توزيع الشهادات على خريجي مدرسة القديس جوارجيوس البطريركية

أقيم مساء يوم السبت الموافق 21 أيار 2022 حفل توزيع الشهادات على خريجي مدرسة القديس جوارجيوس البطريركية في مدينة رام الله.

أقيم الحفل في قاعة الإحتفالات في فندق المدينة بحضور صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يرافقه سيادة رئيس المطران أريسترخوس، قدس الأب عيسى المصلح, قدس الأرشمندريت غلاكتيون، سيادة متروبوليت هيلينوبوليس كيريوس يواكيم، وأيضاً بحضور رئيس اللجنة الفلسطينية لشؤون الكنائس السيد رمزي خوري مع مدير مكتبه السد هاني عميره، مدير مدارس البطريركية في الضفة الغربية الدكتور عوده قواس، القنصل اليوناني العام في القدس السيد إيفانجيلس فليوراس، ممثلي وزارة العمل الفلسطينية، أولياء أمور الخريجين وعدد كبير من الحضور.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني، تلاه عزف النشيد الوطني اليوناني، ترنيمة للشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ترحيب بصاحب الغبطة، قراءة الإنجيل بحسب القديس متى “أنتم نور العالم” و قراءة من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس، قراءة من القرآن، نشيد المدرسة، وأخيراً تسليم العصا من خريجي العام الدراسي 2021-2022 إلى طلاب المرحلة النهائية للعام الدراسي 2022-2023.

ومن ثم تحدث مدير المدرسة السيد جلال محيسن مؤكدا على أهمية الرسالة التربوية للمدرسة والتي تنعكس من خلال عدد الخريجين الملتحقين بالجامعات، كما أشار إلى الدعم المعنوي والمادي للبطريركية الأورشليمية للمدرسة.

بعد كلمة مدير المدرسة تم تكريم الطلاب المتفوقين بمدل 98,5% وكلمة طلاب المدرسة باللغتين العربية والإنجليزية، ثم فقرات من الأغاني الشعبية والرقص الفلكلوري الفلسطيني.

وأختتم الحفل بكلمة صاحب البطريرك القاها الأب عيسى مصلح الذي أكّد أن الفوج الثامن عشر مهداه لروح البطلة شيرين أبو عاقله:

سيادة المتروبوليت يواكيم مساعدنا و معاوننا رئيس لجنة مدارس بطريركية الروم الأرثوذكس الجزيل الاحترام 

سيادة العين الدكتور عودة القواس الرئيس التنفيذي لمدارس بطريركية  الروم الأرثوذكس الجزيل الاحترام 

المربي الفاضل الأستاذ القدير جلال محيسن مدير المدرسة الجزيل الاحترام،

حضرات المعلمات والمعلمين وأولياء أمور الطلاب المحترمين،

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب و الأسماء و الصفات الاعتبارية و الشخصية و الرسمية 

سلامُ المحبة لكمْ جميعاً

يسعدُنا  أنْ نُعبّرَ لكمْ عنْ وافرِ فرحتِنا وابتهاجِنا ونحنُ نقفُ بينكُم في هذا اليومِ الّذي نحتفلُ به سويّاً لنخرج مجموعة من بناتِنا وأبنائِنا الذين أنجزوا مرحلةً هامة مِن مراحلِ حياتِهم، وإنّنا بذلكَ نتقدّمُ بالكثيرِ مِنَ الامتنانِ والاحترامِ لأولياءِ الأمورِ والهيئتيْن الإداريّةِ والتدريسيّةِ على ما قدّموهُ منْ جهدٍ وعطاءٍ في سبيلِ الوصولِ بطلّابِنا إلى أعلى المراتبِ والدّرجاتِ ومساعدتهم للانطلاقِ نحوَ أولى خطواتِ مستقبلهم.

إن مِن أهمِّ الأمورِ الّتي علينا أن نعيها أنَّ التّعليمَ يُعتبرُ البنيةَ الأساسيّةَ الّتي يتكئ عليها المجتمع، لذلكَ علينا أن نتمسك بهِ وأن نعمل على تطويرهِ ومسايرةِ التّجدّدِ السّريعِ الحاصلِ في العالم، لكي تتمكّنَ الأجيالُ منْ مواكبةِ مجالاتِ الحياةِ لبناءِ الوطن و استقلال الذات .

إنَّ طالبَ العلمِ هو هدفُنا الذي نسعى من أجله ، لذلكَ فمنْ واجبِنا أنْ نوفّرَ لهُ كلِّ المقوّماتِ الّتي تتيحُ لهُ الاستمرارَ نحوَ الأفضل، كما أنَّ تهيئةَ الظّروفِ المناسبةِ هي منْ أهم حقوقِ المرءِ الوضعية الّتي منْ خلالِها سيقومُ بواجباتِه نحوَ أسرتهِ ومجتمعهِ ووطنهِ .

الحضور الكرام ،،

إنَّ النّظامَ التّعليميَّ في أيّة دولةٍ هو الأساسُ الراسخُ والدعامةُ الأولى ليكتملَ البناءُ ويَقوى و لتستمر الحياة ، فالتّعليمُ يصنعُ الأيادي المعطاءة  الّتي تعمّرُ وتبني وتُطوّر، ومنْ هذا المنطلقِ لا يسعُنا إلّا أنْ نقولَ كلمةَ حقٍّ في معلّماتِنا ومعلّمينا فهم من يبنون و يصنعون الأجيال ، فهاماتُهم تعانقُ المجدَ وأياديَهُم تغرسُ بذورَ الحبِّ والأمل، وبعطائهِم تستمرُّ المسيرة .

وقيل في التعليم : الزراعة تسد الجوع و الصناعة توفر الاحتياجات لكن التعليم يزرع و يصنع وطنا

و في هذا المقام لا ننسى أن نرسلُ تحيّةً منَ القلبِ إلى أسرةِ التّربيةِ والتّعليمِ الحاملةِ رايةَ هذه الرّسالة، فنحنُ نُثني على جهودِكم ونباركُ ثمرةَ إنجازاتِكم.

وحيثُ أنَّ بناءَ الإنسانِ هو قبلَ كلِّ شيء، فهذا ما يحتاجُه طلابُنا اليومَ، فإذا أردتَ أن تبنيَ حضارةَ فعليك ببناء الأسرة ثم عليك برعاية التعليم ثم عليك برفع القدواتِ والمرجعيات. فحتّى تبني الأسرةَ عليكَ برعايةِ دورِ الأمّ في تربيةِ أبنائِها والاهتمامِ بها لبناءِ جيلِ المستقبل، وكي ترعى التعليمَ عليكَ بالمعلّمِ اجعلْ لهُ أهمية في المجتمعِ وارفعْ من مكانتِه حتّى يقتدي بهِ طلّابُه، وكي ترفعَ القدواتِ عليكَ بالعلماءِ اجعلْهُم القدوةَ للجميعِ حتّى يعلو شأنُهم ولا تشكّكْ بقدراتِهم حتّى يُسمَعَ لهم.

وإنّنا نغتنمُ الفرصةَ مِن خلالِ هذهِ المناسبةِ الطّيبةِ على قلوبِنا جميعاً لنشيرَ إلى التّقدّمِ العلميِّ الّذي حصلَ في هذهِ المدرسةِ خلالَ الأعوامِ المنصرمةِ وعلى كافّةِ الأصعدةِ المتعلّقةِ بالعمليتيْن التّربويةِ والتّعليميّة، ممّا أتاحَ الفرصةَ لطلبتِنا الأعزاءِ أن يحصلوا على نتائجَ مشرّفة في الامتحاناتِ العامّة، على الرغم من جائحة كورونا التي اجتاحت العالم و حدّت من التقدم في الكثير من المجالات إلا أن الإدارة العليا لمدارس البطريركية و على رأسها سعادة العين الدكتور عودة القواس و بحكمته الرزينة استطاعت التغلب على هذا الفايروس بمعية مدير المدرسة الأستاذ جلال محيسن، كما لا ننسى الدور الريادي الذي يقوم به رئيس لجنة المدارس المتروبليت يواكيم الجزيل الاحترام برعايته و دعمه المعنوي و المادي لمدارس البطريركية.

الحضور الكرام :

إنّ هذا الصّرحَ الأكاديميَّ الثّقافيَّ العربيَّ الرّوميَّ بمعلميه و إدارته قدْ خرّجَ أشخاصاً لهمْ مراكز مرموقةٌ وعاليةٌ في مجتمعِنا الأصيلِ والّذينَ نفتخرُ ونعتزُّ بهِم  .

وفي الختامِ لا يسعُنا إلّا الدعاءَ لأبناءِ شعبِنا الفلسطينيِّ بأنْ تتحققَ آمالهم بالسّلامِ والحرّيّةِ والاستقرارِ وقدْ حقّقوا أهدافَهم الّتي يثابرونَ منْ أجلِها كشعبٍ يستحقُّ الحياةَ بإقامةِ دولتِهم الفلسطينيّةِ وعاصمتُها القدسُ الشّريفُ قدسُ الأقداسِ تحتّ ظلِّ القيادةِ الحكيمةِ لفخامةِ الرّئيسِ محمود عبّاس رئيس دولةِ فلسطينَ حفظهُ الله ُورعاه، وأنْ يعمَّ السّلامُ والحبُّ في جميعِ الأراضي المقدسة وفي منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره و نرجو لكم عاما خاليا من الوباء و البلاء و الغلاء وكل عام وأنتم بألف خير.

في نهاية الحفل قام غبطة البطريرك بتسليم الشهادات للطلاب الخريجين، متمنياً لهم كل التوفيق والنجاح في جميع المجالات والدراسات المهنية والتعليم العالي.

وختاماً كان هناك تكريم فخري ولوحة فخرية للمتميزين في التدريس وخاصة لوالدي البطلة شيرين أبو عاقله، وكذلك كلمة تأبينية لروحها ألقاها ممثل قناة الجزيرة السيد فايز أبو سمير.

مكتب السكرتارية العامة

 




أحد المخلع في البطريركية

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 15 أيار 2022 (2 أيار شرقي)  بأحد المخلع وهو الأحد الرابع بعد الفصح المجيد. ترأس صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي في بلدة الرينة قضاء الناصرة حيث كان بإستقباله فرق الكشافة وأبناء الرعية الأورثوذكسية.

شارك غبطة البطريرك في خدمة القداس الإلهي سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس, قدس الأرشمندريت أرتيميوس, راعي الكنيسة الأورثوذكسية في الرينة قدس الأب سمعان بجالي, قدس الأب إستيفانوس من الكنيسة اليونانية, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, والشماس الأب إفلوغيوس.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الأحد الرابع من الفصح “أحد المخلع” في الرينة 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

كان إنسانٌ طريحاً في الأسقام عند البركة الغنميّة فلما شاهدك يا رب هتف: ليس لي إنسانٌ حتى إذا تحرك الماء يلقيني فيه. فللحين ترأفت عليه يا مخلص وقلتَ له لأجلك صرت إنساناً ومن جرائك اشتملت بشرةً وتقول ليس لي إنسانٌ. ارفع سريرك ماشياً. هذا ما يتفوه به مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

عجيب هو الله الذي جمعنا هنا اليوم مع رعيتكم المُحبة للمسيح في مدينتكم الرينة، لكي بفرحٍ وابتهاج نُعيّد لفصح الرب مقيمين تذكار عجيبة شفاء المخلع الذي كان له في المرض ثمانية وثلاثين سنة عند البركة الغنميّة.

وقد صنع ربنا يسوع المسيح خلال حضوره على الأرض علامات وعجائب لكي من جهةٍ يظهر مجده الإلهي ويؤمنوا به ومن الجهة الأخرى لكي يوضح أنه من خلال طاعته والإيمان به أي الإيمان بابن الله وكلمته يمنح قوة الشفاء والصحة لكل الذين يسألونه.

ويقول القديس يوحنا الإنجيلي:” وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً .هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ »أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. (يوحنا 5: 5-7)

ويفسر قول الإنجيل هذا آباء الكنيسة القديسين قائلاً: لماذا مخلصنا المسيح قد اختار هذا المخلع؟ وذلك لأنه كان يُعاني من مرضٍ عضال وحتى يُظهر محبته للبشر وقوته، فأمّا قوته لأن المرض هو عضال وغير قابل للشفاء وأصبح مرضه ميؤوس منه، وأما لمحبته للبشر فلأّن هذا المخلع مستحق للرحمة والشفقة لهذا فقد نظر إليه أولاً المسيح المحب البشر قبل أي مريض آخر.

وحَوْلَ سؤال يسوع للمخلع (أتريد أن تبرأ؟) فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم بأن يسوع بما أنه طبيب نفوسنا وأجسادنا فهو يذكر الشلل المزدوج، شلل النفس الذي نتج بسبب الخطايا والشلل الأخر هو شلل الجسد. وبكلام آخر عندما يتكلم

الكتاب المقدس عن الخطيئة فعلينا أن نعلم أنه مرض البشر النفسي والجسدي الذي جلب لنا الموت والفساد كما يقول الرسول بولس آخذاً بعين الاعتبار آدم القديم :مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ (رومية 5: 12).

ويستند القديس يوحنا المعمدان على قول النبي أشعياء قائلاً: لكِنَّ “أي المسيح” خطايانا حَمَلَهَا (اشعياء 53: 4) وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَم (يوحنا 1: 29) والحكيم بولس يقول فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا على ما في الْكُتُبِ (1كور 15: 3).

وعدا عن هذا فإن القديس كيرلس الأوروشليمي يقول بأن الرب قد جاء إلى الأرض” لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ (عبرانيين 2: 14) ولِيعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ (لوقا 1: 77) ولنسمع ماذا يقول هذا الأب القديس: حيثما يظهر يسوع، هناك يكون أيضاً الخلاص. إذا رأى عشاراً جالساً عند مكان الجباية يجعله رسولاً ومبشراً، إذا كان مدفوناً بين الموتى يقيمه، يعطي البصر للعميان والسمع للصم. عندما يمشي حول البركة، لا يفعل ذلك لكي يُعاين البنايات بل لكي يشفي المرضى.

ومن الجدير بالذكر بأن المخلع لم يشفَ بسبب طبيعة مياه البركة بل من فعل وقوة كلمة مخلصنا يسوع المسيح كما يقول المرنم: يا رب إن المخلع لم تشفهِ البركة لكن كلمتك جددته ولم يعوقه السقم الكثيرة سنينه لأن فعل صوتك ظهر قاطعاً أحد من السقم وطرح الوزر العسر الحمل وحمل ثقل السرير شهادة بوفور رأفتك المجد لك.

إن الإنسان المخلع كما يشهد القديس يوحنا الإنجيلي أصبح صحيحاً مُعافًى عندما سمع صوت يسوع قائلاً له: “قم احمل سريرك وامشِ” إن سرعة فعل وقوة الصوت الشفائية ليست هي إلا نعمة الروح القدس روح المسيح التي ظللت المخلع.

ونقول هذا بأن كنيسة المسيح المقدسة هي البِركة أي عيادة نفوسنا وأجسادنا وأما الأسرار المقدسة والتي تتم بنعمة الروح القدس هي أدوية الشفاء كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: فإن طريقة العلاج هي عامة وشائعة والأدوية متاحة للجميع ولكن الشفاء ليس شائعاً ومتاحاً للجميع، لكنه ينجح وفقاً لإرادة أولئك الذين يستخدمونه.

إننا معيدون اليوم لفصح الرب أيها الإخوة الأحبة ولنسمع صوت مخلصنا الإلهي القائم من بين الأموات قائلاً: هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ. (متى 28: 20) ومع المرنم نهتف قائلين: أيها الرب المخلص لما نهضت من الأموات أنهضتنا معك من الآلام بقيامتك وأبطلت كل اعتزاز الموت لأجل هذا نصرخ إليك بإيمان هاتفين: اذكر إيانا أيضاً في ملكوتك.

المسيح قام

كل عامٍ وأنتم بألف خير

على مائدة المحبة القى صاحب الغبطة الخطاب التالي:

يهتف صاحب المزمور قائلاً:”اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ. (مز 144: 14).

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين

السادة أعضاء لجنة الكنيسة المحترمين

أيها المسيحيون الأتقياء

إن نور مخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات قد ملأ السماء والأرض وما تحت الثرى هو قد جمعنا اليوم ههنا لكي نرتل مع القديس يوحنا الدمشقي قائلين: لقد تمسكنت طوعاً لمسكنة آدم أيها المسيح الإله، فأتيت إلى الأرض متجسداً من عذراء. واقتبلت الصلب لكي تعتقنا من عبودية العدو. فيا ربّ المجد لك.

ونتساءل من هو عدو الإنسان؟ هو الشيطان الذي هو رئيس عالم ظلمة هذا الدهر، الذي يتسلط على الناس لذلك فإن المسيح قد حررنا من الشيطان وتسلطه بقيامته كما يقول الإنجيلي لوقا في سفر أعمال الرسل: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أن يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ. (أعمال 10: 37-38) لهذا فإن ابن وكلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تأنس وتجسد من دماء النقية الدائمة البتولية والدة الإله العذراء مريم بالروح القدس قد صار على شكلنا نحن البشر حتى يغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده أي جسده القائم من بين الأموات.

وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة إن المسيح قد داس الموت بنفسه أي انتصر على موت الفساد وموت الخطيئة وبتوضيح أكثر على موت شلل وكُساح النفس والجسد وذلك لأنه بحسب القديس أثناسيوس الكبير حتى يتصالح الله مع الإنسان وتكون هناك حرية كاملة لكل الجنس البشري من خلال إنسان الشكل الجديد لصورة ابن الله ربنا يسوع المسيح.

فنحن أيها الإخوة الأحبة بما أننا أعضاء كريمة لجسد المسيح فإنه لدينا بيتنا “البركة الغنمية” والذي هو كنيسة المسيح المقدسة، حيث أن بها دائماً طبيب نفوسنا وأجسادنا حاضرٌ باستمرار بصورة منظورة وغير منظورة. إن هذا الإحسان العظيم الفريد قد منحه لنا بتدبيره الله المحب البشر.

إن هذا التدبير الإلهي ليس هو إلا أمنا وغذائنا الطبيعي وهي كنيسة آوروشليم والتي هي بطريركية أوروشليم العامرة والتي على مر العصور قد برهنت أنها عامود الحق وقاعدته في المسيح، فهي ثبات الإيمان في المسيح وحارسة المؤسسات الوطنية ومعاديةً لكل عبادةٍ نافلةٍ جديدةٍ كالعولمة والنظام الجديد.

إن المسيح وفقط المسيح وكنيسته هي جرن الحياة وميناء أماننا فلا نذهب إلى أي مكان آخر ولتكن أعيننا وانتباهنا فقط على المسيح لا غيره والذي هو رئيس إيماننا وأساسه ومكمله كما يكرز بولس الرسول قائلاً: نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ (عبر 12: 2).

المسيح قام  كل عام وأنتم بخير

مكتب السكرتارية العامة




لقاء رئيس بلدية القدس برؤساء الكنائس

التقى رئيس بلدية القدس السيد موشيه ليون بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 9 أيار 2022 برؤساء الكنائس في المدينة المقدسة في دير الفرنسيسكان في القدس – حراسة الأراضي المقدسة.

خلال اللقاء خاطب الرئيسالروحي لأخوية الفرنسيسكان الأب فرانشيسكو باتون رئيس البلدية مشددًا على أن عيد الفصح اليهودي قد تم الاحتفال به مؤخرًا، حيث يتذكر اليهود الحرية التي أعطاهم الله إياهم من عبودية مصر. وتم الاحتفال بعيد الفصح المسيحي باعتباره انتقالنا من عبودية الخطيئة إلى حرية المسيح القائم من بين الأموات. كما تم الاحتفال بشهر رمضان باعتباره فترة لاكتساب فضائل الصيام ومساعدة الفقراء.

كل هذا حدث في المدينة المقدسة التي هي مثالاً للعيش المشترك والأخوة، ومجتمع القيم ومبادئ الحياة. “بإيماننا بهذه الأخوية، نتمنى لكم السيد رئيس البلدية والحكمة والقوة للعمل من أجل ازدهار جميع مواطني القدس بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم”.

بهذه المناسبة ، قدّمت أخوية الفرنسيسكان شعارها إلى رئيس البلدية.

بعد الأب باتون القى كلمة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث:

“Mr. MAYOR,

Your Beatitudes,

 Your Eminences,

Your Graces,

Ladies and Gentlemen

We thank you, Mr. MAYOR, for your kind invitation to this gathering in this festive season. This is a time of the year when the eyes of the world are turned toward Jerusalem, and when we are most aware of the importance of Jerusalem not just for those of us who live here, but for the whole of humanity.

As the focal point of the divine-human encounter, Jerusalem has a universal significance that transcends all human boundaries and divisions. We are all sons and daughters of Jerusalem, and Jerusalem is the spiritual home of all people of goodwill, regardless of their origin or creed. As we read in the Scriptures, “Jerusalem, Jerusalem… how often have I desired to gather your children together as a hen gathers her chicks under her wings” (Luke 13,34).

This Paschal season makes visible the mission of the Church in maintaining this special character of Jerusalem and in upholding the multicultural and multifaith heritage that we share. As you are well aware, this unique identity of Jerusalem and its universal vocation are the serious peril from Israeli radical groups whose actions threaten the very fabric and foundation of this Holy City. So egregious is their activity,that it is catching the attention of religious and governmental leaders around the world, who recognize the dangers of such groups, and we cannot but express our deep concern to you.

The Churches are willing to work together with you for the common benefit and common good of all our people, but this work must rest upon mutual respect and the security of the historic rights and privileges of the communities that make up our society. We wish to take this opportunity to acknowledge and thank our fellow Heads of the Churches, especially His Paternity Father Francesco, who has been instrumental in building up our common witness.

We are living in challenging times, and the role of Jerusalem is of greater significance to the human family than ever before. We understand fully the complexities of the issues that we face, and we are committed to finding appropriate solutions that will contribute to the well being of all our people.

MAY God bless you, Mr. MAYOR, and your colleagues, in the work that you do on behalf of our Holy City and all who live here and come here on pilgrimage.

Thank you”.




الإحتفال بأحد حاملات الطيب في البطريركية

إحتفلت البطريركية الاورشليمية  يوم الأحد الموافق 8 أيار 2022 (25 نيسان شرقي) بأحد حاملات الطيب والقديس يوسف الرامي (من أريماثيا) الذي طلب من بيلاطس البنطي إنزال جسد السيد المسيح من على الصليب ولفه بكتّان ووضعه في قبر, وبتذكار النسوة حاملات الطيب اللواتي أتين الى القبر ليطوبن جسد الرب كما كانت العادة عند اليهود لكنهن وجدن الحجر مدحرجاً عن باب القبر ليصبحن شاهدات على قيامة الرب يسوع المسيح من بين الاموات.

في مدينة الرملة (أريماثيا) ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي الإحتفالي يشاركه سيادة رئيس أساقفة يافا كيريوس ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة طابور كيريوس ميثوذيوس, وآباء من أخوية القبر المقدس, بحضور عدد كبير من أبناء الرعية الأوثوذكسية في الرملة والمنطقة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد حاملات الطيب في مدينة الرملة

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يشهد القديس مرقس الإنجيلي: في ذلك الزمان جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.فَاشْتَرَى كَتَّانًا، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتًا فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ. (15: 43-46)

أيها الإخوة المحبوبون

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء

تُكرم اليوم كنيسة المسيح المقدسة بإجلال ووقار تذكار النسوة القديسات حاملات الطيب وأيضاً تذكار تلميذ المسيح الخفي القديس يوسف الذي من الرامة، أي من مدينتكم الرملة، وأيضاً نيقوديموس التلميذ الليليّ. وبحسب شهادة الإنجيليين فإن النسوة الحاملات الطيب أصبحن الشاهدات بالقيامة الغير كاذبات. وأما يوسف ونيقوديموس هما شاهدا دفن ربنا يسوع المسيح وأيضاً شاهدا طبيعة المسيح الإله المتأنس.

لقد رأت النسوة حاملات الطيب أولاً القيامة وبشرن تلاميذه بذلك، بحسب السنكسار فإن النسوة قد أصبحن الشاهدات أولاً بقيامة المسيح «لاَ تَنْدَهِشْن أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. (مرقس 16: 6) وأما يوسف ونيقوديموس فقد امتازوا بجرأتهم وشجاعتهم كما يقول القديس الإنجيلي مرقس جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. (مرقس 15: 43).

أيها الأحبة إن قيامة المسيح تُشكل ملئ الناموس والأنبياء أي الإعلان والكشف عن هدف سر تجسد وتأنس كلمة الله من دماء النقية والدة الإله الدائمة البتولية مريم. وبكلام آخر إنه قد أُعطي للنسوة حاملات الطيب ولتلميذي المسيح الخفيين يوسف ونيقوديموس نعمة الشهادة وإذاعة ما سَمِعْوه، وما رَأَوهُ بِعُيُونِهم، وما شَاهَدْوهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِيهم.

إن نعمة الروح القدس هذه قد أعطيت للقديس بولس الرسول عندما دُعي لرتبته الرسولية هذا الذي كان قَبْلًا مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَمُفْتَرِيًا. (1تيم 1: 13) فلنصغي إليه قائلاً: أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، أُعْطِيَتْ هذِهِ النِّعْمَةُ، أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى

الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى، وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِكَيْ يُعَرَّفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ، بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ (أفسس 3: 8-9).

نحن أيها الإخوة الأحبة أعضاء جسد المسيح أي كنيسته المقدسة التي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. (أعمال 20: 28) الذي أصبحنا نحن مساهمين ومشاركين بغنى المسيح الذي لا يُستقصى والاستنارة في شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله وفي حكمته المتنوعة.

حقاً إن كنيسة المسيح هي قبره الفارغ الخالي حيث نأخذ و”نحيا” خبرة قيامتنا مع المسيح في شركة جسده ودمه في القداس الإلهي كما يقول الرب مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ (يوحنا 6: 54). إن كنيستنا المقدسة كنيسة المسيح هي مكان وموضع “فصح الرب” حيث هذا المكان أو بالأحرى نقول القبر الفارغ الذي منه أجازنا المسيح إلهنا من موت الخطيئة والفساد إلى الحياة الأبدية ومن الأرض إلى السماء كما يقول المرنم: إنّنا معيّدون لإماتة الموت ولهدم الجحيم، ولباكورة عيشة أخرى أبديّة، وبارتكاضنا نسبحّ من هو علّة هذه الخيرات أعني به إله آبائنا المبارك والممجّد وحده”.

ويوبخ القديس بولس الرسول أولئك القائلين أنْه لَيْسَ هناك قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ (1كور 15: 12). إذ يوضح الرسول قائلاً: إذا لم يقم المسيح فإن إيمان المسيحيين عبثاً وبدون أي مضمون وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ (1كور 15: 14). لهذا فإن الرسل القديسين والإنجيليين يؤكدون على قوة الإيمان. وأما الرسول بولس فيقول: فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ، مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ، وَمُوَطَّدِينَ فِي الإِيمَانِ، كَمَا عُلِّمْتُمْ. (كولوسي 2: 7). والقديس يهوذا أخو القديس يعقوب أخو الرب يكتب في رسالته قائلاً: أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ. (يهوذا 1: 3). ويكرز الرسول يوحنا اللاهوتي قائلاً: وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. (1يوحنا 5: 4) فلا يقدر شيء على مواجهة إيماننا والذي من خلال الأعمال يحصل لنا على الظفر كما يشرح ذلك القديس كيرلس الإسكندري.

إننا معيدون لإماتة الموت ولعيشة أخرى أي باكورة الحياة الأبدية يقول المرنم الذي أصغى لكرازة القديس بولس الرسول لكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. (1كور 15: 20). وبكلام آخر إن المسيح هو إله تام وإنسان تام وقد صار باكورة الراقدين وذلك لأنه هو أول واحد من البشر قد داس الموت تماماً كما أن آدم الجد الأول قد ولج إلى موت الخطيئة وأصبح باكورة الساقطين في الفساد، يقول القديس كيرلس الإسكندري.

وبحسب القديس غريغوريوس بالاماس فإن قيامة الرب هي تجديد الطبيعة البشرية وإعادة إحياءها وإعادة جبلها وإصعادها نحو حياة آدم الأول الخالدة التي ابتلعها الموت بسبب الخطيئة وعاد بالموت إلى الأرض التي منها جٌبلَ.

وكما أن أول من رأى آدم هي حواء وهكذا أول من رأى المسيح القائم من بين الأموات هي والدة الإله كما يؤكد القديس غريغوريوس بالاماس قائلاً: إن إنجيل قيامة الرب في الواقع قد قبلته أولاً والدة الإله العذراء مريم ورأت قبل غيرها من البشر القائم من بين الأموات وسجدت لهُ وتمتعت بكلامه الإلهي.

فبقيامة ربنا وإلهنا يسوع المسيح قد فُتح الدخول لملكوت السماوات أيها الإخوة الأحبة لهذا فإننا نتضرع إلى سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم الفائقة البركات وأم الله والنسوة الحاملات الطيب واللذان دفنا الرب يوسف الذي من الرامة واللاهوتي نيقوديموس لكي بتوسلاتهم يؤهلنا الرب إلهنا لملكوت السماوات.

المسيح قام

كل عام وأنتم بألف خير

على مائدة المحبة التي أعدها الرئيس الروحي في الرملة قدس الأرشمندريت نيفون وأعضاء المجلس الرعوي القى غبطة البطريرك الخطاب الآتي:

اِهْتِفِي للهِ يَا كُلَّ الأَرْض رَنِّمُوا بِمَجْدِ اسْمِهِ. اجْعَلُوا تَسْبِيحَهُ مُمَجَّدًا. (مزمور 65: 1)

أيها الآباء القديسين الأجلاء والإخوة

حضرة السيد رئيس لجنة الوكلاء وأعضاءها المحترمين

قدس الأب الأرشمندريت نيفون الجزيل الاحترام

إن نعمة تلميذ المسيح الخفي يوسف قد قادت خطواتنا إلى مدينته وموطنه الأصلي والتي هي بحسب الكتب المقدسة “الرامة” والتي تُعرف اليوم بالرملة، لكي نعيد معاً مع رعيتنا الرومية الأرثوذكسية الأتقياء الذين يحيون في هذه المدينة بفصح الرب أي دفنه الثلاثي الأيام وقيامة ربنا يسوع المسيح المجيدة 0

إن حدث اجتماعنا الفصحي المبارك كهنةً وشعباً والذي يُبرهن على القوة الجوهرية لحقيقة إيماننا المسيحي بحسب الشهادة الصادقة للإنجيلي يوحنا اللاهوتي القائل: وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءً نِعْمَةً وَحَقًّا. (يوحنا 1: 14)

إن هذا المجد مجد الابن الوحيد وكلمة الله الذي لم يزل غير مائتٍ تكرز وتعترف به بدالةٍ كنيسة المسيح المقدسة وخاصة أم الكنائس والتي هي كنيسة آوروشليم المؤسسة على مكان الجلجلة ومقدسة بدم صليبه الإلهي وقبره الجديد الفارغ والذي منه بزغت الحقيقة ونور المسيح القائم.

إن هذا النور الذي لا يعروه مساء نور مجد المسيح القائم من بين الأموات أي نور الحق والبر والسلام والمحبة، ومحبته للبشر التي لا تُحد تخدمه كنيسة آوروشليم أي بطريركية الروم الأرثوذكس على مر العصور في هذه البقعة من الأرض المقدسة عبر حضورها المنظور وغير المنظور مصغيةً دوماً لما يوصيه ربنا يسوع المسيح: لا تخافوا (متى 10: 31) فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ. (يوحنا 16: 33) وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا.مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟ (1يوحنا 5: 4-5) ونقول هذا لأنه في أيامنا هذه إن قوة الشر والإثم تعمل منذ الآن كما يكرز الرسول بولس لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ (2 تس 2: 7). ولكننا نحن أيها الإخوة الأحبة مستمدين قوةً من نور القيامة الإلهي ومن الرجاء فلا نخشى ولا نرتعد وذلك

لأنه كما يقول الرسول بولس: مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ. (تيطس 2: 13-14).

المسيح قام

كل عام وأنتم بخير

كما تم الاحتفال بهذا العيد في كنيسة حاملات الطيب في كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب، حيث ترأس خدمة القداس الإلهي سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس يشاركه كهنة الكاتدرائية قدس الأب فرح بندور وقدس الأب وجوارجيوس برامكي. رتل الراهب يوسف من جبل آثوس والسيد فادي عبد النور باللغة اليونانية ، كورس الكاتدرائية بقيادة السيد ريمون قمر باللغة العربية. حضر الخدمة أبناء رعية كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب.

بعد القداس الإلهي أعدت جمعية نساء حاملات الطيب إحتفالاً في مطعم أوزود.

مكتب السكرتارية العامة




الأحد بعد الفصح-أحد توما في البطريركية

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 1 أيار 2022 (18 نسيان شرقي)  بالأحد بعد الفصح المجيد المعروف بأحد توما الرسول.

في هذا اليوم تقيم الكنيسة تذكار حدث ظهور الرب يسوع المسيح لتلاميذه بعد ثمانية أيام من قيامته المجيدة من بين الأموات (إنجيل يوحنا الإصحاح 20 عدد 24-31) أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ” الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ». وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا». وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ”.

إحتفل بهذ الأحد المبارك في:

1) قانا الجليل حيث حوّل الرب الماء الى خمر, حيث ترأس غبطى البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة دير قانا الجليل يشاركه بالخدمة سيادى متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس الكاماراس الكبير, آباء من أخوية القبر المقدس وآباء من منطقة الجليل.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في أحد توما في قانا الجليل 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ. (يوحنا 2: 11)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

إن النعمة الإلهية لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات، قد جمعتنا في هذا المكان والموضع المقدس في قانا الجليل حيث وقفت قدما المسيح وأيضاً والدته والدة الإله الدائمة البتولية مريم، لكي نعلن بدالةٍ قيامة ربنا يسوع المسيح وهذا لأنه كما يكرز القديس بولس الرسول:”إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ” (1كور 15: 14).

إن الفصل الإنجيلي لهذا اليوم ولاسيما غداً أيضاً يتحدث عن العجائب التي صنعها يسوع أمام تلاميذه لكي نحن وإياهم نؤمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ يكونَ للمؤمنينَ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. (يوحنا 20: 31).

في المقطع الإنجيلي لليوم، للإنجيليّ البشير يوحنا سمعنا الربّ قائلاً لتوما: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا. (يوحنا 20: 29) وفي المقطع الإنجيلي الآخر “الذي يُتلى غداً” نسمعُ بأن هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ. (يوحنا 2: 11)

ويُشير أيضاً القديس يوحنا الدمشقي بضرورة وقوة الإيمان من أجل فهم وإدراك سر التدبير الإلهي قائلاً: إن العجائب ظهرت للساجدين بإيمانٍ للسر.

وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمْ! ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا. أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: رَبِّي وَإِلهِي! (يوحنا 20: 26-27)

ويفسرُ هذه الأقوال القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: إذاً فلهذا السبب المقنع نحن معتادون أن تكون لنا اجتماعات مقدسة في الكنائس في اليوم الثامن كما يقتضي الأمر بالضرورة، فنحن نغلق الأبواب ومع ذلك فإن المسيح يزورنا ويظهر لنا جميعا بصورة غير منظورة وأيضاً بصورة منظورة؛ فبصورة غير منظورة كإلهٍ، وأيضاً بصورة منظورة في الجسد فهو يدعنا نلمس جسده المقدس ويعطينا إياه لأننا

بواسطة نعمة الله يسمح لنا بالاشتراك في البركة السرية أي “الإفخارستيا” إذ نأخذ المسيح في أيدينا لكي نؤمن بكل يقين أنه أقام حقاً هيكل جسده.وينبغي علينا أن نهرب من عدم الإيمان به بعد أن نلمس الجسد بل بالأحرى أن نوجد ثابتين تماماً في ملئ يقين الإيمان.

وبكلامٍ آخر أيها الإخوة الأحبة إن مشاركتنا في البركة السرية أي الاشتراك في جسد ودم مخلصنا المسيح الكريمين يشكل اعتراف حقيقي وتذكار بأن الرب مات وقام عنّا ولأجلنا.

وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. (يوحنا 2: 1-2)

ويشرح زيغافينوس حضور المسيح في عرس قانا الجليل قائلاً: إن الذي شرّع الزواج قد حضر وكرّم العرس وقدسه بحضوره (أي بحضور المسيح). وأما القديس كيرلس الإسكندري فإنه يستشهد بالقديس بولس الرسول قائلاً: إن المخلص المحب البشر هو فرح وسعادة الكل، لهذا فقد كرّم الزواج بحضوره “أي بحضور المخلص” لكي يزيل اللعنة القديمة الخاصة بإنجاب الأولاد وهذا لأن من يتحد في المسيح هو خليقة جديدة، فالأمور القديمة التي خلقها الناموس الموسوي والخطيئة قد مضت وعبرت فها إن الكل قد صار جديداً إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.(2كور 5: 17).

وبحسب شهادة الإنجيليّ يوحنا، فإن يوحنا السابق “والمعمدان” يتحدث عن الرب مقدماً المسيح على أنه العريس قائلاً: مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ. (يوحنا 3: 29) ويفسر القديس كيرلس الإسكندري هذه الآية مشيراً إلى العرس الروحي بين الإنسان والمسيح، وهذا العرس يتم بواسطة المعمودية المقدسة، وبحسب تفسير زيغافينوس فإن العروس هي “الشعب المؤمن” أي الكنيسة والتي ترتبط سرياً بالمسيح بواسطة الإيمان.

يقول القديس كيرلس الإسكندري أن مجد مخلصنا المسيح يُشرق مثل أشعة الشمس عندما صنع بداية الآيات في قانا الجليل أمام أمه وتلاميذه. ومن بين العجائب الأخرى والعديدة التي صنعها يسوع أمام تلاميذه هي تلك التي صارت من تلميذه توما غير المؤمن عندما لمس جنب المخلص فوجد الجرح الذي أحدثته حربة “رمح” الجندي.

إن المسيح يا إخوتي الأحبة من جهةٍ قد انتصر بقيامته على موت الفساد والخطيئة ومن الجهة الأخرى قد نقض سياج العداوة بين الله والإنسان ومنح سَلاَمُهُ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل. (فيلبي 4: 7) لأَنَّ “المسيح” هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ (أفسس 2: 14) كما يقول بولس الرسول.

إن سلام المسيح هذا أي سلام الروح القدس هو تماماً ما تدعو إليه كنيستنا المقدسة في كل مكان وزمان. إن هذا العالم المضطرب وغير المستقر بحاجة إلى سلام المسيح أكثر من أي وقتٍ مضى لهذا فإن إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات يعطينا قائلاً ” سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ. (يوحنا 14: 27)

المسيح قام

إلى سنين عديدة مباركة وسلامية

وعلى مائدة المحبة التي أعدها قدس الأرشمندريت خريسوستوموس ووكلاء الكنيسة بعد القداس الإلهي القى صاحب الغبطة الخطاب التالي:

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يرنم صاحب المزمور قائلاً: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به.(مز 117: 24)

أيها الإخوة والآباء الأجلاء الموقرين

السادة أعضاء لجنة الكنيسة المحترمين

قدس الأب الأرشمندريت خريسوستوموس

الإخوة المحبوبون

تفرح وتبتهج كنيسة المسيح المقدسة وخاصة الكنيسة المحلية في مدينتكم قانا الجليل التي ورد ذكرها في الإنجيل المقدس في عيد هذا اليوم الفصحي.

نشكر الإله الواحد المثلث الأقانيم لهذه البركة التي منحنا إياها لكي نلتأم سوية بعد محنة وباء مرض الكورونا المميت.

إن حدث آلام المسيح وصلبه ودفنه الثلاثي الأيام وقيامة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من بين الأموات تُشكل ملئ سر التدبير الإلهي.

إن حضور المسيحيين الحي في هذه الأرض المقدسة ولا سيما في هذا المزار والموقع المقدس يُشكل برهاناً واضحاً أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا “أي على الكنيسة” (متى 16: 18) كما يقول الرب يسوع المسيح.

إن كرازة إنجيل المسيح هي كرازة العدل والمحبة والسلام والمحبة الإلهية للبشر كما يقول الرب: لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ (متى 9: 13) وهذا ما يؤكد عليه الرسول بولس قائلاً: فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. (أفسس 6: 12).

فها أيضاً قد اتضح لماذا قيامة المسيح هي ملئ سر تأنس وتجسد ابن وكلمة الله ربنا يسوع المسيح وذلك لأنه آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. (1كور 15: 26) ويكرز الرسول بولس مستشهداً بإشعياء النبي ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ (1كور 15: 54-55).

يا إخوتي الأحبة إن الساكنين والزوار في قرية قانا الجليل حيث صنع ربنا يسوع المسيح أولى عجائبه وأظهر مجده، لهذا فقد أتينا برفقة إخوتنا المكرمين من مكان قيامة مخلصنا يسوع المسيح أي مدينة أوروشليم المقدسة لكي نهتف سويةً التحية الفصحية للغلبة على الموت: المسيح قام.

ومن الجدير بالذكر أنني أنا شخصياً أعتبر نفسي أحد سكان قانا وعضواً في رعيتها المسيحية المباركة، لهذا فأنا أطلب إليكم بفم الرسول بولس الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا (2كور 5: 17)

المسيح قام

إلى سنوات عديدة مثمرة في المسيح

2) في كنيسة القيامة المقدسة, حيث ترأس خدمة صلاة الغروب عشية العيد سيادة متروبوليت كابيتوليتذا كيريوس إيسيخيوس الوكيل البطريركي يشاركه آباء أخوية القبر المقدس.

صباح يوم العيد ارأس خدمة القداس الإلهي سيادة متروبوليت كابيتوليتذا كيريوس إيسيخيوس في القبر المقدس القابل الحياة بمشاركة آباء أخوية القبر المقدس وبحضور عدد من المصلين.

بعد القداس توجه سيادة المطران مع الآباء الى مقر البطريركية.

مكتب السكرتارية العامة