1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسة فوتيني السامرية – 2012/05/13

” لتجذل السموات ويرتكض ما على الارض لأن المسيح قد ظهر إنسانا ً من البتول وأنقذ كل الجنس البشري من القساد بموته الخاصي وأشرق بالعجائب وطلب ماء ٌ من إمرأة سامرية واهبا ً إياها ينابيع الأشفية بما أنه عديم أن يكون مائتا ً “. هكذا يرتل مرنم الكنيسة .

أيها الاخوة الأحباء بالمسيح

أيها المسيحيون والزوار الحسني العبادة ،

” الله روح ٌ ، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا ”

(يو 4: 14 ). هكذا يقول ربنا يسوع المسيح للأمرأة السامرية . هذا هو الروح الألهي روح الحق ، يعني الروح القدس روح المسيح ، الذي به إجتمعنا كلنا في هذا المكان المقدس في بئر البطريرك يعقوب لنشرب ونرتوي سوية ً مع القديسة السامرية الماء الذي يهب ينابيع الأشفية الخالدة الطبيعية منها والروحية ، أي من خلال ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات الذي ظهر إنسانا ً من العذراء الدائمة البتولية مريم ، لينقذ الجنس البشري من الفساد والموت .

كل العالم المنظور وغير المنظور ، الأرضيات والسماويات ، مدعوون للمشاركة في الأرتكاض بفرح ٍ وبهجة ، بمناسبة عيد القيامة المجيدة لمخلصنا المسيح . وبنفس الوقت وبإشراقه للعجائب طلب ماء ً من الأمرأة السامرية ليهب لها ينابيع الأشفية كما يصرح بذلك مرنم الكنيسة .

الماء الذي يعطي ينبوع الأشفية ، أي المسيح للأمراة السامرية ، هو ليس إلا من خلال الطاقة والقوى الألهية المشعة للروح القدس روح الحق ، روح الحكمة لله الآب . كما يقول مرنم الكنيسة : ” إن السامرية الشائعة الذكر أتت مقبلة بأمانة إلى البئر ، فشاهدتك يا ماء الحكمة التي لما سقيت منك باتراع ٍ ، ورثت الملكوت العلوي أبديا ً “.

فعلا ً أيها الأخوة الأحباء ، المرأة السامرية ورثت الملكوت العلوي لأنه كما يقول القديس يوحنا الدمشقي :

” المسيح أصبح سبب الخلاص الأبدي للذين آمنوا به ، لكن للذين يؤمنوا به أي للعصاة والمتمردين أصبح مانبا ومبكتا “.

لذا أصبح المسيح سبب الخلاص للأمرأة السامرية التي آمنت به ، لأن قديسة كنيستنا والتي نكرمها بإحتفال وشوق في هذا اليوم المقدس ، سمعت الاقوال الخلاصية لربنا يسوع المسيح . ” الله روح ٌ ، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا ” ( يو 4 : 14 ) ، فأمنت بكل نواياها وجميع خلجات نفسها .

بكلام آخر ” لنسجد لله بالروح والحق ” . يعني أن عقلنا عليه أن يحتضن الحقيقة بجميع أبعادها . وكذلك يجب على الأرادة أن تضم جميع طاقاتها للحقيقة ، ومشاعر قلوبنا يجب أن تكون منضبطة ومحكمة بأعمال المعرفة والألفة والمودة لله الضابط الكل ، واللجوء إليه بالعبادة الحسنة .

هنا وحسب تفسير القديس ثيوفيلاكتوس : ” يظن الكثيرون ومن الذين لا يتمتعون برؤية صحيحة عن الله الاب أن السجود يقتصر على النفس فقط، الأمر الذي حذا بالسيد المسيح أن يضيف كلمة ” الحقيقة” لأنه ينبغي أن نسجد لله بالعقل ويكون لنا فكر الحقيقة بالنسبة له . هذا يعني أيها الأحباء بالمسيح أنه ألا تقتصر عبادتنا وسجودنا لله فقط ، لكن من الأهمية بمكان أن نعرف طريقة الحقيقة ، والمنهج والمنوال الصحيح للعبادة والسجود لله . هذا الحدث تؤكده وبغاية الأمانة كنيسة المسيح المقدسة من خلال تعاليمها الرسولية المحضة ، وبالاسرار العلاجية والخلاصية الصادقة والسليمة .

فالمسيح سبق أن داس موت الخطيئة بموته الثلاثي الأيام وقيامته الظافرة أما قيامة المسيح فتتعلق بحضور المعزي الروح القدس الذي يبكت ويدين العالم كما يقول يسوع المسيح : ” لكني اقول لكم الحق إنه خير ٌ لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة ، أما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي ، واما على بر فلأني ذاهب ٌ إلى أبي ولا ترونني أيضا ً ، وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين ”

( يوحنا 16: 7- 11)

هنا وكما يفسر هذا المقطع القديس كيرللس الأسكندري : ” من الباطل أن يظهر الشيطان وكأنه رئيس هذا العالم ، لأنه بافعل والحق لا توجد له أصالة ليكتسب هذا المركز ، لكن بالزور والبهتان يمتلك هذا الأسم

إعتباطا ً ، لكنه ربح هذه الفكرة بواسطة الغش والطمع ، وأيضا ً بواسطة المحتالين والغشاشين وسواهم الذين يتمرغون وداخلهم مفعما ً بالقرف ، والشر المضاعف حيث يتممونه بحرية إختيارهم ، على هؤلاء يسيطر عليهم الشيطان “.

أما القديس يوحنا الذهبي الفم : ” أيضا هنا بتفسيره آيات يوحنا اللاهوتي ( يو 16: 7-11 ) ، المسيح يحضر الكلمة المتعلقة بالدينونة – ” إذ يدان بواسطتي فسيعرفون من الذي سيطأ عليه بقدميه فيما بعد ، وسيعرفون قيامتي بوضوح التي هي علامة من يدين رئيس هذا العالم . فإنه غير قادر أن يمسك بي . فبينما قالوا بان به شيطان ، وأنني مخادع فستظهر كل هذه الأمور أنها باطلة ، إذ لم يكن ممكنا ً لي أن أفوز عليه لو كنت خاضعا ً للخطيئة ، لكنه الآن يدان ويطرد ” .

هذا يالتدقيق ، إستنارة المعرفة لينبوع الحياة المسيح المصلوب والمقام ، وعند استلام الأمرأة السامرية قالت كما يذكر المرنم ” … فأسقني يا كلمة كل حين أنا الظامئة إلى نعمتك الألهية أيها الرب يسوع لئلا أنضبط أيضا ً بغليل أو ام الجهل ، بل انذر مخبرة بعظائمك “.

هلموا بنا ً لنتقدم نحن أيضا أيها الأخوة الأحباء نحو البر الروحي ، أي الكنيسة ، ونشرب الماء الذي أعطاه المسيح للقديسة فوتيني السامرية قائلا ً : ” ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد.

بل من الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية “.

( يو 4: 14 ).

من هذا الينبوع ، شرب من ماء استشهاد محبة المسيح ، القديس الشهيد فيلومينوس من أعضاء أخوية القبر المقدس ، والذي اقتدى بالسامرية القديسة فوتيني ، فأصبح بهذا كارزا ً بالروح والحق لربنا وإلهنا يسوع المسيح .

المسيح قام حقا قام .




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جوارجيوس في بلدة الخضر – 2012/05/06

” اليوم يوم القيامة فسبيلنا أن نتلألأ أيها الشعوب ، لأن الفصح هو فصح الرب ، وذلك فإن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة . ومن الأرض إلى السماء، نحن الناشدين نشيد النصر والظفر” . هكذا ترنم كنيستنا نشيد القيامة المجيدة .

أيها الاخوة الأحباء بالمسيح

أيها المسيحيون الحسنى العبادة

لتذكار القديس في الشهداء جوارجيوس اللابس الظفر، إجتمعنا اليوم في مدينتكم الأصلية في مدن وقرى الفلسطينية ، لنحتفل للسر العظيم ، والفائق التكريم ، قيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح .

” لأنه أجازنا من الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء إلهنا يسوع ” . هكذا يكرز بطريقة ترنيمية القديس يوحنا الدمشقي. وهذا بالتدقيق معنى العبور من الموت إلى الحياة ، ومن الأرض إلى السماء لطبيعتنا البشرية بالمسيح المصلوب والمقام ، لذلك تعتبر وبالتمام جوهر إيماننا المسيحي ، فهي هدف كنيستنا المقدسة الأساسي ، بهذا الواقع الحقيقي نحن نبشر ونهتف إحتفاليا ً من خلال عيد قيامة ربنا يسوع المسيح المجيدة ، كما يقول يسوع: ” أنا هو الطريق والحق ” ( يو 14: 6) ، ” والقيامة والحياة ، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيا ً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد ” ( يو 11 : 25- 26).

القديس كيرللس الأسكندري يفسر كلام ربنا يسوع المسيح إذ يقول : ” إن الأيمان بالمسيح وتبجيله بوقار وإجلال ، يمن علينا بثمار الحياة الأبدية … لكن هذه الثمار الحقيقية سوف تكون فقط من نصيب أولئك الذين سلكوا في طريق التوبة الصادقة والثابتة ، فالموت للمؤمن التائب هو جسر للعبور من الحياة الزائلة إلة الحيلة الأبدية “.

فعلا ً أيها الأحباء ، إن ثمر الإيمان بالمسيح هو الحياة الأبدية التي وهبها لنا هو نفسه المسيح ربنا وإلهنا ، من خلال قيامته الظافرة .

لذلك فإن شهداء محبة المسيح قد إمتلئوا غيرة وحماسا ً لتوقهم أن يجنوا من ثمر الأيمان بالمسيح هذا ، أي التمتع بالحياة الأبدية ، وخاصة القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس الذي نكرمه اليوم، حيث تألق بمحبته ، كما يقول مرنمه : ” لقد سلكت على ما يستلزمه إسمك يا جوارجيوس الجندي الباسل ، فإنك حملت صليب المسيح على منكبيك . وحرثت الأرض التي بارت بالضلالة الشيطانية . واستأصلت منها أشواك عبادة الأوثان . وغرست فيها كرمة الإيمان القويم . وأصبحت فلاحا ً للثالوث القدوس بارزا ً . تفيض الأشفية لجميع المؤمنين المنبثين في أقطار المسكونة كلها . فنطلب إليك أن تتشفع في سلام العالم وخلاص نفوسنا”.

إن غش دين الأصنام قد فضحه بطريقة نبوية أشعياء القائل : “إجتمعوا يا كل الأمم معا ً ولتلتئم القبائل . من منهم يخبر بهذا ويعلمنا بالأوليات ليقدموا شهودهم ويتبرروا. أو ليسمعوا فيقولوا صدق ٌ “. ( أشعياء 43 : 10). فأي من آلهة الأصنام تنبأ قط ، أو من من هذه الآلهة تفوه بأقوال نبوية في الماضي !؟ دعهم يحضرون شهودهم بثوابت نبوية ، وليأكدوا صدق أقوالهم التي يدعونها ؟! وهكذا يظهر أن آالهة الأصنام ، آلهة كذبة لا يمتون إلى الحقيقة بصلة ٍ .

القديس كيرللس الأسكندري الذي يفسر نبوءة أشعياء الملهمة بالروح القدس يقول : ” لكن لا أحد ٌ من أنبياء الأصنام قدم شهادة حقيقية صادقة، ولا أحد تنبأ عما سيحصل في المستقبل ، لكنهم تكلموا بالزور ظانين أنهم آلهة بالفعل ، فإنهم غشاشون ، وأنبياء كذبة ودنسين ، ومجدفين ، منتهكين كل الحرمات .

لهذا الغش والكذب لعباد الأصنام ، قاوم ببسالة القول والفعل ، القديس جوارجيوس من خلال إستشهادة بالدم ، عربون محبته للمسيح الأله . وهكذا أصبح مشاركا ً للنور غير المدرك للمسيح الأله ، الذي يقول : ” أنا هو مور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة ” ( يو 8: 12).

لنلاحظ تفسير الأب آمونيوس إذ يقول : ” أن يسوع يظهر أنه هو من أجله ، صرخ أشعياء سابقا ً : هلموا لأني وضعتكم لنور الأمم وليس كأحد الأنبياء ” . وهذا ما يؤكده أشعياء : ” أنا الرب قد دعوتك بالبر… وأجعلك للشعب ونورا ً للأمم ليس كأحد الأنبياء ، لكن ضابطا ً للكل ” ( المخاطب هو المسيح الأله ).

القديس جوارجيوس أيها الاخوة الأحباء يعتبر شهيدا ً لمحبة المسيح عظيما ً، لانه كما يقول مرنمه : ” لنمتدحن يا إخوة مدحا ً روحيا ً جلادة حجر الماس العقلي . جاورجيوس الشهيد الذائع الصيت . الذي لما اضطرم بمحبة المسيح تصلب متجلدا ً بالخطوب . وتحدد مشحوذا ً بالعذابات جسده . الذي إذ كان فانيا ً بحسب الطبيعة أذابته العقوبات المتنوعة . فإن المحبة تغلبت على الطبيعة فأقنعت العاشق بأن يصل الموت إلى معشوقة المسيح الأله مخلص نفوسنا”.

بكلام آخر ، الغيرة الألهية التي غلب فيها الطبيعة البشرية لأصدقاء المسيح تحققت من خلال الموت ، لتعبر بهم إلى الحياة الأبدية ، أي المسيح ، هذا مرهون بقمة المحبة الكاملة للمسيح ، كما يلاحظ ذلك القديس إكليمس الأسكندري : ” إن شهادة الدم ليست هي هدفا ً بحد ذاته ، وليست هي نهاية الحياة البشرية المعاشة ، لكنها سمت الكاملة والصادقة للمسيح الإله”.

أما حسب القديس يوحنا ذهبي الفم : ” شهادة الدم بدون إمتلاكها محبة المسيح ، لا جدوى منها ، فهي لا تؤهل الشهيد لأن يكون تلميذا ً للمسيح ، فهذا الشهيد هو الخاسر الواحد والوحيد إذا ما إقتصرت عنده الشهادة على الموت دون المحبة الباذلة للمسيح الأله “.

آلام صلب المسيح هي قيمة الله للإنسان ، قيامة المسيح تؤكد أن الإنسان خلق على صورة الله ومثاله ، هذا يعني أن الإنسان ، إنسان الفساد أي الخطيئة يلبس مع المسيح المقام لباس عدم الفساد، والجسد الفاني يلبس لباس عدم الموت ( الخلود) ، كما يذكر الحكيم بولس : ” لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد ٍ وهذا المائت يلبس عدم موت ٍ . ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ٍ ولبس هذا المائت عدم موت ٍ” ( 1 كورنثوس 15 : 53-54).

الشهداء الصادقين غير الكاذبين ، لكرازة بولس هذه ، تظهر أن الشهداء القديسين الذين غلبوا وتكللوا بإكليل الشهادة ، ومنهم المتميز بين جميعهم القديس جوارجيوس ، فخر الأرض الفلسطنية العريقة المقدسة .

هذا هو الشهيد العظيم جوارجيوس الذي شارك المنزه عن التألم في آلامه وقيامته ، أي المسيح الإله ، وأيضا ً شارك في ملكوته، فكان يستلهم الشجاعة والمروءة من الرسول بولس القائل : ” فإن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضا ً ننتظر مخلصا ً هو الرب يسوع المسيح ، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ، ليكون على صورة جسد مجده ” ( فيلبي 4 : 20-21 ) . فلا يقول بتغيير إلى صورة أخرى ، حاشا ! بل بالأحرى بتحويل من فساد إلى عدم الفساد . كما يقول القديس يوحنا الدمشقي .

أيها الأخوة الأحباء

لقد صبا الجندي العظيم جاورجيوس إلى المسيح الملك الذي بذل نفسه عم حياة العالم . فأسرع مبادرا ً إلى الموت من أجله . فإن الغيرة الألهية تملكت قلبه فقرب نفسه برضاه ذبيحة ً . فلنمتدحه نحن الآن عن إيمان ٍ . كشفيع فينا حار، وعبد للمسيح مجيد ٍ حقاً.

قد اقتدى بسيده وهو يسأله أن يمنح الجميع غفران الزلات .

فبقوة الصليب الكريم المحيي أيها الثالوث الفدوس إحفظنا وارحمنا، بشفاعة القديسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم . آمين

المسيح قام . حقا ً قام

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كريويس ثيوفيلوس الثالث احد حاملات الطيب 2012-4-29

” هلموا يا معشر المؤمنين لنمدح يوسف العجيب مع نيقوديموس الفاضل والنسوة المؤمنات حاملات الطيب هاتفين قد قام الرب حقاً”
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

نعمة مخلصنا يسوع المسيح الناهض من بين الأموات. جمعتنا كلنا في هذا المكان المقدس في مدينتكم العريقة آريماثيا, لنعيّد مع يوسف ونيقوديموس والنسوة الحاملات الطيب , قيامة الإله – الإنسان مخلصنا يسوع المسيح, وبصوت عظيم نصرخ قائلين حقاً قد قام ربنا وإلهنا.
صلب مخلصنا يسوع المسيح وقيامته الظافرة تتوج سر التدبير الإلهي, أي تسجد كلمة الله كما يذكر الرسول بولس: < ولكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات. فان لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام. وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم> (12:15-14 ).

اما الرسول بطرس في كرازته الأولى يقول:< فان داوود وهو النبي... سبق فرأى وتكلم عن قامة المسيح ان لم تترك جسده في الهاوية , ولا رأى جسده فساداً, فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك. (أعمال 30-31 :2) كرازة بولس الرسول وشهادة بطرس الرسول الشخصية أيها الإخوة الأحباء, أنها التقوى في مشاركة القوى النشيطة مثل يوسف ونيقوديموس مثل آريماثيا , وحاملات الطيب , الذين شاركوا في مراسيم دفن المسيح, وفي هذا يشهد النجيلي مرقس <جاء يوسف الذي من الرامة مشير شريف وكان هو ايضاً منتظراً ملكوت الله, فتجاسر ودخل الى بيلاطس وطلب جسد يسوع.... فاشترى كتاناً فانزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتاً في صخرة ودحرج حجراً على باب القبر> مرقس ( مرقس 43:15-46)
ان الشاهد والكارز والرسول لهذا الحدث التاريخي والخلاصي لقيامة المسيح, هو كنيستنا كنيسة المسيح المقدسة, وخاصة الكنيسة الاورشلمية مع سائر مؤمنيها حاملي اسم المسيح, نقول هذا لانه الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية هي كنيسة القيامة, التي وبحسب تأكيد ربنا يسوع المسيح ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها> (متى 18:16). وهذا ثابت واكيد من الناحية العملية والنظرية من خلال وجود المسيحيين في الارض التي عليها صلب ودفن وقام الله اله المحبة والسلام والرجاء, وهذا بالتدقيق رجاء قيامة المسيح, وفي رجاء بالله كما يعترف الرسول بولس, عائشين بكل ضمير صالح حتى يومنا هذا.
لذا في هذا المنهج نحن سالكون, لان مخلصنا يسوع المسيح بقيامته المجيدة ادخلنا الى الخليقة الجديدة, أي الى الكنيسة حيث داخلها ومن خلالها نلمس ونتذوق مسبقاً بحواسنا الجسدية والروحية ملكوت السموات. (منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيوراً في اعمال حسنته> (تيطس 13:2-14) .

ان قيامة المسيح الضافر هي الينبوع والضمان الوحيد لتتميم سر الفداء للعالم وخلاصة كونه الله الضابط الكل’ فالى المسيح المقام الله والضابط الكل, انجذب التلاميذ الاطهار المسترين, مع النسوة حاملات الطيب, والذين اصبحوا شركاء في قوة رجاء قيامة المسيح, علماً (وكما يقول المرنم) من ان يوسف المتقي احدر جسدك الطاهر من العود مع نيقوديموس وشاهدك ميتاً عرياناً غير مدفونون, فابدى عويلا قائلاً….. لكني الان اراك قد احتملت من اجلي الموت طوعاً. فكيف اجهزك يا الهي…< ان النسوة حاملات الطيب قد ادركن قبرك.... ولم يصادفن جسدك الطاهر, انتحبن ووافين بحرص قائلات من سرق رجاءنا>.
ايها الاخوة الاحباء, المسيح المقام هو الرجاء الوحيد وهو الحياة داخل القبر, أي انه الرجاء الوحيد والحي الحقيقي,ومن خلاله يقول الرسول بولس: < ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء لان ماينظره احد كيف يرجوه ايضاً ولكن ان كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقعه بالصبر>(رومية 23:8-24). وفي مكان اخر يقول:< فرحين بالرجاء صابرين في الضيق, مواظبين على الصلاة>
(رومية 12:12).
وكما يقول مرنم الكنيسة< فلنبتكرن مدّلجين دلجة عميقة. ولنقربن للسيد التسبيح النقي عوض الطيب الذكي. ونعاين المسيح الذي هو شمس العدل. مشرقاً الحياة الكل. مع هذا الكلام الترنيمي تتوجه الينا كنيستنا المقدسة لنعّيد فرح القيامة المجيدة لمخلصنا يسوع المسيح, شمس العدل, الذي اشرق رجاء الحياة للجميع. رجاء الحياة هذا هو رجاء القيامة التي تجسدها كنيستنا. أي اورشليم الجديدة, والتي ينوّه عنها القديس يوحنا الدمشقي ان الفرح يعتريها قائلاً: استنيري استنيري يا اورشليم الجديدة. لان مجد الرب قد اشرق عليك. افرحي الان وتهللي يا صهيون وانت يا والدة الاله النقية. اطربي بقيامة ولدك. المسيح قام, حقاً قام

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحد الجديد-عرس قانا الجديد

“هلموا بنا في يوم القيامة المشهور. نشارك ملكوت المسيح. عصير الكرمة الجديد. الذي للفرح الإلهي. مسبحينة بما انه الإله. إلى الادهار.”
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

تفرح وتبتهج أورشليم الجديدة, أي كنيسة المسيح المقدسة, لأنه قد أشرق عليها مجد قُامة الرب المنير.
وكنيسة قانا الجليل تفرح هي أيضا وتبتهج, لأنه من أحضانها أينعت الكرمة ذات العصير الجديد, الخمرة المفرحة, ومنها تلالا مجد يسوع كما “يشهد الانجلي يوحنا” “وكان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك… وتلاميذه” (يو 2:1-2).

“عصير الكرمة الجديد” :ما هو إلا المشروب الجديد المحي المعد لنا نحن لارتشافه بإيمان. كما يذكي مرنم الكنيسة: “هلموا بنا نشرب مشروبا جديدا, ليس مستخرجا بأية باهرة من صخرة صماء, لكنه ينبوع عدم الفساد. بفيضان المسيح من القبر. الذي به نتشدد”.
قد نتساءل قائلين : “ما هو هذا المشروب الجديد”.
المشروب الجديد أيها الأحباء, هو الدم الطاهر, دم مخلصنا يسوع المسيح الذي “سفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (يو 28-26).
العشاء السري, إلا وهو مأكل جسد المسيح, ومشرب دمه, يؤهلنا, بدءا منذ هذا الدهر الحاضر. التمتع في شركة الحياة الابدية, فهو العربون الأكيد لنعاين نور القيامة البهي, عند مجيى ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح في اليوم الاخير. تماما كما يؤكد ذلك ربنا اذ يقول: “من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية انأ أقيمه في اليوم الأخير” (يو 54:6).
وما هو اليوم الأخير: اليوم الاخير هو الحياة الأبدية يعني ملكوت السموات الذي نتذوقه مسبقا داخل الكنيسة من خلال مشاركتنا في سر الافخارستيا الإلية.
بكلام أخر الافخارستيا الإلهية الذي نذوقها مسبقا, تتضمن الفرح والابتهاج اللذان يمدانا بالغبطة الكاملة عندما سنجلس سويا في عشاء ملكوت الله. “وأقول لكم إني من ألان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت أبي” (متى 29:26). من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وانأ أقيمه في اليوم الأخير, لان جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق” (يو 55-54 ).
القديس كيرللس رئيس أساقفة الإسكندرية يقول موضحا كلام الرب : “اشبع طعام المن حاجة الجسد زمانا يسيرا جدا, ابعد الم الجوع, لكنه صار بعدها بلا قوة, ولم يهب الذين أكلوه حياة أبدية. إذن لم يكن ذلك الطعام الحقيقي والخبز النازل من السماء. أما الجسد المقدس الذي للمسيح الذي يقوت إلى حياة الخلود والحياة الأبدية فهو بالحقيقة الطعام الحقيقي.
لقد شربوا ماء من صخره أيضا… وما المنفعة التي عادت على الذين شربوا لأنهم قد ماتوا, لم يكن ذاك الشراب أيضا شرابا حقيقيا, بل الشراب الحق في الواقع هو دم المسيح الثمين, الذي يستأصل الفساد كله من جذوره ويزيح الموت الذي سكن في جسم الإنسان”.
فعلا هذا الحدث العظيم والمعجز, لقيامة المسيح من بين الأموات أيها الإخوة الأحباء, يصبح ختام سر التدبير الإلهي, أي سر تجسد وتأنس كلمة الله, هذا أيضا يؤكده الحكيم بولس قائلا: “فان لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام, وان لم يكن المسيح قد قام, وان لم يكن المسيح قد قام فباطله كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم” (1 كو 15-13 :15).
بكلام أخر, كرازتنا المسيحية وإيماننا بالمسيح المصلوب والمقام, مستودع في الكنيسة التي دشنت لنا, فهي المدينة الجديدة داخل العالم, المرتكزة على قيامة المسيح الظافر. لدلك نحن كمواطنين في مدينه المسيح, أي الكنيسة , لم ولن نستعبد للأرضيات, لكن نتمم وبجدارة كل الأمور الخاصة بالله الأب وبربنا يسوع المسيح.
إن حياتنا بالمسيح داخل العالم تأخذ وتستلم معنى جديدا في ظل الرسم ألمنظوري (بروسبيكتيفا) لنهاية العالم (أي الإيمان بالآخرة eschatology) يعني معرفة الهدف للحياة الحقيقية التي ظهرت بالمسيح.
الحدث لحفلة العرس التي تمت في هذا المكان المقدس في قانا الجليل باشتراك المسيح مخلصنا في هذه المراسيم, ووجود أمه الدائمة البتولية مريم, تؤكد طريق الحياة الجديدة والحقيقية التي لها نحن مدعوون, لكي نبشر ونكرز بذلك إلى جميع الإخوة.
نقول هذا لان العرس الطبيعي بين الناس هو ليس هدف بحد ذاته, لكنه وسيلة لبلوغ الكمال في حياة الإنسان. من خلال انتقاله من دائرة الفساد, من الخطيئة إلى التوبة الصادقة, ومن سقوط ادم القديم, إلى قيامة الحياة لأدم الجديد المسيح.
“فعلا لان يسوع هو الخالق للرجل وللمرأة, لم يرفض أن يشترك في العرس الذي تم بعد خلقه لحواء, والتي قدمها إلى ادم؛ لذلك أيضا الإنجيل يقول بالنسبة للزواج, الأشياء التي جمعها الله لا يفرقها الإنسان”.

حسب القديس كيرللس السكندري: “إن العرس يكرم بوجود المسيح فيه من خلال الفرح والغبطة التي يمدنا إياها”.
هذا بالتدقيق أيها الأحباء “الفرح والغبطة” للجميع بقيامة المسيح الختن مع عروسه الكنيسة, لذلك نعيد باحتفال نحن أيضا كأعضاء لهدا الجسد, جسد الكنيسة الحاملة لاسم المسيح.
خاصة في هذا اليوم الأحد الجديد احد توما, الذي يعتبر تذكارا لاعتراف الرسول توما, إذ لا ينكر فيها إن المسيح هو رب واله قبل وبعد القيامة, كما يشهد الاننجيلي يوحنا: “اجاب توما وقال له ربي والهي. قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما أمنت. طوبى للذين امنوا ولم يروا” (يو 29-28:20).
نحن مدعوون أيضا لان نشارك في هذا الفرح الفصحى, فرح عرس قيامة طبيعتنا الإنسانية مع طبيعتي المسيح الالهيه – الإنسانية. ومع المرنم نقول :”سبيلنا إن ننقي حواسنا. فنعاين المسيح ساطعا كالبرق. بنور القيامة الذي لا يدنى منه, ونسمعه قائلا علانية: افرحوا. ونحن ناشدون له نشيد النصر والظفر”.

المسيح قام. حقا قام

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد الشعانين 2012/04/08

” اليوم وافي المخلص إلى مدينة أورشليم ليكمل المكتوبات ، والكل أخذوا بأيديهم سعفا ً وأما ثيابهم ففرشوها له عالمين أن هذا هو إلهنا الذي الشاروبيم تصرخ إليه بغير فتور أوصنا فب الأعالي مبارك أنت يا من له الرأفات الغزيرة إرحمنا “.

أيها الآباء القديسون والأخوة الأحباء بالمسيح

أيها المسيحيون الحسني العبادة

اليوم نعمة الروح القدس جمعتنا من أقطار المسكونة إلى كنيسة القيامة المقدسة ، إلى مكان شهادة الصلب والدفن الثلاثي الأيام لفادينا يسوع المسيح ، حيث نعيد لدخول ربنا يسوع المسيح الممجد إلى مدينة أورشليم .

إن النبي زكريا ذكر بخصوص هذا العيد العظيم : ” يقول الرب افرحي جدا ً

يا ابنة صهيون ، ها ملكك يأتي إليك عادلا ً ووديعا ً ، وراكبا ً على جحشٍ ابن أتان.

أما النبي والملك داود يقول أيضا ً عن أطفال أورشليم : من أفواه الأطفال والرضع هيئت لك تسبيحا ً .

والنبي صفنيا يقول : ثقي يا أورشليم ، الرب إلهك فيك مقتدرا ً سيخلصك ويجلب عليك سروراً ، ويجددك بحبه .

القديس كيرللس الاسكندري يفسر أقوال الأنبياء قائلا ً : ” عندما أتى إلينا السيد المسيح ، وهب لنا عطايا الروح القدس ، فقد جددنا بمحبته التي لا تستقصى ، في الوقت الذي طأطأ السموات وانحدر متجسدا ً ، ببذله لنفسه طائعا ً حتى الموت موت الصليب ، كل هذا لأجلنا ، فهو في الحقيقة الحياة الحقة ، فقد جدد الطبيعة البشرية بتجليها إلى حياة جديدة ، هكذا أعاد آدم الساقط إلى فردوس النعيم ثانية “.

بالنسبة لنا نحن أيها الأحباء ، فإننا نعرف وبيقين تام أن المسيح هو ابن الله الحي ، أي أنه الحياة الحقة ، وهو الذي أتى ليجلي الإنسان إلى الحياة الجديدة .

هلم بالأغصان نسبح المسيح السيد بإيمان كالأطفال مطهرين النفوس عقلياً ، ونصرخ إليه بصوت عظيم مبارك أنت يا مخلص ، يا من وافيت إلى العالم وصرت آدما ً جديداً روحانياً كما ارتضيت لتنفذ آدم من اللعنة الأولى .

أهلنا أيها السيد لكي نكون مستحقين لأن نسجد لآلامك الطوعية ، ولنشارك في قيامتك المجيدة . آمين

وكل عام وانتم بخير