1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تدشين القاعات في خربة الوهادنة

السيد علي عزام محافظ منطقة عجلون
قائد الشرطة ومدير المخابرات
رئيس البلدية المحترم
الآباء الأجلاء….الحضور الكريم

أولا وبادئ كل بدء نشكر ومن صميم قلوبنا جلالة الملك المعظم عبد الله الثاني, فاليوم وبارتياح وسلام عميق نعبر عن فرحنا وغبطتنا, كوننا تحت رعايته الحكيمة والنبيلة وتحت إدارته الرشيدة, والبصيرة الهادفة لإضفاء منهج الحرية والديمقراطية والتي ينعم بها المسلمون والمسيحيون على حد سوء, والتي تعبر عن النسيج الاجتماعي الحقيقي المميز ليكون عبرة ومثالا ونموذجا يحتذى به.
وفي هذا الحدث الخاص لا بد وان نتكلم عن فضائل النبي إيليا المجيد, نبي العدالة والمحبة, فالنبي إيليا الذي حارب كهنة البعل كانت غيرته الإلهية مليئة بالمحبة والعدالة واليمان.
في هذا اليوم المبارك يعمنا فرح كبير وتمل قلوبنا غبطة جياشة, بهذه المناسبة العطرة, والتي فيها يتم وضع حجر الأساس لبناء برج المعرفة, المعرفة التي تجلب معها النور الإلهي الوضاء, الذي يضيء خلجات القلب والنفس, فالنبي إيليا مثلا هو الإنسان الذي عرف وأدرك النور الإلهي, الذي ارشد خطواته نحو معارج الفضيلة والكمال.
إن بطريركية الروم الأرثوذكس, بعراقتها المميزة, وانتمائها التاريخي الأصيل, لا تدخر وسعا في دعمها واهتمامها لأبنائها الأعزاء أينما كانوا. فإننا نلاحظ هذا البذل والعطاء لأبنائها في هذا الوطن الغالي, في جميع الميادين: الروحية والدينية والثقافية والحضارية والتربوية وما إلى ذلك… متجسدا في تتميم بناء هذا الصرح العظيم ليكون الشعلة والنبراس للمعرفة السباقة لتؤمن وافر الفرص والإمكانيات لمواكبه الحضارات الراقية, لتوصل أبناءها إلى الكمال في العلوم والتقنيات وفي كل مجال.
وبهذه المناسبة الخاصة نقدم خالص شكرنا وتقديرنا لابننا الروحي الياس حداد راعي هذه الكنيسة الموقرة, لما يبديه من سعي حثيث, واهتمام كبير لتثبيت دعائم هذه الرعية الكريمة.

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الارثوذكسية
نشر على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رفع الصليب الكريم المحيي 27/9/2011

ليس من شيء أعجب من صليب المسيح, فان كل أعمال المسيح ومعجزاته عظيمة جدا وإلهية, بيد أن أعجبها كلها صليبه الكريم” كما يقول القديس يوحنا الدمشقي.
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح يسوع
أيها الزوار الحسني العبادة
تحتفل كنيستنا المقدسة بهذه المعجزة, معجزة الصليب الكريم المحيي لمخلصنا يسوع المسيح, لأنه في هذا العيد المكرم احتفل القديس مكاريوس بطريرك المدينة المقدسة أورشليم برفع عود الصليب الكريم المحيي, الذي وجدته القديسة هيلانة المعادلة الرسل, عند زيارتها الأراضي المقدسة بحثا عن عود الحياة للفادي يسوع المسيح.
من أعظم معجزات السيد المسيح هو صليب المسيح الكريم المحيي, فهو اكبر العجائب قاطبة, لأنه وكما يقول القديس يوحنا الدمشقي: فلولاه لما بطل الموت أبدا, ولا انحلت خطيئة أبينا الأول ولا سلب الجحيم ولا منحت القيامة… ولا صرنا أبناء الله وورثته لولا كان بصليب ربنا يسوع المسيح, لان كل شيء اصطلح, ولذا فان الرسول بولس يقول: “إن كل من اصطبغ منا في يسوع المسيح اصطبغ في موته” و “نحن جملة من اعتمدنا في المسيح قد لبسنا المسيح”. و “المسيح قوة الله وحكمة الله”. فهوذا المسيح – أي صليبه – قد ألبسنا حكمة الله وقوته الاقنومية.
إن سر التدبير الإلهي, (أي تجسد كلمة الله), لم يعتبر أبدا انه مؤامرة قد أحيكت أو جهالة قد اعيثت, مثلما البس عود الصليب برفيرا كاذبا من رفض وصد, لكن الصليب, اظهر وبأجلي بيان قوة الله وحكمة الله, وذلك بالانتصار والغلبة: على قوى الموت والفساد وأبدية المقاوم الشيطان.
اليوم أصبحنا اكليروسا وشعبا مستحقين: للسجود للعود الكريم حقا والمستحق الذي قرب عليه المسيح ذاته مذبوحا لأجلنا, قد تقدس الجسد والدم الاقدسين. فلندخل إلى مساكن الرب, أي المكان حيث وطأت قدميه الطاهرتين, أي الجزء ألخلاصي, والقبر المعطي الحياة.

لأنه السر العظيم الخلاصي للإنسان ، تكمل مع الموت الصليبي لكلمة الله وقيامته من بين الأموات .
من ناحية أخرى يؤكد هذا الحدث من الرسول بولس الذي يقول بشكل قاطع : ” ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة” (1 كورنتوس 1: 23).

نعم أيها الأخوة والأحباء

صليب المسيح هو عثرة وجهالة ، فنحن نتسائل لمن يكون الصليب إذا ً عثرة ُ وجهالة ٌ؟ !
الصليب يكون عثرة وجهالة ، ااذين ينكرون وجود الله وخاصة الذين يفحصون السر الإلهي وخاصة سر التدبير الإلهي بالمسيح. بدون قوة الإيمان.
” فإنه لا يمكن الخلاص بدون الإيمان. وبالإيمان يقوم كل شيء بشريا ً أم روحيا ً … فبلإيمان نفهم خروج كل شيء من العدم إلى الوجود بقوة الله، وباالإيمان نقدر كل الإلهيات والبشريات قدرها. فإن الإيمان إقتناع لا يتخلله أبحاث فارغة” (القديس يوحنا الدمشقي).
الإيمان عمليا ً هو إقتناع بدون أبحاث ، أي بدون فحص وتنقيب لمجرد التنقيب والفحص. لكن بالأحداث والأشياء التي تتعلق بالأمور الإلهية، أي قوة الله. ” لأن كل ما يتعلق بالله هو فوق الطبيعة والنطق والتفكير”. يعلم القديس يوحنا الدمشقي عند كرازته للقديس بولس الحكيم في رسالته إلى أهل كورنتوس( 1كو 1 : 18, 19-21 ) قائلا ً: ” فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله ، لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء” (أشعياء 29: 14). ويستمر بالقول أيضا ً : ” لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة. إستحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة”.
بكلام أخر ، الإيمان بصليب المسيح يتضمن فحوى الكرازة والتعليم الخلاصي للإنسان . بشكل محدد هذه الكرازة تحوي المكان والطريقة لخلاص الإنسان. فالمكان هو الجلجثة أي الكنيسة حيث غرس الصليب وأسكب عليه دم الفادي الإلهي الثمين : أما الطريقة فهي المأكل والمشرب لجسد ودم المسيح القائم من بين الأموات بقوة الصليب المعطي الحياة.

صليب المسيح أيها الاخوة الأحباء يعني : التواضع في أبعد حدوده” فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع”. (متى 23: 12 ).

هذه بالتدقيق قوة وعمق وغنى التواضع ، صليب المسيح يشمل قوة وعمق وغنى التواضع ، فالمسيح وكما يكرز من خلاله الرسول بولس يقول : ” وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب . لذلك رفعه الله أيضا ً وأعطاه إسما ً فوق كل إسم “. (فيلبي 2 : 8-9 ).

لقد أصبحنا مستحقين لهذا الرسم ، يعني الإسم الخلاصي للمسيح الذي صلب بالجسد وقام من بين الأموات ، ومع مرنم الكنيسة نصرخ ونقول:
” أيها المسيح لأجلنا إستقبلت الدينوية … وصعدت على الصليب الكريم ، فأنت الآن أهدنا صليبك الكريم المدافع والمحامي عنا ، والذي يطرد الشياطين ويصدهم ، فإننا جميعا ً نحتضنه بشغف ٍ ووقار صارخين إليه: خلصنا أيها الصليب بقوتك ، قدسنا أيها الصليب بلمعانك ، قوينا عند إرتفاعك ، لأنك وهبت لنا النور المحيي المؤدي لخلاص نفوسنا .

كل عام وانتم بخير




الاحتفال بعيد رفع الصليب المقدس

في يوم الثلاثاء 27 أيلول 2011, احتفل في البطريركية الأرثوذكسية الأورشليمية بعد رفع الصليب المكرم العالمي وفقا للمنهاج المتبع منذ قرون عديدة.
ان الاحتفال بذكرى رفع الصليب المكرم يرجع إلى عام 326 بعد الميلاد, عندما رفع رئيس أساقفة أورشليم مكاريوس والقديسة هيلانة الصليب المقدس الذي قد وجد في منطقة بجانب القبر المقدس على يد القديسة هيلانة.
أثناء افتتاح كنيسة القيامة التي استمر بناءها بين السنوات 326 – 336 وقد كان الهدف من رفع الصليب المقدس لكي يستطيع رويته ليس فقط الموجدين بقربه بل آخرون أيضا الموجدون على بعد منه.

في ما يلي كلمة غبطة البطريرك اثناء الاحتفال
كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رفع الصليب الكريم المحيي 27/9/2011
“ليس من شيء أعجب من صليب المسيح, فان كل أعمال المسيح ومعجزاته عظيمة جدا وإلهية, بيد أن أعجبها كلها صليبه الكريم” كما يقول القديس يوحنا الدمشقي.
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح يسوع
أيها الزوار الحسني العبادة

تحتفل كنيستنا المقدسة بهذه المعجزة, معجزة الصليب الكريم المحيي لمخلصنا يسوع المسيح, لأنه في هذا العيد المكرم احتفل القديس مكاريوس بطريرك المدينة المقدسة أورشليم برفع عود الصليب الكريم المحيي, الذي وجدته القديسة هيلانة المعادلة الرسل, عند زيارتها الأراضي المقدسة بحثا عن عود الحياة للفادي يسوع المسيح.
من أعظم معجزات السيد المسيح هو صليب المسيح الكريم المحيي, فهو اكبر العجائب قاطبة, لأنه وكما يقول القديس يوحنا الدمشقي: فلولاه لما بطل الموت أبدا, ولا انحلت خطيئة أبينا الأول ولا سلب الجحيم ولا منحت القيامة… ولا صرنا أبناء الله وورثته لولا كان بصليب ربنا يسوع المسيح, لان كل شيء اصطلح, ولذا فان الرسول بولس يقول: “إن كل من اصطبغ منا في يسوع المسيح اصطبغ في موته” و “نحن جملة من اعتمدنا في المسيح قد لبسنا المسيح”. و “المسيح قوة الله وحكمة الله”. فهوذا المسيح – أي صليبه – قد ألبسنا حكمة الله وقوته الاقنومية.
إن سر التدبير الإلهي, (أي تجسد كلمة الله), لم يعتبر أبدا انه مؤامرة قد أحيكت أو جهالة قد اعيثت, مثلما البس عود الصليب برفيرا كاذبا من رفض وصد, لكن الصليب, اظهر وبأجلي بيان قوة الله وحكمة الله, وذلك بالانتصار والغلبة: على قوى الموت والفساد وأبدية المقاوم الشيطان.
اليوم أصبحنا اكليروسا وشعبا مستحقين: للسجود للعود الكريم حقا والمستحق الذي قرب عليه المسيح ذاته مذبوحا لأجلنا, قد تقدس الجسد والدم الاقدسين. فلندخل إلى مساكن الرب, أي المكان حيث وطأت قدميه الطاهرتين, أي الجزء ألخلاصي, والقبر المعطي الحياة.
نشكر ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح, ومع المرنم نصرخ قائلين:
أيها المسيح لأجلنا استقبلت الدينونة, … وصعدت على الصليب الكريم, فأنت ألان أهدنا صليبك الكريم المدافع المحامي عنا, والذي يطرد الشياطين ويصدهم, فإننا جميعا نحتضنه بشغف ووقار صارخين إليه: خلصنا أيها الصليب بقوتك, قدسنا أيها الصليب بلمعانك, قوينا عند ارتفاعك, لأنك وهبت لنا النور المحيي المؤدي لخلاص نفوسنا.
كل عام وانتم بخير


ngg_shortcode_0_placeholder




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد ميلاد والدة الإله 2011/09/24 في مدينة سخنين

قدس الأب الفاضل صالح خوري
السيد مازن غنايم رئيس بلدية سخنين
الأخوة الأجلاء رئيس وأعضاء مجلس الكنيسة
الحضور الكريم .

إن عيد مولد سيدتنا والدة الإله الفائقة القداسة الدائمة البتولية مريم ، هو عيد مميز إذ إنه عيد رسمي لهذه الكنيسة المقدسة ولهذه المدينة الشامخة سخنين، فنشكر ربنا وإلهنا الذي أغدق علينا بوافر بركاته ، لنجتمع سوية بإحتفال مهيب بهذا العيد الخلاصي .

فعيد ميلاد العذراء لهو بشارة سارة ، لكونه إشارة لميلاد آخر لهذه المدينة مدينة سخنين، التي يرتقي مواطنوها بإنتمائاتهم نحو معارج الكمال والفضيلة .

الكنيسة : هي مكان الصلاة والعبادة التي تربط الأرض بالسماء ، وأيضا ً هي الرابط الفعال بين الإنسان لا بل لجميع البشر والبشرية قاطبة . فهي توحد البشرية لما يرضي الله والقريب.
ومن هو القريب: القريب هو كل إنسان خلق على وجه الأرض بدون إستئناء . فالقريب يتجاوز حدود الدين والطائفة والقومية والإنتماء ، فكل إنسان هو قريب لأنه من خليقة الله.

لذا ولادة العذراء في ملء الزمان تعتبر هدية ثمينة قدمها الله للبشرية لأن الحياة هي أقدس الصالحات ، التي يطلبها الله منا .
فهذه الكنيسة التي يتم بنائها تعتبر ذخيرة وبركة وكنزاً فريدا ً لجميع القاطنين في هذه المدينة وضواحيها .

وهذت ما تؤكده وبشكل فعال وملموس بطريركية الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة تعبير ا ً لمحبتها الباذلة المعطائة السخية لمثل هذه المشاريع الروحية ، فهذا الصرح يعبر في مضمونه أيضا ً عن عبيق الأصالة الرومية ، لأن الرومية تنظر في بعدها المسكوني نظرة شاملة وجامعة ومتضامنة للجميع بدون إستثناء.

فالكنيسة الرومية الأرثوذكسية هي ليست بكنيسة ، قاصرة ، منطوية ، محدودة ، تخص فئة معينة .
وبمناسبة بناء هذه الكنيسة ، لا يسعني إلا أن اعبر بكل صدق وإخلاص إسمحوا لي أن أقول – هذا الحضور الكريم بالمؤمنين فيه من جميع الطوائف والديانات لهو أكبر شاهد على حضور عراقة العهدة العمرية التي تجسدت بين بطريرك الروم القديس صفرونيوس ، والخليفة عمرو بن الخطاب ، هذه العهدة كانت شاملة وجامعة ومتضامنة ، وما زال تأثير مفعولها يسري حتى يومنا هذا .
فهذه الكنيسة هي عربون للمحبة والوفاء والعطاء والبذل والسخاء والتعايش والسلام بين الجميع ، المسلمين، الدروز ، المسيحيون واليهود. لتصبح أخيرا ً هذه المدينة الأبية نموذجا ً يحتذى به من هذه الأرض المقدسة إلى جميع أرجاء العالم . أمين

وكل عام وانتم بخير




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد ميلاد والدة الإله 2011/09/21

” إن ميلادك يا والدة الإله بشر المسكونة كلها بالفرح . لأنه منك قد أشرقت شمس البر المسيح إلهنا . فنقض اللعنة . ووهب البركة . ولاشى الموت ومنحنا الحياة الأبدية ” (طروبارية العيد ).

أيها الأخوة الأحباء بالمسيح يسوع

تبتهج اليوم كنيستنا المقدسة بعيد الحدث الخلاصي المفرح للبشرية كافة ألا وهو ميلاد القائقة القداسة والدة الإله الدائمة البتولية مربم . لأن هذا الحدث هو ينبوع الفرح ، لأنه أشرق شمس العدل المسيح إلهنا من العذراء البتولية مريم .
إن حكماء العالم قد أنذروا مسبقا ً عن إشراق شمس العدل ، وكذلك الأنبياء القديسين قد سبقوا وتكلموا بعد أن لاحظوا من ذي قبل وبـجلى بيان هذه الحقيقة كما أعلنها النبي أشعياء البوق الإلهي العظيم : ” يعطيكم الرب الإله آية ، ها العذراء تحبل وتلد إبنا ً وتدعو إسمه عمانوئيل ( أشعياء 7: 14).

أما النبي حزقيال فيقول : ” فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقا ً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا ً ” (حزقيال 44: 2 ).
في كلام الأنبياء هذا ، لاحظ آباء الكنيسة القديسين وبإلهام خاص، البتولية الدائمة للعذراء والدة الإله مريم .

إن البتولية الدائمة لوالدة الإله مريم: هي الشكل الخاص والمميز الذي يساوي العلامة التي تقاوم للدعوة وللشركة فيه ( أي العذراء) يعني الدعوة بالروح القدس في سر تجسد كلمة الله ، أي خلاص الإنسان.

بالرغم من أن الحدث غير مدرك ، إلا أنه خاضع لشهادة ولتأكد من كلام الأنبياء ، وكذلك أيضا ً من أقوال الرب يسوع المسيح في الكتاب المقدس ، كما يقول المرنم إستفانوس إيجويوبوليس (إستفانوس الأورشليمي).
” اليوم حدث إبتداء خلاصنا يا شعوب. فها إن التي منذ الاجيال القديمة سبق تحديدها أما ً عذراء ، وإناء لله توافي مولوده من عاقر ، فقد نبتت زهرة من يسى وعصا من جذره “.

بكلام أخر مرنم الكنيسة يعلن لشعوب الأرض ، أنه اليوم يوم ميلاد والدة الإله أصبحت بداية لخلاص البشرية . فها إن العذراء نبطت من صخرةٍ عقيم ٍ لخلاص نفوسنا .

أيها الأخوة الأحباء ،

ولادة والدة الإله بالحقيقة بشرت مسبقا ً ، لإنجاز وتتميم بشارة دعوتها إلى خدمة سر التدبير الإلهي. أي تجسد كلمة الله . فولادة العذراء مريم لهي رباط قوي بدون إنقطاع ولا إنفصال مع سر خلاص الإنسان .

ولادة العذراء ، وهذا يتعلق أيضا ً بشكل غير مباشر مع حل لعنة الناموس ، هذه العنة التي فيها إشترانا المسيح الإله ، كما يقول الطوباوي بولس: ” المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة ” (غلاطية 3: 13).
بالإضافة وبشكل خاص ، تتعلق ولادة العذراء الدائمة البتولية مريم مع إبادة موت الخطيئة ، الموت الذي أدخل ليس محبة الله الكاملة ، لكن عدم الطاعة لمشيئة وإرادة الله ، وتعدي آدم القديم إلى وصايا الله ، كما يعلم الرسول بولس الحكيم : ” من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع ” .

القديس كيرللس رئيس أساقفة الأسكندرية يفسر كلام بولس الرسول هذا فيقول : ” الطبيعة أصبحت مريضة مع الخطيئة بعدم الطاعة للواحد يعني آدم ، هكذا أصبح كثيرون خطاة ، لكن ليس كأنهم أبيدوا سوية مع آدم ، لأنهم لم يكونوا موجودين معه أصلا ً ، لكن بسبب كونهم من نفس طبيعة آدم تلك الطبيعة التي سقطت تحت ناموس الخطيئة ” (باترولوجي جريكا 74.789 P.G ).

إن ولادة والدة الإله الدائمة البتولية مريم ، وبشكل واضح ، كما يقول مرنم الكنيسة : فإن الله قد أهداها الحرية أولا ً من ناحية والدها القديسين يواكيم وحنة إذ أعتقهما من عار العقرة ، وكذلك بالنسبة إلى الجدين الأولين آدم وحواء فقد أهداهم التحرر من موت الفساد أي الخطيئة ، هلموا إذا ً لماذا ولادة العذراء قد بشر الفرح للمسكونة كلها كما يعلن مرنم الكنيسة في طروبارية العيد المذكورة سالفا ً .

القديس يوحنا الدمشقي يمدح بطريقة ترنيمية وبطريقة موضوعية مجرى السياق لكل عيد يتعلق يشخص أم الله الفائقة القداسة فيقول : ” اليوم موسم بتولي يا إخوة . فلترقصن الخليقة طرباً وليزفنن الجنس البشري . فقد جمعتنا والدة الإله القديسة ذخيرة البتولية الطاهرة فردوس آدم الثاتي الناطق ، معمل إتحاد الطبيعتين ، موسم المصالحة ، الخدر الذي فيه إقترن الكلمة بالجسد ، السحابة الخفيفة حقا ً التي حملت بالجسد الجالس على الشاروبيم . ”

نعم أيها ألاخوة الأحباء

جمعتنا اليوم القديسة والدة الإله في هذا المكان المقدس ، من خلال الكنيسة لنشارك في هذا الإحتفال ( بالمصالحة الخلاصية ) فالإحتفالي يعني ( التجسد الإلهي ) حيث أن الله الكلمة أتم اقترانه بالبشرية من خلال دماء البريئة من كل عيب والدة الإله الدائمة البتولية مريم .

عظيم وعجيب فعلا ً بالحقيقة سر ولادة القديسة والدة الإله الذي نحتفل به اليوم .

فبتضرعات والدة الإله أيها المسيح إلهنا خلص نفوسنا ، وأغدق علينا سلامك وعدلك خاصة إلى هذا المكان الذي يخوض تجارب عديدة ومتنوعة ولجميع عالمك أيضا ً . آمين