للرئيس على دعمه الدائم لطائفتنا الارثوذكسية وتواجده المشرف في عيدنا المجيد هذا ونشكر ايضا السيد بسام حدادين ممثل الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

من المدينة المقدسة بيت لحم
أعياد الميلاد سنة 2012
الداعي لكم بالرب الفادي يسوع المسيح
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة


مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الأمسية الميلادية في بيت لحم – 2013/1/4

أحيت اليوم الجمعة جوقة يسوع الملك الأرثوذكسية أمسية ميلادية التي أقيمت في قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم بحضور الدكتور حسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة نائب عن الرئيس محمود عباس وبحضور غبطة البطريرك ثيوفلوس الثالث. كما وشارك في الاحتفال ، وزيرة السياحة والآثار رولا معايعه، ومستشار الرئيس لشؤون المسيحية زياد البندك، ورئيس بلدية بيت لحم فييرا بابون، وقنصل اليونان، ومدير عام الشرطة في محافظة بيت لحم المقدم علاء الشلبي، وممثلين عن الأجهزة الأمنية ورجال دين ومدعوين. وخلال هذه الأمسية قدم غبطه البطريرك كلمته معبرا فيها عن سعادته بالتواجد في هذه الأمسية, وشاكرا فيها كل من ساهم من اجل نجاح هذه الأمسية إذ خص بالذكر جوقة يسوع الملك التي أحيت وأبدعت كعادتها, فيما يلي كلمة صاحب الغبطة:

“معالي الدكتور حسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة ممثلا عن فخامة رئيس دولة فلسطين أبو مازن حفظه الله ورعاه, الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع,

“وظهر بغتةَ الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي, وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة”. بهذه التسابيح السماوية انشد الجند السماوي بتهليل وحبور – للرعاة الساهرين – ميلاد الرب يسوع المسيح في بيت لحم.
ونحن اليوم, والأداء المتقن لأمسية ترانيم الميلادية, غمرتنا البهجة الروحية من عبيق هذه التسابيح البيزنطية الشرقية الميلادية, فها الجوق الملائكي الذي أمامنا يبشرنا بهذا الفرح العظيم. إننا نبارك هذا العمل الروحي, وهذا الأداء الرائع التي أدته جوقة يسوع الملك, تحت قيادة السيد جادالله المصري, الذي تم بدعم ورعاية نيافة المطران ثيوفيلاكتوس النائب ألبطريركي في مدينة بيت لحم.
إن ما يميز هذا الحدث, هو ارتباطه الوثيق بجذور التراث الابائي الرومي الذي تأصل في الكنيسة الرومية المسكونية, لان هذا التراث هو المعين الذي ننهل منه باستمرار, فهو يروي ظمئنا, ويغذي وجودنا في هذه الأرض المقدسة. فها الترانيم الرومية البيزنطية الشرقية, هي إحدى الضمانات الأكيدة لحقيقة تراثنا الابائي وعراقته, الذي ابتدأ منذ بدء الكنيسة, وما زال تحت رعاية البطريركية المقدسية للروم الأرثوذكس, الأمينة والمستحقة بجدارتها, والتي تقوم بالذوذ عن حياض الكنيسة وعن هذا التراث وعن جميع الأماكن المقدسة, بدون استثناء.
إن هذا التراث الرومي, لهه اكبر دليل على روح الشركة التي كانت تعم أرجاء الكنيسة الرومية المسكونية, حيث ان ميزاتها وصفاتها الخاصة لم تقتصر على فئة واحدة ووحيدة, بل لتتجاوز وليتضم جميع الطوائف والأجناس, فكانت تحتضنهم تحت كنفها, بروح المحبة والسلام والتعايش والوفاق.
من هذا المنطلق, فان البطريركية المقدسية حافظة على هذا التراث الثمين, تبارك هذا الحدث ليكون نبراسا مضيئا للأجيال القادمة, لأنه يعود لمصلحة هذا الشعب بكل أطيافه. وبالإضافة لهذه المناسبة السعيدة – حلول عيد الميلاد المجيد – لنا فرحة عارمة فقد ولدت أيضا الدولة الفلسطينية العريقة بتراثها وبشعبها الأبي.
ومن الجدير بالذكر, أن هذا الاحتفال القيم والكبير, تم تحت رعاية السيد سعيد خوري, وأيضا بمشاركة مدير المؤسسة جورج بسوس. وأخيرا نعود ونشكر بخالص ادعيتنا الأبوية, هذا العمل القيم, وبالأخص جوقة يسوع الملك ومديرها السيد جاد الله المصري, آملين أن يستمر عطائكم ونشاطكم وكما قال الرسول بولس: “لأني اعلم نشاطكم الذي افتخر به من جهتكم أمام الآخرين” (2 كورنثوس 2:9).

المسيح ولد فمجدوه, المسيح أتى من السموات فاستقبلوه

وكل عام وانتم بخير
الراعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم”

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار احد الآباء الأجداد

“في احتفالنا اليوم بتذكار الجدود لنسبحن بإيمان يا مؤمنون المسيح الفادي الذي عظمه في جميع الأمم. الرب الصانع غرائب العجائب. العزيز القدير. الذي ابرز لنا من نسلهم عصا قوة. هي مريم فتاة الله التقية التي وحدها لم تذق خبرة الزواج. ومنها بزغت الزهرة أي المسيح الذي أثمر للجميع الحياة والنعيم الخالد والخلاص الأبدي” (اللحن الثامن – صلاة الغروب).

أيها الأبناء المحبوبون بالرب الفادي يسوع المسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

إن كنيستنا المقدسة الإلهية, تدعونا اليوم وبفم مرنم الكنيسة, لكي نحتفل ونقيم تذكار القديسين الأجداد ولنسبح فادينا المسيح الإله.

إن الاحتفال بتذكار الآباء الأجداد القديسين يأخذ بعدا روحيا عميقا كوننا نقيم هذه الشعائر في المكان المقدس حيث الرعاة الساهرون على قطعانهم “وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم … وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين : المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة”. في هذا الحدث الهام والمميز كان للجنس البشري دور الشاهد لتجسد وتأنس كلمة الله للمسيح في المغارة القابلة الإله الواقعة قرب مدينة بيت لحم.

إن الآباء الأجداد وخاصة عميدهم وركنهم الأول وأب الآباء البطريرك إبراهيم الذي كان مسقط رأسه بلاد الكلدانيين, قد تربى في بيت وثني يعبد والده الأصنام, علما أن إبراهيم كان نبيها ذا قلب نقي طاهر, لذا وبموهبة خاصة رفض السجود والعبادة للأصنام لان هنالك بون كبير بين الخالق والمخلوق, فحاشا أن يكون الله من ضمن هذه المخلوقات, وبالهام روحي في فهم نظام الكائنات والمرئيات, استطاع أن يسبح الإله الغير المنظور, فدعي بخليل الله وسجد له كالله (الله الغير منظور).

لهذا السبب أصبح أب لكثيرين من الأمم, ومنه ولد البطاركة اسحق ويعقوب, ومن يعقوب ولد يهوذا وإخوته, ومن سبط يهوذا ولد الآباء الأجداد ومن نسلهم ولد المسيح.

بكلام آخر فان إبراهيم يصبح جد المسيح لأنه من نسله: “يظهر لنا عصا قوة هي مريم فتاة الله النقية التي وحدها لم تذق خبرة زواج. ومنها بزغت الزهرة أي المسيح الإله مخلصنا وفادينا”. وبالإضافة لهذا الحدث فقد تنبأ مسبقا اشعياء القائل: “ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل” (اشعياء 14:7).

ويرتل مرنم الكنيسة: “لقد أصبح بنو إبراهيم أنبياء إلهيين كليي الحكمة, فسبقوا عن حرارة قلب واخبروا بالروح القدس عن الكلمة انه يولد من نسل إبراهيم ويهوذا. فبتضرعاتهم يا يسوع ارأف بنا جميعا”.

كنيستنا الأرثوذكسية الرسولية المقدسة, وخاصة كنيسة أورشليم التي منها ارتقى وبأصالة, خليفة الأجداد ومن نسب وصلب إبراهيم مثل القديس يعقوب أخي الرب أول رؤساء أساقفة أورشليم على كرسي الخلافة الرسولية الممتدة بقوة وثبات وبدون توقف, معطية شهادتها الكاملة والحقيقية للمسيح, ليس فقط بالطريقة التبشيرية أو الشركة الإلهية أي ليتروجيا, بل بالطريقة الطبيعية الحرة الأصلية, أو لنقل بأكثر دقة فإنها تقدم شهادة أصيلة بدورها التاريخي في الحفاظ والخدمة والوقاية والسهر, بكل بطولة وأريحية وشهامة في حفاظها على الوزنة التي أودعت بين يديها, ألا وهي الأماكن المقدسة التاريخية, والمزارات الشريفة والطبيعية الموجودة. يعني الأماكن المقدسة: مثل هذا المكان المقدس مكان الرعاة الساهرين في مدينتكم العامرة, والمكان المقدس في مدينة بيت لحم حيث المهد الشريف, وكذلك الأماكن المقدسة للصلب والقيامة في أورشليم.

بكلام آخر أيها الإخوة الأحباء

كنيسة المسيح هي جسد – الإله الإنسان – ربنا يسوع المسيح من ناحية, وكما أن الكنيسة تعبر عن الحدود البيولوجية والاثنية والعنصرية, فهي فلك سر التدبير الإلهي. يعني الفلك الذي به وفيه يتم تحقيق سر الخلاص للبشرية جمعاء بالمسيح.

هنا يتضرع المرنم قائلا: “لقد بررت الجدود بالإيمان أيها المسيح الإله. وسبقت فخطبت بهم الكنيسة التي من الأمم. فالقديسون يفتخرون مباهين بأنه من نسلهم أينعت ثمرة شهيرة شريفة. هي الفتاة التي ولدتك بلا زرع. فبتضرعاتهم خلص نفوسنا.

أيها الإخوة الأحباء

كنيسة المسيح تعدنا وتهيئنا بفم أبائها القديسين حاملي الإله, لنجهز ونعد نفوسنا لنعيد ميلاد المسيح بالطريقة الروحية الإلهية, وليس بالطريقة الجسدية والدنيوية, بالطريقة الملائمة والمناسبة لله, وليس بالطريقة الاثنية والأممية كما يأمرنا الرسول بولس:

“فأقول هذا واشهد بالرب أن لا يسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضا ببطل ذهنهم إذ هم مظلمو الفكر ومتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم”. (افسس 17:4 – 18).

هلموا نحتفل كلنا بالتذكار السنوي للآباء الذين نبغوا قبل الشريعة, إبراهيم والذين معه, ونكرم سبط يهوذا بحق واجب, ونعتصم بدقة بأقوال الأنبياء. فنهتف مع اشعياء النبي بصوت عظيم قائلين : “ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا”.

هذا هو بالتدقيق ابن العذراء مريم عمانوئيل فنمجده بقلوب نقية وحارة. هدا هو عمانوئيل الذي أحنى السموات ونزل إلى الأرض. المسيح قد ولد فمجدوا, المسيح أتى من السماء فاستقبلوا.

هذا لأنه كما يقول مرنم الكنيسة: الآن يأتي رجاء الأمم وافدا من العذراء. وبيت لحم تفتح عدنا المغلقة فتحا يليق باقتبال الكلمة متجسدا تضجع الجسد في مذوذ. آمين.

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة افتتاح المزار التاريخي الرومي البيزنطي

سلام الله عليكم

أخواتي وإخواني شركاءنا في عبادة الله الواحد خالق السماء والأرض وما عليهما, كم يطيب لنا ويسعدنا أن نجتمع ألان في هذا اليوم الأغر تحت رعاية قائد المسيرة وحامي القضية وحامل لوائها حارس القدس الشريف والفارس الجسور الذي يمتطي صهوة العاصفة للدفاع عن القدس الشريف جلالة ملكنا المعظم عبد الله بن الحسين حفظه الرب ورعاه,

أصحاب النيافة عطوفة محافظ محافظة مادبا.
سعادة رئيس بلدية مادبا
سعادة السفير اليوناني في أردننا الهاشمي السيد ايراكليس استيرياذيس
أصحاب المعالي الوزراء والنواب المحترمين
قدس وكيلنا ألبطريركي في مادبا الارشمندريت اينوكينديوس
الآباء الأجلاء وكلاء الكنائس رؤساء المؤسسات الرومية الأرثوذكسية الرومية الشخصيات الوطنية والاعتبارية
أبناء كنيستنا الرومية في مادبا في أردننا الغالي جزيلي الاحترام

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع

إن الكتاب المقدس يقول (ما أجمل وما أطيب أن يلتقي الإخوة معا) وها هو لقاؤنا اليوم في مدينة مادبا في الأردن العزيز بمناسبة افتتاح وانجاز وأعمار المزار التاريخي الرومي البيزنطي لهذه الكنيسة القديسة باسم قديسنا مرتيريون بدعم ومساندة من الحكومة اليونانية وكن نود أن نكون معك وبينكم في هذا الافتتاح الكبير وهذا اللقاء الجميل وبهذا الانجاز الرائع العظيم الذي تم انجازه تحت رعاينا ومسؤوليتنا لولا الظروف الصحية التي ألمت بنا فرأينا من المناسب أن ننتدب عنا ليمثلنا وكيلنا ألبطريركي في قدسنا الشريف وممثلنا الشخصي لينوب عنا سيادة المتروبوليت السيد ايسيخيوس جزيل الاحترام ليفتتح معكم هذا المزار وهذا المركز الروحي الأرثوذكسي البيزنطي في مدينتنا مادبا التي لها أهمية كبيرة من الناحية الدينية والتاريخية والعالمية وخاصة يوجد فيها خارطة فلسطين الحبيبة من الفسيفساء النفيس الغالي الثمن الذي يأتي إليها جميع أنحاء المعمورة من اجل التبرك منها ونيل البركة والتي هي تابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس في القدس الشريف أم الكنائس وكما تعملون بان بطريركية الروم الأرثوذكس تعمل بجهد واجتهاد وبإصرار من اجل المحافظة على الأماكن المقدسة التاريخية في أردننا الهاشمي وفي الأراضي المقدسة وتحافظ دائما على العلاقات التاريخية المميزة بين الديانات السماوية وخاصة الإسلامية والمسيحية من اجل أن تجسد الوحدة والمحبة والاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون وقبول الأخر والمحافظة على النموذج الإنساني والاجتماعي والديني في مجتمعنا الأردني العزيز الغالي الذي نعتز ونفتخر به.

وبهذه المناسبة السعيدة, ننتهز هذه الفرصة لنقول كلمة حق لولا حكمة وحنكة ودراية وسياسة جلالة ملكنا المعظم الملك عبد الله بن الحسين وحكومته الرشيدة لما استطعنا أن نحقق أمالنا وأهدافنا التي نصبو إليها ولما استطعنا انجاز هذا العمل الكبير وهذا الافتتاح الجميل وأننا ندرك جيدا وأننا على يقين بان النسيج الاجتماعي والإنساني والديني الذي نعتز به عبر العصور يدل بكل فخر واعتزاز على العلاقات المميزة بين المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة اليونان والعلاقة التاريخية التي نعتز بها ونفتخر بين بطريركيتنا أم الكنائس وأردنا الهاشمي الغالي وإننا نعهد لله سبحانه وتعالى وأمامكم بان نبقى أوفياء ومخلصين لأردننا الهاشمي وان علاقتنا التاريخية لن ولن تتزعزع أبدا ولا يفرقها احد, في الختام لا يسعنا إلا أن نشكر من أعمق أعماق قلوبنا حكومة اليونان لدعمها المادي من اجل أعمار وترميم هذا الإرث الرمي البيزنطي الأرثوذكسي بمساعي ابننا الغالي سفير اليونان في الأردن الهاشمي السيد ايراكليس استيرياذيس الذي كان له الفضل الكبير في انجاز هذا العمل الكبير, نشكر أيضا كل من ساهم وتعاون من اجل إتمام هذا العمل الدؤوب.

إلف مبروك
أدامكم الله جميعا ذخرا وسندا للكنيسة ولأردننا الحبيب

البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




استقبال جلالة الملك الأردني في مدينة حصن الأردنية

في يوم الأحد الموافق 23 كانون الأول 2012, زار صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ملك المملكة الأردنية الهاشمية, العائلة الأرثوذكسية الكبيرة نمري وسائر الأرثوذوكسيين والغير أرثوذكسيين في كلية الحصن بمحافظة اربد, وهنا الطوائف المسيحية في المملكة بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية. وقد استقبله في زيارته هذه ممثلي الطوائف المسيحية وعدد كبير من وجهاء وأبناء المدينة الذي استغلوا الفرصة واستقبلوا بحرارة جلالته ليعبروا له عن رضاهم الكامل, وعن التعايش الكبير بين المسيحيين والمسلمين.

حضر هذه المناسبة وفد كبير من أخوية القبر المقدس بقيادة غبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم وسائر أعمال فلسطين والأردن كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وكل من نيافة مطران فيلاذلفية فينيديكتوس, النائب ألبطريركي نيافة مطران كابيتولياذوس ايسيخيوس, الأمين العام نيافة رئيس أساقفة قسطنطين اريسترخوس, الارشمندريت فيلومينوس رئيس طائفة بيرزيت, الارشمندريت خريستوفوروس الوكيل ألبطريركي في شمالي المملكة الأردنية الهاشمية وفي مدينة الحصن.
وفي هذه المناسبة ألقى غبطة البطريرك كلمة عبر فيها عن تقدير ومعرفة الطوائف المسيحية لحرص جلالة الملك على تهنئتهم في الأعياد المجيدة, تستطيعون قراءة الكلمة الكاملة على الرابط التالي: https://ar.jerusalem-patriarchate.info/2012/12/22/1754/

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
ترجم من اللغة اليونانية على يد شادي خشيبون