1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار رفع الصليب الكريم المحيي 30-9-2012

” إن الصليب اليوم يرفع فيعتق العالم من الضلالة, اليوم تتجدد قيامة المسيح فتبتهج أقطار الأرض متهللة, فتسبحك بصنوج داودية قائلة: لقد صنعت يا الله خلاصا في وسط الأرض. هو الصليب والقيامة اللذان خلصتنا بهما أيها الصالح المحب البشر” (ذكصا كانين – السحرية).

أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيين الحسني العبادة

إن ذبيحة الصليب لربنا ومخلصنا وألهنا يسوع المسيح على عود الخشبة, أي عود الصليب تتمتع بصفة مركزية في تتميم سر الفداء للبشرية جمعاء, هذا لأنه من خلال الصليب انبلجت وظهرت حرية الإنسان, لتفضح غواية وضلالة الشيطان, فمن خلال الصليب تتجدد قيامة المسيح, التي من خلالهما أي من الصليب والقيامة تم سر العظيم الإلهي لخلاص العالم.

إن كنيستنا المقدسة تبشر وتكرز بعيد رفع الصليب الكريم المحيي في العالم اجمع, التي تحتفل التي تحتفل بتذكاره في هذا اليوم الكريم المبجل. الكنيسة الأورشليمية التي هي الشاهد الأمين والوفي والصادق لمكان حدث الصلب صلب ربنا يسوع المسيح على جبل الجلجثة, وأيضا للمكان الذي وجدت فيه القديسة هيلانة عود الصليب الكريم المحيي, حيث تم رفعة بوقار وإجلال وإكبار على يد أسقف أورشليم مكاريوس.
الأمر الذي يوشح الكنيسة بغبطة وسرور لتبتهج مع الرسول بولس الإلهي وتفتخر قائلة: ” وأما من جهتي, فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح, الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم. (غلاطية 14:6).
أما الافتخار بالصليب صليب ربنا يسوع المسيح, فمصدره قيامة المسيح التي منها استمدينا الحرية الحقيقية او بالأصح الحرية التي انعم بها علينا من المسيح المحب البشر ليحررننا من سلطان العبودية, كما يذكر القديس بولس : “فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها. ولا ترتكبوا أيضا بنير عبودية” (غلاطية 5:2).
ان المؤمنين الذين يسجدون لعود الصليب الكريم المحيي بقلب طاهر وإيمان صادق ورجاء وطيد يحققوا وبضمان أكيد الحرية المتدفقة من قوة سر الصليب الظافر, كما يعلم الرسول بولس: “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة, وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله (غلاطية 1: 1).

لقد زرع الهنا يسوع المسيح عود الحياة في وسط الفردوس (تكوين 2:9) لكن المسيح من بعد تجسده من العذراء مريم وبواسطة الروح القدس, اصبح اله تام وانسان تام ما خلا الخطيئة, زرع ايضا في وسط الارض اداة ووسيلة الخلاص, الا وهي خشبة الصليب, كما يرنم النبي داود “اما الله فهو ملكنا قبل الدهور, عمل الخلاص في وسط الارض” (مز 73:12).
ربنا يسوع المسيح ايها الاخوة الاحباء, عمل خلاصنا ليس فقط من خلال التعاليم الانجيلية, لكن من خلال دمه الكريم المحيي, دم الالام الصلبي؛ “الذي فيه لنا الفداء بدمه, غفران الخطايا, حسب غنى نعمته”(افسس 7:1).
بكلام اخر, فان عود الصليب المحيي قد ارتوى من الدم الزكى والماء الطاهر اللذان انسكبا من جنب ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكريم, عندما طعن جنبه بالحربة, فالصليب كان قبلا اداة عار واهانة, فمكتوب ملعون كل من علق على خشبة, اما بعد صلب ربنا يسوع المسيح فقد تحول هذا المعنى من جراء ذالك من اللعنة الى البركة ومن الهوان الى الكرامة. ومن رمز العار تحول الى خشبة معطية الحياة, كما يقول المرنم في كطافاسيات الصليب : الشجرة المثمرة حياة ابدية. “هذا هو الذي اتى بماء ودم, يسوع المسيح. لا بالماء فقط, بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد, لان الروح هو الحق” (1 يو 5).
وبطريقة اكثر وضوحا, فالقديس يوحنا الانجيلي يقول: “لا تسمعوا بما يقال لكم زورا وبهتانا وغشا عن يسوع المسيح”. لان الاشارات والادلة البينة يؤكد وبشكل قاطع ان الله الاب شهد له عند المعمودية قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت, وكذلك الادلة الدامغة التي تؤكد ان الله الاب قبل وتنسم رائحة الرضى من عمل المسيح الخلاصي على جبل الجلجثة وقت صلبه الخلاصي, وذلك من خلال الظواهر والبينات الغريبة والظهورات التي رافقت وواكبت مراحل الصلب والقيامة التي اكدت وبالحقيقة على ان المسيح هو ابن الله.
لقد ذاع صيت ربنا يسوع المسيح, الاله المتجسد, اي اله تام وانسان تام, واشتهر اسمه في بقاع الارض, من خلال عماده في نهر الاردن, ومن خلال صلبه على جبل الجلجثة, فالمسيح لم يظهر من خلال عماده, لكن المسيح ظهر من خلال عماده وصلبه المحيي, وهذا مؤكدا بشهادة الروح القدس, التي تعتبر شهادة سليمة وصحيحة, لان الروح القدس روح الحق والحقيقة.
لدى احتفالنابرفع الصليب الكريم المحيي فاننا من ناحية نسجد للمصلوب نفسه اي المسيح مخلصنا, ومن ناحية اخرى نرنم ونسجد لقيامة المسيح المقدسة, نسجد لعود الصليب: لان المسيح قد ذبح عليه, وكما يقول بولس العظيم :”لكي يفيدينا من كل اثم, ويطهر لنفسه شعبا خاصا” (تيطس 14:2).
الشعب الخاص هم الاعضاء الكرام الذين يكونون جسد الكنيسة “لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه” (اعمال 18:12), اي الدم الذُ سفك على الصليب المحيي.
صليب المسيح ايها الاخوة الاحباء, لنقل بشكل اوضح, :ان بموت المسيح على الصليبقد تم تدشين موت الحياة, اي الغاء سلطان الموت, بواسطة غلبة المسيح على الموت بقيامتة المجيدة. هذا هو الحدث الذي يميز الدين المسيحي عن اي نظام ديني او فلسفي او ايديولوجي.
هلموا اذا لماذا بولس الالهي يقول: “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة, واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1 كورنثوس 1:18).
بالاضافة لذلك تتمركز العبادة غير الدموية العقلية في كنيستنا المقدسة اي الافخارستيا الالهية بحدث الصلب والقيامة: “فلنقدم به في كل حين لله الاب ذبيحة التسبيح (بالمسيح المصلوب والمقام)” (عب 15:13).
في هذا نحن مدعوون ايها الاخوة الاحباء للسجود لعود الصليب “هلموا يا شعوب لدى معاينتنا العجب الباهر نسجد لقوة الصليب. فان العود في الفردوس انتج الموت. واما عود الصليب فبتسمير الرب البريء من الخطيئة علية قد ازهر لنا بالحياة. والان فاذ كنا نحن الامم كلنا نجني منه عدم البلى نصرخ قائلين يا من بالصليب نقض الموت واعتقنا المجد لك. امين”

وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم
مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار رفع الصليب الكريم المحيي 27/9/2012

” إن الصليب اليوم يرفع فيعتق العالم من الضلالة, اليوم تتجدد قيامة المسيح فتبتهج أقطار الأرض متهللة, فتسبحك بصنوج داودية قائلة: لقد صنعت يا الله خلاصا في وسط الأرض. هو الصليب والقيامة اللذان خلصتنا بهما أيها الصالح المحب البشر” (ذكصا كانين – السحرية).
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيين الحسني العبادة

إن ذبيحة الصليب لربنا ومخلصنا وألهنا يسوع المسيح على عود الخشبة, أي عود الصليب تتمتع بصفة مركزية في تتميم سر الفداء للبشرية جمعاء, هذا لأنه من خلال الصليب انبلجت وظهرت حرية الإنسان, لتفضح غواية وضلالة الشيطان, فمن خلال الصليب تتجدد قيامة المسيح, التي من خلالهما أي من الصليب والقيامة تم سر العظيم الإلهي لخلاص العالم.

إن كنيستنا المقدسة تبشر وتكرز بعيد رفع الصليب الكريم المحيي في العالم اجمع, التي تحتفل التي تحتفل بتذكاره في هذا اليوم الكريم المبجل. الكنيسة الأورشليمية التي هي الشاهد الأمين والوفي والصادق لمكان حدث الصلب صلب ربنا يسوع المسيح على جبل الجلجثة, وأيضا للمكان الذي وجدت فيه القديسة هيلانة عود الصليب الكريم المحيي, حيث تم رفعة بوقار وإجلال وإكبار على يد أسقف أورشليم مكاريوس.
الأمر الذي يوشح الكنيسة بغبطة وسرور لتبتهج مع الرسول بولس الإلهي وتفتخر قائلة: ” وأما من جهتي, فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح, الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم. (غلاطية 14:6).
أما الافتخار بالصليب صليب ربنا يسوع المسيح, فمصدره قيامة المسيح التي منها استمدينا الحرية الحقيقية او بالأصح الحرية التي انعم بها علينا من المسيح المحب البشر ليحررننا من سلطان العبودية, كما يذكر القديس بولس : “فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها. ولا ترتكبوا أيضا بنير عبودية” (غلاطية 5:2).
ان المؤمنين الذين يسجدون لعود الصليب الكريم المحيي بقلب طاهر وإيمان صادق ورجاء وطيد يحققوا وبضمان أكيد الحرية المتدفقة من قوة سر الصليب الظافر, كما يعلم الرسول بولس: “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة, وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله (غلاطية 1: 18).
من هذا المنطلق أصبحنا نحن البشر شركاء للقوة الإلهية للصليب الكريم المحيي. بعد تتميمنا لسر الشركة الإلهية الافخارستيا, التي أحيينا مراسيمها المبجلة في كنيسة القيامة الموقرة. لذلك فان نحن أبناء الكنيسة مدعوويين لمعاينة هذا الحدث الجلل من خلال فم مرنم القائل: “هلموا يا شعوب لدى معايتنا العجب الباهر نسجد لقوة الصليب. فان العود في الفردوس أنتج الموت. وأما عود الصليب فبتسمير الرب البريء من الخطيئة علية قد أزهر لنا بالحياة. وألان فإذ كنا نحن الأمم كلنا نجني منه عدم البلى نصرخ قائلين يا من بالصليب نقض الموت واعتقنا المجد لك. آمين.

وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة رؤساء الكنائس الارثوذكسية في الشرق الاوسط الى رئيس المفوضية الاوروبية السيد خوسيه مانيويل باروسو

فخامة الرئيس,
أولا, نود شكر حضرتكم وحضرة زملائكم لاستقبالنا في مكتبكم اليوم, لقد وصلنا الى هنا بصفتنا القادة الروحيين للمسيحيين في الشرق الأوسط بما في ذلك قبرص.
إن السبب الرئيسي من هذه الزيارة هو لرفع مستوى الوعي ومناقشة الوضع الغير متوقع للمسيحيين في الشرق الأوسط الذين يشكلون جزءا لا يتجزأ من السكان الأصليين المحليين والإقليميين. نحن نشعر بقلق عميق إزاء مأزق العديد من اللاجئين السوريين بينهم عدد كبير من المسيحيين الذين لجئوا إلى دول مثل لبنان والأردن وهما دولتان خاضعتان لقيادتنا الروحية. غني عن القول أننا منخرطين جدا, كقادة كنيسة, في مساعدة اللاجئين والتخفيف من معاناتهم الرهيبة دون أي تمييز.

ونحن كأعضاء في مجلس كنائس الشرق الأوسط قد جمعنا كامل قوانا من اجل مساعدة اللاجئين السوريين ماليا وماديا, على سبيل المثال, حاوية من الإمدادات الطبية والملابس والمواد الغذائية في طريقها من كنيسة قبرص إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن, ومكتبنا في عمان يعمل بشكل تام في هذا الصدد.

سيدي الرئيس,
نحن هنا لنطلعكم على تجربتنا الخاصة وتوجيه نداءنا إلى كل شخص أو منظمة ذات نوايا حسنة لحماية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط وخاصة في لبنان والأردن وسوريا والعراق وفلسطين ودعونا لا ننسى مصر وأفريقيا, فمن الواضح أن منطقة الشرق الأوسط وحدودها أصبحت كبركان في طور التقدم. إن مسؤوليتنا هي مسؤولية أخلاقية ودينية لتهدئة هذه الأوضاع المتفجرة وان أمكن إيقافها سياسيا ودينيا, ونحن نشدد على هذا الموضوع كونه جزء لا يتجزأ من المبادرات المختلفة التي تعهدنا بها بالفعل.
نحن نؤمن إيمانا راسخا بان الاتحاد الأوروبي والهيئات الدولية الأخرى لديها القدرة على التدخل ووضع حد لإراقة دماء الأبرياء ولاء شكل من أشكال العنف التي تحدث تحت اسم “الله”.
في هذا الصدد, اسمحوا لنا أن نقترح الإجراءات التالية التي ينبغي النظر بها:
أولا: تعزيز الدراسات الاكادمية في الأديان المختلفة عن طريق تعزيز التعليم في المدارس والجامعات والمراكز الثقافية.
ثانيا : مكافحة التعصب والتفرد الثقافي والديني الذين هما أعراض التمييز ومكافحة الاستقطاب والكراهية ضد الأخر.
مهمة بطريركيات الروم الأرثوذكس / كنائس الشرق الأوسط وأفريقيا هو أمر بالغ الأهمية لان المسيحية الشرقية لا تحمل أثار الثقافة المستوردة والغربية وهذا يعني الحروب العليبية والاستعمار. على العكس تمام فقد كنا جميع الديانات الواحد للأخر, وبهذه الطريقة ترعرعنا معا ثقافيا وتاريخيا. هذا هو السبب في أننا نرفض فكرة صدام الحضارات.
مرة أخرى, نود أن نؤكد لكم سيدي أننا على استعداد كامل للتعاون معكم في العمل من اجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجه.

غبطة بطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك القدس وسائر فلسطين

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رقاد والدة الاله العذراء مريم

“ولكن يعطيكم السيد المسيح اية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل” (اش 14:7). الذي تفسيره الله معنا, هكذا يقول ربنا يسوع المسيح بصوت اشعياء النبي, والتي يؤكده ايضا شهادة الانجيلي متى البشير. “لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل” (مت 14:7). ها العذراء التي لم تعرف رجلا, ستحبل وتلد ايضا ابنا – الذين يؤمنون بذلك – وسيدعى اسمه عمانوئيل. (عمانوئيل اسم عبري ومعناه الله معنا).

ايها الاخوة الاحباء بالمسيح
ايها المسيحيون الحسني العبادة

ان البتول التي ذكرت من النبي اشعياء ما هي الا القديسة والدة الاله الدائمة البتولية مريم, التي نحن معييدون لتذكار رقادها المجيد. كنيستنا المقدسة, تكرم بجدارة ووقار عظيمين شخص الكلية القدسة, وذلك لان العذراء مريم من خلال نقاوة طهارتها وعظيم اتضاعها, اختارها الله واصطقاها من جميع نساء العالم لتكون شريكة معه في سر التدبير الالهي من خلال تجسد كلمة الله, يسوع المسيح وتانسه, لذا اضحت العذراء اس الخلاص للجنس البشري قاطبة.
وكما يذكر مجري الذهب القديس الدمشقي: “ومن ثم فانه لعدل وحق ان نسمي العذراء مريم والدة الاله ثيوتوكوس. لان هذا الاسم يوطد سر التدبير كله”.
رقاد العذراء مريم والدة الاله يؤكد وبشكل قاطع انها شاركت طبيعتنا الانسانية بالتمام, لكن من ناحية اخرى حبلت بابنها والهها المسيح المخلص من خلال فعل وقوة الروح المقدس, ثم حملته في رحمها, وولدته, وارضعته, وتاطت عند صلبه المقدس, الا انها عظمته وقت القيامة المجيدة الظافرة, وبالاضافة لذلك فالعذراء الفائقة القداسة مجدت المسيح الاله عند رقادها, حيث ان ابنها والهها استلم روحها الطاهرة, – اي الكلية القدسة نفسها جسديا-.
وكما يقول القديس يوحنا الدمشقي: “اسرعوا اذا ولنتسلق الجبل السري! فبعد تجاوزنا صور الحياة الحاضرة والمادة, وبعد ولوجنا الظلمة الالهية غير المدركة بمجرد توطدنا في نور الله, فلنعظم القدرة اللامحدودة. اذ باي سي, ذاك الذي من سموه الفائق الجوهر اللاهيولي المتعالي قد نزل دون ان يبرح حضن الاب في البطن البتولي ليحبل به ويتخذ جسدا؟ وذاك الذي عبر الالام سار الى الموت باختياره. والذي بجسده المولود من الارض قد عاد الى الاب بعد ربحه الخلود بموته, باي سر قد جذب نحو ابيه امه بحسب الجسد؟ والتي حصلت في الحقيقة سماء على الارض, كيف رفعها نحو الارض السماوية؟”.
اذا ربنا يسوع المسيع, ومن خلال سي التدبير الالهي, وخاصة بواسطة الدفن الثلاثي الايام والقيامة الممجدة, الغى وابطل سلطان الموت, فالكلية القداسة والدة الاله مريم, وبواسطة موتها الطبيعي, وانتقالها جسديا الى السموات, ختمت الحقيقة التاريخية للكنيسة, الكنيسة التي احبها المسيح حبا جما واسلم نفسه من اجلها. (افسس 5:25).
هكذا المسيح المقام من بين الاموات, بذل نفسه الثمينة لاولئك الذي يدعون اعضاء في جسد الكنيسة, اي جسد المسيح الذي هو راسها ايضا, كما يذكر ذلك الحكيم بولس في رساليه الى كولوسي. (كولوسي 18:1).
فلنهتف مع مرنم الكنيسة ونقول:
“اما في ولادتك فالحبل بلا زرع. واما في رقادك فالموت بلا بلى يا والدة الاله. ان في ذلك لعجبا مضاعفا. عجبا مقارنا بعجب. فكيف ترضع التي لم خبرة الزواج طفلا وتلبث عذراء نقية. وكيف تشيع ام الله ميتة مجهزة بالطيوب. ومن ثم فنحن نهتف اليك مع الملاك قائلين: افرحي يا ممتلغة نعمة”.
فيا ايتها العذراء والدة الاله الكلية القداسة, حنني بتعطف علينا واشفي جراحات نفوسنا, وامدينا بالسلام العلوي من لدن المسيح الاله, ليعم الهدوء في ربوعنا والمنطقة, وفي العالم اجمع. امين
وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب ثيوفيلوس الثالت
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة ترحيبية بزيارة وفد من هضبة الجولان

نرحب بكم اجمل ترحيب باسم صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وباسم اعضاء المجمع المقدس واخوية القبر المقدس وابناء الكنيسة الرومية الارثوذكسية في دار البطريركية العامر ام الكنائس.
انه لشرف كبير لنا في هذا اليوم الاغر ان نستقبل هذا الوفد الكبير من رجال الدين ووجهاء ذوي مراكز اجتماعية ورموقة وابناء الاراضي المقدسة وهضبة الجولان, ان هذه الزيارة تعبر عن مصداقية العلاقة المتينة بين ابناء هذا المجتمع, واننا نشعر بسعادة فائقة الطبيعة عندما نرى هذه الوجوه معا في هذا اللقاء المميز الذي يعبر عن اسمى العلاقات بيننا والقيم والعادات ولاتقاليد التي نعتز ونفتخر بها. ونؤمن ايضا بان هذا التاخي والتوحيد وقبول الاخر والعيش والتعايش معا انما يجسد الوحدة الانسانية والبشرية ونشعر بان همومنا واهدافنا واحزاننا وافراحنا واحدة. وهنا لا بد لنا الا ان نقول كلمة حق في هذا اليوم السعيد باننا نحن كبطريرك القدس لنا علاقات مميزة مع جميع شرائح هذا المجتمع في قدسنا الشريف قدس الاقداس وفي هذه الارض المقدسة وهذا النموذج والنسيج الاجتماعي نحافظ عليه نفتخر ونعتز به. واننا نحافظ دائما على العلاقات الطيبة بين جيمع ابناء الديانات السماوية. وهنا لا بد لنا ان نشير في هذا اللقاء وفي هذا اليوم السعيد ان لنا علاقات طيبة بيننا وبين السلطة الوطنية الفلسطينية واردننا لاهاشمي الغالي العزيز ونعمل جميعا من اجل رفع شان الانسان والمحافظة على القيم والاخلاق والاداب والعلاقات التي توارثناها من اباءنا واجدادنا من اجل ان نكون جديرين ان نعيش في هذه الارض الطيبة والمقدسة.

وزيارتكم اليوم لنا نثمنها من اعمك اعماق قلوبنا ونشكر كل من ساهم وعمل من اجل التحضير لها ونشيد ونشد على ايديكم وندعمكم لاننا نعلم بانكم تتحلون بروح التعاون والمحبة والتسامح والتعايش وقبول الاخر لاننا نؤمن بانكم انتم في هذا لانموذج الحي زرعتم في مجتمعنا وفي قلوب ابنائكم واحفادكم هذه السمات والصفات الانسانية التي يجب على كل انسان ان يتحلى بها.
وفي الختام نتمنى لكم دوام الصحة والعافية وان تبقوا معا يدا بيد من اجل تحقيق الاهداف والامال التي تصبون اليها واننا في وقت مناسب لسوف نزوركم من اجل ان نرى بام اعيننا هذا النسيج الاجتماعي والنموذج الانساني الذي جسدتموه على ارض الواقع وانني اعاهدكم في كل لقاء داخل وخارج مدينة القدس ان اتحدث عن هذه العلاقة المميزة لكي ياخذ الاخرون عبرة وقدوة حسنة لحياتهم ومعيشتهم في هذا العالم.

فاهلا وسهلا بكم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون