1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة السجود للصليب الكريم المحيي 2012/03/18

” إفوح ايها الصليب الحامل الحياة نصر العبادة الحسنة الذي لا يغلب، باب الفردوس ثبات المؤمنين ، سور الكنيسة الذي به اضمحلت اللعنة وبادت ، وانبلعت قوة الموت ، وارتفعنا من الارض الى السموات أيها السلاح الذي لا يقاوم ، معاند الشياطين ، مجد الشهداء وزينة الأبرار بالحقيقة ، مينا الخلاص المانح العالم الرحمة العظمى ” ( بروصوميات الصليب – القطعة الثالثة – عشية السبت من الاحد الثالث من الصوم ).

أيها الاباء والاخوة المحترمين
ايها الاخوة الاحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

اليوم هو الاحد الثالث من الصوم الكبير المقدس ، وبنعمة الروح القدس أصبحنا مستحقين أن نمارس وبفرح روحي كبير، شعائر السجود لعود الصليب الكريم المحيي ، في نفس المكان الذي به صلب فادينا ومخلصنا يسوع المسيح،
إن الرسول بولس يكرز قائلا ً : ” لي أنا اصغر جميع القديسين أعطيت هذه النعمة أن أبشر بين الامم بغنى المسيح الذي لا يستقصى ، وأنير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح” (أفسس 3: 8-9).

فعلا ًُ ايها الأخوة الأحباء ، إن غنى المسيح الذي لا يستقصى ، والذي تجلى من خلال سر التدبير – كنز الأيمان المسيحي – هذا الغنى لا ينفصم بتاتا ً عن صليب ربنا يسوع المسيح.

لذا فالكنيسة بأقولها وأفعالها وأسرارها وخاصة سر الطاعة فيها ، كلها ثابتة بقوة الصليب ، هذا الصليب الذي يعتبر سور للكنيسة ، وجمال البيعة المقدسة ، وسلاحا ً حادا ً ضد العدو الشيطان . حسبما ذكر مرنم الكنيسة أنفا ً .

إن الصليب سلاح ضد الشيطان ، لأنه وكما يذكر الحكيم بولس : ” … فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله ” ( 1 كو 1 : 18).
فالقوة الإلهية المخلصة لكلمة الصليب ، تنبع من غنى المسيح الذي لا يستقصى .
أما غنى النسيح: فيحافظ عليه بكل أمان وحيطة ، وبشكل صارم ، داخل الحياة السرائرية في الكنيسة ، وخاصة في سر الإفخارستيا ، هذا السر الذي يعتبر دواء الخلود من خلال الدم الزكي الطاهر الذي إنسكب من جنب فادينا ومخلصنا يسوع المسيح عند طعنه بالحربة وقت الصلب ، هذت الدم المهراق يصبح المعبر الوحيد لغفران الخطايا ، ليس لخطايانا وحدنا ، بل لأجل خطايا الكثيرين أيضا ً حسب قول الرب يسوع المسيح . ( متى 26: 26).

إن النقاوة المرجوة لنا نحن البشر، من خلال ممارستنا للصوم المقدس ، تبقى عقيمة وبدون فائدة ، إلا إذا تقدست بالدم الكريم المحيي دم مخلصنا يسوع المسيح المصلوب والمقام من بين الاموات ، الذي ” بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين الله في الأعالي ” (عيرانين 1: 3).

ونحن أيها الأخوة بعدما أصبحنا مشتركين بنعمة السجود للصليب الكريم . زنعمة الصيام المبارك ، وكذلك مشتركين ومتقدسين بدم كلمة الله ربنا و إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، نجسر مع المرنم قائلين : ” هلم لنتطهر بنعمة الصيام ونصرخ بعقل كلي الطهارة إلى الطاهر وحده باصوات شكرية هاتفين : أيها الكلمة أعطيت دمك عنا جميعا ً وأنت بالصليب تقدسنا “.

