1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس ثاوذوسيسوس 24/1/2012

“ان سابق المسيح فرع اليصابات ابنة هارون قد جاء من البرية, اما ثاوذوسيسوس فانه بعد ان اعتمد بالروح القدس في جرن المعمودية تبع المسيح, فتوطن البرية” (القانون: الاوذية الاولى – صلاة السحر).
ايها الاخوة الاحباء بالمسيح
ايها المسيحيون الحسني العبادة

تفرح السماوات وتبتهج الارضيات بعيد زمن الظهور الالهي, تفرح وتبتهج سويا كنيستنا الاورشليمية المقدسة, بالتذكار الاحتفالي لابينا البار ثاوذوسيسوس رئيس الاديار الذي ولد بالروح القدس في جرن المعمودية الالهي. وكما يقول المرنم: اصبح متوطن البرية, وقد تبع واقتدى بمخلصنا يسوع المسيح.
فعلا, فان البار ثاوذوسيسوس ظهر مقتديا بيسوع المسيح, لانه استلم نعمة الروح القدس غير المغلوب, التي من خلال طاقة وقوة الروح القدس, قهر الشيطان, قتام الظلام الشرير. هذا الشيطان الذي لم يتردد ان يقاوم المسيح نفسه عندما جربه بعد العماد: “اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس… وقال له ابليس ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا. فاجابه يسوع قائلا: مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله” (لوقا 4: 1-4).
القديس كيرللس الاسكندري الذي يفسر هذه الكلمات, ينظر ويقول: (انظروا هنا, ارجوكم, طبيعة الانسان ممسوحة بنعمة الروح القدس في المسيح كباكورة, ومتوجة باعلى الكرامات, … ولكن الذي هو البكر في وسطنا, حينما صار هكذا بكرا بين اخوة كثيرين… فكان اول من حصل على الروح, رغم انه هو نفسه معطي الروح القدس… ولانه لم يستح بالمرة ان يدعونا اخوة نحن الذين اخذ شكلنا لذلك اذ قد نقل فقرنا الى نفسه, فانه يتقدس معنا رغم انه هو نفسه مقدس الخليقة كلها,…. لانه قد صار جسدا واصبح انسانا, لا لكي يتحاشى كل ما يخص بحالة الانسان ويحتقر فقرنا, بل لكي نغتني نحن بما هو له, وذلك بانه قد صار مثلنا في كل شيء ما خلا الخطيئة).
بكلام اخر ايها الاحباء
القديس ثاوذوسيسوس وهو يسمع ويصغي لكرازة المسيح الذي ابتدا بعد عماده بنهر الاردن: “… توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (متى 17:4). هذه الكرازة جعلته ياتي الى هذا المكان “موطن البرية” كيوحنا المعمدان اخر, لينشىء عمله الروحي من اجل صعوده وصعود النساك الذين معه الى ملكوت السموات.
“لقد ماثلت المسيح الذي طاطا هامته للسابق في الطاعة والتواضع الحميد ايها الاب ثاوذوسيسوس, فارتقيت نحو برج الفضائل الراسخ” (الطروبارية الرابعة – صلاة السحر).
بتدقيق, في برج الفضائل الراسخ هذا يعني السلم الخلاصي لوصايا المسيح, صعد ايضا ابينا البار ثاوذوسيسوس, كذلك جهز وهيىء نفسه لمرحلة انتقالية من هذه المدينة الارضية الفاسدة, الى المدينة السماوية الخالدة, حسب تعليم بولس العظيم: “لان ليس لنا هنا مدينة باقية, لكننا نطلب العتيدة” (عبرانيين 13:14).
من خلال عمادنا واقتدائنا بالمسيح, وجسده اي الكنيسة, فان هدفنا ومطلبنا الاوحد والوحيد… المدينة السماوية الدائمة, نقول هذا لان المعمودية ما هي الا تكملة كل بر.
“ولما اعتمد المسيح فانه قدس كل طبيعة المياه, ولما دفن في مياه الاردن كل خطايا البشرية, صعد مباشرة من المياه, مجددا الانسان الذي كان باليا من جراء اطمار الخطيئة, معيدا, ومعطيا, ومنعما له بملكوت السموات حسب قول سنكسار الكنيسة”.
المعمودية فعلا هي تكملة لكل بر. لانه سر الفداء في التدبير الالهي, تم من خلال الدم والماء الذي خرج من جنب بيسوع المسيح المصلوب البريء من الدنس, من جراء طعنة الحربة.
كارز ومعلم للاهوت, ولسر التدبير الالهي, هكذا اصبح ساكن الصحراء, المبادر الاول لحياة الشركة النسكية, ابينا البار ثاوذوسيسوس, كما يقول مرنم الكنيسة “اننا نتذكر تعاليمك يا ثاوذوسيسوس, فنكرز بالمسيح ذا جوهرين, ونعتقد بمشيئتين وفعلين وسلطتين مستقلتين في الاله الذي اعتمد بالجسد” (اوذية 9, صلاة السحر).
البار ثاوذوسيسوس الذي نكرمه اليوم في هذا المكان, حيث مدينة الشركة النسكية, لم يكن ابدا معلم للبرية فقط, لكنه كان ايضا معلم الايمان الصحيح, والايمان الخلاصي, للذين يهتمون بالطريق الارثوذكسي اي الطريق المستقيم الراي. للساجدين لله بالروح والحق. هذا برهن للجميع وللابد ان ابينا البار ثاوذوسيسوس من خلال تمرين العمل والثيؤريا, وبايمان اباء الكنيسة حاملي الله, ونساك الشركة في زمانه مثل القديس سابا المتقدس, والقديس افثيميوس الكبير, والقديس ثيوكتيستوس وغيرهم, برهن عن تمام ايمانه بالله الكلمة, مخلصنا يسوع المسيح الذي تجسد وتانس من دماء العذراء النقيه الطاهرة.
بهذا الايمان, ايمان الرسل القديسين, وايمان الاباء معلمي المسكونة وحاملي الروح, وايمان شهداء محبة المسيح, وايمان نساك البراري ومعلميها. :تكرز وتعترف كنيستنا المقدسة الارثوذكسية, التي هي الضمان الاكيد للطاقة العلاجية التي تتدفق من ينبوع رفات القديسين غير الفاسدة, المستمدة من القوى غير المخلوقة لمخلصنا يسوع المسيح الاله الحقيقي, الذي اعتمد في نهر الاردن من اجل خلاصنا.
“لقد زينت نفسك بالامساك والاتعاب والصلوات على ما يليق بالله, يا ثاوذوسيسوس السعيد الذكر المتوشح بالله. فاصبحت شريكا للابرار. ونلت مواهب فعل العجائب حقا لتشفي امراض الذين يكرمونك عن ايمان. فاضحيت تطرد جماعات الابالسة وتمنح بالنعمة الاشفية للناس. فتشفع الى المسيح الاله طالبا ان يمنح غفران الزلات للمعيدين بلهفة لتذكارك المقدس.”

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الغطاس في منطقة اريحا 18.1.2012

عطوفة محافظ اريحا الجزيل الاحترام
سيادة رئيس بلدية اريحا المحترم
الشيخ الكلي الوقار

ان الله اله المحبة والسلام والرحمة, قد بارك كل الارض, والتي هي صنع اعمال يديه, وخاصة منطقتنا هذه, من خلال الحضور الالهي على مياه نهر الاردن.
هذا الحدث يعني حضور الروح القدس في العالم على شخص السيد المسيح اعلنه مسبقا الانبياء القديسين, والشهود الصادقين لهذا الحدث هم قاطني هذه الارض الفلسطينية المقدسة التاريخية, لذلك اصبحوا كحراس وشركاء لهذا التقليد الشريف المسلم من الاباء والاجداد, من خلال الظهور الملوكي للوجود الرومي, وخاصة بطريركية الروم الارثوذكسية, الذين احترموا واكرموا بالحقوق وبامتياز, الخلافاء العرب, وبالهام مع العظيم في الخلفاء الراشدين الخليفة عمر بن الخطاب. الذي عبر عن شكره في شخص بطريرك الروم الارثوذكس صفرونيوس في القدس وسائر فلسطين والاردن, عبر بوجوب السلام والمصالحة والتعايش بين العرب المسلمين والطوائف المسيحية كافة في ارض فلسطين.
هذا الحدث التاريخي الهام, ساهم وبحزم الى خلق وابداع النسيج الحضاري, المبني على الاحترام المتبادل وحرية العبادة الدينية.
هذه الحضارة الدينية قد اصبحت تقليدا شريفا, واودعت للوريث المستمر اليوم ايضا, الا وهو الشعب الفلسطيني المناضل عن حقوقه الشرعية والالهية. غير القابلة للتصرف مبتغيا وناشدا السلام العادل والاستقلال القومي الكامل.
فالشعب الفلسطيني وبثقة يسير تحت ظل قيادة الرئيس محمود عباس الرشيدة, هذا الرئيس الذي يسعى بكل قواه لاحلال السلام العادل والشامل في ربوع فلسطين الحبيبة.
نحن من هذا المكان المقدس لمنطقة اريحا ونهر الاردن, وبعد ان قدمنا من المدينة المقدسة لنحتفل هنا بعيد الانوار الالهية, نتمنى ان قوة الله المنيرة, تنير كل قائد ورئيس يسعى على الارض في طلب السلام والعدل, حتى نور السلام والعدل يسود على الارض الفلسطينية المقدسة وسكانها, وفي جميع ارجاء العالم.

وكل عام انتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد باسيليوس الكبير

سيادة قنصل عام اليونان
أصحاب النيافة
الآباء الأجلاء أعضاء الأخوية
أيها الإخوة والأخوات،

إن إلهنا الذي لا بدء له الآن يدخل الأزمان والكلمة الأبدية تتجسد ، إن الكلمة المتجسد ، التي هي شاعرة قانون موسى تلبي كل شيء وتتلقى الختان في الجسد. تحتفل الكنيسة الرومية الأرثوذكسية اليوم بفرح عظيم الحقيقة التاريخية للكلمة الإلهية عبر الزمان والمكان.

إن الكلمة الإلهية ، والتي هي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، والذي ولد في مغارة بيت لحم من مريم العذراء الكلية الطهارة قد اخذ جسدنا وأصبح إنسانا والذي يُفترض ان يكون بداية للزمان. وهذا هو واقع حقيقي لبداية حياة السيد المسيح، وكذلك رأس السنة الميلادية الذي نحتفل بها اليوم التي تعتبر تقليد قديماً توارثناه من أسلافنا وتقطيع البيتة ( الكعكة التي تحمل اسم القديس باسيليوس العظيم).

إن احتفال اليوم يضعنا في تحدي لنسال أنفسنا ماذا تعني كلمة لوغوس ( الكلمة) وماذا تعني كلمة خرونوس أي ( الزمن) بالنسبة لربنا وإلهنا يسوع المسيح.

مع كل الاحترام لكلمة لوغوس نعني بها تدخل إلهنا في عالمنا بشخص يسوع المسيح. ومع كل الاحترام لكلمة خرونوس نعني بها ظهور سر التدبير الإلهي من خلال مجيء الكلمة الإلهية في عالمنا التي كانت مخفية عبر العصور.

نحن نستطيع ان نفهم كلمة خرونوس أي الزمن بسبب حقيقتي الفساد والموت ولكن ايضاً بسبب قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. نحن نستطيع أن نقول هذا لان الفيلسوف القديس يوسنيانوس الشهيد لاحظ أن الزمن الخرونوس أنجب وليس أبديا. وله بداية ونهاية ، وهو عابر وليس ابدياً.

في هذا الوقت عندما ندرك تماماً مرور السنوات، كنيستنا المقدسة تدعو وتحث كل واحدٍ منا أن نفكر في أعمالنا وانفعالنا اخذين بعين الاعتبار تعاليم القديس بولس الذي يقول” أيها الإخوة إني لستُ احسبُ نفسي إني قد أدركت ولكن أمرا واحداً اجتهدُ فيه هو أن أنسى ما هو ورائي وامتدّ إلى ما هو أمامي فأسعى نحو الغرض لأجل جاعلة دعوة الله العليا في المسيح يسوع” ( فليبي 3: 13-14)

في هذه المساعي لدينا القديس فاسيليوس الكبير مثالاً لنا لنقلده ونحتذي به. كما تعلن ترنيمة هذا العيد إلى كل أنحاء العالم ….وتهذب أخلاق الرجال والنساء “لتسموا جميع أقوالنا وأفعالنا بحسب ما علمنا القديس فاسيليوس الكبير

لنقول مع المرنم: نضرع ونبتهل في يوم عيد ختان ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ونقول معاً

أنت خالق كل البرايا بأسرها وواضع الأوقات والأزمنة تحت سلطانك بارك إكليل هذا العام الميلادي الجديد حافظاً بسلام جميع الملوك والرؤساء الذين يمنحونا السلام والعدل والمصالحة للمسيحيين في مدينتك المقدسة و لجميع الشعوب في منطقتنا خاصة والعالم اجمع

وكل عام انتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




رسالة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة ثيوفيلوس الثالث بمناسبة اعياد الميلاد لسنة 2011

“هلموا ايها المؤمنون لنرى اين ولد المسيح ولنتبع اذن اين يسير النجم”
تعيد اليوم كنيسة المسيح الارثوذكسية الرسولية, الواحدة, المقدسة, الجامعة في اقاصي المسكونية حدثا شهيرا, عجيبا وخلاصيا, تعيد وتحتفل بحدث محبة الله للبشر التي لا تحصى.
ما هو هذا الحدث الذي تفرح له الكنيسة وتبتهج به. اذن انه الحدث الذي زار فيه الله في قديم الازمان جبلته, اي في عهد الامبراطور اوكتافيانوس اغسطوس القيصر بطريقة ظاهرة وغير مسبوقة وغير مكررة. انه راى عذاب الانسان من الشيطان والخطيئة, واذ شفق عليه ليس كما في القدم بالانبياء بل بالابن (عبرانيين 1 :1-2), بابنه الوحيد الذي “كان قبل الدهور في احضانه” (يوحنا:1-18) الذي كان مساويا لله (فليبي 6:2) ارسل الله الى العالم مولودا من امراه مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني” (غلاطية 5:4).
كان هذا بلا بدء, ولا زمن, ولا جسد. اخذ بداية زمنية وتجسد من الروح القدس ومن دماء الكلية القداسة والدة الاله الدائمة البتولية مريم, عندما اقتبلت البشرى الملائكية على فم رئيس الملائكة جبرائيل في الناصرة (لوقا 38:1). “هكذا عرف, هكذا اراد, وهكذا سر” ليخلص الانسان بتانس ابنه. هكذا هي الديناميكية, وليس التدخل التسلطي لله في حياة الانسان وتاريخه, انه ما يقال من قبل اب الكنيسة المتشح بالله كيرللس الاسكندري ان “المسيح ندركه كاله, وقد دخل في المسكونة وكانسان ظهر جزءا من العالم وان الله يختلط بغير استحالة بالطبيعة البشرية, كي يجلب الانسان الى علوه”.
ان ما بشر به سريا للعذراء في الناصرة, ظهر بوضوح في بيت لحم, في هذه المدينة وهذه المغارة القابلة الاله.” العذراء عندما تمت الايام لتلد, ولدت ابنها البكر وقنتطه واضجعته في مذود” (لوقا 7:2).
في هذه الولادة بغير فساد, وبظهور الله بالجسد على الارض وامتزاجه بالبشر. دعا الله شهودا ” مجوسا حكماء من المشرق” (متى 2: 1-2) عبدة النجوم سابقا والذين اقتادهم الان نجم ليسجدوا لشمس العدل. وكذلك دعا اناسا بسطاء” دعا رعاة ساهرين على رعيتهم” (لوقا 8:2), دعا هؤلاء بواسطة الملائكة وقد ملاوا السماء بالتسبحة الشجية” المجد للف في العلى, وعلى الارض السلام وبالناس المسرة” (لوقا 14:2).
بهذه التسبحة الملائكية السماوية اعلنت زيارة ابن الله الوحيد بالجسد الى العالم “كرئيس للسلام” وكمصالحة الله والناس (كورنتوس الثانية 18:5).
على هذه الصخرة الاساس لشخص المتانس وعمله فيما بعد, وتعليمه السلامي, والعلامات المحبة للبشر, والتضحية, والفداء, والقيامة المحيية وصعودة المجيد, ارتكز جسده اي الكنيسة, اوذ اتخذت هذه قوة الروح القدس للمسيح في العلى, كرزت من العلية مغفوة الخطايا لكل الامم, وسلاما للقريبين والبعيدين. ونقلت الناس من الظلام والجهل وعبادة الاصنام الى نور المعرفة الحقيقية والعبادة بالروح, لقد زينت الكنيسة اخلاق البشر,
تتابع الكنيسة خدمة الانسان هذه في اقاضي المسكونة مؤمنة بالحقيقية المعطاه لها حتى هذا اليوم. تشترك الكنيسة فاعلة وبلا ضجة كمؤسسها في الحياة الانسانية. وتستمع بعناية واهتمام كبيرين الى صراخ الانسان الصادرة عن قلقه, وعدم تاكده, وفقدان عمله, واسه. وتتالم مع الانسان المتالم وتقف الى جانبه كام حنون, وتشكل عملا تقديسيا باسرارها الى اعضاءها, وعملا تصالحيا بين الامم المتصارعة ويضا عملا محبا للبشر واجتماعيا للمحتاجين الذين هم ضحايا الطمع والفساد الاقتصادي وترفع صوت الاحتجاج لانه يوجد لغاية اليوم في القرن الحادي والعشرين اناس هم ضحايا للعنف الحربي والارهابي, انس ينقلون كالبضائع ويصابون باستغلال متنوع محرومين من الخيرات الالهية للحياة, كالماء, والخبز وحق الحرية الدينية والقومية والدخول الى بيوت ابائهم واجدادهم.
ان هذا العمل التقديسي, المحب للبشر, والسلامي والحضاري تقوم به بافتخار كنيسة القدس في الاماكن التي ظهر فيها الله المتجسد, التي هي من صلاحيتها, اي المزارات المقدسة, والكنائس الشريفة والمؤسسات الخيرية التي هي مراكز تزويد روحي وواحات استجمام روحية. ان بطاركة هذه الكنيسة ومنهم خاصة القديس صفرونيوس ظهورا كعاملين للسلام يمسكون غصن الزيتون ويمدونه. واصدق شاهد على ذلك باسيليكا قسطنطين التي تفوق بالقوة الالهية ارتجاجات التاريخ والتي تجمع فيها شعوبا واجناس الارض بلا استثناء من حيث الدين واللون التي تشكل اليوم قلب ارض فلسطين.
من الباسيليكا هذه ومن هذه المغارة قابلة الاله نوجه تحية سلام ودعاء ابوي وبركة بطريركية بالمسيح الذي ولد من العذراء بطريقة غير مدركة الى سائر شعبنا القريب والبعيد, وخاصة الذين يقطنون في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية بسلام وحرية دينية تحت الرئاسة والقيادة الحكيمة والعادلة لفخامة رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس ابو مازن الذي يكرم بحضورة هذا الاحتفال للروم الارثوذكس متنين له وللشعب الفلسطيني التقدم الازدهار وتحقيق اهدافهم وباقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

في المدينة المقدسة بيت لحم
اعياد الميلاد سنة 2011


الداعي بالرب
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة بطريرك المدينة المقدسة في ليلة رأس السنة الجديدة.

المجد لله فى الاعالى، على الأرض السلام، بالناس المسرة.
دولة رئيس الوزراء الدكتور “سلام فياض” الاكرم
ان تذكار عيد الميلاد المجيد او عيد تجسد كلمة الله في مغارة بيت لحم, هو عيد: المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة. وهذا في الوقت ذاته هو عيد الاحتفال بالسلام على الارض وبين البشر اجمعين وان الشاهد الصادق والامين لهذا الحدث الكوني, ولهذه الحقيقة العالمية, سوف يظل والى ايامنا هذه, هو ارض فلسطين التي ذكرتها الكتب المقدسة, وخاصة مدينة مسكن الرعاة حيث سمع لحن تمجيد الملائكة, وكذلك مدينة بيت لحم, حيث دخل كلمة اللة, كلمة العدل والسلام الالهيين, وبشكل حيوي وحقيقي الى عالم البشرية الاراضي والمنظور.
ان كلمة الله المتجسد والذي يدعى “شمس العدل” والبر, قد وهب للشعوب نور الحرية وتقرير المصير الالهيين. وان اول من حمل هذا النور, هما القائدان الدينيان, والزعيمان القوميان, “عمر بن الخطاب”, وبطريرك القدس للروم الارثوذكس, “صوفرينيوس”, اللذان ساهما, وبشكل فعال وجهد جبار, في تاسيس وتشكيل تراث فريد للتعددية الدينية, كما اسسا نموذجا حضاريا عملاقا ونادرا, في التعايش بسلام بين الروم المسيحين والعرب المسلمين, ومن هناك امتد الى كافة ارجاء الشرق الاوسط عامة, والاراضي المقدسة خاصة.
لقد اضحت نشاة ونهضة الشعوب والجماعات القومية والدينية, وخاصة نهضة وحقوق الشعب الفلسطيني على ارضه, واقعا تاريخيا يقره ويعترف به المجتمع الدولي باسره, بكل دولة واوطانه واطيافه.
معلي دولة رئيس الوزراء الاكرم, ان وجودكم معنا اليوم ممثلا لفخامة الرئيس “محمود عباس, ابو مازن”, يشكل اثباتا وضمانا واستمرارا للعلاقات التاريخية والدينية والثقافية والحضارية بيننا, ونحن اليوم, الخلف المتوضع “ليعقوب اخ الرب”, اول اسقف على المدينة المقدسة, والبطريرك صوفرينيوس الذي عقد العهدة العمرية بينه وبين الخليفة “عمر بن الخطاب” الذي سار على نفس الدرب,
القائد الرمز المؤسس الطيب الذكر, المرحوم “ياسر عرفات”, ابو عمار الذي رايناه عن كثب, واعترفنا بجهده علانية, وبزعامته المكرسة لرسالة السلام والعدل والتعايش بين الشعوب, وقبول الاخر.
ونحن كبطريركية الروم الارثوذكس, وكنيستنا المقدسة ومن هذا المكان المقدس, ينبوع السلام والمتجسد الالهي, نشيد ونشهد شهادة حق بالعدل وبالسلام عبر العصور, في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع, و
خاصة على رجاء القيامة والحياة والاسقرار والاستقلال والعدل لشعبنا الفلسطيني المعذب.
واننا ننتهز هذه الفرصة والمناسبة الميلادية المجيدة لنقدم لدولتكم هدية مقدسة متواضعة, عملها وصنعها ابناء محافظة بيت لحم, عربون محبة وتقدير واخلاص لشخصكم الكريم الذي يعمل ليل نهار من اجل تاسيس مكونات دولتنا الفلسطينية المستقلة, متنين من الله ان يعطيكم الصحة والعافية في ظل قيادة فخامة رئيس السلطة الوطنية :”محمود عباس, ابو مازن”, من اجل تحقيق امال واهداف شعبنا الفلسطيني في الاستقرار والدولة المستقلة العتيدة.

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون