1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيرويس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جاورجيوس في مدينة اللد 16.11.2011

وقال الرب لتلاميذه : ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب ، روح الحق ، الي من عند الآب ينبثق . فهو يشهد لي . وتشهدون أنتم أيضا ً لأنكم معي من الإبتداء”. (يو 15: 26-27).

أيها الأخوة الأحباء بالرب
أيها المسيحيون الورعون ، والزوار الحسني العبادة

إن القديس جوارجيوس العظيم في الشهداء ، قد جمعنا اليوم بهذا المزار المكرم حيث رفاته مسجاة بوقار ، في باحة هذه الكنيسة التي تحمل إسمه المغبوط ، وفي مدينته العريقة والأصيلة ، مدينة اللد .

إحتشدنا اليوم لنكرم تذكار القديس جوارجيوس ، فهذا التكريم الحاصل في هذا اليوم المبارك يوضحه لنا بأجلى بيان القديس يوحنا الذهبي الفم فيقول : ” إن موت الشهداء هو تعزية للمؤمنين، وباب للمجاهرة في الكنائس ، إتحاد المسيحية ، تحطيم للموت ، تأكيد القيامة ، سخرية للشياطين ، إتهام لإبليس ، تعليم الفلسفة … وجذور لجميع الصالحات ” .

أيها الأحباء ، إن موت الشهادة المليء بمحبة المسيح هو فعلا ً إتحاد المسيحية ، وتحطيم موت الخطيئة ، وتأكيد القيامة . ذلك لأن المسيحية كونها كنيسة المسيح قائمة ومرتكزة على دم مخلصنا يسوع المسيح الذي سفك على غود الصليب ، هذا الدم المحيي قد حطم وللأبد الموت الدخيل إلى العالم من خلال خطيئة ومعصية آدم الأول والقديم .

بكلام آخر ، إن موت المسيح آ دم الجديد ، قد أنهى موت الخطيئة ، والدليل لهذا الأمر هو قيامة الربيسوع المسيح من بين الأموات : أما دليل قيامة المسيح فهو موت المسيح الإستشهادي بإراقة دمائه الزكية والمحيية من أجل خلاص البشرية .

القديس يوحنا الذهبي الفم يوضح المعنى في موت شهداء محبة المسيح فيقول : ” هذا ليس موتا ً، لكنه بداية لحياة أفضل … لا تمعن النظر مليا ً متأملا ً في الشهيد الملقى أمامك فاقد النسمة ، ساكنا ً ، عريانا ً من طاقة الروح ، لكن إنتبه إن في هذا الجسد تقطن قوة أعظم بكثير ، ألا وهي نعمة الروح القدس … التي منها تتم العجائب والمعجزات “.

هلم لنرى ما يقوله مرنم الكنيسة بخصوص القديس جوارجيوس المظفر: ” لقد إقتديت بآلامك بالمسيح في آلامه المحيية يا جوارجيوس المجاهد الظافر المجيد ، فاتخذت عنه صنع العجائب, فإنك تخلص الذين يلتجئون إليك وتنقذهم من شدائد كثيرة ، بما لك من الدالة وحسن القبول عند المسيح . وأنت الآن ماثل لديه ممتلئا ً من المجد ” .

تكرم كنيستنا وبشكل خاص قديسيها الشهداء ، لأنهم أراقوا دمائهم الطاهرة لأجل الحق ، هذا الحق هو المسيح : ” أنا هو الطريق والحق والحياة ” ( يو 14: 6 ) . بالنسبة للمسيح الحق، الشهيد ، الكارز ، والمبشر ما هي إلا مؤسسة الكنيسة ، هذه المؤسسة يضبطها ويحافظ عليها الروح القدس روح المسيح روح الحق الذي من الآب ينبثق .

الدم المسفوك لأجل المسيح الحق ، هو دم الشهداء المسفوك للمحبة الخلاصية للمسيح ، هذا الدم دم الشهداء ثبت تعاليم الرسل القديسين في كل مواقع المسكونة . رسول الأمم العظيم بولس يوصي تلميذه تيموثاوس قائلا ً : ” أذكر يسوع المسيح المقام من الأموات ، من نسل داود بحسب إنجيلي ، الذي فيه إحتمل المشقات حتى القيود كمذنب . لكن كلمة الله لا تقيد. لأجل ذلك أنا أصبر على كل شيء لأجل المختارين ، لكي يحصلوا هم أيضا ً على الخلاص الذي في المسيح يسوع من مجد أبدي ” (2 تيمو 2: 8-10 ).

القديس جوارجيوس قد أعلن مسيحيته وأعلن عن سر العبادة القويم أمام الإمبراطور ذوكليتيانوس ومجلس الشيوخ في مدينة روما قائلا ً : أنا مسيحي وجاهر بأن المسيح هو الله وإبن الله ، كما يذكر سنكسار القديس ، لهذا إستشهد لأجل الخلاص بالمسيح يسوع أمام الإمبراطور ومجلس الشيوخ .

لقد أظهر القديس العظيم والشهيد جوارجيوس ليس فقط الشهادة لمحبة المسيح ، لكن الشهادة لأعمال محبة المسيح أيضا ً فأصبح صانعا ًللعجائب العظام ، كما يقول مرنم الكنيسة : ” بما أنك للمأسورين محرر ومعتق ، للفقراء والمساكين عاضد وناصر، للمرضى طبيب وشاف ، عن الملوك محامي ومحارب ، أيها العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر تشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا “.

إن جنسية الشهيد العظيم جوارجيوس اللابس الظفر ( من جهة أبيه من كباذوكيا في آسيا الصغرى ومن جهة امه من مدينة اللد في فلسطين ) ، قد أظهر محبته للمسيح كما ذكرنا سالفا ً ، ذلك لأنه كان راسخا ً ومقتديا ً في إيمانه القويم من خلال أسلافه وأجداده ، بالاقوال والأعمال ، وبالآلام أيضا ً كما الام الرب يسوع المسيح .

وهذا لأن القديس أصبح مقتديا ً بآلام المسيح الطوعية . بكلام آخر القديس جوارجيوس قد نزع ثوب ولباس آدم القديم ، وإرتدى لباس آدم الجديد ، تاركا ً ورافضا ً خلجات بشريته ، لهذا فالقديس الذي نكرمه اليوم بتذكار نقل رفاته إلى هذا المكان المميز في مدينة اللد ، وخاصة في هذه الكنيسة التي تحمل إسمه ، قد تعربن ملكوت السموات .

ونقول ( المحبة بالمسيح ) لأنه كما يكرز القديس يوحنا الذهبي الفم : ” لا توجد أي مساواة مع المحبة ، حتى الإستشهاد الذي هو رأس جميع الصالحات ، ليس باعظم منها “.

أيها الاخوة الاحباء

إذ نريد أن نظهر مستحقين لتكريم القديسين وخاصة القديس جوارجيوس ، علينا بضبط ذواتنا ، وإضرام نار الشوق الإلهي فينا ، مقتدين به بإعماله ، بعمل الفضائل والصالحات التي تنبع من محبة امسيح . وكما يذكر الآباء القديسين : ” إستشهاد القديسين لا يكتمل فقط من خلال الآلام الإستشهادية ، لكن من خلال كلمة النعمة . لأن كل كارز للحقيقة هو شهيد لله” .

إن القديس جوارجيوس يدعونا لأن نكون شهداء المحبة للمسيح ، محبة الحقيقة الخلاصية بالمسيح، فبتضرعاته المقبولة والمستجابة ، وبشفاعات والدة الإله الدائمة البتولية مريم أيها الرب يسوع المسيح أهلنا لملكوتك السماوي أمين .

كل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جوارجيوس 16.11.2011 في اللد.

نحتفل اليوم بعيد القديس جوارجيوس اللابس حلة الظفر ، احتفالا ً تملأه السعادة والغبطة والابتهاج ، لأن هذا العيد ليس عيد طائفة الروم الأرثوذكس فقط ، إنما عيد حافل ، وجامع لجميع سكان مدينة اللد . نقول جميع مواطني هذه المدينة من المسيحيين ومسلمين ويهود الذين يلتئمون سوية تغمرهم بهجة الاحتفال بمشاركتهم مراسيم وشعائر هذا العيد .

لذلك فإن هذه المناسبة تعتبر نموذجا ً يحتذى به في جميع الأطر والمرافق التي تهتم بحرية الأديان، واحترام العبادة الشخصية ، واحترام الطرف الآخر ، فهي صورة حقيقية ، لحالة الرشد والإدراك ، في التعايش السليم بين فئات المجتمع . هذا التعايش مبني على فضيلة المحبة والتسامح والعطاء، لذا يعتبر أرقى وأسمى من لقاء الأطر الأكاديمية والفلسفية والنظرية، التي تجتهد في البحث والنظريات . إنما الحياة المعاشة بالتفاهم والمساواة والسلام في هذه المدينة هي حقيقة دامغة ، ثابتة وأكيدة.

في هذه الفرصة الفريدة والمميزة ما يسعنا إلا أن نعلن ونقول جهارا ً : أن بطريركية الروم الأرثوذكس هي منارة مشعة لبشارة الخلاص ، كما يقول السيد المسيح على لسان الإنجيلي يوحنا البشير : ” أحبوا أعدائكم ، باركوا لعينكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم “. فهذه هي قمة المحبة والبذل والعطاء .

إن القديس جوارجيوس ، وفي ذروة جهاداته وأتعابه وآلامه التي تكبدها بسبب إيمانه القويم ، كان يطلب من صميم قلبه ، إلى الرب يسوع المسيح الغفران والصفح عن جلاديه ومبغضيه ومضطهديه . وهذا إشارة دامغة على صحة وثبات الإيمان المسيحي الراسخ في نفوس المؤمنين الحسني العبادة .

هذا الاحتفال لا يقتصر على سكان مدينة اللد فقط ، إنما يضم بين جناحية جميع البلدان والدول في العالم الأرثوذكسي ، والذين يشاركوننا اليوم في هذا الاحتفال البهيج ومنهم :

سفير دولة جورجيا في اسرائيل المحترم

سفير دولة روسيا في اسرائيل المحترم

سفير دولة اوكرانيا في اسرائيل المحترم

وفد من السفارة اليونانية

مدينة اللد هي إشارة لامعة لكونها مدينة مقدسة على المستوى العالمي، ليس للمسيحيين بل للمسلمين واليهود ولجميع المؤمنين أبناء إبراهيم أب لآباء .

نشكر رئيس بلدية اللد السيد يئير نيتسان
قائد الشرطة ، معلمة وأعضاء سرية الكشاف الأرثوذكسي باللد .

وأخيرا ً ، وليس أخر ا ً نشكر رئيس مجلس الطائفة الدكتور يوسف حنحن وأعضاء المجلس الكرام ، ونشكر قدس الأرشمندريت صفرونيوس راعي كنيسة الروم الأرثوذكس في اللد ، وجميع الذين شاركونا هذا الاحتفال المهيب .

نطلب شفاعات القديس جوارجيوس لأن يحل السلام الحقيقي سلام المسيح في نفوسنا ، لكي نرتقي في معارج الفضيلة والكمال لنحظى بالملكوت السماوي . آمين

وكل عام وانتم بخير .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر على يد شادي خشيبون




الاحتفال بعيد القديس يعقوب أخ الرب في البطريركية

في يوم السبت, 5 تشرين ثاني 2011, احتفلت البطريركية الأرثوذكسية الأورشليمية بذكرى القديس يعقوب أخ الرب الذي هو بمثابة أول أساقفة أورشليم.
إن هذا الاحتفال, واحتفال تتويج أم الكنائس قد أقيم في كنيسة القديس يعقوب, الواقعة بين البطريركية (أخوية القبر المقدس) وبين كنيسة القيامة العظيمة. هذه الكنيسة التي منذ سنوات عديدة تحت رعاية البطريركية وتقام بها القداديس اللاهية من قبل الأرثوذكسيين المقيمين في أورشليم. حيث أقيمت في هذه الكنيسة في ساعة المساء صلاة الغروب برئاسة غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث.
وفي يوم العيد نفسه أقيم القداس الإلهي الذي ترأسه أيضا البطريرك, نيافة المتروبوليت كابيتولياس اسيخيوس, نيافة رئيس أساقفة قسطنطين اريسترخوس, نيافة رئيس أساقفة سيباستياس ثيوذوسيوس, اباء متوحدين التابعين للقبر المقدس و عدد من قيادة العرب والروس ومن الكنيسة الأرثوذكسية البرتغالية, كما وشارك في هذا الاحتفال القنصل اليوناني العام في أورشليم السيد سوتيريوس اثاناسيوس.
وفي هذا القداس قام غبطة البطريرك بمخاطبة المصليين شارحا لهم عن القديس يعقوب أخ الرب, الذي يعتبر أول أساقفة كنيسة أورشليم, وقائد أول مجمع رسولي الذي أقيم في أورشليم عام 49 ميلادي في أورشليم.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم
كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث
بمناسبة عيد القديس يعقوب أخي الرب 2011/11/05

” أنك بصفة تلميذ للرب إقتبلت الإنجيل وبصفة شهيد لا ترد خائيا ً . وبصفة أخ للإله لك الدالة عليه. وبصفة رئيس كهنة لك حق الشفاعة . فتشفع الى المسيح الإله في خلاص نفوسنا “. (طروبارية القديش).

أيها الأخوة الأحباء بالرب
أيها المسيحيون الورعون ، والزوار الحسني العبادة
تفرح اليوم كنيسة المسيح وخاصة الكنيسة الأورشليمية يتذكار القديس الشهيد في الكهنة يعقوب أخي الرب أول رؤساء أساقفة أورشليم .
تفرح الكنيسة الأورشليمية المقدسة لأن أول رعاتها ومعليمها ومدبرها في الأسرار الروحية هو الرسول يعقوب الذي يعتبر شهيد صادق للحقيقة غير الرفوضة، لأن الكنيسة في مبناها الروحي بشرية إلهية ، فهي الكلمة المتجسد لله الآب أي المسيح الذي هو إلى دهر الداهرين، فهذه الكنيسة البشرية الإلهية هي الكنيسة التي حسب كلام الرب يسوع : ” وأبواب اجحيم لن تقوى عليها ” (متى 16: 18).
بكلام آخر أيها الأحباء ، بوابوا الجحيم ، هو الموت ، ويشكل أوضح هم الأعداء المنظورين وكذلك المخربين الذين لم ولن يستطيعوا النيل من الكنيسة وثباتها ، هذا لأن الكنيسة مؤسسة على دم الفادي والمخلص يسوع المسيح الذي سفكه على عود الصليب المحيي، وأيضا ً بدماء الشهداء القديسين الصديقين الأمينين للمسيح . ومن نخبة هؤلاء الصديقين ، القديس الرسول يعقوب أخي الرب الذي نكرمه في هذا اليوم . لأن السيد المسيح رسمه أول أسقف ، ووضعه على كرسي الخلافة الرسولية للكنيسة الأورشليمية .
إن الشخصية الرسولية والكهنوتية المميزة للقديس يعقوب أخي الرب تم التأكيد على سماتها كما سمعنا من الأنجيلي متى البشير ، وأيضا ً من الحكيم الرسول بولس .
وحسب الإنجيلي متى ، عندما كان الرب يسوع المسيح يعلم الجماهير بالمجمع ، إستغرب هذا الشعب قائلا ً : من أين له هذه الحكمة وهذه القوات ؟! ” أليس هذا ابن النجار ، أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي ويهوذا . أوليست أخواته جميعهن عندنا . فمن أين لهذا هذه كلها” (متى 13 :55).
وحسب الرسول بولس : ” ولما سر الله الذي أفرزني … أن يعلن إبنه في لأبشر به بين الأمم … بعد ثلاث سنوات صعدت الى أورشليم لأتعرف ببطرس … ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب
أخي الرب “.
إن المفسر زيجابينوس الذي يناقش ويحاور شهادة بولس الرسول هذه ينظر ويقول : ” هذا الرسول يعقوب كان أسقف المؤمنين الذين في أورشليم ، وأيضا ً كان يعتبر أخ الرب لأنه إبن يوسف خطيب مريم” .
إن تفسير زيجابينوس يحتم علينا المزيد من الإنتباه ، لأن القديس يعقوب يظهر كأسقف لا تربطه أية صلة أو علاقة دموية أو قومية مع أعداء المؤمنين في الكنيسة ، لكن بحسب رحمة الله بغسا العماد ومن خلاله نولد ثانية بفعل الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا يسوع المسيح مخلصنا كما يكرز الرسول الحكيم بولس : ” لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسا الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا ” (تيطس 3: 5-6).

بكلام آخر أيها الأحباء

الذي يولد ثانية ومن خلال عماد المسيح، هو الذي يختم بختم موهبة الروح القدس ، هكذا يأهل لينضم ويكون من الجيل الإلهي . إذا ً يعترف به كمواطن لمدينة الله يعني مواطن لكنيسة المسيح ، لذلك قديسنا الرسول يعقوب يحثنا على أن نبعد من كل محاباة قائلا ً : ” يت إخوتي لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة “. نقول بشكل أوضح : يا أخوتي يجب عليكم التمسك بالصراحة ، وكذلك في محبة الله الكاملة من خلال الحياة المعاشة يوميا ً والتي تشمل كل أطر الحياة . من خلال العبادة الحسنة والقيام بها على أكمل وجه .
لأن هذه الأمور لا تتماشى وأعمال المحاباة، تلك التصرفات التي تفضل أشخاصا ً وتخصصهم كنتيجة لرداءه التفكير والتي تقتصر على غير المؤمنين الذين لا يتبعون إيمان ربنا يسوع المسيح .
هذا الكلام للقديس يعقوب أخي الرب يستبان منه التسوية الكاملة للمسيحيين الي ينبع إيمانهم من معين الأيمان في ربنا يسوع المسيح رب المجد .
نحن نسأل أنفسنا أيها الأحباء : ما هو معين الإيمان في المسيح رب المجد؟
هي الرحمة والشفقة للأخوة ” لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة . والرحمة تفتخر على الحكم ”
(يعقوب 2: 1) .

الشفقة والرحمة لا تخاف من حكم الدينونة لكنها تفتخر عليها فهي ضد الدينونة لأنها تغلبها وبجدارة ، كونها أقوى منها بما لا يقاس ، فالدينونة هنا هي دينونة الله العادل .

بكلام آخر الإيمان الحقيقي بالمسيح يتماشى بأعمال المحبة والصدقة ( يعقوب 2: 14) . ” ما المنفغة يا إخوتي يقول الرسول يعقوب من الإيمان بدون أعمال” . هل يستطيع الإيمان أن يخلص بدون أعمال “.

إن القديس يعقوب أخي الرب لكي يبرهن وبنجاعة عن الرباط الكامل ما بين الإيمان والأعمال ، يتخذ من رباط الروح والجسد في الإنسان مثالاً جليا ً وواضحا ً فيقول :” لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضا ً بدون أعمال ميت” . ( يعقوب 2: 26).
هذا بالتدقيق إيمان أعمال المحية لمخلصنا يسوع المسيح الذي له نحن مدعوون لكي تستقر فينا ، وأيضا ً يا أخوتي بدون المحاباة . فعلا ً بالحقيقة نريد أن نعتبر نفوسنا تلاميذ وشهداء التعاليم الروحية للشهيد في الكهنة والرسول ، ومدبر الأسرار الروحية يعقوب أخي الرب أول رؤساء أساقفة أورشليم .

نتضرع إلى الشهيد الذي سفك دمه من أجل المسيح مشاركا ً إياه بالشهادة ، والعظيم في إيماننا ، ومع المرنم نقول:
هلموا يا حسني العبادة نمتدح كلنا أخا الرب بالأناشيد فرحين . ونغبطه عن صدق إيمان ، فإنه قام أول متبوىء في المسيح لسدة صهيون الأسقفية الألهية . فأبهجها ببهاء كل الأعمال الفاضلة والأقوال الإلهية والمواهب وصنع العجائب . فلنهتفن نحوه قائلين يا كاروز المسيح يعقوب تشفع إلى المسيح الإله . طالبا ً أن يهب الزلات للمعيدين بلحفة لتذكارك المقدس .

 

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
ترجم من اللغة اليونانية على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة إنتخاب المجلس الجديد في الناصرة 23/11/2011

“فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل ، فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح “. هكذا يقول بولس الحكيم (2 كورنتوس 12 :9) .

أيها الاخوة الأحباء بالمسيح يسوع ،

نعمة الله والقوة التي حلت على والدة الاله وأم الله جمعتنا كلنا إكليروسا ً وشعبا ً في هذا الإحتفال التمجيدي والشكري ، أي الإفخارستي بمناسبة حصول مجلس الطائفة المحترم الذي أهل بصورة شرعية وكاملة لمرة أخرى ، لإدارة كنيستنا كنيسة البشارة في مطرانية الناصرة .

إن التاريخ البشري على مدى عصوره لا ينكر أو يرفض حقيقة وجود الكنيسة التي هي جسد المسيح الإله – الإنسان ، فهذه حقيقة دامغة وواقع أكيد . يسقط أمام أصالتها كل تحد وكل إنكار ذميم في هذا الزمان الحاضر أو في الماضي القديم.

بالنسبة لهذه الحقيقة : فإن الشهادة الصادقة ما هي إلا للكنيسة ، كنيسة المسيح وبالأخص بطريركية الروم الأرثوذكس الأورشليمية الأصلية في إنتمائها التاريخي والروحي والتبشيري والمسكوني.

شهادة البطريركية الأورشليمية نابع من معين الخبرة الرسولية والكرازية الخلاصية حسب الرسول بولس : فمن خلالها أعطي شوكة في الجسد لئلا يفتخر (2 كور 12: 7) ، وكذلك حسب إعترافه هو : ” من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن تفارقني عذع الشوكة . فقال لي : تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل ” (2 كور 12 : 8-9 ).
هذه الشوكة ( في الجسد) نحملها نحن أيضا ً الذين من خلال رحمة الله أهلنا لنكون خدام وشهداء للمسيح في خلافة السدة الرسولية ليعقوب أخي الرب . نقول هذا لأنه نحن كأناس خاملين ، حاملين سمات الجسد وساكنين في العالم ، لذا فنحن نعتبر كلا شيء من خلال تفحصنا لنفوسنا وقدراتنا ، وايضا ً لم ولن نستطيع أن نعمل شيئا بدون مؤازرة النعمة الإلهية وقوتها التي تكمل ضعفاتنا. هذا هو بالتدقيق القوة الواعدة من المسيح إلى تلاميذه ورسله الأطهار ، فهو المكون الإلهي لكنيسته وهو القائل ” لكنكم ستنالون متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا ً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض” (أعمال 1: 8).

نعم أيها الأخوة الاحباء ،
حضور المسيح يعني الشهادة الحية للمسيحية في الأرض المقدسة من خلال الكنيسة ، هي عمل قوة الروح القدس الذي حل على أولئك الذين يتحملون سر الايمان – بالمسيح المصلوب والمقام – بضمير نقي كما يقول بولس الحكيم : ” ولهم سر الايمان بضمير طاهر” ( 1 تيمو 3 : 9 ).
بكلام أخر أيها الأخوة الأحباء، لا يكفي الإعتراف بإسم المسيح بالشفاه فقط ” ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات ، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات” ( متى 7: 21).
هذا يعبر عن الرياء ، كما يقول السيد المسيح في لسان أشعياء النبي : ” يا مراؤون حسنا ً تنبأ عنكم إشعياء قائلاً: يقترب إلي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا ً . وباطلا ً يعبدونني” (متى 15: 7-9).

إخوتي الأحباء

هذا وقت لنستفيق ، يعني أن نعود إلى نفوسنا كوننا نعيش من خلالها في أوقات وأزمنة صعبة كما يقول بولس الرسول : ” لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين دنسين … محبين للذات دون محبة الله ، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها وقوة الايمان القويم ” (2 تيمو 3: 2-5).
لنا هذا الكنز المنير والكلي المجد لهذه المعرفة، كما يقول الرسول بولس: هذه الإنارة داخل جسدنا المتفكك الترابي، تؤكد وتثبت عظمة القوة وفعلها التي تغلب ل القوى والمخاطر والحواجز، هذه الإنارة مصدرها الله ، لا الإنسان بضعفاته وسقطاته وأوهانه . ” لكن لنا هذا الكنز في أواني خزفية ليكون فضل القوة لله لا ن ” (2 كور 4: 7) .
الاواني الخزفية التي داخلها الكنز الالهي الذي لا يقدر بثمن هي كنيسة المسيح. ففي هذا الوضع الراهن الخصوصي من الناحية الإجتماعية السياسية للمسيحيين في الشرق الاوسط ، وخاصة المسيحيين القاطنين في الأراضي المقدسة هذا الكنز هوبطريركية الروم الارثوذكس الأورشليمية . يعني الكنيسة للأماكن المقدسة ، ففيها الشهادة لبشارة العذراء في الناصرة والشهادة للحدث الميلادي المقدس والعجيب في بيت لحم ، والصليب والقيامة لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح في أورشليم .
” هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الأخوة معا ً ( مز 132: 1).
هوذا فعلا ً يقول النبي داوود ما أحلى وما أجمل أن يسكن الأخوة سويا ً بتناغم وانسجام وتوافق.
وما أحلى وما اجمل أن يسكن الأخوة معا ً فيما يكون مرتبطين لا بقرابة طبيعية بل برباط الايمان لا بالقرابة الطبيعية بل برباط قوة الروح القدس حسب ما يقول المرنم .
نحن حاملين كنز القوة الإلهية التي تكمل بالضعف ، مجد وشكر نرسل الى ابن الله الآب وابن العذراء مريم ربنا يسوع المسيح . أمين




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث كلمة شكر بمناسبة إنتخاب المجلس الجديد في الناصرة 23/11/2011

“والآن أستودعكم يا إخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثا ً مع جميع القديسين. فضة أو ذهب أو لباس أحد لم أشته “. (أعمال 20: 32 -33 ).

نيافة متروبوليت الناصرة والأخ في المسيح ، كيرياكوس.
رئيس مجلس طائفة الروم في الناصرة المنتخب الدكتور عزمي حكيم.
الاخوة الأجلاء أعضاء مجلس الكنيسسة
الحضور الكريم.

بكلام القديس بولس الرسول هذا، نعمة وسلام لكم، وبهذه الأجواء السارة نهنئكم ونفرح وإياكم بهذه المناسبة التي فيها تم إنتخاب مجلسكم لفترة جديدة أخرى ، وجلوسكم للإدارة الرشيدة في تتميم أعمال الطائفة التي تعتبر ذات أهمية كبيرة ومسؤولية صعبة وجسيمة .

إننا نستأنف كلام بولس الحكيم لأنه يوصينا أن نفرح مع الفرحين (رومية 12: 15) . وخاصة بالمناسبة التي من خلالها الرعية المسيحية للروم الأرثوذكس في الناصرة أودعت ثقتها فيكم بإقتراعها لكم بصوتها الكريم، حتى تتمموا ما تصبو إليه هذه الطائفة وما تتوق لأن يتحقق من خلال إهتمامكم الغيور المتضافر مع رغباتهم المباركة .
إستلامكم لزمام مجلس طائفتنا المحترمة في أوقات صعبة ، وأيضا ً وقت مقبول حسب الرسول بولس ، من ناحية في أوقات صعبة بسبب الأمور التي لا يمكن التنبؤ بها وبالأحرى تهدد التطورات الإجتماعية والسياسية التي تحدث الآن في الشرق الأوسط وخاصة في منطقتنا.

من ناحية وقت مقبول، فالآن بواسطة المطرقة نقوم ببناء وتقويم أسس التعاون والوفاق بين الإكليروس والشعب، وبين الطائفة والبطريركية.

نقول هذا لأنه ظهرت بأجلى بيان أن وحدة الرعية المسيحية وانتمائها الروحي والكنسي هي إنبثاق حتى هذا اليوم في الإنسجام والإتفاق والتعاضد ، الذي يتأسس بالحوار من خلال محبة المسيح وابتغاء الحقيقة .
وبالاضافة ، هذه التعاون يرتكز على وصايا المسيح الذي يقول : ” ومن أراد أن يكون فيكم أولا ً فليكن لكم عبدا ً . كما ان ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدُم وليبذل نفسه عن كثيرين ” ( متى 20: 27-28).

نحن نقول وبدون شك أن عدو الكنيسة ، هو عدو إتحادها ووفاقها وتعاضدها. ” لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتسما ً من يبتلعه “. (1 بط 5 : 8).
نحن لا نهاب لأنه لنا رئيس الايمان غالب الموت المسيح المصلوب والمقام لأننا نلقي عليه جل همومنا وإهتماماتنا.

وأخيرا ً ننهي كلامنا بقول بطرس الرسول القائل : فقاوموا العدو وقواته بالإيمان عالمين أن نفس هذه الآلام تجري على إخوتكم الذين في العالم.

نقدم تهانينا وغبطتنا وبركتنا الرسولية والأبوية ، داعمين نشاطاتكم وجهودكم البنائة والفعالة . أمين