وكل عام وأنتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جيراسيموس 17/3/2012

“يا اخوة, لكن تذكروا الايام السالفة التي فيها بعدما انرتم صبرتم على مجاهدة آلام كثيرة… لانكم رثيتم لقيودي ايضا وقبلتم سلب اموالكم بفرح, عالمين في انفسكم ان لكم مالا افضل في السموات وباقيا” (عب 10 32-34). هكذا يكرز القديس بولس الرسول.
ايها الاخوة الاحباء بالمسيح
ايها المسيحيون الحسني العبادة

“مالا افضل في السموات وباقيا” هكذا سعى لخلاص قديسنا البار الذي نكرمه اليوم في ديره العامر حيث يحمل اسمه الكريم (دير القديس جراسيموس).
بكلام اخر القديس جراسيموس من خلال جهاده النسكي في الصحراء قرب نهر الاردن, اصبح صاحب افضل ملك. انه ملكا في السموات لا يزول, باقيا وثابتا الى الابد.
ان ثمار الملك السماوية الباقية والابدية للقديس البار جراسيموس, دعتنا لنشترك بالاسرار المقدسة الطاهرة لجسد ودم ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح (ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب) (مز 9:33).

نعم ايها الاخوة الاحباء
هذا هو ربنا يسوع المسيح القائل :”انا هو الطريق والحق والحياة” (يو 6:14).
ان القديس جراسيموس, عاش حياته النسكية بايمانه ب “الطريق والحق والحياة “. لذلك ظهر كالجوهرة البهيه لمحبة المسيح, تماما كما يذكر مرنم الكنيسة.
وفي هذا المجال ينوة القديس كيرللس رئيس اساقفة الاسكندرية ويقول: “انه لمن المستحيل ان يرتقي اي شخص في معارج الكمال والفضيلة, ليصل الى حالة القداسة والاستنارة والتاله بدون ان يتخذ من المسيح مرشدا له ومعينا, ومن الضلالة من يعتقد انه يستطيع ان يتحد بالاب السماوي بدون ان يكون له واسطة من خلال المسيح الاله. فالسيد المسيح يقول :”بدوني لا تستطيعون ان تعملوا شيئا”.
بكلام اخر المسيح هو البوصلة لمسلكنا الصحيح, لانه “بدم ذاته دخل الى الاقداس” (عب 9:12).
بما ان الرب يسوع المسيح كلمة الله الاله الانسان تجسد وتانس من الدماء النقية للعذراء مريم, استطاع ان يعيد حلقة الاتصال المفقودة ما بين السماء والارض, وبين العالم المنظور وغير المنظور. لذا كل شخص يرجو الايمان والخلاص يتحتم علية ان يتخذ المسيح وسيطا له, لانه المعبر الوحيد للحياة الابدية.
والقديس كيرللس يقول ثانية: “لا يستطيع اي انسان ان يشارك الطبيعة الالهية بالنعمة من خلال قواه الخاصة, لكن فقط بواسطة المسيح, وايضا الحصول على حياة التوبة لن ولم تتم الا من خلال المسيح, لانه بتجسدة وتانسه, يستطيع ان يتشفع فينا جميعا, لذا كل المحاولات البشرية والانسانية خاصتنا نحو التجدد والتاله مصيرها الفشل المحتوم بدون المسيح الاله الانسان”.
البار جيراسيموس كان مثالا في حياته النسكية الكارز فيها لمعمودية التوبة شبيها بالقديس يوحنا المعمدان السابق, فاظهر فعلا مشاركته للطبيعة الالهية بالنعمة, اي مواطنة مع القوات العلوية غير الهيولية في السموات.
“لقد لمعت في ظلمة الحياة مثل نجمة الصبح يا جيراسيموس, وارشدت الناس الى نور حياة الملائكة غير المتجسدة”.
في اشخاص قديسي كنيستنا وخاصة في شخص البار جيراسيموس. نحن نعترف ونقر بالخليقة الجديدة التي تجددت من خلال يسوع المسيح مخلصنا, كما يكرز الطوباوي بولس: “اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة. الاشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا”. (2كو 5:17).
هذه هي بالتدقيق الحياة الجديدة التي تعرضها لنا كنيستنا من خلال تذكار القديس جراسيموس. وفي هذه الحياة اي الحياة بالمسيح تدعونا جميعا لنلج فيها, مفتدين الوقت لان الايام شريرة, لكي لا نصبح اناسا جهلاء مثل الانسان الغبي الذي اعتمد على ثروته المادية, كما يذكر انجيل القديس لوقا… فقال لنفسه: “يا نفس لك خيرات كثيرة (اي مادية) موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي” (لوقا 12:19).
ان الخبرة الغبية للانسان الجاهل تشمل الكثيرين من رفقائنا وزملائنا في الانسانية والبشرية. الذين امنوا بتعاليم الانبياء الكذبة, رافضين رفضا تاما التدبير الالهي بالمسيح (اي الايكونوميا), مستبدلين اياه بالتدبير المادي البحت المقرون بوسائل الغش, وخيبة الامل, والخذلان, والحيرة في هذه الحياة الدنيوية والارتباك منها.
القديس جيراسيموس وهو في ريعان شبابه, اقتبكل تدبير الحقيقة بالمسيح الهنا مخلص العالم, حيث (نبذ بلبال العالم واضطراباته).
هلم لنرى ما يقول المرنم بهذا المضمار:
“لقد جنحت عقلك بالايمان نحو الله. يا جيراسيموس الاب المتاله اللب. فنبذت بالبال العالم واضطراباته. وحملت صليبك وتبعت ركيب كل البشر وعبدت جماح الجسد لمشاق الامساك عن ثبات عزم بقوة الروح الالهي”.
بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء
الاب جيراسيموس التاله اللب, برز لنا كمثال منظور ما بين قديسي كنيستنا, مظهرا فيه ومن خلاله غنى المسيح الذي لا يستقضى, هو سر التدبير الالهي, كما يكرز الرسول بولس قائلا: “لي انا اعطيت هذه النعمة ان ابشر بين الامم بغنى المسيح الذي لا يستقصى وانير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح” (افسس 3: 8-9).
اي لقد اعطيت هذه النعمة لي لكي لانير جميع الناس, وما هو سر التدبير الالهي بالمسيح, يعني ما هو النظام الجديد الخاص بجميع الامور, وما هو التدبير والترتيب الجديد الذي احضر من عطاء الخلاص ونور الحقيقة من خلال المسيح وبواسطتة.
في البرية وهو المكان الطبيعي لكرازة النبي يوحنا المعمدان,ومن صميم هذا المكان المميز, نبغ ابينا البار جيراسيموس, الذي يدعونا ان نخرج من حالة الوضع الماساوي في حياتنا المعاصرة الذي نحياه بالفعل, حيث يخيم عليه الجفاف الروحي. (يعني بلبال العالم واضطراباته). صارخا بصوت جهوري وقائلا لنا: “تقدموا اليه – الى يسوع المسيح الاله مخلصنا – واستنيروا ووجوهكم لا تخزى” (مز 6:33).
تعالوا اليه يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال والحزانى, لتستقبلوا النور المفرح لقلوبكم, الذي يغير صورة وجهوهكم الحزينة الى وجوه تشع بالرجاء, والغبطة والابتهاج.
نتضرع الى القديس جيراسيموس الذي نحتفل بتذكاره الموقر, ومع المرنم نقول: “ايها المسيح الكلمة اذ قد عبرنا السبة الثالثة من الصيام الشريف فاهلنا ان نعاين عود صليبك الحامل الحياة ونسجد له بتوقير ونرتل باستحقاق ونمجد عزتك ونسبح الامك وندرك بنقاوة قيامتك المقدسة والفصح السري الذي به عاد ادم الى الفردوس.

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة مديح العذراء الكلية القداسة 9/3/2012

“في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله … والله صار جسدا وحل بيننا”. هكذا يكرر القديس يوحنا الانجيلي واللاهوتي.
ايها الاخوة الاحباء بالمسيح
ايها المسيحيون الحسني العبادة
هذا التجسد والتانس للكلمة الالهي من الامراة العذراء. اعلن مسبقا وبصوت النبي اشعياء الجهوري القائل” “ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل” (اش 14:7).
هذا السر العظيم اي كلمة الله المسيح, ولد من امراه عذراء تحت الناموس, فيكرز الحكيم بولس ويبشر قائلا: “ولكن جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امواه مولودا تحت الناموس”. (غلاطية 4:4)
لم يقل الرسول بولس من خلال امراه, لكن من امراه, هذا ما يشرحه القديس يوحنا الدمشقي. لان الامراة التي ولدت ابن الله, والتي دعت اسمه يسوع: هي البتولية مريم من قبيلة وبيت داود.
بكلام اخر ايها الاحباء: العذراء مريم ظهرت حسب قول المرنم: “راس خلاص العالم, وظهور السر الذي قبل الدهور”.
هلم اذا لنرى, لماذا كنيسة المسيح تكرم العذراء من ناحية العبادة بقولها: افرحي, ومن ناحية اللاهوتية تقدم لها التمجيد والاكرام! من خلال صلاة الذبيح الذي لا يجلس فيه. الموجه نحو العذراء مريم, والتي دعتها كنيستنا ومن خلال فم الاباء القديسين: ارحب من السماوات. وايضا والدة الاله وام الله.
يقول القديس يوحنا الدمشقي: “بالحق والحقيقة ندعو والدة الاله القديسة مريم. لان هذا الاسم يحوي كل سر التدبير”.
ايها الاحباء
اذا اعتبر صليب المسيح المحي وحسب الرسول بولس انه: “لليهود عثرة ولليونانيين جهالة” (1 كو 1:23), فالاسم والدة الاله البتولية مريم عثرة وجهالة لرؤساء الهراطقة: اريوس, مكدونيوس, ونسطوريوس وكل من شابههم,
بكلام اخر سر التدبير الالهي يعني: خلاص الانسان بالمسيح, لكن بدون شركة مريم العذراء الدائمة البتولية ابنة الناصرة, سيبقى هذا السر بدون فعل, الامر الذي يبقي الشعب المسيحي بدون الشركة في النعمة الجديدة. “.. فمخلصنا يسوع المسيع العظيم, الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم, ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة” (تيطس 2:12 – 14).
نعم ايها الاحباء: هذه الهبة العظمى, هبة ابن الله الاب المعطاه لنا من خلال بذل نفسه حتى الموت موت الصليب من اجلنا, وليفتدينا من لعنة الناموس, ويطهر لنفسه شعبا مختارا له مليء بالغيرة للاعمال الصالحة, كل هذا ناجم عن مريم العذراء, ايضا عن الكلية القداسة الطاهرة الفائقة البركات والدة الاله الدائمة البتولية مريم. مريم التي اصبحت اناء الروح القدس, السلم السماوي, من خلالها نزل الله, والجسر الناقل من الارض الى السماء.
والدة الاله مريم كام الله الكلمة الذي لبس بشرا من اجلنا وتانس ربنا يسوع المسيح. فالعذراء تظهر ايضا امنا جميعا.
نقول هذا, لانه كما يقول المرنم: “قد اقبل الصيام ركن العفاف, مبكت الخطيئة, ومساعد التوبة, سيرة الملائكة, وخلاص البشر, فلنفرح ايها المؤمنون, يا الهنا ارحمنا”.
فعلا ايها الاحباء:
الصيام بكت الخطيئة المقرونة بفساد الموت الذي برز من رذيلة الدنس وعصيان حواء. فالصيام هو اس العفاف, مدينة الملائكة, وخلاص الناس الذي دخلوا من باب التواضع الرحب, وخاصة من خلال الطاعة الكاملة لارادة الله, تماما كما اطاعت العذراء مريم الدائمة البتولية الام الجديدة بالمسيح اي حواء الجديدة ارادة الله ومشيئته.
نحن لا نعتبر الصيام فقط الابتعاد عن تناول الاطعمة, لكن نعتبر الصيام اداة ووسيلة لبلوغ التوبة بالقوة. فحواء الام الاولى عندما عصت طاعة الله ارغمت على الخروج من فردوس النعيم.
اما حواء الجديدة المطيعة والصائمة, دخلت الفردوس ليس فقط كمشاركة للمجد الالهي. لكن كام بمجد المتجسد الاله. وكوالدة الاله الى شخص الدائمة البتولية مريم.
من خلال الصيام حافظت مريم العذراء على نقاوة قلبها. “طوبى لانقياء القلوب لانهم يعانيون الله”.
هذا بالتدقيق: نقاوة قلوبنا, كنيستنا من خلال فترة الصيام المقدس ترشدنا لكي نصبح نحن ايضا مستحقين لنور قيامة مخلصنا يسوع المسيح.
فلنقدم صوما ليس بالاجتناب عن الاغدية فقط, لكن بمباينة كل الم هيولي, لكي نستعبد الجسد المتمرد علينا, فنصير مستحقين تناول ابن الله الحمل المذبوح عن العالم طوعا, ونعيد عيدا روحيا لقيامة المخلص من الاموات ونرتقي الى العلا بضياء الفضائل ونعيم الاعمال المرضية الوامق (المحب) للبشر.
نتضرع ايها الاخوة الى الفائقة القداسة والدة الاله العذراء مريم ان نعبر شوط الصيام العظيم المقدس, بالتوبة والعفاف والتواضع والصلاة, آمين.

وكل عام وانتم بخير
مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة احد الأرثوذكسية 4-3-2012

“كلمة الأب الذي لا تحاط قد تجسد منك وصار محصورا يا والدة الإله, وأعاد صورتنا الفاسدة إلى حسنها الأول وأتحدها بالجمال الإلهي, لذلك نعترف بالخلاص ونخبر به ونذيع بالقول والفعل معا”.
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
ايها المسيحيون المحسني العبادة

اليوم في الاحد الاول من الصوم الكبير, يحتفل الشعب الذي يحمل الاسم المسيحي, ربنا يسوع المسيح, يحتفل بتذكار السجود والاكرام اللائق للايقونات المقدسة ورفعها, التي تمت في اوان اباطرة الروم في مدينة المدائن القسطنطينية ميخائيل وامة ثيوذورة, في فترة البطريرك ميثوذيوس.
كذلك عيدنا نحن ايضا هذا الحدث الجلل والعظيم, في كنيسة القيامة لمخلصنا يسوع المسيح, من خلال رفع شعائر العبادة القومية, الشكرية منها والابتهالية.
ان جهاد اباء الكنيسة القديسين العظام والمتوشحين بالله من خلال الايمان الارثوذكسي القويم. كانجهادا مساويا مع اولئك الذين من خلال سفك دماءهم الطاهرة, ظهروا معترفين وشهداء لمحبة كلمة الله ربنا يسوع المسيح الذي تجسد وتانس من دماء البريئة العذراء مريم.
الصيغة العقائدية, والنظرة اللاهوتية الخاصة بالسجود للايقونات من خلال المجامع المسكونية, سيج وقوى باحكام تام دعائم ايماننا الارثوذكسي, الايمان الذي يعالج جراح طبيعة الانسان وخلاصة.
القديس يوحنا الدمشقي, وفي رده على افتاءات رافضي السجود والاكرام للايقونات المقدسة يقول:
من يستطيع ان يصنع شبها لله الذي لا يرى, والذي لا جسد له ولا حد ولا شكل؟ … غير انه لما صار الله بحشا رحمته, انسانا بالحقيقة لاجل خلاصنا, ليس كما تراءى لابراهيم بهيئة انسان, ولا كما للانبياء. بل ذلك انه بالحقيقة صار انسانا في الجوهر وعاش على الارض وتردد بين الناس واجترح المعجزات وتالم وصلب وقام وصعد وحدث كل هذا بالحقيقة وراه الناس, دونوه لتذكيرنا به وتعليمنا نحن الذين لم نكن حاضرين انذاك.
حسب القديس باسيليوس الكبير: ان تكريم الصورة يتصل بعنصرها الاول, لذلك نكرم ايقونات المسيح مخلصنا وجميع قديسية بالنظر الى الاصل, لكي نحصل عليهم ولا نقع تحت طائلة الكفر والالحاد.
نقدم ايضا الى الثالوث كل تمجيد واكرام وسجود, ومع مرنم نقول: ايها الرب يا من نصبت كنيستك غير متزعزعة, وابواب الجحيم لم تقو عليها, انت امنح سلامتك لشعبك لكي نسجد لك كلنا باخلاص نية ونسبحك بتمجيد واحد, وايضا لمنطقتنا هذه وللعالم اجمع.
ضارعين الى الله ان تكون فترة الصيام فترة روحية مباركة
وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس سمعان الشيخ

أيها الأخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسني العبادة

القديس الذي نكرمه في هذا اليوم ، الصديق سمعان الشيخ القابل الإله، جمعنا كلنا اليوم في هذا المكان المميز والفريد ، كونه بيته ومدفنه الخاص.
هذا الحدث الإحتفالي الذي مدنا به القديس لوقا الإنجيلي البشير : هو التكملة لسر التدبير الإلهي ، يعني سر ولادة كلمة الله المسيح من العذراء مريم قبل أربعين يوما ً في مدينة بيت لحم اليهودية . وهي فعلا ً تكملة لسر التدبير الإلهي لأنها حسب قول مرنم الكنيسة:
” لقد ظهر الرب شمس البر نور إعلان للأمم ، جالسا ً على سحابة خفيفة . ليتم ظل الناموس ويعلن بدء النعمة الجديدة . ولما عاينه سمعان هتف يقول : أطلقني من البلى فإني أبصرتك اليوم ” .
بكلام أخر ، الشيخ سمعان وهو يحمله المسيح على ذراعيه ، أصبح شاهد عيان لتكملة ظل الناموس وبدء النعمة الجديدة . فالنعمة الجديدة ما هي إلا حرية الإنسان بالمسيح، وإنعتاقه من عبودية الشيطان فالخطيئة والفساد الناتج عنها ، كل ذلك من خلال قيامة المسيح الظافر كما يقول مرنم الكنيسة :
” إفرحي يا والدة الإله العذراء الممتلئة نعمة ، لأنه منك أشرقت شمس البر المسيح إلهنا لينير الذين في الظلام. فافرح أنت أيها الشيخ سمعان الصديق بحملك على ذراعيك محرر نفوسنا ومانحنا البعث والقيامة “.
هلم لنرى كنيستنا تجاهر من خلال فم مرنمها :
لينفتحن اليوم باب السماء ، الكامل يفرغ ، الذي قبل الدهور يبدء ، الكلمة يتجسد ، الخالق يخلق ، الغير موسوع يوسع ، الغير المتحيز يتحيز طوعا ً بالجسد لا باللاهوت.
سمعان الشيخ بارك الله قائلا ً ” الان تطلق عبدك ايها السيد حسب قولك بسلام . لأن عيني أبصرتا خلاصك ، الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب نور اعلان للامم ومجدا ً لشعبك إسرائيل . كذلك باركهما سمعان وقال لمريم أمه : إن هذا وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم “.

نعم أيها الأخوة
إن يسوع هو هو أمس واليوم والى مدى الدهر ، إنه النور المعلن للأمم والعلامة التي تقاوم .

هذا يحدث لأن الله الأب هو نور بشخص مخلصنا يسوع المسيح ، ينير كل انسان آتياً إلى العالم . أما لقاء الإنسان مع المسيح فإنه يتم بمحض إختياره الحر، لأن الله روح . والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أم يسجدوا . الروح الإلهي ، أي الروح القدس هو روح الحقيقة في المسيح ، وروح المسيح الحق . ” تعرفون الحق والحق يحرركم ” (يو 32:8).
كنيسة المسيح هي الهيكل لتكملة النعمة الجديدة للمسيح . وأيضا ً الرؤية لإكتشاف تكملة النور، أي النور غير المخلوق حيث المجد الذي تجلى به المسيح ، هذا المجد الذي ينتظرنا كلنا جميعاً ، خاصة في مرحلة إستعدادنا للقيامة من سقطاتنا ، وقيامتنا مع فادي نفوسنا ربنا يسوع المسيح .
وكما يقول القديس كيرللس الاسكندري : إن المسيح لأجل مساعدتنا إتخذ نوعا ً من التكيف ، فالكلمة الإلهي صار إنسانا ً ، كما يقول بولس الحكيم جدا ً : ” الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا ً لله ، لكنه أخذ صورة عبد صائرا ً في شبه الناس ، ووضع نفسه الى الفقر”. غابحثوا اذاً ، من هو ذلك الذي كان أولا ً في صورة الله الآب ، وهو في الحقيقة مساوٍ له ، ولكنه أخذ صورة عبد ، وحينئذ صار إنسانا ً ، والى جانب ذلك جعل نفسه فقيراً . هل هو الذي من نسل داود كما يجادلون ، الذي يعتبرونه منفصلا ً بنفسه كإبن أخر ، مختلفا ً عن كلمة الله الاب ؟ إن كان كذلك فدعهم يبينون متى كان مساوياً للآب ؟ دعهم يبينون كيف اتخذ صورة عبد ؟ أو ماذا سنقول عن ماهية صورة العبد تلك ؟ وكيف أخلى نفسه ؟
فهل يوجد ما هو أفقر من الطبيعة البشرية ؟ لذلك فالذي هو صورة الله الآب وشبهه والتعبير الوضح عن شخصه ، والذي يشع ببهاء في مساواة معه ، والذي هو بالطبيعة حر . ونير ملكوته موضوع على كل الخليقة ، هذا هو نفسه الذي اتخذ صورة عبد . أي صار انسانا ً ، وجعل نفسه فقيرا ً إذ رضي أن يحتمل هذه الأمور البشرية ما عدا الخطيئة .
وهذا ما يؤكده مرنم الكنيسة إذ يقول :
لقد تجسدت كما ارتضيت ولم تنفصل بلاهوتك عم أحضان الآب وحملتك الدائمة البتولية على ذراعيها . ودفعتك الى يدي سمعان القابل الإله . يا ضابط البرايا بيده .
فبشفاعات والدة الإله وحنة النبية ، أيها الرب يسوع المسيح إلهنا إرحمنا وخلصنا . أمين .

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون