1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار القديس جوارجيوس المظفر – 16.11.2012

قال الرب لتلاميذه : ” وقد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا ، سيخرجونكم من المجامع ، بل تأتي ساعة ، فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله ” ( يوحنا 16: 1-2).
نا قلت لكم هذا – يقول ربنا يسوع المسيح لتلاميذه – لكي لا تعثروا من البغضة والكراهية التي ينفثها العالم ضدي ، ولكي لا يتزعزع إيمانكم بي ، فأولئك يريدون حرمانكم من الكنيسة معتبرين إياكم من الهراطقة ، لا بل فقد تأتي ساعة سيظن فيها كل من يقتلكم أنه لا يقوم بجريمة نكراء، من خلال القتل وسفك الدماء ، بل يظنها عبادة مرضية لله .


أيها الأخوة الأحباء بالمسيح
أيحها المسيحيون الحسنى العبادة

تلاميذ المسيح ورسله الأطهار أصبحوا شهود عيان ، كونهم شاهدوا ولمسوا كلمة الله المتجسد – ابن الله وابن الانسان – ( ابن الانسان أي ابن مريم الدائمة البتولية ).

شهادة الرسل والانجيليين الاطهار ، ختمت بواسطة الدم الاستشهادي فانهم إستشهدوا بأيدي أولئك القتلة الذين
أبغضوهم ونبذوهم كم أجل أسم المسيح .

ضحايا الكراهية والبغضاء هي ضد هذا الاسم ” وأعطاه اسما ً فوق كل اسم ” ( اي المسيح ) ، فقد كانوا شهداء محبة المسيح ، حسب ما قاله المسيح السيد : ” وتكونون مبغضين من الجميع . من أجل اسمي ” (متى 10 : 22).
هكذا ضحية الكراهية من أجل إسم المسيح كان القديس الشهيد العظيم جوارجيوس ، الذي نقيم تذكار تجديد الهيكل الذي يحمل إسمه الكريم في هذه المدينة المقدسة اللد . فعلاً تم تدشين هذا الهيكل الكلي الوقار، من خلال نقل رفاته الكريمة ووضعها باحترام بالغ في قبره الذي أعد مسبقا ً ، وهو لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا .
القديس جوارجيوس المظفر كما يذكر كاتب سيرة حياته : ” كان يتمتع بموهبه إلهية صالحة ، فكان ذا تربية وخلق كريم ، يتحلى بالصفات الطيبة والانسانية ، هكذا كانت سيرة حياة أجداده ، التي انتلقت من السلف الى الخلف ، حتى أن والديه كان يتمتعان باللياقة والاتزان ، وحسن العبادة وهي عطية الهية من السماء ، ضمن هذا الوسط الفريد ، برز القديس جوارجيوس جندياً ثم قائدا ً مغوارا ً .
لذلك سمح له من قبل الإمبراطور الجاحد ذيوكليتيانوس ، ليتبوأ منصب تريبونس ، وبعدها ارتقى في سلك الجندية ليصبح قائدا ً ، ثم مسؤلا ً كبيرا ً في إدارة الجيش ، كل ذلك من أجل شجاعته وشدة بأسه ، وقوته الخارقة ، علما ُ أن الامبراطور لم يكن على دراية بأن قائد العظيم جوارجيوس يعتنق الايمان المسيحي القويم .
لكم عندما اتت الساعة ، إنتصب بعزم أمام الإمبراطور ذيوكليتيانوس وحاشيته وعرف مقدار الكراهية والبغض التي ينفث بها الامبراطور تجاه المسيحيين ، عندها اعلن جهارا ً أن المسيح هو الله وابن الله ، كارزا ً أمام الحضور الملكي بسر التدبير الالهي ، لذا كان ثمن هذا الايمان ، موت الشهادة ليصبح شهيدا ً عظيما ً من خلال سفكه لدمه ، كما المسيح السيد إفتدانا بدمه الثمين الطاهر على خشبة الصليب .
شهادة القديس جوارجيوس من أجل نور حقيقة المسيح ، وأيضا كرازته ، يدونها لنا بوضوح مرنم الكنيسة قائلا ً : ” لقد سلكت سلوكا ً ينطبق على معنى اسمك يا جوارجيوس الجندي العظيم . فإنك حملت صليب المسيح على منكبيك . وحرثت الارض التي بارت بالضلالة الشيطانية ، واستأصلت عبادة الاوثان المشوكة . وغرست كرمة الايمان القويم . فأصبحت حراثاً للثالوث القدوس بارا ً تبسط فروع الاشفية لكل من المسكونة من المؤمنين “.
فعلاً ايها الاخوة الاحباء
شهادة القديس جوارجيوس ، ساهمت بشكل فعال بابعاد غش الدين الشيطاني ، وضلالة الاصنام ، وكذلك تحرير الناس من هذه العبودية ، ثم تنويرهم بزاد المعرفة بإنجيل المسيح – الدين الحقيقي .
ان الرسول بولس أيها الاحباء ، وفيما يتعلق بالنتائج الإيجابية للأحزان ، فهو يدعونا لإتباع منهج ومسلك الحياة المسيحية عند الشهداء إذ يقول : ” لذلك نحن أيضا ً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه المحيطة بنا بسهولة ، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ، ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع ، الذي من اجل السرور الموضوع أمامه ـ احتمل الصليب مستهينا ً بالخزى ، فجلس في يمين عرش الله ”
(عب 12: 1-2).

الشهداء القديسون الذين يذكرهم الرسول بولس هم بشر تحت الالام مثلنا ، هكذا وبشكل تام كان قديسنا العظيم جوارجيوس ، فهؤلاء الشهداء لم يكونوا أبطالاً خياليين ، ولم يكونوا بشراً مثاليين . لكنهم كانوا يحملون الروح القدس ، روح المسيح في ذواتهم .
أن المسيح المصلوب والمقام ، يعتبر بوصلة الانتماء والاتصال ، لذلك الرسول الالهي يحدثنا قائلا ً : ” ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا . ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع ” (عب 12: 1-2).
ليتنا نسرع بجهادٍ وصبرٍ للجعالة الموضوعة أمامنا ـ، غير ناظرين الى الوراء لكن فقط نحو يسوع المسيح أساس الايمان ورئيسه ، فهو الذي يقودنا الى تتميم إيمانه .
نحن ندين ونقر : بأن المعنى العميق للشهيد ، هو في درجة ومقدار المحبة التي يكنها نحو المسيح الاله ، من خلال جهاده حتى الدم ليتحقق بذالك تتميم الايمان ، كما ربنا يسوع المسيح قام بتتميم الأعمال الخلاصية من خلال سفك دمه الطاهر الثمين على الصليب تامحي ، أي الموت الصليبي .
وكما يقول الفديس كليمنضوس الاسكندري في هذا المضمار : ” نحن ندعو الشهادة انها تامة وكاملة ، ليس لانها نهاية حياة الانسان الارضية كما يحدث مع باقي البشر ، لكن من مقياس عمل المحبة الكاملة والتامة ” .
هلموا بنا لنشاهد كنيستنا التي تكرم بغيرة متقدة شهداء الايمان المسيح، هلموا بنا لنشاهد القديس جوارجيوس يتألق بمنزله سامية في سحابة شهود الكنيسة ، وايضا ً كسحابة أخرى في يوم تكريمه ، هذا يثلج صدور الذين يكرمون تذكاره بفرح وشوق وغبطة ، معزيا ً إياهم من نار الشهوات والاحزان والضيقات التي يواجهونها في حياتهم اليومية ، الى السعادة والبر والسلام .
نتضرع الى القديس العظيم جوارجيوس ، ومع مرنم الكنيسة نقول : ” صني واقيا يا كلي الغبطة جاورجيوس . فيما أسافر في البحر او اسير في الطريق أو انام في الليل ، واحفظني من يقظتي . واهدني الى العمل بارادة الرب . حتى أجد أنا الملجىء الى ستر وقايتك العفو في يوم الدينونة عما اقترفته من الاعمال “.


وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة زيارة البطريرك الروسي كيرلس لمدينة الناصرة 13-11-2012

غبطة البطريرك كيرللس, بطريرك مدينة موسكو وسائر روسيا.
سيادة متروبوليت مدينة الناصرة كيرياكوس.
رئيس بلدية الناصرة, السيد رامز جرايسي.
رئيس واعضاء لجنة كنيسة الروم الارثوذكس في مدينة الناصرة.
الحضور الكريم.

في مدينة الناصرة, حيث المكان الذي تم فيه اعلان سر التدبير الالهي, هنا يستقبل اليوم بالفرح والتعزية, غبطتكم المحبوبة, راس الكنيسة الروسية الارثوذكسية المجاهدة.
يا صاحب الغبطة, ان هذا المكان المقدس لمدينة الناصرة, مكان البشارة, فيه بشر رئيس الملائكة جبرائيل, ابنة مدينة الناصرة مريم, لذا يعتبر هذا المكان الشاهد الحقيقي والصادق الذي لا يشوبه ادنى شك, لحقيقة ايماننا المسيحي المستقيم الراي.

هذه الشهادة لحقيقة ايماننا, حافظت عليه: اخوية القبر المقدس وسائر المؤمنين الحسني العبادة في الكنيسة الاورشليمية, من خلال تتميم واداء فرائض الصلاة, والليتورجيا, اي الافخارستيا الالهية في هذا المكان المميز والفريد.
المسيحيون الذين يقطنون في مدينة الناصرة, والقرى المجاورة, لهم الحق وحدهم تعزى الشهادة الحية والمستمرة, شهادة لسر خلاص الانسان, وظهور السر الذي قبل الدهور.
زيارتكم السلامية والرؤيوية (الثيوريا) قد اتحدتا والمشاكل السياسية والاقيليمة, التي تشهدها منطقتنا, من تجارب متعددة ومتنوعة, يكتنفها القلق والغموض, يعاني منها في المنطقة جميع السكان بدون تفرقة واستثناء, وبشكل خاص جميع السكان المسيحيين.
لهؤلاء المسيحيين, تعتبر الكنيسة اشارة لانتمائهم الديني والثقافي, لذلك فحضوركم البطريركي هنا شخصيا مع الوفد المرافق الكريم ما هو الا سندا يمدنا بالدعم والتعزية, المليء بالرجاء حسب قول بولس الالهي: “فرحين في الرجاء, صابرين في الضيق, مواظبين على الصلاة, مشتركين في احتياجات القديسين, عاكفين على اضافة الغرباء” (رومية 12:12-13).
فعلا يفرح شعب المؤمنين, يا صاحب الغبطة, برجائه الثابت والوطيد, الذي اصبح واضحا وجليا, من خلال شركتكم ودعمكم لاحتياجات المسيحيين في الاراضي المقدسة, والشرق الاوسط بشكل عام – مشتركين في احتياجات القديسيين – من خلال الكنيسة الاخت الكنيسة الروسية.
ان هذه المائدة, التي مدتها الكنيسة المحلية لمدينة الناصرة, تعبر عن الرباط الوثيق ما بين الكنيستين, وكذلك بالمحبة الكاملة لربنا يسوع المسيح وشركة الروح القدس, روح المسيح الذي اهل وبجدارة ان تكون القديسة مريم العذراء الدائمة البتولية والدة الاله ام الله وام لجميعنا.
املين ان تكون زيارتكم الروحية للاماكن المقدسة, ميلئة بالثمار المرجوه. امين

لسنين عديدة يا سيد
وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار القديس ديميتريوس 8/11/2012

“لقد لبست المسيح فخر جهاد يا ديميتريوس الشهيد. فحاربت العدو الواهن القوي. فانك أبطلت به ضلالة الاثمة. وقمت تمرن ذوي الإيمان على حسن العبادة. فلذلك نحتفل بتذكار معيدين لا بإجلال” (الذوكصا – السحرية).
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
المعلمون الأجلاء والتلاميذ المهذبون
أيها المسيحيون الحسني العبادة

تحتفل كنيسة المسيح المقدسة في هذا اليوم. بتذكار القديس الشهيد العظيم ديميتريوس الفائض الطيب, من مدينة تسالونيكي.
هذا الشهيد الأمين والوفي بالمسيح, تميز بكونه معلما ومرشدا للإيمان القويم, من خلال إيمانه الثابت والوطيد بالمسيح ربنا وإلهنا, وكما يقول مرنمه: أصبح يمرن ذوي الإيمان على حسن العبادة.

إن كنيستنا المقدسة الأرثوذكسية, تقدم إكراما وإجلالا خاصا وساميا لأعياد الشهداء القديسين, من خلال محبة المسيح التي كانت تمتلكهم وتأسر قلوبهم, لذلك نرى مرنم الكنيسة يصدح ويرنم للقديس ديمتريوس قائلا:
“يا له من عجب باهر, فان الابتهاج قد أشرق اليوم في السماء وعلى الأرض بتذكار الشهيد ديميتريوس. فانه يتقبل الأناشيد من البشر, والملائكة تكلله بالمدائح فياله من جهاد قد جاهده. فانه أحسن الجهاد فانتصر به المسيح ظافرا وسقط العدو الغاش” (الطروبارية الاولى في صلاة المساء).
بانتصار المسيح سادت المحبة الإلهية الكاملة على الكراهية ابنة الهلاك المنبثة من الشيطان, فقد ساد نور حقيقة المسيح على ظلم الغش والضلال الشيطاني, لهذا فالرسول بولس يدافع من خلال آلام الصليبية, عن المقتدين بالمسيح أي الشهداء البواسل فيقول: “فان مصارعتنا ليست دم ولحم, بل مع الرؤساء, مع السلاطين, مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر, مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (افسس 12:6).
الكنيسة التي هي جسد المسيح, ما هي إلا مستودع روحي حي تحتوي في داخلها الجانب الإلهي والإنساني سوية, أي منظور وغير منظور, ارضي وسماري, وحسب قول القديس يوحنا الذهبي الفم: هر كنيسة مجاهدة ومنتصرة, هلم إذا , لماذا المرنم يقول: “لماذا أشرق الابتهاج ألان في السماء وعلى الأرض بتذكار الشهيد ديمتريوس”.
هذا العيد الاحتفالي البهج يذكرنا بالجهادات الروحية التي نحن قد استلمناها حين لبسنا المسيح, لهذا فالقديس يوحنا الذهبي الفم يقول: “إن إكرام الشهيد ينبع من الاقتداء والتمثل بجهاده وفضائله الروحية.
بكلام أخر أيها الإخوة الأحباء
نحن مدعوون لان نقتدي بالشهداء, كما هم اقتدوا بالمسيح وآلامه كونهم لباس المسيح.
نحن مدعوون لان نلبس سلاح الله الكامل لكي نقدر أن نثبت ضد مكايد إبليس. آمين

وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار القديس يعقوب أخ الرب 5-11-2012

” في ما أنت ماثل لدى الثالوث تلالا ببهاء نور أعمالك يا رئيس الكهنة يعقوب الرسول, وقد حصلت على الدالة لكونك أخ بالنعمة للرب. تشفع اليه طالبا ان يشرق بنور عقليا في قلوب الذين يقيمون تذكارك الفائق البهجة.فانك قد اقتبلت من العلاء الاستنارة التامة بشعاع المعزي الالهي” (الاكسابستيلاري 2 – السحرية).

أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

اليوم كنيسة المسيح المقدسة, وخاصة الكنيسة الأورشليمية تحتفل بهذا العيد المقدس, وتكرم تذكار القديس الشهيد الرسول يعقوب أخي الرب, هذا العيد المليء بالبهجة والفرح الروح العميق يعتبر بمنزلة هامة ومميزة, خاصة بكنيسة أورشليم, حيت أن القديس يعقوب عين من قبل يسوع المسيح كأول أسقف وراعي ومعلم لمدينة أورشليم, ومدبر أمين خدم الأسرار الروحية.

بكلام أخر , القديس يعقوب يعتبر كمرشد للحياة الكنائسية قاطبة, وخاصة في بدء نشوء الكنيسة الأولى, فهو من الأعمدة في كنيسة المسيح الحقيقية, فأصبح معلم وشهيد حتى الدم من اجل إعلان حقيقة الإيمان القويم.
القديس يعقوب هو الأول في مصاف الرسل الأطهار, فهو الذي رتب النظام اللترولوجي الأول في نظام الكنيسة الأولى حيث شكل مراسيم العبادة الإلهية, فهو المرجع الأول والوحيد, ومنه تم الاقتباس في سائر الصلوات الإلهية والاتروجية. في كنائس العالم قاطبة.
أما بالنسبة للمجمع ألرسولي الأول, الذي أقيم في مدينة أورشليم حيث ترئسه القديس يعقوب, وبحسب قول القديس يوحنا الذهبي الفم: (سلمت إلى القديس يعقوب سدة الرئاسة منذ البدء فهو الأول في الأسقفية), وكان يتمتع بروح القيادة والإرشاد, فبصفته أخ للرب, أعطته الإمكانية ليتبوأ مركز الصدارة, فحصل على مجد وتوقير احترام من سائر الرسل, تتخللها الطاعة التامة, ولهذا ظهر بصورة فعلية وحقيقية متربعا على قمة عرش الأسقفية, فهو مرشد للكهنة وللكهنوت. فهو رجل عظيم وعجيب, ذو هيبة ووقار, الأمر الذي حذا بمرنم الكنيسة ليصدح ويقول: “ظهرت أخا وتلميذا للرب وافانا بالجسد, ومعانيا للإسرار الإلهية أيها الحكيم وقد هرب وإياه إلى مصر مع يوسف وأمه… “.
القديس يعقوب الذي أصبح أخا للرب, والذي وافانا بالجسد, وأيضا فقد عاين وشاهد بأمة عينيه سر التدبير عليم وكرازة المسيح, تماما في هذا المكان وفي التحديد مكان الصلب والقيامة لذلك فالرسول يعقوب يعتبر ومع الرسولين بطرس ويوحنا الحبيب أعمدة الكنيسة الأولى بدون منازع.
كل هذا نشاهده من خلال أعمال وتعاليم القديس يعقوب التي تعتبر كنس ثمين وبالأخص في رسالته التي بشر فيها للأسباط ألاثني عشر في الشتات كونهم من اليهود الذين امنوا بالمسيح.
في رسالة يعقوب الجامعة يقول:” طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال ” إكليل الحياة ” الذي وعد به الرب للذين يحبونه” (يعقوب 1:12).
بطريقة أوضح الإنسان السعيد هو الذي يحتمل التجربة بصبر وهدوء, وبدون تذمر. وهو سعيد لانه من خلال التجربة يثبت اكثر وبجدارة يستحق الإكليل, إكليل الحياة الأبدية الذي يهبه المسيح للدين يحبونه.
بالتدقيق أيها الإخوة الأحباء. (إن إكليل الحياة الأبدية الذي وعد به السيد المسيح للذين يحبونه). استلمها أيضا القديس يعقوب الصديق, لأنه فعلا عبر عن كل التجارب والضيقات التي واجهته في جهاداته الروحية, مرورا بموت الشهادة, موت محبة المسيح, وهكذا أصبح القديس يعقوب مقتديا بالمسيح القائل: “بصبركم تقتنون أنفسكم”. (لوقا 20:28).
إن الكنيسة الأورشليمية المقدسة, ومن خلال احتفالها الروحي الكبير, وخاصة من باحة الكنيسة التي تحمل اسمه الكريم والتي تقع بمحاذاة كنيسة الشهادة – مارتييون – حيث سفك السيد المسيح دمه الطاهر والثمين فداء للبشرية, في هذا الخضم (تعتبر الكنيسة الأورشليمية الشاهد الحي الحقيقي والصادق والمستمر) منذ تولي القديس يعقوب سدة الرئاسة على الكرسي الأورشليمي, وهذا ما يؤكده الرب بلسان النبي اشعياء: “انتم شهودي, يقول الرب وعبدي الذي اخترته, لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا إني أنا هو. قبلي لم يصور اله وبعد لا يكون, أنا أنا الرب, وليس غيري مخلص” (اشعياء 10:43). كل ما يشهد للحقيقة, سواء بالأقوال او بالأفعال, فعلا ومن ناحية المنطقية يكون شاهدا كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم حيث يركز على ما يلي:
إن إكرام الشهيد ينبع من الاقتداء والتمثل بجهاده وفضائله الروحية..
أيها الإخوة الأحباء دعونا لنكرم الرسول والشهيد يعقوب أخ الرب, مقتديين بمنهج حياته الروحية من خلال أعماله وأفعاله التي تمت بالشهادة, شهادة محبة المسيح. (حتى ينظر الذين حولنا, الأعمال الصالحة, ويمجد أبانا الذي في السموات, أمين).

وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة قدس الاب الايكونموس عيسى مصلح, الناطق الاعلامي لبطريركية الروم الارثوذكس, امام الرئيس الفلسطيني ابو مازن محمود عباس

سلام من الله عليكم ،

كم يطيب لنا ويسعدنا أن نجتمع الان وعي هذا اليوم الأعز تحت رعاية قائد المسيرة وحامي القضية وحامل لوائها، حارس القدس الامين ، والفارس الجسور الذي يمتطي صهوة العاصفة للدفاع عن هذا الشعب الأبي وحقوقه ، من أجل أن نبحث في شأن لا يعلو عليه شأن ، ولنتداول في أم القضايا وأهمها ، وقطب أمانيه وأجلها ، وأمال تضحياته وأسماها ، وغاية تطلعاته وأنبلها ، عروس المدائن كلها ، قدس الأقداس ، ماسة الدنيا ولؤلؤة الله على الارض إنها القدس الشريف .

وما أشد يدمى قلوبنا أن أمتنا العربية من خليجها الى محيطها تكابد كل ضعف ووهن ، وتقاسي كل داء ووصب ، وقد عمي بصرها عما يلاقيه شعبنا من جور وقهر مثلما تتجاهل ما يواجهه من كروب وأحزان دونما مبالاة بما يقع للقدس من تعذيب وصلب لأهلها ومقدستها ومحو لتاريخها وتدمير لمعالمها وترحيل لأبنائها . إن أمتنا التي تكاد تتلاقى مع أهل الكهف في سباتها العميق ، ونومها الطويل عما يجري للقدس الاسيرة من نسيان وخذلان ، لن يثبط من عزائمنا يوما للدفاع عن أنفس ما نملكه من تراب ، وأغلى ما في قلوبنا من مقدساتٍ ! وهل في فلسطين كلها أغلى من المسجد المبارك ، وأحب من كنيسة القيامة المباركة .

إن بطريركية الروم الارثوذكس في القدس ، أم الكنائس في العالم تعيش بقلقٍ وأسى عميققين حيال ما يخترم القدس الشريف من مضائب وشدائد وأخطار تحيق بالمساجد والكنائس على أيدي إرهابيين عابثين طماعين ظالمين لا يردعهم رادع ٌ ، ولا يردهم ضمير . أن أستهداف المساجد والكنائس هو أستهداف لوجود شعينا ، واستئصال لجذوره الضاربة في أعماق التاريخ من هذه الارض المقدسة . ولا نغالي إذا قلنا أن استهداف كنائسنا من قبل مجموعاتٍ يهوديةٍ متطرفةٍ ، هو إستهداف ٌ واضحٌ ومبيتٌ للوجود المسيحي القائم منذ القدم في أرض المسيح عليه السلام ، أرض مولده وموته وقيامته. والأمر نفسه يحل على ما يجري لإخوتنا المسلمين ، من استهدافٍ لوجودهم كوننا شركاء في هذه الأرض الطيبة ويجمعنا المصير الواحد فوق ترابها المقدس.

إن من أكثر الأمور التي تقلقنا بل تهز مضاجعنا هو استهداف المسجد الأقصى المبارك وما يضمرون له من نوايا خبيثة في الظلام الدامس ، وحيال هذه المحنة الثقيلة ترى بطريركية القدس أن التضامن مع النسجد الاقصى المبارك والمساهمة في الدفاع عنه في ظل محاولات الاعتداء عليه ، يأتي واجبا ً مقدساً ووفاءً دائما ً للعهدة العمرية ، وجسيدا ً ثابتا ً للراوبط الأخوية بين المسلمين والمسيحيين في الاراضي المقدسة .

ومما لا شك فيه أن المجموعات اليهودية المتطرفة لا تدرك من حقد عنصريتها ، والجهل الذي يغشى قلوبها أن الانسان هو غاية الرسالات السماوية ، وان الله خلقنا على صورته ومثاله لنعبده ونحقق رسالته على أرضه بالمحبة والرحمة ، بل أن من هؤلاء الاشقياء من وجد له تبريراً لقتل الابرياء ، وعذراً في الإساءة إليهم ، وحقاً مشروعا ً لإلحاق الأذى بالمقدسات والممتلكات ، دون أن يدري أم من يرتكب هذه الاثام والخطايا فإنه يرتكبها بحق السماء كما يؤذي الله حين يؤذي عبادة الأبرياء ، ودل على نفسه بحقده أنه من أعداء الله وأعداء المحبة والسلام على الارض . وهل من الديانات السماوية ما يبؤؤ التعدي على المقدسات ، او يجيز قتل النفس البريئة ، وسلب حقوقها ، أو يبيح الاساءة للرسل والانبياء من خلال فيلم دنس أو صورٍ نجسة ٍ أو كتابات ٍ دنيئة ٍ ؟؟!! ألا ان ذلك قيء الحقد والضغينة ونضح الإناء الآسن ..!
أخواتي وإخوتي ،،،

وعلى رغم احتياجات القدس الضرورية التي تمليها تحديات أعداء السلام ، وخاصة في المجال الاقتصادي والتربوي والثقافي والرياضي ، فإننا مدعوون اليوم ، كأبناء لهذه المدينة المنكوبة ، أن نخرج من هنا بإفكار خلاقة ٍ و آراء ٍ سديدة لحل مشاكلنا ، ولا يكون اعتمادنا على الحلول السهلة المقصورة على استجلاب التمويل وحسب ، بل إننا نريد القدس مدينة قادرة ً على الصمود من خلال دعم أبنائها ، ومدهم بكل أسباب الثبات والبقاء وتتعدى القضية أن تكون قضية شؤون اجتماعية تمتظر دعما ً ماليا ً من هنا أو من هناك . إن النضال الحقيقي في الدفاع عن القدس يبدأ أولا بمحاسبة الذات ، ماذا فعلنا وماذا نفعل من أجب القدس ، وحالها ما هي عليه من المحن والعوادي ، وقد أزرى بها الدهر ، وهانت في أعين أمة بكاملها ، وغابت عن ضمائر أبنائها .

سيدي الرئيس : ختاما ً أقول لفخامتكم .. كأني بطيف القدس من وراءالأسوار أراه الان ماثلا أمامكم يخاطبكم ويمد يده إليكم ويشكو لكم !! وحسبكم شرفا ، وكفاكم سؤدداً أن الله جل شأنه قد اختاركم وحدكم دون غيركم لتكونوا فارس القدس المقدام وحامي ذمارها ، والكاسر لقيودها وأصفادها !!

مع دعائنا لكم من العلي بكل نجاح وتوفيق.
الناطق الاعلامي لبطريركية الروم الارثوذكس – قدس الاب الايكونموس عيسى مصلح

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون